نـــــــــــور 199 قام بنشر September 12, 2011 (تعديل) السلام عليكم فتاة تقول في صمت: أين أنت يا أمي؟ إنني أفتقدك كثيرًا، على الرغم مِن وجودك معي في المنزل، لكنني لا أشعر بك، فأنت معنا فقط بجسدك، وليس بروحك، فأنت معنا بصورتك وليس بعقلك. تقول الفتاة: أعود من جامعتي فلا أجدك في البيت؛ لأنك في الخارج تعملين، ولكنك عندما تحضرين، وإلى البيت ترجعين، أجدك ثيابك سريعًا تبدّلين، وإلى المطبخ تهرعين، على الحوض أراك تغسلين، بيدك المتعبة المرهقة وتنظفين، الملاعق والأطباق والمواعين، وأنت من شدة التعب تكادين تسقطين. أريد أن أتكلم معك وأتحدَّث، وأسمع منك وآنس، وأشكو إليك ولا أبأس، فأنت دائمًا مشغولة، عنِّي وعن إخوتي غير مسؤولة، لا يهمك سوى إعداد الطعام، في موْعِده لنا وعدم التأخير، لكنني أريد منك الكثير، أريد بك أنْ أستشير، وأسألك في الأمر العسِير، وأحَدِّثك عما حدث لي مع زميلاتي، وما قالتْه في الجامعة مدرساتي، وأبحث معك عن حلٍّ لِمُشكلاتي. أنظر إليك في آخر اليوم أجدك تجلسين، على الأريكة متعبة ولك أنين، وبعد فترة قليلة أجدك تغطين، وفي النوم العميق تنعمين. هل ألجأ إلى زملائي وزميلاتي، وأقص عليهم مشكلاتي؟ فهم يشتكون، من نفس الواقع ويألمون، فأمهاتهم عاملات، وفي خارج البيت مشغولات، ومَن لنا نحن يُجيبنا عن التساؤلات؟! ولم نلجأ كل من البنين والبنات، ففكرْتُ كثيرًا هل أبحث عن أم بديلة؟ وهل تكون هي الوسيلة؟ وهل تنفع تلك الحيلة؟ أمسكتُ عروستي الجميلة، وأخبرتها أنني عندما أتخرج، لن أعمل ولن أذهب إلى العمل وأخرج، وأخذتُ أمارس معها دور الأم التي تغيب، عن دورها مع أولادها والله هذا من العيب. وهنا نذكر أنَّ المرأة إنسان كالرجل، هي منه وهو منها؛ كما قال القرآن: ﴿ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾ [آل عمران: 195]، والإنسان كائن حي من طبيعته أن يفكرَ ويعمل، وإلا لم يكن إنسانًا. والله تعالى إنما خلق الناس ليعملوا؛ بل ما خلَقهم إلا ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، فالمرأة مكَلَّفة كالرجل بالعمل، وبالعمل الأحسن على وجه الخصوص، وهي مُثابة عليه كالرجل من الله - عز وجل - كما قال تعالى: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ﴾ [آل عمران: 195]، وهي مُثابة على عملها الحسن في الآخرة، ومكافأة عليه في الدنيا أيضًا: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]. تم تعديل September 12, 2011 بواسطه نـــــــــــور شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر