حـــــــــــــــــــديـــث الــمــــــــــــرايـــــــــــــا

[نـــــــــــور 199]

حديث المرايا

 

 

وقفت أمام مرأتها تنظر إلى إنعكاس صورتها بداخلها ،

 

فأخذت تنظر إلى وجهها ذو الملامح الطفولية و تتبع ما طرأ عليه من تغيرات ولكنه لايزال يحتفظ برقة و براءة ،

 

ثم نظرت إلى شعرها الأسود الفاحم وقد تناثرت

 

عليه بعض من الشعيرات البيضاء التى تشبه بزوغ خيوط الفجر بعد ليل أدهم ، وقالت :مــــا هذا كله أنا لازلت فى العقد الثالث من عمرى ماذا سأفعل عندما

 

يشتعل فيه المشيب ؟؟؟لقد كان سمة مميزة لى وتذكرت آيام المدرسة حيث كانت تكنى به (ذات الشعر الأسمر )

 

ثم أطلقت تنهيدة ونظرت إلى عيناهاذات النظرة المخملية الناعمة ثم حمدت ربها انها لازالت تحتفظ بتلك النظرة وآنه لايوجد تجاعيد حولها لا يوجد سوى آثار التعب وعدم إهتمام بالصحة وقالت :الحمد لله مجرد إجهاد ، ثم آنتقلت بعيناها إلى أسفل إلى

 

جسدها الذى زاد وزنه بعد الزواج والولادات المتكررةوآطلقت تنهيدة أكبر من الأولى مع إقتضاب فى

 

ملامح الوجهوسألت نفسها :أين ذهبت أيام الحمية والعزيمة القوية التى كانت لا تتراجع أمام أكلات أمى

 

التى تحمل فى طياتها أكبر إغراء فى الدنيا ، أين ذهبت تلك العزيمة ما أفعله الأن هو أن أنوى القيام بحمية من الغد وغالبا لا يأتى ذلك الغد !!

 

ثم رفعت ذرعها فوجدت قليلا من التهدل فخافت من أن يترهل وتصبح مثل العجائز وقالت :هذا لأنى لا أمارس أى نوع من أنواع الرياضة وضمت شفاتها إلى الأمام ثم مططها فى أسى وآطلقت التنهيدة الثالثة ،

 

ثم تسألت لماذا بعد أن كنت مهتمة بنفسى وكنت غالبا لا أترك المرآة إلا قليلا و الأن وفى زخم الحياة لا أدنو منها إلا مرة فى اليوم للحظات قليلة أمشط شعرى

 

وآتركها سريعا تعانى من الوحدة ولكن عدت إليها فماذا جرى لها ؟ وما كل هذه التغيرات ؟ أتعاقبنى لإهمالى

 

لها ؟ سأتركها فلم يعد هناك شيء يجذبنى لها بقلمى