كيف نجمع بين هذين النصين الآية والحديث؟

[lovelife]

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف نجمع بين هذين النصين الآية والحديث؟

المجيب

أ.د. زيد عمر عبدالله

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود التصنيف

الفهرسة/القرآن الكريم وعلومه/تفسير آيات أشكلت التاريخ 01/04/1428هـ

السؤال قال الله تعالى في شأن فرعون: "حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل"، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة"

 

. كيف نجمع بين هذين النصين؟

 

 

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

لا تعارض بين عدم انتفاع فرعون بنطقه بكلمة التوحيد حين أدركه الغرق، وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة".

 

فإن قول فرعون جاء في وقت لا ينفع فيه العمل، فقد نطق بهذه الكلمة ساعة المعاينة حيث أدركه الغرق، وقد أوضح هذا المعنى قولُ الله تعالى: "وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ" [النساء:18].

ويحسن أن نلاحظ أن كلمة الآن وردت في الآيتين، ففي آية فرعون كان الظرف محط الإنكار، وهذا ظاهر من قول الله له بعد أن قال ما قال (ءآلآن...) وقد رأيت الموت، فالآية والحديث يكمل بعضهما بعضاً، ولا يعارض بعضهما بعضاً. فالمعنى الإجمالي في ضوء دلالة الآية والحديث هو: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله في وقت ينفع فيه هذا القول صاحبه دخل الجنة، فالآية توضح الحديث وتقيده.

 

 

 

 

 

تم تعديل April 11, 2010 بواسطه دفءُ الأٌنْــــــــسِ