لقد راى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من ايات ربه الكبرى ما لا يسع المجال لذكره وشرحه والعبر والعظات من تلك المشاهدات لا يمكن ان تقصيها ونعطيها حقها في هذا الوقت اليسير ولكننا نذكركم بوصية خليل الله إبراهيم للمعصوم- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- في هذه الرحلة المباركة فعندما صعد النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- إلى السماء السابعة وجد خليل الله إبراهيم ساندًا ظهره إلى البيت المعمور فقال: له يا محمد أقرأ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنةَ طيبة التربة وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله".. فما اعظمها من وصية وما اشد تجاهل الناس اليوم لهذه الوصية فكم منا اصبح او امسى من الذاكرين هل تعلمنا او هل فهمنا او هل غرسنا الجنة ومهدنا لدخول الجنة بمثل هذه الاذكار بل ان الناس اليوم اصبحوا مشغولين ساهين لا هين عن ذكر الله بل لا يكادون يدخلون المساجد الا قليلا ولا يذكرون الله الا قليلا ... كما اذكركم بعبرة اخرى من عبر هذه المعجزة العظيمة وهي الليل ما الحكمة من الليل وان تكون هذه المعجزة ليلا ذلك ليلفت لنا الحق تبارك وتعالى الى اهمية الليل وقيمة الليل فتستفيد من بركات الليل حيث القيام والتذلل بين يدي الله حيث القرب من الاله حيث يخلو الحبيب بحبيبه حيث المناجاة والدعاء حيث العزة والكرامة حيث التهجد والصلاة ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره السهر بعد صلاة العشاء الا لضرورة وكان اصحابه رضي الله عنهم وسلف الامة الصالحين على نهجه يسيرون فكانوا قليلا من الليل ما يهجعون .. ولكن انظروا عباد الله كيف بدلنا نعمة الله وحرفنا منهج الله فاستبدلنا الليل بالنهار والنهار بالليل فاصبح الليل مرتعا للاشرار ومهجا للفجار ومسرحا للفساد واستبدلنا نعمة الامن والطمانينة والسعادة والنوم في الليل والدعاء في الليل والمناجاة في الليل والقيام في الليل والتقرب الى المولى في الليل حيث لا يرى احد احدا استبدلنا ذلك بما تعلمون وما تشاهدون ... فهذه دعوة لمراجعة النفس ومحاسبة النفس والرجوع الى الفطرة والاستفادة من الليل وعدم ضياع العمر هباء منثورا بين لهو ولعب وغي وفساد .