اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

الصوت الذي بنى مصر

Recommended Posts

الصوت الذي بنى مصر

اخوان اون لاين

 

 

الحمد لله رب العالمين القائل: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58))

 

 

(النساء) صدق الله العلي العظيم.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي كان يذكر الصحابة في خطبه قائلاً لهم: "لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له" (تخريج السيوطي.. عن أنس- رضي الله عنه- تحقيق الألباني.. صحيح).

أما بعد

 

 

..

أيها المصريون الشرفاء: لقد انتفض شرفاء مصر في 25 يناير 2011م ليطيحوا بهذا النظام المفسد الفاسد الذي خرب البلاد وأفسد كل شيء هو وأعوانه حتى قتل أمل الإصلاح في قلوب الكثير من المصريين، ولكن مَنّ الله على مصر وأعاد أمل الإصلاح إلى قلوب المصريين، ها قد جاءت أول فرص الإصلاح إنها الانتخابات البرلمانية (انتخابات مجلسي الشعب والشورى).

أيها المصريون الشرفاء: الانتخابات تعني لنا كمصريين الكثير فهي تعني مساهمة المصري في اختيار حكامه، ونوابه الذين يشرعون له القوانين ويضعون له الدستور.

 

 

وتعني أنها الركن الأساسي والجوهري لقيام نظام ديمقراطي حر سليم يستمد شرعيته وقوته من الإرادة الشعبية فقط وليس من القوة الأمنية.

وتعني أنها مؤشر سليم وصحيح على التحول المجتمعي والتطور الديمقراطي والمشاركة في بناء مصر.

وتعني وسيلة لتحقيق أي تغيير سياسي أو إنجاز تنموي يتصل بالحركة الاقتصادية الاجتماعية والثقافية.

وأخيرًا.. تعني ضمان لكل فرد في المجتمع في أن يمتلك الحق في الرفض والإيجاب لمن يمثله وينوب عنه.

 

 

أيها المصريون الشرفاء: الانتخابات وسيلة لتحقيق الهدف وليست غاية، وهي وسيلة من وسائل العمل الديمقراطي، تعول عليها الدول المدنية الحديثة كثيرًا على أنها طريق للإصلاح السياسي، والمشاركة السياسية هي الحد الفاصل بين الدولة (دولة المواطنة) بين المؤسساتية وبين التعددية السياسية والتنمية البشرية.

أيها المصريون الشرفاء: نحن مدعون لنكون شركاء ومسئولون في إدارة المجتمع والحفاظ على مصالحه وعلى مكتسبات الثورة التي يرد فلول النظام السابق أن يسرقوها بتحويل جلدهم السابق والدخول في المجال السياسي تحت مسميات أخرى، ولن نحقق ما نريده إلا إذا قمنا بالمشاركة الفعالة الواعية المخلصة المتجردة من كل هوى ومصلحة شخصية؛ أي أننا نؤدي الأمانة كما أمرنا بها ربنا قال الله تعالى: (

 

إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ (11)) (الرعد: من الآية 11).

 

 

أيها المصريون الشرفاء: إن من الأمور المهمة التي شرعها الله بين الخلق وجعلها من الصفات المحمودة بينهم وعليها ترتكز حياة الأمة أداءَ الأمانة؛ إذ إن الأمانة هي الرابطة بين الناس في أداء الحقوق والواجبات، ولا فرق بين حاكم ومحكوم، ولا بين غني وفقير وكبير وصغير، ولا مسلم ولا نصراني فهي شرف الغني وفخر الفقير.

 

 

 

ومعنى الأمانة: وضع كل شيء في المكان الجدير به، واللائق له، فلا يُسند منصب إلا لصاحبه الحقيقي به، ولا تملأ وظيفة إلا بالرجل الذي ترفعه كفايته إليها. واعتبار الولايات والأعمال العامة أمانات مسئولة ثابت من وجوه كثيرة: فعن أبي ذر قال: قلتُ يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: "يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها"، إن الكفاية العلمية أو العملية ليست لازمة لصلاح النفس، قد يكون الرجل رضي السيرة حسن الإيمان، ولكنه لا يحمل من المؤهلات المنشودة ما يجعله منتجًا في وظيفة معينة.

 

ألا ترى إلى يوسف الصديق؟ إنه لم يرشح نفسه لإدارة شئون المال بنبوته وتقواه فحسب، بل بحفظه وعمله أيضًا: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)) (يوسف)، وأبو ذر لما طلب الولاية لم يره الرسول جلدًا لها فحذره منها. (كتاب خلق المسلم.. للغزالي).

أيها المصريون الشرفاء: إن الانتخابات وسيلة من الوسائل التي يستطيع بها المسلم خدمة الإسلام وإقامة واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي نوع من الجهاد المدني وإحقاق الحق ودفع الباطل؛ لذلك يجب على مصري أن يعلم أن صوته أمانة يجب أن يؤديها بما يرضي الله تعالى، بعيدًا عن المصالح الخاصة والأهواء

ولكن لماذا؟

 

 

أولاً: صوتك يحمل ثلاثة معانٍ عظيمة فهو شهادة وتزكية وتفويض

 

.

1- صوت شهادة:

قمت بأدائها أمام رئيس اللجنة الذي يعد بمنزلة القاضي في المحكمة فكأنك تقول له (أقسم بالله العظيم أن أقول الحق) وهنا تذكر قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ) (الطلاق: من الآية 2). وقول الرسول: "أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وشهادة الزور" (تخريج السيوطي.. عن أنس- رضي الله عنه- تحقيق الألباني.. صحيح).

2- صوت تزكية: بصوتك تقول لله أولاً ثم للمجتمع ثانيًا إنني أزكي هذا لأنه أنسب من يقوم بما كلف به، فهل تزكيه لأنه أرضى لله وهنا تذكر قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "من استعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين" (تخريج السيوطي.. عن ابن عباس- رضي الله عنهما- تحقيق الألباني.. ضعيف).

أم تزكيه لأنه ابن بلدك أو صديقك أو قريبك، فهناك الكثير ما زال تحركه عصبية القرابة أو عصبية البلد أو عصبية المهنة فهو يختار على أساس تلك العصبية ويقتل ويتحرك ويبذل الأموال والمجهود من أجل تلك العصبية لهؤلاء نذكرهم بقول الرسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "من قتل تحت راية عمية ينصر العصبية ويغضب للعصبية فقتلته جاهلية" (تخريج السيوطي.. عن أبي هريرة- رضي الله عنه- تحقيق الألباني.. صحيح).

ونذكره بقول يزيد بن أبي سفيان- رضي الله عنه-: قال لي أبو بكر الصديق حين بعثني إلى الشام: يا يزيد، إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة، وذلك أكثر ما أخاف عليك بعد ما قال رسول الله: "من ولي من أمر المسلمين شيئًا فأمر عليهم أحدًا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل منه صرفًا ولا عدلاً حتى يدخله جهنم" (أَخرَجَهُ: أَحمَدُ والحاكِمُ.. صحيح الإسناد).

 

 

 

3- صوتك تفويض:

 

فاختيارك لشخص ما ليدخل البرلمان تفويض منك له لكي يمثلك ويتحدث بصوتك في هذا المكان، فإن أحسنت الاختيار فقد أحسنت التفويض، لأن ما يقره هذا العضو من قوانين وتشريعات أن كانت ترضي الله وفيها مصلحة البلاد والعباد نالك منها الثواب العظيم، وإن كانت تلك قوانين وتشريعات لا ترضي الله وليس فيها مصلحة البلاد والعباد كما كان في السابق نالك منها الإثم العظيم والوزر الكبير؛ لأن من فوضته ليس أهلاً لذلك ولم يؤد الأمانة كما كان يبغي، بل انشغل بمصالحه وناصر أهل الفساد والإفساد.

ثانيًا: صوتك له قيمة فلا تهدره وتجرد وأنت تعطيه، ولكن لماذا؟!

1-

 

صوتك له قيمة.. فالصوت لا يباع ولا يشترى؛ لأن من باع صوته بلعاعة قذرة من الدنيا فقد باع نفسه ومستقبل بلده؛ حيث وضع مَن لا يستحق موضعًا ومقامًا خطيرًا، ويتحكم به في مصير بلد ويتحدث فيه نيابةً عن كثيرين، بل إنه يمثل الأمة، ولا يمثل نفسه ولا دائرته فحسب، ومَن باع صوته فقد أدَّى شهادة زور مركبة جمعت الكذب والبهتان وأكل المال بالباطل.

2- تجرَّدْ وأنت تعطي صوتك.. فصاحب الشهادة يجب أن يتجرد من أي غرضٍ؛ فإنه لا يجوز شرعًا أن يأخذ المسلم أجرًا على هذه الشهادة ويأثم إن كتمها وقال تعالى: (وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) (البقرة: من الآية 283).

 

وأعطِ صوتك لله وامنعه عن أهل الفساد والإفساد لله، وتذكر قول النبي- صلى الله عليه وسلم- "مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، وَأَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَنْكَحَ لِلَّهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ"

 

(حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.. النيسابوري).

أيها المصري الشريف: جاء رجل يسأل رسول الله: متى تقوم الساعة؟، فقال له:

"إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة"!، فقال: وكيف إضاعتها؟!، قال- صلى الله عله وسلم-: "إذا وُسد الأمر لغير أهله" (رواه البخاري).

 

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة" (رواه البيهقي

 

).

هل علمت أيها المصري أهمية صوتك.. أن أحسنت فيه الاختيار قادك إلى الجنة وقاد البلاد إلى الإصلاح وقاد الشعب إلى الصلاح.

أيها المصري الشريف: اجعل صوتك لبناء بلدك مصر.

يا أُمَّتي قومي انهضي ودَعي البكاءَ وكَفْكِفِي

إسـلامُنا لمّـَا يَبِيدُ ومجدُنـا لـم ينـدثـرْ

---------

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..