اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

مخلص للإسلام

Members
  • عدد المشاركات

    45
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    4

مخلص للإسلام last won the day on June 4 2012

مخلص للإسلام had the most liked content!

السمعه بالموقع

18 Good

عن العضو مخلص للإسلام

  • الرتبه
    core_member_rank_5
  1. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ذهب بلال رضي الله عنه إلى أبي بكر رضي الله عنه يقول له: يا خليفة رسول الله، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول: أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله... قال له أبو بكر: (فما تشاء يا بلال ؟) قال:أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت... قال أبو بكر: (ومن يؤذن لنا؟؟)... قال بلال رضي الله عنه وعيناه تفيضان من الدمع: إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله .... قال أبو بكر: (بل ابق وأذن لنا يا بلال ).... قال بلال رضي الله عنه :إن كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له... قال أبو بكر: (بل أعتقتك لله يا بلال ).... فسافر إلى الشام رضي الله عنه حيث بقي مرابطا ومجاهدا يقول عن نفسه: لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى ' أشهد أن محمدًا رسول الله ' تخنقه عَبْرته، فيبكي، فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين وبعد سنين رأى بلال رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم - في منامه وهو يقول (ما هذه الجفوة يابلال ؟ ما آن لك أن تزورنا؟) فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم - وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له (نشتهي أن تؤذن في السحر ) فعلا سطح المسجد فلمّا قال ( الله أكبر الله أكبر ) ارتجّت المدينة فلمّا قال أشهد أن لا آله إلا الله ) زادت رجّتها فلمّا قال ( أشهد أن محمداً رسول الله ) خرج النساء من خدورهنّ فما رؤى يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه- توسل المسلمون إليه أن يحمل بلال رضي الله عنه على أن يؤذن لهم صلاة واحدة، ودعا أمير المؤمنين بلال رضي الله عنه ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها، وصعد بلال وأذن , فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم وبلال رضي الله عنه يؤذن، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا، وكان عمر أشدهم بكاء وعند وفاته رضي الله عنه تبكي زوجته بجواره فيقول: لا تبكي غـداً نلقى ألأحبه , محمداً وصحبه منقول للفائدة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  2. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ما هو سر تكريم رمضان ؟ إن سر تكريم رمضان وفرض الصيام فيه دون غيره، وندب القيام فيه والاعتكاف في العشر الأواخر منه؛ سبب ذلك هو نزول القرآن الكريم فيه، فمن أجل القرآن كرم رمضان، فالقرآن كلام الله عز وجل، ولقارئه ثواب مضاعف، ولسامعه أيضا، ويجب على المسلمين أن يلتفوا حول مائدة القرآن في شهر القرآن، وأن يحرصوا على تدبره والعمل به ليسعدوا في دنياهم وأخراهم. فشهر رمضان وعاء زمني لنزول القرآن الكريم، وقد توثق الارتباط لذلك بين صوم رمضان وتلاوة القرآن، نلحظ ذلك في الحديث التالي عن فضل الصيام والقرآن: عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب منعته الطعام والشراب بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان". في فضْل تلاَوة القرآن وأنواعهَا وعن عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «من قَرأ حرفاً من كتاب الله فَلَهُ به حَسَنَةٌ، والحسنَةُ بعشْر أمْثالها، لا أقُول الم حرفٌ ولكن ألفٌ حرفٌ ولاَمٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ»، رواه الترمذي. ولما كان ثواب الأعمال يضاعف في شهر رمضان , وبما أن أفضل الذكر كلام الله , فلك أن تتخيل عدد الحسنات التي تنالها عند قراءة جزء واحد من القرآن , وبعد ختم القرآن , ...... هو شهر القرآن يا أهل القرآن منقول للفائدة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  3. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد 1 - الصيام يساهم فى جمع الأمة الإسلامية بكل دولها ومذاهبها. حيث يتفق جميع أبناء الأمة فى العالم كله على أن الصيام فى رمضان واجب وليس نافلة ، وأنه واجب فى شهر رمضان وليس فى أي شهر آخر غير رمضان ، كما يتفقون على أن الصيام من الفجر إلى المغرب وليس من الفجر إلى الظهر في مذهب أو إلى العصر فى مذهب ثان ، أو بين العصر إلى الفجر فى مذهب آخر ، كما أن جميع المسلمين يُمسكون عن المفطرات نفسها من طعام وشراب وجماع ، ولا أحد من مذاهبها يجيز شيئا من ذلك ، وهذا هو الذي يجعل كل عاقل من الأمة ينظر إلى نقاط الاتفاق والوفاق التي تمثل جذع الشجرة بجذورها العميقة المستندة إلى النصوص القطعية في القرآن والسنة مما لا يختلف عليه أحد من المسلمين ، لكن فروعا عديدة في الفقه مثل فروع الشجرة الممتدة شرقا أو غربا ، شمالا وجنوبا، هذه خصائص الشجرة ، حيث يكون لها جذع واحد، وفروع عديدة، فمن الفروع الفقهية كيفية ثبوت الهلال بالعين المجردة أو الحساب الفلكي أو العين المجردة ما لم ينفها الحساب الفلكي ، وهذه الآراء الثلاثة خلافية داخل كل المذاهب الكبرى ، وكذا عدد الشهود لهلال رمضان أو شوال . هذه الثوابت مع الفروع تعد جزءاً من مرونة الإسلام ، واحترامه لاختلاف العقول ، وأساليب الاستنباط. 2- يحرص كثير من المسلمين الميسورين على إخراج زكاة أموالهم في رمضان. وذلك طمعاً في مضاعفة الأجر، وهذا له تأثير كبير على الدولة والأمة الإسلامية في جوانب كثيرة منها ما يلي : أ – علاج مشكلات البطالة والجريمة فى آن واحد .. كيف ؟ إن السياج الإيماني للزكاة والصيام يعالج البطالة التي تؤدي غالبا إلى الجريمة على النحو التالي: يعتقد كل قادر على الكسب أن الزكاة أوساخ الناس له في الدنيا ، ونكتة سوداء في وجهه في الآخرة كما ورد عن رسول الله r في أحاديث عديدة، فيندفع إلى العمل والكسب دون أن يكون عالة على غيره. ومن عنده طاقة للعمل ولا يجد مالا أو آلة حرفة فالأصل أن يُعطى شبكة لا سمكة ، ويتحول من الاستهلاك للمال والأحقاد على المجتمع والدولة إلى المنتج المشارك في بناء المجتمع والأمة. ومن كان فقيراً ضعيفاً لا يقدر على العمل فلا خلاف فى وجوب كفالته ، وحسن إعالته بما يجعله مصدر أجر وثواب ودعاء لأصحاب المال والأعمال، وهو ثراء من نوع آخر فى الدنيا والآخرة . ب- الزكاة ومعها الصدقات الكثيرة فى رمضان تساهم فى إنهاء الفقر العالمي. نشرت منظمة الصحة العالمية في يوليو 2006م أن هناك أكثر من 560 مليون طفل يموتون كل عام بسبب الفقر ونقص الدواء ، وهناك عشرات الملايين من الأطفال يتركون الدراسة للعمل الشاق بحثا عن كسرة خبز ، وأغنياء الأمة هم أول من يجب أن يبادروا إلى إعلان عالمي لكفالة فقراء العالم تحت شعار {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} (المائدة: 32). ج- تساهم الزكاة والصدقات في تقوية الوقف الإسلامي للمساجد والمدارس والمؤسسات ذات النفع العام. واستقرار مؤسسات النفع العام يأتى بتعاون بين الأنظمة والشعوب ، حين تخصص الأنظمة أموالاً من ميزانياتها ، ويخصص الأغنياء جزءاً من صدقاتهم للوقف الذي يتحول إلى صدقات جارية ، ويؤدي إلى استقرار ونمو وتطوير مؤسسات النفع العام فى أمة الإسلام والمسلمين. 3 - في أحكام الصيام ما يؤكد استقلال الأمة وتميزها بخصائص وأعراف وقيم وتقاليد منها وجبة السحور عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله r أنه قال إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين ) كما أنه يميز أمة الإسلام عن اليهود والنصارى الذين لا يتسحرون ، كما أنه لا يجوز تخصيص السبت أو الأحد بصيام اتباعا لغيرنا أو اختصار كل العبادات يوم الجمعة كما اختصرت اليهود والنصارى عباداتها يوم السبت والأحد ، وصوم يوم عاشوراء مع يوم قبله أو بعده حتى لا نشابه اليهود ، وهذا يؤكد ضرورة الاحتفاظ بخصائص الأمة الإسلامية بين الأمم مع وجوب التعاون على الخير مع أية دولة أو أمة كما أخبر النبي r: (لقد دعيت إلى حلف ابن جدعان لو دعيت لمثله فى الإسلام لأجبت)، لكن التعاون مع الغير لا يعني أن تذوب الأمة فى سياساتها وإعلامها وتعليمها واقتصادها وعاداتها الاجتماعية فى الغير ، لأننا أمة لها صبغة كما قال سبحانه {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ} (البقرة: 138) . 4 - شهر رمضان والصيام يذكر بانتصارات الأمة عبر تاريخها العريق. فأكبر نصرين في عهد النبوة غزوتا بدر وفتح مكة كانتا فى رمضان، وفتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد كان فى 28 رمضان سنة 92هـ ، وموقعة عين جالوت كانت في 15 رمضان سنة 658هـ ، وكذا حرب العاشر من رمضان سنة 1383هـ . هذه كلها نتيجة طبيعية لأن الأمة إذا تعمق الإيمان في قلوب رجالها ونسائها، وانتصرت على أهوائها وشهواتها وتجمعت صفا واحداً خلف قادتها وعلمائها فإنها قطعا تكون جديرة بالنصر والعزة والتمكين وفقا لوعد الله رب العالمين القائل : {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ} (الروم : 47) ، وهذا مما يعيد إلى الأمة العربية والإسلامية الأمل قبل العمل ، ثم البذل والتضحية وجهاد أعدائهم وليس تصويب مدافعهم إلى صدور أبنائهم في الملة الواحدة. منقول مع بعض التعديلات وذلك للفائدة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  4. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد يحدث الصيام سلاما اجتماعيا كبيرا لا نظير له في أي مجتمع آخر ، ويتجلى ذلك فيما يلي : 1 - في رمضان تصفد مردة الشياطين ، وتنادي ملائكة الرحمن يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر كما ورد عن النبي r ، فتجد المساجد ملأى، والصدقات تتزايد ، والأرحام تتزاور ، ومع الصيام والقيام والذكر والدعاء تهدأ النفوس ويشيع الهدوء والسلام والعفو والتسامح والغفران بين أبناء المجتمع الإسلامي ، فإن ظهر مستفز يقابله جاره أو صديقه أو قريبه بقوله إني صائم مرتين ، لأنه مشغول بالله عن الخصام، هذب الصيام شهوة الغضب فلم تعد هادرة فتاكة لبنيان المجتمع . 2 - في رمضان يرغب كل مسلم في إطعام الطعام وإفشاء السلام ، هذا مع شعيرة القيام ، وهي السلالم إلى الجنان كما أخبر نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام ، وإطعام الطعام يتنوع بين دعوة ذوى الأرحام والأهل والأقارب والأصدقاء والجيران مسلمين وغير مسلمين كى يتناولوا جميعا طعام الإفطار مما يساهم بقوة فى توثيق الأواصر الإنسانية والروابط الاجتماعية والوحدة الوطنية بين أبناء المجتمع الواحد، وتظل آيات القرآن تحث على الإطعام حبا للرحمن لكل إنسان مسكينا ويتيما وأسيرا مما يؤكد على أهمية الإطعام بصرف النظر عن لون ودين وجنس هذا الإنسان . 3 - كما يكثر الإطعام على سبيل التهادي فإنه يزيد كثيرا أيضا على سبيل التصدق والبر والصلة للفقراء والأيتام ، وهذه الكفارات العديدة، وإفطار الصائمين مما يجلب مغفرة الذنب والعتق من النار ، وكذلك حقائب رمضان لكفالة المحتاجين مما ينزع فتيل الأحقاد والأغلال بين الأغنياء والفقراء ، فلا يحقر غنيٌ فقيرا، ولا يحسد فقير غنيا بل هما معاً ابتلاهم الله بالمال كثرة وقلة ليجزي الكريم قرباً من الله والجنة والناس وبعداً عن النار ، ويجزي الفقير خيرا على صبره ورضاه بقدر الله مع بذله لقصارى جهده ، فأي سلام أعظم من هذا الحب والانسجام بين أبناء المجتمع الواحد ؟! 4 - في رمضان ، ومع معايشة آثار الصيام تكون أعظم فرصة لإنهاء الخصام وجمع المسلمين الذين فرقهم الشيطان ، وأحدث فجوة بين الإخوان أو الأهل والخلان ، أو الأقارب والجيران، فهنا تكون أعظم فرصة مع هدوء النفس ، وعظم الأجر ، وانتشار الخير أن يتسامح كل مع الآخر ، وهنا يأتي دور المصلحين الذين يدركون عظمة أجرهم لما رواه ابن ماجه أن النبي r قال : ( ألا أدلكم على خير من الصلاة والصدقة والصلة والصيام، قلنا بلى يا رسول الله قال : إصلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين )، فيقوم هؤلاء المصلحون تحت شعار {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الحجرات : 10) بالسعي لجمع المتشاحنين وتذكير المتخاصمين من أبناء المجتمع الواحد أن الله يبسط رحمته ومغفرته لكل مسلم إلا أن يكون مشاحنا لأخيه، كما يذكر بحديث البخاري عن عبادة بن الصامت أن النبي r قال: ( أُريت ليلة القدر فخرجت أخبركم بها فتلاحا (تشاحن) مسلمان فرفعت ، فالتمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ). ففى عهد النبوة تخاصم مسلمان فرفع عن المجتمع كله رحمة واسعة وهى معرفة موعد ليلة القدر تحديداً لا يفوت معه إدراك ثواب ليلة القدر ، وهذا يؤكد مسئوليتنا عن تحقيق السلام الاجتماعي وأن يسعى كلٌ إليه. 6 - التواصل والسلام الاجتماعي ليس فقط بين الأحياء بل إذا مات المسلم في مجتمع إسلامي فإنهم لا يودّعونه ليتخلصوا منه ، بل يحرصون على آخرته ومنه ما رواه البخاري ومسلم وأبو داود بسندهم أن رسول الله r قال : ( من مات وعليه صيام صام عنه وليه ) ، وذكر ابن حجر العسقلاني: ( من مات وعليه صوم ثلاثون يوما فجمع له ثلاثون رجلا صاموا عنه يوما واحداً أجزأ عنه ) ، هذه صورة من أعظم التراحم بين المسلمين أحياء وأمواتا حتى يلقوا الله جميعا فيكون أملهم أن يكونوا فى ظل الله يوم لا ظل إلا ظله {في ظلال على الأرائك متكئون} (يس من الآية 56), {إخوانا على سرر متقابلين} (الحجر من الآية 28). 7 - من المكارم الأخلاقية للمجتمع المسلم أنه إذا كان المسلم صائما صوم تطوع ونزل به ضيف أو نزل الضيف صائما على قوم فإن الأصل أن يفطر الصائم إكراما لضيفه أو عدم إحراج لمضيفه ، ومشاركة له فى الطعام. وفى هذا يروى الترمذي وابن ماجه بسندهما أن النبي r قال : ( إذا نزل الرجل بالقوم فلا يصوم إلا بإذنهم ) ، ومنه وصية النبي r لعبدالله بن عمرو بن العاص " إن لزَوْرِك عليك حقاً حيث كان يصوم كل يوم فلفت النبي r نظره ونظرنا معه إلى أن هذا الصوم المتواصل يضعف كثيرا من الحقوق ومنها حق الضيف. وهذا ما لا نجده في أي مجتمع في عالمنا المعاصر، وهو خلق أصيل فى مجتمعنا الإسلامي جديرٌ أن نفخر ونعتز ونتمسك به. 8 - الأصل الحرص على الاعتكاف فى العشر الأواخر من رمضان ، وهذا يشيع الروح الإيمانية، لكن هذا الاعتكاف لا يعطل المروءة الاجتماعية. وقد روى مالك فى موطئه عن ابن شهاب أن رسول الله r ( كان يترك الاعتكاف ويخرج لحاجة الإنسان في البيوت ) ، قال ابن قدامة المقدسي : يخرج المعتكف من المسجد لإنقاذ غريق أو إطفاء حريق أو أداء شهادة، وقال أحمد يشهد الجنازة ويعود المريض ولا يجلس ، وهذا من الأحكام التي تدفع بكل مسلم أن يكون له حضور وذكاء اجتماعي لا ينسلخ عن الاجتماعيات التي تساهم في بناء جسور قوية من التلاحم الاجتماعي. وهكذا يصنع الصيام سلاما اجتماعيا قائما على الحب والتعاون على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان . منقول مع بعض التعديلات وذلك للفائدة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  5. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد مدرسة الصيام تربي الأسرة زوجا وزوجة على الحب القلبي والتفاهم العقلي والتناغم الجسدي، وترتقي بالأولاد إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن العادات ، ورفيع المكرمات، ويتضح ذلك مما يلى : 1 - قبل العقد والبناء مدرسة الصيام تصنع الزوجين ليكونا متوازنين معتدلين في الطبع والمزاج، والخلق والجسد، وهما أكبر أمان للحياة الزوجية السعيدة. 2 - الصوم لمن لا يقدر على الزواج وجاءٌ من الانحراف والانجراف كما جاء عن رسول الله r , فالانحراف يؤدي إلى التمادي في الحرام والعزوف عن الحلال مما يؤدى إلى العنوسة ، وهى أخطر أمراض المجتمع ، أو تؤدي إلى الشك فى الطرف الآخر ، فإذا تزوج أو تزوجت عاشا معا على الشكوك فى الأفعال والتصرفات من الماضى قبل الزواج ؛ مما يؤثر سلبا على الحياة إن استمرت ، أو يقطع حبالها إلى الشقاق والطلاق . 3 - المودة والرحمة هما أساس السعادة الزوجية كما قال سبحانه في (سورة الروم : 21) {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} وهما لا يشتريان بأي مال، بل تنزل الرحمات مع أول عشر من رمضان حتى آخره ، وتتوالى الرحمات مع تلاوة القرآن والذكر والقيام ، وتنزل الملائكة تستمع إلى القرآن وتصلي على المتسحرين ، وتؤمن على دعاء الصائمين والقائمين والقانتين ، فتهرب الشياطين وتفتح أبواب الحب القلبي ، وهو بالاستقراء أول غائب عند كثير من الأسر. 4 - علاج شهوة الجنس بالقدرة على الامتناع عن الحلال وهي أكبر ضامن للزوجين ألا تزل قدم بعد ثبوتها ، فتنهار أمام سعار الجنس الذي يملأ الشاشات والإنترنت والمجلات، وتستهوي الرجال والنساء ، مما يؤدي إلى العزوف عن الحلال والهروب إلى الحرام ، فتخرب البيوت ، لأن المسلم أو المسلمة لم يعش معنى وسر الصيام التربوي الذي يلجم شهوة الجنس حتى عن الحلال بعض الوقت فكيف بالحرام الذي يفتح أبواب الجحيم في الدنيا والآخرة . 5 - من هدي النبي r أن يجعل من الصيام وسيلة للوئام مع أزواجه فكان إذا لم يوجد الطعام يقول إني صائم ليتعلم كل زوج ألا يثور ويفور لتأخر الطعام مما يجرد الإنسان عن إنسانيته لتشعر الزوجة بحيوانية زوجها فينقبض قلبها ، ويفتر حبها وهي قنابل مدمرة لأية أسرة. 6 - من الهدي الإسلامي ألا يصوم رجل أو امرأة تطوعا إلا بإذن من الآخر ، أمر النبي r عبد الله بن عمرو بن العاص أن يعتدل في صومه ليوفي بحق أهله ، وكذلك لا تصوم المرأة تطوعا وزوجها شاهد إلا بإذنه، هذا أيضا من الرقي الإسلامي بتصريف الشهوة دون الرهبنة والتبتل. 7 - من رحمة الله تعالى أن أحل الرفث واللقاء بين الزوجين من المغرب إلى الفجر، وضمن ذلك آيات الصيام ليتلاءم مع نداء الفطرة ، وليجعل ذلك علامة على وسطية الإسلام بين السعار الجنسي المذموم والترهبن المزعوم. 8 - شهر رمضان ومدرسة الصيام تربية للأسرة كلها فهم يتسحرون معا ، ويصلون في المسجد معا ، ويعتكفون معا ، وقد كان r إذا دخلت العشر الأواخر شد مئزره ، وأحيا ليله وأيقظ أهله، وكانت زوجاته يعتكفن معه فى المسجد أو يزرنه، وكان الأصحاب يصومون ويعوّدون أبناءهم الصغار على شعيرة الصيام ، ويجعلون لهم اللعبة من العهن (الصوف) يلعبون بها حتى يأتى وقت الإفطار، لتكون الأسرة كلها فى معية الله وحفظه. 9 - مدرسة الصيام تعلم الزوج الرفق الشديد بالزوجة الحامل والمرضع والحائض ؛ حيث وضع عنها ربها الذي خلقها فرض الصيام لتصوم وقتا آخر أو تفدي ، لتكون رسالة لكل زوج مسلم أن يكون عطوفا حنونا على زوجته خاصة فى مرضها أو ضعفها عند حملها أو إرضاعها أو حيضها ، وهو أكبر سبب يجعل الزوجة تشعر بالأمان في كنف رجل ذا مروءة وإحسان لأنه من الكرام وليس من اللئام الذين يستروحون الورد عند إيناعه، وينصرفون إلى غيره عند ذبوله. 10- الصيام لجام اللسان أن يقول زوج لزوجته أو تقول زوجة لزوجها ما يوغر الصدر ، ويورث الشحناء والبغضاء ، بل يجعل الصيام حلو الكلام وطيب الفعال عنوانا لكل أسرة مسلمة. بهذا يصنع الصيام الأسرة على الحب والانسجام، ويعالج جميع الجراح والآلام. منقول مع بعض التعديلات وذلك للفائدة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  6. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد إن مشوار الإصلاح والتغيير يبدأ بالنفس لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد : 11) والحق أنها هي الأصعب، والصيام يعين الفرد على تجاوز هذا الضعف أمام هوى النفس التي قال عنها ربنا سبحانه {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي} (يوسف: 53) أو التي قال عنها سفيان الثوري (ما عالجت أمراً أشد علىَّ من نفسى) ، وقال عنها الحسن البصري (ما الدابة الجموح بأحوج إلى اللجام من نفسك). إن الصيام يعطي كل فردٍ ثقة رهيبة في نفسه أنه بعون الله تعالى قادر على ضبط زمام الهوى ، وكبح جماح النفس ليس في الامتناع عن المحرمات من أكل الحرام أو الزنا أو الظلم والطغيان أو .......، بل الامتناع عن الحلال بكلمة الله أكبر عند الفجر ، ثم يباح بكلمة الله أكبر عند الغروب ، والنفس الزكية التي تقدر أن توقف بعض الحلال بأمر الرحمن وبالتالي فهي أبعد عن الحرام والشبهات . إن كبسولة الصيام تعالج في الفرد الروح والخلق والعقل والجسد فى آن واحد على النحو التالي :- أ- كبسولة الصيام وعلاج قسوة القلوب وجفاف الروح : إن الصيام سر بين العبد وربه ، فهو يعلم العبد أن يكون باطنه خيرا من ظاهره ، وقراءة القرآن والقيام ، ومضاعفة الحسنات ، والأذكار والدعاء والقنوت في أجواء مهيأة من تقييد مردة الشياطين ، ونزول الرحمات ، ووجود المسلم بين إخوانه الذين تنبع منهم كل أفعال الخير ، هذا كله يجعل الروح تأخذ قسطها الوافي من العلاج الشافي من أمراض قسوة القلوب ، وجفاف الروح، وجمود العين عن البكاء ، ليتحول المسلمون إلى أشباه الملائكة في نورانية القلب بحب الله، وخشيته في السر والعلن، والتلذذ بذكره في الليل والنهار والأسحار. ب- كبسولة الصيام وعلاج دنايا الأخلاق : إن الصيام يضع لجاما اختياريا على الشهوات الأربع (البطن والفرج والغضب والكلام) في وقت واحد، فالصيام من الفجر إلى المغرب يخرج بالإنسان عن عادات الإسراف في الحلال إلى الاعتدال ، ومن الولوغ فى الحرام مثل التدخين والإدمان إلى التوقف عن الحرام كما يكسر من غلو شهوة الجنس التي تهتك الأعراض، وتدمر الأخلاق ، وتفشى الرذائل والأمراض ، ليكون الصيام وجاء لهذه الشهوات الجامحة ، ويرفع الإنسان من خسة الحرام إلى عفة الحلال ، كما تنقل الإنسان من ثورة الغضب على النقير والقطمير ليكون بالصيام الحليم الصبور ، والهادئ الوقور ، فإن استفزه أحدٌ قال إني صائم مرتين ، ليوفر غضبه لله تعالى ، والغيرة على محارمه ومقدساته، وليس انتقاما للنفس وانتصاراً لشهواته ، كما يضبط الصيام اللسان فيشغله بالذكر والقرآن عن الغيبة والنميمة والكذب والبهتان، فيعرف المسلم بين الناس بطيب الكلام ، ويكون أهلا للجنة ولرضا الرحمن لما رواه مسلم بسنده عن عبادة بن الصامت أن النبي r " قال : ( اضمنوا لى ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة ، أوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم ، وأصدقوا إذا حدثتم ، وغضوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، وكفوا أيدكم ) . جـ- كبسولة الصيام وعلاج جمود العقل : حقا ( إن البطنة تذهب الفطنة ) كما أخبرنا الحبيب محمد r ، فكثرة الطعام تستوجب ذهاب أكثر الدم من الدماغ إلى البطن لتهضم الفضل من الطعام الزائد ، وهنا يسترخى العقل أو ينام ، فيحرم الإنسان من حب العلم والتعلم ، والفكر والاختراع والإبداع ، وما الحضارات الفذة إلا أفكار من عقل راشدٍ، يعمل ولا يكسل ، هكذا العقل هو مناط التكليف كما أن القلب مناط التكريم ولذا روى عن الإمام جعفر الصادق رحمه الله (إن أول ما خلق الله العقل قال له : أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ، ثم قال : فبعزتي وجلالي بك أعاقب وبك أثيب) وهذا يتوافق مع الآتي: أكثر من 865 آية في القرآن الكريم تحث على التعلم ، أكثر من 247 آية تحث على النظر والتدبر والتفكر ، وأكثر من 50 آية تحث على السؤال والتفقه . إن مدرسة الصيام هي أعظم فسحة للعقل أن ينطلق مع فراغ البطن وخفة الجسد إلى عالم الإبداع ليفكر بعمق في الكتاب المسطور والكون المنظور ثم يقدم من خلال هذه المنظومة الربانية حلاً سديداً ، ورأياً فريدا ، ونوراً جديدا . د- كبسولة الصيام وعلاج أمراض الجسد: إن شهوة الطعام بغير لجام الصيام يجعل الفرد يصاب بأخطر الأمراض ومنها الجلطة وضغط الدم والسكري والسرطان وقرحة المعدة والأمعاء والتهاب القولون والمرارة والمفاصل والنقرس والغازات الكريهة وغيرها كما أن عادات التدخين والشيشة التي ابتلى بها الملايين تحرم هؤلاء من طيب الفم ، وصحة الجسم فهي أكبر مسببات السرطان والالتهاب الرئوي والضعف الجنسي كما تؤثر سلباً على الإنتاج والاقتصاد ، وشهوة الجنس بغير لجام الصيام تصيب الجسد بالإيدز والسيلان والتقيح في الفروج والأبدان ، وشهوة الغضب تؤدي إلى التوتر العصبي ، والاعتداء على الغير فتجرح بعض الجسد أو تنتهي بالقتل العمد أو العدوان لكن كبسولة الصيام وقاية وحماية ، وعلاج وشفاء من كل هذه الأمراض التي تحول الإنسان إلى العفيف الشريف ، القوي الفتي. ولعل صيام رمضان فرصة لاستعادة الثقة فى أننا نحمل فطرة نقية وعزيمة قوية على ترك عادات الأكل الكثير أو التدخين ، فمن صبر اثنتى عشرة ساعة يمكنه بلاشك الصبر بقية الليل إن استحضر في هذا الشهر الكريم ثقته في نفسه ، ودعا ربه أن يعينه على نفسه قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت : 69). منقول مع بعض التعديلات وذلك للفائدة. وإلى اللقاء في المرة القادمة مع " الصيام مدرسة التغيير لإصلاح الأسرة " والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  7. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد الصلاة هدية المعراج ونحن في ذكرى الإسراء والمعراج ما زال معنا قبس من الإسراء والمعراج نعيش على هديه ونقتبس من ضوئه في اليوم خمس مرات حتى نلقى الله ونحن نعاهده على تمسكنا بما أمر به حبيبنا في ليلة الإسراء والمعراج. فقد كلفه الله في تلك الليلة بفريضة الصلاة : لم ينزل بها جبريل. ولم يكتف الله بفرضيتها في القرآن الكريم. بل استدعاه وحباه وقربّه وأدناه ليعلمنا أن هذا أمر خاص ويحرص عليه الله. وهناك عند سدرة المنتهى فرض عليه الصلاة قال{ فكان ما تعلمون من فرض 50 صلاة ثم التخفيف إلى 5 صلوات} الصلاة علاج لأمراض العصر وقد يسأل أحدنا لماذا لا تصلى الخمس صلوات في وقت واحد؟ لماذا هي موزعة على مدار اليوم؟ الجواب يتلخص في أن الصلاة علاج لمشاكلنا في هذه الحياة وخاصة في هذا الزمن الذي نحن فيه حيث اتجه الناس إلى المادة والدنيا وكادوا يعبدونها من دون الله فيصبح الرجل وكل همه ومنتهى علمه أن يحصّل المال بأي كيفية من حرام أو من حلال لا يهم. وبالرغم من كثرة المال , فقد كثر في عصرنا التوتر النفسي والقلق العصبي وأمراض العصر, الضغط والسكر وأمراض القلب وكلها ليست من ميكروبات ولا من جراثيم وإنما من توترات نفسية وأحوال عصبية. العلاج الناجح والشافي - وليس المُسّكن - هو في هذه الصلاة التي فرضها الله. قال ربنا جل شأنه: ((إِنَّ الإنسان خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً)). الإنسان هلوع.. جزوع عند مس الشر، يحسب أنه دائم لا كاشف له. ومن ثم يأكله الجزع، ويمزقه الهلع. والإنسان منوع للخير إذا قدر عليه يحسب أنه من كده وكسبه فيضن به على غيره، ذلك أنه لا يدرك حقيقة الرزق ولا يتطلع إلى خير منه عند ربه.. فهو هلوع في الحالتين.. هلوع من الشر.. هلوع على الخير.. وهي صورة بائسة للإنسان، حين يخلو قلبه من الإيمان. ومن ثم يبدو الإيمان بالله ليس كلمة تقال، ولا شعائر تعبدية تقام بل إنه حالة نفس ومنهج حياة. وصفة المؤمنين المستثنين من الهلع، تلك السمة العامة للإنسان، يفصلها السياق هنا ويحددها: ((إلا المصلين. الذين هم على صلاتهم دائمون)). والصلاة فوق أنها ركن الإسلام فهي وسيلة الاتصال بمصدر الأحداث ومدبر الأحوال "بالله" فيطمئن إلى قدره شاعر برحمته، مقدر لابتلائه، متطلع دائما إلى فرجه من الضيق، ويسره من العسر متجه إليه بالخير، عالم أنه ينفق مما رزقه، وأنه مجزي على ما أنفق في سبيله، معوض عنه في الدنيا والآخرة.. فالإيمان كسب في الدنيا يتحقق قبل جزاء الآخرة، يتحقق بالراحة والطمأنينة والثبات والاستقرار طوال رحلة الحياة الدنيا. ([1]) وصفة الدوام التي يخصصها بها هنا: ((الذين هم على صلاتهم دائمون)). تعطي صورة الاستقرار والاستطراد، فهي صلاة لا يقطعها الترك والإهمال والكسل وهي صلة بالله مستمرة غير منقطعة.([2]) قصة من الواقع روى سفير ألمانيا في المغرب سابقاً الذي أسلم - وكان اسمه الفريد هوفمان فسمى نفسه مراد - وكان يعمل رئيساً لجهاز الاستعلامات في حلف الأطلنطي قبل أن يعمل سفيراً لبلاده في المغرب قال جاءتنا التعليمات بأن نجعل الطيارين يقومون بحركات كحركات الصلاة للمسلمين في كل يوم مرة وقالوا إن ذلك يكسبهم السكينة النفسية والطمأنينة فلا يملّون ولا يقلقون إذا طاروا إلى مسافات طويلة. يا عجباً أهل الكفر يستخدمون حركات الصلاة لعلاج أمراض النفس, وأهل الصلاة يتكاسلون عنها بل وينقطعون أحياناً عنها بل ولا يحافظون عليها مع أنها هي العلاج النافع ولا علاج غيره لهذه الأمراض التي ذكرناها هي تغنيك عن جلسات الطب النفسي. وتغنيك عن البراشيم المهدئة بكافة أنواعها مع أنكم تعلمون مدى شدة الأضرار اللاحقة لاستخدامها. وتغنيك عن المصحات النفسية وما أدراك ما تكاليف دخولها. كل ذلك يُغنيك عنه الله إذا حافظت على الصلاة في مواقيتها وفي بيت الله. نسأل الله أن يجعلنا ممن يصلون فيخشعون فيؤجرون. اللهم آمين منقول مع بعض التعديلات وذلك للفائدة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ([1]) في ظلال القرآن ([2]) في ظلال القرآن
  8. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد الصدقة · برهان على صحة الإيمان: قال صلى الله عليه وسلم: ' والصدقة برهان ' · سبب في شفاء الأمراض: قال صلى الله عليه وسلم: ' داووا مرضاكم بالصدقة ' · تظل صاحبها يوم القيامة: قال صلى الله عليه وسلم: 'كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس' · تطفىء غضب الرب: قال صلى الله عليه وسلم: ' صدقة السر تطفىء غضب الرب' · محبة الله عز وجل: قال صلى الله عليه وسلم: 'أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولئن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهر ' · الرزق ونزول البركات: قال الله تعالى: ' يمحق الله الربا ويربي الصدقات' · البر والتقوى: قال الله تعالى: ' لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ' · تفتح لك أبواب الرحمة: قال صلى الله عليه وسلم: ' الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ' · يأتيك الثواب وأنت في قبرك: قال صلى الله عليه وسلم: ' إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له' · توفي الصدقة نقص الزكاة الواجبة: حديث تميم الداري رضي الله عنه مرفوعاً قال: 'أول ما يحاسـب بـه العبد يـوم القيامـة الصلاة؛ فإن كان أكملها كتبت له كاملة، وإن كان لم يكملها قال الله ـ تبـارك وتعـالى ـ لملائكته : هل تجدون لعبدي تطوعاً تكملوا به ما ضيع من فريضته ؟ ثم الزكاة مثل ذلك، ثم سائر الأعمال على حسب ذلك' · إطفاء خطاياك وتكفير ذنوبك: قال صلى الله عليه وسلم: 'الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار ' · تقي مصارع السوء: قال صلى الله عليه وسلم: 'صنائع المعروف تقي مصارع السوء ' · أنها تطهر النفس وتزكيها: قال الله تعالى: ' خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ' و قال صلى الله عليه وسلم: 'ما نقص مال من صدقة ' و قال صلى الله عليه وسلم: ' اتقوا النار ولو بشق تمرة ' فلو أن للصدقة إحدى هذه الفضائل لكان خيرا بنا أن نتصدق فما بالك بكل هذه الفضائل جميعا من الصدقة ولو بريال واحد فقط لا تحقرن من المعروف شيئا فاحصد الأجور وأدفع عن نفسك البلاء لنتصدق ونحث غيرنا على الصدقة فهذه الفضائل العظيمة جمعت في الصدقة فلا نخسرها فنندم يوم لا ينفع مال ولا بنون منقول للفائدة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  9. فيديو لازم تشوفه حكم ضميرك وقارن بعقلك ولا تقارن بقلبك
  10. شوف الفن من الصعايدة - انشودة جميلة تفضل بالاستماع
  11. وطن في خطر "معا ننقذ مصر" بسم الله الرحمن الرحيم اختيار رئيسا لمصر خلال الأيام القادمة حدث لم نشهده نحن المصريين منذ عقود طويلة ، لذا لا ينبغي ألا يخضع لإعجاب شخصي أو عاطفة أو قرابة ، فكل واحد منا يجب عليه أن يعلم ضخامة الأمانة وثقل التبعة الواقعة عليه عندما يدلي بصوته, وفي الحديث (من استعمل رجلا من عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين. والناخب هنا طبعا هو من يستعمل الرئيس باختياره له ولكي يقوم الناخب بواجبه في الاختيار لا بد أن يكون اختياره للرئيس مبنيا على أسس منها: البرنامج الانتخابي: ينبغي أن يكون متوافقا مع الشريعة الإسلامية كمرجعية له. أن يكون البرنامج واقعيًّا لا يضع طموحات خيالية ليجذب الناخبين. يجب أن يكون قائمًا على أسس علمية في المستهدف تحقيقه. يجب أن يكون شاملاً لكل نواحي الحياة الدينية والسياسية والاقتصادية .... وغيرها. أن يكون مدنيًّا محبًّا للشورى، عنده سعة صدر ليتحاور مع مخالفيه بلا مصادرة للرأي المخالف أو قهر لكرامة إنسان ، فلا يصلح لحكم مصر الآن رئيسا عسكريا عاش حياته كلها في ظل سياسة تنفيذ الأوامر دون تفكير. علينا أن ننظر إلى تاريخ الشخصية المرشحة، وهل يتوافق تاريخها مع البرنامج الذي يقدمه أم أنه يقدم لنا مجرَّد كلام يوافق أفكارنا بينما أفكاره هو مخالفة تمامًا، فإذا كان المرشح جزءًا من النظام السابق، ثم يخاطبنا في برنامجه بأنه سوف ينشر الحرية والديمقراطية ويحارب الفساد؛ فمثل هذا لا نقبل منه ولا ننتخبه؛ لأن تاريخه مع الفساد والظلم يناقضان ما يدعيه من أنه سيقيم دولة "العدالة والطهارة والشفافية ؛ فأقل جرائمه أنه كان شيطانا أخرس راض بسلبيته عن الظلم والفقر الذي كان الشعب يتجرعه طوال العقود الماضية. أن يستعين بأهل الخبرة والاختصاص في شتى المجالات ، فليس هناك من يفهم في كل شيء وأي شيء ، وعلينا أن نعرف أن الرئيس الطبيعي ليس متخصِّصًا في كل الأمور، وإنما له رؤية جيدة وواضحة للنقطة التي يقف فيها الوطن الآن، وللوضع الذي يُريد أن ينقلنا إليه. يجب أن يكون رحيمًا بالشعب وأوجاعه وآلامه، ومتواضعًا يرى نفسه واحدًا منه. أن يكون الرئيس شجاعًا وجريئًا في الحق لا يخشى القوى الخارجية ولا الفاسدين داخليًّا؛ فيقف في المشكلات الجسام بقوة ، ويقيم الحق فيها دون مجاملات أو تحمل للضغوط، وكذلك يقف أمام أعداء الخارج وضغوطهم فلا يرضخ لإسرائيل أو الولايات المتحدة في مطالبها على حساب كرامة ومصالح الشعب. الآن وقد أصبح لدينا مرشحين فقط لخوض جولة الإعادة فعلينا جميعا أن نلتف تحت هدف واحد، وشعار واحد؛ هو"الوطن في الفترة القادمة"؛ وذلك من أجل مبادرة لاستكمال أهداف الثورة، وبناء الوطن الذي أصبح يعاني من كثير من الأزمات وتحتم علينا الآن أن نتعالى على خلافاتنا وأن نتحد في مواجهة ذلك المخطط الذي يهدف إلى إعادة إنتاج نظام أفسد كل شيء في مصر على مدى عقود طويلة. يجب ان تتوحد جهود جميع الشرفاء في هذا البلد لدعم الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية كل التيارات المدنية الشريفة والتي تقدم مصلحة البلد علي مصالحها الشخصية أعلنت دعمها لمرسي فما دورك أنت؟ لمن ستعطى صوتك فى جولة الإعادة ؟ http://www.facebook.com/questions/422685351098058/ من فضلك شاهد الفيديو التالي http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=RINhp-_vcQE لا تبخل على مصرنا الحبيبة بنشر هذه الرسالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  12. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد سلامة الصدر " أدنى درجات الأخوة في الله" ولكن ما المقصود بسلامة الصدر؟ المقصود بسلامة الصدر: طهارة القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه: كالحسد، والبغضاء، والغل، والعداوة، والشحناء، والبغي وسوء الظن. ؛ ولهذا أمثلة كثيرة منها، ما يأتي: المثال الأول: ما أخبر الله به عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى: لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {8} وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {9} الحشر أي لا يجد الأنصار في أنفسهم حسداً للمهاجرين فيما فضلهم الله به من المنزلة، والشرف، والتقديم في الذكر، والرتبة وبيانه سبحانه سلامة صدورهم من الغل، والحسد. المثال الثاني: قال تعالى : { أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ....{12}الحجرات وإذ حض سبحانه وتعالى في الآية السابقة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ..... "{6}الحجرات , حض على إساءة الظن بالفاسق والتثبت في أقواله وتصرفاته، نهى هنا عن إساءة الظن بالمؤمنين. المثال الثالث: سليم القلب من أفضل الناس بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل ومكانة صاحب القلب السالم من الحقد والبغضاء والحسد، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قيل: يا رسول الله! أي الناس أفضل؟ قال: كلُّ مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقيُّ، النقيُّ، لا إثم فيه، ولا بَغْيَ، ولا غِلَّ، ولا حَسَدَ ([1]). المثال الرابع: سلامة الصدر من أسباب دخول الجنة جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في قصة الرجل الذي شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ثلاث مرات في ثلاثة أيام, فتابعه عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ ليقتدي به، فبقي معه ثلاثة أيام فلم يرَ عملاً زائداً على عمله، ولم يقم من الليل شيئاً, إلا أنه إذا استيقظ من الليل وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبره حتى يقوم لصلاة الفجر، ولم يسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضت الثلاث ليال كاد أن يحتقر عبد الله عمل الرجل، فسأله وقال: ما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ^؟ فقال: =ما هو إلا ما رأيتَ غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله بن عمرو: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق([2]). وهذا كله يؤكد على كل مسلم أن يسأل الله عز وجل أن يطهر قلبه من الحقد، والحسد، والبغضاء للمسلمين، وأن يطهر لسانه من قول الزور، ومن كل ما يغضب الله عز وجل، والله المستعان. وعن سفيان بن دينار قال : قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي : أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : كانوا يعملون يسيرا ويؤجرون كثيرا . قلت :ولم ذاك ؟ قال : لسلامة صدورهم .([3]) وعن زيد بن أسلم قال: دُخل على أبي دجانة رضي الله عنه وهو مريض وكان وجهه يتهلل فقيل له : ما لوجهك يتهلل ؟ فقال: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين. أما إحداهما: فكنت لا أتكلم فيما لا يعنيني ، وأما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما.([4]) وقال قاسم الجُوعي رحمه الله تعالى : أصل الدين الورع ، وأفضل العبادة مكابدة الليل ، وأقصر طرق الجنة سلامة الصدر.([5]) أما أسباب التشاحن والتباغض فكثيرة منها : 1/ طاعة الشيطان قال تعالى: ( وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِىَ أحسَنُ إنّ الشَيطَانَ يَنَزَغُ بَيَنَهُم إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً مُبِيناً ) الإسراء:53 وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم )([6]). قال أبو البقاء العكبري رحمه الله تعالى : والمعنى أنهم لا يزين لهم عبادته ولكن يرغبهم في التحريش بينهم ([7]). 2/ الغضب فالغضب مفتاح كل شر عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه أنَّ رجلاً قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم أوصِني . قال : لا تَغضب. فردَّدَ مراراً ، قال: ( لا تَغضب ). ([8])فإن الغضب طريق إلى التهكم بالناس والسخرية منهم وبخس حقوقهم وإيذائهم وغير ذلك مما يولد البغضاء والفرقة. 3/ النميمة قال تعالى في ذمه أهل هذه الخصلة الذميمة: ( هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ) القلم:11 "يعني وقاعا في الناس عائبا لهم بما ليس فيهم ينقل الكلام من بعض إلى بعض على وجه التضريب بينهم " ([9]) وعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً يَنِمُّ الْحَدِيثَ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ( لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ )([10]). 4/ الحسد وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها وفيه تعد وأذى للمسلمين نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ( إِيَاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كما تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ،أَوْ قالَ الْعُشْبَ ).([11]) قال المناوي رحمه الله تعالى : " لأنه يفضي بصاحبه إلى اغتياب المحسود وشتمه وقد يتلف ماله أو يسعى في سفك دمه وكل ذلك مظالم يقتص منها في الآخرة ويذهب في عوض ذلك حسنات "ا.هـ([12]) وقد أمرنا الله تعالى بالاستعاذة من شره ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (الفلق:1) إلى قوله (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (الفلق:5) 5/ التنافس على الدنيا خاصة التنافس المذموم المؤدي إلى الوقوع في المحرمات فهذا يحقد على زميله لأن راتبه أكثر منه أو لكونه نال رتبة أعلى، وتلك تغار من أختها لأنها توظفت قبلها، وهذا يكيد لجاره لكون منزله أفضل من منزله والأمر دون ذلك فكل ذلك إلى زوال. عن عمرو بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( والله ما الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كما بُسِطَتْ على من كان قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كما أَهْلَكَتْهُمْ ) ([13]) . 6/ حب الشهرة والرياسة الداء العضال والمرض الخطير، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ( ما من أحدٍ أحب الرياسة إلا حَسد وبَغى وتَتبع عيوب الناس، وكره أن يُذكر أحد بخير )([14]). وهذا مشاهد في أوساط الموظفين والعاملين في القطاعات المتنوعة . 7/ كثرة المزاح فإن كثيره يورث الضغينة ويجر إلى القبيح والمزاح كالملح للطعام قليله يكفي وإن كثر أضر وأهلك. وقال ميمون بن مهران -رحمه الله تعالى- " إذا كان المزاح أمام الكلام كان آخره اللطم والشتام "([15]) . 8/ العُجب : قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: " العجب هو استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم ا.هـ([16]) فالعجب بالرأي والمكانة والنسب والمال سبب للعداوة . والعجب قرين الكِبْر وملازم له. والكِبْر من كبائر الذنوب فقد قال النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- : ( لا يدخل الجنة مَن في قلبه مثقال ذرة من كِبر )([17]) وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : لولا ثلاث ، لصلح الناس : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ([18]). قال الغزالي رحمه الله تعال : " فإن العجب يدعو إلى الكبر لأنه أحد أسبابه فيتولد من العجب الكبر ومن الكبر الآفات الكثيرة التي لا تخفى هذا مع العباد وأما مع الله تعالى فالعجب يدعو إلى نسيان الذنوب وإهمالها فبعض ذنوبه لا يذكرها ولا يتفقدها لظنه أنه مستغن عن تفقدها فينساها وما يتذكره منها فيستصغره ولا يستعظمه فلا يجتهد في تداركه وتلافيه بل يظن أنه يغفر له "ا.هـ([19]) 9/ المراء وحده الغزالي رحمه الله تعالى بقوله : كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه إما في اللفظ وإما في المعنى وإما في قصد المتكلم .([20]) قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم - ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ) ([21]) والزعيم هو الضامن . وقال الصنعاني رحمه الله تعالى : " وحقيقة المراء طعنك في كلام غيرك لإظهار خلل فيه لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مزيتك عليه والجدال هو ما يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها والخصومة لجاج في الكلام ليستوفى به مالا أو غيره ويكون تارة ابتداء وتارة اعتراضا والمراء لا يكون إلا اعتراضا والكل قبيح إذا لم يكن لإظهار الحق وبيانه وإدحاض الباطل وهدم أركانه "ا.هـ([22]) عن يحيى بن أبي كثير أن سليمان بن داود عليه السلام قال لابنه : يا بني إياك والمراء فإن نفعه قليل وهو يهيج العداوة بين الإخوان .([23]) ومما يعين على سلامة الصدر: أولاً: الإخلاص تخليص القلب عن شائبة الشوب . يعني خلطة الريا والسمعة المكدر لصفائه . والإخلاص هو الإحسان المعبر بقوله عليه السلام ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )([24]) "ا.هـ([25]) والحديث الذي يفتتح به أهل العلم كتبهم " إنما الأعمال بالنيات ......... " قال العز بن عبد السلام رحمه الله: " الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصا لله وحده لا يريد بها تعظيما من الناس ولا توقيرا ولا جلب نفع ديني ولا دفع ضرر دنيوي "ا.هـ([26]) وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : " ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما "ا.هـ([27]) والإخلاص مرغب بما عند الله تعالى ومزهد بالدنيا وزخرفها. ثانياً: رضا العبد بما قسمه الله تعالى له عن عطاء بن السائب عن أبيه قال : صلى بنا عمار بن ياسر صلاة فأوجز فيها فقال له بعض القوم : لقد خففت أو أوجزت الصلاة . فقال : أما على ذلك فقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما قام تبعه رجل من القوم هو أبي غير أنه كنى عن نفسه فسأله عن الدعاء ثم جاء فأخبر به القوم ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم وأسألك خشيتك يعني في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا يبيد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضى بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين ) .([28]). قال المناوي رحمه الله تعالى : "وأسألك الرضا بالقضاء أي بما قدرته لي في الأزل لأتلقاه بوجه منبسط وخاطر منشرح وأعلم أن كل قضاء قضيته لي خير فلي فيه خير"ا.هـ ([29]) ثالثاً: قراءة القرآن وتدبره: فهو الدواء لكل داء، والمحروم من لم يتداو بكتاب الله، قال تعالى: ( قُل هُوَ لِلذِينَ ءَامَنُوا هُدىً وَشِفَآءٌ )(فصلت:44)، وقال: ( وَنُنَزِلُ مِنَ القُرءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالمِينَ إلا خَسَاراً )(الإسراء:82). قال ابن القيم رحمه الله: ( والصحيح أن "مِن" ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ) وقال تعالى: (يَا أيُها النّاسُ قَد جَآءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِكُم وَشِفَآءٌ لِمَا في الصُدُور ) (يونس:57) قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبدا وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه فهما في كتابه " ا.هـ ([30]) رابعاً: تذكر الحساب والعقاب (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق:18) فمن أيقن أنه محاسب ومسئول عن كل شيء هانت الدنيا عليه وزهد بما فيها وفعل ما ينفعه عند الله تعالى ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف:49) قال النووي رحمه الله تعالى : "اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه بل هذا كثير أو غالب في العادة والسلامة لا يعدلها شيء " ا.هـ([31]) وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) ([32])فهذا الحديث المتفق على صحته نص صريح في أنه لا ينبغي للإنسان أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرا وهو الذي ظهرت مصلحته للمتكلم " ا.هـ ([33]) خامساً: الدعاء عن شدادِ بنِ أوس رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الأَمْرِ، وعَزِيمَةَ الرُّشْدِ ، وشُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْباً سَلِيماً، وأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَعُوذ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغُفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ ) . ([34]) فعلى المسلم أن يلتزم هذا الدعاء لنفسه وأن يدعو به لإخوانه المسلمين ( وَالذِّينَ جَآءُو مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبَنَا اغفِر لَنَا وَلإخوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَان وَلاَ تَجعَل في قُلُوبِنَا غِلاً لِلّذِينَ ءَامَنُوا رَبَنَا إنّكَ رَءُوفٌ رّحِيم ) الحشر:10 سادساً: الصدقة فهي تطهر القلب ، وتُزكي النفس ، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( خُذ مِن أموالِهم صَدَقَةً تُطَهِرُهُم وَتُزَكِيِهِم بِهَا ) التوبة:103 وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( داووا مرضاكم بالصدقة )([35]) وإن أحق المرضى بالمداواة مرضى القلوب، وأحق القلوب بذلك قلبك الذي بين جنبيك. سابعا : حُسن الظن وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل قال تعالى (يَـٰۤأَيـُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا ٱجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌۚ ......) الحجرات(12) وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والظنَّ ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث ).([36]) وقال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا ، وأنت تجد لها في الخير محملاً .([37]) لذا عليك التماس الأعذار وإقالة العثرات والتغاضي عن الزلات. وعده الأوائل (أي حُسن الظن) صورة من صور الكرم قال أبو بكر بن عياش رحمه الله: قال كسرى لوزيره : ما الكرم ؟ قال : التغافل عن الزلل . قال: فما اللؤم ؟ قال : الاستقصاء على الضعيف والتجاوز عن الشديد . قال : فما الحياء ؟ قال الكف عن الخنا . قال : فما اللذة ؟ قال : الموافقة . قال : فما الحزم ؟ قال : سوء الظن.([38]) ثامناً: إفشاء السلام عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَينَكُمْ ).([39]) وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ثلاث يصفين لك ود أخيك تبدؤه بالسلام إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه ([40]). قال ابن العربي : من فوائد إفشاء السلام حصول الألفة فتتألف الكلمة وتعم المصلحة وتقع المعاونة على إقامة شرائع الدين وإخزاء الكافرين وهي كلمة إذا سمعت أخلصت القلب الواعي لها غير الحقود إلى الإقبال على قائلها .([41]) تاسعا : الابتسام والبشاشة للابتسامة أثر حسن على الآخرين صغارا وكبارا وهي مما يزرع الألفة والمحبة بين الناس وقد حث النبي صلى الله عليه سلم عليها وأمر بها مع فعله لها فعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ لك صَدَقَةٌ )([42]) قال ابن عيينة رحمه الله: البشاشة مصيدة المودة والبر شيء هين وجه طليق وكلام لين .([43]) عاشراً: ترك السؤال عما لا يعنيك وتتبع أحوال الناس وعيوبهم عن الحسين رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ) .([44]) وقد سبق ذكر أثر أبي دجانة رضي الله عنه وهو ما رواه زيد بن أسلم قال: دُخل على أبي دجانة رضي الله عنه وهو مريض وكان وجهه يتهلل فقيل له : ما لوجهك يتهلل ؟ فقال: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين. أما إحداهما: فكنت لا أتكلم فيما لا يعنيني ، وأما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما.([45]) قال ابن حبان رحمه الله تعالى : " الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه وأن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمى قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم وأعجز منه من عابهم بما فيه من عاب الناس عابوه "ا.هـ([46]) الحادي عشر : محبة الخير للمسلمين عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ - أَوْ قَالَ لأَخِيهِ - مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ).([47]) قال ابن العربي رحمه الله تعالى : " لا يكون القلب سليماً إذا كان حقوداً حسوداً معجباً متكبراً وقد شرط النبي صلى الله عليه وسلم في الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه "ا.هـ([48]) قال الخطابي رحمه الله تعالى : ارض للناس جميعا مثل ما ترضى لنفسك إنمـا الناس جميعا كلـهم أبناء جنسك فلهم نفس كنفسك ولهم حس كحسك([49]) الثاني عشر: ترك الاستماع للغيبة والنميمة والإنكار على مرتكبهما حتى يبقى قلب الإنسان سليماً: فعن عَبْدِ اللّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ عن أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئاً فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْهِمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ )([50]) قال ابن الملك رحمه الله تعالى : والمعنى أنه يتمنى أن يخرج من الدنيا وقلبه راض عن أصحابه من غير سخط على أحد منهم ، وهذا تعليم للأمة ا.هـ ([51]) دخل رجل على عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى فذكر له عن رجل شيئا فقال له عمر إن شئت نظرنا في أمرك فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية ( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا )(الحجرات:6) وإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية ( هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ) (القلم:11) وإن شئت عفونا عنك فقال العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا .([52]) وعن الفضل بن أبي عياش قال : كنت جالسا مع وهب بن منبه فأتاه رجل فقال : إني مررت بفلان وهو يشتمك . فغضب فقال : ما وجد الشيطان رسولا غيرك ؟ فما برحت من عنده حتى جاءه ذلك الرجل الشاتم فسلم على وهب فرد عليه ومد يده وصافحه وأجلسه إلى جنبه.([53]) الثالث عشر: إصلاح القلب ومداومة علاجه عن النُّعمان بن بَشيرٍ رضي الله عنه قال : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ألا وإِنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً : إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسدُ كلّه، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجسَدُ كله ، أَلا وهِيَ الْقَلْبُ )([54]) . قال الشنقيطي رحمه الله تعالى "وقال الفخر الرازي : خصص القلب بالذكر ، لأنه محل لأصول الأعمال . ولذا ذكره في معرض الذم ، ( فإنه آثِمٌ قَلْبُهُ ) ، وفي معرض المدح ( وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) ويشهد لما قاله قوله : ( إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) وقوله : ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ ) وقال: ( ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ ). وقوله: ( أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ، ونحو ذلك ومما يدل على أن المراد بالصدور ما فيها هو القلب . ا.هـ([55]) الرابع عشر: السعي في إصلاح ذات البين: قال تعالى ( فَاتَقُوا اللّهَ وَأصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم ) (الأنفال:8 ) قال ابن عباس رضي الله عنهما: هذا تحريج من الله أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم ([56]). وقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة )؟ قالوا: بلى. قال إصلاح ذات البين ). ([57]) وعن أبي إدريس قال : سمعت أبا الدرداء يقول : والله وأيم الله - ما سمعته حلف قبلها ولا بعدها - ما من عمل أحب إلى الله من إصلاح ذات البين والمشي إلى المساجد وخلق جائز .([58]) والمسيح عليه السلام بعد نزوله يقوم بإصلاح ذات البين فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن عليه المال فلا يقبله ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجيبنه )([59]) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا كَلِمَاتٍ ( اللهم أَلِّفْ بين قُلُوبِنَا وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ وَنَجِّنَا من الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ وَبَارِكْ لنا في أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أنت التَّوَّابُ الرَّحِيمُ وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بها قَابِلِيهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا )([60]) . الخامس عشر : الإيمان بالقدر فإن العبد إذا أيقن أن الأرزاق مقسومة مكتوبة رضي بحاله ولم يجد في قلبه حسدا لأحد من الناس على خير أعطاه الله إياه قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لأبي ذر رضي الله عنه : ( انْظُرْ إلَى مَنْ هُوَ تَحْتَكَ ، وَلا تَنْظُرْ إلَى مَا هُوَ فَوْقَكَ، فَإنَّهُ أَجَدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرِي نِعْمَةَ اللَّهِ عِنْدَكَ )([61]) .وقيل لحاتم الأصم : علام بنيت أمرك ؟ فقال : على التوكل . ثم قال : بنيت أمري على أربع خصال : علمت أن رزقي لا يأكله غيري ؛ فاطمأنت نفسي ، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري ؛ فلم أشتغل لغيره ، وعلمت أن الموت يأتيني بغتة ؛ فأنا أبادره ، وعلمت أني لا أخلو من عين الله عز وجل حيث ما كنت ؛ فأنا مستحيي منه .([62]) السادس عشر : أن يضع المرء نفسه موضع خصمه فهذا يدعو لالتماس المعاذير، وحسن الظن. فالواحد منا_على سبيل المثال_ينزعج كثيراً إذا كان خلفه في السيارة شخص يطلق الأبواق، ونحن قد نقع موقعه ونفعل ما فعله، إما حرصاً على اللحاق بموعد مهم، أو أن يكون مع بعضنا مريض، أو نحو ذلك. فإذا وضعنا أنفسنا موضع الخصم وجدنا ما يسوغ فعله، فنُقْصِر بذلك عن الإساءة والجهل، ونحتفظ بهدوئنا وحلمنا. قال ابن المقفع:=أعدلُ السِّيَر أن تقيسَ الناس بنفسك; فلا تأتي إليهم إلا ما ترضى أن يؤتى إليك+. قال ابن حزم ×:=من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه; فإنه يلوح له وجه تعسفه+. وقال إبراهيم بن جنيد رحمه الله تعالى : اتخذ مرآتين ، وانظر في إحداهما عيب نفسك ، وفي الأخرى محاسن الناس .([63]) السابع عشر : صحبة الجليس الصالح والابتعاد عن الجليس السوء فالجليس الصالح يعين صاحبه على الصفح والعفو عمن أساء إليه والصبر على ما يصيبه من أذى من الآخرين وبهذا يسلم صدره من الغل وغيره . قال ابن حبان رحمه لله تعالى " وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار ومن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب لئلا يكون مريبا فكما أن صحبة الأخيار تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشر .. العاقل لا يصاحب الأشرار لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار تعقب الضغائن لا يستقيم وده ولا يفي بعهده وإن من سعادة المرء خصالا أربعا أن تكون زوجته موافقة وولده أبرارا وإخوانه صالحين وأن يكون رزقه في بلده وكل جليس لا يستفيد المرء منه خيرا تكون مجالسة الكلب خيرا من عشرته ومن يصحب صاحب السوء لا يسلم كما أن من يدخل مداخل السوء يتهم "ا.هـ([64]) الثامن عشر : استحضار حال أهل الجنة فقد أخبر الله تعالى عن حالهم فقال : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ )( الأعراف 43) ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ) (الحجر:47) قال السعدي رحمه الله تعالى : " (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) وهذا من كرمه وإحسانه ، على أهل الجنة ، أن الغل الذي كان موجودا في قلوبهم ، والتنافس الذي كان بينهم ، أن الله يقلعه ويزيله ، حتى يكونوا إخوانا متحابين ، وأخلاء متصافين . قال تعالى : (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) ويخلق الله لهم من الكرامة ، ما به يحصل لكل واحد منهم ، الغبطة والسرور ويرى أنه لا فوق ما هو فيه من النعيم ، نعيم ، فبهذا يأمنون من التحاسد والتباغض ، لأنه فقدت أسبابه "ا.هـ([65]) التاسع عشر : معرفة أن مخالط الناس لن يسلم من أذاهم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم أَنّه قال: ( المُؤْمِنُ الذي يُخالِطُ النّاسَ وَيَصْبِرْ عَلى أَذاهم أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الّذِي لا يُخالِطَهُمْ ولا يَصْبِرْ على أَذاهم )([66]) قال أبو مسلم الخولاني رحمه الله تعالى :" كان الناس ورقاً لا شوك فيه ، فإنهم اليوم شوك لا ورق فيه ، إن ساببتهم سابوك، وإن ناقدتهم ناقدوك، وإن تركتهم لم يتركوك وإن نفرت منهم يدركوك . قيل له : فما أصنع ? قال: هب عرضك ليوم فقرك، وخذ شيئاً من لا شيء ". ([67]) وقال الغزالي رحمه الله تعالى : " ومن ثم عدُّوا من أعظم أنواع الصبر الصبر على مخالطة الناس وتحمل أذاهم، واعلم أن اللّه لم يسلطهم عليك إلا لذنب صدر منك فاستغفر اللّه من ذنبك، واعلم أن ذلك عقوبة منه تعالى وكن فيما بينهم سميعاً لحقهم أصم عن باطلـهم نطوقاً بمحاسنهم صموتاً عن مساوئهم " ا.هـ([68]) العشرون : قبول اعتذار المخطئين قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه : أعقل الناس أعذرهم لهم .([69]) أنشد أبو الحسن البيهقي : قيل لي قد أساء إليك فلان ومقام الفتى على الذل عار قلت قد جاءنا فأحدث عذرا ودية الذنب الاعتذار ([70]) قال المأمون لإبراهيم بن المهدي بعد اعتذاره : قد مات حقدي بحياة عذرك ، وقد عفوت عنك ، وأعظم من عفوي ويدي عندك أني لم أجرعك مرارة امتنان الشافعين .([71]) وقيل : اقبل معاذير من يأتيك معتذرا إن بر عندك فيما قال أو فجرا فقد أطاعك من يرضيك ظاهره وقد أجلك من يعصيك مستترا([72]) وقال الأحنف : إياكم ورأي الأوغاد . قالوا : وما رأي الأوغاد ؟ قال : الذين يرون الصفح والعفو عارا .([73]) الحادي والعشرون : أقلل من العتاب قال منصور النمري : أقلل عتاب من استربت بوده ليست تنال مودةٌ بعتاب([74]) وقيل : ولست معاتبا خلا لأني رأيت العتب يغري بالعقوق ولو أني أوقف لي صديقا على ذنب بقيت بلا صديق([75]) وقيل : إن الظنين من الإخوان يبرمه طول العتاب وتغنيه المعاذير وذو الصفاء إذا مسته معذرة كانت له عظة فيها وتذكير([76]) فكثير منا يعتب على أخيه في أمر هو يأتيه ومن نفسه يرتضيه وأبغض منه من يعتب على من يحسن إليه كان ابن عرادة السعدي مع سلم بن زياد بخراسان ، وكان له مكرماً ، وابن عرادة يتجنّى عليه ، إلى أن تركه وصحب غيره فلم يحمد أمره ، فرجع إليه وقال : عتبت على سلم فلما فقدته وصاحبت أقواماً بكيتُ على سلم رجعت إليه بعد تجريب غيره فكان كبرءٍ بعد طولٍ من السقم([77]) فإن عاتبت فليكن عتابك بحق ورفق ولطف ولا تبالغ فيه فتسيء أكثر من إساءة المعاتَب ترفق أيها المولى عليهم فإن الرفق بالجاني عتاب([78]) وقد قيل : إن أفضل العتاب ما غرس العفو وأثمر المحبة وعتب يوجب العفو والصفاء أفضل من ترك يعقب الجفاء ([79]). رأيت أساليب للعتاب كثيرة وألطفها ما أكد الحب في القلب إذا ما خلونا لم أجد ما أقوله يلذ سوى الشكوى إليها مع العتب([80]) وعلى المعاتَب أن يصبر على من يعاتبه ويحسن إليه فلعله بذلك يريح نفسه بتلك المعاتبة فتصفو نفسه بعدها يقول أبو فراس : قل لأحبابنا الجناة علينا درجونا على احتمال الملال أحسنوا في عتابكم أو أسيئوا لا عدمناكم على كل حال([81]) ومن أراد العتاب فليحسن اختيار الوقت والمكان المناسبين له فلا يعاتب بحضرة أناس آخرين كما لا يعاتب في حال فرح أو حزن أو انشغال فهذا مما يزد الأمر سوءا وقد أحسن القائل : ولوكان هذا موضع العتب لاشتفى فؤادي ولكن للعتاب مواضع([82]) وقيل: حججي عليك إذا خلوتُ كثيرة وإذا حضرتَ فإنني مخصوم لا أستطيع أقول أنت ظلمتني واللّه يعلم أنني مظلوم([83]) وقال حاتم الأصم رحمه الله تعالى : إذا رأيت من أخيك عيباً فإن كتمته عليه فقد خنته ، وإن قلته لغيره فقد اغتبته ، وإن واجهته به فقد أوحشته ؛ قيل له : كيف أصنع ؟ قال : تكني عنه ، وتعرض به وتجعله في جملة الحديث ([84]). الثاني والعشرون : استحضار الأضرار المترتبة على فساد ذات البين في الدنيا والآخرة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ. فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللّهِ شَيْئاً. إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ. فَيُقَالُ : أَنْظِرُوا هٰذَيْنِ حَتَّىٰ يَصْطَلِحَا. أَنْظِرُوا هٰذَيْنِ حَتَّىٰ يَصْطَلِحَا. أَنْظِرُوا هٰذَيْنِ حَتَّىٰ يَصْطَلِحَا)([85]). وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ : قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ، فَمنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلاَثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ»([86]). الثالث والعشرون : الزهد بما في أيدي الناس عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس ) ([87]). وصاحب الصدر السليم يفوز براحة البال والبعد عن الهموم والغموم واتقاء العداوات ، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم لقي من الأذى مالا تطيقه الجبال ومع هذا كان أسلم الناس صدرا وأكثرهم عفوا فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قَالَتْ لِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : يَا رَسُولَ اللّهِ! هَلْ أَتَىٰ عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلَىٰ مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَىٰ وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إلاَّ بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ. فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي. فَقَالَ: إنَّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ. قَالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إنَّ اللّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ. فَمَا شِئْتَ؟ إنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ». فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ : «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً»([88]). وعن قتادة السدوسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في فتح مكة : يا معشر قريش ويا أهل مكة ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم. ثم قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء([89]). حَليمٌ سَليمُ الصَدرِ لا يَستَفِزُّه سَفيهٌ وَلا يُغريهِ مِن جاهِلٍ جَهلُ ويوسف عليه السلام فعل إخوته فيه ما حكاه الله تعالى لنا فلما أمكن منهم ( قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف:92) وهذا هو حال الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم فعن عبدُ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قال: « كأني أنظرُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَحكي نبياً منَ الأنبياءِ ضربَهُ قومُهُ فأدمَوْه، وهوَ يَمسَحُ الدَّمَ عن وجههِ ويقول: اللّهمَّ اغفرْ لقومي فإنهم لا يَعلمون »([90]) . وهكذا حال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى " إن سلمان لما شتم قال: إن خفت موازيني فأنا شر مما تقول وإن ثقلت موازيني لم يضرني ما تقول([91]) . فقد كان همه مصروفاً إلى الآخرة فلم يتأثر قلبه بالشتم. وكذلك شُتم الربـيع بن خثيم فقال: يا هذا قد سمع الله كلامك وإن دون الجنة عقبة إن قطعتُها لم يضرني ما تقول ، وإن لم أقطعها فأنا شر مما تقول . وسب رجل أبا بكر رضي الله عنه فقال: ما ستر الله عنك أكثر ؛ فكأنه كان مشغولاً بالنظر في تقصير نفسه عن أن يتقي الله حق تقاته ويعرفه حق معرفته، فلم يغضبه نسبة غيره إياه إلى نقصان ، إذ كان ينظر إلى نفسه بعين النقصان ، وذلك لجلالة قدره " ا.هـ([92]). وقال موسى بن طَرِيف : استطالَ رجلٌ على عليّ بن حُسين ، فتغافَلَ عنه ، فقال له الرجل: إياك أعْنِي، فقال له عليّ: وعَنْك أغضي .([93]) عن أنس بن مالك في قول الله تبارك وتعالى ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) (فصلت:34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:35) قال : الرجل يشتمه أخوه فيقول إن كنت صادقا فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فغفر الله لك .([94]) وقد امتثل السلف ذلك قال أبو يعقوب المَدَنيّ : كانَ بـين حَسن بن حَسن وبـين عليّ بن حُسين بعض الأمر، قال: فجاء حَسن بن حَسن إلى عليّ بن حُسين وهو مع أصحابه في المَسْجد، فما ترك أمراً إلا قاله له قال: وعليٌّ ساكتٌ، فانصرفَ حسن، فلما كان الليل أتاه في منزله، فقرَعَ عليه بابه، فخرج إليه، فقال له عليٌّ: يا أخي إن كنتَ صادقاً فيما قُلتَ لي، فغفرَ اللَّهُ لي وإن كنتَ كاذِباً فغفرَ الله لكَ السلام عليكم، ووَلَّى. قال: فاتبعه حسن فَلَحِقه فالتزمَهُ من خلفه وبكى حتى رَثَى له، ثم قال: لا جَرَم لا نُحدّث في أمر تكرهه، فقال عليٌّ: وأنت في حِلَ مما قُلْتَ لي.([95]) وقال أبو وهب : جاء رجل إلى الشعبي فشتمه في ملأ من الناس فقال الشعبي إن كنت صادقا فغفر الله لي وإن كنت كاذبا فغفر الله لك .([96]) وفي سيرة سلفنا الصالح الشيء الكثير من صور سلامة الصدر مع ما لحقهم من أذى وتنكيل وسجن وتعذيب فهذا الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول في رسالته التي أرسلها لتلاميذه من السجن معلما ومربيا لهم : " وأول ما أبدأ به من هذا الأصل: ما يتعلق بـي ، فتعلمون ـ رضي الله عنكم ـ أني لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين ـ فضلاً عن أصحابنا ـ بشيء أصلاً، لا ظاهراً ولا باطناً، ولا عندي عتبٌ على أحدٍ منهم ولا لومٌ أصلاً، بل هم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف أضعاف ما كان، كلٌ بحسبه، ولا يخلو الرجل من أن يكون مجتهداً مصيباً، أو مخطئاً، أو مذنباً، فالأول مأجور مشكور، والثاني مع أجره على الاجتهاد معفوٌ عنه مغفور له، والثالث المذنب فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين, فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل، لا تتكلموا بأي عبارة، كقول القائل: فلان قصر، فلان ما عمل، فلان أوذي الشيخ بسببه، فلان كان سبب هذه القضية، فلان كان يتكلم في كيد فلان، ونحو هذه الكلمات التي فيها مذمة لبعض الأصحاب والإخوان، فإني لا أسامح من آذاهم من هذا الباب، ولا حول ولا قوة إلا بالله " ا.هـ([97]) وقال رحمه الله تعالى : " لا أحب أن ينتصر من أحد بسبب كذبه علي أو ظلمه وعدوانه فإني قد أحللت كل مسلم وأنا أحب الخير لكل المسلمين وأريد بكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي والذين كذبوا وظلموا فهم في حل من جهتي "ا.هـ([98]) ( رَبَنَا اغفِر لَنَا وَلإخوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَان وَلاَ تَجعَل في قُلُوبِنَا غِلاً لِلّذِينَ ءَامَنُوا رَبَنَا إنّكَ رَءُوفٌ رّحِيم ) اللهم و( َاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ ) ([99]) والآن .. وحتى لا يكون الموضوع مجرد كلام "لأننا قوم عمليون" لنسأل سؤالا إخواني وأخواتي: ماذا تفعل وماذا تفعلين في الموقف التالي: لم يتذكر (أخوك / أختك - خطيبك / خطيبتك – زوجك / زوجتك) - على سبيل المثال - ذكرى ميلادك أو ذكرى زواجكما؟ أتهمه/ أتهمها بالتجاهل وعدم الاهتمام / وعدم الحب. ألتمس له / لها العذر وأقول في نفسي أنه / أنها نسي/ نسيت (غصبا عنه / عنها). أتجاهل الموقف وكأن الأمر لا يعنيني. فعل غير ذلك (أذكر/ أذكري هذا الفعل) وبناءا على إجابة أحدنا فيجب أن نأخذ موقفا عمليا لإصلاح هذا الخلل في القلب. قلنا في بداية الموضوع أن سلامة الصدر هي أدنى درجات الأخوة في الله.. فما أعلاها؟ (تفضلوا بالإجابة) أعتذر للإطالة جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته المراجع: سلامة الصدر: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني البدر في فضل سلامة الصدر: د. نايف بن أحمد الحمد ([1]) أخرجه ابن ماجه، في كتاب الزهد، باب الورع والتقوى (4/149) برقم 4216، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (2/411). ([2]) أحمد في المسند (3/166) والنسخة المحققة، (20/124)، برقم 2697، وقال عنه محققو المسند: =إسناده صحيح على شرط الشيخين+، وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (ص 1328): =وهذا إسناد صحيح على شرط الصحيحين+ والحديث أيضاً في مصنف عبدالرزاق، برقم 20559، وشرح السنة للبغوي، برقم 3535، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، برقم 863، وغيرهم.. ([3]) الزهد لابن السري 2/ 600 ([4]) رواه ابن هب في الجامع (319) و ابن سعد 3/418 وابن أبي الدنيا في الصمت وآداب اللسان (113) وانظر : المنتظم 4/92 صفة الصفوة 1/486 سير أعلام النبلاء 3/152تاريخ الإسلام 3/70 ([5]) رواه الخطيب في الزهد والرقائق (32) وابن عساكر في تاريخ دمشق 52/80 وانظر : بستان العارفين للنووي 1/79 صفة الصفوة 4/236 ([6]) رواه مسلم. (7052) من حديث جابر رضي الله عنه . ([7])إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث /46 ([8]) رواه البخاري ( 5974) . ([9]) أحكام القرآن للجصاص 5/ 366 ([10]) رواه مسلم ( 250) ([11])رواه أبو داود (4899)وعبد بن حميد(1430) ورواه ابن ماجه (4310) وأبو يعلى (3656) والخطيب في تاريخ بغداد 2/227 من حديث أنس رضي الله عنه قال العراقي رحمه الله تعالى " أبو داود من حديث أبي هريرة وقال البخاري لا يصح وهو عند ابن ماجه من حديث أنس بإسناد ضعيف وفي تاريخ بغداد بإسناد حسن " ا.هـ المغني عن حمل الأسفار 1/ 32 ([12]) فيض القدير3/ 125 ([13]) رواه البخاري (3791) ومسلم (2961) ([14]) جامع بيان العلم وفضله 1/143 ([15]) الآداب الشرعية 2/215 ([16]) إحياء علوم الدين ج 3 /371 ([17]) رواه مسلم (91) من حديث ابن مسعود –رضي الله عنه- ([18]) شرح السنة 14/309 نثر الدرر 2/69 ([19]) إحياء علوم الدين 3 /370 ([20]) إحياء علوم الدين 3/117 ([21]) رواه أبو داود ( 4800) من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- قال النووي رحمه الله تعالى : " حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح " ا.هـ رياض الصالحين (630) . ([22]) سبل السلام 4/196 ([23]) رواه الدارمي ( 307) والبيهقي في الشعب (8434) وأبو نعيم في الحلية 3/78 وابن عساكر 24/27 ([24]) رواه البخاري(50) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ومسلم (8)من حديث عمر رضي الله عنه . ([25]) القواعد 1/165 ([26]) قواعد الأحكام /124 ([27]) تفسير البغوي 1/121 الأذكار للنووي /6 تاريخ الإسلام للذهبي 12/337 تفسير البحر المحيط 1/586 ([28])رواه النسائي (1305)وفي الكبرى (1228) وابن حبان (1971) والحاكم(1923) وصححه . ([29]) فيض القدير 2/146. ([30]) زاد المعاد 4/352 ([31]) الأذكار /262 رياض الصالحين /276 ([32]) رواه البخاري (5672) ومسلم (47) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ([33]) الكبائر /127 ([34]) رواه أحمد (16806) والنسائي ( 1302)وصححه ابن حبان (1688). ([35]) رواه البيهقي (6625) والطبراني في مسند الشاميين (66) والخطيب في تاريخ بغداد 6/333 وأبو نعيم في الحلية 4/237 وقال " غريب من حديث الحكم وإبراهيم تفرد به موسى "ا.هـ وقال محمد بن طاهر المقدسي " رواه موسى بن عمير عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود والحديث منكر وموسى لا يتابع على رواياته ."ا.هـ ذخيرة الحفاظ 3/1244وقال المنذري : رواه أبو داود في المراسيل، ورواه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن جماعة من الصحابة مرفوعاً متصلاً، والمرسل أشبه. الترغيب والترهيب (1112). وقال ابن الجوزي " هذا حديث لا يصح تفرد به موسى بن عمير قال يحيى ليس بشئ وقال ابن عدي عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه قال المؤلف قلت وإنما روي هذا مرسلا "ا.هـ العلل المتناهية 1/494 ([36]) البخاري ( 5925) ومسلم (6488) . ([37]) رواه البيهقي في الشعب ( 8345) وابن عساكر في التاريخ 47/35 تفسير ابن كثير 7/352 . ([38]) ذكره البيهقي في الشعب (8521) فيض القدير 1/461 . ([39]) رواه مسلم ( 157) ([40])رواه ابن المبارك في الزهد (352) وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (316)و ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/ 359 ([41]) فيض القدير2/ 23 ([42]) الترمذي (1956) وابن حبان (474) والبزار (4070) وقال الترمذي : حسن غريب . ([43]) فيض القدير 3 /226 ([44]) رواه أحمد (1748) والترمذي (2355) وحسنه النووي في الأربعين قال ابن مفلح "حديث حسن لغيره " الآداب الشرعية 1/64 وصححه ابن حبان (228) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ([45]) رواه ابن هب في الجامع (319) و ابن سعد 3/418 وابن أبي الدنيا في الصمت وآداب اللسان (113) وانظر : المنتظم 4/92 صفة الصفوة 1/486 سير أعلام النبلاء 3/152تاريخ الإسلام 3/70 ([46]) روضة العقلاء 1/125 ([47]) رواه البخاري (13)ومسلم (134) واللفظ له . ([48]) أحكام القرآن لابن العربي 3/ 459 ([49]) أقوال مأثورة /456 فقر المشاعر / 125 الاستذكار 8/560 ([50]) رواه أحمد(3759) وأبو يعلى (5388)وأبو داود (4856) والترمذي (4063) والبيهقي (16452) والبغوي في شرح السنة (3571) والبزار (2038) قال الترمذي "هذا حديث غريب من هذا الوجه " ا.هـ وقال البزار " وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ولا نعلم رواه عن النبي إلا عبد الله بن مسعود بهذا الإسناد "ا.هـ ([51]) مرقاة المفاتيح 8/576 عون المعبود 13/142 تحفة الأحوذي 10/270 ([52]) إحياء علوم الدين 3/156 الأذكار/277 ([53]) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 71 وابن عساكر في تاريخ دمشق 63/290 وانظر :صفة الصفوة 2/295 تهذيب الكمال 31/149 البداية والنهاية 9/276 ([54]) رواه البخاري (52) ومسلم(4048) . ([55]) أضواء البيان 9/68 ([56])رواه ابن أبي شيبة (30568) وابن أبي حاتم في التفسير (8767) والبخاري في الأدب(392) وابن جرير 9/114 وابن أبي الدنيا في المداراة (15) ([57])رواه أحمد 7/598و أبو داود(4915) وصححه الترمذي وابن حبان (4995) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه وقال ابن عبد البر : وهذا الحديث قد روي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق حسان . الاستذكار ج 8/279. ([58]) رواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 23 /419 ([59]) رواه أبو يعلى(6584) ومن طريقه ابن عساكر في التاريخ 47/493 قال الهيثمي : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد 8/ 211 والحديث في الصحيح باختصار . ([60]) رواه أبو داود (969) وصححه ابن حبان (996) والحاكم (977) ([61]) رواه ابن حبان (361) والطبراني في المعجم الكبير (1651)وأبو نعيم في الحلية 1/168 ([62]) رواه البيهقي في الشعب (1274) وانظر المجالسة وجواهر العلم 1/512 سير أعلام النبلاء 11/485 نثر الدرر للآبي 7/59 المستطرف 1/310 ([63]) الإمتاع والمؤانسة 1/295 ([64]) روضة العقلاء /100 ([65]) تفسير السعدي 1/289 ([66])رواه أحمد (5012) والترمذي(2556) وابن ماجه (4119) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى " ابن ماجه بإسناد حسن " ا.هـ البلوغ /301 ([67]) رواه أبو نعيم في الحلية 2/144 وابن عساكر في التاريخ 29/120 ([68]) فيض القدير 6/256 ([69]) الآداب الشرعية 1/320 ([70]) آداب الصحبة للسلمي /101 ([71]) البصائر والذخائر 3/50 ([72]) آداب الصحبة للسلمي /101 ونسبه لابن المعتز وفي سير أعلام النبلاء 13/310 نسبه لهلال بن العلاء وفي الجوهرة المضية في طبقات الحنفية 2/25 نسبة لأبي جعفر النسفي وانظر أدب الدنيا والدين للماوردي /343 الآداب الشرعية 1/320 طبقات الشافعية الكبرى 4/94 العقد الفريد 2/18. ([73]) المستطرف في كل فن مستظرف / 419 ([74]) نهاية الأرب في فنون الأدب 3/81 الإعجاز والإيجاز 1/167 لباب الآداب 1/177 يتيمة الدهر 5/31 ونسبه لأشجع السلمي . ([75]) الآداب الشرعية 1/322 ([76]) المرجع السابق . ([77]) تاريخ دمشق 22/145 التذكرة الحمدونية 5/49 زهر الآداب وثمر الألباب2/435 الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة 8/637 المستطرف /424 ([78]) يتيمة الدهر 1/48 التذكرة الحمدونية 4/126 محاضرات الأدباء 1/294 خزانة الأدب 1/201 وهو من شعر المتنبي . ([79]) تزيين الأسواق بتفصيل العشاق للأنطاكي 2/179 ([80]) تزيين الأسواق 2/180 ([81]) تزيين الأسواق2/ 179 ([82]) تزيين الأسواق 2/179 ([83]) تزيين الأسواق 2/179 ([84]) الإمتاع والمؤانسة 1/295 ([85]) رواه مسلم ( 6496). ([86]) رواه أحمد(9000) وأبو داود (4910) والنسائي في الكبرى ( 9071) قال المنذري رحمه الله تعالى " رواه أبو داود والنسائي بإسنادٍ على شرط البخاري ومسلم " الترغيب والترهيب 3/304 ([87]) رواه ابن ماجه(4102) والبغوي في شرح السنة (4037) والبيهقي في الشعب (10512) وقال : خالد بن عمرو هذا ضعيف .وأبو نعيم في تاريخ أصبهان 2/215 وفي الحلية 7/136 وابن حبان في روضة العقلاء /141 والعقيلي في الضعفاء رقم (413) وابن عساكر في تاريخ دمشق 36/339 قال المنبجي رحمه الله تعالى : " رواه ابن ماجه وغيره بإسناد جيد ولوائح الصحة ظاهرة عليه "ا.هـ تسلية أهل المصائب/ 241وقبله قال النووي رحمه الله تعالى : "حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة .ا.هـ رياض الصالحين (472) والأربعين النووية مع جامع العلوم والحكم ج 1/286 وتعقبه ابن رجب وأطال في تقرير ضعفه . وقال المنذري رحمه الله تعالى : " رواه ابن ماجه وقد حسن بعض مشايخنا إسناده وفيه بعد لأنه من رواية خالد بن عمرو القرشي الأموي السعيدي عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل وخالد هذا قد ترك واتهم ولم أر من وثقه لكن على هذا الحديث لامعة من أنوار النبوة ولا يمنع كون راويه ضعيفا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قاله وقد تابعه عليه محمد بن كثير الصنعاني عن سفيان ومحمد هذا قد وثق على ضعفه وهو أصلح حالا من خالد والله أعلم "ا.هـ الترغيب والترهيب 4/7 ([88]) البخاري(3161) ومسلم ( 4608) ([89])رواه ابن جرير في التاريخ وذكره البيهقي (18648) سيرة ابن هشام 4/40 الاستذكار 5/149 البداية والنهاية 2/292 فتح الباري 8/331 ([90]) البخاري (3402) ومسلم ( 4601). ([91]) روى نحوه البيهقي في الزهد (763)وابن عساكر في تاريخ دمشق 21/425 وانظر التاريخ الكبير 7/4 ([92]) إحياء علوم الدين 3/139 ([93]) رواه ابن عساكر 41/395 وانظر : محاضرات الأدباء 1/280 تهذيب الكمال 12/380 البداية والنهاية 9/105 ([94]) رواه ابن أبي الدنيا في المداراة (49) وذكره ابن النحاس منسوبا لابن عباس رضي الله عنهما .معاني القرآن 6/269 ([95]) تهذيب الكمال 12/380 سير أعلام النبلاء 5/332 تاريخ الإسلام 6/436 ([96]) رواه ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف رقم (259) وابن عساكر في تاريخ دمشق 25/381 ([97]) مجموع الفتاوى 28/50 ([98]) مجموع الفتاوى 28/55 العقود الدرية /281 ([99]) مسلم ( 1762) من حديث علي رضي الله عنه
  13. تذكرة طيبة أحسنت جزاك الله خيرا وتقبل منك وجعله في ميزان حسناتك
  14. موضوع رائع وتذكرة طيبة جزاك الله خيرا وتقبل منك وجعله في ميزان حسناتك
×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..