اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

مريم بنت عمران

Members
  • عدد المشاركات

    148
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

مشاركات المكتوبه بواسطه مريم بنت عمران


  1. بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الثامنة

     

    عرفنا أن الجيش المصري انسحب من سيناء وترك كل أسلحته خلفه ، وكان لزاماً على القيادة القيام بمهمتين :

     

    الاولى : إعادة تسليح الجيش بكل احتياجاته من أسلحة وذخائر ومعدات ومركبات وخلافه .

     

    الثانية : إعادة بناء روح الانضباط والروح القتالية عند الجند من أول وجديد بدلا من روح الانهزامية التي نتجت عن مذلة الانسحاب والهزيمة وماكان يفعلة اليهود بالجنود من القائهم في القناة عرايا كما ولدتهم اماتهم وذلك بعد ان استكفوا من الاسرى .

     

    ولتنفيذ المهمة الاولى أطلقت القيادة السياسية ندائها المعروف أن لا صوت يعلو على صوت المعركة . أى بمنتهى البساطة لن تلبى أى طلبات للخدمات الاساسية داخل البلد قبل تسليح لجيش وإستيفاء طلباته . و بالتالىترك هذا اثرة على الخدمات من اتصالات ومياه الشرب و الصرف الصحي والكهرباء ......الخ .

     

    ولتنفيذ المهمة الثانية كانت المعاملة بالانضباط العسكري في منتهى القسوة ، فكانت أقصى العقوبات لأهون الاخطاء .

     

    ولنقص المعدات تفتق ذهن الجنود المنوط بهم استطلاع قوات العدو على الضفة الشرقية للقناة ، أن يجمعوا كومة من التراب ليقفوا فوقها ويستطيعوا ان يروا ويراقبوا تحركات العدو ، وأيضا لإخفاء تحركات قواتنا عن أعين المراقبين على الضفة الاخرى .

    لكن اليهود انتبهوا لذلك فقاموا هم ايضا بجمع كومات من التراب ليخفوا تحركاتهم خلفها ، فما كان من رجالنا الا ان ارتفعوا بكومة التراب وجعلوها تلة واحدة عالية لمسافات كبيرة ، فقام اليهود بالمثل فرفعوا الحواجز الترابية وجعلوها تمتد عالية لمسافات كبيرة أيضاً .

    فزاد رجالنا و زاد العدو في الارتفاع والامتداد ، حتى أصبح هناك ساتر من التراب على كل ضفة يرتفع لأعلى من 21 مترا أى لأعلى من بناء من سبعة طوابق ، تراب ناعم غير متماسك أصبح في الحقيقة مانع صعب للقوات التي عليها القتال لعبور القناة .

    تراب من الناعم الذي تغوص فيه ارجل من يريد الصعود فيعطله وبيطئ من سرعته و يعرقل من حركته فما بالك ان كان يحمل سلاحه ومعداته .

     

    كانت هذه اولى المشاكل التى على القبادة حلها لتنفيذ الهجوم واحتلال الضفة الشرقية للقناة .

     

    أما المشكلة الاخرى فكانت الدفاع عن القوات التي على الارض ضد الطائرات المعادية ، وقد بان واضحاً أن نظام الدفاع الجوى القديم المكون من المدافع و الكشافات الضوئية اصبح نظام قديم متهالك عديم الفائدة أمام الطائرات النفاثة ، وانه يلزم التسلح بالصواريخ والرادارات ، والصواريخ يجب أن يكون منها الذى يصلح للطيران المرتفع والذى يصلح للطيران المنخفض .......الخ ، إذن يجب الحصول على هذه الاسلحة والتدريب عليها ، فظهرت مجموعة من المشاكل كل منها تهد الجبال الوطيدة .

     

    الاولى : من أين السلاح ؟....... من اين ؟ يعنى ايه.... من الاتحاد السوفيتي طبعا هو فيه غيره ، لكن لا شئ يعطى ببلاش ياناس .. طيب ماهو الثمن ؟ .......

     

    1- أن تكون تابع أمين تمهد الطريق في بلدك لنشر المبادئ الشيوعية ، كخطوة أولى ... تتبعها خطوات أكثر تقدما على هذا الدرب . ونحن بلد اسلامي والشعب لا يقبل بغير الاسلام .

    2- أن تستوفى الثمن – الذي نحدده نحن أصحاب السلعة – والدفع كاش وفوري فاذا لم يكن عندك نقود اذن تدفع من اى شئ له ثمن ،،،،،، يعنى ايه ؟........ عندك منتجات زراعية و عندك منتجات صناعية . وأقسم بالله أنني رايت بأم عيني محاصيل زراعية وثلاجات ومواقد وافران مطبخ من انتاج المصانع الحربية كلها ذاهبة الى الاتحاد السوفيتي ، والله والله ... حتى الردة ... عارفين نخالة الدقبق رأيتها بعينى تعبأ في سفينة الى الاتحاد السوفيتي . يعنى مش كفاية أن البلد محروم من خدمات ، لكن ايضا من الاكل واللوازم الاساسية ، ولا صوت يعلو على صوت المعركة ، فالتاجر لايرحم مثل شايلوك اليهودي في مسرحية شكسبير ..... الثمن من اللحم الحىللمستدين .

    3- أن تتبع ما يملون عليك من تكتيك لنشر هذه الصواريخ –والذي ظهر انه لا يناسب مسرح العمليات في مصر – والا فلا شئ عندهم .

    4- اذا خالفت أو اعترضت أو واحد هنااااااااااااك هرش في اذنه ، توقف شحنات الاسلحة ، بمعنى حتى اكون واقعي اذا قال واحد من الناس أو نشر صحفي مقال يمس الشيوعية أو الاتحاد السوفيتي ، يكون العقاب هو وقف شحن الاسلحة ، ولا اعتبار أن الجبهة تحتاجه أم لا أو أن هناك حرب قائمة.

     

    الثانية : هذه الاسلحة متقدمة تكنولوجيا ( نسبياً ) ولا يصلح للعمل عليها الا المتعلمين ، وكان الحل في مــــد فترة تجنيد المؤهلات العليا ، بدلا من عام فمنهم من مكث في التجنيد الاجباري سبع سنوات .

     

    الثالثة : كيف سيتم نشرها على خط الجبهة ، وهذه المشكلة بالذات سنفرد لها حلقة خاصة ، نتكلم فيها عن استشهاد اكتر من ربع مليون عامل بناء مدني أثناء هذه العملية .


  2. بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة السابعة

     

    أحب ان أسمي هذه الحلقة ( جبال الامواج ، و البحر الشره الجوعان ) وأهديها الى الابن العزيز / جنكيزخان لأقول له ليست المغامرات للصاعقة وحدها ولكن لكل في مجاله . فأهل الصاعقة يحاربون عدوأمامهم يرونه ويراهم ، قدراته على قدهم ويستطيعون قياسها وحسابها وبالتالي يستطيعون مقاومته والتغلب عليه . ولكن أن يكون عدوك هو من تحب بل من تعشق ، والذي تتفوق قدراته عليك بنسبة الف الى واحد بل مليون الى صفر والذى لا تراه ولا تعرف من أين تأتيك لطماته وضرباته ، فهذا انت أمام البحر .

     

    و لنبدأ الكلام فيجب ان نحكي ما حدث من وعد الجنرال / شارل ديجول رئيس فرنسا وقت حرب الستة ايام ( الجولة العربية الاسرائيلية الثالثة ) الذي كان قد اعلن قبل بدأ القتال انه ينصح كلا الطرفين المصري والاسرائيلي بضبط النفس و عدم الدخول في معارك ، وأن فرنسا سوف تقطع مبيعات الاسلحةعن الدولة التي تعتدي وتبدأ القتال ، وكانت اسرائيل تبني في فرنسا مجموعة من الزوارق الصاروخية من طراز فرنسي قامت بتطويره بعد ذلك واطلقت على الطراز المطور اسم الزوارق – سعر SAAR - وهذه الان هى عصب البحرية الاسرائيلية ، ولكن لم يكن قد اكتمل في فرنسا الا بناء البدن و الماكينات فقط اى لم تتسلح بعد .

     

    المهم فكر اليهود ولا أعرف انا هل صحيح انهم سرقوا هذه الزوارق من فرنسا دون علم الفرنسيين ، أم انهم أخذوها بعلم الفرنسيين وأدعى الاثنين أنهم سرقوها من ميناء ( شيربورج ) الفرنسي ، وصلتنا هذه الاخبار عن طريق الاستخبارات المصرية ، وبالتالي صدرت الاوامر للبحرية المصرية بإعتراض هذه الزوارق واغراقها اثناء ابحارها الي اسرائيل . و وتم عمل الخطة وتشكيل القوة المهاجمة بما يضمن – والضمان لله وحده - التفوق الكيفي والنوعي على قوة الحراسة المصاحبة للزوارق .

     

    خرجنا الى البحر في اسطول كبير متنوع من مدمرات وزوارق صواريخ وزوارق طوبيد يفتح لها الطريق ويؤمنها كاسحات الالغام وسفن مكافحة الغواصات ، حذراً من ان العدو يكون قد توقع هذا منا فقام ببث الالغام أو تكون غواصة معادية مترصدة في الطريق وكان خروجنا في مغرب يوم 29/12/1969م ، طبعا المصريين يعلموا جيدا ماذا يعنى يوم 29/12 بالنسبة للاحوال الجوية والطقس ، ففي هذا اليوم تهب سنويا على شرق البحر المتوسط وشمال افريقيا نوَة – عاصفة – شديدة تسمى نوة عيدالميلاد ، نسبة الى الاعياد المسيحية ، ولكن في هذا العام كان الجو صحو وساكن .

     

    تعرفون يا أهل الخير انه يقال ( ما ترك الاولون من قول يقال ) و قد قال الاولون في أحد الامثال – سكون ما قبل العاصفة - أما نحن في ليلتنا هذه فقد خرجنا للبحر وهو ساكن سكونا شديدا حتى ان صفحة الماء تظهر وكأنها مرآة زجاجية ، وكانت مناوبتى في برج القيادة – واسمه / الممشى – من الساعة الثامنة مساء الى منتصف الليل ، فقضيتها في احسن حال ، جو منعش وليل مضئ وجو ساكن ، وأنا اتناول فنجان القهوة بعد فنجان القهوة وأدخن السيجارة بعد السيجارة بكل المتعة، كل شئ على مايرام والخطة تنفذ بدقة من حيث التعمية فلا تشغيل للرادارات أو اجهزة لاسلكى حتى لا يلتقط العدو أى اشعاع يخرج منها فننكشف و يعرف العدو مكاننا ، وكنا ننفذ مناورات السير والدورانات والتشكيلات بواسطة الاشارات المرئية بالبصر و باضوء المغطى بزجاج ازرق وبنظام ممتاز ، ثم بعد ان انتهيت من مناوبتى نزلت الى غرفتى للراحة قبل ان تستنفر الحالة للإشتباك مع العدو ، وطبعا لا نوم ولا شئ لكن على الاقل للراحة بعد ان مررت على مواقعي وتأكدت ان كل شئ تمام وان الرجال يعرفون بل يحفظون واجبهم عن ظهر قلب .

     

    وكانت غرفتي كما هو الحال مع الرتب الصغيرة في اسفل السفينة ، ويعني هذا انها أقل مكان في السفينة تأثراً بالاهتزازات و الرجرجة ، ولكني رغم ذلك لاحظت أن السفينة بدأت ترتج وتهتز و تميل من جانب للجانب الاخر بحدة ، فقلت في نفسي – الرجل اللى فوق ده ،وأقصد الضابط المناوب ، مش عارف يظبط خط سيره لتفادى الترجرج و التمايل مع الامواج .... وهو فيه امواج اصلا - و طبعا ان بعض الظن اثم - المهم مفيش راحة طيب نصعد بقى للسطح نفرفش شوية ..... ده الجو كان رائع قبل نزولي .

     

    لكن لا فرفشة ولا بربشة وجدت البحر هائج وفي حالة اضطراب شديد و الامواج تتلاعب بالسفينة وكلما اصطدمت بالجانب تطايرت رشات من ماء البحر في وجوهنا ، وما هى الا لحظات حتى انطلقت صفارات مراكز الاستعداد للابحار في الطقس الرديئ ، فأخذ كل منا موقعة لمقابلة ومقاومة هياج البحر ، وبدأ المطر وكأن ابواب السماء انفتحت مرة واحدة ، فهطلت الامطار واشتدت الرياح وأصبحت السفينة وكأنها ريشه في مهب الريح ، لا والله ان وصف ريشة في مهب الريح لا يقابل عشر ما اصبحنا فيه ، فقد كانت السفينة تطير في الهواء حتى يظن من يراها انها طائرة وليست سفينة ، ثم تقع على الماء فتشعر بأن الحديد تحت ارجلك وحولك يترجرج و البرشام واللحام يئز بصوت مكتوم كانه مريض يكتم صرخة من الالم فكان الخوف من هول ان تنفك روابطه وتتقطع السفينة ، تشعر ان السفينة ستتحول حولك من هول الصدمة الى فتات من الحديد ، ثم قبل ان تفيق تأتي الموجة التالية فترفع السفينه في الهواء بعد ان تصدمها موجة وتجعلها تميل لأحد الاجناب ، فتطير السفينه وهى مائلة على جنبها ثم تسقط لتغرف من ماء البحر وتغوص فيه وتحته بعد ان تإن لحامات البرشام بصرخة مكتومة و كأنها عجوز يعذبونها بالنار فتصرخ بصوت مكتوم أأأأأأأأأه ه ه ه ه ه . ثم تصدمها موجة من الجانب المقابل فتميل وترتفع وتطير وتسقط ...... لا اله الا الله ..... لا اله الا الله ..... سلم يارب ....... يا رب سلم ...... يداى لا استطيع ان افكهم من الشئ الذى اتمسك به والا تطايرت مع الامواج ، وعيناى تعميها المياه المالحة والامواج فلا اكاد ارى امامى شبراً واحداً ، وقدماى لا تكاد تثبت على ارض ولا ادرى ان كان تحتى ارض ، وصوتى وصراخى هو الهمس بل هو الصمت بالنسبة لهدير الامواج والامطار وصراخ الحديد ..... لا اله الا الله .......لا اله الا الله ....... سلم يارب .... يارب سلم .

     

    حريق...... حريق ...... ماذا أسمع ،،،، أحدهم يصرخ ..... حريق ، على جماعة مكافحة الحريق بالموقع.... التوجه بمعداتهم لمكافحة الحريق ، كنت انا قائد هذه الجماعة ، فإندفعت الى مكان الحريق .... إندفعت ؟! أقصد زحفت ، فتمايل السفينة من جانب الى الجانب الاخر وبدرجة كبيرة يفقد الانسان أى انسان اتزانه وثباته ،

    ولكن لابد من الاسراع الى مكان الحريق ، ووجدت هناك الجندي الذي كان أول من ابلغ عن الحريق ، وأشار لي ان الحريق من اللوحة الكهربائية في القطاع . وكافح الرجال لمقاومة النيران من منبعها ، فهذا كلما وقف وبيده مضخة بها مادة تخمد النيران ، كلما وقف مالت السفينه بعنف فيفقد اتزانه و يقع على الارض و انزلق حتى يصطدم بالجدار ، ولم يجد بد من الوقوف على ركبتيه محتضن احد الاعمدة لافف ذراعيه من حوله ليمسك بالمضخة ويرش منها على الحريق ، أما الثانى فلم يجد الا ان يستند بظهره على ظهر زميله الذي يرتكز بيديه ورجليه مفتوحة على الجدار ، واستطعنا ان نتغلب بإذن الله على النيران . ورجعنا الي مواقعنا الاصلية بعد ان تركنا واحد منا يراقب اللوحة الكهربائية خوفا من اعادة الاشتعال .

     

    وتكرر هذا الانذار بالحرائق في اكثر من موقع ، ومنها الاماكن المتوسطة الخطورة ومنها الاماكن القريبة من مخازن الذخيرة والتي كان الرجال يستميتوا في مكافحة الحريق كما يستميتوا في تبريد الجدران الفاصلة عن مخازن الذخيرة حتى لا ترتفع الحرارة فيها ويحدث ما يحمد عقباه . كل هذا ولا احد منا يستطيع الوقوف بإتزان وثبات . فكلنا يقف ويقع ولا يكاد يرى من المياة المالحة ، ومهما صرخت لا يسمعك أحد ، وتقف وتقع ..... وتقع وتقف

     

    وجاء الامر بالغاء المهمة والعودة للميناء ،،،،، أى مهمة واى ميناء .... والله لو لمسنا الارض لكان انكتب لنا عمر جديد ......لا اله الا الله ........ يارب سلم .

     

    اثناء رجوعكم ابحثوا في الماء فقد جرفت الامواج اثنى عشر رجلاً من الرجال من مختلف السفن والزوارق وبلعهم البحر . منهم زميلى ودفعتي / الاحمدى ابو سليمان رحمة الله عليه وعلى الجميع . ابتلعهم غول جبار اسمه البحر ولم تظهر لهم جثث حتى يومنا هذا .

     

    وكافحت السفينة للعودة طوال الليل ، ثم بدأ الجو يهدأ والامواج تهبط والبحر يهدأ ، وكأنه غول عملاق أعمى كان جوعان فأخذ يتخبط ويهدر ويدوس على كل شئ و يضرب بيديه و يحطم كل شئ حتى اكل اثنى عشر رجلا ثم شبع فهدأت حركته .

     

    اما الزوارق الاسرائيلية فقد دخلت اليونان بمجرد هبوب العاصفة ، وبالتالى لم تتحق المهمة ولم ندمرها .

     

    أأأأ....و....تظن يا إمبراطور التتار أننا هجرنا البحر بعدها وأقسمنا ألا نركب سفينة مرة أخرى .... لا والله ... إن عشق البحر شئ غريب و مجهول ، انه اكبر من عشق النساء ، لقد نسينا ما حدث وعدنا للبحر كعودة الحبيب للحبيب في أول طلعة بحر ، وكم كان الاختيار بين البحر وبين الناس كل الناس من آهل و أحباب فاخترنا البحر ، الحبيب الغدار . الغول الشره الجوعان الذي لا يرحم ولا يعطف و لا أمان له.

     

    والى اللقاء في الحلقة القادمة ،،،،،،


  3. بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة السادسة

     

    أثناء وجودى في قاعدة السويس البحرية حدث شئ ايجابي ، فقد اضطرت الظروف العملياتية الى تعلق بعض الوحدات البحرية التي كانت تأوي الى ارصفة القاعدة في اماكنها بحيث لا تستطيع الخروج الى خارج حدود الميناء والا تعرضت للضرب من المدرعات والمدفعية الاسرائيلية من الضفة الشرقية للقناة ، من ضمن هذه الوحدات كان هناك سرب من لنشات الطوربيد ، وبعد فترة وعندما ظن الجميع ان الانظار متجهة الى الشمال لقاعدة بورسعيد وان المنطقة في هدوء نسبي صدرت الاوامر الى السرب بالتحرك للخروج من مكمنه والتوجه بأقصى سرعة ممكنة الى الجنوب للخروج من منطقة الادبية والاحتماء في منطقة اخرى حتى يتكمن من التحرك في قفزة اخرى ويهرب من الخليج كله ، ولكن بمجرد تحرك السرب وظهوره اذا صاروخ ينطلق من جهة اليهود في اتجاه احد اللنشات ، وحكى لى المرحوم / أمين عفت قائد اللنش انه بمجرد ان لمح الصاروخ متجه اليه قام بمناورة حادة للدوران لجهة اليمين ليخرج من اتجاه سير الصاروخ ، ولكنه فوجئ بأن الصاروخ يدور معه متجها مباشرة اليه ، فقام بمناورة اخرى للدوان بدورة حادة الى جهة اليسار لتضليل الصاروخ ، ولكن هذا دار ايضا لليسار متجاً اليه فلما وجد أنه على وشك الاصطدام باللنش وتفجيره أصدر امره للطاقم بالقفز في الماء وترك اللنش وكان هو اخر من قفز الى الماء ، وانفجر اللنش متحولا الى شعلة من النيران بفعل الصاروخ و كذا بفعل الذخيرة التي كانت عليه .

     

    هذا الحادث لم يمر على القيادة هكذا ، ايه الصاروخ ده ... وكيف يدور مع اللنش في كل حركة وازاى .... أسئلة كان يجب الاجابة عليها .

     

    فصدرت الاوامر لرجال الصاعقة لأستطلاع هذا السلاح و الاستيلاء عليه و احضاره او على الاقل تصويره عن قرب للتعرف عليه ، وخرج في هذه المهمة مجموعة من رجال الصاعقة البحرية ( من الفريق الذي دربنا على دورة الصاعقة اثناء وجودنا في الكلية ) من بين رجاله نقيب أسمه / اسلام ، ويحكى لنا انهم عبروا القناة سباحة وكان من المحدد لهم الرجوع في موعد محدد لمقابلة الزورق الذى سيعيدهم بسرعة الى الضفة المصرية ومعهم الصاروخ وضعا في الاعتبار اعادتهم بسرعة فقد ينكشف امرهم ، أما هم فقد وصلوا الى الموقع الذى فيه السلاح اياه في غفلة من اليهود ، وكانت المفاجئة أنه لم يصوروا السلاح فقط بل عادوا ومعهم الصاروخ و أيضاً جهاز الاطلاق الذى يطلقه والأكثر وفوق ذلك كله أيضاً الجندى الذى يعمل على اطلاق هذا الصاروخ ...... أسيراً .

     

    وعرفنا للمرة الاولى ( وكان ذلك في 1967 م ) الاسلحة الموجهة اليكترونياً والتي كنا نسمع عنها فقط ، فهذا الصاروخ عرف انه فرنسي الصنع من طراز ( س س 10 ) وهو مصمم للعمل ضد المدرعات أصلاً ويعمل بالتوجيه نصف الايجابي كما تعلمنا بعد ، أى ان الجندى الذي يقوم بتوجيهه معه ( جوى ستيك ) والصاروخ يطير ساحبا خلفه سلك طويل ، ويقوم الجندى بتوجيه الصاروخ بهذه الجوى ستيك ، ولذلك دار يمين ودار يسار– مثل السيارات اللعب التى نشتريها لاولادنا - حتى انفجر في اللنش . أما الأن فإن الصواريخ نصف الايجابية توجه بالاسلكى ، وهناك الاخرى الايجابية التى توجه نفسها الى الهدف مثلا بالاشعة تحت الحمراء ( نظام إطلق وإنسى - Fire and Forget ) أى يطلقها الجندى ويرجع كما لو نسيها وهى ستوجه نفسها بنفسها الى الهدف .

     

    أما رجلنا / إسلام فقد قام بكثير من مثل هذه العملية و حصل على اعلى الاوسمة العسكرية ومنها نجمة الشرف العسكرية والنجمة العسكرية ، ونوط الشجاعة العسكري عدة مرات ، كما حصل على ترقية استثنائية حتى يقال انه يمكن الوحيد في العالم الذى ترقى من نقيب الى مقدم مرة واحدة ، فقد جائت ترقيته بعد ان كان قد صدر امر الترقى العادى لدفعته للترقي من نقيب الى رائد ، وبالتالى ترقى هو الى المقدم ولم يرتدى رتبة الرائد ، ويقال أن الرئيس جمال عبدالناصر كان يعرف رجلين اثنين في القوات البحرية ويحفظ اسمائهما وهما قائد القوات البحرية ورجلنا الذى نتكلم عنه ، وقد تقاعد برتبة عميد بعد أن حفظ كتاب الله و وأصبح ماهرا في قرائته ويقوم الان بالدعوة وأمامة مسجد ،وأعتقد أن كثير من شباب الاسكندرية يعرفون الشيخ / اسلام ، وقد صليت خلفه للقيام في رمضان من سنوات فختم القرآن في اليوم الثامن من رمضان ، وأعاد ختمه مرتين اخرتين في نفس الشهر ، اليس رجل صاعقة ، أما أنا فبعد ان ختمت معه في المرة الاولى ذهبت اليه واستأذنته لأكمال القيام في مسجد أخر يصلى من به على قدر جهدى بجزء واحد في اليوم فقط ، ويقال انه يختم الان كل ثلاث أو اربعة أيام بس اللى يقدر يقف خلفه . وأظن أنه من المخلصين في الدعوة ، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد .

     

    والى اللقاء في الحلقة السابعة


  4. [align=center]بالقلب اراك

     

    حلما

     

     

    منثورا كالدرر

     

     

    حلما

     

     

     

    مهدورا كدمانا

     

     

    حلما

     

     

    منشودا

     

     

    يخنقه الظلم وطغيانا

     

     

     

    تسألنى الروح

     

     

    لإين يسير الربانا

     

     

    ألحلم القدس يعود؟

     

     

    ام جاء يزف مرثانا!

     

     

    وتبقى القدس...حلم[/align]


  5. انا سعيد جدا اني اول واحد بيكتب ليكي الرد

     

    موضوع جميل الحلم يبقى حلم يا الله ما اروعها من كلمات

    وكلما حلى بدا أصعب

    بدا لمعة فى عينى

    فبصرته نجما فى السما

    لأعلى لأعلى ارتقى

     

     

    جزاك الله خيرا كثيرا أخى الكريم

     

    بارك الله فيك


  6. ويبقى الحلم

     

     

    من الشوق ينتفض

     

     

     

    لأعلى جنان يتطلع

     

     

     

    للقاء الله منتظر

     

     

    وياله من لقاء

     

     

    وياله من حلم

     

     

     

     

     

     

    ويبقى الشعر

     

     

     

    ومع الخفقان يرتجف ويئن

     

     

    فياليت شعرى متى يطمئن

     

     

    بحضن الحبيب على حوضه

     

     

    أو لقيا الكريم بجنات عدن

     

     

    ويبقى الحلم

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..