اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

ranasamaha

Members
  • عدد المشاركات

    291
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    9

كل منشورات العضو ranasamaha

  1. قصة واقعية:الرؤية الأرضية عندما كان ”بول“ مؤلف الكتاب يسير إلى جدول صغير يصب في النهر بالقرب من ”إنسبروك“، في ”النمسا“، التقى مجموعة من المراهقين القادمين من مختلف أنحاء ”أوروبا“، وكانوا في رحلة نصبوا خلالها الخيام على مجرى النهر. لاحظ ”بول“ أنهم كانوا ينصبون خيامًا صغيرة ويستخدمون مرحاضًا متنقلاً. وعندما توقف متظاهرًا أنه سيشرب من زجاجته، كان يريد أن يبدأ حوارًا معهم؛ فهاله منظر مؤسف عندما رأى اثنين منهما يحملان المرحاض ويتجهان ليفرغاه في النهر! صرخ ”بول“ بأعلى صوته: ”توقفا من فضلكما! ماذا تفعلان؟“ توقف الشابان موجهين نظرهما إليه ومندهشين من تطفله وتدخله. أجابه أحد المراهقين: ”نحن ننظف أدواتنا حتى نستطيع أن نحزم أمتعتنا وننطلق إلى مكان آخر.“ فأجاب ”بول“ مشيرًا إلى النهر: ”ولكن هذا خطأ وغير صحي! انظر إلى النهر، ستلوثه وتحرم الآخرين من نظافته ومن مائه وجماله.“ فرد أحد الشابين اللذين يحملان المرحاض: ”لا تقلق يا صديقي.. فسوف يجرفه ماء النهر!“ هذا الشاب يعتقد في داخله أنه يجب أن يتخلص من النفايات لأنه إنسان يتحمل المسؤولية، ويحترم الآخرين، ويعرف قيم النظافة! أما ”بول“ فيرى أن مجموعة الشباب لا تعرف معنى المسؤولية، فهم ثلة من الأغبياء. فهم يلوثون مساحة أكبر لينظفوا مساحة أصغر. ولكن هذه هي عقليتهم ونظرتهم لحياتهم! من الواضح أن هؤلاء المراهقين اعتمدوا على رؤية أرضية. فهم ينظرون للأمور من تحت. ولو استخدموا النظرة الأرقى والأسمى والأعمق (العلوية) لأدركوا أن المجرى يمر بالكثير من المخيمات في طريقه إلى النهر الكبير. بالارتقاء إلى ”الرؤية الفضائية،“ أو ”الكونية“ أو البيئية“ سيدركون أن دفن الفضلات في مكان واحد سيلوث منطقة مليئة بمئات بل وآلاف السكان. تخيل هذا يحدث داخل بيئة العمل. فما تلقيه في النهر ومن يتأثر به يتوقف على براعتك في توظيف عقليتك. هل هي سطحية أم علوية؟ من خلاصة "عقليتك في خدمتك" تأليف "جيمس رييد وبول ستولتز" تلخيص وترجمة "اداره.كوم"
  2. جيل مشغول الانشغال الدائم ليس دليلاً على الذكاء، بل هو عقبة في طريق النجاح في العمل والعلاقات والحياة عمومًا. جداول العمل المزدحمة ليست دليلاً على أي إنجاز عظيم، ولا تضمن النجاح السعيد ولا أية درجة قريبة منه. قد تحقق الأجيال المشغولة ما يمكن أن نصفه ب”النجاح البصري“ أو ”النجاح الخارجي“؛ بمعنى أي مظهر مرئي يشبه النجاح، لكنه ليس نجاحًا فعليًا. قد نحقق إنجازات كثيرة ولكن نبقى مشغولين عنها فلا نتمتع بثمارها. نبقى مشغولين بسداد قروضنا العقارية فلا نجد وقتًا لنعيش في بيوتنا وبين أحبائنا. ثم يكبر أطفالنا ويتركوننا، ويغادر أصدقاؤنا وينسوننا، ونحن نبحث عن فرص في العقار والاستثمار، وننسى فرص العطاء والإيثار! من خلاصة"ذكاء النجاح", تأليف "روبرت هولدن "
  3. خرافة الكتب الأكثر مبيعا تخيل أنك داخل متجر ضخم لبيع الكتب ومساحته تكاد تنافس مساحة ملعب كرة القدم. بالنظر إلى عدد الخيارات المتنوعة أمام القراء، ستقل احتمالات تحقيق ربح كبير مقابل شراء رواية أو سيرة ذاتية ستعتبر فيما بعد غير مشوقة. ثم فجأة تجد شيئًا يحتل وحده أحد الأرفف! هي ”قائمة الكتب الأكثر مبيعًا“ التي يرد فيها نحو 24 كتابًا في الإجمالي. ستقول لنفسك لاشعوريًا: ”لو كان كثيرون يشترون هذا الكتاب، إذن فلا بد أنه جيد وقيِّم“، وسرعان ما يستتبع ذلك أن تقول ”لو كان كثيرون يقرؤون هذا الكتاب، فلماذا أكون الوحيد الذي لم يقرأه؟“ لقد جنبتك هذه القائمة عناء التجوال بين أروقة المكتبة وطوابقها الأربعة والقلق الناجم عن مواجهة آلاف الخيارات المتنوعة والمحيرة، كما أن لديك دليلاً قويًا يثبت جودة ما تقرأه من خلال آراء قراء آخرين. هذه ليست مصادفة بالنسبة إلى دور النشر، بل رغم كل ما تحاول إقناعك به، فإن الهدف الأساسي من وجود قائمة ”أكثر الكتب مبيعًا“ ليس متابعة حجم المبيعات وحسب، وإنما لإيهامنا أيضًا أن هذه العناوين سبق الموافقة عليها، أو بعبارة أخرى: لتوحي إلينا بأننا إذا لم نقرأ ما يقرأه الجميع فسنكون جهلاء وسيتم نبذنا وإقصاؤنا من التفاعل المجتمعي.
  4. البيع بالإيحاء لكي تكشف الحيل التي يمارسها المسوقون عند صياغتهم لوهم اسمه ”النضارة“، ليس عليك إلا أن تذهب – مثلاً – إلى سلسلة متاجر ”هول فوودز“ الأمريكية، أكبر متاجر الأطعمة العضوية والطبيعية. ما الذي يخطر ببالك حين تسمع كلمة ”طازج“؟ أبقار ودواجن منطلقة في الطبيعة؟ ثمار وأزهار مقطوفة باليد؟ طماطم مزروعة في حديقة البيت؟ عندما ندخل أحد متاجر ”هول فوودز“، تغمرنا رموز كهذه. فأول ما تقع عليه عيناك هو الزهور بجميع أنواعها. وخلف صفوف الزهور، يتهادى نهر رائق المياه (رمز آخر يوحي بالهدوء والصفاء). الزهور – كما نعرف جميعًا – من أكثر الأشياء التي تتسم بقصر العمر، لهذا السبب توضع دائمًا في الواجهة والمقدمة، أمام عيوننا، لتحثنا لا شعوريًا على التفكير في النضارة منذ لحظة دخولنا المكان. (تخيل رد فعلك لو حدث العكس، ماذا لو دخلت متجرًا واستقبلتك الزهور البلاستيكية ورائحة السمك المتعفن؟) تحت تأثير الإيحاء سنظل نحمل هذه الصورة في أذهاننا خلال تسوقنا. تُكتب أسعار الزهور والخضراوات والفاكهة بخط سريع بالطباشير على ألواح حجرية، وكأن – أو حسب ما يجب أن نصدق – المزارع قد مر على المتجر هذا الصباح وباع ما لديه ثم قفز إلى شاحنته وعاد أدراجه إلى مزرعته. يدل الطباشير والكتابة السريعة على أن السعر يتغير يوميًا، أو حتى على مدار اليوم الواحد. ولكن في الحقيقة معظم هذه الزهور تم شحنها منذ أيام، وسعرها محدد وثابت لدى المقر الرئيسي لإدارة متاجر ”هول فوودز“، والسعر ليس الشيء الوحيد الذي لا يتغير يوميًا، ولكن حتى ما قد يبدو لنا كخط طباشير على ألواح حجرية هو في الأصل كتابة يصعب محوها، لأن هذه الألواح قوالب مصنوعة بالجملة في أحد المصانع. هذه استراتيجية الهدف منها غرس صورة ”زائفة“ في عقولنا عن مزرعة حقيقية كل شيء فيها طبيعي، في حين أن كل ما نراه أمامنا هو في الأصل صناعي، أو بالأحرى ”مُصنَّع“.
  5. أختبار بسيط لقياس مدى حمولتكم الزائدة هل تزدحم حياتك بما يثقل كاهلك ويكبِّل حركتك ويبطئ إيقاعك؟ كيف تنفض عنك أثقالك وتنطلق في رحلتك الحياتية وصولاً إلى أعلى قمم التميز؟ أجب عن الاختبار لتكتشف ذلك. بحلول الساعة الحادية عشرة صباحًا: أ) تبدأ في احتساء عدة أكواب قهوة لتبقى مستيقظًا ب) تكون قد شربت كوبًا من الشاي الأخضر أو الأعشاب تجلس أمام مكتبك: ج) كثير التحرك والتململ د) هادئًا ومسترخيًا تعمل لوقت متأخر، ثم تقرر أن تأخذ قسطًا من الراحة، فماذا تفعل؟ أ) تتناول لوح شيكولاتة ليمدك بالطاقة ب) تضع السماعات على أذنيك لتستمع إلى الموسيقى أنت وحدك في البيت، ثم تسمع خشخشة خفيفة، فتفكر أن: ج) لصًا قد اقتحم منزلك د) الصوت صادر من خارج البيت حركتك: أ) بطيئة ب) سريعة وجدت نفسك تقود سيارتك خلف عربة تجرها الخيول وليست هناك فرصة لتجاوزها، فماذا تفعل؟ ج) تستخدم بوق السيارة حتى يسمعك السائق ويفسح الطريق د) تبقى خلفها وتستمتع بالطريق يدعوك صديق إلى جلسة يوجا، فماذا تفعل؟ أ) تتكاسل ب) تبحث عن ثياب مناسبة ماذا تفعل ليلاً؟ ج) تستلقي مستيقظًا فوق فراشك مهمومًا بآلاف الأفكار د) تنام فورًا وبعمق في أثناء عملك: أ) تجد صعوبة في التركيز ب) تفقد إحساسك بالزمن تصيبك نوبات الصداع: ج) كثيرًا د) نادرًا ستشعر أنك بحال أفضل لو: أ) حصلت على قسط أكبر من النوم ب) حصلت على قسط أكبر من الترفيه تأخرت زوجتك، فبم تشعر؟ ج) تعتقد أن مكروهًا قد أصابها د) تتوقع أن تصل في أية لحظة يتصل بك صديق قديم ويقترح أن تتقابلا بعد ساعة، فماذا تفعل؟ أ) تنهض متثاقلاً متكاسلاً ب) تستعد للذهاب فورًا تلوح لجارك فلا يستجيب، فتقول لنفسك: ج) "ما الذي ارتكبته بحقه؟" د) "بالتأكيد لم يرني" إذا كانت معظم إجاباتك (أ) و(ج) أنت في حاجة إلى الاسترخاء أنت شديد التوتر والقلق، والمسؤوليات الملقاة على عاتقك تجعلك عاجزًا عن التأقلم أو إيجاد المفر. خفف حمولتك الزائدة بالبحث عن طرق تستعيد بها حيويتك وحماسك، مثل ممارسة الرياضة، رغم أنك قد تتصور أنها آخر ما تحتاجه في ظل شعورك بالتعب والإرهاق، لكن أكدت الأبحاث أن المشي ولو لمدة 10 دقائق سيعيد إليك النشاط. كذلك، خصص وقتًا لممارسة اليوجا أو التاي تشي أو غيرها من الرياضات التأملية. إذا كانت معظم إجاباتك (أ) و(د) أنت في حاجة إلى الحافز لديك القدرة على تحرير نفسك من الأمور غير المهمة التي تثقل رحلتك في الحياة. أحيانًا يصيبك التكاسل وفتور الحماس، فتشعر بالاسترخاء إلى حد الجمود وعدم الإنتاج. رغم استمتاعك بهذه الحالة، فهي لا ترضيك لأنها تحرمك من الإنجاز. تخلص منها بتحديد أهداف واقعية وتخطي العقبات التي تعطلك عن بلوغها. إذا كانت معظم إجاباتك (ب) و(د) حافظ على حيويتك تتمتع بالصفاء الذهني الذي يمكنك من التركيز على مهامك ومسؤولياتك، وحركتك خفيفة وسريعة لأنك لا تحمل أثقالاً تبطئ إيقاعك، وإنما تتخلص أولاً بأول من جميع "الكراكيب" المعنوية والمادية التي تقلب حياتك. عندما يصيبك التعب يغريك تناول قطعة شيكولاتة، إلا أن الأبحاث أثبتت أن طاقتك تنخفض أكثر بعد 60 دقيقة من تناول الحلويات، لذا مارس رياضة المشي بدلاً منها، أو شغِل الموسيقى وابدأ في ممارسة الأيروبكس. إذا كانت معظم إجاباتك (ب) و(ج) أنت شعلة نشاط أنت شخص غزير الإنتاج، وشديد الحيوية والنشاط. إلا أن هذه الحالة ليست دائمة، لأنك عرضة لاستقبال المزيد من الأعباء والمهام والمسؤوليات التي تتكدس عليك يومًا وراء يوم لتتركك في نهاية المطاف مثقل الكاهل وبطيء الحركة. قبل أن تُسقِط أثقالك أو تُسقِطك هي، انتبه إلى الأوقات التي تكون فيها في أوج نشاطك (غالبًا ما يكون ذلك في الصباح الباكر) والأوقات التي تفتر فيها حيويتك (غالبًا ما يكون ذلك في المساء). خلال ساعات نشاطك ارفض أي أعباء إضافية وركِّز فقط على أهم مسؤولياتك، وعندما تنحسر موجات الطاقة والنشاط، استرخ وحاول الاستمتاع بوقتك.
  6. يُفضل القيام بالخطوات التالية لتنمي القوة الداخلية والأمان اللازمين للوصول إلى الحلول المتعلقة بنجاحك: 1- احذر الغرور. 2- تعلم الاعتذار للآخرين إذا قصَّرت في حقهم أو جرحتهم. 3- تسامح بسرعة مع من تعتقد أنهم يتجاهلونك أو يستهينون بك. 4- عد نفسك والآخرين بوعود بسيطة جدًا ثم وفِّ بها. 5- اقضِ بعض الوقت في أماكن طبيعية. 6- اقرأ كثيرًا. 7- احرص على ممارسة الرياضة. 8- خذ قسطًا كافيًا من النوم. 9- ادرس نصوصًا ملهمة أو دينية. 10- خصص وقتًا لنفسك تحظى فيه بالهدوء للتفكير في الحلول المتعلقة بالبديل الثالث. 11- عبر عن حبك وتقديرك لمعارفك وأنصت إليهم بإمعان شديد. 12- أنصت أكثر مما تتحدث. 13- كن كريمًا مع الآخرين ولا تبخل عليهم بوقتك ومشاعرك. 14- لا تقارن نفسك بالآخرين. 15- عبر عن امتنانك لهم. 16- تعلم أن تسعى بحماس وبلا هوادة لاكتشاف الوسيلة التي تمكنك من تحقيق المكاسب للآخرين. 17- عندما لا تسير الأمور على ما يرام، خذ هدنة قصيرة. 18- إذا لم تتمكن من التوصل إلى حل يحقق المكاسب لجميع الأطراف، تذكر أن عدم الاستمرار في بعض الأحيان هو أفضل الحلول. 19- عندما يتعلق الأمر بمناطق ضعف الآخرين وردود أفعالهم وخصالهم، ابتسم كثيرًا.
  7. طمس الهوية نسمع كثيرًا عن سرقة الهوية عندما يسرق شخص ما محفظة شخص آخر وينتحل شخصيته ويستخدم بطاقاته الائتمانية، ولكن سرقة الهوية الأخطر من هذه هي السقوط في دوامة نظرات الآخرين إلينا والانغماس في الخطط التي لا تتعلق بنا والتأثر بالثقافة والضغوط السياسية والاجتماعية لدرجة أننا نفقد هويتنا وتضيع منا أهدافنا. إذا فهمنا أنفسنا حقًا، فسندرك نزعاتنا الثقافية، والمناطق التي تحتاج إلى إضفاء تحسينات في شخصياتنا، وسنشعر بالضغوط التي تُمارس علينا وندرك دوافعنا الحقيقية. وفي الوقت نفسه، سنستطيع، أيضًا، أن ندرك ما يتجاوز ثقافتنا. سنستطيع أن ندرك أي المناطق بحاجة إلى مساهماتنا لأن لدينا وجهات نظر تضيف إليها. سنستطيع أن ننظر إلى أنفسنا ليس كضحايا للظروف وإنما كصانعين للمستقبل. تنشأ معظم الخلافات بسبب عدم القدرة على فهم هذا التناقض في شخصياتنا. هؤلاء الذين يثقون في أنفسهم منتهى الثقة يفتقرون إلى فهم الذات. ومن ناحية أخرى، هؤلاء الذين يدركون أوجه القصور لديهم يصبحون عالة على غيرهم، وينظرون إلى أنفسهم كضحايا، ويعجزون عن تقديم المساهمات التي كان باستطاعتهم تقديمها.
  8. خطوات التضافر الأربع -1 سؤال الطرف الآخر هل لديه الاستعداد للبحث عن حل أفضل مما توصل إليه كل منكما على حدة، فهذا السؤال غير التقليدي يجرد الطرف الآخر من سلاح الدفاع عن رأيه لأنك حين توجهه إليه لا تطلب منه التخلي عن فكرته، وإنما محاولة البحث عن بديل ثالث أفضل من رأيه ورأيك. -2 سؤال الطرف الآخر عن اقتراحاته حول البديل الثالث. الفكرة هنا هي التوصل إلى رؤية أفضل حول المهمة التي تسعيان لإتمامها، وتمثل تلك الرؤية قائمة من المعايير اللازمة لتحقيق نتائج إيجابية تسعدكما. -3 بمجرد الانتهاء من إعداد تلك المعايير، يجب البدء في تجربة الحلول الممكنة والتي تتوافق معها مثل النماذج المبدئية وابتكار أطر جديدة وتغيير أسلوب التفكير تغييرًا جذريًا. -4 سوف تعلمان أنكما استطعتما تحقيق التضافر حين يسيطر على المكان جو من الحماس وينتهي ما كان بينكما من تردد وخلاف. يجب العمل على تحقيق هذا التضافر حتى تشعرا بتفجر تلك الديناميكية الإبداعية التي تتمثل في بديل ثالث مناسب تدركانه حين تريانه.
  9. صفات القائد -مستوى غير عادي من الأخلاق الشخصية -قدر كبير من الطاقة والنشاط -البراعة فى ترتيب الأعمال حسب أهميتها وأولوياتها -التحلي بقدر كبير من الشجاعة -القدرة على الابتكار والإبداع -القدرة على تحديد الهدف الصحيح والسعى اليه -الحفاظ على مستوى ثابت من الحماس والإلهام -الاحتفاظ بطريقة تفكير متزن ومعتدل وواقعي -مد يد المساعدة إلى الآخرين كي يتقدموا
  10. تأثير الأطفال على الرغبات الشرائية للأسرة لما كان عمرنا صغيرًا عندما نبدأ في استخدام منتج معين، زادت احتمالات مواظبتنا على استخدامه لسنوات طويلة دون أن نفكر أبدًا في تغييره. ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد الذي تستهدف به الحملات التسويقية والإعلانية المستهلكين الأصغر سنًا، فهناك سبب آخر متمثل في أن الأطفال في حد ذاتهم يمكن أن يصبحوا أداة تسويقية فعالة، وذلك بفضل قدرتهم على التأثير على الرغبات والأولويات الشرائية لآبائهم. 75 ٪ من حالات الشراء العفوي للطعام ترجع إلى ضغط الطفل على أبويه، وهناك أم من أصل كل اثنتين تشتري طعامًا معينًا لمجرد أن أبناءها طلبوه، وهذا يعني أن غرس الرغبة لدى الطفل في شيء معين تؤدي إلى غرسها لدى الأسرة بأكملها، لأن لهم تأثيرًا كبيرًا على عملية الإنفاق داخل الأسرة، فلهم تأثير على الأجداد، وعلى المربيات، وعلى جميع المحيطين بهم.
  11. السعادة تندرج العناصر التالية تحت المفهوم العام للسعادة: -1 الحالة الذهنية والمزاجية: أي التمتع بمشاعر إيجابية تجاه أنفسنا والعالم ككل. -2 التوازن: أي التمتع بحياة متلائمة مع معتقداتنا، وقيمنا، ومبادئنا بجانب الحرص على تحقيق التوازن بين دخولنا ومكتسباتنا من ناحية وبين شغفنا وأهدافنا من ناحية أخرى. -3 الالتزام: أي التمسك بالأشياء التي تمثل قيمة عالية في حياتنا كالأسرة وغيرها من العلاقات. -4 الصحة والعافية: أي توفير هذا النوع من الازدهار الذي يحقق الصحة الذهنية والبدنية على حد سواء. فعندما نستيقظ كل صباح ونحن مفعمون بالحيوية والنشاط لتحقيق أقصى استفادة من يومنا، ونوفر المال من خلال التمتع بالعمل الذي نؤديه، ونتمتع بحياة متلائمة مع جميع مبادئنا، وحين يغمرنا الرضا تجاه العلاقات التي نقودها، وحين نحافظ على حالتنا الصحية في أفضل حال، وحين نمضي قدمًا في سبيل تحقيق أحلامنا: تلك هي السعادة بالنسبة إلينا!
  12. الأخلاق الإصطناعية الأخلاق الاصطناعية هي نوع جديد من الذكاء يفتعله الإنسان، ليس لأنه أخلاقي بسجيته وتنشئته، بل لأنه مجبر على التخلق بما ليس فيه، خوفًا من الانتقال الفيروسي للأصوات والكلمات عبر العالم الافتراضي. لا يحدث هذا فقط خوفًا من تسريبات "ويكيليكس" بل ورعبًا من تسريبات الذاكرة والضمير، لأن "حبل الكذب قصير." أما الذكاء الأخلاقي فهو القدرة على التفريق بين الصحيح والخطأ، والتصرف انطلاقًا من القيمة التي تعتقد أنت بصحتها. وهناك سبع لبنات ضرورية لبناء ذكاء أخلاقي راسخ هي: التفهم والضمير والإرادة والاحترام واللطف والتسامح والعدل. وهذا ما عنيته عندما قلت ردًا على سؤال عن أعلى قيمة على الإطلاق بأن "أهم قيمة في الحياة هي أن يتمتع الإنسان بوعي أخلاقي راسخ.
  13. حدد نجمك القطبى! **الازدهار في خطوات سيساعدك هذا النشاط في التعرف على نجمك القطبي والتوصل إلى جملة تحفيزية لوصفه بشكل فعلي وتطبيقي. يبدأ النشاط بتحديد قيمك ومبادئك وعلاقتها بالمال، وبمجرد الانتهاء من الخطوات الثلاث الأولى، تكون على استعداد تام لتحدد الإطار العام لنجم قطبي قائم على قيمك ومبادئك المتأصلة. ** الأشياء التي تمثل أكبر قيمة بالنسبة إليك حدد عملك ومبادئك الشخصية الأكثر أهمية. اصنع قائمة من أهدافك وطموحاتك في الحياة وبعد الانتهاء اختر العشرة الأوائل منها. ** الإقصاء بعد الانتهاء من اختيار الأهداف العشرة الأولى، احذف سبعة منها بحيث يتبقى لك الأهداف الثلاثة الأكثر أهمية والتي ستكون بمثابة حجر الأساس لنجمك القطبي. ** التقييم أجب عن الأسئلة التالية في ظل الأهداف الثلاثة المتبقية. -1 ما العامل المشترك بين اختياراتك؟ -2 هل يتماشى الأسلوب الذي تجني به مالك اليوم مع أهدافك الأكثر أهمية؟ -3 في ظل القائمة التي توصلت إليها، ما الذي تتوقع إنجازه من وجهة نظرك؟ -4 إلى أي مدى سيشكل التركيز والعمل على تحقيق هذه الأهداف فارقًا في عملك وأسلوب حياتك؟ -5 هل تعكس هذه القائمة الأسلوب الذي تقود به حياتك بشكل واقعي؟ ** والآن حدد نجمك القطبي** اكتب عبارة تحفيزية تشمل الأهداف الثلاثة الأكثر أهمية بالنسبة إليك على أن تبدأ عبارتك ب”يشمل نجمي القطبي...“ ثم ابدأ في صياغة العبارة بحيث تتبنى أهدافك الثلاثة.
  14. ألغوا مسابقات وجوائز التميز هذه البرامج مقننة وخاضعة لمعايير ثابتة يسهل التلاعب فيها. فكل منا هو نتاج للمقاييس التي يخضع لها ويتم تقييمه على ضوئها. نحن نغير سلوكنا طبقًا للمصفوفات التي تقيس أداءنا والمكافآت التي نحصل عليها. يحدث هذا في كل المسابقات والمنافسات التي تنفذ وفقًا لمعايير مبرمجة ومقاييس ثابتة؛ حيث يتحول الهدف من تفكير استراتيجي بالتطوير، إلى تفكير تكتيكي بالأساليب التي تحقق جائزة التميز، لا التميز ذاته. مثلما هناك شهادات بدون علم أو تعليم، ومثلما هناك ارتفاع في الأسهم دون ارتفاع في إنتاجية الشركات، هناك أيضًا جوائز تميز دون متميزين، وخبراء تميز دون خبرة. هنا يصبح المقياس أهم مما يقاس، والجائزة أهم من الفائز، والشهادة أهم من الشاهد. في إحدى المقاطعات الأمريكية التي تطبق معايير مقننة لتقييم أداء المدارس، حصل الطلاب على درجات عالية لأنهم تدربوا على أداء الاختبارات دون فهم محتواها. لكنهم فشلوا في تطبيق معارفهم وتوظيف مهاراتهم على أرض الواقع، ولم يحققوا النتائج المنتظرة منهم إحصائيًا عندما التحقوا بالجامعات! أحضرت تلك المقاطعة مستشارًا يساعدها على رفع نسبة نجاح طلابها في الامتحانات الفيدرالية المقننة، فجاءت توصياته كما يلي: - إهمال الطلاب المتميزين الذين سيجتازون الامتحانات دون مساعدة. - إهمال الطلاب الذين لن ينجحوا مهما استثمرنا فيهم ومهما ساعدناهم. - إهمال الطلاب المنتقلين إلى مدارس المقاطعة لأن نتائجهم تحسب للمدارس التي انتقلوا منها. - التركيز على الطلاب المتوسطين لأن تدريبهم على اجتياز الاختبارات سيرفع نسب مدارس المقاطعة ويأتيها بمكافآت وميزانيات تعليم أعلى. هذا المستشار ينصح بإهمال التعليم والاهتمام بالميزانية؛ ينصح بالتدمير لا بالتطوير. حدث مثل هذا في أحد برامج التميز التربوي. هناك مدارس في دولة عربية متقدمة نسبيًا، اشتركت في خلاصات وموقع إدارة.كوم عندما كانت الاشتراكات تحسب كنقاط في مسابقات التميز. وألغت اشتراكاتها عندما خرجت اشتراكات المجلات من حسبة التميز. في تسعينات القرن الماضي سادت صرعة شهادات الآيزو 9000 التي بدأت لأهداف سامية ونفذت بطرق مهنية محترمة في البداية، ثم تحولت إلى تجارة ومزادات وشهادات وتعويذات. كانت المؤسسات تحصل على شهادات الآيزو مقابل الفلوس. واليوم تأتي المؤسسات الحكومية بشركات من القطاع الخاص، تؤهلها للمنافسة والحصول على جوائز التميز، وفق معايير مستوردة من بيئات غريبة وغربية. ثم يأتي مقيمون واستشاريون ليقيموا الإدارات الحكومية التي تم تدريبها وتهذيبها لتفوز بالجائزة دون أدنى اعتبار للتطوير والتغيير وتحسين الأداء، أو حتى معايشة فكرة التميز وأخذها على محمل الجد. فما هو العيب في هذا؟ العيب هو في بيع وشراء التميز معلبًا مثل الوجبات الجاهزة، وملفوفًا بأوراق وعلب ملونة بطريقة "الدليفري". تعرضت الشهر الماضي لموقف مؤلم في إحدى الوزارات الفائزة بجائزة تميز. طلبت من موظفة تخدم الجمهور خدمتي كغيري من المواطنين، لكنها لم تأبه بي ورفضت مساعدتي. وعندما اتصلت برئيسها الذي أعرفه ويعرفني جيدًا، تطوع لمساعدتي وعنفها على سلبيتها، ولم ينس أن يذكرها بأنني خبير إداري، وأنه عليها أن تهتم برفع مستوى خدمة الجمهور لكي تحافظ الوزارة على جائزة التميز. والحقيقة أن نصيحته آلمتني. فهو يرى أن الجائزة أهم من الخدمة، وأن الخدمة أهم من الإنسان، وربما كان يظنني متسوقًا سريًا جئته متسللاً لأكتب تقريرًا عن خدمات إدارته. المديرون والموظفون الذين يقودون برامج التميز، يتدربون على مهارات التوافق مع المعايير دون أن يعرفوا لماذا ودون أن يروا الصورة الكاملة. ناهيك عن أن يدركوا أهمية التوافق بين أداء المؤسسة الكلي وبين أداء الموظف، وأن هدف التقييم أهم من أسلوبه، وأن القدرة على التنبؤ بالمشكلات أهم من مهارات إدارة الأزمات، وأن الجائزة تبقى عديمة القيمة ما لم ترتبط بالارتقاء بمستوى الخدمة من منظور أخلاقي وعملي بحت. تحولت برامج التميز إلى غايات في ذاتها، لأن المقاييس تغير السلوك. فالناس يستجيبون لما يكافئهم الآن، ولا يكترثون بما سيفيدهم غدًا. فلو طبقت معايير جوائز التميز بدون مكافآت معنوية ومادية فلن يهتم بها أحد، رغم أن مثل هذا التطبيق يضع مصلحة المؤسسة قبل مصلحة الفرد؛ لأن الابتكار المؤطر بالمقاييس الثابتة يؤدي إلى تغيير المعايير لتلائم الابتكار، بدلاً من تنمية الابتكار لتطوير المعايير. الكارثة الحقيقية في منافسات التميز هي أن المؤسسات المتنافسة، لا سيما المتميزة منها فعلاً، تعمد إلى إخفاء تجاربها والتكتم على معلوماتها والاستئثار بأفضل خبراتها، بدلاً من بثها ونشرها بين شقيقاتها من خلال المقارنة المرجعية، أو ما يسمى "مقارنة التميز". فهي تفضل رفع الأسوار وكتمان الأسرار وتدفن عوامل تميزها في ملفاتها؛ فتوأد تجارب التميز في مهدها، وتموت بذور النجاح في أرضها فلا ترى النور، ولا تفيد الجمهور. نسيم الصمادي
  15. ranasamaha

    سؤالان

    سؤالان "هناك سؤالان يطرحهما كل يوم معظم الناس: ماذا أريد؟ وكيف أحصل عليه؟ قليلون الذين يسألون: لماذا أريد؟ السؤال الأخير ينطق في الداخل وينطلق من القلب. الناس يتشابهون في ماذا وكيف، ويختلفون في: لماذا؟ إجابات لماذا تتعلق بالحدس والفضول والاكتشاف والمعنى والقيمة وحرية الاختيار وشجاعة اتخاذ القرار. لكي تعيش حياتك لا حياة الآخرين، وحتى لا تدع ضجيج العالم الخارجي يلغي صوتك الداخلي، ابدأ كل يوم بسؤال: لماذا أعمل؟ ومن إجاباتك الحرة ستخرج بماذا وكيف." نسيم الصمادي
  16. عندما !!! "عندما يبدأ أحدهم مشروعا جديدا، فإن أول نصيحة توجه له هي أن يكون مختلفا؛ ينصحه الخبراء بأن يتميز عن المنافسين بشيء ما مهما كان صغيرا. أوليس منطقيا إذن أن يميز كل إنسان نفسه عمن سواه!؟ من المفارقات الحقيقية فعلا أن نصر على تمايز مواصفات المنتجات والخدمات، ولا ندرك جقيقة تمايز الشخصيات! الذين يفهمون (التمتين) ويمارسونه، يعيشون هذه التجربة الإنسانية العميقة بلا مفارقات." نسيم الصمادي
  17. موطن قوتك "عندما تدخل موطن قوتك، سيقودك إحساسك ويوجهك حدسك لتلعب في ملعبك. فنطاقك الذاتي رادار داخلي يرشدك إلى الاتجاه الصحيح، لترى على شاشته أعظم الفرص، وأكبر الاحتمالات، وبعض العقبات؛ ستقرأ في ذبذباته إشارات ومعلومات لا يفسرها عقلك، ولن يفهمها غيرك. فأنت فرد وحدك، ونقاط قوتك تنبع من فطرتك." نسيم الصمادي
  18. الناس نوعان: فمن أي نوع تكون؟ الحوافز والدوافع والنوازع التي تحدونا للنجاح في العمل والحياة، وفي محاولاتنا الدؤوبة والخجولة، وفي مشروعاتنا الصغيرة والكبيرة، متنوعة وكثيرة. وهي تختلف من شخص إلى آخر. فكل إنسان في العالم يعتبر نفسه أهم إنسان على مستوى العالم، ولهذا يسعى كل منا لتغيير العالم على طريقته. هناك من يؤسسون مشروعاتهم لأهداف عظيمة وهناك من يؤسسونها لأسباب شخصية. هناك من يريدون تغيير العالم من أجل أنفسهم، وهناك من يريدون تغيير العالم من أجل الآخرين. هناك من تبقى فكرة تغيير العالم تراودهم إلى الأبد دون أن يحركوا ساكنًا، وهناك من يغيرون العالم حقًا. الناس ينقسمون دائمًا إلى نوعين. حتى في مسألة تصنيف الناس والأشياء إلى نوعين، فإن الناس نوعان: هؤلاء الذين يقسمون كل شيء إلى قسمين أو صنفين، وهؤلاء الذين يعتبرون العالم شيئًا واحدًا. فإذا كنت تظن أنه ليس بمقدورك تغيير العالم وحدك، فأنت على حق، لأنك تعتبر نفسك من النوع الذي يتغير ولا يغير. فكل منا هو دائمًا واحد من اثنين كما يلي: - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير الناس الذين يريدون تغيير العالم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون رؤية أنفسهم تحت الأضواء. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون السيطرة على العالم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تدمير العالم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون الدوران حول العالم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير أقرانهم وبيوتهم وملابسهم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير زيت سيارتك مثل شعار شركة خدمة السيارات الأمريكية "نريد تغيير زيت سيارتك". - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير جنسياتهم وأوطانهم وولاءاتهم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم يريدون تغيير آرائهم ومعتقداتهم. - بعض الناس يريدون تغيير العالم لأسباب سياسية، وبعضهم لأسباب اقتصادية. - بعض الناس يريدون تغيير العالم لأسباب إنسانية، وبعضهم لأسباب دينية أو ثقافية. - بعض الناس يريدون تغيير العالم بسرعة، وبعضهم يريدون تغيير العالم ببطء. - بعض الناس يريدون تغيير العالم، وبعضهم لا يريدون شيئًا. الذين حاولوا تغيير العالم وفشلوا، حاولوا أيضًا تغيير دولهم، وعندما فشلوا حاولوا أيضًا تغيير مدنهم، وعندما فشلوا حاولوا تغيير أسرهم، وعندما فشلوا حاولوا تغيير أنفسهم أولاً. هؤلاء فقط هم الذين غيروا العالم. فالناس حقًا ينقسمون دائمًا إلى نوعين: هؤلاء الذين يحاولون تغيير العالم، وهؤلاء الذين غيروا العالم. نسيم الصمادي
  19. فكـرة واحـدة لإنقـاذ العالـم من عاداتي أنني دائما أكتب عنوان مقالاتي قبل أن أبدأ الكتابة، وكان أول عنوان اخترته لهذا المقال هو "فكرة جديدة لإنقاذ العالم" ثم قلت بأن الفكرة قد لا تكون جديدة، فربما فكر فيها وكتب عنها الكثيرون من قبل، ولذا غيرت العنوان إلى "فكرة واحدة لإنقاذ العالم." الفكرة هي أن يغير الناس عاداتهم الغذائية ويكتفون بوجبتين فقط في اليوم، على أن يختاروا التوقيت المناسب لتناول هاتين الوجبتين. رجعت إلى كتب التغذية وعادات الشعوب في تناول الطعام لأحدد التوقيت المناسب للوجبتين تبين أنه بدأ نصح الناس منذ القرن السابع عشر أن يستيقظوا في السادسة ويتناولوا الإفطار في العاشرة صباحا، ليكون العشاء في السادسة والنوم في العاشرة مساء، والطريف أن هدف النصيحة لم يكن التوفير الاقتصادي، بل توفير نظام غذائي صحي يؤهل الإنسان لأن يعيش عمرا أطول. درجت الشعوب على مدى التاريخ على أكل وجبتين وفي كثير من الحالات وجبة واحدة. حتى الجيوش التي كانت تسافر راجلة وتحارب كانت تكتفي بوجبة أو وجبتين وكان هذا هو العرف الغذائي السائد. وحتى منتصف القرن التاسع عشر كانت الأسر البريطانية - حتى الثرية منها - تكتفي بوجبتين، مما يؤكد أن تناول ثلاث وجبات في اليوم هو سلوك اجتماعي وليس متطلبا صحيا. ففي رمضان نكتفي بوجبتين كل أربع وعشرين ساعة، وما أن ينتهي رمضان حتى نكون قد تكيفنا مع نظامنا الغذائي الجديد، وكثيرا ما نتمنى أن لا ينتهي شهر الصوم أبدا. وهناك شعوب في أفريقيا لا تطمع بأكثر من وجبة في اليوم، وهناك من يقضون أيامهم وهم يشدون أحزمتهم على بطونهم. ولكن كيف سيتغير العالم بفعل هذه الفكرة؟ الفكرة بسيطة وستجعل ما ينتجه العالم اليوم يكفي ثمانية مليارات إنسان بدلا من الستة مليارات ونيف الذين يعيشون على الموارد الحالية. لا أتوقع أن تقل نسبة الاستهلاك العالمي للغذاء وكافة الموارد بنسبة 33%، بل أرجح أن يوفر العالم ما بين 15% و 25% من موارده. وعندما يتوفر للاقتصاد العالمي 20% من الماء والغذاء والدواء فهذا يعني إشباع العشرين بالمائة الأقل حظا، وتنمية المناطق الفقيرة في نصف الكرة الجنوبي. لم يكن سهلا تحديد التكلفة الفعلية لتغذية العالم كل يوم، ولكن أمريكا تصرف 13 مليار دولار لإطعام الحيوانات الأليفة، و 130 مليارا على الأغذية السريعة مثل الهامبوغر والبيتزا، و 450 مليارا في مناسبات رأس السنة والكريستماس. كما أن قيمة الأصول العقارية في أمريكا وأوروبا واليابان تبلغ حوالي 30% من الاقتصاد العالمي، وهذا يعني أن الأصول العقارية حول العالم ربما تصل إلى 50% من اقتصاد العالم. فالعالم يستهلك نصف اقتصاده وإنتاجه في البناء والإيواء، رغم أن زوال كل المباني سيؤدي فقط إلى عدم الراحة في العيش ويقضي على الرفاهية، في حين أن زوال الغذاء من العالم يؤدي إلى الموت. فلو افترضنا أن العالم يصرف 25% فقط من اقتصاده على الغذاء فهذا يساوي ما بين 20 و 25 تريليون دولار. وتوفير 20% فقط سيؤدي إلى توفير مباشر يصل إلى 5 و 6 تريليون سنويا، وهذا يكفي لإنقاذ الاقتصاد العالمي، مع استعادة البيئة لـ 20% من حيويتها المفقودة، وتوفير 20% من الوقت والنقل والتخزين، مما يعني نظريا زيادة الإنتاجية بنسبة 20% أخرى، فيكون الناتج الإجمالي للفكرة 40% زيادة في حيوية وإنتاجية وطاقات العالم وموارده وتوفيرها للأجيال القادمة. من المتوقع أيضا أن تختفي الحروب التي تدور لأسباب اقتصادية واجتماعية ناتجة عن الفقر والصراع على الموارد المائية والطاقة، وسيبدأ العالم يسير ببطء وعمق واتزان وعقلانية افتقدها منذ الثورة الصناعية. فعندما نسير ببطء وحكمة، سنثوب إلى رشدنا ونلتقط أنفاسنا ونوطد علاقاتنا فتتحرك عقولنا أسرع من أسناننا وأمعائنا. عندما تكبر العقول وتتقلص الكروش وتصغر المطابخ والمنافخ، وتقل أعداد الأطباق وطلبات الوجبات السريعة، سيعمل الناس بنشاط أكبر، وسيقل الفاقد في الوقت والماء والغذاء والهواء، وتحل معضلة البيضة والدجاجة فورا حين ترتفع معدلات الإبداع، ويؤدي تخفيض الاستهلاك – تلقائيا - إلى زيادة الإنتاج. المشكلة التي ستواجهني شخصيا هي أنني أكتب مقالاتي في الصباح الباكر، فلم أنته من كتابة هذا المقال إلا وكنت قد أكلت أربع حبات من التين وطبقا من الفستق السوداني وفنجانين من القهوة. الفستق مستورد من أفريقيا والقهوة من أمريكا الجنوبية، والطبق والفنجان من الصين. فلم آكل من إنتاج بلدي سوى حبات التين، أي 33% من المواد المستهلكة، لكنها – وهذا هو السر – الكمية الوحيدة الطازجة وغير المعالجة، ولا يحتاج استهلاكها لأدوات صينية. السؤال الذي أطرحه على القراء الأعزاء هو: ما الذي سيحدث لك شخصيا وللعالم أيضا لو أكلت وجبتين فقط في اليوم، بدلا من ثلاث أو أربع وجبات، دون أن تحرم نفسك من المقبلات والحلويات؟ نسيــم الصمــادي
  20. التمادي في التهادي لملم عام 2009 أطرافه وطوى سنة أخرى من أعمارنا بعد أن فاجأتنا سلسلة من الانكسارات الاقتصادية فاقت كل التوقعات، ورغم ذلك بقي سلوكنا الاقتصادي سلبيا ليزيد طيننا بللا. ورغم علمنا بأن سلوكنا الاستهلاكي ولأننا ما زلنا نلبس مما لا نصنع، ونأكل مما لا نزرع هو السبب، فإن عاداتنا في الامتلاك والاستهلاك لم تتغير. من العادات التي تحتاج لتغيير عقلاني ذلك السلوك غير العقلاني في منح الهدايا. ففي عالمنا المتضخم والمصاب بتخمة وهمية نهدر المليارات في هدايا لا جدوى منها. وهي هدايا تقدم في المناسبات العامة والشخصية دون تفكير في تكاليفها وعوائدها. بحكم العادة والعرف فإن الكبير يهدي الصغير والغني يعطي الفقير، والمدير يعطي الأجير، كما تساعد الدول الغنية الدول الفقيرة، ويتبرع الأغنياء لأعمال الخير، وفي هذا إعادة توزيع للثروات. وفي ديننا الحنيف يقول الرسول الكريم: "تهادوا .. تحابوا"، أي إن الهدية تحمل رسالة حب ومضمونا عاطفيا. لكن للهدايا تكاليف وسلبيات قد تأتي بأثر عكسي. فلأن المهدي هو الذي يختارها، تفقد الهدية 25% من قيمتها المادية فور شرائها، وتفقد 25% أخرى مع فتحها، وتفقد 25% ثالثة بعد استخدامها، وتفقد كل قيمتها إن لم تكن ملائمة، ولم تلبي احتياجات من تلقاها. على المستوى الشخصي يتكرر في العالم كل يوم 17 مليون عيد ميلاد، ومن المرجح أن نسبة كبيرة من المحتفلين يتلقون هدايا لا تلائمهم، وهناك أكثر من مليون ونصف مليون حالة زواج كل عام، وكل هؤلاء يتلقون هدايا لا تلائمهم. تضاف إلى ذلك هدايا عيد الحب، وهدايا تجنب الغلب، وهدايا الأعمال التي تتصدرها المفكرات والأجندات المكتبية التي ترمى في المهملات أو يعاد إهداؤها، وهي هدايا غير ضرورية، بل وتصبح ضارة لكثرة تراكمها وإساءة استخدامها. ابتكر الأمريكيون بطاقات الإهداء، فبدلا من تقديم هدايا عينية، تقدم بطاقة ذات قيمة مالية محددة يحملها صاحبها إلى المتجر ليختار ما يناسبه، وهذا حل عملي، لكنه يلزمك بأن تشتري من مكان محدد في وقت محدود. والسؤال هو: بعد أن تغير العالم وتبدلت قيمه وتشابكت علاقاته واستبدلت أعرافه، لماذا لا نغير عادات الهدايا؟ ألا يمكن استبدال الهدايا بمبالغ نقدية ونترك لمن نحب حرية استثمار الهدية النقدية بالشكل الذي يريد؟ ينطبق ما سبق على الهدايا النظيفة، أما الهدايا التي يقدمها المغلوب للغالب، والصغير والكبير، والفقير للثري، والضعيف للقوي، فهذه حالة اجتماعية وسلوكية أكثر تعقيدا، لأنها تضيف للهدر الاقتصادي دمارا نفسيا وخرابا حضاريا، ولأنها في الواقع (رشاوى) لا (هدايا) .. وهي أشد فتكا بالبشرية من القنابل العنقودية
  21. ماجستير "دلفري" ودكتوراة "تيك أويه" في إدارتنا لأنفسنا ومواردنا، لا بد أن يكون المعول الأول والأخير هو الضمير. فإذا ما غاب الضمير؛ غامت الرؤية، وفشلت الإدارة، وسادت الفوضى. في حوار مع أستاذ جامعي، قال بأنه يشارك في تنفيذ برنامج ماجستير في الأعمال "ميني إم بي إيه" وبرعاية جامعة أمريكية. وعندما سألته عن معنى كلمة (Mini) لم يحر جوابًا. فأخبرته أنها تعني: قصير أو مختصر. فهو يحاضر في برنامج ناقص أو (مصيف)، يعني "بالشورت". في منتصف القرن الماضي انتشرت موضة نسائية تسمى "ميني جيب"، يعني: (الجيبة القصيرة." ولأنها كانت قصيرة إلى درجة فاضحة، فلم تدم طويلاً، وتخلص منها العالم طلبًا للستر. ومن المؤكد أنه لم يدر في خلد مخترعها أن يستعيرها الأكاديميون، فيختصروا المناهج ويشوهوا البحث العلمي ويقدموا: "ميني ماجستير" و "دكتوراة تيك أويه" و "دبلوم عالريحة." وقد نرى قريبًا من يروجون لاستشارات بنظام: "اشتر واحدة والثانية مجانًا." كليات الإدارة ليست مطاعم وجبات سريعة. وبرامج تأهيل المديرين التنفيذيين ليست رحلات صيفية إلى ماليزيا وتركيا، تسافر إليها نائمًا لمدة أسبوع، فتعود متوجًا بشهادة "مدرب معتمد في البرمجة العصبية " أو دبلوم "القيادة الإبداعية للسياحة الصيفية." معظم الجامعات العالمية افتتحت كليات لها حول العالم. وترى مجلة "الإيكونومست" البريطانية أن كليات الأعمال تعولمت أكثر من الأعمال ذاتها. فما الذي يدفع جامعة أمريكية محترمة لتبيع ماجستير غير ناضج، أو Half Done بلغة المطاعم – سوى لغة المال؟! بحثت عن عبارة "الجامعة الأمريكية" على جوجل فوجدت 2.5 مليون نتيجة. فكل من هب ودب بدأ يدعي أن تخرج في جامعة أمريكية، مع أن الجامعات الأمريكية فشلت في تخريج قيادات ناجحة في إدارة الأعمال، والدليل هو ما يعانيه الاقتصاد الأمريكي من ويلات. ولأن التعميم خطأ خطير في التفكير، فإننا نشير إلى الحالات الناجحة في عولمة كليات البيزنس. ففي عام 2000 افتتح معهد "إنسيد" الفرنسي المحترم فرعًا في سنغافورة، لكن الفرنسيين ذهبوا إلى هناك ليتعلموا لا لكي يبيعوا. فحوالي 40% من الطلاب الذين يبدأون برامج الـ MBA في سنغافورة، ينهونها في باريس؛ والعكس أيضًا صحيح. فهو برنامج لتبادل الخبرات ودراسة بيئات الأعمال المختلفة. وحتى عندما بدأت كلية موسكو للأعمال بتقديم برامج الماجستير الجادة، فقد أضفت على برنامجها طابعًا خاصًا؛ فركزت على مساقات مكافحة الفساد لتكافح مافيا الأعمال في روسيا. وبالمثل؛ تعاونت كلية إدارة الأعمال الصينية الأوروبية في "شانغهاي" CEIBS مع جامعة هارفارد و كلية "وارتون" للأعمال في بنسلفانيا، لتقدم تجربةً ثريةً ميزتها عن أكثر من 2700 برنامج للماجستير في الهند والصين. ثم نقلت نفس التجربة إلى "غانا" مضفيةً على برامجها روحًا أفريقيةً. عندما تبحث الفرق الرياضية عن مدربين، فإنها تبحث عن الخبرة، والجودة، وعن مدرسة مختلفة في التدريب. فلماذا لا نأتي للأسواق العربية بمناهج إدارية تركز على الأخلاق والشفافية والتفكير الحر والإبداع!؟ لقد بدأت الجامعة الألمانية في القاهرة مؤخرًا تنافس الجامعة الأمريكية، وأصبح خريجوها يسبقون منافسيهم في التعيين. والسبب واضح قطعًا. فالألمان يدرسون باللغة الإنجليزية؛ لكنهم يتفوقون بالجدية والانضباط ويعتبرون الجودة أساسيات لا كماليات. برامج "الميني ماجستير" المذكورة ليست دسمة؛ بل أعدت على عجل مع إضافة البهارات والمشهيات فأصبحت "سبايسي"؛ ولذا فهي ضارة لمعدة الفرد، ولصحة المؤسسة، ولمستقبل المجتمع. وهذه وصفة غذائية سامة يجب أن نلفظها جميعًا.
  22. الـعشرة تساوي مائة! شعوريًا وسلوكيًا وحسابيًا وطبيًا وفعلاً وممارسة؛ أصبحت العشرة بالمائة، مائة بالمائة. وأظنه "تشارلز سويندل" الذي قال: "الحياة هي 10% ما يحدث لنا، و 90% هي كيف نستجيب لما يحدث لنا." قرأت هذه العبارة قبل 20 عامًا، وكنت أظنها تعبيرًا مجازيًا وقولاً تحفيزيًا لا أكثر. ولكنها تحولت يوم الجمعة الموافق 13/4/2012 إلى حقيقة مؤكدة لا تحتمل الرفض ولا تقبل النقض. كنت في اليوم السابق مسافرًا من "الرياض" إلى "عمّان"، واستأجرت سيارة من المطار، وفي نيتي السفر إلى "القاهرة" بعد 48 ساعة، إذ كنت قد حولت وجهتي فجأة لأمر عبر "الأردن" وأرى والدتي. قدت السيارة حتى جبال "عجلون" عابرًا غاباتها الخلابة، ومستمتعًا بأواخر أيام الربيع وخضرته المنعشة. وفي الطريق هاتفت صديقًا أفيده بوصولي، فاقترح أن يأتي مع ثلة من الأصحاب إلى بيتي الريفي المطل على وادي النوم، لأعرض لهم آخر تطورات نظرية التمتين وآخر ما كتبته فيه. يقول المتطيرون بأن يوم الجمعة عندما يصادف الثالث عشر من أي شهر، يكون يوم شؤم. وكان سهلاً أن أصدق المتشائمين، عندما استيقظت صباح ذلك اليوم أكاد لا أرى شيئًا. نظرت من النافذة إلى الوادي العميق، فلم أر إلا آفاقا مرتشعة وصورًا مشوشة. غسلت وجهي بالماء البارد، ثم الساخن، ولم أر شيئًا. كنت أعرف أن قدرة الإبصار في عيني اليسرى لا تتجاوز 15%. وعندما أغلقتها اسودت المرآة، وخيم ظلام دامس ملفوف بزرقة داكنة. فأدركت أن عيني اليمنى أصبحت خارج الخدمة. فهل كان يوم الجمعة مشؤومًا حقًا؟ العكس هو الصحيح! في ذلك اليوم جلست إلى والدتي، واستمتعت بصحبة أهلي وأحبائي وأصدقائي، وحمدت الله أنني رأيت كل من وما أحب. حمدت الله لأن انفصال شبكية العين لم يحدث إلا بعد العودة إلى بلدي بساعات، ولأن كتيبة من الأصحاب راحت تبحث لي عن أفضل طبيب عيون في "الأردن" حتى وصلت إلى الدكتور "أحمد حسونة"، ولأنني قدت سيارتي في اليوم السابق على سفوح الجبال وبين الأودية والشعاب دون أن أتعرض لحادث لم أكن لأدرك سببه. أما أكبر النعم فهي أن يحدث كل هذا وأنا في أحضان والدتي، بدلاً من غياهب الغربة. صباح هذا اليوم، وبعد إجراء العملية بثلاثة أسابيع، ضحكت لأنني كسرت فنجان القهوة فارغًا وقبل أن أملأه. ويوم أمس، ابتسمت لأنني سكبت الشاي خارج الكوب، وكان هذا أول مؤشر على نجاح العملية. فأن أرى الأكواب والفناجين ولو أقرب قليلاً مما أظن، يعني أنني صرت أرى. وعندما اتصل بي أحد أبناء العمومة متسائلاً إن كان يمكنه التبرع لي بشبكية عينه، قلت له مازحًا: "هذا مستحيل، فالشبكية ملتصقة بالمخ، ولا أقبل أن أضع مخك مكان مخي." وضحكنا وكأننا نشاهد مسرحية "الآن فهمتكم." عندما يخبرك الطبيب بأن قوة إبصارك هي 15% فقط من عينك اليسرى، وأن العملية الجراحية التي أجريتها في العين اليمنى من أكبر وأخطر عمليات العيون، فهذا يعني أنك فقدت 85% من بصرك، لكنك لم تفقد شيئًا من بصيرتك. فما دمت تملك بصيرة نافذة، وموقفًا سلوكيًا إيجابيًا تجاه ما حدث، وما يمكن أن يحدث، فإن الخمسة عشرة بالمائة تصبح في منظورك مائة بالمائة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ففيها ترى النور، وترى الناس، وتعيد رسم الواقع وتشكيله وتلوينه لتخرجه أجمل مما كان. وها أنذا اليوم أكتب مقالي بطريقة اللمس، وبنفس سرعتي المعهودة، لأنني تعلمت الضرب على الآلة الكاتبة منذ صغري. وأخاطب زملائي وأصدقائي بالصوت والصورة عبر "سكايب" دون أن أضطر للقراءة. وطلبت من الجميع أن يكتبوا لي بخطوط كبيرة لا تقل عن بنط (18). وأخبرني صديق حميم بأن في الويندوز خاصية تكبر كل شيء، فتحولت شاشة الكمبيوتر إلى "آيباد" كبير. لكن التكنولوجيا ليست هي الحل. فالموقف السلوكي والنظرة الإيجابية هما كل شيء. التفكير الإيجابي هو الذي جعلني أتذكر قانون "باريتو" لأطبق (مبدأ القلة القوية والكثرة الضعيفة) على أفكاري وإبصاري. فعندما تفقد 80% من أي شيء (الكثرة الضعيفة) تصبح الـ 20% الباقية (القلة القوية) هي كل ما تملك؛ فهي تساوي 100% بالنسبة لك ولنمط حياتك الجديد. الموقف السلوكي الإيجابي أهم من الحقائق المجردة، ومن الماضي والظروف، بل هي أهم من النجاح نفسه، ومما يراه الآخرون ومن المواهب والمهارات، ومن الاحتمالات والأمنيات. لقد ذهب الماضي وانتهى، ويبقى المستقبل دائمًا قادمًا بكل تحدياته ومعادلاته. ومن يستطيع أن يجعل العشرة تساوي مائة، يستطيع أيضًا أن يبتسم وهو يحتضن اللحظات التي كانت تظنه قد يبكي. نسيم الصمادي
  23. امـلأ الفـــراغ! يام المدرسة، كانت طريقة "املأ الفراغ" واحدة من أفضل طرق التعليم وأسهلها في مساعدتنا على الحفظ. كان المعلم يدخل "الصف" أو الفصل ويكتب القصيدة على اللوح الأسود، ويقرأها على مسامعنا فنرددها وراءه عدة مرات؛ ثم يبدأ بحذف كلمة من كل بيت شعر، ويطلب منا أن نكرر القراءة متخيلين مكان ومعنى الكلمات المحذوفة، وهكذا .. وما أن ينتهي الدرس حتى يكون معظمنا قد حفظ القصيدة. وفي الامتحانات، كنا نتسلم الأسئلة ونفرح كثيرًا لسؤال "املأ الفراغ" نظرًا إلى سهولة الإجابة عليه. هذه الأيام، تزخر وسائل الإعلام بأخبار السياسيين والرياضيين والاقتصاديين الذين يخالفون القوانين، وتمتلئ صفحات المال والأعمال بانتهاكات الشركات الكبرى للبيئة وباختلاسات كبار التنفيذيين الذين أعماهم الطمع وغلبهم الجشع. ولا تخلو صفحات التعليم من طلاب يغشون في الامتحانات أو يزورون الشهادات. ومن المؤكد أن هؤلاء الأفاقين والغشاشين يظنون أنهم ينجحون بأقل جهد وثمن وفي أقصر وقت؛ ولكنهم لا يدركون أن السلوك الأخلاقي هو الإستراتيجية الوحيدة الفعالة والفائزة في الحياة. شاهدت أواخر الشهر الماضي حالة غش صارخة في أحد فنادق دبي. كنت على باب الفندق أنتظر مفتاح سيارتي بعدما ذهب الموظف لإحضارها من موقف السيارات. وأثناء الانتظار، وصلت سيارة "رينج روفر" أحدث موديل وترجلت عن صهوتها امرأة فارعة الطول وفائقة الجمال تبدو في العقد الخامس من عمرها، يوحي مظهرها بأنها سيدة أعمال ناجحة أو تنتمي لأسرة تجارية ثرية؛ فقد كانت تبدو وكأنها تمتلك كل شيء - السيارة الفارهة، والجمال الصارخ، والطول الفارع، والموبايل اللامع. ألقت السيدة بمفاتيح سيارتها بكل ثقة، وهي منهمكة في مكالمة "موبايلية" أو هكذا تظاهرت، ودخلت الفندق من بابه الواسع. وبعد دقيقتين أو أقل، كنت أقود سيارتي ملتفًا حول الفندق في الشارع الخلفي في طريقي إلى اجتماع، فوجدت تلك السيدة تخرج من باب الفندق الضيق الخلفي، وتدخل مبنى حكوميًا عملاقًا، وكانت ما تزال منشغلة بمكالمتها الهاتفية، دون التفات أو اهتمام بأي كان. كان واضحًا أنها تعتبر نفسها متميزة وذكية وهي تلعب مع الفندق تلك اللعبة اللاأخلاقية؛ فهي تأتي بكل ثقتها المصطنعة وبأهميتها المفتعلة وتوقف سيارتها في مكان ظليل آمن، ثم تذهب إلى عملها أو اجتماعاتها، موهمة القائمين على خدمة إيقاف السيارات أنها تدخل الفندق للعمل أو للترفيه، في حين أنها تستغل أو تسرق وقت الفندق وموارده وساحاته وتأخذ مكانًا ليس من حقها لمجرد أن سيارتها مميَزة، وجمالها أخاذ. عدت مساءً إلى الفندق وتحدثت إلى المدير المناوب موضحًا ما ساورني من شكوك - لاسيما أنها كانت تتظاهر بالثقة بالنفس وتتصرف بثقة مصطنعة - لأن مبالغتها في مظهرها الخارجي وعدم التفاتها لأحد هي أعراض سلوك غير أخلاقي يتم تغليفه بالذكاء والدهاء والشطارة، وكأنه جزء أو نمط من أنماط حياتنا الزائفة والمشحونة بنفخة كذابة تدل على فراغ روحي مؤلم. لكل منا نقاط ضعف ونقائص وثغرات سلوكية تهزنا من الداخل؛ وهي فجوات تمتد في تلك المسافة الفاصلة بين ما نقول وبين ما نفعل، كما أنها نتاج فراغ داخلي يعمق الفجوة بين معتقداتنا وبين تصرفاتنا. فهل هناك مصدر أو منفذ أو علاج يمكن أن يزيدنا نضجًا أو يردعنا ويحول بيننا وبين نقائصنا، كي نسد بعض الثغرات المؤلمة في دواخلنا؟! هناك ثلاثة مصادر تتفاوت في قوتها ومستوى تأثيرها ألا وهي: - أولاً القانون، وهو ملزم فعندما نخالفه نخضع للعقاب أو نُحرَم من الثواب. فعندما نتجاوز السرعة المقررة أو نكسر الإشارة الحمراء، فإننا نخالف القانون ونضع أنفسنا تحت طائلته، حتى وإن لم نؤذِ أحدًا غيرنا. - ثانيًا العرف وقواعد السلوك، وهي تبدو في الظاهر أخف وطأة من القانون حيث يمكن أن نخالفها دون أن نخضع للعقاب؛ مع أن العكس هو الصحيح لأن هامش الحرية في الاختيار يُلقي على عاتقنا حملاً أكبر من المسؤولية، فيضيف إلى مخالفة القانون العام مخالفة قانوننا الخاص. فعندما يمنحنا المجتمع هامشًا أوسع من الحرية، فإنه يكبلنا بقيود المسؤولية. - أما المصدر الثالث فهو لا يقبل القسمة على اثنين. فهو ليس قانونًا عامًا، ولا عرفًا اجتماعيًا؛ ويمكننا أن نخالفه و نلغيه دون أن يرانا أو يحاسبنا أحد، لكنه الأوفى والأصفى لأنه المسؤولية بعينها حيث إن هامش الاختيار فيه لانهائي، مما يجعل ملء الفراغ فيه أمرًا في غاية الصعوبة، كما تحتاج ثقوبه وندوبه إلى سنوات من الكفاح والإصلاح لكي تلتئم إنه الضمير. لا يمكن لقانون البشر أن يعلو على قوانين الأخلاق؛ فسواء أكنت تركب "رينج روفر" أم "جامبو جت"، وسواء أكنت تتكلم من موبايل أكله الصدأ أم من موبايل مرصع بالجواهر، فإن النجاح في جوهره كان وسيظل تلك المحاولة الإنسانية الواعية والدءوبة للثم جراح الروح وفراغات الضمير، حتى تنعدم الفجوة بين ما نبدو عليه في الظاهر، وما يمكن أن نكون عليه في الداخل. نسيم الصمادي
  24. من سيدرب الرئيس القادم؟ من الواضح أن انتخابات الرئاسة المصرية لن تفرز قائدًا شاملاً يمكنه نقل "مصر" إلى مصاف الدول المتقدمة أو حتى المنافسة عبر السنوات الأربع القادمة. فكما يبدو أن المرشحين يفتقدون للرؤية والكاريزما ومواطن القوة المطلوبة للقيادة. ومن واقع مناظرة "موسى" و"أبو الفتوح"، اتضح أن المرشحين بحاجة للتدريب على مهارات الاتصال والحوار، حتى إن "عمرو موسى" لم يكن يفرق بين السؤال والإجابة. فعندما كان يحين دوره لكي يجيب، كان يسأل، وكان يجيب عندما كان يجب أن يسأل! وحتى "عبدالمنعم أبو الفتوح" الذي كنت أظنه قائدًا كاريزميًا تبين أنه يفتقد لذكاء الحوار، ويعاني من ضعف شديد في الحضور الذهني. فوجئت أن "أبا الفتوح" لم يجب عن سؤال: "كيف تنقل موظفًا من مطار "القاهرة" إلى "الجيزة" في 45 دقيقة؟" وتوقعت عندما جاء دور "عمرو موسى" ليجيب عن السؤال، أنه سينتهز الفرصة ويوجه ضربة ذكية لمنافسة، لكنه تظاهر بنسيان السؤال وعجز عن ابتكار إجابة مقنعة؛ وراح يلف ويدور في كلام إنشائي سبق وأن أعاده وزاده دون معنى. مرشحو الرئاسة اليوم، وغدًا عندما يعتلي أحدهم سدة الرئاسة بحاجة إلى تدريب على أيدي خبراء ومستشارين يضعون لهم سيناريوهات للتخطيط والتوقع، ونظم اتخاذ قرار فعالة. فمن المؤسف ألا يستطيع خبير ومفاوض ووزير خارجية عجوز، وأمين عام سابق لما يسمى جامعة عربية، اقتراح حل سطحي لمشكلة المواصلات في "مصر"، وكيف لم ينتبه إلى أن خط مترو الأنفاق قد وصل أطراف مصر الجديدة، وصار على بعد عشرة كيلومترات من مطار "القاهرة"، ويمكن استكماله في عشرة أشهر لنقل موظف غلبان من المطار إلى "الجيزة"، التي وصلها مترو الأنفاق (من زمان!). لأية مشكلة في العالم حلول اقتصادية وأخرى هندسية وثالثة نفسية. الحل الهندسي هو استكمال مترو الأنفاق، والحل الاقتصادي هو بناء عاصمة جديدة لـ"مصر" بمطار جديد وشبكة مواصلات جديدة وأيضًا برئيس ذي فكر جديد. ويمكن للحل الاقتصادي أن يشمل رفع أسعار البنزين عالي الجودة برفع الدعم عنه ليتوقف أصحاب السيارات من متوسطي الدخل عن استخدام سياراتهم الخاصة، ليركبوا وسائل النقل العامة، بشرط أن تكون محترمة. أما البديل الثالث؛ أي الحل النفسي، فهو لا يتطلب سوى النظر للأمور من زاوية جديدة. لأن توفير حافلات فارهة بخدمة متميزة، حافلات مزودة ببعض الرفاهية والأفلام الوثائقية والمجلات والكتب، فيها أطقم خدمة مدربة ونظيفة، يمكن أن تعبر زحام "القاهرة" إلى "الجيزة" في ساعة وبعض ساعة من الزمن في عز الظهر، لكن راكبيها سواء كانوا موظفين أو سائحين لن يشعروا بالوقت لو كانت وسيلة المواصلة راقية، والخدمة محترمة، في شوارع يحترم فيه السائقون والراكبون ثقافة المرور وأولوياته وأخلاقياته. قبل عقد من الزمن كنت في حوار مع الإعلامي "جمال الشاعر"، وعندما تحدثت عن إدارة التغيير سألني: "هلّا أعطيت المشاهدين مؤشرًا واحدًا لو حدث في "مصر" نستطيع أن نقول بأن تغييرًا حقيقيًا بدأ يحدث على أرض الواقع؟" فأجبته بسرعة: "نستطيع أن نقول بأن "مصر" تتغير عندما نرى السيارات تسير في الشارع، والناس يمشون على الرصيف." فمن الظواهر المؤسفة في "القاهرة" أن يسير الناس دون نظام في نهر الشارع، بينما تربض السيارات على الأرصفة المتكسرة. فما كان من "جمال" إلا أن قال: "والله هذا تغيير صعب ولا أظنه سيحدث على المدى المنظور!" التغيير صعب، ولن يتحقق إلا باختيار الشعب المصري العظيم لقائد عظيم. قائد يسمع ويقرأ ويحاور ويشاور ويغير ويطور، ويعترف بنقاط ضعفه فيعوضها بمساعدين أمينين، ويدرك نقاط قوته فيستثمرها أيضًا بقوة. ولذا أنصح قائد "مصر" القادم بأن يتلقى تدريبًا مكثفًا على مبادىء وتقنيات القيادة على أيدي رؤساء وقادة عالميين سابقين، وهذا ليس عيبًا. كما أنصحه بأن يسمع حلقات "الإدارة في السيارة" التي أنتجناها في (إدارة.كوم) لكي يفرق بين السياسة والفهلوة، وبين الإدارة والقيادة. ونحن مستعدون أن نقدم لفريق الرئاسة مجموعات من "الإدارة في السيارة"، و"إلهام على مدار العام"، بالإضافة إلى "إحاطات القياديين والمديرين" المصممة للشخصيات المسؤولة والمشغولة. الحلول النفسية تحتاج إلى تغيير زاوية الرؤية، دون حاجة لإعادة اختراع العجلة. تحتاج إلى تغيير في المنظور والإدراك وإلى تصور شامل للواقع والحياة. والرئيس الذي لا يملك هذه القدرات، ولا يتمتع بخيال جامح، سيكون عمره الرئاسي قصيرًا، وتأثيره محدودًا وصغيرًا. ومع هذا، فإنه يمكن لأي رئيس أن يحقق نجاحًا مشهودًا إذا ما قرر فعلاً وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ومارس التمتين في التفاوض والتفويض، وحصل لنفسه وفريقه على التدريب الكافي. نسيم الصمادي
  25. أزمة "تويوتا" الصمود مثل الصعود؛ يحتاج لجنود وجهود ونقود عندما صدر كتاب "جيم كولنز"، "هكذا يسقط العظماء"، في منتصف عام 2009 كان الفأس قد وقع في الرأس، لأن أزمة الاقتصاد العالمي كانت قد تفاقمت. ومع ذلك فإنه يمكن لقيادات شركة "تويوتا" إعادة قراءة مفردات أزمتها الحالية على ضوء نظرية "كولنز" حول أسباب وكيفية سقوط الكبار! يحدد "كولنز" وفريقه خمسة أسباب للسقوط؛ وعلى الرغم من أن هناك من يدعي أن أباطرة صناعة السيارات والحكومة في أمريكا يحاولون انتهاز فرصة تعثر "تويوتا" ليعطوا دفعة قوية للشركات الأمريكية المنافسة على حساب الشركات اليابانية، فإن هذا لا يعفي "تويوتا" ومدرسة الإدارة اليابانية من المسؤولية. المراحل الخمس للسقوط هي: غرور النجاح، والتوسع المحموم، وتجاهل الأخطار، ومحاولة إصلاح العرض لا المرض، وأخيرًا الاستسلام. لقد اعترت "تويوتا" حالة من الغطرسة المفرطة منذ أن أصبحت شركة السيارات الأولى في العالم؛ فبدأت تهتم بالكم على حساب الكيف، وبفتح أسواق جديدة على حساب الجودة، وأصيبت إدارتها العليا بحالة من العجرفة وتضخم الذات، بالإضافة إلى التقليل من شأن المنافسين، ونسيان أن العميل هو الأساس، وأن الجودة تنبع من التخطيط والتنفيذ الفعال ولا تقوم على المسلمات والنظريات. كان واضحًا أن تصميمات وأداء سيارت "تويوتا" بدأت تتراجع منذ مطلع هذا القرن، حتى صرنا نرى السيارات الألمانية واليابانية والأمريكية وحتى السيارات الكورية تتفوق عليها باللمسات الجمالية الداخلية والخارجية. ولم يكن أحد يتصور أن تعاني سيارات "ليكزاس" التي بنيت على المئات من براءات الاختراع من أخطاء هندسية وفنية ساذجة. "تويوتا" لم تدخل غرفة الإنعاش بعد، لأنها اعترفت ببعض أخطائها، مما يعني أنها ما زالت على أعتاب مرحلة السقوط الرابعة. لكن المؤكد أيضًا أن مشكلاتها التسويقية وأخطاءها في العلاقات العامة لم تأت لأسباب خارجية، لأن عجز "تويوتا" عن توصيل رسائلها إلى عملائها ووكلائها ومنافسيها هو انعكاس لمشكلات اتصال داخلية بين مستوياتها الإدارية المتعددة. ولولا تجوال كبار قادتها في العالم، واعتذارهم للعملاء، لكانت فقدت مصداقيتها تمامًا ودخلت مرحلة الموت البطيء. الدرس الأول المستفاد من أزمة "تويوتا" هو أن الشفافية هي الطريق الوحيد إلى المصداقية، وأن الجودة لا تدوم دون إيمان قاطع بعوائدها وفوائدها. لكن الدرس الأهم هو إدراك "تويوتا" أنها ليست ضحية. الضحايا هم عملاؤها الذين اشتروا سياراتها، ووكلاؤها الذين ربطوا مستقبلهم بها، وموردوها الذين تبنوا استراتيجياتها، وثقافة "كايزن" والجودة اليابانية التي كانت مفخرة فصارت "مسخرة". فليس في هذا العالم المضطرب من هو أكبر من الحقيقة؛ والحقيقة هي أن: "الصمود مثل الصعود؛ يحتاج لجنود وجهود ونقود". نسيم الصمادي
×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..