صمت النبلاء
Members-
عدد المشاركات
177 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
3
صمت النبلاء last won the day on December 5 2011
صمت النبلاء had the most liked content!
السمعه بالموقع
16 Goodعن العضو صمت النبلاء
-
الرتبه
core_member_rank_7
-
يسر إخوانكم في الله.. أن يقدموا لكم برنامج ۩ ۩مدارج السالكين :: الله نور السموات والارض :: للشيخ محمد حسين يعقوب ۩ ۩ ۞ { 16-2-2013} ۞ فيديو بجودة عالية ممتازة فيديو بجودة متوسطة رابط mp4 للجوال بجودة عالية رابط صوت mp3 بجودة عالية رابط Ogg Video .(((((( هذه المواد للنشر فى كل مكان واحتساب الأجر)))))). ونسألكم الدعاء لمن كان سبب فى نشر هذه المواد بظهر الغيب سائلين الله لنا و لكم العلم النافع و العمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .(((((((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))))))). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله إمام الغر الميامين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. ما أحوجنا أن نرجع إلى الله عز وجل فو الله لن نبني أنفسنا ولن نبني أوطاننا بالذنوب ولا بالعصيان ولا بالتشكيك ولا بسوء الظن ولا باتهام النيات ولا باتهام الأعمال فأنا لا زلت أرى الشعار الذي يرفعه شعب مصر الشعب يريد إسقاط الشعب الكل يشكك في الكل وكأنه لا يوجد في بلدنا الآن الشرفاء ولا حولا ولا قوة إلا بالله فلنتخلى عن هذه اللهجة ولنرجع إلى الله جل وعلا. ولنعلم يقيناً أن صدق التوكل عليه منجاة لنا في الدنيا والآخرة بالمفهوم الذي أصلته وهو معتقد أهل السنة أن نعلق قلوبنا بربنا تبارك وتعالى وأن نتبرأ من حولنا وقولنا مع الأخذ بأسباب الإبداع والإنتاج والعمل في كل ميدان من ميادين الحياة قال ربنا جل علاه:{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا..(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ..(3)}الطلاق. قال جل وعلا: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ..(4)}الطلاق. وقال نبينا صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي بسند صحيح من حديث أنس:[من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأتيه من الدنيا إلا ما قُدر له] اللهم إني أسألك أن ترزقنا صدق التوكل عليك اللهم إنا نبرأ من الثقة إلا بك ومن الأمل إلا فيك ومن التسليم إلا لك ومن التفويض إلا إليك ومن التوكل إلا عليك ومن الذل إلا في طاعتك ومن الرهبة إلا لجلالك العظيم اللهم تتابع برك وتواصل فضلك اللهم لا تحرمنا فضلك ولا تقطع عنا برك يا أرحم الراحمين اللهم اجعل مصر في كنفك وأمانك الله اغني مصر بحلالك عن حرامك واغننا يا رب بحلالك عن حرامك وبفضلك عن من سواك اللهم احفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم ولي أمور مصر خيارها ولا تولي أمور مصر شرارها اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا اللهم طهر قلوبنا وطهر ألسنتنا وطهر أعيننا وطهر جوارحنا يا أرحم الراحمين اللهم وحد صفنا وألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم استر نسائنا واحفظ شبابنا وربي لنا أولادنا اللهم احقن دمائنا واحقن دماء المسلمين في سوريا ونجهم من الظلم والظالمين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم انزل على مصر من رحماتك وبركاتك وسائر بلاد المسلمين هذا وما كان من توفيقٍ فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه
-
إذن التوكل أيها الأفاضل هو.. اسمع مني هذه الكلمات الجميلة ومن بركة العلم أن ننسبه لأهله فهذا من نفيس شيخي ابن القيم أيضاً لله دره قال: (التوكل هو جماع الإيمان وهو نهاية تحقيق التوحيد). يا إلهي ! أسألكم بالله تدبروا هاتين الفقرتين الجميلتين الجليلتين. (التوكل هو جماع الإيمان وهو نهاية تحقيق التوحيد). لذا لا تعجب إذا علمت أن الله العزيز الحميد قد أمر نبينا محرر العبيد بتحقيق التوكل عليه في كثير من آيات القرآن التي تحتاج منا إلى تفسير بل مزيد فقال سبحانه وتعالى لحبيبنا:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ(58)}الفرقان. أذكر أهل مصر أيضاً بهذا الأمر الرباني لحبيبنا النبي. يا أهل مصر توكلوا على الله الحي الذي لا يموت وسبحوا بحمده. احمدوا الله على ما أنعم به علينا وتفضل واشكروه يزدكم. {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ..(7)}إبراهيم. لا تقابلوا النعم بالجحود والنكران. لا تقابلوا النعم بالذنوب والعصيان. بل قابلوا النعم بالحمد والشكران. إذا كنت في نعمة فارعها فإن الذنوب تزيل النعم وصنها بطاعة رب العباد فإن الإله سريع النقم رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها. {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ(58)}الفرقان. وقال جل وعلالحبيبنا صلى الله عليه سلم:{وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا(3)}الأحزاب. فالوكيل من أسماء الله جل وعلا. خلي بال حضرتك.. والمتوكل من أسماء المصطفى. معلومة جميلة ولطيفة رقراقة. الوكيل اسم من أسماء الله جل وعلا ما معنى الوكيل؟ الوكيل: هو الذي تكفل بخلقه وعباده إيجاداً وإمداداً وخلقاً وتدبيراً وهداية وتقديراً. والمتوكل هو المصطفى اسم من أسمائه. ما دليلك يا رجل؟ ما رواه البخاري وغيره عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقلت لهم: حدثني بصفة رسول الله في التوراة. فقال: اجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن. اسمع.. (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل). صلى الله على المتوكل (أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يتبع السيئة بالسيئة ولكن يعفوا ويصفح ولن اقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله وحتى أفتح به أعين عميا وأذانا صم وقلوب غلفى). فالله هو الوكيل ورسول الله هو المتوكل. {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا(3)}الأحزاب. وقال له جل وعلا:{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ..(159)}آل عمران. وقال جل وعلا لحبيبنا:{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ(79)}النمل. وأثنى على أنبيائه ورسله الذين قالوا:{وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ(12)}إبراهيم. وأثنى على أصحاب نبيه الذين حققوا التوكل {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ(174)}آل عمران. ما أكثر الآيات.. لذا أمر الله المؤمنين بما أمر به سيد المرسلين فقال جل وعلا:{وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ(51)}التوبة. امر لام الأمر لام الإلزام لام الإيجاب {وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ(51)}التوبة بل وجعل التوكل ثمرة للإيمان تدبروا هذه الآيات وتفكروا فيها أيها الأكارم. جعل الله التوكل ثمرة لتحقيق الإيمان. لو سألت أين التوكل ففتش أولاً عن الإيمان إن ضاع الإيمان ضاع التوكل وإن ضعف الإيمان ضعف التوكل وإن حُقق الإيمان وجُد التوكل قال جل وعلا:{وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(23)}المائدة. هل تعلم حبيبي في الله.. أن التوكل على الله جل علاه يدخل صاحبه الجنة بغير حساب ولا عذاب؟. يا إلهي.. أنا سأعود إلى ثمرة التوكل في الدنيا الآن لكنني أريد أن أحلق بكم إلى السماء عالية اللهم اجعلنا وإياكم من أهل الجنة ومن أصحاب الرضا. هل تعلم أن تحقيق التوكل يُدخل صاحبه الجنة بغير حساب ولا عذاب؟ اللهم اجعلنا منهم. ما دليلك؟ ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[عُرضت على الأمم] متى عرضت الأمم على سيد الخلق وحبيب الحق؟ عُرضت عليه كما ثبت في سنن الترمذي بسند حسن ليلة الإسراء والمعراج فأطلع الله نبيه على أعداد كل أمة من الأمم تدخل الجنة. النبي على علم بأعداد كل أمة من الأمم ممن سيدخلون الجنة [عُرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط ما دون العشرة ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان ورأيت النبي وليس معه أحد]. عاوز حضرتك تتصور أمة طويلة عريضة كبيرة يبعث الله فيها نبي كريم من أنبيائه فيدعوا هذا النبي الكريم أمته فلا يؤمن من أفراد هذه الأمة بهذا النبي الكريم أحد فتدخل كل هذه الأمة النار ويدخل نبيها وحده الجنة. هذا معنى [رأيت النبي ومعه الرهط ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان ورأيت النبي أي في طريقه إلى الجنة وليس معه أحد] طب فين الأمة أين الأمة المحمدية الميمونة قال صلى الله عليه وسلم:[فرُفع لي سواد عظيم] يعني رأيت كوكبة عظيمة وخلقاً كبيراً يدخلون الجنة. [فقلت إنهم أمتى. فقيل لي: هذا موسى وقومه]. أين الأمة المحمدية يقول:[فقيل لي أنظر ولكن انظر إلى الأفق. قال: فنظرت فإذا سواد عظيم ثم قيل لي أنظر إلى الأفق الآخر. قال: فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألف يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب]. ثم قام النبي فنهض ودخل منزله فخاض الصحابة في أولئك أي الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا رسول الله وقال فريق آخر لعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئاً وقالوا كلاماً قريباً من هذا فخرج النبي عليهم فرآهم يتحدثون فقال: ما الذي تتحدثون فيه أو تخوضون فيه؟ فقالوا الصحابة: أولئك أي ذكرت أنهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال صلى الله عليه وسلم: إنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون..اسمع..وعلى ربهم يتوكلون] لا يسترقون: يعني لا يطلبون الرقية من احد لصدق توكلهم على الواحد الأحد لكنهم لا يمنعون أي أحد للتقدم لرقيتهم دون طلب منهم فلا حرج. فلقد رُقي المصطفى دون طلب منه وهو سيد المتوكلين على الله لكنهم لا يطلبون من أحد [لا يسترقون ولا يكتوون]لا يطلبون أيضاً من أحد [ولا يتطيرون]لا يتشاءمون وإنما حققوا هذا كله لصدق توكلهم على الله جل وعلا [وعلى ربهم يتوكلون] فصدق التوكل على الله وتحقيق التوكل يُدخل صاحبه الجنة بغير حساب ولا عذاب. في رواية الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال:[يدخل الجنة من أمتي زمرة تضيء وجوههم إضاءة القمر في ليلة البدر]. في رواية أحمد بسند حسنه الحافظ بن حجر وصححه الشيخ الألباني بشواهده من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال:[سألت ربي فوعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً على صورة القمر في ليلة البدر فاستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل ألف سبعين ألف فكبر عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ثم يحفي ربي بكفيه ثلاث حفيات فكبر عمر فقال صلى الله عليه وسلم: وأن السبعين الألف الأول يشفعهم الله في آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم وإني لأرجو أن تكون أمتي أدنى الحفاوات الأواخر]. اللهم صلى وسلم وزد وبارك على نبينا محمد على الرحمة المهداة والنعمة المزداه وأسأل الله عز وجل أن لا يحرمنا شفاعته وأن يحشرنا معه وأن يرزقنا صحبته في الفردوس الأعلى إنه ولي ذلك والقادر عليه. إذن صدق التوكل على الله أيها الأفاضل يوصل العبد إلى الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب. أما إن أردنا السعادة في الدنيا والغنى والعزة والكرامة فعلينا أن نحقق التوكل. وقد أصلت وقلت إن التوكل صدق اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب. فليبدع كل مسلم في مكانه في مكان إنتاجه في موطن عمله لنبني بلدنا ولننهض بأمتنا وتعجبني عبارة شيخنا الشعراوي غفر الله لنا وله: (لن تكون كلمتنا من رأسنا إلا إذا كانت من فأسنا). نريد أن نعمل .. نريد أن نبدع .. نريد أن ننتج .. نريد أن ننهض بهذا البلد الأبي الشامخ بالتوكل أن نعلق قلوبنا بالله لا بشرق ولا بغرب وأن نعمل وأن نبدع وأن نتحرك وأن نهدأ قليلاً وأن نتوقف عن الكلام طويلاً. اسمع للنبي الصادق روى الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه وغيرهما بسند صحيح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً]. تغدو: تخرج، تسعى ، تعمل. يا رجل..! الطير تخرج تبحث عن رزقها وأنت لا زلت نائما لم تصلي الفجر! عجبت لمن ضيع صلاة الصبح كيف يُرزق عجبت والله لمن ضيع صلاة الفجر كيف يرزق. ما أحلم الرزاق ما أحلمه الطير تأخذ بالأسباب نعم تغدوا يعني تخرج من عشها من أكنانها تخرج تسعى تبحث عن الرزق اسعى ابحث ليس بالضرورة يا ولدي الغالي أخاطب أبنائي الأعزاء ليس بالضرورة أن تحصل على عمل يتفق مع شهادتك أو مع رغبتك قد يتأخر عنك هذا العمل ليس معنى ذلك أن تكف عن العمل حتى تجد ما تريده لن تحصل عمل بتفصيل على مقاسك الذي تريده إلا إذا شاء ربي فاعمل في أي عمل حلال طيب مشروع لتغني نفسك ولترفع العبء عن كاهل والدك وأسرتك ولتعز بلدك ولو براتب أقل مما ترجوه أو تصبوا إليه المهم أن تسعى أن تغدو [تغدو خماصا] أي تغدوا وهي فارغة البطون وتروح يا إلهي كأنها سعت طوال النهار لأن الروحة آخر النهار ظلت الطير تسعى طوال النهار على الرزق تغدوا خماصاً وتروح بطاناً النهاردة إحنا بنقول إديهم على قد فلوسهم البلد بلدنا ليست بلد أحد إن استطعت أنت أن تعمل ساعة العمل بجد ورجولة وأن تزيد ساعة من عندك لله ثم لمصر فاعمل وأجرك على من لا يضيع عنده الأجر ادخر هناك وربي الكعبة ادخر هناك فما تدخره هناك لن يضيع {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا..(11)}الحديد. لن يضيع إدخاراً تدخره لك عند من لا يضيع عنده الأجر إن الله لا يضيع اجر من أحسن عملا. هذه حقيقة التوكل يا الله (ما أروع عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين رأى أناسا من أهل اليمن خرجوا للسفر بلا رواحل وبلا زاد. فتعجب منه عمر وقال من أنتم قالوا نحن متوكلون على الله فقال عمر بل انتم المتواكلون إن المتوكل على الله من ألقى الحب في الأرض وتوكل على الله). رواه ابن أبي الدنيا بسند صحيح. هذا فهم عمر المتوكل هو الذي يحرث ويبذر ويرعى ويأخذ بأسباب الإنتاج وهو معلق القلب بالله سبحانه وتعالى. يسألني كثير من شبابنا لماذا تأخرت الأمة وتقدم الغرب؟ أقول لأن الغرب أخذ بأسباب التقدم فتقدم لأن الله رب الكافر والمؤمن على السواء لا تتوهم أن محمد حسان لو زرع مثلا بذرة أو حبة أرز هنا على المنبر في مسجد نتكلم فيه عن الله وعن رسوله وأجي كل يوم أقول للإمام تعال واده قزازة مية معدنية واقرأ جنبها جزء من القرآن والله ما هي مطلعة دي هتموت تاني يوم ازاي الكلام ده لأنك لم تأخذ بالسبب مع انك بتسقيها مية معدنية وبتقرأ جنبها جزء من القرآن. هذا خلل هذا سوء فهم لسنن الله الكونية التي أودعها كونه لو أن رجلا كافراً اخذ حبة القمح دي أو الأرز وزرعها في تربتها زوفي بيئتها واعتنى وأخذ بكل أسباب النمو ستنمو وستثمر وستعطيه الإنتاج وهو كافر. لماذا؟ لأن الله رب الكافر والمؤمن على السواء الرب كما قال العلامة الألوسي: (الرب هو الخالق ابتداء والمربي غذاء والغافر انتهاء) لا يمنع الرزق عن الكافر في الدنيا لكفره ولا يمنح الرزق للمؤمن إذا لم يأخذ بأسباب الرزق لابد أن نعيي هذه السنن لابد من أن نعمل [لو أنكم توكلون على الله حق توكله]. قيل لحاتم الأصم يا حاتم بما حققت التوكل؟ قال: بأربع خصال علمت بأن رزقي لا يأخذه غيري فاطمئن قلبي وعلمت بأن عملي لا يتقنه غيري فاشتغلت به وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يراني على معصية وعلمت أن الموت ينتظرني فأعدت الزاد للقاء الله. فقال له رجل: فمن أين تأكل يا حاتم؟ فقال حاتم: {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ..(7)}المنافقين. إي والله {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(6)}.هود {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ(56)}الذاريات. {مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ(57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ(58)}الذاريات. {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ (96)}الأعراف. {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا(11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13)} نوح يقول صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد وقد صحح الحديث العلامة أحمد شاكر لأنني أعلم أن هناك من أهل العلم من ضعف الإسناد ومدار تضعيف من ضعف الحديث على الحكم بن مصعب فلم يوثقه إلا بن حبان يقول صلى الله عليه وسلم:[من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب]. وقد قدمت الآية {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا(11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13)} نوح. واسمع مني هذا الحديث الجميل الذي يملأ القلوب المؤمنة بالطمأنينة والثقة. يقول ربنا جل وعلا في الحديث القدسي الذي رواه ابن ماجه والترمذي من حديث أبي هريرة بسند صححه الألباني أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: [قال الله تعالى: يا ابن آدم] أصغ السمع واحضر القلب.. الله ينادي عليك! [يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنا وأملأ يديك رزقاً يا ابن آدم لا تباعد مني أملأ قلبك فقرا وأملأ يديك شغلَ] مش كده أنت خالفت اللي أصلته يا مولانا؟ تقول: تفرغ لعبادتي.. هنسيب الشغل ولا ايه هنسيب الدنيا ونتفرغ لعبادة ما إحنا ما فهمناش معنى العبادة على مراد الله ومراد رسوله العبادة تسع الحياة كلها فليس العبادة صلاة وصيام وزكاة وحج فحسب بل العبادة تشمل الحياة كلها هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه فالتوحيد والصلاة والصيام والزكاة والحج وبر الوالدين والإنفاق على الفقراء والمساكين والإحسان إلى الجار والإحسان إلى الأصحاب والأصدقاء والجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الله ومعاونة المحتاجين والصدق في القول وفي العمل كل ذلك وغير ذلك من العبادة. فلا ينبغي أن نقصر معنى العبادة على العبادات العبادة أوسع مدلولا وأشمل معنى من أن تجتزئ في الصلاة والصيام والزكاة والعمرة والحج ومن ثم [تفرغ لعبادتي] أي جدد النية وفرغ قلبك لربك وأخلص النية في كل عمل تعمله للدين أو للدنيا فنحن لا نفرق بين عمل للدين وبين عمل للدنيا ما صحت النية وما كان هذا العمل موافقاً لهدي سيد البرية. تريد دليلاً على هذا التأصيل؟ خذ دليلاً في صحيح مسلم من حديث أبي ذر [جاء أناس للنبي يقولون يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يعني ذهب أصحاب الأموال بالأجر كله يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم]أي بما زاد من أموالهم [أمرتنا بالصلاة نحن الفقراء فسمع الأغنياء فصلى الأغنياء معنا وأمرتنا بالصيام فصام الأغنياء معنا لكنهم سبقونا بالتصدق بالأموال. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أوليس الله قد جعل لكم ما تتصدقون به؟ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة]. اسمع.. [وفي بضع أحدكم صدقة] البضع هو الجماع أو الفرج في لغتين للعرب. [وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته فيكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام أيكون عليه وزر؟ قالوا: نعم. قال: ولو وضعها في الحلال فله بها في اجر]. حتى وأنت في لحظات متعتك مع امرأتك إن صححت النية فأنت في طاعة لرب البرية سبحانه اسمع هذا الدعاء الجميل لنبينا الذي علمنا الجمع بين العمل للدين وللدنيا . فقال:[اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر]. اختم بهذا الحديث الجميل الذي رواه الإمام الترمذي وأبو داوود بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال انتبه!! قال الصادق:[من نزلت به فاقه] والله لقد نزلت بنا الفاقه [من نزلت به فاقه] أي حاجة أليست لك حاجة.. أيها المريض أليست لك حاجة؟ ايها الفقير أليس لك حاجة؟ أيها المبتلى أليست لك حاجة؟ أيها المهموم أليست لك حاجة أيها الخائف أليست لك حاجة؟ نزلت بنا الفاقه.. نزلت بنا الحاجة اسمع.. [من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته] مش هتطلب مصلحة والله ما هتطلب إلا إذا شاء الملك من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته اسمع البشرى [ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله جل وعلا يوشك الله له برزق عاجلا أو آجل] هل تصدق الصادق؟ انزل حوائجك بمن لا ترد عنده الحوائج أنزل حوائجك بمن يقضي الحوائج توكل عليه وفوض أمرك كله إليه وتبرأ من حولك وقولك وتخلص من رؤية نفسك لنفسك وخذ بالأسباب وتوكل على الملك الوهاب وأنت على يقين بقوله:{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ(3)}الطلاق. وعلى ثقة في قوله:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ (36)}الزمر. وفي قراءة:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ (36)}الزمر. بلى ورب الكعبة من توكل على الله كفاه ومن اعتصم به أغناه ومن فوض إليه أمره هداه أسأله جل علاه أن يذيقني وإياكم حلاوة التوكل عليه وبرد الثقة فيه ولذة اليقين فيه إنه ولي ذلك ومولاه أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم. يتبع إن شاء الله
-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(102)}آل عمران.{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء ًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)}النساء. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)} الأحزاب أما بعد.. فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. حياكم الله جميعاً أيها الإخوة الفضلاء الأعزاء وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً وأسال الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذا البيت العامر على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه أحبتي في الله ((وما لنا ألَّا نتوكل على الله)) هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك. فلا يخفى على أحد ما تمر به مصرنا من أزمات. من أزمات أخلاقية وأمنية واقتصادية واجتماعية. وأنا أكرر القول دائماً بأنه لا ينبغي أن يكون العلماء والدعاة إلى الله جل وعلا بطرحهم الدعوى والعلمي في جانب وأن تكون الأمة بمشكلاتها وأزماتها في جانب آخر. لا شك أن من أخطر الأزمات التي تهدد بلدنا في هذه الأيام الأزمة الاقتصادية ومصر تتعرض بالفعل لأزمة حقيقية وليست مفتعلة. ويجب أن يعلم كل مسلم وكل مصري أن هذه الأزمة لا يمكن على الإطلاق أن تتخلص بلدنا منها إلا إن صدقنا التوكل على الله جل وعلا وأخذنا بالأسباب وأحيينا من جديد قيمة العمل. لقد نظّرنا كثيرا وجادلنا طويلا وبلدنا لا تبنى بالجدال والمراء وإنما تبنى بالعمل والبناء. لقد تكلم أهل مصر طيلة العام الماضي كلاماً يكفي لألف سنة قادمة. لكن آن الأوان أن نتوقف قليلاً عن الجدال والتشكيك والمراء وأن نبدأ العمل والبناء بتحقيق التوكل الحق على رب الأرض والسماء. فمصر ليست فقيرة ولم يُصب أهلها ببخل قط بل أصيب أهل مصر بأزمة ثقة. لا تحتاج مصر إلى معونة من أحد ولا إلى عطاء من أحد, لكنها في حاجة دائمة إلى عون الواحد الأحد وإلى عطاء شبابها وأهلها. فما أكثر الشرفاء في مصر . بل أقولها لله إن الأصل في أهل مصر هم الشرفاء وهم الأطهار. فلنحاسب المفسدين محاسبة عادلة بلا ظلم ولا تشفٍ ولنمد أيدينا جميعاً إلى الشرفاء وهم الأصل في أهل مصر لنعيد من جديد هذا البناء. تعالوا بنا اليوم لنتحدث عن حقيقة التوكل فالتوكل على الله ليست دروشة وليست مجرد كلمة يرددها عالم أو داعية إلى الله جل وعلا. بل التوكل على الله منهج متكامل إن فهم أهل مصر حقيقة التوكل على الله، على مراد الله وعلى مراد سيدنا رسول الله والله الذي لا إله غيره لصرنا من أغنى الخلق في الأرض ومن أسعد الناس في الآخرة {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ(88)إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)}الشعراء. أحبابي ما هو التوكل لغة واصطلاحاً؟ فأنا أحب أن أؤصل الموضوع الذي سنتحدث لننطلق انطلاقة راشدة واضحة بينة. التوكل هو مصدر توكل يتوكل والاسم التُكلان وهو مأخوذ من مادة وكل التي تدل على اعتماد على الغير. فالتوكل: هو إظهار العجز في الأمر كله والاعتماد على الله في الأمر كله. تدبر معي.. التوكل هو إظهار العجز في الأمر كله والاعتماد على الله في الأمر كله. المتوكل لا يرى نفسه أبداً. ولا يرى في نفسه الأنا فأعظم دواء لما نحن فيه أن تطهر النفس من رؤية النفس. هل تدبرت؟!! أعظم دواء لما نحن فيه أن تطهر النفس من رؤية النفس. لو تحدث أي متحدث يتحدث في مصر الآن وقد طهر نفسه من رؤية نفسه ما رأينا هذه المشكلات لو استعلى كل متحدث عن الأنا عن الحزب الذي ينتسب إليه عن الجماعة التي ينتمي لها عن مصلحته الشخصية أو الفئوية وقدم مصلحة مصر. ما رأينا هذه الأزمات والاختناقات. فتطهير النفس من رؤية النفس أعظم دواء ناجع لكل مشكلة يمر بها المجتمع على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي. التوكل: إظهار العجز في الأمر كله والاعتماد على الله في الأمر كله. لا ينبغي أن نعتمد على شرق أو غرب ولا ينبغي أن نعتمد على أحد من الخلق بل يجب أن نعتمد على خالق الخلق. اسمع مني.. بل يجب أن نعتمد على خالق الخلق الذي يرزق كل الخلق ولا ينسى أن يرزق الكفار أفيرزق ربنا الكفار وينسى أن يرزق من وحد العزيز الغفار؟! يا للعجب ويا للعيب. التوكل يا أحبابي هو صدق اعتماد القلب على الله. الله.. كلمات تكتب بأغلى من ماء الذهب لشيخي ابن القيم لله دره. التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب ولا تعارض بين هذا وبين من قال إن التوكل لا يتم إلا برفض الأسباب. لا تعارض. كيف يا رجل لا تعارض وأنت تقول الآن صدق اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب كيف لا يتعارض هذا مع قول من قال من أهل التحقيق: (التوكل لا يتحقق إلا برفض الأسباب). نعم لا تعارض. فالمراد رفض الأسباب عن القلب فهو المتوكل مقطوع عنها متصل بها. مقطوع عنها بقلبه متصل بها بجوارحه. لا تعارض. مقطوع عن الأسباب بقلبه بمعنى أنه يتوكل على الله يأخذ بالأسباب ويعلق قلبه بمسبب الأسباب لا بالأسباب لأنه على يقين أن الأسباب وحدها لا تضر ولا تنفع ولا ترزق ولا تمنع إلا بأمر مسبب الأسباب جل وعلا. فلا تعارض فالمتوكل منقطع عن الأسباب بقلبه لأن قلبه معلق بمسبب الأسباب لا بالأسباب ومتصل بالأسباب بجوارحه لأنه متعبد من الله بالأخذ بالأسباب. قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: (الأخذ بالأسباب واجب أوجبه الله على الأمة). وقال سهل بن عبد الله ألتستري: (الأخذ بالأسباب سنة النبي والتوكل على الله حال النبي فمن طعن في الأسباب فقد طعن في السنة ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان فمن كان على حال النبي فلا يتركن سنة النبي). كلام غالي من طعن في الأسباب فقد طعن في السنة ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان فالأخذ بالأسباب سنة النبي وهو سيد المتوكلين. قاتل بين درعيه. معقول هو النبي خايف من الموت يقاتل بين دراعين ! هذا هو الأخذ بالأسباب. هذا هو التوكل وهو سيد المتوكلين. قاتل بين درعيه وأخذ الزاد معه وهو مسافر وادخر القوت لأهله سنة وفي الهجرة اتخذ دليلا مشرك على دين قومه ليدله على اقصر طريق من مكة إلى المدينة وهو الذي هدى الله به كل العالمين. أخذ بالأسباب فهذا لا يتنافى مع التوكل . فالتوكل على الله اخذ بالأسباب مع صدق اعتماد القلب على الله جل وعلا. من طعن في الأسباب فقد طعن في السنة ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان. فالأخذ بالأسباب سنة النبي والتوكل على الله حال النبي فمن كان على حال النبي أي في التوكل فلا يتركن السنة النبي أي في الأخذ بالأسباب. فعلى امتنا أن تأخذ بالأسباب. على شبابنا أن يأخذ بالأسباب. أنا أتألم غاية الألم حينما نتغنى بأننا نركب الآن أفخم السيارات ونحن إلى اللحظة لا نحسن أن نصنع دراجة ولا حول ولا قوة إلا بالله. شبابنا ليس أقل من شباب اليابان وليس أقل من شباب كوريا وليس أقل من شباب إيران وليس أقل من شباب تركيا وليس أقل من شباب إندونيسيا وليس أقل من شباب أمريكا. بل شبابنا هو الشباب المتوضئ الطاهر الذي أبهر العالم كله نريد من شبابنا أن يبهر العالم مرة أخرى بعمله بإنتاجه بعطائه بتفوقه بالأخذ بأسباب الإبداع والتقدم والرقي والسعادة في الدنيا والآخرة. {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..(105)}التوبة. ابذل ما استطعت ولا تتهم غيرك بل إن رأيت نقصاً عند أخيك فسد له نقصه وأتمم له عمله. أيها الناقد أعمال الورى هل أريت الناس ماذا نعمل؟ لا تقل عن عمل ذا ناقص جيء بأوفى ثم قل ذا أكملُ إن يغب عن ليل صار قمر فحرام أن يلام المشعل ابذل ما استطعت ولا تنتقص قدري ولا انتقص جهدك بل تعالوا لنتكامل. وأنا أدعو دائماً وأقول تكاملوا ولا تتآكلوا فمصر تتسع للجميع. ومصر تتسع لغرس كل مصري صادق ولزرع كل وطني متجرد مخلص. بل وأرض الدعوة تتسع للجميع لا حرج على الإطلاق أن يتحرك كل العلماء وأن يجتهد كل الدعاة بحسب ما فتح الله على كل واحد منهم. فتعالوا بنا لنتكامل بدلاً من هذا التآكل الذي لا يُرضي رباً ولا يبني بلداً. وأسأل الله أن يرزقني وإياكم التجرد والإخلاص إنه ولي ذلك والقادر عليه. يتبع إن شاء الله
-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(102)}آل عمران.{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء ًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)}النساء. {]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)}الأحزاب أما بعد.. فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. حياكم الله جميعا أيها الإخوة الفضلاء وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً وأسال الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه أحبتي في الله.. ((ثلاث كلمات نبوية لحل الأزمة المصرية)) هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك. فأنا أكرر القول دائما بأنه لا يجوز ولا ينبغي للعلماء والدعاة إلى الله أن يكونوا بطرحهم العلمي والدعوي في واد وأن تكون الأمة بمشكلاتها وأزماتها في واد آخر. فما أحوج الأمة عامة ومصرنا خاصة في هذه الأيام إلى أن تفيء إلى الله جل وعلا وإلى أن تسير من جديد خلف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوالله لا مخرج للأمة من أزمتها وكبوتها إلا إذا عادت إلى ربها ومشت على طريق نبيها ورددت مع السابقين الأولين قولتهم الخالدة {وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285)} البقرة. المشكلة الحقيقية في عدم معرفتنا بربنا جل وعلا وعدم تقديرنا لنبينا صلى الله عليه وسلم. فالأمة الآن تحتفل بمولد رسول الله عليه الصلاة والسلام لكن أين حقيقة الاحتفال؟ الاحتفال ليس كلمة ترددها الألسنة. الاحتفال الحقيقي برسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن نحقق الإيمان به وأن نطيعه فيما أمر وأن نجتنب نهيه وأن ننصر سنته وأن نتبع شريعته وأن نـُبلغ دعوته وأن نمتثل أمره بلا تردد ولا انحراف ولا إعراض أو اعوجاج {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)}النور. قال جل وعلا لنبيه:{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)}المائدة. ليت الأمة عادت إلى النبي صلى الله عليه وسلم لتضع قوله في العين وعلى الرأس ولتحول دينه إلى واقع عملي وإلى منهج حياة. أنا أزعم أنه في ثلاث كلمات نبوية فقط أقدم بها حلاً للمعضلة المصرية وللمشكلة المصرية. لا بل أنا أدعي أكثر من ذلك أزعم أنه بهذه الكلمات النبوية الثلاث.. نقدم حلا لمشكلات البشرية التي تهذي الآن كالسكران.. وتضحك كالمجنون.. وتجري كالمطارد.. تئن من الألم.. تبحث عن أي شيء وهي في الحقيقة تملك من أمور الدنيا كل شيء ولكنها حين انحرفت عن محمد بن عبد الله فقدت كل شيء {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى(123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا (124)}طه. دماء تسفك.. وأموال تسرق وتنهب.. وأعراض تجرح وتنتهك. ائتني بمشكلة أخرى تبتعد عن هذه المشكلات الثلاث( دماء تسفك ـ وأموال تسرق وتنهب ـ وأعراض تجرح وتنتهك). نقدم الحل لهذه المشكلات التي تعصف الآن بالبشرية عصفا وبمصرنا عصفا نقدم الحل في خطبة نبوية بليغة ثبت في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال للصحابة رضي الله عنهم:[أتدرون أي يوم هذا؟ فقال الصحابة الأبرار الأطهار الأخيار الله ورسوله أعلم انظروا إلى الأدب الذي افتقدناه الآن إلا من رحم الله ورحم الله عبد الله بن المبارك إذ يقول: (نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم). أظن أنكم تتفقون معي جميعا في أننا نرى الآن عبر الحوارات على الفضائيات وفي الشوارع والميادين والطرقات صورة متفلتة من الأدب الذي علمنا إياه من علم الدنيا الأدب صلى الله عليه وسلم. (نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم). الصحابة المؤدبون يعلمون علم اليقين أنهم في يوم النحر ولا خلاف في ذلك البتة لكن لمزيد أدبهم مع معلمهم ونبيهم وهو يسألهم [أتدرون أي يوم هذا؟. قالوا: الله ورسوله اعلم] إنه الأدب في أعلى صوره وأرق وأسمى معانيه [قالوا: فسكت بأبي وأمي وروحي حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. فقال عليه الصلاة والسلام: أليس يوم النحر؟. قالوا: بلى. فقال بأبي وأمي: أي شهر هذا؟. فقال الصحابة رضي الله عنهم: الله ورسوله أعلم. فقال بأبي هو وأمي: أليس ذا الحجة؟. قالوا: بلى. فقال صلى الله عليه وسلم: أي بلد هذا؟] لا تتوهم أنهم لا يعرفون بلدهم أيضاً [أي بلد هذا؟. قالوا: الله ورسوله اعلم. قالوا: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. فقال بأبي وأمي: أليس البلد الحرام؟. قالوا: بلى. فقال عليه الصلاة والسلام: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم وأعادها مرارا صلى الله عليه وسلم ثم قال لأصحابه: آلا هل بلغت؟. قالوا: نعم. فقال: اللهم اشهد فليبلغ الشاهد منكم الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض]. كلمات نبوية ثلاثة:[إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه] يتبع إن شاء الله
-
وأخيراً أيها الأفاضل أذكر بهذه الكلمات الجليلة التي طالما ذكرت بها فما أحوجنا إليها الآن آلا وهي حينما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصحابة: (أرأيتم لو وليت عليكم خير من أعلم ثم أمرته بالعدل فيكم أأكون قد أديت ما علي؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين). تدبروا هذا الكلام النفيس الذي أهديه لكل إخواني من المسئولين الآن. يقول عمر رضي الله عنه للصحابة (أرأيتم لو وليت عليكم خير من أعلم ثم أمرته بالعدل فيكم أأكون قد أديت ما علي؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين. قال: لا. قالوا: ولِمَ؟). تختار خير من تعلم وتأمره أن يعدل فينا وبيننا ثم لا تكون قد أديت ووفيت (ولم يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: حتى أنظر في عمله) دعك من التنظير فما أرخص التنظير وما أسهل الكلام وما أيسر الادعاء (حتى أنظر في عمله فإن أدى ما عليه فالحمد لله وإن لم يؤدي ما عليه فتلك مسئوليتي فأنا الذي وليته). هذا هو العدل هذا هو الحق هذا هو الإنصاف لابد من المراقبة لابد من المتابعة لأن من أمراضنا أننا ننسى نهب ونجيش ونتألم ثم يخبو هذا الشعور إلى حد النسيان لا ينبغي أن ننسى بل يجب أن نكون منتبهين ومستيقظين وضاغطين على كل من يتولى المسئولية مهما كان قدرها ومهما كان حجمها وليعلم الجميع أنه مسئول أمام الله جل وعلا ابتداء ثم أمام شعبه اسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينزل على مصر من رحماته وبركاته اللهم أنزل رحماتك وبركاتك اللهم انج مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم ولي أمور مصر خيارها ولا تولي أمور مصر شرارها اللهم وسع ارزقها اللهم دبر لها أمرها اللهم يسر لها أمرها اللهم ارزقها الحكام الصالحين المصلحين وارزقهم البطانة الصالحة المصلحة يا أرحم الراحمين وسائر بلاد المسلمين اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع الكريم ذنبا إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميتا لنا إلا رحمته ولا عاصيا بيننا إلا هديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته ولا حاجة هي لك رضى ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين اللهم اجعل جمعنا هذا مرحوما وتفرقنا من بعده معصوما ولا تجعل فينا ولا منا شقيا ولا محروما اللهم اغفر لنا الذنوب التي تهتك العصم واغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم واغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء واغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء واغفر لنا الذنوب التي تقطع الرجاء يا من ذكره دواء وطاعته غناء ارحم من رأس مالهم الرجاء وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم انج المسلمين المستضعفين في سوريا اللهم نجهم من الظلم والظالمين اللهم احقن دماءهم يا أرحم الراحمين اللهم ارحمهم برحمتك يا من وسعت رحمتك كل شيء يا أرحم الراحمين فرج كربهم واكشف همهم وارحم ضعفهم برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اقبلنا وتقبل منا وتب علينا وارحمنا اشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين واستر نساءنا واحفظ بناتنا وأصلح شبابنا وربي لنا أولادنا يا أرحم الراحمين اللهم إني أسألك كل من شيد هذا البيت الطيب المبارك أن ترزقه خير الدنيا والآخرة أسألك أن تجزي كل من ساهم في هذا البناء وشيده خيري الدنيا والآخرة أنت ولي ذلك والقادر عليه اللهم اقبلنا وتقبل منا وتب علينا وارحمنا إنك أنت التواب الرحيم هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان و أعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه
-
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله إمام الغر الميامين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد.. فيا أيها الأحبة يبقى أن أذكر بأن كل مصري يعيش على هذه الأرض الطيبة عليه دور وعليه واجب وعليه حق يجب عليه أن يبذله الآن للبلد وهي تمر بهذه الأزمة والمرحلة الحرجة الدقيقة المجلس العسكري عليه دور ويجب عليه أن يكون أمينا في تسليم السلطة لسلطة مدنية منتخبة في الوقت المحدد الحكومة عليها دور يجب على الوزراء أن يتناسوا كل ما كان من سلبيات في المرحلة الماضية وأن يعلم الوزير أو المسئول أنه مؤتمن على هذا البلد وعلى هذا الشعب يجب عليه أن يتقي ربه سبحانه وتعالى وأن يكون أميناً وأن لا يحول المنصب إلى مغنم. أعضاء مجلس الشعب والشورى يجب عليهم أن يكونوا أمناء وأن يعلموا أن الشعب كله متطلع إليهم ينتظر منهم الكثير والكثير والمزيد والمزيد فأرجوا أن لا يفتن الشعب في إخواننا وأذكرهم بأن عليهم مسئولية كبيرة وبأنهم قد تحملوا أمانة عظيمة أذكر الإسلاميين خاصة بأن الابتلاء الذي هم فيه الآن أخطر أنواع الابتلاء لقد ابتلي الإسلاميون جميعاً قبل ذلك بالتعذيب والطرد والتهوين وهم الآن في ابتلاء أخطر بكثير من الابتلاء في السنوات الماضية آلا وهو الابتلاء بالتمكين فهم الآن في موضع السلطة في موضع المسئولية ومسئولية كبيرة وأمانتهم عظيمة أقول لهم الابتلاء بالتمكين أخطر من الابتلاء بالتعذيب والتهوين فاعلموا أنكم في ابتلاء شديد وفي محنة عظيمة والشعب ينتظر منكم الكثير. تجردوا في طرحكم وكونوا أوفياء لدينكم ثم لبلدكم واعملوا جاهدين ما استطعتم ليلا ونهارا لرفع الظلم عن هذا الشعب المظلوم ولرفع الأذى والجوع فهذا الشعب يريد رغيف الخبز يريد عيشة كريمة يريد دواء لمرضاه يريد تعليم لأولاده يريد أن يحيا حياة طيبة لا يطمح ولا يطمع في أكثر من ذلك ومصر مليئة بالخيرات مليئة بالطاقات لكنها تحتاج فقط إلى الأمناء الثقات إلى من يقدمون مصلحة البلد على مصالحهم الشخصية وعلى مصلحة أحزابهم وجماعاتهم التي ينتسبون إليها وينتمون لها. والإعلام إعلام الضجيج يحتاج أيضاً إلى أن يتقي الله عز وجل كل القائمين على الإعلام وأن يعملوا في المرحلة القادمة على إعلاء ثقافة العمل والبناء لا على إعلاء ثقافة الضجيج والتشكيك والتخوين وإنما يجب عليهم أن يقوموا بدور جديد في بناء هذا الوطن وفي بناء هذا البلد يجب على الإعلام أن يكون عاملا رئيسياً في تقويم الأخلاق وتهذيب المشاعر فأنا أرى أن الانفلات الأخلاقي أخطر بكثير جداً من الانفلات الأمني المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية الشرطية عليها دور كبير ومسئولية عظيمة يجب عليهم أن يقوموا بدورهم في تأمين هذا البلد وفي تأمين هذا المواطن المصري يجب على الشرطة أن تعامل أبناء الشعب معاملة مبنية على العدل والاحترام والتقدير ويجب على الشعب أيضاً أن يمد يده للمؤسسة الشرطية والمؤسسة العسكرية لنعمل من جديد ولنفتح سوياً صفحة جديدة مبنية على الحق والعدل والاحترام والمساواة فلا ينبغي على الإطلاق أن نعود مرة أخرى إلى الظلم أو إلى التحقير والتهوين أو إلى المحسوبية أو إلى المعاملة الباطشة الباطلة الظالمة فمصر لا يصلحها إلا العدل والحق وليس كما يردد البعض لا يصلحها إلا السيف والسوط بل يصلح مصر والأمة كلها العدل والحق. فيجب على المؤسسة العسكرية والشرطية والشعب معهما أن يبدأ الجميع صفحة جديدة في المرحلة المقبلة لنبني مصر جديدة مبنية على الحق والعدل والاحترام والتقدير لكرامة الإنسان وآدمية الإنسان بلا امتهان ولا ازدراء ولا تعدي ولا ظلم وليحكم القانون بالعدل والحق على كل أحد فلا يوجد أحد فوق مستوى المحاسبة والمساءلة بقول ربنا جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ..(8)}المائدة. أسأل الله أن يرزقنا جميعاً العدل والحق إنه ولي ذلك والقادر عليه. يتبع إن شاء الله،،،
-
وأخيرا أيها الأفاضل المرحلة تحتاج إلى أن نهدأ قليلاً لنعمل كثيراً. فلقد تكلمنا كلاما ونظرنا تنظيرا في السنة الماضية يكفي لألف سنة مقبلة. نحتاج إلى أن نعمل نحتاج إلى أن نهدأ لنبني نحتاج إلى أن نهدأ لنبني لنعيد الأمجاد لنعيد البناء. نحتاج أيها الأفاضل أن يمد كل واحد فينا يده لأخيه لتبدأ من جديد عجلة التنمية وعجلة الاقتصاد. فبلدنا فعلاً يتعرض لخطر اقتصادي حقيقي وشعبنا الذي يطالب الآن بالمزيد لا يمكن على الإطلاق أن نجني ثمرة الخير والمزيد بالتنظير وإنما بالعمل {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ(105)} التوبة. أسأل الله جل وعلا أن يحفظ مصر من كل فتنة ظاهرة وباطنة وأن يولي أمورها خيارها وأن لا يولي أمورها شرارها وأن يجعل يومنا أحسن من أمسنا وأن يجعل غدنا أحسن من يومنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم. يتبع إن شاء الله،،،
-
ثم الأمانة.. أذكر الجميع بثقل الأمانة الذي يحملها إخواننا في البرلمان القادم، ويحملها المجلس العسكري، وتحملها الحكومة، وسيتحملها الرئيس القادم لمصر. إنها أمانة ثقيلة وحمل كبير.. وهذا الحمل مسئولية كل من يعيش على أرض مصر. فالأمانة لا تقتصر على مجرد الودائع الذي يستأمن عليها البعض أو يُستأمن عليها البعض {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا(72)}الأحزاب. ماهي الأمانة؟ الأمانة مصدر قولهم أمُنَ بضم الميم.. أمُنَ يأمُن أمانة أي صار أمينا، وهي مأخوذة من أمن أيضاً التي تدل على طمأنينة وسكينة القلب وهي ضد الخيانة الأمانة. الأمانة ضد الخيانة ولها ثلاثة أركان: ـ عفت الأمين عن ما ليس له بحق. ـ وأداء الأمين ما يجب عليه للآخرين من حق. ـ وحفاظ الأمين على ما اسُتؤمن عليه من أمانات. هذه أركان الأمانة: عفت الأمين الرجل الأمين يعف عن أخذ ما ليس له بحق، وإن كان قادرا على أخذه. الرجل الأمين يؤدي ما يجب عليه للآخرين من حق، وإن كان قادرا على عدم الأداء. هو يستطيع أن لا يفعل لكنه يفعل لأمانته. والرجل الأمين مستأمن على كل ما استُؤمن عليه من مال ومن إدارة ومن إرادة ومن مقدرات ومكتسبات. فهو بأمانته التي أودعها الله قلبه محافظا على كل هذه الأمانات التي استؤمن عليها.لذا قال ابن عباس في معنى الآية {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ} . قال ابن عباس: (الأمانة هي الفرائض) وقال أبو العالية: (الأمانة هي ما أمروا به وما نهوا عنه). وقال الحسن البصري: (الأمانة هي الدين فالدين كله أمانة). تدبر معي.. الرجل الأمين له صفات.. رجل قوي.. قوي في إيمانه.. قوي في أمانته.. قوي في أخلاقه. رجل يعف عن اخذ ما ليس له بحق. هو يستطيع أن يأخذ، يستطيع أن يسرق، يستطيع أن ينهب وأن يمتص دماء الخلق. لكن الأمين لا يفعل يعف عن أخذ ما ليس له بحق، لا يمد يده أبداً إلى الحرام، لأنه يعلم أن الحرام قصير العمر عديم البركة لا خير فيه، وسيسأل عنه بين يدي الملك الحق {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)}الشعراء. فهو يعف عن أخذ ما ليس له بحق. والرجل الأمين يعف عن عدم تأدية ما يجب عليه من حق، بل يؤدي ما يجب عليه من حق وهو قادر لمكانته وشرفه وماله ووجاهته وسلطته قادر على أن لا يفعل قادر على أن لا يؤدي ما عليه من حقوق، لكن أمانته توجب عليه وتلزمه أن يؤدي ما عليه من حق، ولو لم يطالبه الآخرون بأداء هذا الحق، أو حتى في حالة عجز الآخرين عن مطالبتهم بهذا الحق عنده يؤديه لأمانته. ومن سمات الرجل الأمين أيضاً، أنه رجل يحافظ على ما استؤمن عليه أياً كان نوع هذه الأمانة، فالإرادة أمانة، والمال أمانة، والكلمة أمانة، والعلم أمانة، والسر أمانة، والوظيفة التي يرأسها أمانة، ومقدرات ومكتسبات البلد الذي استؤمن عليها أمانة، وكرسيه في مجلس الشعب أو في وزارة أو في الحكم أمانة، فالرجل الأمين يعلم قدر هذه الأمانات. ونحن في هذه المرحلة نحتاج إلى أهل الأمانة، وبكل أسف قد يتقدم الآن كثير ممن هم ليسوا أهلاً للأمانة ممن يتصورون أن الكراسي والمناصب فرصة للمغانم ونسي هؤلاء أنها أمانة. ذهب أبو ذر وما أدراكم ما أبو ذر، أبو ذر الذي قال في حقه المصطفى:[ما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر]. ومع ذلك ذهب أبو ذر يسأل النبي الولاية يقوله يقول له:[يا رسول الله آلا تستعملني؟] انت مش هتديني وزارة بقى؟ أنت مش هتديني محافظة يا رسول الله؟ مش هتديني كرسي ولا منصب؟ وأنت الذي شهدت لي بالصدق والأمانة [آلا تستعملني؟ فضرب النبي على منكبي أبي ذر وقال: يا أبا ذر إنك رجل ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها] أمانة عظيمة ومسئولية والله كبيرة من حملها رغما عنه يلجأ إلى الله أن يعينه عليها. يتقدم الكثيرون وهم ليسوا أهلاً لهذه الأمانات، فهذه المراكز والمناصب ليست مغنماً، إنما هي تكليف، إنما هي مغرم، إنما هي تكليف وليست تشريف على الإطلاق لمن عرف قدر الأمانة. وقد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث حذيفة بن اليمان قال:[حدثنا رسول الله حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا: أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة.ثم حدثنا عن رفع الأمانة قال: ينام الرجل النومة] لا إله إلا الله ليلة واحدة يبيت أميناً ويصبح خائناً لا أمانة عنده. [ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكد] الوكد هو بقعة السواد اليسيرة التي تترك في موضع ورفع وقبض الأمانة من القلب بقعة سواد في الجلد تقبض الأمانة من القلب ويبقى أثر سواد يسير في موضع رفع وقبض الأمانة [ثم ينام الرجل النومة] ليلة تانية [فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفض فتراه منتبرا وليس فيه شيء]. يعني ايه تقبض الأمانة من القلب فينتفض الجلد يعلوا الجلد أنتم ترون هذا المشهد في يد أبائنا من الفلاحين مثلا أو الحدادين الذين يعملون بالفأس فيظهر في يده جلد منتفخ منتبر كأنه منتفخ بالماء فإذا ضغطت عليه انضغط وليس فيه شيء كذلك أثر الأمانة في الحالة الثانية حين تقبض من القلب ينتفض الجلد ينتفخ ويبدوا للناظر أنه ممتلئ لكنه فارغ لا شيء فيه [كجمر دحرجته على رجلك فنفض فتراه منتبرا أي منتفخ وليس فيه شيء فيكاد الناس يتبايعون ولا تكاد ترى فيهم رجلا اميناً حتى يقال إن في بني فلان رجلاً أمينا وحتى يقال للرجل ما أجلده ما أظرفه وما أعقله وليس في قلبه ذرة من إيمان أو مثقال خردل من إيمان يقول: وما كنت أعاني من بايعت إن كان مسلما رده علي إسلامه وإن كان نصرانيا رده علي ساعيه أما اليوم. يقول حذيفة: فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا] أي لا أبيع ولا أشتري إلا من فلانا وفلان. هذا في عهد الصحابة رضي الله عنهم فكيف لو عاش حذيفة في عهدنا وراعي الشاة يحمي الذئب عنها فكيف إذا الرعاة لها الذئاب ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقال نبينا: [سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة. قيل: من الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه وفي لفظ الرجل السفيه يتكلم في أمر العامة]. الأمانة أيها الأفاضل معنى كبير وحمل ثقيل وربنا جل وعلا يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27)}الأنفال. قال ابن عباس: (لا تخونوا الله بترك فرائضه ولا تخونوا الرسول بترك سنته ولا تخونوا أماناتكم بتضييعها فيما بينكم). المرحلة في مصر تحتاج إلى الأمانة وتحتاج إلى الأمناء وتحتاج إلى الصادقين من جميع من يعيش على أرض هذا الوطن. يتبع إن شاء الله،،،
-
ينبغي أيضاً أن نرفع في هذه المرحلة شعار الإخوة والحب في الله: معاني افتقدت في عالم الماديات والشهوات.. أصبحنا لا نتذوق طعم الإخوة، ولا نعرف معنى الحب في الله، معنى العطاء في الله، معنى المنع لله، معنى البغض في الله، ليس من أجل الهوى، ولا من أجل الدنيا الزائلة، ولا من أجل الكراسي والمناصب الفانية. فالبلد الآن بل والأمة كلها الآن في حاجة إلى إحياء معنى الإخوة الإيمانية وإعلاء منهج الحب في الله. الإخوة كما ذكرت هي العامل الثاني بعد الإيمان في إقامة دولة الإسلام. لن نستطيع أن نبني بلدنا أبداً إلا بهذين العاملين: مع العمل بالإيمان، وتحقيق الإخوة فيما بيننا، وإحياء مفهوم العمل وربط هذا المفهوم بقضية الإيمان. الإيمان هو العامل الأول ثم الإخوة.. آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصحابة في مكة على اختلاف ألوانهم وأوطانهم وانتماءاتهم وقبائلهم. آخى بين حمزة القرشي وبلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي ثم في المدينة بين هؤلاء وبين الأنصار بين معاذ الأنصاري وإخوانه. آخى بين الهاجرين والأنصار في مهرجان حب وإخاء تصافحت فيه القلوب قبل أن تتصافح فيه الأيدي وامتزجت فيه الأرواح قبل أن تمتزج وتتلاصق فيه الأبدان. وقال جل جلاله ممتنا بهذه النعمة على أصحاب رسول الله {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(103)}آل عمران. هذه نعمة من أجل النعم نعمة الإيمان ونعمة الإخاء.. الإخوة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ..(10)}الحجرات. فإن وجدتم إيمانا بلا إخوة فاعلموا بأنه إيمان ناقص، وإن وجدتم أخوة بلا إيمان فاعلموا بأنها ليست أخوة الدنيا. إنما هي التقاء مصالح وتبادل منافع إذا انتفت المصلحة وانتهت المنفعة ستزول هذه الإخوة تماما لأنها ليست أخوة الإيمان وليست أخوة الدين. فنحن نحتاج في هذه المرحلة أيها الأفاضل.. إلى إحياء الإيمان في القلوب وتجديده في القلوب، وإلى إحياء معنى الإخوة الإيمانية، وإعلاء منهج الحب في الله، والبغض في الله، والعطاء لله، والمنع لله. لا من أجل الحزب، ولا من أجل الجماعة، ولا من أجل الكرسي، ولا من أجل الهوى، ولا من أجل الدنيا، إنما من أجل الله ثم من أجل مصر. من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان هكذا يقول سيد ولد عدنان فقد استكمل الإيمان والحب في الله أمر غالب. ولذا لا تستكثر أن يُنادى على أهل الحب في الله يوم القيامة . ينادي عليهم ربنا ليظلهم بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله في يوم تدنوا الشمس من الرؤوس، ويؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك. يجرونها تزفر جهنم وتزمجر غضب منها لغضب ربها جل وعلا في هذا اليوم العصيب، ينادى على أهل الإخاء والحب في الله (أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي). الله اكبر.. فيتقدم أهل الحب في الله ليقفوا تحت عرش الملك فلا خوف ولا حرق ولا فزع {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ(51)}الدخان.. فالمرحلة تقتضي أن نجدد هذه المعاني، وأن نجدد هذه العلاقة. تجديد الإخوة الإيمانية وإعلاء منهج الحب في الله سبحانه وتعالى. يتبع إن شاء الله،،،
-
فأنا أرى أن الخطوة العملية الأولى في المرحلة التي تمر بها مصرنا الآن: أن يسمع الجميع للآخر بلا تشكيك، بلا تخوين. فالشعار المرفوع الآن في مصر.. الشعب يريد إسقاط الشعب..الشعب يشكك في كل الشعب.. الشعب يخون كل الشعب. كأنه لا يوجد في مصر الآن أهل الأمانة، وأهل الصدق. والأصل في مصر أن أهلها أهل أمانة وأن أهلها أهل خير. لا أقول ذلك دغدغة للمشاعر فأنا لا أبحث عن منصب أو كرسي بل الأصل في أهل مصر أنهم أهل وفاء. اقرءوا التاريخ كله افتحوا صفحات التاريخ.. مصر أرض الوفاء، وأرض العطاء، وأرض الجود، وأرض الكرم. مصر ما أصيبت أبداً بأزمة بخل، ولا أصيبت بأزمة جبن. وإنما أصيبت مصر بأزمة ثقة. فلا ينبغي على الإطلاق أن نشكك في أهلها بالجملة، فليحاسب المفسدون بالعدل والحق، بلا حقد ولا شماتة، وليمد الجميع يده لبعضه البعض من أجل صياغة بناء جديد لهذا البلد. فلا ينبغي أن يشكك بعضنا في بعض، وأن يخون بعضنا بعض، وأن يخون الإعلام البلد بأسره، وأن يثير الذعر والرعب، وأن يملأ القلوب بالإرجاف، حتى لا توضع لبنة فوق لبنة في البناء الجديد لهذا البلد الذي يتطلع إليه كل أبناء شعبه. يتبع إن شاء الله،،،
-
أحبابي هل تعلمنا الدرس؟ يعلمنا رسولنا كيف نسمع الآخر، بل وهذا الآخر مشرك أصلي، فكيف لا تسمع لأخيك المسلم؟ كيف لا تسمع لأخيك الذي يحمل نفس همك، ويحمل نفس الغاية التي دخلت المجلس من أجلها كيف لا تسمع للآخر؟ لا بل أنا أطمع في أكثر من ذلك.. أطمع من إخواننا الإسلاميين في حزبي الحرية والعدالة والنور أن يسمعوا للآخر. لا أقول أن يسمعوا لبعضهم البعض، بل يسمعوا لليبراليين والعلمانيين، فهؤلاء جميعا محل دعوتنا. لا ينبغي أن نسفه أحداً، ولا يجوز أن نحقر أحداً. بل فلنسمع للجميع، ولنتعامل مع الجميع بأدب وخلق ورحمة وتواضع، كما علمنا نبينا الأدب والخلق والرحمة والتواضع في سماعه لمشرك أصلي. بل أنا أطمع في أكثر من ذلك.. أطمع أن يسمع الجميع في المجلس على اختلاف تشكيلته، وعلى اختلاف أحزابه وانتماءاته. أرجوا أن يسمع الجميع من بعضهم البعض، وأن يتفقوا على ما فيه مصلحة هذا الوطن وهذا البلد. بل وأطمع أن يسمع الجميع في المجلس على اختلاف أطيافه للآخر للنصارى. أنا أعيي كل لفظة أرددها بإذن الله جل وعلا. لابد أن يسمعوا أيضاً للأقباط وللنصارى فهم شركاء لنا في هذا الوطن لا نقول ذلك إرضاء لأحد. لكن حذاري..!! أن يقول واحد إننا وهم عقيدة واحدة.. كذب وضلال وبهتان وافتراء. ولا يجوز أبدا باسم الحفاظ على الوطن، وباسم العمل من أجل الوطن؛ أن نضيع عقيدتنا وأن نميع عقيدتنا، فعقيدة التوحيد واضحة كالشمس في ضحاها والنهار إذا جلاها. عقيدة قائمة على وحدانية الملك بلا شريك ولا زوجة ولا ولد {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ(4)}الإخلاص. لكنني لا أكره الآخرين على ديني ولا أكره الآخرين على اعتناق عقيدتي. بل أنا أدعوا الجميع لديني وعقيدتي بحكمة ورحمة وأدب وتواضع وأردد قول الله جل وعلا لنبينا صلى الله عليه وسلم: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الْأرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِين (99)}يونس. تدبر معي {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِين (99)}يونس.. فنحن لا نكره أحد على الدخول في الدين. لكن ليس من حق أحد أن يمنعنا عن الدعوة لهذا الدين، بأدب وحكمة ورحمة وتواضع. فإن دعونا وبلغنا، وهذا الذي دعوناه أبى أن يدخل ديننا نقول له: { لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ (256)}البقرة.نقول له {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)}الكهف. أما أن نميع عقيدتنا، وان نميع ديننا، وأن نقول بأننا عقيدة واحدة، فهذا ضلال مبين، وهذا باطل لا ينبغي لمسلم يخشى الله عز وجل ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله أن يتفوه به، وأن يتلفظ به. أما معتقد الرسل ومعتقد الأنبياء فمعتقد واحد، لا خلاف بين معتقد محمد بن عبد الله، ومعتقد عيسى رسول الله، ومعتقد إبراهيم، ومعتقد موسى. فمعتقد العقيدة الذي جاء بها جميع الرسل والأنبياء عقيدة واحدة، آلا وهي إسلام الوجه لله جل جلاله، آلا وهي إفراد الله عز وجل وحده بالتوحيد والعبادة بلا منازع ولا شريك {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ ..(117)}المائدة. هذه صيحة كل رسالة وصرخة كل نبي ما من نبي ولا رسول إلا ودعا قومه إلى توحيد الله وعبادة الله جل وعلا:{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ (73)}الأعراف. قال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ (85)}الأعراف. قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)}الأنبياء. قال جل جلاله{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(163)}الأنعام. وقال جل وعلا:{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا(88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا(89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا(90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا(91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا(92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا(94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا(95)}مريم. وقال جل وعلا في الحديث القدسي الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبو هريرة قال جل جلاله: (شتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك) شتم ابن آدم ربه (شتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وكذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك. أما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولد وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد وكذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك. أما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته) الذي خلقك من العدم قادر على أن يعيدك من موجودفأمره بين الكاف والنون {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(82)}يس. فأنا أطالب الجميع أن يسمعوا للنصارى فهم شركاء لنا في الوطن، لكن لا نميع عقيدتنا ولا نتنازل عن ثوابتنا ولا نتنازل عن أركان ديننا. فليس معنى البر أن نميع عقيدة التوحيد، وليس من القسط والعدل أن نتنازل عن أركان ديننا وعن ثوابت معتقدنا وتوحيدنا. يتبع بإذن الله،،،
-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(102)}آل عمران.{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء ًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)}النساء. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)}الأحزاب أما بعد.. فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. حياكم الله جميعاً أيها الآباء الفضلاء وأيها الإخوة الأحباب الأعزاء وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً وأسأل الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذا البيت الطيب على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك والقادر عليه أحبتي في الله فلنعمل معا من أجل مصر هذا هو عنوان لقاءي مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك والله تعالى أسأل أن يجعلنا جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. لاشك ولا ريب أن مصر تمر الآن بمرحلة دقيقة جداً من مراحل تاريخها المعاصر، هذه المرحلة توجب على الجميع من الصادقين والمخلصين؛ أن يعملوا معا في فريق واحد من أجل الله سبحانه وتعالى أولاً، ثم من أجل هذا البلد الكريم؛وهذا الشعب الأبي الذكي العبقري الذي صبر طويلاً. وهو يعلق الآن آمال كبيرة على الله جل وعلا أولاً ثم على إخواننا من الإسلاميين الذين كتب الله عز وجل لهم الفوز والنجاح في البرلمان المقبل، الشعب كله متطلع إليهم ومراقب لهم. بل ولا أبالغ إن قلت: إنه ينتظر منهم الكثير والكثير. ولذا فأنا أخاطب الجميع الآن أولاً من الإسلاميين من حزبي الحرية والعدالة والنور، بل وأخاطب جميع الأحزاب، وجميع الأطياف، ليعملوا معا في فريق واحد؛ فلا يستطيع أبداً فريق وحده أن يؤدي الأمانة كاملة وأن يبني مصر بمفرده. فالمرحلة تقتضي أن يعمل الجميع بروح الفريق، وأن يتناسى الجميع مصالحه الشخصية، ومصالحهُ الخاصة، وأطروحات حزبه، ورؤية جماعته التي ينتسب إليه. ليعمل من أجل صالح هذا الوطن وصالح هذا البلد بروح جديدة مبنية على الإخلاص والصدق والتفاني. وأرى أن الخطوة العملية الأولى على طريق العمل الجماعي، أو على طريق العمل بروح الفريق الواحد. أرى أن الخطوة العملية الأولى هي أن يسمع بعضنا بعض، وأن يسمع كل واحد للآخر بلا كبر، ولا استعلاء ولا تطاول. اسمع مني.. وأنا أسمع منك.. أياً كان حزبك، وأياً كان قدر الكراسي التي حصلت عليها في البرلمان؛ لا تنفرد فإنك لا تستطيع أن تنفرد وحدك. ولا يمكن لأي فصيل أن يبني مصر وحده، وإنما يجب على الجميع أن يسمع للآخرين. اسمع للآخر.. أخاطب الإسلاميين أن يسمعوا لبعضهم البعض؛ فليختلفوا فيما بينهم، ولا حرج أبداً في الاختلاف؛ فليختلفوا فيما بينهم في الرؤى، والأطروحات، والنقاشات، والأخذ، والرد، لكن بعيداً عن ساحة مجلس الشعب. في الغرف المغلقة، في المكاتب الخاصة. فلنجلس معاً ليطرح كل واحد منا رؤيته لصالح هذا الوطن، ولخدمة هذا الشعب الصابر الأبي، فإن خرج الجميع على اختلاف أطيافهم، وأحزابهم، وجماعاتهم، وانتماءاتهم، خرجوا إلى ساحة البرلمان أو مجلس الشعب؛ فلا يجوز البتة أن ترى الأمة خلافاً أو تطاولاً أو صراعاً أو تطرفاً في التعامل والرؤى والطرح؛ لا يجوز أبداً لإخواننا أن يخرجوا الخلاف، وهو أمر فطري، أنا لا أقول أبداً بإلغائه فهذا مخالف لسنن الله الكونية. فالخلاف أمر قدري لن ينتهي إلى قيام الساعة. وقع الخلاف بين الصحابة وهم أشرف بعد الرسل والأنبياء، ووقع الخلاف بين الأنبياء. لا أقول بين الصحابة فقط، بل وقع الخلاف بين الأنبياء. وكلكم يعلم الخلاف الواقع والحاصل بين نبيين كريمين بين نبي الله داوود ونبي الله سليمان {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ(78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا(79)}الأنبياء. فالخلاف واقع بين أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقع بين أنبياء الله ورسله. بل واسمع مني.. وقع الخلاف بين الملائكة. نعم بين الملائكة، وقد أخبرنا عن هذا الخلاف نبينا الصادق الذي لا ينطق عن الهوى في القصة التي تعرفونها جميعاً؛ وهي قصة الرجل الذي قتل مائة نفس. قال نبينا: [فاختلفت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب]. فالخلاف أمر قدري.. لن يزول أبدا. والخلاف المذموم باتفاق علماءنا: هو الخلاف في أصل الملة، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك. الخلاف المذموم كما قال الشاطبي، وابن القيم، وابن تيمية، وابن حزم، وغيرهم من سادتنا وأئمتنا: (الخلاف المذموم باتفاق هو الخلاف في أصل الملة). أما الخلاف في مسائل الأحكام ومسائل الفروع يقول فيه شيخ الإسلام: (أكثر من أن ينضبط ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء من مسائل الأحكام تهاجرا لم يبقى بين المسلمين عصمة ولا إخوة). فأنا لا أقول بإلغاء الخلاف فهذا مخالف لكل السنن. لا حرج أن يختلف إخواننا أياً كانت أحزابهم، وانتماءاتهم.. لا حرج. لكن الحرج؛ أن يظهر الخلاف على العلن. لكن الحرج أن تفتن الأمة بهذا الخلاف الحاد. لا ينبغي أن نعلنه، ولا يجوز أن نظهره، فلنختلف فيما بيننا أثناء النقاش والطرح، بتجرد خالص، وصدق كامل، من أجل مصلحة هذا البلد، ومن أجل رفع الظلم والعناء عن هذا الشعب الصابر الأبي. ثم إذا برز الجميع لساحة البرلمان؛ لا يرى الشعب، ولا ترى الأمة، إلا الصورة المشرقة. يبدأ هذا بالسماع للآخرين.. لا ينبغي أبدا أن أختزل الجميع في فكري أنا، ولا في عقلي، ولا في طرحي. وإنما اطرح ما عندك؛ واسمع ما عندي. وأنا أطرح ما عندي؛ وأسمع ما عندك. هذا المنهج علمنا إياه الصادق الذي لا ينطق عن الهوى. لقد علمنا النبي منهج سماع الآخر.. وكلكم يعرف قصة عتبة بن ربيعة سيد من سادات مكة، ورجل من أشراف القوم، وعِلّيَة الناس. استأذن قومه من سادة الشرك يوما أن يذهب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليعرض عليه أمورالعله يقبل بعضها. والحديث رواه ابن إسحاق والبيهقي في الاعتقاد وكذلك في الدلائل وأبو نعيم في الدلائل وغيرهم بسند حسنه الألباني. فأذن له قومه وذهب عتبة بن ربيعة وهو رجل مشرك كافر أصلي. أرجوا أن ينتبه إخواني وشبابنا.. رجل كافر أصلي ليس مسلم، ليس أخ لي. بل هو كافر أصلي؛ مشرك من سادة المشركين في مكة. ويذهب عتبة بن ربيعة إلى من علم الدنيا الأدب، إلى من علم الدنيا الخُلق، إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: (يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة، والمكانة في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم. فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به من مضى من أبائهم، وإني جئت أعرض عليك أمورا لعلك تقبل بعضها). اسمع ماذا قال الصادق قال: [قل يا أبا الوليد اسمع].. إنه الأدب.. إنه الخلق.. [قل يا أبا الوليد اسمع.. لم يقل قل يا عتبة، لم يقل لا أسمعك أنت مشرك أصلي.. أبداً. وإنما نادى عليه بكنيته: [قل يا أبا الوليد اسمع]. اسمع الآخر.. ها هو رسول الله يسمع الآخر، وهو مشرك أصلي. بل وينادي عليه بكنيته، لم يسفهه، ولم يحتقره، ولم يغلق أذنيه عن كلامه والسماع له. وإنما قال:[قل يا أبا الوليد اسمع] فقال له عتبه أبو الوليد: (يا ابن أخي إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تصير أكثرنا مالا). انت جاي ترشيني يا عتبة؟ بتعرض علي مالا؟ أنت رجل لا تعرف الأصول!! هل قال النبي شيئا من هذه الكلمات التي ذكرتها؟.. أبداً. لو عُرض هذا الأمر الآن على أي رجل إلا من رحم ربي لجعل من نفسه بطلا قومياً، وربما نادى على كل وسائل الإعلام ووكالات الأنباء لتضخم الحدث. (إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تصير أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد بهذا الأمر شرفا سودناك علينا أي جعلناك سيداً علينا حتى لا نقطع أمراً دونك) سنرجع لك في كل شيء(وإن كنت تريد بهذا الأمر ملكا ملكناك علينا وإن كان الذي يأتيك رئياً من الجن طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى تبرأ). والله ما سفهه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما نهره ولا زجره ولا طرده ولا اتهمه؛ وإنما بكل أدب واحترام علمه إيانا والأمة كلها من رباه الله على عينه ليربي به الدنيا صلى الله عليه وسلم. قال لعتبة: [أقد فرغت يا أبا الوليد؟] هل أنهيت حديثك؟ لم يقاطعه؟ أبدا.. لم يعترض عليه؟ أبدا. تركه حتى قضى كلامه وانتهى [أقد فرغت يا أبا الوليد؟. قال: نعم. فقال الحبيب: فاسمع مني. قال أبو الوليد: اسمع والله ما زاد النبي على قراءة آيات من القرآن الكريم من صدر سورة فصلت جلس النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ بسم الله الرحمن الرحيم {حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ(5) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ..(6)}فصلت. واسترسل النبي في التلاوة حتى وصل آية السجدة في سورة فصلت: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْل ُوَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (38)}فصلت. وخر النبي ساجدا لله جل وعلا ثم رفع رأسه وعتبة بن ربيعة قد أخذ قلبه لهذه الآيات الجليلة التي تهز القلوب الجامدة فلما رفع النبي رأسه نظر إلى عتبة بن ربيعة وقال له:[ها أنت قد سمعت يا أبا الوليد فاصنع ما بدا لك] فقام عتبة بن ربيعة بوجه آخر وبعقل آخر إلى قومه. والله يا إخواني لما وصل عتبة إلى بيت الله الحرام وسادة مكة في انتظاره حول الكعبة لما نظروا إلى وجه عتبة قالوا: (نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به إلى محمد). الوجه تغير (نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ما وراءك يا أبا الوليد؟ ماذا صنعت مع محمد بن عبد الله؟ فقال أبو الوليد: يا قوم والله لقد سمعت من محمد أنفا كلاما ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة. يا قوم أطيعوني واجعلوها بي، والله ليكونن لقوله الذي سمعته منه نبأ عظيم، فاتركوا الرجل وما هو فيه، فإن تظهر عليه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم. فقالوا: سحرك والله محمد. فقال أبو الوليد: هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم). يتبع إن شاء الله،،،
-
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين. أما بعد فيا أيها الأحبة.. نريد أن نهدأ قليلاً وتعجبني هذه العبارة الجميلة الأخاذة لشيخنا الشعراوي حين قال: (الثائر الحق هو الذي يثور على الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد). نعم.. تعالوا بنا لنهدأ لنبني مصر بعيداً عن التشكيك.. بعيداً عن التخوين.. بعيداً عن الفوضى.. بعيدا عن البلطجة. تعالوا لنبني مصر جميعاً. تعالوا لنتجرد لله ثم لبلدنا. تعالوا لنتجرد لنصرة ديننا ثم لصالح وخدمة بلدنا. تعالوا ليضع كل مصري وأنا أقول كل مصري سواء كان مسلماً أو نصرانياً يده في يد غيره بتجرد وصدق وأمانة لنبني مصر من جديد. فمصر تحتاج إلى الصادقين المتجردين.. أنا أُحذر من فتنة ربما تُفتعل لإفساد المرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل الانتخابات. أقول الضمانة بعد الله لحماية الانتخابات في المرحلة المقبلة الشعب المصري. حافظوا على هذه المرحلة واعلموا أن هناك من يرقص الآن رقصة الموت لفوز الاسلاميين وخرج ليشكك في اختيار هذا الشعب. وقال الشعب أعطى صوته للإسلاميين بكيس سكر وقزازة زيت. عيب..وأنا قلت قبل ذلك عيب. عيب أن يُتهم هذا الشعب الذي اختار من ينصر الدين ومن ينصر الشريعة وهذه فطرة شعبنا وهذه هويته ولا يزايد أحد على هوية وفطرة شعب مصر. لكنني أذكر الإسلاميين على اختلاف أحزابهم من حزب النور أو حزب الحرية والعدالة وغيرهم أسأل الله لهم ابتداء التوفيق والسداد والهدى والرشاد. وأقول لهم: انتم في ابتلاء صعب وامتحان شديد لأن الأمة قد وثقت بعد الله عز وجل فيكم وأعطتكم ثقتهم وأعطتكم أصواتهم وهم ينتظرون منكم المزيد والمزيد والمزيد. فلطالما ذكرتم الأمة بكلام الله ولطالما ذكرتم الأمة بكلام رسول الله وها أنتم الآن في محك عملي خطير تريد الأمة منكم أن ترى الأفعال لا أن تسمع الأقوال. وأنا أسأل الله أن يُعينكم وأن يمدكم بمدد من عنده وأن يجعلكم مفاتيح خير وبركة على الأمة كلها عامة وعلى مصر خاصة إنه ولي ذلك والقادر عليه. يا شعب مصر في المرحلة الثالثة من لم يصوت فليصوت صوتك أمانة أقول لك بكل أمانة أعطي صوتك لمن تدين لله أنه الأكفأ وأنه الأصلح بغض النظر عن حزبه أو جماعته أو انتمائه فهذه أمانة ستسأل عنها بين يدِ الله قلت ذلك في الاستفتاء الأول للدستور بنعم أو لا. قلت هذا وقلت ذلك في المرحلة الأولى وقلته في المرحلة الثانية وأكرره في المرحلة الثالثة لأنها أمانة لا ينبغي أن تتجزأ أو أن تتبعض. اعط صوتك للأكفأ وللأصلح وللقوي وللأمين والقوى بحسبها في كل موضع من المواضع. المهم أن تخرج وأن تكون إيجابياً وأن لا تكون سلبياً. لا ينبغي أن تكون سلبياً قط وكما علمتم الدنيا في المرحلتين السابقتين كيف يرد شعب مصر حينما يحتاج الموقف إلى رد عملي علمتم الدنيا وزادت نسبة التصويت في المرحلة الثانية عن المرحلة الأولى أرجوا الله عز وجل أن تزيد النسبة في المرحلة الثالثة عن الأولى والثانية. أخاطب شعب مصر كله الآن ممن يسمعني الآن أو يتابعني بعد ذلك في سماع هذه الخطبة على شاشة قناة الرحمة المباركة أناشد الجميع من أباءي وأمهاتي الطاهرات الفضليات وإخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي أن يخرجوا برجولة وقوة وهمة أن يختاروا الأكفأ والأصلح بغض النظر عن قرابته لك أو حزبه أو جماعته أو انتماءه بل قدم من تدين لله عز وجل أنه الأصلح لأنها شهادة وستُسأل عن شهادتك هذه بين يدِ الحق تبارك وتعالى ولا تكتموا الشهادة في هذا الوقت العصيب لأننا في حاجة إلى أن نعبر عن إرادتنا وعن هويتنا وعن حبنا لديننا وبلدنا. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ مصر الفتن اللهم نجي مص من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم ولي أمور مصر خيارها ولا تولي أمور مصر شرارها اللهم احقن دماءنا ونعوذ بعظمتك يا ربنا أن نغتال من تحتنا اللهم إنِّا نعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام نائمين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم احقن دماء المسلمين في سوريا اللهم احقن دماء أهلنا في سوريا اللهم نجهم من الظلم والظالمين اللهم احفظهم بحفظك واكلأهم بعنايتك ورعايتك يا أرحم الراحمين اللهم فرج كرب المسلمين المستضعفين في العراق وفي فلسطين وفي تونس وفي المغرب وفي ليبيا وفي الصومال وفي اريتريا وفي كل مكان يا أرحم الراحمين اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته ولا مريضاً إلا شفيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميت لنا إلا رحمته ولا عاصياً بيننا إلا هديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته ولا حاجة هي لك رضى ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين اللهم اجعل جمعنا هذا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروماً اللهم أكفنا شر الحاقدين والحاسدين اللهم أكفنا شر الظالمين والمجرمين اللهم اكفنا شر ما أهمنا وشر ما لا نهتم له يا أرحم الراحمين هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه
-
عمر هذا القوي الذي أجمع المؤرخون أنه في أيام قليلة وفي أشهر قليلة. اسمع ماذا أقول.. [اختفى الفقر من دولة عمر أنت عارف دولة عمر كانت مساحتها ربع مساحة الكرة الأرضية مش مساحة مصر.. لأ كانت مساحتها ربع مساحة الكرة الأرضية اختفى الفقر. الفقر تماما من دولة عمر بماذا؟ بالعدل.. بالحق.. بالإيمان.. بالتقوى في داخل المعادلة كلمة غير معتبرة وغير مقدرة إنها كلمة البركة {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ(96)}الأعراف. نعم ننسى البركة بل ومنا من يهزئ بهذه الألفاظ ويسخر من هذه الكلمات ويتهمنا بالدروشة وعدم فهم الواقع وعدم فهم السنن. نعم نحن مع العلم نحن مع التخطيط نحن مع الرؤية العلمية والعملية الرائدة والصادقة نعم نحن مع اختيار العلماء المتخصصين الأمناء. فأنا قلت صريحا لو قُدم محمد حسان ليشغل منصب مثلا في الصحة في جانب الطب وقُدم طبيب متخصص من الأمانة أن تُقدم الطبيب على محمد حسان فأنا لا أحسن هذا الميدان ولا أعرفه فالأمانة أن نقدم الأكفاء المتخصصين العلماء نعم نحتاج إلى ذلك. لكن لا تنسوا أبدا الإيمان ولا تنسوا أبدا التقوى لأن ثمرات الإيمان والتقوى مع الأخذ بالأسباب هي بركات رب الأرض والسماء الذي لا يعلم حدودها ولا مداها إلا من ينزلها ويخرجها {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ (96)}الأعراف. أيها الأفاضل ها هو عمر بن عبد العزيز اختفى الفقر في عهده بعدله وعلمه وعمله بولاته الصادقين المتجردين الذين لا يعملون من أجل الأحزاب ولا من أجل الجماعات ولا من أجل المصالح الشخصية ولا من أجل الكراسي الزائلة ولا من أجل المناصب الفانية إنما عملوا من أجل الله جل وعلا ثم من أجل أمتهم ثم من أجل بلدهم. فأنا أخاطب كل من يتقدم الآن أن يبتغي بتقدمه وجه الله وأن يبتغي بتقدمه خدمة هذا البلد الكريم وخدمة هذا الشعب العبقري العظيم ثم هاهو عمر أيضا يأمر المنادي من كان عليه دين فسداد دينه من بيت مال المسلمين يا إلهي.. اللي عليه ديون وما أكثر من أثقل كاهله اليوم بالديون والله لا ينام الليل والله يستحي أن يخرج في الشارع حتى لا يقابل صاحب الدين والله ينام الليل يبكي فهو في هم بالليل وفي هم بالنهار من كان عليه دين فسداد دينه من بيت مال المسلمين. هل نحلم بهذا اليوم الذي يأتي قريباً إن شاء الله جل وعلا.. لينادي المذيعون الذين يثيرون الآن الهم نسمع فيه هؤلاء يقولون فليذهب إلى أقرب مكان بيت المال وزارة الشئون المالية من أموال الدولة هل نحلم باليوم الذي يأتي قريبا إن شاء الله جل وعلا لينادي المذيعون الذي يثيرون الآن الهم والغم والإرجاف هل نحلم بيوم نسمع فيه هؤلاء يقولون من كان عليه دين فليذهب إلى أقرب مكان حكومي سموه بيت المال أو بغيره إلى وزارة الشئون المالية أو الاجتماعية ليسد دينه من أموال الدولة من بيت مال المسلمين. هل نطمع؟ هل نحلم باليوم الذي ينادي فيه منادى به عمر في مصر وفي أمتنا من أراد من الشباب أن يتزوج ولا يجد الباءة فزواجه من بيت مال المسلمين. من كانت عليه أمانة ولا يستطيع أدائها فأداء أمانته من بيت مال المسلمين. بل من أراد حج بيت الله الحرام ولا يستطيع النفقة فنفقة حجه من بيت مال المسلمين. يا إلهي والله يا سادة ولقد أجمع المؤرخون أن الأغنياء في عهد عمر بن عبد العزيز كان أحدهم يخرج بزكاة ماله يبحث عن فقير ليعطيه الزكاة فلا يجد. صدقت النوايا ما خلاص بالتربية دي مش هتلاقي واحد مش مريض يدعي المرض عشان ياخد. لا خلاص.. أبدا. لن تجد من يتمارض أو من يكذب ليأخذ. خلاص أغناه ربه بالحلال الطيب وأعطاه ربه جل وعلا ما يكفيه. أجمع المؤرخون على هذا ومع ذلك يمشى عمر بن عبد العزيز ليسأل الناس عن الرعية في أطراف البلاد فيقابله رجل أعرابي لا يعرف عمر بن عبد العزيز فيقول له عمر: (كيف تركت البلاد من خلفك؟ فيقول الأعرابي وهو لا يعرفه: تركت البلاد والظالم فيها مقهور والمظلوم فيها منصور والغنى فيها موفور والفقير فيها مجبور). الله .. كلمات أعرابي لا يحسن البلاغة. تركت البلاد والظالم فيها مقهور والمظلوم فيها منصور والغنى فيها موفور والفقير فيها مجبور فيبكي عمر ويقول: (والله الذي لا إله غيره ما سمعته من هذا الأعرابي أحب إلي مما طلعت علي الشمس). ومع ذلك انظر إلى عمر إليه تراه في الليل يبكي قابضا على لحيته يتململ كتململ العصفور بماء المطر فتدخل عليه زوجته الجميلة التقية النقية الوفية بنت الخليفة والخليفة جدها أخت الخلائف والخليفة زوجها فاطمة بنت عبد الملك رحمها الله وهي تبكي لبكائه (لم البكاء يا أمير المؤمنين؟). فيلتفت إليها عمر ويقول: (يا فاطمة لقد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت ففكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع واليتيم المكسور والأرملة الوحيدة وذي العيال الكثير والرزق القليل والأسير وابن السبيل وفي من هم على شاكلتهم في أطراف البلاد وعلمت أني سأسأل عنهم جميعاً بين يدِ الله جل وعلا وأن خصمي دونهم يومئذ هو رسول الله فخشيت يا فاطمة أن لا تثبت لي حجة بين يدي الله جل وعلا {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(13)}الزمر. لله درك يا عمر بعد كل هذا يقول قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(13)}الزمر. الولاية أمانة كرسي البرلمان أمانة والمنصب امانة ورئاستك لأصغر شركة خاصة أو عامة أمانة يذهب أبو ذر إلى سيدنا رسول الله يقول: [يا رسول الله آلا تستعملني؟ فيضرب النبي على منكبيه ويقول: يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها سامحوني على الإطالة والله ما تعمدتها أسأل الله أن لا يحرمني وإياكم أجر الوقت الذي قضيناه وأجر الإنصات الذي انصتموه وأسأل الله أن يجمعني بكم مع نبينا المصطفى في الفردوس الأعلى لنسعد برؤية الصحابة وصحبتهم وصحبة عمر بن عبد العزيز. هذه هديتي أقدمها لمن يحكمون مصر الآن ولمن سيحكم مصر في المرحلة القادمة. نريد حاكماً يترسّم الخطى ويسير على ذات الدرب ويسلك نفس المنهج. نعم هذا هو الحاكم الذي أختاره. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم