الإعداد لصلاة التراويح.
أ- عدم الإكثار في الإفطار.
طبعا بعد صيام يوم كامل من الفجر وحتى المغرب يجد معظمنا نفسه منكبا على الطعام انكبابا ولا يشعر بنفسه إلا وقد امتلأت بطنه ولا يستطيع أن يتحرك!
ولك أن تتخيل حالك في صلاة التراويح وأنت تروح يمنة ويسرة ولا تفهم شيئا من القراءة وبالتالي لا يوجد خشوع وبالتالي لا تستشعر حلاوة الصلاة فيكون ذلك سببا لتركها أو الكسل عنها.
والسؤال الآن: كيف يمكنني أن أمسك نفسي عن كثرة الطعام والشراب مع هذا الجوع والعطش الشديدين؟
أولا: الذي يدفع الإنسان لكثرة الطعام والشراب هو اندماجه في لذته وعدم تفكيره في العواقب التي تنتج عن هذا، وحتى تستطيع أن تمسك نفسك عن هذا السلوك عليك أن تتفكر في هذه العواقب.
ثانيا: نحتاج أن نفهم أن العقل يفكر عن طريق الصور والأصوات والأحاسيس الداخلية، فتفكيرك هو عبارة عن مجموعة من الصور والأصوات والأحاسيس المتداخلة التي توصلك إلى شعور معين وبالتالي يتولد السلوك.
وهذه الصور والأصوات والأحاسيس المتداخلة تسمى في البرمجة "استراتيجية".
والآن ما هي "استراتيجية" الإمساك عن كثرة الطعام والشراب؟
يمكنك عمل ذلك عن طريق تخيل العواقب السلبية التي تترتب على ذلك ثم خذ قرارك بالإمساك.
وهذه خطوات مقترحة أول ما تحس أنك بدأت تمتليء:
1- تخيل نفسك وأنت ثقيل في الصلاة ولا تستطيع التركيز بسبب كثرة أكلك.
2- تخيل نفسك وأنت خفيف في الصلاة وتستطيع التركيز لأنك تركت الأكل الآن.
3- قل لنفسك بصوت داخلي: يكفيني هذا حتى أستطيع التركيز والخشوع في الصلاة.
4- تخيل نفسك وقد قمت من على الأكل حالا.
بمجرد تطبيق هذه الاستراتيجية الداخلية ستجد نفسك قمت من على الأكل مباشرة بإذن الله.
إذا لم تقم فهذا معناه أنه جاءت بعض الصور الأخرى التي ترغبك في الأكل ويمكنك طردها مباشرة!
أظنك فهمت الآن بشكل ما كيف يعمل العقل.
ب- التهيؤ للصلاة بالنظافة والتطيب.
لا يمكن لأحدنا أن يشك أنه كلما كان ثوبه نظيفا وراحته طيبة كلما كانت حالته المزاجية جيدة، ولا شك أن هذا يساعدك على التركيز في الصلاة، فاحرص على أن تخرج للصلاة بثوب نظيف وعطر جميل (التطيب عند الخروج للرجال فقط) وسيكون لذلك أثر ممتاز في راحتك النفسية في الصلاة بإذن الله.
ج- التهيؤ النفسي وطرد والكسل.
كيف يحدث التحفيز وكيف يحدث الكسل؟
يحدث التحفيز عندما يرى العقل صورا داخلية تشوقه وتدفعه لفعل هذا الشيء.
ويحدث الكسل عندما يرى العقل صورا داخلية تنفره وتبعده عن فعل هذا الشيء.
فإذا وجدت نفسك تكسل عن الذهاب للصلاة فهذا لأنك ترى في عقلك صورا تؤدي للكسل!
مثل أن ترى المسجد بعيدا، أو تتخيل أن الصلاة طويلة، أو تتخيل الزحام في الصلاة.
فإذن أردت أن تحفز نفسك عليك استبدال هذه الصور!
فمثلا: تخيل نفسك وأنت مستمتع في الصلاة، تخيل الجو الإيماني الجميل الذي تكون فيه، تخيل ملاقاتك لأصدقائك بعد الصلاة، تخيل أي شيء جميل يحدث عندما تذهب للصلاة، وبالتالي سيتحفز عقلك لهذه الأشياء الجميلة ويسعى للحصول عليها وبالتالي ستجد خفة في نفسك ورغبة في الذهاب للصلاة.
منقول