اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
عاشق الصداقه

عمرو حسين يكتب : الشارع هو الحل !!

Recommended Posts

(خاص) الجريدة – مقال لعمرو حسين

 

عندما التحقت بالجامعة فى منتصف التسعينات كانت حدود معلوماتى عن السياسة أقل قليلاً من معلومات عم عبد اللطيف البواب عن مفاعل فوكوشيما. و مع أول أيامى بالجامعة وجدنا بعض الطلبة من السنوات الأكبر يساعدوننا. منهم عرفنا أماكن المدرجات و أسماء الدكاترة و جداول المحاضرات و بالطبع أيضاً ساعدوا زملائنا فى المدينة الجامعية. بعد عدة أسابيع عرفنا أن هؤلاء الطلبة أعضاء باحدى الأسر الجامعية المنتمية للتيار الاسلامى و لم تلفت المعلومة نظر معظمنا. استمرت المساعدات من أبناء هذه الأسرة: توزيع ملازم الدراسة، بيع كتب مستعملة باسعار رمزية للطلبة الغير قادرين، توزيع ملخصات بأسعار التكلفة و أحياناً مجاناً…الخ

 

و مع مرور الوقت صار للأسرة مندوبين من دفعتنا و لم تنقطع خدماتهم يوماً. إلى أن جاء وقت انتخابات اتحاد الطلبة، و كانت هذه أول تجربة انتخابية لنا جميعاً. وجدنا أنفسنا أمام أسماء عشرات من الأسر التى لم نسمع عنها من قبل: أسرة حورس، أسرة الطالب السعيد، أسرة الطريق الصحيح، أسرة المستقبل…الخ. ما كل هذه الأسامى التى لا نعلم عنها أى شئ؟؟ و بدأت هذه الأسر توزع منشورات تشير إلى برامجها الطامحة التى ما أن تقرأها حتى تشعر أنهم يتكلمون عن جامعة هارفرد أو أكسفورد ! بينما استمر مندوبى الأسرة الإسلامية ذاتها فى تقديم الخدمات التى يحتاجها الطالب، فكان فكرنا البسيط هو ” و أنا مالى بلائحة الجامعة و الكلام الكبير، أنا عايز أنجح !”.

 

و بالطبع ترتب على ذلك أن نجحت الأسرة الإسلامية باكتساح و كالعادة ! و لم نعجب نحن عندما راينا بعض من زملائنا المسيحيين و هم يعطون أصواتهم للأسرة. بينما لو تابع أى شخص من خارج الجامعة هذه الانتخابات لتعجب كل العجب.

 

مثال آخر، يتعجب المجتمع الدولى بالنجاح الساحق الذى يحققه “حزب العدالة و التنمية” التركى ذو الجذور الإسلامية فى تركيا العلمانية. بينما من ينظر بنظرة فاحصة نرى أن هذا الحزب نزل للناس إلى الشارع، بدأ منذ نشأته باصلاح المحليات، و كونوا برنامج الحزب من متطلبات المواطن التركى البسيط، و عملوا عليها لسنوات. كانت النتيجة أن وصل الحزب للحكم بأغلبية كاسحة، و أعطى المواطن التركى العلمانى و الليبرالى صوته لحزب إسلامى. و ها هو الحزب الآن حتى و هو يحكم تركيا ما زال يعمل لمصلحة المواطن فنجد الرئيس و وزير الخارجية مهتمين جداً بقضية إزالة تأشيرات الدخول للأتراك فى مختلف دول العالم. فالمواطن التركى العادى الآن أصبح بامكانه دخول عشرات الدول بدون تأشيرات مما انعكس بقوة على الاقتصاد التركى و ضاعف شعبية الحزب الذى يحقق للمواطن أحلامه…

 

الخلاصة أن السياسة يجب أن تبدأ من الشارع. كل حزب يريد أن يحقق أهداف استراتيجية للبلد عليه أولاً أن يحقق أهداف المواطن البسيط ليكسب ثقته و صوته. صدمة ال 78% فى الاستفتاء الأخير أثبتت أن من نزل إلى الشارع و تحدث مع الناس فى المساجد و المؤتمرات أقنعهم. بينما اكتفت النخبة بالتليفزيون و الانترنت فكسبت أصواتهم فقط !

 

بعد الحرب العالمية الثانية وصل عدد الأحزاب فى اليابان إلى 44 و بعد عدة سنوات لم يتبقَ منهم إلا 2 أو 3 فقط. فالديمقراطية ستأخذ بعض الوقت و ستمر بمراحل المحاولة و الخطأ و لكن بالتأكيد البقاء سيكون لمن يعمل مع الناس و لصالحهم. فالبداية السليمة لأى حزب الآن يجب أن تكون من القاعدة للقمة. نحن الآن مقبلون على انتخابات تشريعية و رئاسية، و كل يوم نسمع عن شخص يسعى لتكوين حزب و عرض برامجه و أفكاره على الشعب…و سينجح فقط من يعرض أفكار المواطن البسيط… الشارع هو الحل !

 

منقول عن موقع (الجريدة)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..