نودة 41 قام بنشر March 13, 2013 مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِمختصر من درس "أول عقوبة" للشيخ /هاني حلميلتحميل الدرس من هناقال الله تعالى : " لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ " .عليك أن تكون مدرك جيدا انه لا يوجد ذنب يمر بدون عقوبة و يكون لديك يقين بهذا الكلام و بالتالي عندما تجد تعسير في أحوالك و ضنك في العيش و الدنيا حولك ليست علي ما يرام و عندما تجد رزق كنت تتمناه وتحرم منه , حينها تكون مدرك و متأكد أن هذا بذنبك و أخطائك و بسبب غلطاتك.قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " لن يهلك الناس حتي يعذروا من انفسهم " , و هذا تفسير قول الله تبارك و تعالي " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً " ومعني ذلك انه لن تحدث عقوبة الا بسبب ذنب والا بعد ان يقيم الله سبحانه وتعالي الحجة علي العبد .ومن هنا سنتدارس حديثا يشمل خمس عقوبات و سنتكلم عن " العقوبات الخمس " وفي هذا الدرس سيكون الحديث عن أول عقوبة .عَنْ بْنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عَنهُماَ , قَالَ : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ خصال إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا , وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ , وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا , وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ , وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " خمسة مصائب ويقابلها خمسة عقوبات ، فهيا بنا نتكلم عنالعقوبة الأولى والمصيبة الأولى :-" لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا " ظهور الفاحشة سواء الزنا و من الشذوذ و المنكرات الشديده في التعاملات بين الرجال و النساء وبسبب هذا سيحدث انهم يفتنوا بأمراض لم يسمعوا عنها و لم يعرفوها من قبل .قال النبي صل الله عليه وسلم في شأن الزنى: " لا يزني الزَّاني حينَ يزني وَهوَ مؤمنٌ , ولا يشرَبُ الخمرَ حينَ يشرَبُ وَهوَ مؤمنٌ , ولا يسرقُ حينَ يسرقُ وَهوَ مؤمنٌ , ولا ينتَهبُ نُهبةً يرفعُ النَّاسُ إليْهِ فيها أبصارَهم حين ينتهِبُها وَهوَ مؤمنٌ " ." لا يزني الزَّاني حينَ يزني وَهوَ مؤمنٌ ": فيُرفَعَ عنه الإيمان، وقال الله جَلَّ وَعَلاَ في صفات أهل الإيمان: " وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ " عن ام سلمة قالت قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " اذا ظهر السوء في الارض انزل الله بأسه بأهل الارض . قالت قلت : يا رسول الله وان كان فيهم صالحون , قال نعم وان كان فيهم صالحون . يصيبهم ما اصاب الناس ثم يرجعون الي رحمة الله " . نحن في هذا الزمان "زمن الزنى بالتراضي لا يدخل في حكم القاضي" هذا هو واقع زماننا في الحقيقة , هذا في بلاد الإسلام , ففي الوقت الذي يسنون فيه الأحكام الوضعية "لإباحة الزنا" ويجوز هذا الشيء طالما المرأة بالغة رشيده ، وفي أقصى عقوبة لا تتجاوز السجن لمدة ستة أشهر!! , في الوقت الذي يمشي فيه الرجل مع المرأة في الطريق ، وعلى الشاطئ ، وتنتهك هذه الحرمات ، في هذا الوقت الذي شاعت فيه هذه الأمور , يبتليهم الله عز وجل بالأمراض التي لم تكن على بالهم , فيأتيهم الطاعون ، الكوليرا ، الإيدز ، فايروس الكبد الوبائي و غير ذلك مما لم يكن متفشيًا من قبل .قال أَبُوْ بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رَضِيَ اللهُ عَنْه "ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء" .قال ابْنِ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه : " إذا ظهر الزنا و الربا في قرية، فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله " .قال النبي صل الله عليه وسلم: "إن الدنيا حلوةٌ خضرةٌ. وإن اللهَ مستخلفُكم فيها. فينظرُ كيف تعملون. فاتقوا الدنيا واتقوا النساءَ. فإن أولَ فتنةِ بني إسرائيلَ كانت في النساءِ " . في عصرنا ظهر مرض الإيدز ، والأمراض الجنسية الفتاكة ، ومعلوم أن السبب الأساسي كما تقول "منظمة الصحة العالمية" لإنتشار هذا الوباء هو "الممارسات الجنسية المحرمة"، وهذا ما اثبتته الدراسات والابحاث عنه و الذي انتشر في دول الغرب و الدول العربية , والكثير من الإحصائيات وكلها تؤكد صدق الصادق المصدوق صل الله عليه وسلم فيما أخبر به مع أنه لم يعلن ، ولم ينتشر بين الناس قبل ذلك الوقت .. " إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا " .وهناك الكثر من القصص المؤلمة لشباب وقعوا في هذه العلاقات المحرمة والمأساة التي تحدث لهم ولأقرب الناس لهم بسبب هذا المرض الخبيث وهذه العلاقات الجنسية المحرمة .وحتى الذي يبتلى بذلك ، هذا البلاء ينزل حتى يخفف عنه , لأنه لو عوقب الإنسان عقاب اللهِ في الآخرة لا ولن يطيقه , فأيهم أهون ؟ قال الله عَزَّ وَجَلّ : " وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " .و عقوبات المعاصي هذه لا تتعامل معها على أنها من باب الطرد من رحمة الله ، وسوف تعيش باقي حياتك في نكد، وعندما تخرج من عقوبة ستقع في عقوبة أخرى، ... لا أريدك أن تشعر بهذا المعنى , ولكن عليك ان تشعر بأن عليك أن تتوب وسيتقبل الله منك ، لكن إن لم تلحق بنفسك وتستمر في ذنوبك تلك عندها أؤكد لك بأنك سوف تُعَاقب {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} إلا أن تتوب .التوبة تمحي الخطيئة و كأن شيئًا لم يكن ، لكن لا تتعامل مع التوبة بأسلوب التلاعب ، وانك تفعل ما تريد طالما هناك توبة , احذر من قول الله تعالى : " يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ " .التوبة هي ان تغلق باب الذنب ولا تعود اليه وان احسست انك ستعود في لحظات ضعف وفتنة سارع الى التوبة من جديد لكن لا تعود الى الذنب بتعمد الوقوع فيه وبحجة ان الله لا يتوب عليك .فأنت لو غرزت رجلك فقط بالوحل تستطيع أن تغسل أثر ذلك الوحل من على حذاءك ، لكن لو وصل إلا ملابسك!! لكن لو غمرك الوحل وأصبحت تغرق به!! إلى أن تغطس به ، حينها سوف تموت، تموت في ذلك الوحل.. فالحق بنفسك قبل فوات الأوان.. و استشعر الآية الآن {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} وليس فقط في ظروف الشهوات!! ليس فقط في الزنى، والعادة السيئة، والمواقع الإباحية، بل أيضًا جميع ذنوب البغي، والعدوان، والتعدي على حقوق الناس كذلك، {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} كل شيء سوف يرد إليك إلا أن تتوب، وإلا أن ترد هذه المظالم إلى أهلها، حتى لا تكون على قانون رب الأرض والسماء كما أخبر النبي صل الله عليه وسلم فقال: "بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي، و العقوق" "ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة" {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}فعليك أن تلحق الآنإذًا إليك الواجب العملي :1- اجلس مع نفسك حتى تكوِّن هذا المعنى داخل أعماق قلبك {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} , إجعلها عقيدة و يقين . عليك أن تكون صادق و صريح مع نفسك .إفعل كما فعل " وكيع " جاء أحدهم إليه في المجلس وشتمه ، فقال: خذ وكيعًا بذنبهِ ، فلولاه ما سلِّطت عليّ " ، قال له: زدني زدني، ( اشتم اشتم فقد حصلت على هذا بسبب ذنوبي وما من سبب آخر غيرها )، وعندما تجد نفسك لا تستطيع، ولا تعلم، وعاجز، ولا تعلم ماذا يجب عليك أن تصنع بنفسك، تذكر {وَمَن يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ}{ بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ " . يعني حتى لو انك اعترضت وانكرت وبدأت تمثل وتقول وماذا يعني هذا وكذا وبدأت بلعب ذلك الدور ستجد أنك في داخلك على علم ويقين بأنك تعاقب على ماذا , لا يوجد أحد منا لا يعلم ما هي مشاكله، لكن هناك من الناس من يفضل الهرب كثيرًا من مشاكله ، وإن لم تعاقب الآن اعلم بأن هناك قانون إلهي ثلاثي:-1- إما أنك سوف تعاقب بعد الوقوع في الذنب مباشرة ، وهذا أخفها .2- أو أن تكون العقوبة أشد مع فترة إمهال أكبر.3- أن يكون هناك استدراج وسوء خاتمة. قال رسول الله صل الله عليه وسلم : "إذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيرا عجّلَ له العقوبةَ في الدنيا، وإذا أرادَ اللهُ بعبدٍ شرّا أمسكَ عليهِ ذنوبَهُ حتّى يوافيهِ يومَ القيامةِ" فعليك أن تلحق وتسارع بانقاذ نفسك، فكن صادق مع نفسك وأعلنها توبة بصدق وباليقين هذا أيضًا سيحدث الآتي .2- تضرع :-قال الله عز وجل : " فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا " وقال : " لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ " ماذا يعني " يَتَضَرَّعُونَ " ؟وهي أن تتوب بحرقة قلب ، قال الله تعالى: {إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} , هذه هي كيفية التضرع، والتي هي نابعة من أعمق الأعماق، فتبكي قائلاً "يارب تبّ علي"، "يا رب إن أردت بعبادك فتنة فاقبضني غير مفتون"، "لا أريد شيء من الدنيا إلا أنك تتوب علي وترضى عني فقط"فالتضرع يفتح لك أبواب السماء، وعسى أن ترزق ساعتها لحظة إجابة، تنفتح لها الأبواب فيتم الأمر على خير، يهديك الله عَزَّ وَجَلّ ويغيرك من حالٍ إلى حال، في لحظة صدق مع الله تغير كل أفكارك، تبدل كل ما تتصوره. وكل هذا سيكون بسبب الإيمان .أنت تحتاج لأن تغلق الصفحات السود، وتقبل على الله بقوة، وبالصدق والإخلاص، وبالإرادة القوية، والعزيمة على الرشاد تتبدل الأحوال، ثق في هذا .3 _ " كثرة الإستغفار "، و "التصدق"، الصدقة ترفع البلاء لأن "صدقة السر تطفيء غضب الرب".الصدقات أمر مهم جدًأ في بداية الطريق إلى الله عَزَّ وَجَلّ.4 - تجربة ... تعال نبدأ و نعمل عمل مميز و لمدة اسبوعين فقط ، وهي أن تتوقف عن سماع أغاني "لمدة اسبوعين"، وتستبدلها بالقرآن الكريم ثم تأتي بعد ذلك فنرى أخبار قلبك ، أقوى صابون لغسيل القلوب هو القرآن الكريم ، وكثرة الإستغفار .لا بد أن تهيء قلبك ، حتى عندما تتنزل عليه معاني الإيمان لاحقًا يكون القلب منشرح لها ، إنما لو بقينا نتحدث ونكرر كلام مع بعض الموعظة فتتأثر بها بعض الشيء، في كل اسبوع ومن ثم بعد ذلك "تعود ريما لعادتها القديمة!!" فنكون ابتداءً من هذه اللحظة وطيلة الأوقات سوف يكون علينا تكليف وهو عمل مؤقت،فأنا أريد تغيير جذري وحقيقي في حياتنا، هل اتفقنا يا شباب!! {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}ونستكمل إن شاء الله العقوبات الخمس في الدروس القادمة بإذن الله تَبَارَكَ وَتَعَالَىَ.لتحميل الدرس من هنام شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر