Mr Hamdy Ahmad 36 قام بنشر August 30, 2010 (تعديل) ( لا تشوه ابتسامتك ) المصارحة الأولى - الجزء الثاني سلسلة مصارحات رمضانية أخي الصائم .. إننا مهما قلنا في الصيام من أثر صحي وأثر اجتماعي بالغ النفع فإن ذلك لا يعني أبداً أن ننسى أنه عبادة محضة لله تعالى , جاء لتربية النفوس على التقوى ومراقبة الخالق سبحانه في جميع السلوكيات , لأن حقيقة الصيام خفية لا يعلمها إلا الله وحده . عزيزي القارئ . إن مما قد يفهمه بعض الصائمين خطأ , حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " الذي رواه الشيخان . ظانين أن وجود هذه الرائحة في فم الصائم مما يطلب ويحافظ على وجوده , وهو غير مراد في الحقيقة , ولكنها بشارة من الرسول صلى الله عليه وسلم للصائمين بأن ما يحصل لهم من جراء الصوم من آثار تبدو كريهة للناس هي عند الله عظيمة الشأن , لأنها وقعت في مرضاته وبسبب طاعته , وهذا مثل دم الشهيد , الذي يأتي به يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك مع أن مرأى الدم كريه للنفس الإنسانية . والذي ينبغي التنبه له أن رائحة الخلوف في فم الصائم هي ليست من فمه وإنما هي من جوفه , ولذلك فإن تنظيف الأسنان لا يؤثر في وجودها أصلاً وإنما قد يثير السواك الطيب رائحة حسنة تغالب شيئاً من تلك الرائحة . وإن عزوف بعض الصائمين عن السواك من أجل إبقاء رائحة الخلوف أمر مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم , الذي رآه الصحابة رضي الله عنهم يستاك ما لا يحصى وهو صائم , دون تحديد بقبل الزوال أو بعده , فالسواك سنة محببة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بقي متمسكاً بها حتى آخر رمق من حياته , وهو مطهرة للفم مرضاة للرب , ولا يؤثر في الصيام حتى وإن كان له طعم طبيعي في الفم وأثر يسير في الريق والأولى أن يتخلص من أثر تنظيفه , حتى لا يبتلع وسخه . بل لا بأس باستخدام فرشاة الأسنان والمعجون إذا ضمن عدم ابتلاعه , ولا يؤثر الدم اليسير الذي قد يخرج من اللثة , وإن كان الأولى أن يجعل استخدامه لهما بعد الإفطار وبعد السحور قبل أذان الفجر احتياطاً . أخي الصائم .. لست فقيهاً يريد بيان الأحكام لك , ولكني مثلك أحب النظافة وإن ابتسامتنا للآخرين مهما كانت صادقة شفافة المشاعر تظل مشوهة إذا كانت أسناننا غير نظيفة . وبدل أن تكون الابتسامة في وجوه إخواننا صدقات نرجو ثوابها فإنها ربما تكون مثار اشمئزاز وسخرية . ومثل ذلك يقال في الغسل فإن السلف رحمهم الله كانوا يغتسلون كل ليلة استعداداً منهم للاجتماع في المساجد للصلاة في رمضان خصوصاً , حباً منهم أن يقفوا أمام مولاهم وهم في خير حال , قد طهرت قلوبهم وأجسادهم وملابسهم . فالمسلم صاحب ذوق رفيع , تعلم من دينه أن يكون طاهراً نظيفاً , للغسل والوضوء والطهارة عموماً في دينه آيات وسنن وأبواب وفصول . وكما أننا نتضايق حين يقف إلى جوارنا أحد المصلين في المسجد ما يقرب من ساعة أو أكثر ورائحته تفوح بدخان السجائر أو بدخان التدفئة , أو برائحة العرق أو الطبخ , فإننا يجب علينا أن نراعي ذلك مع غيرنا , بل مع ملائكة الرحمن الذين يتأذون مما يتأذى منه ابن آدم , وقد منع الرسول صلى الله عليه وسلم من أكل بصلاً أو ثوماً وظهرت فيهما رائحتهما من حضور صلاة الجماعة حرصاً على أذواق الآخرين ونفسياتهم , وصدق الله العظيم القائل وإنك لعلى خلق عظيم ) القلم : 4 . وإلى المصارحة التالية أستودعكم الله تعالى لمتابعة باقي أجزاء السلسلة من هنــــــــــــــــــــا تم تعديل August 30, 2010 بواسطه Mr Hamdy Ahmad شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر