هَذِهِ القَصِيْدَةُ إِهْدَاء إِلى شُهَدَائِنا عَلَى الحُدُودِ
(شُهدَاءُ سَينَاءُ عَلَى الحُدُودَ) عَبْدُالرَّحْمَنْ عَبْدُالله
الدَّمُ بالدَّمِ والأرواحُ تكوينا - والجبنُ ما كَانَ فِيْنَا قَبْلُ تَكْويِنَا
العَارُ يَأْبَى إِلَا أَنْ يُصَاحِبَنَا - والذُلُ أَصْبَحَ سَاقَاً حَيْثُ تُخْــزِيَنا
فَنَرَى عَدَواً لنَا ذَبْحَاً وَتَقْتِيْلَا - وَنَرَى لَنَا حَاكِمَاً يَهَبُ القَرَابِيَنا
عَلَامَ نَخَافُ عَدَو الضَعْفِ نَرْهَبُه - وَرَافِعُ السَيْفِ لا كَالأَعْزَلينَا
إِنَا بَنُو الحَقِ وَالإِسْلَامُ رَايَتُنَا - وَسَيِّدُ الخَلْقِ مِصْبَاٌح لِيَهْدِيْنَـا
يَا أُمَّةَ العُرْبِ أَنْتِ المَجْدُ مِنْ نَسَبٍ - وَ المَجْدُ إِنْ كَانَ إِرْثاً أَنْتِ تَرِثِينَا
فَلْتَذْكُرِي صَلَاحَ الدِينِ مِنْ زَمَنٍ - وَلْتَذْكُرِى العِزَّ فِى طَابَا وَحِطِّينَا
ما كَانَ ذُلٌ ليَرْفَعَ شَأْنَ أُمَّتِنَا - فَاقْطَعِ السَاقَ يا بِنْتَ الأَعَزِيَنا
إنِى أُعَاتِبُكِ حَالاً عِتَابَ مُنْكَسِرٍ - رَضَى بِالقَهْرِ - حَقُ -أَلْوَاناً وَ تَلْوينَا
نَحْمِى حُدُودُكِ فى سينَا عَلى - رَفحٍ فَيفُوقُ قَتْلَانَا وَاحِد وَعشْرينَا
نَفْدِى تُرَابَكِ بِالأَرواحِ مِن جَسَدٍ - لَكِنْ نَرَاكِ أَمَامَ المَوتِ تَنْسِينَا
وَذَا نِدَاءٌ مِنَ القَتْلَى عَلَى رَفَحٍ - أِأْتِ بِحَقٍ لَنَا تُنْسَى مَآسِينَا
نفدى ترابك بلأرواح من جسد - لكن نراك أمام الموت تنسينا