ali desoky 391 قام بنشر February 2, 2010 عائلة القطط قصه تاليف جار النبي الحلو انتبه جيدا لحكاية جد جدي هكذا يقول الأب لابنه الكبير قبل أن يطفيء النور, ويتمدد علي الكنبة مبحلقا بعينين لامعتين في ظلمة السقف, يعقد ذراعيه فوق صدره, فيما الابن الكبير يجلس علي الكرسي الخشبي وقد ضم كعبيه لبعضهما, والجلباب الأبيض الناصع لا يغطي ساقيه, تتدلي يداه علي جانبيه, ولمسة برد تلسعه, يستمع لأبيه. انتبه جيدا لحكاية جد جدي التي بدأت بأن أولاده الثمانية والمتدرجين في العمر إلي ثماني عشرة سنة منهم خمسة صبيان وثلاث بنات, كلهم كما تبدأ الحكاية, يخافون القطط, وبشكل لافت, وصاروا أضحوكة في الحي, لو صادف أحدهم قطا, وهو يمشي في الحارة يصرخ ويفزع ويجري يحتمي بأبيه وأمه, وربما اختفي في الدار لا يخرج منها أياما. في المقهي حاصر الشيوخ والرجال جد الجد وسألوه حلا, فقد حاولوا منع القطط من دخول الحي بلا جدوي, القطط تقفز من أعلي البيوت, وهو العارف بأن للقطط سبع أرواح, لكن الرعب الذي يقتل أولاده جعله يفكر في الرحيل عن الحي, وما كل أحياء المدينة إلا دور ودكاكين وقطط لا يمكن محاربتها, حتي همس له الشيخ بالحل الأمثل. في صباح العيد الصغير دخل جد جدنا علي أولاده حاملا بين يديه قطة صغيرة جدا, لونها أسود وفي غزة رأسها شعيرات بيضاء, تماسك الأولاد في البداية, التصقوا بالجدار خوفا, ثم تشجع واحد وراء الآخر واقتربوا من الكائن المرعب المدفوس في حضن جد جدنا, تأملوه بدهشة, قطة صغيرة تموء بضعف, أخذ جد جدنا يلاعبها, ويرميها لأعلي ويلتقطها, يربت عليها, يمسح شعرها, يجلس علي الكليم ويضعها في حجرة فتروح في سابع نومه كطفل رضيع, يبحلقون مبهورين وفي لحظة تاريخية تقدم ابنه الكبير بحذر, ومد يده المرتعشة ولمس شعر القطة التي لم تتحرك, مس شعرها, ثم في جرأة طبطب علي رأسها, فتطلعت إليه بعينيها وماءت بنعومة ورجاء فانفجر الجميع بضحك هستيري. تعودوا عليها ابن وراء ابن, والجدة الكبيرة كانت تجهز لها رضعة اللبن, وتطمئن عليها في الليل عندما تنام وسط الأولاد, حتي كبرت القطة وخاف جد جدنا أن تهرب بعد أن حطت السكينة في صدورهم, وبعد أن أشاد الجميع بأولاده الذين أصبحوا يمشون في الحارة بلا خوف من القطط, صار يراجع قفل الأبواب وإحكام الشبابيك كل ليلة خوفا من وقوع المحظور وهروب القطة, ثم توصل لفكرة عبقرية: أن يأتي بقط ويزوجه لقطته, وافق الجميع علي الفكرة وتزوج القط من القطة, وأنجبا العديد من القطط ملأت البيت بهجة ومواء, واحتلت تحت السرير وفوق الدولاب, والطرقات, والبلكونة, والسندرة. انسحب خوفهم من القطط, وصار لكل منهم عدد من القطط تنام في حضنه, وتنتظره وتأكل معه, الأم لا تبدأ نهارها إلا بعد أن تلمع الصورة الكبيرة المتصدرة الصالة, وفيها جد جدنا والجدة الكبيرة وأربع قطط تلتمع عيونها, وتلمع صورة الابن الكبير صاحب الجرأة التاريخية, صورته وهو يحمل بين ذراعيه القط الأكبر الذي يبص في ثقة للكاميرا. هذه هي حكاية جد جدنا مع القطط, هل يمكن أن تنام الآن ؟ ينهض الابن من كرسيه الخشبي, ينحني, يقبل رأس أبيه ذي الشعر الأسود الذي زحفت علي سوالفه شعيرات بيضاء, ويهمس: تصبح علي خير يا أبي, ويمشي بحذر في الصالة خوفا من أن يدوس أي قط من القطط التي تملأ البيت, وهي من سلالة قطة جد الجد, يدخل حجرة نومه مع أخويه وأخته, ينامون في الظلمة, من أزة الباب ينهض أخوه وأخته يزومون وينظرون له بغيظ ودهشة, وهو يرتجف من اتساع حد قاتهم والتماعها في الليل. قصص _ قصص ادبيه _ اعمال ادبيه _ ادباء _ ادب _ قصص قصيره _ قصه عائلة القطط _ عائلة القطط _ قصه لجار النبي الحلو جار النبى الحلو _ الكاتب جار النبي الحلو شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر