اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

زينب قطوطة

Members
  • عدد المشاركات

    6
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

السمعه بالموقع

0 Neutral

عن العضو زينب قطوطة

  • الرتبه
    core_member_rank_2
  1. زينب قطوطة

    وداعاً مايا

    في معهد الكمبيوتر جمعتنا مقاعد الدراسة...في العشرين من عمرها متوسطة الطول ،بيضاء ،جميلة الملامح يزينها شعر أشقر ولها عينان خضراوان،كانت هادئة الطبع حسنة الخلق.. قررت أن أتعرف عليها اكثر فقد أعجبت بها كثيرا اقتربت منها :- -مرحبا.. أنا ناديا .. اسمك؟ -اسمي مايا.. -مايا هذا يعني انك …! -نعم نصرانية . -لا يهم .. المهم أن نكون صديقتين. وفعلا كان اللقاء وكانت الصداقة……كانت طباعنا متقاربة في كل شئ والعجيب أن مولدنا في يوم واحد! كنا لا نفترق نجتمع دائما إما في المعهد أو في النادي ، كانت تحب لعبة الاسكواش والتنس ، وأنا كنت احب ركوب الخيل أتدرب كثيرا حتى أصبحت فارسة ماهرة....ركبت معي مايا ذات مرة على الفرس لكنها سقطت … كنت أزورها كثيرا في منزلها وهي أيضا كانت تمكث معي في بيت جدتي الساعات الطوال حتى إن جدتي أحبتها كثيرا…استهواني الدين النصراني كنت أريد أن اعرف عنه كل شئ ، ذهبت معها اكثر من مرة إلى الكنائس كنت أسال عن أشياء لا افهمها وتجيبني عنها بإيجاز أما هي فكانت تجلس صامتة وعلى وجهها ملامح الحيرة … طلبت مني ذات يوم الذهاب معها إلي الكنيسة لتؤدي صلاة عيد القيامة لم أمانع أبدا!! كانت جذوري غير راسخة لم اكن اعرف قدر ما عندي! ذهبت معها .. كانت تختلس النظر إلي تريد أن ترى ردّة فعلي لم اعلق على شئ كان الذي يدور أمامي طلاسم محيرة لا أستطيع فهمها ….في اليوم التالي زرتها في منزلها تحدثنا وضحكنا كثيرا لم نكن نحسب للزمن حسابا المهم أن نبقى معا.. وعندما هممت بالانصراف لمحت عندها بعض الكتب التي تتحدث عن النصرانية دفعني الفضول إلى طلبها فوافقت مايا. أخذت تلك الكتب معي إلى المنزل وأنا في شوق لقراءتها فقد كنت احب أن افهم هذا الدين المليء بالألغاز . دخلت المنزل وسلمت على جدتي وجلست أتحدث معها ..كم احبها فهي الصدر الحنون الذي آوي إليه بعد أن انشغل عني والداي! وفي أثناء الحديث وقع نظر جدتي على تلك الكتب ودهشت عندما رأت الصليب مرسوما على الغلاف نظرت إلي في حدة وثارت في وجهي وصرخت بصوت عال وسبتني سبا شديدا ورمت بها في وجهي … مالها؟ لم أرها غاضبة من قبل لم اكن اعرف ماذا يجري وكل ما أدركته أن إحضاري لهذه الكتب خطا كبير وامر مزعج… اعتذرت إلى جدتي وفي اليوم التالي أرجعت الكتب إلى مايا وقلت لها إني قد قرأتها كان هذا خيرا لي فقد كانت جذوري غير راسخة اجهل الكثير عن ديني لم اكن اعرف الحجاب وافرط كثيرا في الصلاة وفي غرفتي كم هائل من أشرطة الغناء العربية والأجنبية وعلى جدرانها صور كثيرة لأهل الغناء والتمثيل وفي النادي امضي ساعات امتطي الحصان وفي نفسي جوانب كثيرة مظلمة أخفيها دائما عن الناس أحاول إخفائها عن نفسي !! كان الشيء الوحيد الذي يربطني بالإسلام هو إنني اذهب كل جمعة إلى المسجد لأشهد صلاة الجمعة مع المسلمين !! وفي ذات يوم بعد صلاة الجمعة رجعت إلى المنزل ووجدت صديقتي مايا جالسة مع جدتي تنتظرني جلسنا معا نتحدث ثم انصرفت جدتي لتعد الغداء اقتربت مني مايا وقالت لي إنها تريد بعض الكتب التي تتحدث عن الإسلام قلت لها: ولماذا؟ قالت إنها تود أن تعرف بعض المعلومات عن الإسلام اعتذرت لها فلم يكن لدي شئ من الكتب الدينية!! ولكني وعدتها بان احضر لها ما تريد .. في اليوم التالي ذهبت البيت والدي وبحثت في مكتبته فلم أجد سوى (القرآن الكريم بالتفسير) فأخذته وانصرفت ولم يعرف والدي ووالدتي باني جئت إلى المنزل ولم انتظرهما حتى يعودا من العمل ! حملت (المصحف المفسر) إلى مايا أخذته مني بلهفة وشكرتني على ذلك كثيرا.. ثم افترقنا.. في صباح اليوم التالي ذهبت إلى المعهد وكلي شوق للقاء صديقتي ..ولكنها لم تحضر!! ماذا جرى ؟! ازدادت مخاوفي وذهبت بيّ الظنون كل مذهب في اليوم الثالث لم تحضر مايا.. ما الذي حدث؟! أين هي الآن ؟! هل……………؟ قطعت كل التساؤلات وقررت أن اذهب إلى منزلها لأطمئن عليها طرقت الباب فإذا بمايا تستقبلني .. أنت بخير ..لقد.. لم تدع لي فرصة للحديث ولم تجبني عن شئ … ابتسمت لي وأخذت بيدي وخرجت بي مسرعة وذهبنا إلى بيت جدتي وكانت جدتي غائبة عن المنزل . في بيت جدتي تحدثنا قليلا ثم انصرفت لأحضر العصير رجعت إليها فاذا بها مطرقة الرأس غارقة في تفكير عميق شعرت بأنها تخفي شيئا… سر كبير من وراء تلك العينين الحائرتين اقتربت منها همست إليها .. - مايا مالك يا صديقتي ؟! - رفعت رأسها في تثاقل وقد ترقرقت عيناها بالدموع وقالت:تعبت يا ناديا تعبت… - من أي شي ؟! - صراع مرير يعصف في داخلي ! يكاد أن يقضي عليّ أصبحت اكره حياتي واكره وجودي في هذه الحياة! - مايا الذي جرى ؟! لم تكوني أبدا هكذا لماذا هذا الشعور الغريب؟ لماذا يا مايا؟ - نظرت اليّ وقد جرت على وجنتيها دمعتان مسحتهما بكفيها …وقالت :- سأخبرك يا ناديا عن كل شئ .. ولكن! - ولكن ماذا؟ - اتقسمين لي بأن يكون الأمر سرا بيننا وإلا تبديه لأحد مهما يكن … - أقسمت لها حتى اطمأنت عندما استجمعت قواها وكأنها تحاول أن تضع عن كاهلها حملا ثقيلا عدلت من جلستها ونظرت إلي وقالت : .. - ناديا أريد أن ادخل في الإسلام! - عقدت الدهشة لساني وقعت كلماتها عليّ كالصاعقة أدركت خطورة الأمر صرخت بها:- - ماذا؟!! - تسلمين ؟؟!… الإسلام؟! - أما تدركين خطورة هذا القرار؟! ماذا لو علم اهلك بهذا؟ - سوف يقتلونك حتما سيقتلونك… - نظرات الرجاء في عينيها تكسرت شيئا فشيئا أطرقت رأسها ووضعت وجهها بين كفيها وانهارت في بكاء شديد ثم تحشرج صوتها وأخذت تردد:- - حتى أنت يا ناديا.. حتى أنت يا صديقتي! لا تريدينني أن أرى النور! لا أحد يريد أن يأخذ بيدي رحماك يا رب، آه مما أنا فيه..كزورق تائه تتقاذفه الأمواج ولا من معين…… رحماك يا رب رحماك … وغرقت في بحر من الدموع وأنا مازلت حائرة !! أفكر فيما أرى واسمع ومخاوفي تزداد على صديقة العمر ..عالم مجهول ينتظرها !!قرارها هذا قد يفرق بيننا إلى الأبد بل قد يفرق بين روحها وجسدها..!!آه..ما أبشع المنظر عندما تصورتها جثة هامدة وقد قتلها اقرب الناس إليها لن يرحموها أبدا …لن…نشيجها المتصاعد يقطع عليّ مخاوفي المفزعة ..يكاد البكاء أن يقضي عليها ..آهاتها الحرى تقطع نياط قلبي ونظراتها العاجزة تتوسل إلي لمحت في عينيها صدق الرغبة أيقنت أنها قد اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه وأنا أيضا اتخذت قراري…اقتربت منها احتضنتها إلى صدري بشدة وقلت لها:- لا عليك يا صديقتي لا عليك.. ليكن لك ما تريدين... لن أتخلى عنك مهما كلف الأمر ..ساكون معك والله معنا.. النطق بالشهادتين أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله… كأنني اسمعها لأول مرة .. نطقتها مايا فلم تبق مني جارحة إلا وانتفضت لأول مرة اشعر بجلال هذه الكلمة! آه لم اكن اعرف قدر ما عندي !! توقفت عقارب الزمن عن الدوران وعشت مع مايا لحظات ليست من عمر الزمن غمرتنا السكينة من كل مكان وكان الملائكة من السماء تتنزل لترفع ذلك الإيمان الغض الندي إلى الملكوت الأعلى … انه التوحيد .. (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون). أشرقت شمس الإيمان .. تبدد الظلام..( إنما الله اله واحد) وداعا للخرافة .. وداعا للأوهام.. ثلاثة في واحد .. واحد في ثلاثة) .. ليل جاثم .. لن يصمد طويلا أمام الفجر الساطع: (قل هو الله أحد (1) الله الصمد(2) لم يلد ولم يولد(3) ولم يكن له كفوا أحد(4)) الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله ..لم اخسر شيئا..((ربحت محمدا ولم أخسر المسيح)). رسولان عظيمان في طريق واحد الطريق إلى الله.. لم يكن المسيح يوما إلها أو ابنا للإله إنما هو عبد الله ورسوله.. السر المحير في طبيعة المسيح يبدده شعاع من القرآن: ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون). الله اكبر .. الله أكبر .. اشهد أن لا اله إلا الله...اشهد أن محمدا رسول الله.. صوت الأذان يجلجل في كل مكان .. يا الله ! كم هزني هذا النداء! لطالما تمنيت أن استجيب له الحمد لله حان اللقاء.. سأقف بين يدي الله.. سأسجد له سأعترف له بذنوبي واسأله الغفران لست بحاجة إلى واسطة بيني وبينه انه ربي قريب مني ليس بيني وبينه حجاب: (وإذا سالك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليأمنوا بي لعلهم يرشدون). الحمد لله .. آن لهذه الروح الظامئة أن ترتوي.. عاشت مايا تلك التجليات وحلقت في تلك الأجواء كنت اشعر إنها بحاجة إلى هذه الوقفات ولكن لم يبق في الوقت متسع ولا بد من العمل..أخذت بيدها وذهبت إلى مكان الماء وعلمتها الوضوء.. توضأت أمامها وجعلتها تتوضأ من بعدي.. يا الله! ما اجمل الوضوء ! نظرت إليها وهي تسبغ الوضوء وقد استنار وجهها فكأنما أراها لأول مرة أحسست إنها اجمل من ذي قبل كأنها ولدت من جديد! حان وقت الصلاة جعلتها تستقبل القبلة .. وقفت في خشوع ورفعت يديها وقالت في يقين :الله اكبر.. وصّلت مايا .. وسجدت مايا .. لأول مرة في حياتها وكانت سجدة طويلة.. طويلة اختلط التسبيح فيها بالدموع...... إنها دموع الفرح فرح بلقاء العبد ربه..... يا له من منظر لن أنساه ما حييت .. كانت تريد أن تعلن إسلامها في المسجد على يد شيخ هناك.. قلت لها ليس الآن اجعلي الأمر سرا بيننا.. كان عليها أن تنتظر حتى تبلغ السن القانوني حتى تخرج من وصاية أهلها كان عيها أن تنتظر تكتم إيمانها سنتين على اقل تقدير .. يجب ألا تستعجل وإلا فانه العذاب المرير لطالما سمعت عن قصص كثيرة مشابهة لم يسلم منها كثير ممن أعلن عن إسلامه من مطاردة الكنيسة وأذاها!! ومرت الأيام وهي تزداد في كل يوم إشراقا .. كنا نذهب كل جمعة إلى المسجد للصلاة وكانت ترتدي الحجاب في السيارة حتى لا يعرفها أحد..أما أنا فكنت لم ارتد الحجاب بعد! أقبلت مايا على القرآن وتملك القرآن قلبها أخذت تقرأ القرآن وحفظت الكثير من السور القصيرة حتى حفظت عشرين آية من سورة البقرة.....كانت تقرا القرآن خفية حتى في بيت أهلها دون أن يشعر بها أحد لقد كانت في عناية الله ….أعطيتها يوما كتاب (رجال حول الرسول...). قرأته كثيرا وأحببته حبا كبيرا وكانت لاتملك عينيها وهي تقرا أن أصحاب الرسول(صلى الله عليه وسلم )تعذبوا كثيرا في سبيل الإسلام ومنهم من أخفى إسلامه حتى لا يضعف أمام أذى المشركين .. لقد وجدت في ذلك الكتاب سلوه لها وتثبيتا لقلبها على الإيمان .. وازدادت عزيمتها على الصبر والمضي في الطريق حتى يأذن الله بالفرج وما هي ألا أيام حتى هبت تلك النفحة الربانية وهل الهلال بقدوم ذلك الضيف العزيز......انه موسم الرحمة والبركات (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن). لكم تمنت مايا في عهدها القديم أن تصوم وتشارك المسلمين في هذه الروحانية الغامرة.. وهاهي اليوم تستقبل رمضان .. وقد أسلمت وجهها لله.. لم استطع مقاومة رغبتها في الصيام..على الرغم من خطورة الأمر ولكنه الإيمان لا يعرف القيود ولا الحدود .. كنا نقضي اليوم بطوله في المعهد لم نكن نفترق أبدا أما الافطار فكانت تتناوله معي ومع جدتي واهلها يعرفون انها عندي ولم يشكّوا في شئ حتى جدتي لم تكن تعرف حقيقة الأمر … أما وقت السحور فكنت اتصل بها على هاتفها المحمول الخاص بها حتى تستيقظ من النوم لتتناول السحور يا لها من أيام تلك الأيام! رسمنا خطة محكمة حتى لا ينكشف الأمر .. حتى إننا كنا نذهب إلى ابعد مسجد في البلدة لنصلي صلاة التراويح كي لا يراها أحد ومرت الأيام .. وعام كامل على الإيمان المكتوم وبقي عام آخر ليتحقق الحلم الجميل ولتعلن مايا إسلامها .. ولكن! يبدو أن الأحلام الجميلة سرعان ما تنتهي!! الحلم المكتوم العام الميلادي يوشك أن يلفظ أنفاسه......وعام ميلادي جديد اصبح على الأبواب.. والاستعدادات بدأت للاحتفال بعيد السيد المسيح! وفي داخل (الترام) الذي يشق طريقه وسط الزحام كنت اجلس بجانب مايا كانت واجمة وبدت عليها ملامح القلق :- - مالك يا صديقتي.. مالك يامايا ؟! - اليوم هو الاثنين لقد بقيت أربعة أيام - على ماذا؟! - على عيد رأس السنة - وماذا في الأمر؟ - معنى ذلك انه يتحتم عليّ الذهاب إلى الكنيسة .. كم أنا خائفة!! - أخشى أن اضعف أخشى أن افقد النور … - لا تقلقي يا مايا سأذهب معك وأكون بجانبك ..لم يرضها هذا العرض صمتت قليلا ثم قالت : كلا لا أريد أن اذهب لن ادخل الكنيسة بعد اليوم. ثم أخذت تضحك وهي تردد :- - لن ادخل الكنيسة إلا جثة خامدة!! لا يزال الترام يشق وسط الزحام وفترة الصمت الكئيبة يقطعها صوت خافت حزين:- - ناديا أكاد اختنق اشعر إنني كالسارق لم اعد احتمل! - صبرا يا صديقتي.. وأغمضت عينيها وأخذت تحدثني عن أحلامها الجميلة:- في ذلك اليوم الذي أعلن فيه إسلامي سأركض في كل اتجاه وأصيح بأعلى صوتي إنني مسلمة .. لن التفت إلى أحد لن أتنازل عن شئ سأقاوم مهما كانت الضغوط حتما سأخسر كل من اعرف حتى أهلي كم يحزنني هذا! كم أتمنى أن يبصروا الحقيقة! سأدعوهم إلى الإيمان وادعوا لهم في صلاتي المهم إني لن اخسر نفسي فلن أعود إلى الظلام.. وحلقت مايا في سماء الأحلام: - كم ابدوا جميلة في الحجاب ؟ سأرتديه في اول لحظة أعلن فيها إسلامي وبالطبع سأتزوج حين أجد شابا مسلما لن اشترط عليه شيئا المهم أن نحيا معا حياة سعيدة في ظل الإسلام…وتمر الأيام ..مولودي الأول سأسميه ((ادهم)) والثاني((عبد الرحمن)) كم احب هذين الاسمين!.. - ثم أفاقت من أحلامها على صوت الترام الذي يوشك أن يقف وسددت نظرتها بغضب إلى الصليب المرسوم على يدها .. توقف الترام وفي سرعة غريبة تهيأت مايا للخروج ودخلت في زحام الناس أحاول عبثا اللحاق بها ونزلنا من الترام لنعبر الشارع وهي تجري وتناديني :- أسرعي يا ناديا الحقي بي.. ولكنهـا سبقتني .. وعبرت الشارع أمامي.. - وفـي وسط الطريق .. - تسقط مايا صريعة .. تحت عجلات سيارة مسرعة...تسمرت قدماي ولم اعد أرى أمامي إلا منظر صديقة العمر..وهي تنزف بالدماء! جريت في ذهول وأنا اصرخ :- مايا مايا .. احتضنتها بين يدي وضممت رأسها إلى صدري وشعرها الأشقر الطويل قد تغير بلون الدم وجرحها النازف يتدفق بالدماء وقفت عاجزة تماما إلا عن الصراخ والبكاء .. أحسست بقلبها ينبض وكأنها تستبقي الحياة.. نظراتها الكسيرة تتوسل إلي وصوت ضعيف يقاوم الموت ويبعث الأسى:- لا لا ليس الآن....حلمي لم يتحقق ناديا أرجوك.. أوقفي النزيف ..أوقفي النزيف.. أريد أن أعيش أرجوك ناديا .. ناديا .. نا.. وحان الرحيل .. أسى تعلق بي واحتـل وجدانـي ***وأذرف العين من دمـع كهتـان لكم شجى أسفي حزنـا وآلمنـي *** وأضرم النار من وجدي وأحزاني حق الوداع على قلبي لـك مايـا ***واجتاح فيه الأسى ينعى لفقداني إلى اللقاء مايا والحزن يحرقنـي ***والبين يوغل في مأساة أشجانـي إلى اللقاء مايا يا زهـرة رحلـت *** ما زال برعمها غضاً كما البانـي ذكرى ترجع بي شجوي وتنغصني ***حلو الحياة إذا ما حـل تحنانـي أيام كنا ولـم يسـرح بخاطرنـا ***هذا الفراق الذي قد كان لي جاني لم أنسى يا مايا والحـب يبعثهـا *** ذكرى تجول ولا صبرا لنسيانـي لك السلام مـن الأعمـاق أنشـد *** هجهرًا بلفظٍ كما حسـاً بكتمانـي وأقتضي الوعد والميثاق أحفظـه ***عهـداً أرتلـه يبقـى بإيمـانـي هناك يا مايـا فـي جنـة الخلـد *** لقاؤنـا يحلـو وذاك سلـوانـي سأحفظ الله في سري وفي علني *** لعلني أرتجـي عفـوا لرحمانـي إلى اللقاء مايا إلى اللقـاء مايـا ***إلى اللقاء مايا والعهـد يرعانـي ((لن ادخل الكنيسة إلا جثة خامدة )) هذا هو قرارها قبل الرحيل …ويا لعجائب الأقدار هاهي اليوم تدخل الكنيسة جثة بلا حياة جسدا بلا روح! قررت أن أكون بجانب صديقتي إلى أن توسد التراب.. رغم مواجعي ..دخلت الكنيسة ووجدت أهلها وبعض النصارى ملتفين حولها وحول القسيس وهم يقرؤون عليها آيات من الإنجيل صعب عليّ أن أراها بينهم شعرت انهم كاللصوص اخترقت ذلك الجمع إلى أن وصلت إلى مايا .. كانت ممددة في صندوق بني اللون وعلى صدرها الصليب! آه .. ما اصعب هذا !! اقتربت منها ألقيت على وجهها نظرات الوداع كان وجهها يبعث بالنور .. اقسم لكم ..لم أتمالك نفسي وأنا أرى الصليب على صدرها.. انحنيت منها وأنا ادعوا لها في داخلي وطبعت على جبينها قبلة الوداع! عندها خارت قواي خنقتني العبرة سقطت على قدمي وارتفع صوتي بالبكاء .. اقترب القسيس مني واخذ يربت على كتفي ويقول:- لا تقلقي عليها إنها الآن مع المسيح والقديسين .. همت أن اصرخ في وجهه :لا لا مايا مسلمة ..مسلمة.. ولكني تذكرت وعدي لها فأخذت اصرخ في داخلي ! وما زلت ابكي حتى حملوها من بين يديّ ومضوا بها بعيدا عني وهناك.. بين قبور النصارى وعلى التل البعيد دفنت مايا دفنت وعلى صدرها الصليب! ولكن حسبها الله ونعم الوكيل .. رجعت إلى منزلي وصورتها تملأ جوانحي والذكريات الجميلة تلاحقني ….وما أن دخلت إلى منزلي حتى أسلمت عيني لنوم عميق وفي المنام كان اللقاء !! رأيت نارا سوداء تلتهب وفي وسط النار كانت تقف مايا ..والنار لا تحرقها بل كانت تصلي داخلها وعندما جريت إليها لأخرجها.. صرخت في وجهي بان ابتعد عنها.. قمت من منامي فزعة مذعورة أخذت أفكر في صديقتي وما جرى لها حتى سألت شيخا يعبر الرؤيا فحمد الله وقال:- أما النار السوداء فهي الفتنة التي كانت فيها وهي تكتم إيمانها وأما الصلاة فهي علامة النجاة وإنها نجت بإذن الله.. فرحت كثيرا أن مايا بخير.. الحمد لله .. اللهم لا تحرمني أجرها ولا تفتني بعدها واجمع بيني وبينها في جناتك جنات النعيم.. وفي ذات مساء كان أيضا اللقاء .. رأيت مايا في واحة خضراء في أجمل حلة وأبهى مظهر وهي تشير بيدها إلي وتدعوني أن اذهب إليها ..لأسال عن تلك الرؤيا فهي واضحة.. استقر في نفسي انه سبيل النجاة لا بد من العودة الله قبل فوات الأوان سنلتقي يا مايا بإذن الله .. لن تخدعني الأوهام بعد اليوم.. لن اركض خلف السراب ... أحسست بالنور يغمر جوانحي ويبدد ظلمات الغفلة.. فرغت قلبي لله.. ارتديت الحجاب ..وفتحت صفحة جديدة مع ربي .. كتبت عليها بدموع التوبة والندم:- تبت إلى الله.. تبت إلى الله.... يا الهي يا مجيب الدعوات..يا مقيل العثرات...اعف عني أنت من أيقظ قلبي من سبات..وأنا عاهدت عهد المؤمنات.. أن تراني بين تسبيح وصوم وصلاة..يا الهي جئت كي أعلن ذلي واعترافي..أنا ألغيت زوايا انحرافي..وتشبثت بطهري وعفافي..أنا لن امشي بعد اليوم في درب الرذيلة..وسأمضي في طريقي اهتدي القيم الأصيلة..يغمر الإيمان قلبي..تملأ الأنوار دربي..قسما بالله ربي..سوف أحيا للفضيلة.. سوف أحيا للفضيلة.
  2. وقفة مؤلمة مع الحجاب المُمَزَّق الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد: أختي الطالبة: هذه رسالة موجهة إليك، فأرجو أن يتسع قلبك لسماع ما أقوله. وما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع إلا الغيرة عليك. أختي الطالبة: في الواقع، إن المصارحة قد تكون مُرَّة المذاق؛ لكن نتائجها محمودة ومغبوطة، وقد ذُقنا شُؤم دفن الأخطاء تحت اسم المجاملة… ومن المؤكد أن العلم أنفس ما تبذل فيه الأعمار، فهو باني الحياة، وعنوان صلاحها وقوتها، وأساس ما سجلته يد الإنسان على مدى تاريخه الطويل الماضي والآني من تقدم وابتكار. أختي الطالبة: لما كان العلم لا يتنافى ولا يتعارض مع الدين والالتزام، كان حقيقاً عليكِ أن تجعلي من طلبك للعلم وسيلةً لنصرة دين الله تعالى والاعتزاز به، وتتعبدين الله تعالى بخروجك إلى طلب العلم، وتحافظين -أثناء كل ذلك- على الطهارة والنقاء والعفة والحياء والحشمة بالحجاب. وليس هناك أدنى شك في أن الحجاب لا ينافي العلم، وإنما كل ما يُمزق الحجاب هو الذي ينافي العلم وينقضه، لأنه محرم. أختي الطالبة: الحجاب عفةٌ وحشمةٌ يُـمَزِّقه الاختلاط. فالاختلاط رأس المصيبة والبلية، فضلاً عن أنه مظنةٌ إلى الفاحشة، وليس هناك اختلاطاً بريئاً. والعاقل لا يقول:\" لنطرح إنسانـًا وسط بركان ملتهب، ثم نطلب منه أن يحافظ على جسمه من الاحتراق \". وهو لا يقول أيضاً: \" لندخل إنساناً داخل ممر ضيق مليء بالأشواك، ثم نطلب منه أن يحافظ على جلده من الخدش \"، وهو لا يقول كذلك:\" لنطرح إنسانـًا وسط أمواج متلاطمة، ثم نطلب منه أن يحافظ على ثيابه من البلل \". إذا كان لا يقول ذلك لعلمه باستحالته، فهو كذلك لا يقول:\" لتختلط النساء بالرجال\"، ليقينه أن العفة والحشمة لا تجتمع مع مثيراتها، ومن مثيراتها الاختلاط بين الرجال والنساء. والسؤال المطروح هنا: ما فائدة الحجاب إذا صارت المرأة صديقة الرجل، يراها أمامه، يحادثها ويمازحها ويخالطها؟! أختي الطالبة: الحجاب طهارةٌ ونقاءٌ وحياءٌ تُمزقه إذا كانت التنورة ضيقة ذات فتحة على أحد الجانبين، حيث يتصيد عورتها نظرات السوء لشباب فارغون!! يُمزقه إذا كان الوجه منمص الحاجبين، ملطخ بمساحيق وألوان تثير إعجاب أعين الناظرين!! يُمزقه إذا بانت الحلي بكل أنواعها وقد وشحت الصدر، وبرزت من الأذنين، وزينت أصابع اليدين والمعصم لتستميل بها قلوب المتربصين!! يُمزقه إذا ظهر جزء من الشعر –المصبوغ بألوان الطيف كلها- والعنق والصدر والذراعين والقدمان لتفتن به المارين!! يُمزقه إذا كان الفستان ضيقٌ ملاصقٌ بالجسد يشل الحركة!! يُمزقه إذا كان اللباس شفاف وضيق تتحدد من خلاله مفاتن الجسم وتفاصيل البدن!! يُمزقه إذا لبست الكعب العالي له رنين مسموع!! يُمزقه إذا كان الخصر مربوط بحزام إمعاناً في إظهار مفاتنها!! يُمزقه إذا كان اللباس فاتناً وملوناً ومزركشاً ومزخرفاً ومبهرجاً وتفوح منه رائحة العطر الباريسي الخلاب!! يُمزقه إذا انثنت في مشيتها، وترفَّلت في سيرها، وأخضعت بقولها، وتليَّنت بكلامها أمام الرجال!! وهنا يحقق لنا أن نتساءل: ما فائدة الحجاب إذا كان هذا وذاك لا يمنع الافتتان؟!! أختي الطالبة: صفوة القول في هذه العجالة، هي أن هذا وذاك كله من الأمور المنهي عنها في الحجاب؛ لأنها تناقض غايته ومقصوده، وتمزقه تمزيقاً. فالحجاب أعظم من مجرد قطعة قماش يغطي جسد المرأة، وإنما هو حاجز يمنع من جرح الجوهرة المصونة. وهو أيضاً ليس مجرد تمسك بشكليات، وإنما هو تعبير عمَّا هو أعمق، وعمَّا وراء الشكليات، وهو تعبير كامن وصامت عن جمال الحشمة والحياء، والطهارة والنقاء. فوراء الحجاب الاستقرار والسمو والعلو، وهو على نفوس الصالحات أبرد من الثلج، وألذ من العسل، وأطيب من الرحيق، وهو كالصدفة لا يحجب اللؤلؤة المكنونة، فضلاً عن أنه يرضي الرحمن ويغضب الشيطان. والله إني أحبكِ في الله
  3. بأمانة موضوع جميل جداً جدًاًاًاً وكمان أكيد هيفيد كل الشباب والفتيات واللواتي يفكرن في الارتباط سواء بشكل رسمي أو غير رسمي ،، فالآن أصبحت الصور واضحة أمامهم جداً ...... وربنا يعيننا جميعاً علي طاعتها ويعفنا ويرزقنا الأزواج الصالحين الذين يتقون الله فينا، وجزاك الله كل خير كاتبة هذا الموضوع
  4. هل ستساعدين بتبرّجكِ في هدم هذا الدين؟ أختـــــاه: إني والله أحبكِ في الله، ولا أبتغي من وراءك نفعًا بالدنيا أو أي عرض زائل، ولكني أختاه أتمنى أن تأخذي بيدي تحت عرش الرحمن لكي نستظل بظله يوم لا ظل إلا ظله يوم الحسرة والندامة لمن لم يعمل عملا صالحًا. ولأني أحبكِ في الله فدفعني حبي هذا إلى الخوف عليكِ، فأردت أن أذكركِ وتذكريني حتى نكون عونًا لبعضنا البعض على هدم كل تدابير الشيطان لإخراجنا من الجنة ومن رضا الرحمن يوم الموقف العظيم. أنتِ تعرفين أختاه أن في الإسلام حزبين فقط لا غير، ذكرهما الله سبحانه في كتابه الكريم: الحزب الأول: هو حزب الله، الذي ينصره الله تعالى بطاعة أوامره واجتناب نواهيه واجتناب معاصيه. والحزب الثاني: هو حزب الشيطان، الذي يعصي الرحمن ويكثر في الأرض الفساد. وإنكِ حين تلتزمين بأوامر الله ومن بينها الحجاب تصيرين مع حزب الله المفلحين، وحين تتبرجين وتبدين مفاتنك تركبين سفينة الشيطان وأوليائه من العصاة، ويئس أولئك رفيقًا. أعرف أن هناك من ستقول: "أعرف أن الحجاب واجب، ولكنني سألتزم به عندما يهديني الله." أختاه: اعلمي حفظك الله أن الموت لا يعرف صغيرًا ولا كبيرًا، وربما جاءكِ وأنت مقيمة على هذه المعصية العظيمة تحاربين رب العزة بسفورك وتبرجك. فماذا ستقولين لله؟ تعرفين أختاه أن لكل نجاح أعداؤه، فما بالك بدين يفضل أصحابه الموت على الحياة للفوز بما وعدهم الله على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؟ فمن عظمة الإسلام أن رجاله ونساءه يهبون حياتهم ثمنًا في سبيل الله ورضاه. إليكِ أختاه المؤامرة التي تُحاك للمسلمين ويرغب أعداء الدين في تنفيذها على يديكِ: في أحد اجتماعات الفئة الضالة المضلة من أعداء الإسلام، قام أحد الأعضاء بالمجلس بتمزيق القرآن وقال إن هذا إذا اختفى انتهت هذه الأمة المحمدية. ولكنا يا أختاه ينبغي ألا يزدنا هذا إلا تمسكًا بكتاب الله وخوفًا عليه، فنحفظه في صدورنا وعقولنا وأفعالنا. ولكنهم هم الضالون المضلين؛ تفننوا كما تفنن الشيطان اللعين في إيذاء المسلمين، وحاول أن يجعل بعض الفجرة يقتلون الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- ولكن الله نجاه وحفظه من الشيطان وأعوانه. واليوم يا أختاه هم يحاولون قتل الإسلام عبركِ! نعم أختاه، فلقد قال شيطان بشري منهم: "لن يُهلك تلك الآمة تمزيق كتابها؛ بل يجب أن تُهزم من داخلها. إن ما يهزمهم حقًا سلاح أقوى من هذا وأشد وليس هناك أشد منه للفتك بتلك الأمة". فانتبه له الجالسون جميعًا لمعرفة ذلك السلاح وسألوا: هل نضع لهم محارق هتلر؟ وقال آخرون: ندمرهم بالنووي؟ وقال ثالث: ندس لهم السم في الماء والطعام ونلوث الهواء؟ وقال آخر: نقتل العلماء؟ فابتسم ذلك الخبيث ابتسامة صفراء ساخطة عليهم ماكرة بنا ومتشفية وقال: "سلاحي أفتك من كل هذا!" هل تدرين أختاه ما هذا السلاح؟ أتوقع أنكِ أدركتِ هذا السلاح بفطرتك الطاهرة وروحك النقية وقلبك المؤمن. فلقد كان سلاح ذلك الرجل الشيطان هــو "المــــرأة". نعم أختي في الله.. إنها المـرأة. فقد قال ذلك الشيطان: امـرأة وكأس تُـفنيان تلك الآمة المحمدية. أختاه: أترين إلى أي حد وصلت مهمة المرأة عندهم؟ فهم يتفننون اليوم في إخراج المرأة، بعد أن كانت كالجوهرة المصونة مكرمة محبوبة عند أهلها، فأرادوها عارضة لنفسها مطية لشهوات الرجال. بالله عليكِ أختاه: تلك التي تقصر ثوبها أو تجعله ملتصقًا على جسدها ليحدده، أو تكشف شعرها، أو تحدد صدرها، وتتفنن في صبغ وجهها، هل تفعل ذلك من أجل الله؟؟ هل تحترم نفسها وهي تسير عارضة كل شيء فيها على الرجال؟ هل أصبحت نفسها لديها رخيصة بحيث تعرض جسدها على البرّ والفاجر من الرجال؟ أختاه: إذا كانت عندكِ جوهرة ثمينة أغلى من كل شيء، فأين ستحتفظين بها؟ هل تُراك ستضعينها بالشارع أمام المارة وتقولين أني أثق بأن الناس لن تأخذها ولن يخونوا؟ أعلم أختاه أنكِ تدركين مغزى كلامي، وأعلم جيدًا أن حبك لله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم أقوى من مكر الماكرين، ولكني أردت فقط أن أذكركِ ونفسي حتى لا نكون مِعول هدم للدين.. حتى لا نكون ممن عصين ربهن فتبرجن وساعدن في هدم هذا الدين. وإني أناشدك أختاه الحبيبة أن تضعي يدك بيدي لنحاول أن نكون عونًا في الحفاظ على الأمة المحمدية، تلك الأمة التي أفرادها هم الغرّ المحجلين. تعالي أختاه لنعلوا بديننا بدلا من هدمه كما يريد أولئك الحاقدين. قال الله تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" . فتعالي نعاهد الله على الحفاظ على عفافنا وتاج شرفنا.. تعالي نحافظ على ديننا الحنيف خاتم الرسائل السماوية من رب العالمين.. نحافظ على تاج الشرف الحجاب. فهنيئًا لنا أختي في الإسلام انتسابنا إلى هذا الدين، فيها بنا نشد العزم إلى ظل الرحمن تحت العرش متحابين في الله وفي جنة الفردوس الأعلى مع سيد المرسلين.
  5. من فضائل الحجاب فرض الله الحجاب لحكم وأسرار عظيمة، وفضائل محمودة، وغايات ومصالح كبيرة، منها : أولا : حفظ العرض : الحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض، ودفع أسباب الريبة والفتنة والفساد . ثانيا: طهارة القلوب : الحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات، وعمارتها بالتقوى، وتعظيم الحرمات . وصدق الله - سبحانه - { ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن }. ثالثا : مكارم الأخلاق : الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة والاحتشام والحياء والغيرة، والحجب لمساويها من التلوث بالشائنات كالتبذل والتهتك والسفاله والفساد . رابعا : علامة على العفيفات : الحجاب علامة شرعية على الحرائر العفيفات في عفتهن وشرفهن، وبعدهن عن دنس الريبة والشك : { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين }، وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن، وإن العفاف تاج المرأة، وما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الهناء . ومما يستطرف ذكره هنا، أن النميري لما أنشد عند الحجاج قوله : يخمرن أطراف البنان من التقى ---- يخرجن جنح الليل معتجرات قال الحجاج : وهكذا المرأة الحرة المسلمة . خامسا : قطع الأطماع والخواطر الشيطانية : الحجاب وقاية اجتماعية من الأذى، وأمراض قلوب الرجال والنساء، فيقطع الأطماع الفاجرة، ويكف الأعين الخائنة، ويدفع أذى الرجل في عرضه، وأذى المرأة في عرضها ومحارمها، ووقاية من رمي المحصنات بالفواحش، وإدباب قالة السوء، ودنس الريبة والشك، وغيرها من الخطرات الشيطانية . ولبعضهم : حور حرائر ما هممن بريبة كظباء مكة صيدهن حرام. سادسا : حفظ الحياء : وهو مأخوذ من الحياة، فلا حياة بدونه، وهو خلق يودعه الله في النفوس التي أراد - سبحانه - تكريمها، فيبعث على الفضائل، ويدفع في وجوه الرذائل، وهو من خصائص الإنسان، وخصال الفطرة، وخلق الإسلام، والحياء شعبة من شعب الإيمان، وهو من محمود خصال العرب التي أقرها الإٍسلام ودعا إليها، قال عنتره العبسي : وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها فآل مفعول الحياء إلى التحلي بالفضائل، وإلى سياج رادع، يصد النفس ويزجرها عن تطورها في الرذائل . وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء، وخلع الحجاب خلع للحياء. سابعا : الحجاب يمنع نفوذ التبرج والسفور والاختلاط إلى مجتمعات أهل الإسلام. ثامنا : الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية، فلا تكون المرأة إناءً لكل والغ. تاسعا : المرأة عورة، والحجاب ساتر لها، وهذا من التقوى، قال الله تعالى : { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير } (الأعراف / 26). قال عبدالرحمن بن أسلم - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية : يتقي الله فيواري عورته فذاك لباس التقوى . وفي الدعاء المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ) رواه أبو داود وغيره. فاللهم استر عوارتنا وعورات نساء المؤمنين، آمين. عاشرا : حفظ الغيرة.
  6. يا جماعة فعلاً الموقف صعب أدعوا الله أن ييسره علينا وان يباعد بيننا وبين خطايانا كما باعد بين المشرق والمغرب .... وأن يرحمنا ربنا من هول هذا اليوم العظيم الذي فيه اليوم كألف سنة مما نعرفها "وإن يوم عند ربك كألف سنة مما تعدون" فاللهم اجعلنا ممن تظلهم في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك أرجوكم أدعو لي بالتوفيق والتفوق والجنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..