محكمة النقض" تلغي حكم الإعدام وتعيد محاكمه هشام طلعت مصطفي والسكري من جديد

[حماد الرمحي 0]

 

محكمة النقض" تلغي حكم الإعدام وتعيد محاكمه هشام طلعت مصطفي والسكري من جديد .. وهشام يرتدي البدلة البيضاء .. والفرحة تعم سجن مزرعة طره.

 

 

كتب حماد الرمحي

 

 

وسط حراسة أمنية مشددة وافقت محكمة النقض برئاسة المستشار عادل عبد الحميد رئيس محكمة النقض ورئيس المجلس الأعلى للقضاء قبولَ الطعن المقدم من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي وضابط أمن الدولة السابق محسن السكري في حكم الإعدام السابق الصادر بحقّ هشام والسكري من قبل محكمة الجنايات بتهمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم

 

وأمرت محكمة النقض بإعادة محاكمة المتهمين أمام دائرة أخري وهو الأمر الذي قد يستغرق نحو عامين كاملين

 

بدأت وقائع الاستعداد للمحاكمة منذ الساعة الرابعة فجرا بحشد أكثر من 25 سيارة أمن مركزي أحاطت دار القضاء العالي بوسط القاهرة من جميع الاتجاهات كما تم انتداب خبراء المفرقعات وعدد كبير من عناصر الحماية المدنية مجهزين بأجهزة إطفاء لتفادى حدوث أية كوارث أثناء النطق بالحكم

 

 

وقد غاب عن جلسة المحاكمة المتهمان هشام طلعت مصطفي وضابط أمن الدولة السابق محسن السكري لعدم وجوب حضورهما قانونا كما غاب عن حضور الجلسة جميع أقارب هشام طلعت مصطفي بناء علي نصيحة هشام نفسه بعد أن أقنعه أبو شقة بذلك ولم يحضر سوي عم هشام طلعت مصطفي

 

كما حضر فريد الديب رئيس هيئة الدفاع عن هشام طلعت مصطفي وبرفقته المستشار مرتضي منصور الذي أحضره الديب خصيصا لحضور الجلسة بدعوى أنه يتفاءل بحضور مرتضي منصور ولأن منصور أبرز أصدقاء هشام طلعت مصطفي المقربين

 

بينما برر آخرون إحضار الديب لمرتضي ليكون سندا له في شلح أبو شقة من فريق الدفاع واستبدال بمنصور وعقب نطق المحكمة بالقرار اتصل منصور بهشام طلعت مصطفي في سجن مزرعة طره وهنأه بالبراءة

 

وعلي حد وصفهم تحول سجن مزرعة طره إلي فرحة عارمة عمت جميع أرجاء المزرعة وتم توزيع الهدايا علي المساجين

 

 

المستشار بهاء أبو شقة المحامي الذي انضم إلي فريق الدفاع عن هشام مؤخرا بعد إخفاق فريد الديب في إثبات براءة هشام طلعت مصطفي وعلي وصف المراقبين – كانت تصريحات الديب العنترية التي أكد فيها أن براءة هشام في جيبه – هي سبب الإعدام الذي صدر ضد هشام طلعت مصطفي لم يحضر جلسة النطق بالحكم وبرر غيابه عن المحكمة بأن الجلسة كانت مخصصة للنطق بالحكم فقط ولا داعي لحضور المحامين لأنه لا توجد هناك أي مرافعات أو دفوع جديدة

 

وأعلن أبو شقة عقب صدور قرار محكمة النقض عن انسحابه من فريق الدفاع عن هشام طلعت مصطفي احتجاجا علي تصرفات الديب الاستفزازية " علي حد وصفه " وأكد أبو شقة رفضه القاطع للانضمام لفريق الدفاع عن هشام إلا في حالة انسحاب الديب من فريق الدفاع

 

 

وعلي الجانب الآخر اتهم فريق الديب بهاء أبو شقة بسرقة مذكرة النقض التي قدمها الديب للمحكمة وأنه لم يأت بجديد في مذكرة النقض التي قدمها للمحكمة وأنه قدما دفوعا عامة وقديمة يستعملها معظم المحامين من قديم الزمن

 

جدير بالذكر أن نيابة محكمة النقض كانت قد أعلنت في الجلسات السابقة عن قبولها الطعن المقدَّم من هشام طلعت مصطفي ومحسن السكري في تهمة مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم ضد الحكم الجنائي الصادر من محكمة جنايات القاهرة، لسببن جوهريين‏ هما القصور في الاستدلال والبيان المؤدي إلى الدليل المستمدّ من شهادة والد المجني عليها عبد الستار تميم‏، والقصور والفساد في الاستدلال الوارد بالتقرير الذي أعدّه أحد شهود الإثبات وهو ضباط شرطه وهي الأسباب التي استندت اليها محكمة جنايات القاهرة التي أصدرت حكما بإعدام المتهمين هشام طلعت مصطفي‏،‏ ومحسن السكري في ‏25‏ يونيو 2009‏ ، وذلك بعد إحالة أوراقهما لمفتي الجمهورية الذي أيد حكم الإعدام بناء علي ما ورد بحيثيات وطلب المحكمة التي أكدت انه ثبت لدي المحكمة من خلال الأدلة والبراهين التي تم استخلاصها من أوراق الدعوى والتي بلغت نحو 16 دليلا أن المتهمان قد تآمرا على قتل المجني عليها سوزان تميم ودبرا ونفذا جريمتهما بكل الطرق غير المشروعة

 

وأكد جنايات القاهرة في حيثيات الإعدام أن المحكمة لم تجد سبيلا للرأفة أو الرحمة مع المتهمين وأن الحكم بالإعدام صدر بإجماع الآراء بعد أن اطمأنت المحكمة واستقر في يقينها أن المتهمين ارتكبا ما أسند اليهما من اتهامات.

 

 

وبعد أن أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها السابق بالإعدام شنقا ضد هشام طلعت مصطفي والسكري قامت هيئة الدفاع عن المتهمين بتقدم مذكرة بالطعن علي الحكم أمام محكمة النقض في 22 سبتمبر 2009 تضمن 35 دفعا يمثل كل منها سببا لنقض حكم الإعدام على المتهمين وإعادة محاكمتهما أمام دائرة جنايات أخرىحسب تأكيد فريد الديب وبهاء أبو شقة وعاطف المناوي محامي محسن السكري

 

 

أما علي صعيد التحقيقات القادمة فإنه من المؤكد خروج بهاء أبو شقة من فريق الدفاع وانضمام المستشار مرتضي منصور الي فريق هشام طلعت مصطفي إلا أن منصور يسعى علي غير المتوقع الي الإطاحة بفريد الديب وتعيين أبو شقة رئيسا لهيئة الدفاع ومعه منصور بسبب خلافات قديمة وجوهرية بين منصور والديب في قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام الذي كان يدافع عنه الديب ضد مرتضي منصور والتي نشب علي إثرها حرب كلامية واعلامية بين منصور والديب استمرت لمدة طويلة

 

ويركز فريق الدفاع علي عدد من الدفوع القانونية التي قد تنقذ هشام طلعت مصطفي من حبل المشنقة أبرزها بطلان التسجيلات الصوتية والمكالمات التليفونية الخمس التى تمت بموبايل السكرى لمخالفتها الدستور وقانون الإجراءات الجنائية، لأنها بدون إذن النيابة العامة أو قاضي التحقيقات الجزئي وأيضا بطلان جميع التسجيلات في مضمونها لأنها لا تقدم دليلا قاطعا على ارتكاب الجريمة.

 

وأيضا بطلان شرائط الفيديو والتسجيلات التي قامت بها شرطة دبي وإدارة فندق الرمال بدبي لأنها بدون إذن النيابة العامة أو قاضي التحقيقات كما أنها غير واضحة ولا تؤكد ارتكاب السكري للجريمة

 

كما يركز فريق الدفاع علي عدم وجود أدلة مادية دامغة تؤكد ارتكاب هشام والسكري للجريمة كما سيركز فريق الدفاع علي وضع أدلة جديدة أمام المحكمة تؤكد التاريخ السيئ والعلاقات المتعددة للمجني عليها

 

ومن الثغرات القانونية التي سيركز عليها فريق الدفاع مكان وقوع الجريمة والدولة التي وقعت فيها وغياب نحو 17 ورقة من محضر التحقيقات بالنيابة العامة بدبي وقرار الإحالة الصادر عن النائب العام،كما سيركز فريق الدفاع علي غياب الدافع الجنائي وراء ارتكاب الجريمة و غياب أداة الجريمة، وهى السكين المشار إليها في الوقائع، ضمن أحراز القضية وعدم اعتراف هشام طلعت بالقضية، وإصراره على كونها ملفقة بالكامل.

 

أما بالنسبة لمبلغ المليوني دولار الذي ادعى السكري أنه استلمها من هشام نظير قيامه بالجريمة، فلا يوجد أي سند أو دليل مادي يؤكد الصلة بين هشام طلعت وهذا المبلغ

 

كما سيركز الدفاع علي عدم اختصاص القضاء المصري في نظر القضية، لأنها وقعت على أرض غير مصرية.

 

وغيرها من الأدلة التي يؤكد فريق الدفاع أنها كافية لبراءة هشام طلعت مصطفي مهما كانت صلابة الأدلة الجنائية المقدمة من قبل النيابة العامة، لأن الإدانة في الجنايات ليست أمرا سهلا وأي شك فيها يفسر لصالح المتهم وهناك العديد من الثغرات القانونية الكفيلة بتحويل مسار القضية من ثبوت جريمة القتل إلى نفى التهمة نهائيا عن هشام طلعت مصطفي.