حذائي والثورة !!

[ali desoky 391]

حذائي والثورة !!

 

 

 

بالأمس .. قررت الذهاب إلي ميدان التحرير بصحبة أحد أصدقائي وهو من شباب الإخوان المسلمين .. عندما نزلت من المترو متجهاً إلي مسجد عمر مكرم لصلاة العشاء وجدت من يطلب مني بطاقتي الشخصية للتحقق من هويتي وقام بتفتيشي ثم توجهت مباشرة إلي المسجد وقمت بأداء صلاة العشاء وبعد أن إنتهيت من الصلاة قمت لكي أبحث عن حذائي فلم أجده وسبحان الله كنت متوقعاُ ذلك .. ضحكت من هذه الفعلة السخيفة .. ليس المهم هو سرقة حذائي ولكن المهم هو ما وجدته في ميدان التحرير بعد أن اشتريت حذاءاُ جديدا وتوجهت لكي أشاهد ما يقال علي المنصات الموجودة في الميدان فوجدت وجوهاُ غريبة وسمعت كلاماً أغرب .. فأنا ككثير من الناس كنت أتابع أحداث الثورة من خلال القنوات الفضائية ومن خلال المواقع الإخبارية علي الإنترنت .. ولكن الذي سمعته وقرأته وشاهدته كان مختلفاً عما وجدته وشاهدته بعيني وسمعته بأذني .. فنجدهم علي القنوات الفضائية ينادون بتسريع الحكم في قضايا الفساد وقتلة الشهداء ومحاكمة الفاسدين ويطالبون بحكومة إنقاذ وطني أو ما يسمونه حكومة ثورة ويتكلمون عن الحد الأدني للأجور ويتكلمون عن العدالة الإجتماعية ويصرخون من أجل توفير الوظائف للعاطلين عن العمل ومن أجل توفير لقمة العيش وما شابه ذلك من القضايا الذي ينادي بها كل طوائف الشعب في كل أنحاء المحروسة وليس في ميدان التحرير فقط . أما ما وجدته في ميدان التحرير فهو بخلاف ذلك تماماً .. فالميدان مليء بالمنصات التي يتكرر عليها نفس الهتاف وهو إسقاط المجلس العسكري والمشير بالذات وينادون بإسقاط الدكتور عصام الشرف الذين يصفونه بأنه من فلول الحزب الوطني وأنه من النظام البائد وأنه كان فاسداُ وقت أن كان وزيرا في حكومة نظيف ويتهمونه بأنه كان يقوم بشراء أتوبيسات النقل العام بخمسين ألف دولار للأتوبيس الواحد ويقوم هو ببيعها لمصر بثلاثة ملايين جنيهات وطبعا ليس معه مستندا يثبت صحة هذا الكلام فكل هذا الكلام لمجرد الإستهلاك والعجب كل العجب عندما تسمع شابا تافها وسفيهاً يقول أن عصام شرف يجهز للذهاب إلي إسرائيل فتقوم الناس وتهاجم كلام هذا الشاب الذي يقول هذا الكلام فقط لإستعداء الناس علي رئيس الوزراء الذي جاء من ميدان التحرير والذي كان أحد ثوار يناير ولكن الأن أصبح عصام شرف من أعداء الثورة. وتجد من يزعم أن مبارك مات منذ عام 2004 وأن البديل أو الشبيه هو من كان يحكم مصر في الفترة السابقة وتجد من يقول أن الدكتور صفوت حجازي يريد فض الإعتصام وتجد من يقول عبارة إرحل إرحل يا مشير ويطلب من الناس أن تردد خلفه الهتاف فلا يجد من يتفاعل معه ولا يسمع لكلامه وتجد من يقول أن المجلس العسكري مثل مبارك وتجد من يصف اللواء محسن الفنجري الذي أدي التحية العسكرية لأرواح شهداء الثورة يصفونه بفنجري بق . وتجد بعض الشباب يدعون أنهم مضربون عن الطعام وتجد أمامهم زجاجات المياه المعدنية ولا أعرف كيف يضرب عن الطعام وهو في الوقت نفسه يشرب الماء .. و تأكدت تماماً من أن معظم من يذهب إلي ميدان التحرير لا يذهب إلي الإعتصام أو التظاهر فالغالبية العظمي ممن ترونهم وتجدونهم في الميدان يذهبون لإستكشاف الأمور ومنهم من يذهب لمجرد النزهة والفسحة والترويح عن النفس فتجد الأجانب يلتقطون لأنفسهم بعض الصورالتذكارية وتجد العائلات والأطفال يشربون الشاي ويأكلون الترمس والذرة المشوي ناهيك عن الباعة الجائلين الذين ربما يكون عددهم مقارب لعدد الذين يصفون أنفسهم بالثوار غير أن معظم من في الميدان لا يتفاعلون ولا يتأثرون بما يقال علي المنصات بل أنهم مندهشون مما يقال وينادي به.... أعلم أني قد أطلت في وصف ما شاهدته ولكن أردت أن أؤكد أن شيئا ما وجدته خطئاً في الميدان فأنا أحسست بأن الثورة تسرق من الذين يدعون أنفسهم ثواراً وأنا المطالب التي تقال في القنوات الفضائية غير التي تقال في الميدان فالمطلب الرئيسي في ميدان التحرير الأن هو الشعب يريد إسقاط المشير وطبعا هم يقصدون المجلس العسكري ككل وليس المشير كشخص فما المغزي من هذا الهتاف وإذا كانوا يريدون إسقاط المشير فمن يريدونه يدير شئون البلاد !! ... لذلك أحببت أن أربط بين سرقة حذائي وبين سرقة الثورة .. وربنا يستر

 

 

 

 

منقول

تم تعديل July 19, 2011 بواسطه ali desoky

[نـــــــــــور 199]

فعلا ربنا يستر

جزاك الله اعالى اعالى الجنان اخى على

جعلة الله بميزان حسناتك