-
عدد المشاركات
85 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
1
مشاركات المكتوبه بواسطه ثابت على قيمى
-
-
من أسرار الإعجاز العددي والكوني في القرآن الكريم
لقد كرر الله ذكر الليل والنهار والشمس والقمر في كتابه، بما يتطابق مع دورة كل منها، وهذا يشهد على التناسق بين الكون والقرآن.....
بما أن الله الذي خلق الكون هو الذي أنزل القرآن فلا بدّ أن نجد التناسق والتطابق بين الكون والقرآن، فالكون هو كتاب الله المنظور، والقرآن هو كتاب الله المقروء. وسوف نعيش مع سرّ من أسرار القرآن ونسبح الخالق العظيم أن هدانا لهذه المعجزات عسى أن نزداد إيماناً وتثبيتاً.
دورة القمر
صورة رائعة للقمر وهو في أقرب نقطة من الشمس، إن دورة القمر تتكرر كل 19 سنة.
إذا خرجنا في ليلة مقمرة وتأملنا القمر في السماء، وقلنا كما قال الحبيب الأعظم: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191]. ثم قمنا بتصوير هذا القمر بكاميرا حديثة فإننا في اليوم التالي سوف نجد أن القمر قد أخذ وضعية مختلفة، وفي اليوم الثالث أيضاً سيكون له وضع مختلف من حيث موضعه في السماء وشدة النور المنعكس عنه.
وحتى لو عدنا في الشهر التالي فرصدنا القمر فسنجد أن له أوضاعاً مختلفة ولن تتطابق مع الصورة التي التقطناها أول مرة، وهنا نتذكر قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [يونس: 5]. والسؤال:
متى تتكرر الصورة التي التقطناها أول مرة؟ وبعبارة أخرى: متى يعيد القمر دورته فيأخذ الوضع ذاته في السماء؟ لقد اكتشف العلماء دورة للقمر تتكرر كل 19 عاماً، وهذه الدورة لاحظها القدماء منذ آلاف السنين، وحديثاً تسمىMoon's Metonic Cycle يعيد القمر ذاته كل 19 عاماً [1].
معجزة اتجاه الدوران
القمر يدور دورة حقيقية بالنسبة لنجم ثابت sidereal period كل 27.322 يوماً، أي كل 27 يوماً تقريباً، ولذلك نجد أن كلمة (قمر) تكررت في القرآن كله 27 مرة!!! ولكن دوران القمر حول الأرض بالنسبة لنا يستغرق 29.53 يوماً، وهذه المدة غير حقيقية، لأنها تتأثر بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس.
يدور القمر حول نفسه من اليسار إلى اليمين باتجاه السهم المبين على الرسم، ويدور هذا القمر حول الأرض من اليسار إلى اليمين، وتدور الأرض حول نفسها من اليسار إلى اليمين، وتدور هذه الأرض حول الشمس من اليسار إلى اليمين أيضاً، إذن تتم جميع الدورات باتجاه واحد وهو من اليسار باتجاه اليمين، وربما نعجب إذا علمنا أن الطواف حول الكعبة المشرفة يكون من اليسار إلى اليمين أيضاً، بما يتوافق مع دوران هذه الأجسام الكونية!!
الأرض تتم دورة كاملة حول الشمس كل 365.2422 يوماً، والشمس أيضاً تدور حول مركز المجرة لتتم دورة كل 250 مليون سنة، وهنا نستحضر قوله تعالى: (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40]. ولو تأملنا دوران الإلكترونات في الذرة نجد أنها تدور من اليسار باتجاه اليمين بنفس اتجاه دوران الشمس والقمر والأرض.
ولو تأملنا اتجاه دوران هذه المخلوقات نجدها جميعاً تدور من اليسار إلى اليمين، وهذه إحدى الحقائق العلمية المكتشفة حديثاً، وهذا يدعونا للتساؤل عن سر اتجاه طواف المؤمن حول الكعبة، إذ أننا نجد أن اتجاه الطواف هو نفس اتجاه حركة الأجسام الكونية، وقد يكون سر هذا التوافق أن الله تعالى يريد منا أن نتوافق مع الكون في تسبيحه لخالقه عز وجل، يقول تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].
دورة الشمس
هنالك نظام في الشمس يتكرر كل 11 سنة ويسمى دورة الشمس solar cycle ونستطيع أن نرى اليوم نشاطات إشعاعية ومغنطيسية في الشمس، هذه النشاطات تتغير باستمرار ولكنها تتكرر كل 11 سنة وسطياً [2].
في هذا الرسم تم رصد 27 دورة للشمس خلال 297 عاماً، بمعدل دورة كل 11 عاماً
الشمس والقمر في القرآن
إذا تتبعنا آيات القرآن نلاحظ أن كلمة (الشمس) تأتي دائماً قبل كلمة (القمر)، مثلاً يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) [الرعد: 2].
ويمكننا أن نستنتج أن الله قدّم ذكر الشمس على ذكر القمر لأن الشمس هي الأصل، وفي هذا إشارة لطيفة إلى أصل القمر وهو من الشمس. والشيء الذي لفت انتباهي أن كلمة (الشمس) تتكرر في القرآن أكثر من كلمة (القمر)!
فكلمة (الشمس) وردت في القرآن كله 33 مرة، أما كلمة (القمر) فقد وردت بعدد أقل وهو 27 مرة وذلك في القرآن كله. وهذه لمحة إعجازية رقمية تناسب ترتيب كلمات القرآن الكريم.
اجتماع مذهل!
يقول علماء الفلك إن الشمس تجتمع مع القمر في الوضعية ذاتها كل 19 سنة، والعجيب جداً أن كلمة (الشمس) اجتمعت مع كلمة (القمر) في القرآن كله بالتمام والكمال 19 مرة، أي أن عبارة (الشمس والقمر) قد تكررت في القرآن كله 19 مرة!!
الليل والنهار في القرآن
نعلم من الحقائق الكونية الجديدة أن الليل هو الأساس والأصل، فقد مرَّ الكون في بداية خلقه بعصر مظلم استمر طويلاً، ثم بدأ النور بالظهور، وهذا يعني أن الظلام جاء أولاً ثم بعده النهار أو الضوء، ولذلك نجد في آيات القرآن كلمة (الليل) تسبق كلمة (النهار)، مثلاً يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [النحل: 12]. إذن يأتي ذكر الليل قبل ذكر النهار لأن الليل هو الأصل.
والعجيب أن كلمة (الليل) تتكرر في القرآن بشكل أكبر من كلمة (النهار)!! فقد وردت كلمة (الليل) في القرآن كله 92 مرة، ووردت كلمة (النهار) بعدد أقل يساوي 57 مرة. فجاء ترتيب الليل والنهار مناسباً لتكرار كل منهما في القرآن، فسبحان الله!
الليل والنهار والشمس والقمر
لقد تكررت هذه الكلمات في القرآن والعجيب أن ترتيبها يأتي دائماً على هذا التسلسل، أي (الليل) أولاً ثم (النهار) ثم (الشمس) ثم (القمر)، ولنأخذ على سبيل المثال قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء: 33].
والعجيب جداً أن هذه الكلمات تتكرر في القرآن بما يتناسب مع ترتيب ذكرها في الآية، أي أن كلمة (الليل) هي الأكثر تكراراً، ثم تليها كلمة (النهار) ثم تليها كلمة (الشمس) وأخيراً كلمة (القمر)!
كلمة (الليل) تكررت في القرآن 92 مرة.
كلمة (النهار) تكررت في القرآن 57 مرة.
كلمة (الشمس) تكررت في القرآن 33 مرة.
كلمة (القمر) تكررت في القرآن 27 مرة.
ونلاحظ التدرج من الأكبر فالأصغر: 92 – 57 – 33 – 27 ، وهنا نستنتج أن ترتيب تسلسل هذه الكلمات في القرآن يتناسب مع عدد مرات تكرارها في القرآن.
اجتماع كوني وقرآني!!
إن الله تعالى هو خالق الكون وهو منزل القرآن، إذن لا بد أن نجد التناغم والتناسق بين الكون والقرآن، وهذا ما فاجأني عندما اطلعتُ على هذه الحقيقة الرقمية المذهلة.
فمن خلال الحقائق الكونية التي رأيناها في بداية هذا البحث يمكننا أن نستنتج أن القمر يكرر نفسه كل 19 سنة في دورة كونية بديعة، أما الشمس فتكرر نفسها كل 11 سنة في دورة رائعة تتكرر بنظام. وبعبارة أخرى يمكننا أن نستنتج أن الوضع الكوني الخاص بالشمس والقمر يتكرر كل 19×11 سنة أي كل 209 سنوات.
وبما أن نسبة الظلام والنور (أو الليل والنهار) تحددها دورة الشمس المتمثلة بالرقم 11 ودورة القمر المتمثلة بالرقم 19، فإنه يمكننا القول إن الاجتماع الدقيق لليل والنهار والشمس والقمر يتم كل 19×11 أي كل 209 سنة.
والعجيب أننا عندما نحصي تكرار هذه الكلمات أي (الليل والنهار والشمس والقمر) وذلك في القرآن كله نجد أنها تتكرر:
92 + 57 +33 + 27 = 209
وهذا العدد 209 = 19 × 11 أي أن اجتماع الليل والنهار والشمس والقمر يتم كل 209 سنوات، وتتكرر هذه الكلمات الأربع في القرآن 209 مرات بعدد هذه السنوات!!
يؤكد علماء الفلك أن دورة القمر هي 19 سنة، ودورة الشمس 11 سنة، ولذلك فإن اجتماع الشمس والقمر في نفس الحالة الكونية يتكرر كل 19×11 سنة أي كل 209 سنوات، وبما أن الذي يحدد دورة الشمس والقمر هو النور الصادر من كل منهما، أي نسبة الليل والنهار، فإننا لو قمنا بإحصاء عدد كلمات الليل والنهار والشمس والقمر وجدناها 209 كلمات في القرآن كله، نفس عدد السنوات!!
وجه الإعجاز
1- تأتي كلمة (الليل) قبل كلمة (النهار) في القرآن، وفي هذا إشارتين الأولى كونية: أن الليل هو الأصل ولذلك تقدم ذكره على النهار، والثانية رقمية: أن كلمة (الليل) تتكرر أكثر من كلمة (النهار) في القرآن ولذلك تقدم ذكرها.
2- تأتي كلمة (الشمس) قبل كلمة (القمر) في القرآن، وفي هذا إشارتين الأولى كونية: أن الشمس هي الأصل ولذلك تقدم ذكرها على القمر، والثانية رقمية: أن كلمة (الشمس) تتكرر أكثر من كلمة (القمر) في القرآن ولذلك تقدم ذكرها.
3- تأتي كلمات (الليل والنهار والشمس والقمر) على هذا الترتيب وذلك في القرآن كله، وفي ذلك إشارتين الأولى كونية: أن الليل أو الظلام هو الأكثر وجوداً في الكون حيث يشكل أكثر من 99 بالمئة منه، ثم يأتي النهار أو الضوء والذي لا يشكل إلا أقل من 1 بالمئة، ثم تأتي الشمس والتي هي أصغر ثم القمر، إذن هنالك تدرج في الحجم.
والإشارة الثانية رقمية حيث نجد أن كلمة (الليل) هي الأكثر تكراراً في القرآن تليها كلمة (النهار) ثم (الشمس) ثم (القمر).
4- تتكرر دورة الشمس وهي علامة النهار كل 11 سنة، وتتكرر دورة القمر وهو علامة الليل كل 19 سنة، وقد تكررت كلمات (الليل والنهار والشمس والقمر) في القرآن 19×11 مرة، بما يتطابق مع دورة كل منهما.
ولا يبقى لنا إلا أن نتساءل: هل جاء هذا التطابق الكوني والقرآني بالمصادفة، أم أن خالق الكون هو نفسه منزل القرآن؟؟ أنه القائل: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [الزمر: 62].
ــــــــــــــ
-
ملامح إعجازالرقم 13 في القرآن
بما أن الهجرة النبوية تمت في العام 13 كان لهذا الرقم إعجاز مذهل في كتاب الله تعالى، لنقرأ...
العام الثالث عشر
ربما يكون من أهم الأحداث في تاريخ الإسلام هو هجرة النبي الكريم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وكان ذلك في العام الثالث عشر بعد بعثته عليه الصلاة والسلام.
لقد وُلد النبي الكريم عام الفيل، وعندما بلغ عمرة 40 سنة بدأت رحلة النبوة والوحي ونزلت عليه في ذلك العام أول آيات من القرآن الكريم. واستمرت الدعوة في مكة المكرمة 13 سنة، وفيها نزل القرآن المكّي، ثم في العام الثالث عشر هاجر إلى المدينة حيث استمرت الدعوة فيها 10 سنوات ثم توفاه الله وعمره 63 سنة.
إن النبي الأعظم وهو في طريقه إلى المدينة أنزل الله عليه آية يواسيه بها وهي قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ) [محمد: 13]. إن الذي لفت انتباهي أن هذه الآية نزلت في العام 13 وجاء رقمها في سورة محمد 13 أيضاً!
وأدركتُ أن وراء هذا الرقم معجزة إلهية إذ أن الله تعالى لا يختار أي رقم لحدث عظيم كهذا إلا ومن ورائه حكمة وهدف. وسوف نرى عدداً من الحقائق الرقمية المبهرة لهذا الرقم ومضاعفاته في القرآن الكريم.
أول سورة وآخر سورة في القرآن
لو تأملنا كتاب الله تعالى نلاحظ أن منه ما نزل بمكة وهو القرآن المكي، ومنه ما نزل بالمدينة وهو القرآن المدني. ولكن إذا تأملنا أول سورة وهي الفاتحة وآخر سورة وهي الناس نجد بأن كلتا السورتين نزلت بمكة المكرمة.
وقد وجدتُ تناسقاً لافتاً للانتباه في آيات وكلمات هاتين السورتين. فعدد آيات سورة الفاتحة هو 7 آيات، وعدد آيات سورة الناس هو 6 آيات، ويكون المجموع بذلك ثلاثة عشر:
7 + 6 = 13
ولكن ماذا عن كلمات السورتين، ونذكر بأننا نحصي واو العطف كلمة مستقلة في أبحاث الإعجاز العددي! إن عدد كلمات سورة الفاتحة هو 31 كلمة، وعدد كلمات آخر سورة وهي الناس هو 21 كلمة، ويكون المجموع أيضاً عدداً من مضاعفات الرقم 13 لنتأكد من ذلك:
31 + 21 = 52 = 13 × 4
وآخر آية خُتم بها القرآن وهي (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [الناس: 6]، وعددد حروفها 13 حرفاً.
مع الحروف المقطعة
في القرآن الكريم عدد من السور افتُتحت بحروف مقطعة، أولها سورة البقرة والتي نجد في بدايتها الحروف (الم)، وآخرها سورة القلم التي نجد في بدايتها الحرف (ن). والعجيب أن عدد آيات سورة البقرة وهو 286 آية جاء من مضاعفات الرقم 13 كما يلي:
286 = 13 × 22
وعدد آيات سورة القلم وهو 52 آية جاء من مضاعفات الرقم 13:
52 = 13 × 4
والأعجب من ذلك أن مجموع آيات السورتين جاء من مضاعفات الرقم 13 مرتين:
286 + 52 = 338 = 13 × 13 × 2
إن عدد السور التي في بداياتها حروف مقطعة هو 29 سورة، ولو جمعنا آيات هذه السور وجدنا عدداً هو 2743 آية وهو من مضاعفات الرقم 13:
2743 = 13 × 211
ومن هنا نستنتج أن مجموع آيات السور ذوات الحروف المقطعة جاء من مضاعفات الرقم 13 وعدد آيات أول سورة فيها جاء من مضاعفات الرقم 13 وعدد آيات آخر سورة فيها جاء من مضاعفات الرقم 13 . ليس هذا فحسب، بل لو قمنا بعد الحروف المقطعة جميعاً نجد أن عددها 78 حرفاً وهو من مضاعفات الرقم 13:
78 = 13 × 6
وأخيراً
فإن الأحداث المهمة في حياة النبي الكريم جاءت في ثلاثة أرقام:
1- البعثة: وتمت عندما كان عمر النبي 40 عاماً.
2- الهجرة: وتمت عندما كان عمر النبي 53 عاماً.
3- الوفاة: وكان عمره عليه الصلاة والسلام وقتها 63 عاماً.
إن مجموع هذه الأرقام هو:
40 + 53 + 63 = 156 = 13 × 12
وهذا غيض من فيض إعجاز هذا الرقم، نسأل الله تعالى أن يجعل في هذه الحقائق وسيلة لهداية كل من يشك في هذا الكتاب العظيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
-
الإعجاز العددي في الأذان
هذا الأذان الذي يتكرر كل يوم أمامنا خمس مرات، ماذا نجد عندما نتدبر كلمات الأذان وعددها وعدد حروف اسم (الله) فيه؟...
نقدم لكم إخوتي وأخواتي في السطور القادمة تأملاًت في الأذان من الناحية الرقمية، وكيف نظم الله حروفه وكلماته بنظام عجيب، وبخاصة حروف اسمه (الله). وسوف نرى في هذا الأذان مزيجاً من الأعداد الأولية الفردية تتناسق مع كلماته وحروفه، بما يشهد على وحدانية الله تعالى.
يتألف الأذان من عدد من المقاطع كما يلي:
1- الله أكبر الله أكبر
2- الله أكبر الله أكبر
3- أشهد أن لا إله إلا الله
4- أشهد أن لا إله إلا الله
5- أشهد أن محمداً رسول الله
6- أشهد أن محمداً رسول الله
7- حيَّ على الصلاة
8- حيَّ على الصلاة
9- حيَّ على الفلاح
10- حيَّ على الفلاح
11- الله أكبر الله أكبر
12- لا إله إلا الله
والآن إلى هذه الحقائق المبهرة:
* إذا علمنا بأن عدد أشهر السنة هو 12 شهراً، وأن هذا الأذان يُرفع على مدار السنة فإن عدد المقاطع التي يتألف الأذان هو 12 مقطعاً بعدد أشهر السنة.
كما نلاحظ أن الأذان يتألف من 12 مقطعاً وقد خُتم ب (لا إله إلا الله) وهذا المقطع يتألف من 12 حرفاً، فتأمل هذا التناسق.
* بدأ الأذان باسم (الله) وخُتم بنفس الاسم (الله). وفي ذلك إشارة إلى أن هذا الأذان لا يجوز أن نبتغي منه غير وجه الله تعالى.
* نحن نعلم أن الأذان يتكرر خمس مرات، والحسنة بعشر أمثالها، ولذلك إذا قمنا بعد كلمات الأذان وجدناها 50 كلمة (5 × 10)، فسبحان الله!
* لو عددنا حروف اسم (الله) في هذا الأذان نجد أن عدد هذه الحروف 112 حرفاً (ورقم سورة الإخلاص في القرآن هو 112 وهذه السورة هي سورة التوحيد)، وتتوزع هذه الحروف كما يلي:
عدد حروف الألف عدد حروف اللام عدد حروف الهاء
47 45 20
إن مجموع هذه الحروف هو 47+45+20 ويساوي 112 وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
112 = 7 × 16
وحتى لو قمنا بصف هذه الأعداد أي 47 45 20 نجد عدداً جديداً هو 204547 من مضاعفات السبعة كذلك:
204547 = 7 × 29221
* نحن جميعاً نعلم أن عدد الركعات المفروضة في اليوم والليلة هو 17 ركعة، ولو قمنا بإحصاء الحروف التي يتألف منها الأذان (دون المكرر) وجدناها 17 حرفاً وهي:
ا ل هـ ك ب ر ش د ن م ح س و ي ع ص ف
* من عجائب القرآن أن كلمة (أذَّنَ) تكررت مرتين، وكلمة (مؤذِّنٌ) تكررت مرتين، وكلمة (أَذِّنْ) وردت مرة واحدة ويكون المجموع خمس مرات بعدد مرات الأذان، فلا نملك إلا أن نقول: الله أكبر!!
-
النحل والنمل والعنكبوت: إعجاز رقمي مذهل
في هذا البحث نتعرف على ميزة مهمة لكتاب الله تعالى، وكيف تأتي أسماء السور بنظام عجيب ومناسب لهذه الأسماء، لنتأمل هذه السور الثلاث...
يعتبر النحل من أكثر الحشرات تنظيماً واجتماعاً وتطوراً.
يعتبر النمل من أكثر الحشرات تنظيماً واجتماعاً وتطوراً أيضاً.
أما العنكبوت فهي تعاكس تماماً الحشرتين السابقتين في كل شيء، في النظام الاجتماعي وفي الطبيعة وحتى في عدد الأرجل....
في القرآن الكريم وإذا ما تأملنا أسماء السور نلاحظ أنه يوجد ثلاث سور بأسماء حشرات وهي على الترتيب: النحل- النمل – العنكبوت.
النحل والنمل
تعتبر هاتان الحشرتان من أهم الحشرات على وجه الأرض من حيث الفائدة للبيئة والنظام والتجمعات التي تشكلها، ويقول العلماء إن النحل والنمل من الكائنات الأكثر تنظيماً حيث تشكل مجتمعات متطورة في عالم الحشرات.
العنكبوت
تعتبر هذه الحشرة عشوائية ولا يوجد أدنى نظام في حياتها، بل إن بعض العلماء يفضلون أن لا تصنف في دائرة الحشرات، وعلى كل حال فإن أنثى العنكبوت تأكل أولادها وتأكل الذكر وتخرّب بيتها، بل إن أوهن البيوت من الناحية الاجتماعية هو بيت العنكبوت.
تعاكس
ومن هنا نستنتج أننا أمام نوعين من الأنظمة: النحل والنمل: وفيهما يتجلى النظام والدقة، والعنكبوت: وفيها تتجلى العشوائية، وكأننا أمام نوعين متعاكسين تماماً. والآن لنتساءل: هل يمكن أن نجد مثل هذا التعاكس في سور القرآن الكريم التي تناولت هذه الحشرات؟ (مع ملاحظة أن العنكبوت له ثمانية أرجل على عكس بقية الحشرات التي لها ستة أرجل).
وإلى هذه الحقائق الرقمية المذهلة والمتعاكسة:
تناسق سباعي لأرقام السور
رقم سورة النحل هو 16 في القرآن، ورقم سورة النمل هو 27 ولذلك عندما نضع هذين الرقمين بطريقة صف الأرقام يتشكل لدينا عدد جديد هو 2716 وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
سورة النحل سورة النمل
رقم السورة (16) رقم السورة (27)
2716 ÷ 7 = 388 والناتج هو عدد صحيح كما نرى.
تناسق سباعي لأعداد الآيات
إن عدد آيات سورة النحل 128 آية، وعدد آيات سورة النمل 93 آية، والسؤال: هل من الممكن أن نجد تناسباً مع الرقم سبعة من جديد؟ لنضع العددين بجانب بعضهما لنجد عدداً جديداً هو 93128 والعجيب أن هذا العدد أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة:
سورة النحل سورة النمل
وعدد آياتها (128) عدد آياتها (93)
93128 ÷ 7 = 13304 والناتج هو عدد صحيح
تناسق سباعي للسور والآيات
إذن رأينا تناسقاً سباعياً لأرقام السورتين، وتناسقاً سباعياً لعدد آيات كل منهما، والآن ماذا لو دمجنا جميع الأرقام في عدد واحد؟ هل يبقى التناسق السباعي قائماً؟ لنتأمل هذه الأعداد من جديد:
لنكتب أسماء السورتين ورقم كل سورة وعدد آياتها:
سورة النحل سورة النمل
رقم السورة (16) وعدد آياتها (128) رقم السورة (27) وعدد آياتها (93)
إذا وضعنا هذه الأعداد على هذا الترتيب نجد عدداً جديداً هو: 932712816 وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
932712816 ÷ 7 = 133244688 وهذا عدد صحيح
تناسق سباعي لأول آية وآخر آية
في سورة النحل لدينا 128 آية، ورقم الآية الأولى هو 1 ورقم الآية الأخيرة هو 128 ولو صففنا هذين العددين فإننا نجد تناسقاً سباعياً لهما يتمثل في أن العدد الجديد الناتج وهو 1281 من مضاعفات السبعة:
سورة النحل
رقم الآية الأولى (1) رقم الآية الأخيرة (128)
1281 ÷ 7 = 183
إن هذا التناسق نجده أيضاً في سورة النمل، فرقم الآية الأولى في سورة النمل هو 1 ورقم الآية الأخيرة في هذه السورة هو 93 والعدد الناتج منهما هو 931 من مضاعفات السبعة:
سورة النمل
رقم الآية الأولى (1) رقم الآية الأخيرة (93)
931 ÷ 7 = 133
تناسق سباعي معاكس لسورة العنكبوت
بما أن حشرة العنكبوت تعاكس النحل والنمل كما رأينا من حيث النظام الاجتماعي، أيضاً هنالك تعاكس من حيث النظام الرقمي! فرقم سورة العنكبوت هو 29 وعدد آياتها هو 69 آية:
سورة العنكبوت
رقم السورة (29) عدد آياتها (69)
ولو قمنا بصف هذين العددين نجد عدداً جديداً هو 6929 هذا العدد ليس من مضاعفات السبعة، ولكننا إذا عكسناه يصبح 9296 وهذا العدد الجديد من مضاعفات السبعة:
9296 ÷ 7 = 1328
تناسق سباعي معاكس لأول آية وآخر آية
رأينا كيف جاء رقم الآية الأولى والأخيرة في سورة النحل بتناسق سباعي، ويتكرر التناسق السباعي لرقم أول آية وآخر آية من سورة النمل، فماذا عن سورة العنكبوت؟
العجيب أننا نجد تناسقاً معاكساً في هذه السورة، فرقم الآية الأولى من سورة العنكبوت هو 1 ورقم الآية الأخيرة هو 69 :
سورة العنكبوت
رقم الآية الأولى (1) رقم الآية الأخيرة (69)
وبالتالي وبصف هذين الرقمين نجد عدداً جديداً هو 691 هذا العدد لا يقبل القسمة على سبعة، ولكن إذا عكسنا اتجاه قراءته يصبح 196 وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
196 ÷ 7 = 28
والنتيجة
كما أخبرنا العلماء عن التعاكس في النظام الاجتماعي بين النحل والنمل من جهة والعنكبوت من جهة أخرى، كذلك رأينا التعاكس في النظام الرقمي بين سورتي النحل والنمل من جهة وسورة العنكبوت من جهة ثانية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عجائب القرآن التي لا تنقضي.
ــــــــــــ
-
3 براهين رياضية على أن القرآن لم يُحرّف
هنالك سؤال غالباً ما أجده في المنتديات الإلحادية وهو: هل يوجد إثبات مؤكد لا يقبل الجدل على أن القرآن هو كتاب الله وأنه لم يُحرّف؟ سوف نقدم إجابة مختصرة عن سؤال كهذا..
إن الله تعالى قد أنزل القرآن وتعهد بحفظه، ولذلك فقد وضع فيه نظاماً لضمان عدم التحريف، وليكون هذا النظام بمثابة الدليل المادي لكل من يشك أن القرآن محفوظ. ولنفرض أن هذا القرآن تغيرت منه سور وآيات منذ زمن نزوله حتى يومنا هذا، فلو تم هذا ماذا سيحدث؟
بالطبع سوف يختل النظام الموجود في هذا الكتاب، فلو كان لدينا كتاب بعدد صفحات محدد وعدد فصول محدد وعدد جُمل محدد وعدد كلمات محدد...وهكذا، ثم طرأ تغيير على هذا الكتاب مثل إضافة فصل لفصوله أو حذف فصل منه، فإن جميع الأعداد السابقة ستتغير، ولو فرضنا أن هذا الكتاب فيه نظام رقمي لأعداد جمله وفصوله وصفحاته، فإن هذا النظام سيختفي بمجرد أن نقوم بتحريف أو تغيير بعض جمل من هذا الكتاب.
ولذلك فإن مجرد وجود نظام رقمي في القرآن دليل كاف على أن القرآن لم يحرف، ولغة الرقم تضمن لنا أن الكتاب لم يتبدّل. من عظمة القرآن أن الله تعالى لم يخبرنا أن عدد سور كتابه سيكون 114 سورة، ولم يخبرنا أن عدد آيات كتابه ستكون 6236 آية، ولم يخبرنا أنه سينزل هذا الكتاب على فترة من الزمن هي 23 سنة. وهذه الأعداد لم يعرفها الناس إلا بعد وفاة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، عندما اكتمل نزول القرآن وتوقف الوحي.
لقد ترك الله لنا باب التدبر مفتوحاً بل وأمرنا أن نتدبر فقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ) [النساء: 82]. ولكن لماذا نتدبر القرآن ونبحث فيه ونفتش عن عجائبه وأسراره؟ ويأتي الجواب: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]، وكأن الله تعالى يشير إلى وجود نظام في القرآن علينا أن نكتشفه، وبالمقابل هنالك اختلاف واضطراب وعشوائية في كتب البشر، وعندما نقارن كتاب الله مع كتب البشر نخرج بنتيجة وهي أن هذا القرآن ليس من عند بشر بل هو كلام رب البشر سبحانه وتعالى.
وفيما يلي سنقدم ثلاثة براهين رقمية دامغة اكتشفناها بفضل الله ورحمته، وقد اخترتها لك أيها القارئ الكريم من بين آلاف البراهين الرقمية في كتاب الله تعالى، لشدة بساطتها ووضوحها:
البرهان الأول
ويتعلق باسم مؤلف الكتاب، فلو تأملنا في كل كتب العالم فإننا نلاحظ أن هنالك ميزة لا تتوافر إلا في كتاب واحد فقط. وميزة هذا الكتاب أن الكلمة الأكثر تكراراً فيه هي اسم مؤلف الكتاب! لو فتشنا في جميع الكتب في العالم وهي تعد بالمليارات لن نجد كتاباً واحداً يتكرر في داخله اسم مؤلف الكتاب إلا على غلاف الكتاب وفي المقدمة أو الخاتمة، أي على أعلى تقدير ثلاث مرات أو أربع مرات، ولكن ماذا عن القرآن وهو كتاب من "تأليف" الله تعالى-ولله المثل الأعلى؟
إن القرآن فيه ميزة رائعة وهي أن اسم مؤلف هذا الكتاب قد تكرر عدداً ضخماً جداً يساوي تماماً 2699 مرة!!!! وحتى لو جاء أعظم مؤلف وألف كتاباً وكرر اسمه مئة مرة فلن تجد أحداً يقرأ هذا الكتاب. لماذا؟ لأن الناس سيقولون إن هذا الرجل مغرور ولا يستحق كتابه القراءة، بينما نجد في كتاب الله والذي يبلغ 600 صفحة أن اسم (الله) يرد 2699 مرة أي بمعدل أربع أو خمس مرات في كل صفحة، فماذا يدل ذلك وكيف نفسره؟
ثم إن الله تعالى قد اختار هذا العدد أي 2699 بالذات لأنه عدد أولي مفرد يعبر عن وحدانية الله فهو لا ينقسم إلا على نفسه وعلى واحد لأن الله واحد!
والعجيب أن الرقم الأكثر تكراراً في القرآن هو الرقم واحد، فهل جاء هذا التوافق بالمصادفة، ولو أن تحريفاً طرأ على هذا الكتاب هل ستبقى هذه النسب كما هي أم أنها ستختل؟
إذن يمكن القول إن الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي تكون فيه الكلمة الأكثر تكراراً بين جميع كلماته هي اسم صاحب هذا الكتاب، هو القرآن، ولذلك نقول: (كتاب الله)!! ولو قمنا بإحصاء لجميع كتب البشر لن نجد أي كتاب تكون فيه الكلمة الأكثر تكراراً هي اسم صاحب الكتب إلا كتاب واحد هو كتاب الله!
وهذا إثبات مادي على أن القرآن كتاب الله، وليس كتاب محمد صلى الله عليه وسلم كما يدعي المشككون، لأن اسم (محمد) لم يتكرر في القرآن إلا 4 مرات فقط فتأمل!!!
البرهان الثاني
ويتعلق بمواصفات الكتاب من حيث عدد الفصول وعدد الجمل وعدد السنوات التي كُتب فيها الكتاب، فلو جئنا بكل ما كُتب في التاريخ من كتب وقصائد شعر ونصوص أدبية وغير ذلك، وقمنا بإجراء إحصاء لعدد فصول كل كتاب، وعدد الجمل التي يتضمنها هذا الكتاب، والمدة التي كُتب فيها هذا الكتاب، إذن نحن نريد ثلاثة أعداد فقط، فلو طبقنا هذا على جميع كتب العالم لن نجد كتاباً واحداً تتناسق أرقامه مع الرقم المميز في هذا الكتاب! لنشرح هذا الدليل بتبسيط أكثر.
لو قمنا بعدّ آيات القرآن الكريم وجدناها 6236 آية، ولو قمنا بعدّ سور القرآن الكريم وجدناها 114 سورة، ولو سألنا علماءنا عن المدة التي كُتب فيها القرآن أو مدة نزول القرآن وجدناها 23 سنة. ولو تأملنا هذه الأعداد بشكل سطحي لا نكاد نجد أي تناسق أو ترابط بينها.
والآن إذا توجهنا بسؤال لأي مؤمن عن العدد المميز في القرآن لأجابنا بأنه العدد سبعة، لأن هذا العدد يتكرر في مناسبات كثيرة وهو عدد مبارك يمثل السماوات السبع وأيام الأسبوع وعدد أبواب جهنم وغير ذلك. ويكفي أن نعلم بأن هذا الرقم المميز هو أول رقم ذُكر في القرآن.
إذا قلنا الآن إن الأعداد الثلاثة التي تميز القرآن ترتبط بشكل رياضي مع العدد الأكثر تميزاً في القرآن وهو العدد سبعة، فماذا تكون النتيجة؟ لنتأمل ذلك!
من العلوم الرياضية الحديثة والمعقدة جداً ما يسمى بالسلاسل الرقمية، وهنالك نوع من هذه السلاسل وهو السلاسل العشرية أي التي تعتمد العدد 10 أساساً لها. وبما أن القرآن معجزة لكل العصور ومهما تطور العلم، فإن الله تعالى نظّم أرقامه بشكل مميز ومعقد ومحكم ولا يمكن أن نجد مثل هذا النظام في أي كتاب آخر مهما بحثنا.
وتعتمد هذه السلاسل القرآنية على صف الأرقام بجانب بعضها، ومن ثم قراءة العدد الكامل لنجد أنه دائماً يتعلق بالرقم سبعة، أي الرقم المميز في القرآن.
والآن نعود إلى الأرقام الثلاثة:
عدد آيات القرآن 6236
عدد سور القرآن 114
عدد سنوات نزول القرآن 23
هذه الأرقام اختارها الله بالذات لتشل بناء رياضياً محكماً، وعجيباً ولا يوجد مثله إلا في القرآن، ومن لا يصدق فبإمكانه أن يبحث في كتب الدنيا ليقتنع بأن هذه الأرقام محكمة ومحفوظة بأمر الله تعالى، ولو نقصت آية واحدة أو زادت لانهار هذا البناء بالكامل، وإليكم الدليل الرياضي:
إن هذه الأعداد يرتبط بعضها مع بعض بنظام متسلسل الأكبر فالأصغر، أي أننا إذا وضعنا كل عددين بجانب بعضهما الأكبر فالأصغر لتشكلت أعداد دائما لها علاقة بالرقم المميز سبعة.
المعادلة الأولى
إن القرآن يتألف من 6236 آية وهذه الآيات تشكل 114 سورة
لو اختصرنا الكلمات من هذه الجملة وأبقينا الأعداد فسنجد العددين: 6236 و 114 وعندما نرتب ونصف هذين العددين ينتج عدد جديد ألا وهو 1146236. إن هذا العدد وهو مليون ومئة وستة وأربعون ألفاً ومئتان وستة وثلاثون، هذا العدد يرتبط بالرقم سبعة إذ أنه من مضاعفات الرقم سبعة.
ولكي نتأكد من ذلك نلجأ إلى عملية القسمة على سبعة، فعندما نقسم هذا العدد على سبعة نجد أنه يقبل القسمة ولا يبقى شيء، أي أن ناتج القسمة هو عدد صحيح، لنتأكد من ذلك:
1146236 ÷ 7 = 163748 الناتج هو عدد صحيح
هنالك ارتباط آخر وهو أننا إذا قرأنا العدد ذاته أي 1146236 بالعكس أي من اليمين إلى اليسار فإنه يصبح 6326411 ويبقى قابلاً للقسمة على سبعة، لنتأكد من ذلك:
6326411 ÷ 7 = 903773 الناتج هو عدد صحيح
المعادلة الثانية
إن القرآن يتألف من 6236 آية وهذه الآيات نزلت في 23 سنة
لو اختصرنا الكلمات من هذه الجملة وأبقينا الأعداد فسنجد العددين: 6236 و 23 وعندما نرتب ونصف هذين العددين ينتج عدد جديد ألا وهو 236236. إن هذا العدد يرتبط بالرقم سبعة إذ أنه من مضاعفات الرقم سبعة.
ولكي نتأكد من ذلك نلجأ إلى عملية القسمة على سبعة، فعندما نقسم هذا العدد على سبعة نجد أنه يقبل القسمة ولا يبقى شيء، أي أن ناتج القسمة هو عدد صحيح، لنتأكد من ذلك:
236236 ÷ 7 = 33748 الناتج هو عدد صحيح
هنالك ارتباط آخر وهو أننا إذا قرأنا العدد ذاته أي 236236 بالعكس أي من اليمين إلى اليسار فإنه يصبح 632632 ويبقى قابلاً للقسمة على سبعة، لنتأكد من ذلك:
632632 ÷ 7 = 90376 الناتج هو عدد صحيح
المعادلة الثالثة
إن القرآن يتألف من 114 سورة وهذه السور نزلت في 23 سنة
لو اختصرنا الكلمات من هذه الجملة وأبقينا الأعداد فسنجد العددين: 114 و 23 وعندما نرتب ونصف هذين العددين ينتج عدد جديد ألا وهو 23114. إن هذا العدد يرتبط بالرقم سبعة إذ أنه من مضاعفات الرقم سبعة.
ولكي نتأكد من ذلك نلجأ إلى عملية القسمة على سبعة، فعندما نقسم هذا العدد على سبعة نجد أنه يقبل القسمة ولا يبقى شيء، أي أن ناتج القسمة هو عدد صحيح، لنتأكد من ذلك:
23114÷ 7 = 3302 الناتج هو عدد صحيح
هنالك ارتباط آخر وهو أننا إذا قرأنا العدد ذاته أي 23114 بالعكس أي من اليمين إلى اليسار فإنه يصبح 41132 ويبقى قابلاً للقسمة على سبعة، لنتأكد من ذلك:
41132 ÷ 7 = 5876 الناتج هو عدد صحيح
إذن الأعداد الثلاثة 1146236 و 236236 و 23114 وهي الأرقام المميزة للقرآن قبلت القسمة على الرقم المميز في القرآن وهو الرقم سبعة، وبالاتجاهين أي أننا كيفما قرأنا العدد وجدناه قابلاً للقسمة على سبعة. والآن لنطرح هذه التساؤلات:
1- هل يمكن أن تكون جميع المعادلات المحكمة هذه قد أتت بالمصادفة العمياء؟
2- هل يمكن أن تكون هذه الأرقام من صنع محمد صلى الله عليه وسلم أو أحد جاء بعده مثلاً؟ ولماذا لم ينسبها إلى نفسه؟ ولماذا لم يفتخر بها كما يفتخر كل العلماء بإبداعاتهم؟
3- لو أن القرآن محرف ولو أنه تغيرت منه آيات أو أُضيفت إليه آيات، فهل سيبقى هذا النظام كما هو دون أن يختل؟
4- إننا لو غيرنا عدد سور القرآن فجعلناها 113 سورة مثلاً لاختل هذا البناء الرياضي، ولانهارت هذه المعادلات السباعية، لأن عملية القسمة هي عملية حساسة جداً لأي تغيير.
5- إذن ما هو التفسير المنطقي لوجود هذه التناسقات السباعية بين أعداد تميز القرآن (آياته وسوره وسنوات نزوله) وبين العدد الأكثر تميزاً في القرآن (الرقم سبعة)؟
6- هل يمكن أن نجد مثل هذا النظام الرقمي في كتاب واحد في العالم؟ ولو كان هذا الكتاب موجوداً فأين هو؟
ولذلك نقول إن هذه المعادلات تشكل دليلاً رياضياً على أن القرآن كتاب منزل من الله الواحد الأحد، وأنه لم يُحرف ولم يتبدل أو يتغير، ومن لم يقتنع بهذا المنطق الرياضي، فليأتنا بكتاب تتحقق فيه مثل هذه المعادلات الإلهية المحكمة، ونقول كما قال سبحانه لأولئك الذين شككوا في القرآن زمن نزوله عندما قال الله عنهم: (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ) [الطور: 33]، ونكرر لهم بعد أربعة عشر قرناً التحدي الإلهي في قول الحق تبارك وتعالى: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) [الطور: 34].
البرهان الثالث
ويتعلق هذا البرهان بالرقم سبعة ذاته، فلو تأملنا جميع الكتب البشرية فلن نجد أي نظام رقمي فيها، لأن وجود النظام يعني أن هنالك من وضع هذا النظام، ولا نعلم أحداً من المؤلفين حتى الآن حاول أن يجعل عدد كلمات كتابه من مضاعفات رقم ما، أو أن يجلس ويعدّ الحروف والكلمات والجمل ويقول إنني سأكتب كتاباً تأتي جميع كلماته منضبطة ومتناسقة مع عدد ما.
والسبب في عدم إقدام أحد من المؤلفين على هذا العمل أي تأليف كتاب تتكرر كلماته وفصوله وجُمله بنظام رقمي محدد هو أن هذا الكتاب سيفشل! لأن المؤلف عندما يكتب نصاً أدبياً فإنه يعطي كل تفكيره لما سيكتبه والمعاني التي سيحققها، ولكن إذا قام بعدّ الكلمات والفصول والجُمل فإن النص سيكون هزيلاً وأشبه بالكلمات المتقاطعة!! بل ولن يحقق أي فائدة من ذلك.
ولكن الله تعالى الذي أحكم كل شيء في القرآن، قد أودع فيه نظاماً دقيقاً لكل كلمة وكل حرف، ويستطيع القارئ متابعة أبحاث الرقم سبعة ليكتشف هذا النظام المبهر. ونكتفي هنا أن نضرب مثالاً بسيطاً عن الرقم الأكثر تميزاً في القرآن وهو الرقم سبعة.
ولن ندرس تكرار هذا الرقم في القرآن فإن ذلك يحتاج لبحث خاص، ونكتفي بأول مرة وآخر مرة ورد فيها الرقم سبعة في القرآن، لقد ورد ذكر الرقم سبعة في القرآن الكريم لأول مرة في سورة البقرة في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29]. وآخر مرة ورد فيها ذكر هذا الرقم في القرآن في سورة النبأ من قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) [النبأ: 12].
والآن: ما هو عدد السور من السورة الأولى وحتى الأخيرة، أي من سورة البقرة حيث ورد الرقم 7 أول مرة وحتى سورة النبأ حيث ورد الرقم 7 آخر مرة؟
بإحصاء بسيط نجد أن عدد السور هو 77 سورة!! إنها نتيجة مذهلة أن نجد عدد السور من السورة الأولى حيث ذكر الرقم 7 ولغاية السورة الأخيرة حيث ذكر الرقم 7 ، هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة وهو 77 :
77 ÷ 7 = 11 الناتج عدد صحيح
وتأمل معي أن العدد 77 يتألف من 7 و 7 ، كإشارة إلى الرقم 7 الأول والرقم 7 الأخير، إن هذا التناسق مبهر فعلاً، ولكنه لا يكفي لنقرر أنه لا يوجد كتاب في العالم فيه مثل هذا التناسق. لأنه قد يصدف أن نجد كتاباً لو بحثنا فيه عن الرقم 9 مثلاً أن نجد عدد فصول الكتاب من أول مرة ذكر فيها الرقم 9 ولآخر مرة ذكر فيها الرقم 9 أن نجد عدد الفصول 99 مثلاً، أو من مضاعفات الرقم 9.
ولذلك لابد من وجود تناسقات أخرى تثبت أن العملية لا تتم عن طريق المصادفة إنما هي حسابات إلهية محكمة. ولذلك فقد طرحت سؤالاً: إذا كان عدد السور من مضاعفات الرقم 7 فماذا عن عدد الآيات، وهل يمكن أن يكون من مضاعفات الرقم 7 أيضاً؟؟
وكانت المفاجأة أنني عندما عددت الآيات من الآية الأولى وحتى الآية الأخيرة، أي من قوله تعالى (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) ولغاية قوله تعالى (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً)، وجدت 5649 آية، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة!!!! فهو يساوي:
5649 ÷ 7 = 807 الناتج عدد صحيح
ولكن المفاجأة الثانية أنني عندما كنتُ أتأمل سورة البقرة حيث ورد الرقم 7 لأول مرة، وأتأمل سورة النبأ حيث ورد الرقم 7 لآخر مرة، فقد وجدتُ أن عدد الآيات التي تسبق الآية الأولى أي (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) هو 28 آية وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
28 ÷ 7 = 4 عدد صحيح
أي أن هنالك 28 آية من بداية سورة البقرة ثم تأتي الآية التي يُذكر فيها الرقم سبعة أول مرة في القرآن.
والمذهل فعلاً أنني وجدتُ النتيجة ذاتها في سورة النبأ! فقد قمت بعدّ الآيات التي تلي الآية (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) فوجدتُ بالتمام والكمال 28 آية، بنفس العدد السابق، وهذا يعني أنه يوجد بعد المرة الأخيرة التي يُذكر فيها الرقم 7 يوجد 28 آية (28 ÷ 7 = 4).
وبالنتيجة نجد الحقيقة الرائعة وهي أن عدد السور هو 77 سورة وعدد الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة هو 5649 وحتى لو قمنا بعد الآيات من أول البقرة وحتى نهاية النبأ فإننا نجد 5705 آية وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، ولا ننسى بأن الآيتين تتحدثان عن الرقم سبعة:
5705 ÷ 7 = 815 عدد صحيح
والآن يمكنني أن أعتبر أن هذا الدليل حقيقي ولا يمكن أن يأتي بالمصادفة، إذن هو بتقدير من الله الذي أحصى كل شيء عدداً والذي أودع هذه العجائب الرقمية في كتابه لنكتشفها اليوم في عصر الأرقام لتكون برهاناً مادياً ملموساً على أن القرآن كتاب الله، أنزله بعلمه وحفظه لنا بقدرته ونظّمه بحكمته سبحانه.
وأخيراً نطرح هذه النتائج:
1- لقد قدمنا في هذا البحث المختصر ثلاثة براهين رقمية ثابتة لا يتطرق إليها الشك أو الخلل، ونقول بأن القرآن هو الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي يحوي منظومة رقمية معقدة تتضمن آلاف البراهين ورأينا ثلاثة منها فقط!
2- ويستطيع أي إنسان أن يتأكد من صدق هذه الأرقام بسهولة وما عليه إلا أن يحضر نسخة من المصحف الشريف (برواية حفص عن عاصم أو ما يسمى مصحف المدينة المنورة) ويدقق هذه الأرقام بنفسه.
3- وكل من يدعي أن هذه التناسقات السباعية جاءت بالمصادفة فعليه أن يقدم البرهان المادي كما قدمناه نحن في هذا البحث، وأن يأتينا بكتاب تتحقق فيه مثل هذه الأرقام، وهيهات أن يجد مثل هذا الكتاب.
-
قواعد أساسية في الإعجاز العددي
تردنا كل فترة تساؤلات وانتقادات حول أبحاث الإعجاز العددي في القرآن الكريم، ولذلك فقد رأينا أن نخصص هذه المقالة لعرض بعض الانتقادات وتوضيح فكرة هذا الوجه الإعجازي الجديد...
أحبتي في الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن موضوع الإعجاز الرقمي لا يزال بين أخذ وردّ وهنالك الكثير من العلماء لم يقتنعوا به بعد بسبب عدم اطلاعهم على الاكتشاف الجديد للرقم سبعة، وواضح من رسائل الكثير من الاخوة المنتقدين أنهم لم يطلعوا على الكتب التي ألَّفتها في هذا المجال فأرجو تحميلها من موقعي والاطلاع عليها بشكل كامل.
يعتبر بعض القراء أن الإعجاز العددي ما هو إلا "تدليس" على القراء، ومحاولة لإقناعهم بشيء غير موجود، وهذا يسيء للقرآن طبعاً، فما هي الحقيقة؟
أما موضوع التدليس فيجب عليك أخي الحبيب أن تميز بين البحث الصحيح والبحث الخاطئ وأن تطلع جيداً على أبحاث الإعجاز العددي الصحيحة ثم تحدد إن كان الأمر فيه إيهاماً أو تزويراً للحقائق، واعلم أن لغة الأرقام لا تكذب، وأن الحقيقة الرقمية لا يمكن أن تدلس على أحد، لأن الأرقام لغة مادية لا تخضع للتفسيرات والتأويلات والآراء، بل هي لغة ثابتة ويقينية.
ولذلك فما دامت الأرقام صحيحة، وما دامت هذه الأرقام لم تأت عن طريق المصادفة، ويمكن التأكد من ذلك بقانون الاحتمالات الرياضي، فلا مشكلة في قبول الأرقام، ولكن البعض قد لا يقتنع بأن الله تعالى هو من نظّم هذه الأرقام بهذه الطريقة الرياضية، بل يقتنعون أن الأمر مصادفة، فما هو العمل؟
إن أفضل طريقة لتبيان حقيقة هذا الأمر هي أن نعرض هذه الأعداد على أهل الاختصاص من علماء الرياضيات والهندسة، ولا نعرضها على إنسان قد لا يعرف شيئاً في علم الرياضيات! ومن هنا يتساءل كثير من القراء عن صفّ الأرقام ولماذا لا نجمعها في أبحاثنا الجديدة.
والسؤال المطروح: لماذا تقوم بصف الأرقام ولا تجمعها كما هو مألوف؟
ونقول بأن القرآن يحوي منظومة رياضية معقدة، ولا يمكن أن يكون إعجاز القرآن على مزاجنا، بل إن الله تعالى هو من أنزل القرآن وهو أعلم بما ينزّل. ولذلك فإن جهل بعض القراء بعلم الرياضيات وطرائقه وأصوله، أو إذا لم يكن لديهم خبرة أو علم بطريقة رياضية ما، فلا يعني أن هذه الطريقة غير صحيحة.
ويمكن أن نوضح طريقة صف الأرقام بشكل بسيط للغاية. نحن نستخدم في طريقة عدّنا للأشياء طريقة تسمى "السلاسل العشرية"، أي أن كل حدّ في هذه السلسلة يتضاعف عشر مرات عن سابقه، ولكن هل من مثال ملموس على ذلك؟
إن أي عدد نستخدمه مثل رقم الهاتف أو رقم الحساب أو رقم السيارة هو عدد يتألف من مراتب، آحاد – عشرات – مئات – ألوف - ..... فلو أخذنا العدد 6236 وهو عدد آيات القرآن الكريم – المصحف الإمام. هذا العدد يُقرأ ستة آلاف ومئتين وستة وثلاثون، وهو يتألف من أربع مراتب، نقرأها من اليمين:
فالمرتبة الأولى 6 وهي مرتبة الآحاد، والمرتبة الثانية 3 وهي مرتبة العشرات، والمرتبة الثالثة هي 2 وهي مرتبة المئات والمرتبة الثالثة هي 6 وهي مرتبة الألوف، ويكون لدينا:
الرقم
6
3
2
6
مرتبته
آحاد
عشرات
مئات
ألوف
وهذا هو منطلق أبحاثنا في الإعجاز الرقمي، حيث نقوم بصف الأرقام ولا نجمعها، تماماً كما فعلنا مع العدد الذي يعبر عن آيات القرآن، أي العدد 6236 ولو أننا جمعنا مفرداته أي:
6 + 3 + 2 + 6
لنتج عدد هو 17 وهذا العدد لا يمثل عدد آيات القرآن، ومن هنا عندما نكتب آية من القرآن مثل (بسم الله الرحمن الرحيم)، فإننا نعبر عن سلسلة حروف الكلمات بالعدد 6643 أي نكتب عدد حروف كل كلمة ونقرأ العدد دون جمعه:
الآية
بسم الله الرحمن الرحيم
عدد حروف كل كلمة
3 4 6 6
إذن عندما نقرأ العدد كما هو نجده 6643 ستة آلاف وست مئة وثلاثة وأربعون، أي أننا نكتب سلسلة رقمية عشرية يتضاعف كل رقم عن سابقة عشر مرات. والسؤال: ما هي المشكلة من استخدام طريقة صحيحة رياضياً مادامت تعطينا نتائج صحيحة؟
فالعدد السابق الذي يمثل سلسلة حروف البسملة أي 6643 هو عدد من مضاعفات الرقم سبعة، فهو يساوي 7 × 949 ، أي لو كررنا الرقم سبعة 949 مرة لنتج معنا العدد 6643 "عدد حروف كل كلمة من كلمات البسملة".
ولو أن الأمر اقتصر على هذا التناسق السباعي أو على عدة تناسقات لقلنا إن هذه التناسقات بالمصادفة، ولكن الأمر العجيب والذي جعلني أنفق وقتاً طويلاً على دراسة هذه التناسقات هو أنها تتكرر آلاف المرات في القرآن بشكل يدعو للتفكر، أي أن ظاهرة التناسق السباعي لا يمكن لي كمؤمن أن أمر عليها وكأن شيئاً لم يكن! وإلا لماذا أمرنا الله أن نتدبر القرآن؟ وهل يقتصر التدبر على التفسير والبلاغة مثلاً؟
ماذا تعني هذه التناسقات، وحتى لو تكرر الرقم سبعة فما هي الفائدة من تكراره، وبماذا يخدم المسلمين؟
إن الهدف من أي معجزة هو إقناع غير المؤمنين بصدق هذا الدين، وقد كانت المعجزة البلاغية سبباً في إسلام الكثير من أعداء الإسلام في ذلك الزمن. ولكننا اليوم نعيش عصراً لا نجد من يفقه لغة البلاغة حتى نخاطبه بها. وإذا توجهنا بسؤال إلى أولئك الملحدين والذين يعتبرون أنفسهم أنهم قد بلغوا حداً كبيراً من التطور العلمي: ما هو العلم الذي تفتخرون به اليوم وتعترفون به؟ إن الجواب سيكون بلا شك علم الرقميات.
فعلم الفضاء تطور بسبب تطور علم الرياضيات، وعلوم الأرض والبحار والطب وغيرها تطورت بسبب تطور الكمبيوتر القائم على لغة الأرقام، كذلك هنالك علوم كثيرة غيرت العالم مثل الاتصالات الرقمية، وهي علوم قائمة على لغة الأرقام.
إذن كما كان العرب يفتخرون بالبلاغة والشعر ويتقنونها جيداً، كذلك اليوم نجد العالم المتقدم تكنولوجياً يتميز بأنه تفوق في لغة الأرقام ويفهم جيداً لغة الرياضيات. وليس من الحكمة إذا أردنا أن نناقش ملحداً أن نخاطبه ببلاغة القرآن، لأنه أصلاً لا يعترف بهذه البلاغة. ولكن عندما يكون الحديث بلغة الرقم القوية فإنه لن يجد مهرباً من الاعتراف بهذه اللغة.
والسؤال هنا: هل يصلح الإعجاز الرقمي أن يكون وسيلة للدعوة إلى الله تعالى في هذا العصر، وكيف؟
يوجد اليوم ظاهرة هي ظاهرة المؤتمرات العلمية، وهي تعبر عن مستوى تطور البلدان اليوم، ففي كل يوم هنالك مؤتمر علمي أو أكثر في مكان ما من هذا العالم. ويتم في هذه المؤتمرات عرض ما يكشفه العلماء من ظواهر كونية وعلمية تشمل جميع المجالات، وهذه الأبحاث هي التي جعلت عالمنا يصل إلى هذا التطور.
إنهم يعرضون أي ظاهرة غريبة ويحاولون تفسيرها علمياً، مثل موضوع الثقوب السوداء أو ظاهرة الأمطار الحمضية أو ظاهرة تشكل البَرَد، أو ظاهرة البرق وغير ذلك. إذن نحن نتعامل مع أناس يعترفون بالعلم ولا ينكرونه، والسؤال الآن:
هل تستحق ظاهرة التناسق الرقمي في القرآن وهو الكتاب الوحيد في العالم الذي يتميز بهذه الظاهرة، هل تستحق هذه الظاهرة الدراسة والتأمل وأن نخاطب بها الغرب أم لا؟ والجواب بغاية السهولة: فنحن كمؤمنين يجب أن نكون حكماء في دعوتنا إلى الله تعالى، ومن الحكمة أن نكلم كل قوم بلغتهم.
ولكن قبل ذلك يجب أن نعترف نحن بوجود هذه اللغة في القرآن، إذ لا يمكن أن نخاطب الغرب بشيء لا نقتنع به نحن.
عندما نتحدث مع غير المسلمين عن سماحة الإسلام وتعاليمه الرائعة وأحكامه المنصفة وأن من يتبع هذا الدين يحصل على سعادة الدنيا والآخرة.....، إن كثيراً من غير المسلمين لا تعجبهم هذه الكلمات، فهم مصرون على أن الإسلام دين العنف والإرهاب ولا يتفق مع العقل والمنطق!
ولذلك في هذه الحالة يجب أن نلجأ إلى أساليب أخرى للإقناع، تماماً كما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ذلك الملحد، عندما قال له: (إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ) [البقرة: 258]. فرد عليه النمرود قائلاً: (قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)، فلم ينهزم إبراهيم عليه السلام ولم يتركه بل لجأ إلى أسلوب آخر واستخدم علم الفلك فسأله سؤالاً أعجزه وجعله يستسلم أمام هذه الحقيقة الكونية، يقول تعالى: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) [البقرة: 258].
وهكذا نستنبط أن الداعية إلى الله عليه أن ينوع أساليب دعوته بما يناسب حال كل قوم، واستخدام الحقائق الكونية والعلمية هو أسلوب حديث سماه العلماء بالإعجاز العلمي، وما الرياضيات إلا علم من هذه العلوم بل أهمها، فما المانع أن نستخدم الحقائق الرقمية لإقناع المشككين أو إقامة الحجة عليهم؟
كيف نقتنع بأن الإعجاز العددي صحيح؟
هنالك مجموعة من الضوابط التي وضعتها لمعرفة البحث الصحيح وهو البحث الذي يطمئن إليه القلب. أهم شيء أن تكون الأرقام صحيحة والمنهج ثابت ولا تناقض بين العلم وهذه الأرقام. فقد دأب كثير من الباحثين على استخدام مناهج متعددة فتجده يطرح ثم يجمع ثم يضرب وتارة يقسّم الرقم على آخر دون وجود قاعدة ثابتة.
وهنالك باحثون يلجئون إلى أرقام من خارج القرآن مثل حساب الجمل والتراميز وغير ذلك من إبدال كل حرف من حروف القرآن برقم، ونحن لم نجد أي أساس علمي أو نتائج علمية لهذه الطرق.
كذلك هنالك من يلجأ إلى استخراج أرقام من القرآن ويقول بأنها تعبر عن تواريخ لأحداث سياسية أو تاريخية أو مستقبلية، وكل هذا لا يوجد عليه برهان واضح، ولا يمكن الأخذ به.
ولذلك يجب على كل باحث أن يوضح منهجه في العمل، وهذا ما قمنا به من خلال ضوابط الاعجاز العددي. حيث اعتمدنا طريقة ثابتة هي طريقة صف الأرقام، واعتمدنا منهجاً ثابتاً هو أن نستخرج الأرقام من القرآن نفسه ولا نأتي بأي رقم من خارج القرآن، وأخيراً فقد اعتمدنا أساساً لجميع الأبحاث وهو الرقم سبعة.
فالذي يتأمل أبحاث وكتب الإعجاز الرقمي والتي يجدها القارئ على هذا الموقع يلاحظ ثبات المنهج، وهكذا يمكن اعتبار أن النتائج التي توصلنا إليها مقبولة وتمثل معجزة حقيقية.
يتساءل بعض القراء: ما هي الطريقة المعتمدة لديكم لعد الآيات والحروف مع العلم أن هنالك مصاحف أخرى تختلف فيها أرقام الآيات، أو بعض أعداد الحروف؟
لقد اعتمدنا منهجاً ثابتاً في عد الحروف وهو عدّ الحروف كما تُكتب وليس كما تُلفظ، أي كل حرف مكتوب في القرآن نعده حرفاً سواء لُفظ أم لم يُلفظ، وهذا ما أسميته بالطريقة المادية لعدّ الحروف، أي أننا نقدم لغير المسلمين حقائق مادية يستطيعون من خلالها عد الحروف بأنفسهم دون أن يفقهوا اللغة العربية. وهذا أبلغ في الإقناع.
مع العلم أن المعجزة تشمل اللفظ أيضاً، ولكن هذا يحتاج إلى بحث آخر. أما عد الكلمات وتكرارها في القرآن فنعتمد دائماً على عدّ الكلمة دون مشتقاتها، أي نأخذ الكلمة كما هي وندرس تكرارها في القرآن وهذا أبلغ في الإقناع لأن الملحد لا يمكن له أن يغوص في اللغة ومشتقات الكلمات، أما عندما نقول له بأن كلمة ما مثل كلمة (الله) تكررت 2699 مرة فهو لن يستطيع أن ينكر هذا الرقم لأنا ببساطة نستطيع أن نريه هذا التكرار في القرآن.
ولذلك لا نعدّ تكرار الكلمة حسب المعنى اللغوي لأن المعنى قد يختلف من شخص لآخر، أما الكلمة ذاتها فهي محل اتفاق من قبل المؤمن وغير المؤمن، لأن القرآن بين يدينا ونستطيع إحصاء تكرار أي كلمة بسهولة.
أما موضوع قراءات القرآن ووجود أكثر من مصحف فهذا لا يعني أبداً أن المعجزة تقتصر على رواية حفص عن عاصم التي ندرسها، ولكن يمكننا أن نؤكد أنه في كل قراءة معجزة رقمية كبرى. ولو تعددت الأرقام فليس هنالك مشكلة لأن التناسقات العددية السباعية موجودة في رواية ورش ورواية نافع وغيرها من الروايات المتواترة.
وهناك سؤال طرحه على أحد المختصين باللغة فقال: أنا مؤمن بكل ما جاء في القرآن وأنه كتاب الله تعالى وإعجاز القرآن إنما يكون بلغته وبلاغته، فلماذا أضيع وقتي في أرقام ومعادلات لا فائدة منها ولن تزيد من إيماني؟
أقول لو كان هذا الاعتقاد صحيحاً إذن لادعى كل من لا يتقن البلاغة أنه مؤمن وليس بحاجة لتدبر بلاغة القرآن، والسؤال: ماذا نتدبر إذن؟ إن القرآن نزل لجميع البشر كل يجد فيه حاجته ويجد فيه ملاذه ويجد فيه متعته واختصاصه. فعالم الفلك يجد في القرآن معجزة كونية، وعالم اللغة يجد معجزة بيانية، وعالم الرياضيات يجد معجزة رقمية، والطبيب يجد معجزة طبية... وهكذا، كل حسب اختصاصه. ومن هنا تنبع عظمة القرآن.
أما ماذا يستفيد المؤمن من هذه الدراسة فيمكن أن نقول إن المؤمن مطالب بتدبر القرآن وخدمته والعمل بما فيه، والله يأمرنا أن ندعو إليه، ولذلك يجب أن يستفيد المؤمن من أي معجزة ويسخرها لإقناع غير المسلمين، وقد قال لي مرة أحد العلماء إن هذا الإعجاز أي الرقمي إذا أتقنا استعماله فهو سلاح قوي جداً لإقامة الحجة وإقناع المشككين.
في عصر الهجوم على الإسلام الذي نعيشه اليوم، من الخطأ أن نواجه هذا الهجوم بالعنف أو الإساءة إلى منتقدي الإسلام، والطريقة المثالية هي الإقناع والحوار، وهذه الطريقة ستكون أشد تأثيراً من أي طريقة أخرى. والإعجاز الرقمي هو وسيلة من الوسائل الكثيرة التي يجب علينا تعلمها.
ولكن هنالك مؤمنون لا يتقنون لغة الأرقام نقول لهم ليس هنالك مشكلة إذا لم تقرأ الإعجاز العددي، وليت مطالباً بالتعمق فيه، ولكن من الخطأ أن تقف ضد هذا الإعجاز وتضيع شيئاً قد يكون فيه الخير الكثير.
أما عن زيادة الإيمان فهذا أمر يختلف من مؤمن لآخر، فقد تجد مؤمناً يُتلى عليه القرآن كل يوم ولا يزداد إيماناً إلا بنسبة قليلة جداً، وقد تجد آخر بمجرد سماع بعض الآيات تجده يخشع ويخاف ويزداد إيماناً. كذلك تجد بعض القراء ينبهر بالحقائق الرقمية وتدمع عيناه أمام ما يراه من تناسقات بديعة لا يمكن أن تكون من تأليف بشر، فيستشعرون عظة القرآن وعظمة منزل القرآن. وبالمقابل تجد عالماً كبيراً في الفقه يقرأ الكثير من الحقائق الرقمية، وقد لا يتحرك فيه شيء ولا تؤثر فيه هذه الحقائق بسبب بعده عن لغة الرياضيات.
وأخيراً أقول عن نفسي إنني لم أكن مقتنعاً بالإعجاز العددي قبل عشرين عاماً، ولكنني توجهت إلى هذه الدراسة واقتنعتُ جيداً بها، بعدما رأيت من حقائق لا يمكن أنم أمر عليها مرور الكرام، وأنا أحبُّ القرآن ولذلك تجدني أحب أي شيء له علاقة بالقرآن، في التفسير وفي الإعجاز وفي القراءات وفي البلاغة وفي أعداد الآيات والسور، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن المحب لكتاب الله، فمن أحب شيئاً تعلق به وسوف يلفت انتباهه أي شيء له علاقة بما يحب.
وأقول كلمة أخيرة أخاطب بها كل من ينكر الإعجاز العددي:
إن الله تعالى هو من أنزل القرآن وزيَّنه بالعجائب والأسرار والمعجزات، فلو أن أحدنا عمّر بيتاً جميلاً وزينه وجمَّله بالورود مثلاً، ثم جاء من يقول له إن بيتك لا يحوي شيئاً من هذه الورود، ألا يحزن هذا الإنسان أو ينزعج؟ فكيف برب العالمين وهو القادر على كل شيء، وفي كتابه تبيان وتفصيل لكل شيء، كيف يمكن أن نقول إن كتاب الله لا يحوي تناسقاً رقمياً لأعداد كلماته وحروفه، أليس هذا استخفافاً بكتاب الله؟ وهل أطلعنا الله على كل العلوم الموجودة في كتابه حتى نقول إن الإعجاز هو بلاغة أو تشريع أو غير ذلك مما ندركه وننكر لغة الأرقام!
أخي الحبيب إن المشكلة ليست في الإعجاز الرقمي إنما هي بمن يقرأ هذا الإعجاز، فإذا كنتَ ممن لم يستوعبوا هذه المعجزة فعليك أن تقرأ المزيد والمزيد، وتتذكر أنك تتعامل مع كتاب الله القائل: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف: 44]. أي سوف يُسأل كل واحد منا عن هذا القرآن ماذا صنع به، وماذا قدم لخدمته، وكيف فهمه وتدبَّره وأتقن حفظه وتلاوته وأحكامه ومعجزاته وعلومه....
-
روائع سورة (يس)
أشياء كثيرة يراها الإنسان كل يوم أمامه، وقد لا يلتفت إليها ولكن في داخلها أسرار وعجائب لا تنتهي. فقد دأبتُ على تأمل أي شيء له علاقة بكتاب الله تعالى، فكانت الآيات تستوقفني بالتأمل والتدبّر، وكلما سمعتُ آية من كتاب الله أجدني خاشعاً أمام ثقل كلماتها ومعانيها.
فالذي يكرس كل حياته واهتمامه وتفكيره لهذا القرآن ويصبح القرآن كل شيء في حياته، فإن هذا سيؤدي إلى التفاعل والانسجام والتلذذ بسماع آيات القرآن. باختصار شديد أصبحت هوايتي ومتعتي وسروري وأجمل لحظات حياتي، عندما أعيش مع نص من نصوص القرآن أتأمله ساعات طويلة، فهذا هو قمة السعادة بالنسبة لي بعدما أكرمني الله تعالى بحفظ هذا القرآن والتعرف على تفاسيره وأحكامه ومعجزاته وعجائبه.
قصة
وقد كان لي قصة مع نص قصير جداً من نصوص القرآن ولكنه كبير جداً بروائعه. فقد كنتُ ذات مرة عائداً من سفر وقد علّق سائق الحافلة لوحة مخطوط عليها قوله تعالى: (يس والقرآن الحكيم)، وقد كُتبت تحته سورة يس كاملة بخط جميل.
هذا النص الكريم شدّني ولفت انتباهي وأسَرَ تفكيري، ووجدتُ نفسي أطيل التفكير فيه وأحسّ بأن كلماته قد رتبها الله تعالى بنظام بديع وعجيب. واستمر هذا النظر والتدبّر طيلة الطريق.
لقد عدتُ من هذا السفر إلى مدينتي ولكن الكلمات التي سحرتني بقيت في ذاكرتي: (يس والقرآن الحكيم). وأول عمل قمتُ به هو كتابة كلمات الله هذه وإعادة النظر إليها والتفكّر في دلالاتها. وانتابني إحساس قوي بأن هذه الكلمات فيها علاقة مذهلة مع ما تتحدث عنه وهو القرآن.
فالحديث هنا عن (القرآن الحكيم) ولا بدّ أن يكون هنالك علاقة بين حروف هذه الآية والقرآن. وبدأت رحلة من الدراسة العلمية لهذا النص القرآني، من خلال عدّ كلماته وحروفه. وبالرغم من صعوبة المهمة إلا أن الإصرار على اكتشاف معجزة فيه كان يبقيني محاولاً ومتابعاً. فنحن أمام أربع كلمات فقط، ولكل كلمة عدد محدد من الحروف:
فالكلمة الأولى هي (يس) وعدد حروفها هو (2).
الكلمة الثانية هي (و) وهذه واو العطف التي تعدّ كلمة مستقلة لأنها تُكتب منفصلة عما قبلها وما بعدها، وعدد حروفها كما نرى هو (1).
والكلمة الثالثة هي (القرآن) وعدد حروفها كما كتبت في كتاب الله تعالى هو (6) أحرف.
والكلمة الرابعة هي (الحكيم) وهي تتألف من (6) أحرف أيضا.
دلالات
لقد تعلمتُ شيئاً من أبحاث الإعجاز الرقمي التي قمت بها وهو أن الآية الكريمة يوجد بينها وبين ما تدل عليه علاقة وترابط، وهذا من إحكام القرآن، وهذا ما اكتشفته بالفعل. فنحن نعلم بأن سورة يس هي قلب القرآن كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه صلوات الله وسلامه. ونعلم بأن سورة يس هي من السور المميزة في القرآن والتي تبدأ بحروف مقطعة أو مميزة حيّرت المفسّرين وأعيت الباحثين وبقيت سراً غامضاً، لا ندري قد يمنّ الله على عبد من عباده باكتشاف هذا السر.
لقد قمتُ بكتابة النص الكريم وعبّرت عن كل كلمة بعدد حروفها، وذلك بهدف إيجاد النظام المحكم. وعلاقة هذا النظام بما تتحدث عنه الآية وهو القرآن. فإذا نتجت علاقة رياضية كهذه فهذا دليل ملموس على أنه لا مصادفة في كتاب الله، وأن هذا سيكون أحد تحديات القرآن للبشر أن يأتوا بمثله أو ينظموا كلمات تأتي حروفها منضبطة مع ما تعبر عنه.
كتبتُ النص وتحت كل كلمة عدد حروفها كما رُسمت في القرآن كما يلي:
يس و القرآن الحكيم
2 1 6 6
في هذه اللوحة الرائعة لدينا سطر من الكلمات وسطر من الأرقام، كل رقم يعبر عن حروف كلمة، ونحن بلغة الكلام نقول (يس والقرآن الحكيم)، لنفهم من ذلك القسم الإلهي يقسم بالقرآن ويصفه بالحكيم. أما لغة الأرقام فنستطيع أن نقرأ (6612) أي ستة آلاف وست مئة واثنا عشر، وهذا العدد هو مصفوف حروف كلمات النص، وهذا العدد يمثل سلسلة رقمية لا يمكن لأحد أن يشك فيها أو ينكرها.
فالعدد 6612 يمثل عدد حروف كل كلمة حسب تسلسلها في النص القرآني، ولم نجمع الأرقام لئلا يختفي هذا التسلسل. فكما نرى العدد 6612 نرى فيه حروف كل كلمة، بينما مجموعه وهو 15 لا نرى فيه هذا التسلسل بل نرى الناتج النهائي، والسر يكمن في تسلسل هذه الكلمات وعدد حروف كل منها.
سؤال حيّرني!
ولكن السؤال الذي استغرق أشهراً للإجابة عنه: ما هي العلاقة بين العدد 6612 وبين القرآن؟؟ وبعد كثير من التأمل قمتُ بمعالجة هذا العدد وتحليله رقمياً وكانت المفاجأة، أن العدد الذي يعبر عن حروف النص الذي يتحدث عن القرآن يتناسب مع عدد سور القرآن الـ 114!!! وإليك التفاصيل.
إن العدد 6612 يساوي بالتمام والكمال 114 مضروباً في 58 وبكلمة أخرى:
6612 = 114 × 58
إذن العدد الذي يمثل حروف (يس والقرآن الحكيم) جاء من مضاعفات العدد 114 وهو عدد سور القرآن الحكيم. ولكن ماذا عن العدد 58 الناتج معنا في المعادلة؟؟ وهل له علاقة بالقرآن؟؟
لقد استغرق هذا الأمر مني بحثاً طويلاً في كلمات القرآن وتكرارها، وكانت المفاجأة من جديد، فقد وجدتُ بأن كلمة (قرآن) قد تكررت في القرآن 58 مرة!!! وهكذا أصبحت المعادلة مقروءة على الشكل التالي:
إن العدد الذي يمثل حروف النص الذي يتحدث عن القرآن يساوي عدد سور القرآن في عدد مرات تكرار (قرآن) في القرآن! وسبحان الله الحكيم العليم، هل جاءت هذه الأرقام الدقيقة جميعها بالمصادفة؟ أم أن الله بعلمه وحكمته وقدرته هو الذي نظّمها وأحكمها ورتبها؟
قلب القرآن
ولكن كنتُ دائماً أعتقد بأن معجزات هذا النص وغيره من نصوص القرآن لا تنقضي، ومهما بحثنا فسوف نجد إعجازاً مذهلاً. وكنتُ أتذكر حديث الرسول الكريم عن سورة يس وأنها قلب القرآن، فقلت: هل يمكن أن نجد دلالة لهذه التسمية أي (قلب القرآن)؟
فنحن أمام عدد كما رأينا يمثل حروف النص وهو 6612 والسؤال: ماذا يحدث إذا قمنا بقلب هذا العدد؟ ونحن نعلم أن كلمة (قلب) جاءت من التقلّب وتغيير الاتجاه وعكسه، أي هل يمكن أن نجد مدلولاً لمقلوب العدد 6612 ؟
عندما نقرأ هذا العدد بالاتجاه المعاكس يصبح 2166 ألفان ومئة وستة وستون، والسؤال: هل توجد علاقة بين هذا العدد وبين القرآن الكريم؟ وهذا تطلّب مني جهداً وبحثاً ولكن النتيجة كانت مذهلة. فقد تبيّن بأن هذا العدد من مضاعفات العدد 114 الذي يمثل عدد سور القرآن! ويمكن أن نكتب العلاقة الرياضية التالية:
2166 = 114 × 19
إنها نتيجة مذهلة حقاً أن نجد العدد الذي يمثل حروف نص يتحدث عن القرآن يأتي مضاعفاً لعدد سور القرآن كيفما قرأناه، ولكن ماذا عن العدد 19 الناتج الأخير وماذا يمثل، ونحن نعلم بأن لكل رقم في كتاب الله دلالات واضحة؟
وبدأت رحلة من البحث من جديد للإجابة عن هذا التساؤل والذي يتضمن مدلول الرقم 19 وعلاقته بسورة يس. ولم يمض إلا عدد من الأيام حتى تبيّن لي بأن رقم سورة (يس) بين السور ذات الفواتح هو 19، واكتملت بذلك دلالات هذه المعادلة.
نلخص ما رأيناه
والآن لنكتب هذا النص الكريم وعدد حروف كل كلمة من كلماته ونقرأ العدد ومقلوبه:
يس و القرآن الحكيم
2 1 6 6
المعادلة الأولى:
6612 = 114 × 58
عدد سور القرآن تكرار كلمة (قرآن) في القرآن
المعادلة الثانية:
2166 = 114 × 19
عدد سور القرآن ترتيب (قلب القرآن) في القرآن
ويمكن القول الآن:
إن العدد الذي يمثل حروف النص الذي يتحدث عن القرآن (يس والقرآن الحكيم) يساوي عدد سور القرآن في عدد مرات ذكر كلمة (القرآن) في القرآن، وعندما قلبنا نفس العدد أصبح مساوياً لعدد سور القرآن في ترتيب سورة (يس) أي قلب القرآن!!!
وأمام هذه الحقيقة الرقمية التي لا يمكن لأحد أن يجحدها ينبغي على كل مؤمن أن ينحني خشوعاً أمام عظمة هذا القرآن، كما ينبغي على كل منكر للقرآن أن يعيد حساباته ويفكّر في هذه الأرقام: هل جاءت على سبيل المصادفة؟ أم أن الله الذي أنزل القرآن هو الذي رتبها وأحكمها لتكون دليلاً مادياً على صدق كلامه وصدق رسالته؟
لذلك نجد أن الآية التي جاءت بعد هذا النص مباشرة هي خطاب للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، تؤكد صدق هذا النبي وأنه مرسل من الله تعالى، وأنه على حق وعلى صراط مستقيم، وأن كل كلمة نطق بها هي تنزيل من الله العزيز برغم إنكار الملحدين لكتابه، والرحيم بهم برغم معصيتهم وشِركهم. واستمع معي إلى هذه الكلمات الرائعة: (يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) [يس: 1-5].
ملاحظات
لقد قمنا بعدّ الحروف كما تُكتب في القرآن وليس كما تُلفظ، وهذا منهج ثابت في أبحاث الإعجاز الرقمي.
كذلك نعدّ واو العطف كلمة مستقلة وتأخذ مرتبة مستقلة، لأنها تُكتب مستقلة عما قبلها وما بعدها، ونحن نعلم من قواعد العربية أن الكلمة اسم وفعل وحرف، والواو هنا مع أنها حرف عطف أو أداة قسَم إلا أنها تعدّ كلمة مثلها مثل أية كلمة أخرى.
أما طريقة صف الأرقام وفق هذا النظام العشري له أساس رياضي فيما يسمى بالسلاسل العشرية، حيث يتضاعف كل حد على سابقة عشر مرات.
تكررت كلمة (القرآن) في القرآن كله 49 مرة، وكلمة (قرآن) 9 مرات، والمجموع 58 مرة، أما كلمة (قرآناً) و(قرآنه) فلم تُحسبا، لأننا كما تعاملنا في النص الكريم مع الحروف المرسومة، كذلك نتعامل في تكرار الكلمات مع الحروف المرسومة، ونحصي كلمة (قرآن) معرَّفة وبدون تعريف، دون أن نحصي ملحقات الكلمة.
إن السور المميزة أو التي تبدأ بحروف مقطعة عددها في القرآن 29 سورة، وتأتي سورة (يس) بين هذه السور حسب ترتيب السور في الرقم 19.
ــــــــــــ
- 1
-
أسرار (الـم) في القرآن الكريم
كثيرة هي التساؤلات التي طُرحت حول الحروف في أوائل بعض السور، ولماذا وضع الله هذه الحروف وهل جاء الزمن الذي يمن الله علينا باكتشاف سرها، وهل يمكن أن تكون هذه الحروف دليلاً مادياً على صدق كتاب الله تعالى في عصر التكنولوجيا الرقمية الذي نعيشه اليوم؟؟
سوف نرى من خلال معجزة هذه الحروف وبنائها الرقمي المحكم مدى التعقيد والإبداع الإلهي والذي لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله. سوف نرى نسيجاً رائعاً من التناسقات العددية القائمة على الرقم سبعة ومضاعفاته وفق منهج علمي ورياضي محكم.
إشارات لوجود علاقة بين الرقم سبعة وهذه الحروف
إن أول شيء لاحظه المفسرون رحمهم الله تعالى في هذه الحروف أن عددها هو أربعة عشر حرفاً، وعدد الافتتاحيات المشكلة منها هو أيضاً أربعة عشر افتتاحية، طبعاً عدا المكرر منها. والشيء الذي لفت انتباهي هو هذا الرقم أي 14، وتوقعت أن يكون فيه مفتاح الحل للغز هذه الحروف بسبب تكراره مرتين أي مرة مع الحروف المقطعة ومرة مع الافتتاحيات في أوائل السور:
عدد الحروف المميزة عدا المكرر = 14 أي سبعة في اثنان.
عدد الافتتاحيات المميزة عدا المكرر = 14 أي سبعة في اثنان.
إن العدد 14 يمكن تحليله رياضياً إلى رقمين 7 و 2 ، بكلمة أخرى إن العدد 14 هو حاصل ضرب سبعة في اثنان، ويمكن كتابة المعادلة الآتية: 14 = 7 × 2 ولكن ماذا يعني ذلك؟
الرقم المميز
لا يخفى على أحد ما للرقم سبعة من أسرار وعجائب، فهذا العدد هو أول عدد ذُكر في القرآن، وهو العدد الأكثر تكراراً في كتاب الله تعالى بعد الرقم واحد، وهو العدد الذي اختاره الله تعالى لكل ذرة من ذرات الكون، فكما نعلم عدد طبقات الذرة هو سبعة. وعدد السماوات سبع وكذلك الأراضين، وكذلك عدد أيام الأسبوع، ومثله كثير.
إذن اختار الله تعالى عدد الحروف المميزة في القرآن لتساوي ضعف الرقم سبعة أي 7×2، ولكن ماذا يعني الرقم 2 أيضاً؟ إن هذا الرقم ببساطة يدل على التكرار والتثنية والمضاعفة، وكأن الله تعالى يريد أن ينبِّهنا إلى معجزة في هذه الحروف تقوم على الرقم سبعة ومكرراته، فجعل عددها سبعة في اثنان.
أي أننا إذا تأملنا بناء هذه الأحرف والطريقة التي انتظمت بها عبر آيات القرآن وأعداد هذه الحروف المميزة في كل كلمة من كلمات القرآن، لا بدّ أن نحصل على تناسقات مع الرقم سبعة ومضاعفاته، أي رياضياً لا بدّ أن نحصل على أعداد تقبل القسمة على الرقم سبعة من دون باق، وهذا ما سوف نراه فعلاً.
أول افتتاحية مميزة في القرآن
إن أول افتتاحية مميزة في القرآن هي (الم)، وهي أول آية من سورة البقرة، ويأتي بعدها مباشرة تأكيد من ربّ العزة سبحانه وتعالى أن هذا الكتاب أي القرآن لا ريب فيه أي لا شكّ فيه وأنه هدى للمتقين. يقول عزّ وجلّ: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة: 2].
ولو ذهبنا إلى آخر سورة بدأت بالحروف الثلاثة (الم) لوجدنا سورة السجدة التي استُفتحت بهذه الحروف وجاء بعدها مباشرة في الآية الثانية تأكيد من الله تعالى أن القرآن لا ريب فيه أيضاً وأنه تنزيل من رب العالمين. يقول تعالى: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [السجدة: 2]. أي أن التأكيد هنا يتكرر بأن القرآن لا شكّ فيه.
لقد فكرتُ طويلاً في سرّ هذا التكرار لتأكيد الله تعالى بأن القرآن لا ريب فيه، ولماذا اختار الحق سبحانه هذه الحروف الثلاثة بالذات؟ وبعد بحث طويل خطرت ببالي فكرة وهي أن الله تعالى لم يضع هذه الحروف عبثاً، أو أنها أسماء لله أو أسماء للسور فهذا كله لم يثبت وسبب ذلك ببساطة هو أنه إذا فكر أحد بتغيير هذه الحروف لن يؤثر ذلك على هذا التفسير، أي أن الحروف الجديدة تصلح أسماء للسور أو أسماء لله تعالى.
والمنطق يفرض بأن الله تعالى قد وضع هذه الحروف ليؤكد لنا وجود بناء خاص بها، أي أننا لو استبدلنا هذه الحروف بأخرى سوف يختل هذا البناء! أي أن هذه الحروف فيها معجزة ولا يمكن تحريفها أبداً أو تغييرها أو تبديلها. والسؤال: كيف يمكن التعبير عن هذا البناء المحكم؟ وهل يمكن أن نجد في هذا البناء تناسقاً مع الرقم سبعة؟
توزع مذهل للحروف
قمتُ بكتابة هذه الآية كما كُتبت في القرآن وأخرجتُ من كل كلمة ما تحويه من هذه الحروف الثلاثة أي الألف واللام والميم. فكلمة (ذلكَ) تحوي من (الم) حرف اللام أي تحوي حرفاً واحداً من هذه الحروف الثلاثة، وبالتالي تأخذ الرقم 1 . وكلمة (الكتاب) نجدها مكتوبة في كتاب الله تعالى من دون ألف هكذا (الكتب) وتحوي الألف واللام ولذلك تأخذ الرقم 2، أما كلمة (لا) فتحوي ألفاً ولاماً أي 2 وكلمة (ريب) لا تحوي أي حرف من حروف (الم) لذلك تأخذ الرقم صفر. ومثلها كلمة (فيه) التي لا تحوي شيئاً من حروف ألف لام ميم وتأخذ الرقم صفر، وكذلك كلمة (هدى) ليس فيها شيء من (الم) وتأخذ الصفر، أما كلمة (للمتقين) فتحوي لاميْن وميماً أي المجموع ثلاثة وتأخذ الرقم 3.
والآن نكتب الآية الكريمة وتحت كل كلمة عدد ما تحويه من الحروف الثلاثة (الم):
ذَلِكَ الْكِتَبُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ
1 2 2 0 0 0 3
فإذا ما قرأنا العدد كما هو دون جمعه نجده 3000221 أي ثلاثة ملايين ومئتان وواحد وعشرون، هذا العدد له علاقة مباشرة بالرقم سبعة فهو من مضاعفات الرقم سبعة، أي إذا قسمناه على سبعة كان الناتج عدداً صحيحاً لا فواصل فيه، ويمكن أن نتأكد من هذه النتيجة رياضياً بقسمة هذا العدد على سبعة لنحصل على عدد صحيح لا يحوي كسوراً أو فواصل عشريةً:
3000221 ÷ 7 = 428603
إذن العدد الذي يمثل توزع حروف (الم) في كلمات أول آية بعد (الم) هو عدد من مضاعفات الرقم سبعة. ولكن ماذا عن آخر (الم) وهل من الممكن أن تتكرر هنا العلاقة الرياضية ذاتها؟
لنكتب الآية التي تلي (الم) من سورة السجدة وتحت كل كلمة عدد حروف الألف واللام والميم فيها تماماً كما فعلنا مع الآية السابقة، مع ملاحظة أن كلمة (الكتاب) هنا أيضاً كُتبت من دون ألف (الكتب)، وكذلك كلمة (العالمين) كتبت من دون ألف هكذا (العلمين) وهذا لحكمة سوف نكتشف جزءاً منها. الآن نكتب الآية لنرى كيف تتوزع حروف (الم) في كلماتها:
تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ
1 2 2 0 0 1 0 4
و هنا نجد العدد 40100221 والذي يمثل توزع حروف الألف واللام والميم من مضاعفات السبعة:
40100221 ÷ 7 = 5728603
وهنا نقول إن هذا التوزع السباعي الدقيق لم يأت عن طرق المصادفة لأن المصادفة لا تتكرر بهذا الشكل. والذي يؤكد ذلك هو أن التوزع لا يقتصر على الحروف بل الكلمات لها نظام أيضاً. لنقرأ الفقرة التالية.
توزع مذهل للكلمات
في هاتين الآيتين كلمات تحوي حروفاً من (الم) كما رأينا وكلمات أخرى لا تحوي أي حرف من (الم)، والسؤال: إذا كان توزع حروف (الم) عبر كلمات الآية جاء متناسباً مع الرقم سبعة، فماذا عن الكلمات التي تحوي (الم)؟ وهل تتكرر العلاقة السباعية أيضاً؟
ونقول: كما توزعت حروف (الم) بنظام سباعي كذلك تتوزع كلمات (الم) بنفس النظام. ونكتب الآن كلتا الآيتين السابقتين، ولكن هذه المرة نبحث عن الكلمات التي تحوي حروفاً من (الم) فنعطيها الرقم واحد، أما تلك الكلمات التي لا تحوي أي حرف من حروف الألف واللام والميم فتأخذ الرقم صفر. وهنا نتبع قاعدة رياضية معروفة هي نوع من أنواع النظام الثنائي، والذي يقتصر على الرقمين واحد وصفر.
لنطبق هذه القاعدة على الآية الأولى، فنكتب الآية الكريمة وتحت كل كلمة رقماً يشير إلى وجود أو عدم وجود حروف (الم) في الكلمة:
ذَلِكَ الْكِتَبُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ
1 1 1 0 0 0 1
وهنا نجد العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حروفاً من (الم) هذا العدد هو 1000111 وهو من مضاعفات الرقم سبعة:
1000111 ÷ 7 = 142873
والعجيب أن النظام ذاته ينطبق على الآية الأخيرة! لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة رقم يمثل وجود أو عدم وجود (الم) في هذه الكلمة كما فعلنا مع الآية السابقة:
تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ
1 1 1 0 0 1 0 1
والعدد الذي يمثل توزع الكلمات ذات حروف (الم) هو 10100111 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
10100111 ÷ 7 = 1442873
فتأمل أخي القارئ كيف أن حروف (الم) تتوزع بنظام سباعي، وبالمثل الكلمات التي تحوي حروفاً من (الم) تتوزع بنظام سباعي أيضاً. فهل جاء هذا التوزع بالمصادفة؟ وهل يمكن للمصادفة أن تتكرر في القرآن كله في آياته وسوره وكلماته وحروفه؟؟
تناسق معجز!
إن الإعجاز والنظام والتناسق لا يقتصر على الآيات، بل يشمل أيضاً ارتباط هذه الآيات بعضها ببعض، وهذا لكمال وتمام الإعجاز في كتاب الله تعالى. فلو أحصينا عدد حروف الآية الأولى: (ذَلِكَ الْكِتَبُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) نجد 26 حرفاً. ولو عددنا حروف الآية الثانية: (تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ) نجد 29 حرفاً. والعجيب أن هذين الرقمين يتناسبان مع الرقم سبعة، فلو قمنا بوضع هذين الرقمين حسب تسلسلهما وجدنا عدداً هو:
الآية الأولى الآية الأخيرة
26 29
والعدد الذي يمثل حروف الآيتين هو 2926 من مضاعفات السبعة:
2926 = 7 × 418
إن هذه النتيجة تؤكد ارتباط حروف الآيات بنظام سباعي، ولكن هذا ليس كل شيء، وهذه النتيجة ليست مصادفة، والسبب هو وجود علاقة مذهلة بين عدد الكلمات التي تحوي حروفاً من (الم) وبين عدد هذه الحروف في الآية.
التوازن العددي بين الكلمات والحروف
لو عددنا الكلمات التي تحوي (الم) في الآية الأولى أي في قوله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَبُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) وجدنا 4 كلمات تحوي حروفاً من (الم)، ولو عددنا حروف الألف واللام والميم في الآية لوجدنا 8 أحرف أي الضعف، والمذهل وجود تناسق عددي يربط بين الكلمات والحروف:
عدد الكلمات التي تحوي (الم) عدد حروف (الم) في الآية
4 8
والعدد الناتج من صف الرقمين 4 و 8 أي العدد الذي يمثل الكلمات والحروف هو 84 من مضاعفات السبعة:
84 ÷ 7 = 12 (لاحظ أن العدد 12 هو مجموع الكلمات والحروف 4+8)
الآن نذهب للآية الأخيرة (تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ) ونطبق الخطوات ذاتها ونحصي الكلمات التي احتوت على أحد حروف (الم) لنجد عددها 5 ولكن عدد حروف الألف واللام والميم في هذه الآية يساوي 10 أي الضعف أيضاً!! تماماً كما في الآية الأولى. ويبقى هنا التناسق السباعي ليربط بين الكلمات والحروف:
عدد الكلمات التي تحوي (الم) عدد حروف (الم) في الآية
5 10
وهنا من جديد نجد العدد الذي يمثل الكلمات والحروف هو 105 من مضاعفات السبعة أيضاً:
105 ÷ 7 = 15 (ولاحظ هنا أيضاً العدد 15 هو مجموع الكلمات والحروف 5+10)
حتى ناتجي القسمة أي العدد 12 والعدد 15 نجد بينهما تناسق سباعي محكم، فعند صف هذين العددين 12-15 نجد عدداً جديداً هو 1512 وهذا من مضاعفات السبعة أيضاً:
1512 ÷ 7 = 216
ولكن العجيب أن العدد النهائي الناتج لدينا وهو 216 يتناسب بشكل مذهل مع عدد السور التي تبدأ بـ (الم) وهو 6 فالعدد 216 يساوي ستة في ستة في ستة:
216 = 6 × 6 × 6
وهنا ندرك أن كل عدد في القرآن قد وضعه الله تعالى بدقة فائقة وبتناسب مبهر ليدلنا على إعجاز القرآن، ليس بلغته وبلاغته وعلومه فحسب، بل بأرقامه وأعداده أيضاً.
رسم معجز
إن المعجزة القرآنية الرقمية تشمل أيضاً طريقة رسم كلماته وحروفه. وتأمل أخي القارئ كيف أن الله بعلمه وحكمته قد ألهم المسلمين أن يكتبوا كلمة (كتاب) في الآيتين السابقتين من دون ألف هكذا (كتب)، مع العلم أنه في بعض المواضع لم تحذف هذه الألف! وتأمل معي لو أن أحداً فكر بإضافة حرف الألف لهذه الكلمة فهل سيبقى من هذا التناسق شيء؟ أليس هذا دليلاً على حفظ الله لكتابه؟ يقول تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحِجر: 9].
ولكن السؤال: لماذا تكررت (الم) ست مرات في القرآن؟ ولماذا اختار الله سوراً محددة ليبدأها بهذه الحروف؟
تسلسل الحروف المميزة في القرآن الكريم
لنكتب السور التي تبدأ بحروف مميزة حسب تسلسلها في كتاب الله تعالى مع الحروف التي تبدأ بها كل سورة ونميز منها حروف (الم):
1- سورة البقرة (الم) 2- سورة آل عمران (الم) 3- سورة الأعراف (المص)
4- سورة يونس (الر) 5- سورة هود (الر) 6- سورة يوسف (الر)
7- سورة الرعد (المر) 8- سورة إبراهيم (الر) 9- سورة الحِجر (الر)
10- سورة مريم (كهيعص) 11- سورة طه (طه) 12- سورة الشعراء (طسم)
13- سورة النمل (طس) 14- سورة القصص (طسم) 15- سورة العنكبوت (الم)
16- سورة الروم (الم) 17- سورة لقمان (الم) 18- سورة السجدة (الم)
19- سورة يس (يس) 20- سورة ص (ص) 21- سورة غافر (حم)
22- سورة فُصّلت (حم) 23- سورة الشورى (حم عسق) 24- سورة الزخرف (حم)
25- سورة الدخان (حم) 26- سورة الجاثية (حم) 27- سورة الأحقاف (حم)
28- سورة ق (ق) 29- سورة القلم (ن)
ترتيب مذهل للسور المميزة ذوات الحروف (الم)
كما قلنا في القرآن الكريم ست سور جميعها تبدأ بالحروف (الم)، فهل من بناء سباعي محكم؟ لقد اختار الله تبارك وتعالى بعلمه وقدرته ترتيباً معجزاً لسور القرآن وخصوصاً السور التي تبدأ بحروف مميزة. وبما أننا نعيش الآن في رحاب (الم) لذلك سوف نتساءل:
ما هي الحكمة من تكرار (الم) ست مرات في ست سور؟ ولماذا جاء عدد آيات هذه السور وفق ما نراه أي سور طويلة مثل البقرة، وسور قصيرة مثل السجدة؟ ولماذا جاء ترتيب هذه السور الستة بهذا الشكل؟ أي أربع سور نزلت بمكة وهي العنكبوت والروم ولقمان والسجدة، وسورتان نزلتا بالمدينة البقرة وآل عمران. ولماذا وُضعت سورتا البقرة وآل عمران في مقدمة المصحف مع العلم أنهما نزلتا بعد السور الأربعة المكية بسنوات؟
الحقيقة الأولى
لماذا تأخذ آية (الم) الرقم واحد في كل السور الستة التي تكررت فيها؟ والسبب هو وجود تناسق سباعي لتكرار هذا الرقم. فلو قمنا بصف أرقام الآيات التي وردت فيها (الم) نجد العدد 111111 وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
111111 = 7 × 15873
الحقيقة الثانية
لقد وضع الله تعالى السور الستة في ترتيب محدّد بين السور التي تبدأ بحروف مميزة، فعدد السور ذوات الفواتح هو 29 سورة، ولو رقمنا هذه السور بأرقام متسلسلة فإننا سنجد أن السور التي تبدأ بـ (الم) ترتيبها كما يلي:
البقرة آل عمران العنكبوت الروم لقمان السجدة
1 2 15 16 17 18
لماذا هذه الأرقام بالذات؟ الجواب لأنها تحقق تناسقاً مذهلاً مع الرقم سبعة، فإذا قرأنا العدد الناتج وهو 1817161521 نجده من مضاعفات الرقم سبعة ثلاث مرات متتالية!!! لنتأكد من ذلك رقمياً:
1817161521 = 7 × 7 × 7 × 5297847
حتى العدد الناتج بعد ثلاث عمليات قسمة على سبعة وهو 5297847 عدد يتألف من سبع مراتب! ومجموع أرقامه عدد من مضاعفات السبعة:
7 + 4 + 8 + 7 + 9 + 2 + 5 = 42
42 ÷ 7 = 6
ولاحظ أخي القارئ أن العدد النهائي الناتج من سلسلة العمليات هذه هو 6 لماذا؟ وعدد سور (الم) هو ست سور، فتأمل هذا التناسق المبهر!
الحقيقة الثالثة
لو دققنا النظر في هذه السور نجد منها سورتين مدنيتين أي نزلتا على الرسول الكريم في المدينة المنورة بعد الهجرة وهما البقرة وآل عمران، وأرقامهما كما رأينا هو 1 و 2 بين السور ذات الفواتح، والعجيب أننا إذا وضعنا أرقام هاتين السورتين حسب تسلسلهما في القرآن نجد العدد 21 من مضاعفات السبعة! 21 = 7 × 3
ولكن ماذا عن بقية السور؟ نجد أن السور الأربعة الباقية نزلت بمكة وجاء ترتيب تسلسلها بين السور المميزة ذات الفواتح هو: 15 16 17 18 والعجيب أيضاً أن العدد الناتج يقبل القسمة على سبعة:
18171615 = 7 × 2595945
إذن جاء ترتيب السور المدنية بتناسق مع الرقم سبعة، وكذلك جاء ترتيب السور المكية بتناسق مع الرقم سبعة. ليس هذا فحسب بل هنالك تناسب سباعي لعدد السور المدنية وعدد السور المكية. فلو تتبعنا ترتيب المصحف نجد أن سور (الم) وضعت في مجموعتين المجموعة الأولى سورتان متتاليتان هما البقرة وآل عمران، والمجموعة الثانية أربع سور متتالية هي العنكبوت والروم ولقمان والسجدة.
ولذلك يمكن أن نكتب هذين العددين كما يلي:
عدد سور المجموعة الأولى عدد سور المجموعة الثانية
2 4
والعدد الجديد الناتج من صف هذين الرقمين هو 42 من مضاعفات السبعة:
42 ÷ 7 = 6
لاحظ أن الناتج النهائي هو 6 بعدد السور الستة!!!
الحقيقة الرابعة
والآن نأتي إلى عدد آيات كل سورة، وهل من نظام محكم لأعداد هذه الآيات؟ لنكتب السور الستة التي تبدأ بـ (الم) وتحت كل سورة عدد آياتها:
البقرة آل عمران العنكبوت الروم لقمان السجدة
286 200 69 60 34 30
العجيب جداً أن العدد الناتج هنا والذي يمثل أعداد آيات كل سورة هو عدد يتألف من 14 مرتبة بعدد الحروف المميزة! وهذا العدد هو 30346069200286 من مضاعفات السبعة:
30346069200286 = 7 × 4335152742898
ولو قمنا بجمع أعداد الآيات هذه لوجدنا عدداً من مضاعفات السبعة:
286 + 200 + 69 + 60 + 34 + 30 = 679 = 7 × 97
ولو قمنا بجمع الأرقام فقط نجد عدداً هو سبعة في سبعة:
6 + 8 + 2 + 0 + 0 + 2 + 9 + 6 + 0 + 6 + 4 + 3 + 0 + 3 =
= 49 = 7 × 7
وتأمل عزيزي القارئ كيف انتهت عمليات القسمة المعقدة على سبعة بالنتيجة النهائية 7×7 أليس هذا التناسق يقدم لنا تفسيراً منطقياً لسر وجود هذه الحروف وأن البشر عاجزون عن تركيب جمل تأتي حروفها وأعدادها وتسلسلها وفق هذا التناسق المذهل!!؟
وماذا بعد...
لقد رأينا في المعادلات السابقة أكثر من عشرين عملية قسمة على سبعة ترتيب سور (الم) وأول مرة وآخر مرة وردت فيها هذه الحروف، وأننا لو تابعنا الدراسة والبحث وفق هذا المنهج لرأينا آلاف التناسقات العددية مع الرقم سبعة ومضاعفاته بشكل يثبت معجزة هذه الحروف.
إن هذه النتائج تؤكد أنه لو نقص حرف أو زاد في كتاب الله تعالى، ولو أن سورة واحدة تغير ترتيبها أو عدد آياتها، فهل يبقى من هذا البناء شيء؟ إذن أليست هذه الحروف دليلاً مادياً في عصر المادة الذي نعيشه اليوم على أن الله تعالى قد حفظ كتابه القرآن من التحريف؟؟
إن هذا التفسير القائم على أسس رياضية متينة وسلاسل رقمية ثابتة وتناسقات سباعية يشهد على أن الذي وضع هذه الحروف هو رب السماوات السبع سبحانه وتعالى؟ والآن نأتي للإجابة عن التساؤلات المتعلقة بهذه الحروف على ضوء ما رأيناه من حقائق رقمية:
ما هو الهدف من وجود هذه الحروف في أوائل السور؟
يمكن القول بأن الحكمة من وجود هذه الحروف هو وجود معجزة فيها، ومهمة هذه المعجزة أن تقدم الدليل المادي على أن القرآن كتاب من عند الله، وليس كما يدعي المبطلون أنه قول بشر. لأن البشر عاجزون عن تأليف كتاب وتنظيم كل حرف من حروفه بنظام رقمي لأن ذلك سيخل بالجانب البلاغي للكتاب، أما كتاب الله فهو محكم لغوياً ورقمياً.
كذلك هنالك مهمة أخرى لهذه الحروف وهي إثبات استحالة الإتيان بمثل القرآن، فمهما بلغ البشر من العلم لن يستطيعوا تأليف جمل يتحكّمون فيها بتوزع وتكرار حروف معينة داخل الكلمات وبحيث تتشكل دائماً سلاسل رقمية تقبل القسمة على سبعة، وبالتالي هذه الحروف فيها ردّ على كل من يدعي أنه استطاع أن يأتي بسورة مثل القرآن.
هنالك هدف ثالث وهو إثبات أن القرآن لم يُحرّف، لأنه لو تغيرت كلمات القرآن أو بعض حروفه أو ترتيب سوره لاختل التناسق السباعي لهذه الحروف، ولم نعد نرى هذه المعادلات المحكمة.
-
ملامح البناء العددي في القرآن الكريم
بيّنت الدراسة لآيات القرآن الكريم أن هنالك تناسق في أعداد الكلمات وتكرار الحروف. فكما أن الله جل وعلا رتب كل ذرة في هذا الكون بنظام مُحكم ودقيق، كذلك رتب كل حرف في هذا القرآن بتناسق مُحكم ودقيق....
الحمد لله الذي أودع في كل آية من آيات كتابه أسراراً لا تُحصى وعجائب لا تـنقضي ومعجزاتٍ لا تنفد...، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم، اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم... ونعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن دعوة لا يُستجاب لها.
فهذا هو كتاب الله عزّ وجلّ يتحدى أرباب البلاغة والبيان في زمن نزوله فيعترفون بعجزهم عن الإتيان بمثله، ويدركون أن هذه البلاغة لا يمكن لبشر أن يأتي بمثلها. لذلك تجلّت معجزة القرآن في ذلك العصر بشكلها البلاغي لتناسب عصر البلاغة والشعر والأدب. وليكون لها الأثر الكبير في هداية الناس إلى الإسلام.
فكلّنا يذكر قصة إسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما سمع آياتٍ من سورة (طه)، فأثّرت فيه بلاغة معانيها، وأدرك من خلال هذه البلاغة أن القرآن هو كلام الله عز وجل، فانقلب من الشِّرك والضلال إلى التوحيد والإيمان! هذا هو تأثير المعجزة البلاغية على من فهمها وأدركها ورآها.
وعندما جاء عصر المكتشفات العلميّة تمكّن العلماء حديثاً من كشف الكثير من أسرار هذا الكون، وكان للقرآن السّبْقُ في الحديث عن حقائق علمية وكونية لم يكن لأحدٍ علم بها وقت نزول القرآن، وهنا تتجلّى معجزة القرآن بشكلها العلمي لتناسب التطور العلمي في العصر الحديث. وربما نسمع من وقت لآخر قصة إسلام أحد الملحدين بسبب إدراكه لآية من آيات الإعجاز العلمي في كتاب الله عز وجل.
ومن هؤلاء أحد أكبر علماء الأجنّة في العالم: (كيث مور)، عندما أمضى عشرات السنين في اكتشاف مراحل تطور الجنين في بطن أمّه، فإذا به يفاجأ بأن القرآن الكريم قد تحدث عن هذه المراحل بدقة تامة قبل أربعة عشر قرناً!! فأدرك عندها بلغة العلم أن القرآن ليس من عند بشر بل هو كلام ربّ البشر سبحانه وتعالى! وهذا هو تأثير الإعجاز العلمي على من يدركه ويفهمه ويراه .
واليوم ونحن نعيش عصراً جديداً يمكن تسميته بعصر التكنولوجيا الرقمية نتساءل: بما أن الله تعالى قد نظّم كلّ شيء في هذا الكون بنظام مُحكم، فهل نظّم كلّ شيء في كتابه بنظام مُحكم؟ يجيب البحث عن هذا السؤال بمنهج علمي مادي. وسوف نرى أن آيات القرآن وسوره وكلماته وحروفه قد نظّمها الله تعالى بنظام يقوم على الرقم سبعة، كدليل على أن هذا القرآن منزّل من ربّ السماوات السبع!
ما هو البناء العددي لآيات القرآن؟
قبل أن نبدأ بتعريف البناء الرقمي القرآني، يجب أن نؤكّد وبقوّة أن معجزات القرآن البلاغيّة والعلميّة والتشريعيّة والغيْبيّة....وغير ذلك من وجوه الإعجاز، لازالت مستمرة ومتجدّدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وما البناء العددي الذي نراه اليوم، إلا قطرة من بحرٍ زاخرٍ بالمعجزات والعجائب والأسرار- إنه بحر القرآن العظيم الذي قال عنه حبيبنا محمّد صلوات الله عليه وسلامه: (ولا تَنقَضي عجائبُه).
يتميّز كتاب الله تعالى بأنه كتاب مُحكَم، فكلّ آية من آياته تتميّز ببلاغة كلماتها ودقّة معانيها وقوّة أسلوبها، بالإضافة إلى ذلك هنالك إحكام مذهل في تكرار الكلمات والحروف! إذن نستطيع القول بأن: البناء الرقمي القرآني هو العلاقات الرقمية بين حروف وكلمات وآيات وسور القرآن الحكيم، والتي وضعها الله في كتابه لتكون برهاناً ماديّا ملموساً لأولئك الماديين، على أن القرآن كتاب الله تعالى.
الفوائد التي يقدمها هذا العلم
ينبغي علينا أن ندرك بأن القرآن وإن كان كتاب هداية فإن الهداية تتخذ أسباباً، ومثل هذا البحث هو نوع من أنواع التثبيت والهداية، فقد تكون لغة الأرقام أحياناً أشد تأثيراً وأكثر إفصاحاً من لغة الكلام!!
يعدّ الإعجاز الرقمي أسلوباً جديداً للدعوة إلى الله تعالى بلغة يفهمها جميع البشر على اختلاف لغاتهم، والمؤمن هو من سيقوم بإيصال هذه المعجزة لغير المؤمن، لذلك لاينبغي له أن يقول إن القرآن ليس بحاجة إلى براهين رقمية أو علمية أو لغوية، لأن المؤمن الحريص على كتاب ربه لا يكتفي بما لديه من العلم، بل هو في شوق دائم لزيادة علمه بالكتاب الذي سيكون شفيعاً له أمام ربه يوم القيامة.
وهذا هو سيدنا إبراهيم عليه السلام يطلب من ربه أن يُرِيَه معجزة يرى من خلالها كيف يحيي الله الموتى فقال تعالى: (أََوَلَمْ تُؤْمِنْ ؟)، فأجابه سيدنا إبراهيم بقوله: (بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي...) (البقرة: 260). وسبحان الله! يريد مزيداً من الاطمئنان واليقين بالله تعالى! فإذا كان هذا حال خليل الرحمن عليه السلام، فكيف بنا نحن اليوم؟ ألسنا بأمس الحاجة لمعجزات تثبّتنا على الحق والإيمان واليقين؟
وتأمَّل معي هذه الدعوة: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82)، أليس فيها إشارة واضحة لتأمُّل التناسق والنظام في كلام الله تعالى، وتمييزه عن العشوائية والاختلاف في كلام البشر، لنستيقن بأن هذا القرآن كتاب الله؟
المنهج العلمي والشرعي للبحث
يقوم أي بحث علمي قرآني على ثلاثة عناصر وهي: [معطيات البحث – طريقة معالجة هذه المعطيات – نتائج البحث]. وحتى يكون البحث مقبولاً ويطمئن القلب إليه يجب أن يوافق العلم والشرع، أي يجب أن يحقق الضوابط التالية لكل عنصر من عناصره:
1- معطيات البحث: يجب أن تأتي من القرآن نفسه، ولا يجوز أبداً أن نُقحم في كتاب الله عزّ وجلّ مالا يرضاه الله تعالى. وفي بحثنا هذا نعتمد حروف وكلمات وآيات وسور المصحف الإمام (برواية حفص عن عاصم والرسم العثماني)، مع التذكير بأن جميع قراءات القرآن فيها معجزة رقمية مذهلة. أما الأعداد الواردة في بحثنا هذا فقد قمنا باستخراجها من داخل القرآن. لذلك يمكن القول: إن معطيات هذا البحث ثابتة ثبات القرآن نفسه.
2- طريقة معالجة المعطيات: يجب أن تكون مبنيّة على أساس علمي، ومن خلال الدراسة العلمية الطويلة والمركزة لآيات القرآن تبيّن أن طريقة صفّ الأرقام تحافظ على تسلسل كلمات القرآن ، بينما طريقة جمع الأرقام لا تراعي ذلك. وفكرة هذه الطريقة بسيطة للغاية، فهي تقوم على عدّ حروف كل كلمة من كلمات الآية، وقراءة العدد الناتج كما هو دون جمعه أو طرحه أوضربه، وسوف تكون الأعداد الناتجة من مضاعفات الرقم سبعة.
3- نتائج البحث: أما نتائج البحث القرآني فيجب أن تمثّل حقائق يقينية لا مجال للمصادفة فيها. وفي بحثنا هذا سوف نعيش مع حقائق رقمية لا يمكن مطلقاً أن تكون قد جاءت على سبيل المصادفة، وهذا ما سوف نثبته يقيناً باستخدام قانون الاحتمالات الرياضي.
ويجب أن نؤكد بأن لغة الأرقام القرآنية ليست هدفاً بحد ذاتها، إنما هي وسيلة لرؤية البناء المُحكَم لآيات القرآن الذي وصفه الله تعالى بقوله: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (هود:1).
هل هذه مصـادفات؟!
المنطق العلمي يفرض بأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر دائماً في كتاب واحد، إلا إذا كان مؤلِّف هذا الكتاب قد رتّب كتابه بطريقة محددة. والتناسقات التي سنراها الآن مع الرقم سبعة تدل دلالة قاطعة على أن الله تبارك وتعالى قد رتّب كتابه بشكل يناسب هذا الرقم، ليدلنا على أن هذا القرآن مُنزّل من خالق السماوات السبع سبحانه وتعالى.
وللرقم سبعة حضور في حياتنا وعباداتنا، فالسماوات سبع، والأراضين سبع، والأيام سبعة، وطبقات الذرة سبع، ونحن نسجد لله على سبع، ونطوف حول الكعبة سبعاً، ونسعى بين الصفا والمروة سبعاً، ونرمي إبليس بسبع، وأُمرنا بسبع، ونُهينا عن سبع، والموبقات سبع، والذين يظلّهم الله في ظله سبعة، وأبواب جهنم سبعة، ونستجير بالله منها سبعاً، وأُنزل القرآن على سبعة أحرف، وأشياء يصعب حصرها، بشكل يضع هذا الرقم على قمة الأرقام بعد الرقم واحد الذي يعبر عن وحدانية الله تعالى، فهو الواحد الأحد.
والآن تأمل معي هذه الحقائق اليقينيّة الثابتة:
1-عدد السماوات التي خلقها الله تعالى سبع، ولو بحثنا في القرآن عن كلمة (السّماوات) نجد أنها ارتبطت مع الرقم سبعة تماماً سبع مرات!! فقد تكررت عبارة (سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) و (السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ) في القرآن كله سبع مرات بالضبط بعدد هذه السماوات!!
2-ولو بحثنا لوجدنا أن الرقم سبعة هو أول رقم ذُكر في القرآن من بين جميع الأرقام، وذلك في قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:29).
3-ولو بحثنا عن تكرار جميع أرقام القرآن لوجدنا أن الرقم سبعة هو أكثر رقم تكرر في القرآن بعد الرقم واحد. فالرقم واحد هو الأكثر تكراراً في القرآن، ثم يأتي بعده مباشرة الرقم سبعة. وقد يكون في ذلك إشارة لطيفة إلى وحدانية الخالق أولاً وقدرته في خلقه ثانياً. يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12).
4-ولو تأملنا أول سورة في كتاب الله تبارك وتعالى لوجدنا سورة الفاتحة، وهي سبع آيات، وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هو واحد وعشرون حرفاً، من مضاعفات السبعة (21=7×3). والشيء المبهر في هذه السورة العظيمة التي سمّاها الله تعالى بـ (السبع المثاني) أن عدد حروف اسم (الله) فيها هو سبعة في سبعة!!! أي أن عدد حروف الألف واللام والهاء في سورة السبع المثاني هو 49 حرفاً، وهذا العدد يساوي بالتمام والكمال (7×7)، بما يتناسب مع اسم هذه السورة!
5-لقد أخبرنا المولى جلّ وعلا عن عدد أبواب جهنّم أجارنا الله منها، فقال : (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (الحجر:44)، ولو بحثنا عن كلمة (جهنّم) في القرآن كلّه نجد أنها تكررت 77 مرة بالضبط، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً ، فهو يتألف من 7 و 7 ، ويساوي (7×11)، إذن لجهنم سبعة أبواب وذُكرت في القرآن عدداً من المرات هو من مضاعفات الرقم سبعة.
الرقم سبعة في القرآن الكريم
ذُكر الرقم سبعة لأول مرة في القرآن في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:29)، ولو بحثنا عن الآية التي ذُكر فيها الرقم سبعة لآخر مرة في القرآن نجدها في قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) (النبأ:12). والآن إلى هذه التناسقات مع الرقم 7:
1- إذا قمنا بعدّ السور من سورة البقرة حيث ورد الرقم 7 أول مرة، وحتى سورة النبأ حيث ورد الرقم 7 آخر مرة، لوجدنا بالضبط (77) سورة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
2- ولو قمنا بعدّ الآيات من الآية الأولى حيث ورد الرقم 7 وحتى الآية الأخيرة حيث ورد هذا الرقم، لوجدنا (5649) آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً.
3- ولو قمنا بعدّ الآيات من أول سورة البقرة التي ورد فيها الرقم 7 لأول مرة، وحتى آخر سورة النبأ التي ورد فيها الرقم 7 لآخر مرة، سوف نجد عدداً هو (5705) آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً!!
والسؤال الآن: هل يمكن للمصادفة أن تجعل عدد السور من مضاعفات السبعة، وعدد الآيات من مضاعفات السبعة، في آيات تتحدث عن الرقم سبعة؟؟؟!!
أجمل كلمة ...
إنها كلمة (اللــه) .... جل جلاله! رتّبها ربّ العزة سبحانه في كتابه بشكل مُحكَم يقوم على الرقم سبعة أيضاً، كدليل على أنه ربّ السماوات السبع.
فلو بحثنا عن أول آية ذُكر فيها اسم (الله) جلّ وعلا نجدها في أول آية من القرآن وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1)، أما آخر آية ذُكر فيها هذا الاسم الكريم فنجدها في قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ) (الإخلاص:2)، وإلى هذه التوافقات مع الرقم سبعة:
1- إذا عددنا السور من سورة الفاتحة حيث وردت كلمة (الله) أول مرة، وحتى سورة الإخلاص حيث وردت كلمة (الله) لآخر مرة، لوجدنا (112) سورة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
2- ولو عددنا الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة لوجدنا (6223) آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً!
3- ولو قمنا بعدّ حروف هاتين الآيتين مجتمعتين لوجدنا (28) حرفاً: من مضاعفات السبعة!!
4- ولو قمنا بعدّ حروف اسم (الله) في الآيتين (أي الألف واللام والهاء) لوجدنا (14) حرفاً: من مضاعفات السبعة كذلك!!!
الأساس الرياضي لطريقة صفّ الأرقام
إن الله عزّ وجلّ قد رتّب كلمات كتابه بتسلسل محدّد، ولا يجوز أبداً تغيير هذا التسلسل، لذلك ينبغي دراسة الأرقام التي تعبّر عن هذه الكلمات بحيث نحافظ على تسلسلها. فكما أنه لكل كلمة من كلمات القرآن مَنْزِلة، يجب أن يكون لكل رقم مَنْزِلة أيضاً.
وهذه هي طريقة صفّ الأرقام، وأساس هذه الطريقة معروف في علم الرياضيات فيما يُسمّى بالسلاسل الحسابية العشرية. فنحن عندما نكتب أي عدد يتألف من مراتب أومنازل، فإن كل مرتبة فيه تتضاعف عشر مرات عما يسبقها: آحاد ثم عشرات ثم مئات ثم ألوف... وهكذا. وهذا النظام له أساس قرآني في قوله تعالى عن مضاعفة الأجر: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) (الأنعام:160).
ولكي تتضح أمامنا هذه الطريقة نستعين بأول آية من القرآن وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1)، ونتأمل هذا البناء السّباعي الرائع المعتمد على طريقة صفّ الأرقام.
1 - حروف الآية: لو قمنا بعدّ حروف كل كلمة من كلمات الآية الكريمة: بِسْمِ (3) حروف، اللَّهِ (4) حروف، الرَّحْمَنِ (6) حروف، الرَّحِيمِ (6) حروف. إذا صففنا هذه الأرقام كما هي نجد العدد (6643) ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
2- أول كلمة وآخر كلمة: هنالك تناسب عددي مع الرقم 7 لحروف أول كلمة وآخر كلمة في هذه الآية . فأول كلمة في الآية هي: (بِسْمِ) وعدد حروفها (3)، أما آخر كلمة في هذه الآية فهي (الرَّحِيمِ) وعدد حروفها (6)، وبصفّ هذين الرقمين نجد العدد (63)، وهو من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً.
3- حروف اسم (الله) في الآية: إذا أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من حروف اسم (الله)، أي الألف واللام والهاء، نجد عدداً هو (2240) وهو من مضاعفات الرقم سبعة.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: ماذا يعني أن تأتي حروف أول آبة من كتاب الله تعالى متناسبة مع الرقم 7؟ ولماذا جاءت حروف أول كلمة وآخر كلمة في هذه الآية بالتناسب مع الرقم 7؟ وما هو الهدف من أن تتوزع حروف اسم (الله) على كلمات الآية بشكل يتناسب مع الرقم 7 كذلك؟
إن هذا التناسق والتوافق مع الرقم سبعة ليس له إلا تفسيراً واحداً وهو أن الله تبارك وتعالى كما نظم كل شيء في خلقه بنظام محكم ليدلنا على أن وراء هذا النظام البديع منظماً حكيماً، كذلك نظم كل شيء في كتابه بنظام محكم ليدلنا على أن وراء هذا النظام العجيب منظّماً عليماً أنزله بعلمه وقدرته!
مَن أصْدقُ مِنَ الله؟!
يقول عزّ من قائل: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) (النساء:122)، هذه كلمات رائعة يتحدث بها رب العزة عن صدق كلامه، لنتأمل التناسق المبهر مع الرقم سبعة لحروف اسم (الله) تعالى:
1- إذا ما قمنا بعدّ حروف اسم (الله) في هذا النص الذي يتحدث عن الله، وجدنا سبعة أحرف بالضبط، فعدد حروف الألف=3، عدد حروف اللام=3، عدد حروف الهاء=1، والمجموع سبعة!
2-ولو قمنا بصفّ هذه الأرقام صفاّ، أي 3-3-1 لتَشكّل لدينا عدد هو (133) وهذا من مضاعفات الرقم 7، فهو يساوي (7× 19).
3-ولو أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من حروف الألف واللام والهاء نجد:
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً
0 0 1 0 4 2
إن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الله) في كلمات تتحدث عن صدق قول الله، هو: (240100)، هذا العدد يساوي تماماً: سبعة في سبعة في سبعة في سبعة في مئة !
240100 = 7 × 7 ×7 × 7 × 100
وسبحان الله! نصّ يتحدث عن (الله)، وعدد حروف (الله) فيه سبعة، وتكرار حروف (الله) من مضاعفات السبعة، وتوزّع حروف (الله) من مضاعفات السبعة أربع مرات بعدد حروف (الله)!! والناتج النهائي هو (100): أليست هذه التناسقات دليلاً على أن القرآن كلام الله الحق مئة بالمئة؟!!
4-التناسق لا يقتصر على عدد وتكرار وتوزع حروف (الله) عزّ وجلّ، بل في موضع وترتيب هذا الاسم العظيم بين كلمات النص تناسق مبهر يقوم على الرقم سبعة أيضاً. فلو أحصينا عدد الكلمات قبل وبعد اسم (الله)، وكذلك عدد الحروف، وكذلك عدد حروف الألف واللام والهاء، لوجدنا أعداداً من مضاعفات السبعة!
وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً
عدد الكلمات 4 1
عدد الحروف 9 4
عدد حروف ا ل هـ 1 2
ومن جديد نجد بأن جميع هذه الأعداد: 14 و 49 و 21 من مضاعفات الرقم سبعة. إن كلّ من يطّلع على هذه الحقائق لابدّ أن يتساءل: هل يمكن لبشرٍ أن يتحدث عن نفسه بجملة واحدة بليغة ووجيزة، ويجعل عدد حروف اسمه فيها 7، وتكرار هذه الحروف من مضاعفات 7، وتوزّعها من مضاعفات 7×7×7×7، ثم يجعل تكرار الكلمات قبل وبعد اسمه من مضاعفات 7، وتكرار الحروف قبل وبعد اسمه 7×7، و تكرار حروف اسمه قبل وبعد هذا الاسم من مضاعفات 7؟؟
هذا بالنسبة لجملة واحدة تتألف من بضع كلمات ، فكيف لو طلبنا من البشر أن يأتوا بكتاب يحوي أكثر من سبعين ألف كلمة كالقرآن؟؟؟ وصدق الله تعالى القائل: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الإسراء:88).
الله حفِظ كتابه
يقول تعالى في محكم الذكر: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ) (الحجر:9)، في هذه الآية تناسقات مذهلة مع الرقم سبعة الذي يمثل أساس بناء القرآن، ومع الرقم 23 الذي يمثل عدد سنوات نزول القرآن.
1- حروف الآية: إن عدد حروف هذه الآية كما رُسمت هو (28) حرفاً بعدد الأحرف الأبجدية للقرآن، وهذا العدد من مضاعفات السبعة (28=7×4).
2- عدد الحروف مصفوفاً: إذا قمنا بعدّ حروف كل كلمة من كلمات الآية كما كُتبت نجد:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
3 3 5 5 1 3 2 6
العدد الذي يمثل حروف الآية مصفوفاً هو (62315533) من مضاعفات الرقم 7. بل أكثر من ذلك هو من مضاعفات الرقم 23 عدد سنوات الوحي، ويمكن أن نكتب:
62315533 = 7 × 23 × 387053
وسبحان الله ... آية تتحدث عن حفظ القرآن، ويأتي مجموع حروفها 28 مساوياً لعدد حروف الهجاء للقرآن، ويأتي مصفوف حروفها متناسباً مع عدد سنوات نزول القرآن!!! فهل هذه مصادفة؟
3- حروف أول كلمة وآخر كلمة: (إِنَّا) هي أول كلمة في الآية، وعدد حروفها (3)، أما آخر كلمة في الآية فهي (لَحَفِظُونَ) وعدد حروفها (6). وعند ضمّ وصفّ هذين الرقمين يتشكل العدد (63) وهو من مضاعفات السبعة أيضاً.
4- الحروف المميّزة في الآية: في القرآن الكريم حروف نجدها في أوائل بعض السور، مثل (الم) و (المص) و (الر)....، عدد هذه الحروف في القرآن عدا المكرر هو (14) حرفاً، وهذا العدد من مضاعفات السبعة!
والعجيب أن الآية التي نتدبرها الآن تحتوي على سبعة أحرف مميزة وهي: (ا، ن، ح، ل، ك ، ر، هـ). والأكثر عجباً أن هذه الأحرف السبعة توزعت على كلمات الآية بنظام يقوم على الرقم سبعة!!!
5-توزع الحروف المميّزة: لو أخرجنا من كل كلمة من كلمات الآية ما تحويه من الأحرف المميزة السبعة فسوف نجد عدداً من مضاعفات السبعة:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
3 3 4 4 0 3 2 3
إن العدد الذي يمثل توزع الحروف المميزة في الآية مصفوفاً هو (32304433)، هذا العدد من مضاعفات السبعة.
6-توزع الكلمات المميزة: في هذه الآية الكريمة يوجد سبع كلمات تحوي حروفاً مميزة، وهي جميع كلمات الآية عدا واو العطف، لأن حرف الواو ليس من الحروف الواردة في أوائل السور. إن الله تعالى رتب هذه الكلمات السبع بتناسق سباعي عجيب. لنعبّر عن الكلمة التي تحوي حروفاً مميزة بالرقم واحد، والكلمة التي لا تحوي حروفاً مميزة بالرقم صفر:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
1 1 1 1 0 1 1 1
إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات المميزة في الآية من مضاعفات الرقم 7، والرقم 23 :
11101111 = 7 × 23 ×68951
وتأمل معي كيف أن الآية التي تحدثت عن حفظ القرآن جاء توزع كلماتها المميزة متناسباً مع سنوات نزول القرآن!!
بقي شيء مهم في هذه الآية العظيمة و هو أن كلمة (لحافظون) قد رُسمت في القرآن من دون ألف هكذا (لَحَفِظُونَ)، وتأمل معي لو أن هذه الكلمة رُسمت بطريقة أخرى، فهل يبقى من هذا البناء الإلهي شيء؟
وهذه النتيجة تؤكد أن للقرآن رسماً مميّزاً يناسب البناء المبهر لحروفه وكلماته، وأن هذه الطريقة في كتابة كلمات القرآن فيها معجزة رقمية، وأن الله تعالى حفظ كتابه من التحريف لفظاً ورسماً.
نتائج البحث ووجه الإعجاز
1 – لا مصادفة في كتاب الله! من خلال المثال الذي يتحدث عن الله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)، ارتبطت جميع التناسقات العددية مع حروف اسم (الله) جلّ وعلا. ورأينا في هذه النتائج العددية عشر عمليات قسمة على 7. إن احتمال أن تكون هذه العمليات الرياضية قد جاءت بالمصادفة هو: (1/7×7×7×7×7×7×7×7×7×7)، وهذا الاحتمال يساوي أقل من واحد على مئتين وثمانين مليوناً، فهل يمكن لإنسان عاقل أن يعتقد باحتمال ضئيل كهذا؟!! إذن القرآن الكريم كتاب معجزات وليس كتاب مصادفات.
2- في رسم القرآن معجزة! ولكن عندما كان الحديث عن القرآن وحفظه من التحريف في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ)، رأينا حقائق عددية ترتبط بعدد حروف أبجدية القرآن (العدد 28)، وعدد سنوات نزول القرآن (العدد 23)، وكذلك جاءت التناسقات مرتبطة مع الحروف المميزة في أوائل سور القرآن، والتي هي من دلائل إعجاز القرآن.
ولو أضفنا حرف الألف لكلمة (لَحَفِظُونَ)، لاختلت هذه التناسقات، أليس في هذه النتائج دليل رياضي على أن الله تعالى قد ألهم المسلمين وكَتَبَة الوحي أن يكتبوا القرآن بالرسم الذي نراه اليوم، وذلك ليدلّنا على أن القرآن قد وصلنا سالماً من أي تبديل؟ وأنه لا يجوز تغيير رسمه، لأن القرآن مُعجز ببلاغته وعلومه وعدد كلماته وحروفه، وكذلك برسم هذه الكلمات والحروف.
3- كل آية معجزة! إن التنوع والتعدد في بناء كل آية، يزيد المعجزة بهاءً وعظمةً وإبهاراً. وهذا يؤكد وجهاً جديداً من وجوه الإعجاز، وهو تنوع الأنظمة الرقمية، فكما أن ألوان البلاغة القرآنية تتنوّع وتتعدد، كذلك الأبنية الرقمية تتنوّع وتتعدد. ولو أن القرآن لا يحوي إلا نظاماً رقمياً واحدا لجميع آياته، إذن لم يبق من الإعجاز شيء للأجيال القادمة، ولتوقفت معجزة القرآن الخالدة، لذلك مهما بحثنا في كتاب الله، نجد مزيداً من المعجزات، ويبقى هنالك المزيد من الأسرار تصديقاً لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آياتِنَا في الآفاقِ وفي أََنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ) (فصلت:53).
4- القرآن كتاب عالميّ! إن وجود لغة الأرقام العالمية في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً دليل عالمية القرآن! كما أن وجود هذه السلاسل الرقمية الرائعة، ونسب التكرار للحروف، ونظام توزع الكلمات والحروف دليل على السبق الرياضي للقرآن في علم الإحصاء والسلاسل الحسابية.
خاتمة
في ختام هذا البحث الذي يمثل بداية لعلم ناشئ، يجدر بنا أن نتأمل الحقائق اليقينيّة الواردة فيه قبل أن نحكم عليها، ويجب أن أعترف بأن رشاد خليفة وبدعته البهائية والتي استغل فيها الأرقام القرآنية لغاية في نفسه، قد تركت أثراً سلبياً تجاه هذا العلم. لذلك أتمنى من علمائنا الأجلاّء ومن السادة القراء ألا تكون الأخطاء والانحرافات التي رأيناها من أمثال هذا الرجل حاجزاً أمام رؤية الحق، بل ينبغي على كل مُنْصِف أن يفرّق بين الحقّ والباطل، فقد يجعل الله في بحث كهذا الخير الكثير.
هذا، ولا يزال هنالك الكثير والكثير لنكتشفه. فلا تزال العديد من الأسئلة تنتظر من يجيب عنها، مثل: أين المعجزة في لفظ كلمات القرآن؟ وماذا عن الإعجاز العددي لقراءات القرآن؟ وهذا يفتح باباً جديداً من أبواب البحث في كتاب الله تعالى، ليرى فيها البرهان القاطع كل من لديه شك أو ريْب من غير المسلمين ، ولكل من أحبّ أن يدرك شيئاً عن عظمة القرآن من المسلمين. فما أجمل الإيمان عندما يمتزج بالعلم، وما أجمل العلم عندما يمتزج بالإيمان!
هذا ما منّ الله به علينا من فتح في الإعجاز العددي، فإن كان فيه الحق والصواب فمن الله عزّ وجلّ، وإن كان فيه من خطأ أو زلل فمن نفسي، وأنزّه كتاب الله تبارك وتعالى عن الخطأ أو النقص أو العيب. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ
-
وللأرقام بلاغتها أيضاً
نعيش مع بعض الأمثلة المبهرة من كتاب الله تعالى حول لغة الأرقام وكيف تتبع المعنى اللغوي، وهذا من أعقد الأنظمة الرقمية، وهذه الأمثلة تدل على وجود بناء رقمي عظيم لا يقل أهمية عن البناء البلاغي للقرآن الكريم...
نعتمد دائماً في أبحاث الإعجاز الرقمي على منهج ثابت وهو صف الأرقام ومن ثم تقسيمها على الرقم سبعة لنحصل على أعداد من مضاعفات الرقم سبعة.
(إخواناً) و(إخوان)
كما قلنا إن النظام الرقمي تابع للنظام اللغوي في القرآن، فالكلمات التي تدل على معاني متعاكسة تعطي أعداداً متعاكسة أيضاً. ومن هذه الكلمات كلمة (إخواناً) والتي تكررت مرتين في القرآن في آيتين:
1- (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران: 103].
2- (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر: 47].
نلاحظ أن هذه الكلمة وردت مع المؤمنين، فالآية الأولى تتحدث عن الدنيا (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) والآية الثانية تتحدث عن الآخرة (إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ)، فالمؤمنون هم إخوة في الدنيا وكذلك سيكونون في الآخرة.
ولكن الأرقام تتحدث، فأرقام الآيتين هما 103 و 47 وعند صفّ هذين العددين نجد عدداً جديداً هو 47103 وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
47103 = 7 × 6729
والآن ماذا عن كلمة (إخوان)؟ إن هذه الكلمة تكررت مرتين أيضاً في القرآن في الآيتين:
1- (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) [الإسراء: 27].
2- (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ) [ق: 12-13].
إذن الآيتان تتحدثان هنا عن الكافرين، فالآية الأولى تخص المبذرين، والآية الثانية تخص قوم لوط وهم كفار أيضاً. ولكن ماذا عن لغة الأرقام؟
إن أرقام الآيتين هما 27 و 13 وعند صف هذين العددين نجد العدد 1327 وهذا العدد ليس من مضاعفات السبعة! ولكن لماذا؟ إن الجواب يُعرف عندما نتأمل معنى الآيتين. فقد وردت الكلمة مع الكفار بعكس كلمة (إخواناً) والتي وردت دائماً مع المؤمنين أي العكس.
ولذلك إذا قمنا بعكس هذا العدد سوف نفاجأ عندما نعلم أنه يصبح من مضاعفات السبعة!! فمقلوب هذا العدد هو 7231 وهو يساوي:
7231 = 7 × 1033
التقوى والتكذيب
كما أن التقوى تعاكس التكذيب فكذلك نجد الأرقام تتعاكس لتعبر بدقة عن المعنى اللغوي. فقد لفت انتباهي في سورة الشعراء أسلوب مميز لسرد القصص، فقد تكررت العبارة ذاتها خمس مرات على لسان خمسة أنبياء.
تأمل أخي القارئ هذه الآيات الخمس من سورة الشعراء:
1- (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106).
2- (كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) .
3- (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) .
4- (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) .
5- (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177).
نلاحظ أن الآيات الخمس بدأت بكلمة (كذبت)، والآيات الخمس الأخرى انتهت بعبارة (ألا تتقون). إذن نحن أمام نظامين لغويين: الأول فيه تكذيب للرسل، والثاني فيه دعوة من الرسل للتقوى، وكما أن التقوى لا تتفق مع التكذيب كذلك سوف نرى أن النظام الرقمي متعاكس لكلتا الحالتين.
إن أرقام الآيات التي وردت فيها كلمة (كذبت) هي: 105-123-141-160-176 .
إن أرقام الآيات التي وردت فيها كلمة (تتقون) هي: 106-124-142-161-177.
نحن أمام عددين وهما (بطريقة صف الأرقام):
176160141123105 177161142124106
والعجيب أن هذين العددين هما من مضاعفات الرقم سبعة ولكن باتجاهين متعاكسين وبما يتوافق مع المعنى اللغوي:
176160141123105 معكوسه: 501321141061671 من مضاعفات الرقم سبعة:
501321141061671 = 7 × 71617305865953
أما العدد الثاني فهو من مضاعفات الرقم سبعة:
177161142124106 = 7 × 25308734589158
أصحاب الجنة وأصحاب النار
تكررت كلمة (أصحاب) في القرآن 77 مرة وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، والعجيب أن كلمة (جهنم) تكررت أيضاً 77 مرة بنفس العدد. ولكن سوف نركز دراستنا في أول سورة وردت فيها هذه الكلمة وهي سورة البقرة.
العجيب أن كلمة (أصحاب) تكررت في سورة البقرة سبع مرات في الآيات الآتية:
1- وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39).
2- بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81).
3- وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82).
4- إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119).
5- وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)
6- وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257).
7- الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275).
والآن إلى هذه الحقائق المذهلة:
- إن أرقام الآيات السبع تشكل عدداً هو 275257217119828139 هذا العدد من مضاعفات السبعة فهو يساوي:
= 7 × 39322459588546877
- تكررت عبارة (أَصْحَابُ النَّارِ) خمس مرات في الآيات: 39-81-217-257-275، وهذه الأرقام لدى صفها تشكل عدداً هو: 2752572178139 من مضاعفات السبعة:
2752572178139 = 7 × 2752572178139
- عبارة (أَصْحَابِ الْجَحِيمِ) وردت مرة واحدة، ولذلك فإن رقم الآية هو 119 هو عدد من مضاعفات السبعة:
119 = 7 × 17
- أما عبارة (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ) فقد وردت مرة واحدة ورقم الآية هو 82، وهذا العدد لا ينقسم على سبعة، لماذا؟ لأن الحديث هنا عن أصحاب الجنة، وهذا يعاكس الحديث عن أصحاب النار والجحيم، ولذلك يجب أن نعكس الرقم ليصبح 28 ويصبح بالتالي من مضاعفات السبعة:
28 = 7 × 4
والآن عزيزي القارئ ما رأيك أن تجرب بنفسك وتبحر في أعماق القرآن وترى العجائب تتجلى في كل كلمة من كلماته! ومن هنا فإنني أدعو كل مؤمن محب لكتاب الله أن يتدبر هذا الكتاب العظيم عسى الله أن يجعله شفيعاً لنا يوم لقائه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
-
مشيئة الله ومشيئة المؤمنين
من عجائب القرآن أنك تجده متناسقاً في كل شيء! وفي هذه المقالة نتعرف على لون جديد من ألوان البلاغة القرآنية، إنه نظام مذهل لتكرار الكلمات في القرآن الكريم....
في كتاب الله تعالى لكل كلمة دلالات محددة، وكل كلمة تتكرر بنظام لغوي محكم، هذه حقيقة ثابتة، فالذي يتأمل آيات القرآن وكلماته يلاحظ التناسق في ترتيب هذه الآيات. وسوف ندرس كلمتين من كتاب الله تعالى:
1- كلمة خاصة بالله تعالى وهي (نَشَأْ). وقد تكررت هذه الكلمة ثلاث مرات في القرآن.
2- كلمة خاصة بالمؤمنين وهي (يَشَاءُونَ). وقد تكررت هذه الكلمة خمس مرات في القرآن.
وسوف نرى النظام اللغوي لهاتين الكلمتين، ونسبح الله تعالى!
هكذا مشيئة الله...
قبل أن يخلق الله الكون اختار الصيغة الأنسب للضلال والهدى، واقتضت مشيئة الله أن ينقسم البشر بين مؤمن وكافر، لو شاء لهدى الناس جميعاً, ولو شاء لعذبهم جميعاً... إنه يفعل ما يريد هو وليس نحن... ولكي نتخيَّل حكمة الله في خلقه نستعرض 3 آيات من القرآن حيث تكررت كلمة (نَشَأْ) لنرى التدرج البلاغي والرقمي لتكرار هذه الكلمة عبر سور القرآن:
1ـ (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) [الشعراء: 26/4].
2 ـ (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ) [سبأ: 34/9].
3 ـ (وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ) [يس: 36/43].
نظام الكلمات لغوياً
كلمة (نَشَأْ) هي كلمة خاصة بالله تعالى، لم ترد إلا وقبلها (إنْ) وبعدها كلمة تخصُّ الله وقدرته ومشيئته ليبيِّن لنا الله تعالى أن المشيئة كلها لله وحده، وليس لنا نحن البشر من الأمر شيء.
1ـ بدأ الله تعالى الأولى بالحديث عن الهدى فهو قادر على أن ينزل على هؤلاء المكذبين آية (معجزة) من السماء فيجبرهم على الخضوع والإيمان قسراً, ولكن عدالة الله تعالى اقتضت أن يعطيَهم حرية الاختيار لكي لا يظلم أحداً يوم القيامة.
2ـ ثم أتت الآية الثانية بالتهديد بأن الله قادر على أن يخسف بهم الأرض أو يسقط عليهم قطعاً ملتهبة من السماء ولكن رحمتُه تقتضي إمهالهم ليوم لا ريب فيه حيث لا ينفعهم الندم.
3ـ وخُتمت هذه الآيات الثلاث بأن الله لو شاء لأغرقهم فلا منقذَ لهم غير الله تعالى.
نرى التدرج عبر الآيات الثلاثة:
من السماء (نُنَزِّلْ)...
إلى الأرض (نَخْسِفْ)...
إلى أعماق البحار (نُغْرِقْهُمْ)...
فهل نحن أمام برنامج بلاغي لكل كلمة من كلمات القرآن؟ إذن تنوعت أنواع العذاب :
الإحراق بأجسام ملتهبة من السماء.
ثم الخسف في الأرض .
ثم الإغراق في ظلمات البحار.
النظام الرقمي
وإذا تأملنا السور الثلاث حيث تكررت هذه الكلمة نلاحظ وجود نظام رقمي سباعي، ونشير إلى أن الرقم سبعة هو ثابت قرآني.
لقد وردت كلمة (نَشَأْ) في ثلاث سور أرقامها هي:
الشعراء سبأ يس
26 34 36
ولدى صفّ هذه الأرقام حسب تسلسلها في القرآن أي 26-34-36 يتشكل عدد هو 363426 وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
363426 = 7 × 51918
لهم ما يشاءون
إن الله تعالى قد أودع نظاماً لغوياً ورقمياً لكلمات القرآن لنستيقن أن هذا القرآن منزل من عند الله تعالى, وأننا نعجز عن الإتيان بمثله مهما حاولنا, وعندما نستيقن بذلك سوف نقرُّ ونعترف بأن كل كلمة في كتاب الله تعالى هي حق... وأن وعد الله حق, وأن الجنة حق, وأن النار حق. والقرآن يصور لنا حياة المؤمن في الجنة بكلمة خاصة بأهل الجنة وهي (يَشَاءُونَ) وقد تكررت هذه الكلمة في القرآن خمس مرات في الآيات:
1ـ (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ) [النحل: 16/31].
2ـ (لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً) [الفرقان: 25/16].
3ـ (لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ) [الزمر: 39/34].
4ـ (تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ) [الشورى: 42/22].
5ـ (لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) [ق: 50/35].
ولنرى النظام البلاغي الفائق الدقة في تكرار هذه الكلمة الخاصة بأهل الجنة:
1ـ تحدثت الآية الأولى عن جزاء المتقين: جنات... لهم فيها ما يشاءون.
2ـ أما في الآية الثانية فقد أكّد الله تعالى على أن هؤلاء المتقين خالدون في الجنة التي لهم فيها ما يشاءون, وأن وعد الله حق ولا يُخلف الله وعده (كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً).
3ـ أما الآية الثالثة فقد تحدثت عن المحسنين لأن التقوى يُؤدي إلى الإحسان, (والعكس صحيح) هؤلاء المحسنون (لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ), أكدت أيضاً أنهم سيكونون بقرب ربهم, ومن كان قريباً من الله فماذا يطلب بعد ذلك؟
4ـ زادت الآية الرابعة تأكيد قرب هؤلاء من ربهم سبحانه وتعالى وأكدت أن هذه الصفات هي (ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ).
5ـ وأخيراً لكي لا نظُنُّ أن هذا كل شيء, ختم الله هذه الآيات الخمسة بكلمة (مزيد), فالعطاء مفتوح لا حدود له (وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ).
بعد كل هذا ماذا يتمنَّى المؤمن؟ فسبحان الذي رتب ونظم هذه الكلمة عبر سور القرآن بهذا الشكل المذهل!!
أما النظام الرقمي فنجده في أرقام السور حيث تكررت هذه الكلمة، فقد وردت كلمة(يَشَاءُونَ) في السور الآتية:
النحل الفرقان الزمر الشورى ق
16 25 39 42 50
والعدد الجديد والضخم الذي يمثل مصفوف هذه الأرقام هو 5042392516 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
5042392516 = 7 × 720341788
وهكذا لو تأملنا كلمات القرآن كلمة كلمة سوف نرى أن جميع كلمات القرآن تتكرر بنظام محكم، فسبحان من أحكم كتابه: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1].
ـــــــــــــ
-
أرقام ودلالات
نعرض فيما يلي بعض الأرقام التي نمر عليها مرور الكرام وقد لا تلفت انتباهنا، ولكن الحقيقة أن هذه الأرقام لها دلالات مذهلة تشهد على صدق رسالة الإسلام في عصر الأرقام الذي نعيشه اليوم....
هناك أرقام رتبها الله بنظام محكم، فلا وجود للمصادفة في هذا الكون، بل كل شيء بتقدير العزيز العليم. وفي سلسلة أبحاثنا حول الرقم سبعة نلاحظ أن هذا العدد يدخل في كثير من الأعداد من حولنا بطريقة معجزة. نذكر بأننا نستخدم طريقة صف الأرقام أي نضع الأعداد بجانب بعضها على شكل سلسلة رقمية ونقرأ العدد الناتج. والآن إلى هذه التناسقات السباعية:
مراحل النبوَّة
لقد عاش الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (63) سنة ولو تأملنا هذا العدد نلاحظ أنه من مضاعفات الرقم سبعة، أي يقبل القسمة على سبعة من دون باق، ويمكن أن نكتب هذه المعادلة ببساطة:
63 = 7 × 9
وجاءت حياته عليه الصلاة والسلام على ثلاث مراحل، مرحلة ما قبل النبوة وهي 40 سنة، ومرحلة الدعوة في مكة وهي 13 سنة، ومرحلة الدعوة في المدينة وهي 10 سنوات.
نرتبها هذه الأرقام الأصغر فالأكبر، فنكون أمام ثلاثة أرقام وهي (10- 13 - 40)، إن الذي يتأمل هذه الأعداد لا يرى أي نظام فيها، ولكننا كمسلمين نعتقد أن هذه الأعداد هي بتقدير من الله تعالى ولم تأت عن طريق المصادفة. أي أن الله تعالى أراد لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يمكث في مكة 13 سنة وفي المدينة 10 سنوات، واختار له عمر 40 سنة لبداية الدعوة إلى الله.
تناسق عجيب في هذه الأعداد
العجيب أننا إذا قمنا بصفّ هذه الأرقام بهذا التسلسل (الأصغر فالأكبر) نجد عدداً جديداً هو: (401310) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة مرتين، ومن مضاعفات الرقم 13، ومن مضاعفات الرقم 10، ومن مضاعفات العدد 63 أيضاً، لنتأكد من هذه النتيجة:
401310 = 63 × 13 × 10 × 7 × 7
ظهر لدينا الرقم (13) عدد سنوات الدعوة في مكة، وظهر الرقم (10) عدد سنوات الدعوة في المدينة، ونتذكر بأن مجموع هذين الرقمين: (13+10) يساوي (23) عدد سنوات الوحي! وظهر أيضاً الرقم (63) عمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
إن هذا التناسق يدل على أن الأعداد من ورائها سرّ ولم تأت عن طريق المصادفة، بل هي دليل على صدق هذه الرسالة الخاتمة، لأننا لا نجد مثل هذه التناسقات في أعداد أخرى تخص البشر.
الركعات المفروضة والرقم 17
والآن ننتقل إلى تناسق جميل يتجلى في الرقم (17) وكما نعلم أن عدد الركعات المفروضة في اليوم والليلة هو (17) ركعة، وربما يتساءل البعض عن سر هذا العدد ولماذا فرض الله علينا 17 ركعة؟
لقد فُرضت الصلاة بعد المعراج ونزلت سورة النجم التي حدثنا فيها الله تعالى رؤية النبي لربه ووصوله إلى سدرة المنتهى، لنذهب إلى آخر السورة وهي السورة التي تحدثت عن معراج الرسول عليه الصلاة والسلام إلى السماء السابعة وفرضت فيها هذه الصلاة لذلك جاء الأمر الإلهي في آخر آية: (فاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) [النجم: 62]، لنتأمل هذه الآية جيداً ونعدّ حروفها لنجد أن عدد حروف الآية كما كُتبت 17 حرفاً بعدد الركعات المفروضة!
هناك تناسق مذهل في حروف هذه الآية، لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها مع التذكير بأننا نعد الحروف كما تُكتب ونعدّ واو العطف كلمة مستقلة (انظر موسوعة الإعجاز الرقمي):
فاسْجُدُوا لِلَّهِ وَ اعْبُدُوا
7 3 1 6
إن العدد الذي يمثل حروف الآية كما هو دون أن نجمعه 6137 ، هذا العدد من مضاعفات الرقم 19 مرتين والرقم 17 أيضاً، أي:
6137 = 19 × 19 × 17
إذن الآية تتحدث عن السجود والعبادة وجاءت حروفها منسجمة مع الرقم (17) عدد الركعات المفروضة، ثم إن عدد حروف هذه الآية هو (17) حرفاً أيضاً!!
موقع مميز للآية
بقي شيء مهم، وهو أن هذه الآية جاءت في موقع مميز من القرآن بحيث يتناسب مع الرقم (17). فرقم السورة التي وردت فيها هذه الآية (سورة النجم) هو (53) ورقم هذه الآية هو (62) وعدد كلماتها (4) وعدد حروفها (17) لنرتب هذه النتائج:
رقم السورة رقم الآية عدد كلماتها عدد حروفها
53 62 4 17
العجيب أن مجموع هذه الأعداد يعطي عدداً من مضاعفات الرقم 17،لنرَ ذلك:
53 + 62 + 4 + 17 = 136=17 × 8
تناسق بين عدد الصلوات المفروضة وعدد الركعات المفروضة
عدد الصلوات التي فرضها الله تعالى (5) صلوات، نصلِّي فيها (17) ركعة. وقد جاء هذا الرقمان بتناسب مع الرقم سبعة (أساس النظام القرآني) ومع الرقم (5) عدد الصلوات المفروضة.
عدد الأوقات المفروضة عدد الركعات المفروضة
5 17
فعندما نصفّ هذين الرقمين 5 – 17 نجد العدد 175 وهو يساوي:
175 = 7 × 5 × 5
آية العبادة والرقمين 5 و 17
إن آية العبادة في الفاتحة هي الآية رقم (5) حيث يقول تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) وهي أول آية في القرآن يصرِّح المؤمن فيها بعبادته لله عز وجل. وفي هذه الآية نجد تناسباً عجيباً مع الصلوات الخمس والركعات السبعة عشر.
إن رقم هذه الآية هو (5)، وعدد كلماتها (5) وعدد حروفها (19) حرفاً. وعندما نصفّ هذه الأرقام المميـزة لهذه الآية نـجد العدد (1955) إن هذا العدد يساوي تماماً :
1955 = 5 × 17 × 23
أي يساوي عدد الصلوات المفروضة في عدد الركعات المفروضة في عدد سنوات الوحي!! فتأمل هذا التناسق، هل يمكن أن يأتي بالمصادفة؟
والآن لنتأمل حروف (إياك نعبد وإياك نستعين) كيف تكررت، هذه الآية تتألف من عدد من الحروف وهي:
ا ي ك ن ع ب د و س ت ي
هذه الأحرف تكررت كما يلي:
(5) أحرف تكررت مرة واحدة وهي : ( ب – د – و – س – ت )
(2) حرفان تكرر كل منهما في الآية مرتين وهما: ( ك – ع ) .
(2) حرفان تكرر كل منهما ثلاث مرات وهما: ( ي – ن ) .
(1) حرف واحد تكرر أربع مرات وهو الألف.
وعند صفّ هذه الأرقام 5 – 2 – 2 – 1 نجد عدداً هو (1225) هذا العدد يساوي :
1225 = 5 × 5 × 7 × 7
وسبحان الله! جاءت تكرارات الحروف متناسبة مع العدد 5 مرتين ومع العدد 7 مرتين بالتمام والكمال، ولا ننسى أن الآية تتحدث عن العبادة، وعدد الصلوات 5 وعدد الأعضاء التي يسجد عليها المؤمن في صلاته هو 7 حيث قال النبي الأعظم: (أُمرتُ أن أسجد على سبعة أعظم) [رواه البخاري].
تناسق مذهل في عدد الركعات
لقد افترض الله على عباده هذه الصلوات، واقتضت مشيئة الله عز وجل أن يكون لكل وقت عدد محدد من الركعات، وجاء عدد هذه الركعات متناسباً مع الرقم سبعة بشكل عجيب.
إن عدد الركعات المفروضة في كل وقت من هذه الأوقات الخمسة هو:
الصبح الظهر العصر المغرب العشاء
2 4 4 3 4
عندما نصف هذه الأعداد بهذا التسلسل نجد أن العدد الذي يمثل هذه الركعات هو 43442 وهو عدد من مضاعفات الرقم سبعة :
43442 = 7 × 6206
لقد بدأنا في هذه الحالة من وقت الفجر (الصبح) وإذا بدأنا العدّ من وقت العصر يبقى النظام قائماً، لنكتب هذه الأوقات الخمسة مع عدد ركعات كل وقت بدءاً من العصر:
العصر المغرب العشاء الصبح الظهر
4 3 4 2 4
إن العدد الذي يمثل الركعات في هذه الحالة هو: 42434 من مضاعفات السبعة مرتين:
42434 = 7 × 7 × 866
تناسق في الصلوات الجهرية والسرية
حتى إن الله تعالى نظَّم الصلوات السريّة والجهرية بنظام سباعي. فكما نعلم في الظهر والعصر يقرأ المؤمن الفاتحة سرّاً وهذه هي الصلوات السريَّة وعدد ركعاتها 4 + 4 = 8 ركعات. وفي صلاة المغرب والعشاء والصبح يقرأ المؤمن جهراً (في الركعتين الأوليين) فيكون عدد ركعات هذه الصلوات هو: 3 + 4 + 2 = 9 ركعات والمجموع 8 + 9 = 17 ركعة هو عدد الركعات المفروضة. والعجيب أننا عندما نصفّ هذين الرقمين نجد عدداً من مضاعفات السبعة:
الأوقات السرية الأوقات الجهرية
8 ركعات 9 ركعات
إن العدد (98) من مضاعفات السبعة مرتين :
98 = 7 × 7 × 2
الله أكبر
إن الكلمة الأكثر تكراراً في هذه الصلوات هي (الله أكبر)، فالمؤمن يقول في ركعتي الفجر (الله أكبر) 11 مرة، وفي صلاة الظهر في ركعاتها الأربعة نقول (الله أكبر) 22 مرة ... وهكذا، لنكتب عدد التكبيرات في الصلوات المفروضة:
الصبح الظهر العصر المغرب العشاء
11 22 22 16 22
الشيء العجيب أن عدد التكبيرات في هذه الصلوات الخمس يتناسب مع الرقم سبعة أيضاً فالعدد الذي يمثل هذه التكبيرات هو 2216222211 من مضاعفات السبعة:
2216222211 = 7 × 316603173
وهنا نكتشف دلالات جديدة لأرقام يصعب تفسيرها بلغة الكلام، ولكن عندما يكون الحديث بلغة الأرقام فإن الإجابة تكون سهلة عن الكثير من الأسئلة القرآنية. فقد اقتضت حكمة الله تعالى أن تكون عبادة المؤمن لربه متناغمة من الرقم سبعة، لينسجم في عبادته مع السماوات السبع التي تسجد وتسبح لله تعالى، ومع كل ذرة في هذا الكون تسبح لله تعالى بطبقاتها السبع ... يقول تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) [الإسراء: 44].
إن هذه الحقائق هي غيض من فيض بحر القرآن، وهناك الكثير من التناسقات الرقمية بشكل يشهد على أن منزل القرآن هو الله، والذي فرض علينا هذه الصلوات هو الله، وأن كل ما جاء به النبي الأمي صلى الله عليه وسلم هو الحق، نسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا العلم وأن يجعله نوراً وشفاء لما في صدورنا، إنه سميع قريب مجيب.
-
الأرقام تتكلم
هل يمكن للأرقام أن تقول ما تقوله الكلمات؟ وهل يمكن للأرقام أن تعبر عن المعنى كما تعبر عنه الكلمات؟ هذه المقالة هي عرض لبعض الحقائق الرقمية وارتباطها بلغة القرآن الكريم، وبما يثبت أن القرآن هو عبارة عن كمبيوتر ناطق!!!....
يقول تعالى مخاطباً عباده المؤمنين ومؤكداً لهم: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 160].
المقطع الأول من الآية
وهو جملة الشرط: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ): لنكتب عدد حروف كل كلمة:
إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ
2 6 4 هذا العدد من مضاعفات السبعة: 462 = 7 × 66
وهنا نجد أن حروف هذه الجملة جاءت من مضاعفات الرقم سبعة لمرة واحدة.
المقطع الثاني
وهو جملة جواب الشرط: (فَلَا غَالِبَ لَكُمْ) وهذا يعني أنه لن يغلبكم أحد، وهذا وعد مؤكد من الله تعالى، ولكن كيف يمكن تأكيد هذا الوعد بلغة الأرقام لمن ينكر القرآن؟؟ لنكتب عدد حروف كل كلمة:
فَلَا غَالِبَ لَكُمْ
3 4 3 هذا العدد من مضاعفات السبعة ثلاث مرات: 343 = 7 × 7 × 7
وهنا جاء التأكيد على نصر الله تعالى بلغة الرقم سبعة ثلاث مرات متتالية 7 × 7 × 7 ليؤكد لنا الله تعالى أنه إذا نصرنا فلن يغلبنا أحد أبداً!!!
المقطع الأخير
وهو قوله تعالى: (وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) لنكتب عدد حروف كل كلمة:
وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
1 2 6 3 2 4 6 2 4 1 3 4 7 8
هذا العدد من مضاعفات السبعة: 87431426423621 = 7 × 12490203774803
وهنا نجد أن العدد من مضاعفات السبعة مرة واحدة.
وهنا نلاحظ أن الآية كلها تتحدث عن نصر الله عدا مقطع منها هو (وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ) ماذا عن هذا المقطع وهل يمكن للغة الأرقام أن تتكلم هنا؟
إن الخذلان يعاكس النصر، ولذلك سوف نرى تعاكساً في الأرقام! لنكتب عدد حروف كل كلمة:
وَ إِنْ يَخْذُلْكُمْ
1 2 6 نقرأ العدد بالعكس، لأن الكلام هنا ليس عن النصر بل عن الخذلان
إن هذا العدد 621 ليس من مضاعفات السبعة، ولكن وبما أنه يتحدث عن الخذلان الذي يعاكس النصر في المعنى اللغوي، فماذا يحدث إذا عكسنا اتجاه قراءة هذا العدد؟ إنه سيصبح 126 وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
126 = 7 × 18
إذن عندما انعكس المعنى اللغوي انعكس معه اتجاه العدد. وهذا الأمر لا يمكن أبداً أن يكون بنتيجة المصادفة، فهل المصادفة تفهم المعنى اللغوي للآية؟
وتأمل معي أخي القارئ هذا الإحكام الرقمي لآية واحدة في كتاب الله تعالى، فكيف بنا إذا وقفنا أمام القرآن كله؟ فهل ستكون هذه الحقائق يوماً ما وسيلة لهداية بعض الملحدين الماديين في هذا العصر؟
-
إعجاز مذهل في ثلاثة أحرف
نعيش في هذا البحث مع تناسق عددي عجيب يشهد على وحدانية الله تعالى، وكيف يأتي الرقم 11 لينطق بالحق ويقدم البرهان المادي على أن الله واحد أحد....
سؤال طالما فكرت فيه: لماذا اختار الله تعالى لاسمه كلمة (الله)؟! وبعد رحلة طويلة في بحر القرآن الكريم، كنتُ دائماً فيها أجد الإعجاز في كل سورة وفي كل كلمة، قررتُ أن أركز البحث في اسم (الله) تعالى، وطرحتُ سؤالاً: هل يمكن أن نجد في هذه الكلمة معجزة مبهرة تشهد على وجود الله تعالى؟
لو تأملنا هذا الاسم العظيم (الله) نجد أنه اسم يتألف من ثلاثة أحرف ألفبائية عدا المكرر، وهي:
- حرف الألف.
- حرف اللام.
- حرف الهاء.
لقد أعدتُ طرح السؤال على الصيغة التالية: كم مرة تكرر كل حرف من هذه الحروف في كلمة (الله)؟ ومن الواضح أن الجواب سهل جداً، فحرف الألف تكرر مرة واحدة في كلمة (الله)، وحرف اللام تكرر مرتين في كلمة (الله)، وحرف الهاء تكرر مرة واحدة في كلمة (الله).
ولكن أين هي المعجزة، وكيف نبدأ البحث؟ وما هو العدد الذي تقوم عليه هذه المعجزة؟
لقد وجدتُ بأن العدد الذي يعبر عن وحدانية الله تعالى هو العدد 1، فالله تعالى واحد، يقول تعالى: (قل هو الله أحد) هذه الآية العظيمة تتألف من أحد عشر حرفاً. وكأن العدد 11 هو تأكيد للعدد واحد، إذ يتكرر فيه الرقم 1 مرتين، فالله واحد أحد.
والآن إذا استطعنا اكتشاف معجزة تقوم على العدد 11 بالذات في اسم (الله) وليس أي عدد آخر، فإن هذا سيكون دليلاً مادياً على وحدانية الله تعالى، وأن الله قد اختار لاسمه حروفاً محددة وأودع فيها هذه المعجزة لتشهد على وحدانيته بلغة الأرقام. وبخاصة أن العدد 11 هو عدد أولي مفرد لا يقبل القسمة إلا على نفسه وعلى الواحد وهو يتألف من 1 و 1 ، أي (واحد أحد)!
حروف الألف واللام والهاء
والآن لنكتب تكرارات حروف اسم (الله) أي الألف واللام والهاء ونتذكر دائماً بأننا نتعامل مع الحروف كما تكتب وليس كما تُلفظ (مع العلم أن لفظ الكلمات له إعجاز وقد تناولنا ذلك في مقالات أخرى):
حرف الألف حرف اللام حرف الهاء
1 2 1
دائماً نستخدم طريقة صف الأرقام فنقرأ العدد كما هو دون أن نغير فيه شيئاً، لقد كانت المفاجأة أنني عندما قرأتُ هذا العدد والذي يمثل تكرار حروف اسم (الله) في هذا الاسم وهو 121 وجدت أن هذا العدد يساوي أحد عشر في أحد عشر:
121 = 11 × 11
وسبحان الله! إنها معادلة محكمة، ولكن كيف أتأكد أن هذه المعادلة مقصودة من الله وليست مصادفة؟ لذلك فقد فكرتُ أن أبحث عن هذه الحروف أي حروف اسم (الله) في أول آية ذكر فيها اسم (الله) وهي الآية الأولى من القرآن: (بسم الله الرحمن الرحيم) [الفاتحة: 1].
أول آية ذكر فيها اسم (الله)
لقد وجدتُ بأن حرف الألف قد تكرر في هذه الآية ثلاث مرات، وحرف اللام تكرر أربع مرات، وحرف الهاء تكرر مرة واحدة، وكتبت هذه الأرقام:
حرف الألف حرف اللام حرف الهاء
3 4 1
لقد كانت المفاجأة الثانية أن هذا العدد أي 143 من مضاعفات العدد 11 ويساوي:
143 = 11 × 13
وتابعتُ رحلة البحث وقلتُ إذا كانت الآية الأولى التي ذكر فيها اسم (الله) تحوي نظاماً لحروف اسم (الله) يقوم على العدد 11 الذي يعبر عن وحدانية الله تعالى، فهل من الممكن أن نجد النظام ذاته في آخر آية تحدثت عن الله في القرآن؟
آخر آية ذكر فيها اسم (الله)
إن آخر آية في القرآن ذكر فيها اسم (الله) هي (الله الصمد) [الإخلاص: 2]. ولكن كيف تكررت حروف (الله) في هذه الآية العظيمة؟؟ إذا تأملنا هذه الآية نجد أن حرف الألف تكرر مرتين، وحرف اللام تكرر ثلاث مرات، وحرف الهاء تكرر مرة واحدة، لنكتب ذلك ونتأمل هذه المعجزة:
حرف الألف حرف اللام حرف الهاء
2 3 1
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف اسم (الله) في آخر آية ذكر فيها اسم (الله) هو 132 والعجيب أن هذا العدد من مضاعفات العدد 11 أيضاً:
132 = 11 × 12
وسبحانك يا من أحكمتَ حروف اسمك وجعلتنا نرى هذه المعجزات فيه! ولا نملك إلا أن نقول كما علمتنا: (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها) [النمل: 93].
الملحد يطلب المزيد!
هذا ليس كل شيء، وهنالك المزيد. فالملحد يفتش دائماً عن مهرب من المعجزة وتجده ينادي دوماً بالمصادفة، وهذا ما حدث معي بالفعل عندما ناقشت احد الملحدين في هذه المعجزة، فقال لي بعد تفكير طويل: أنت تعلم أن حروف اسم (الله) أربعة وليست ثلاثة، فلماذا تكتب تكرار الألف واللام والهاء، وأين تكرار اللام الثانية؟
وفي البداية ظن أنه استطاع أن يجد مخرجاً للهروب من الاعتراف بوحدانية الله تعالى، ولكن الله تعالى يعلم بعلمه الأزلي أنه سيأتي أمثال هؤلاء ويعترضون على ذلك، ولذلك فقد أودع الله مزيداً من المعجزات في حروف اسمه، ويمكنني أن أخبرك أخي القارئ أنني واثق تمام الثقة بأننا إذا أردنا أن نؤلف كتاباً كاملاً عن حروف اسم (الله) لاستطعنا، بل كلما بحثنا في هذا الاسم العظيم سوف نرى إعجازاً وإعجازاً.
العدد 111 يشهد ...
لقد صنعتُ ما قاله لي هذا الملحد ولكن المفاجأة كانت بالنسبة له أكبر مما هي بالنسبة لي!! لقد كتبتُ حروف اسم (الله) مع المكرر كما طلب، وكتبتُ تحت كل حرف عدد مرات تكراره في اسم (الله) كما يلي:
ا لــــلــــه
1 2 2 1
وكانت المفاجأة أنني عندما قرأت العدد الذي يمثل تكرار حروف اسم (الله) في هذا الاسم الكريم وهو 1221 أن هذا العدد يساوي، وتأمل معي:
1221 = 11 × 111
فسبحان الله! تكرر الرقم 11 وتكرر معه الرقم 111 وهو يتألف من الرقم واحد ثلاث مرات، وكأن الله تعالى يريد أن يؤكد لجميع البشر أنه قد احكم حروف اسمه الكريم، وسوف يتكرر الرقم واحد ليشهد على أن الله واحد!!!
تكرار حروف اسم (الله) في أول آية
وتابعتُ رحلة البحث وقلتُ: هل يبقى هذا الإحكام ليشمل أول آية وآخر آية ذكر فيهما اسم (الله)؟؟ عدتُ من جديد وكتبتُ اسم (الله) بأحرفه الأربعة وتحت كل حرف تكراره في (بسم الله الرحمن الرحيم):
ا لــــلــــه
3 4 4 1
إن العدد الجديد 1443 من مضاعفات العدد 111، لنتأكد:
1443 = 111 × 13
ولكن لماذا العدد 111، وليس العدد 11 هنا؟؟ والجواب لأننا عندما كررنا حرف اللام تكرر معنا الرقم واحد! فعندما درسنا تكرار (ا ل هـ) كان العدد من مضاعفات 11، وعندما درسنا تكرار (ا ل ل هـ) كان العدد من مضاعفات 111، أي يتكرر معنا الرقم واحد على صيغتين: 11 و 111 ، وهذا يدل على التأكيد على وحدانية صاحب هذا الاسم بلغة الرقم واحد!!!
تكرار حروف اسم (الله) في آخر آية
ولكن ماذا عن آخر آية ذكر فيها اسم (الله) وهي (الله الصمد)؟ وهل يبقى هذا التكرار للرقم واحد قائماً وشاهداً على أن الله واحد؟ لنكتب آخر آية في القرآن فيها اسم (الله) وتكرار حروف اسم (الله) في هذه الآية، كما فعلنا سابقاً:
ا لــــلــــه
2 3 3 1
وهنا نجد من جديد العدد الذي يمثل تكرار حروف (الله) في آخر آية ذكر فيها اسم (الله) هو 1332 وهذا العدد من مضاعفات العدد 111:
1332 = 111 × 12
والآن اكتملت معنا اللوحة الإلهية الرائعة لمعجزة لفظ الجلالة (الله) وتكرار حروفه وتكرار الرقم واحد. لنتأمل كيف يتكرر الرقم واحد في جميع المعادلات على صيغتين: 11 و 111:
تكرار حروف اسم (الله) في كلمة (الله)
الألف اللام الهاء
1 2 1 = 11 × 11
ـــــــــــــــــــــــــ
تكرار حروف اسم (الله) في كلمة (الله) مع المكرر
ا لــــلــــه
1 2 2 1 = 11 × 111
ـــــــــــــــــــــــــ
تكرار حروف اسم (الله) في (بسم الله الرحمن الرحيم)
الألف اللام الهاء
3 4 1 = 11 × 13
ـــــــــــــــــــــــــ
تكرار حروف اسم (الله) في (بسم الله الرحمن الرحيم) مع المكرر
ا لــــلــــه
3 4 4 1 = 111 × 13
ـــــــــــــــــــــــــ
تكرار حروف اسم (الله) في (الله الصمد)
الألف اللام الهاء
2 3 1 = 11 × 12
ـــــــــــــــــــــــــ
تكرار حروف اسم (الله) في (الله الصمد) مع المكرر
ا لــــلــــه
2 3 3 1 = 111 × 12
ـــــــــــــــــــــــــ
وأختم هذا البحث بسؤال:
أي كتاب من كتب البشر تتكرر حروف اسم مؤلفه بهذا النظام المبهر؟ ألم يَحِن لتلك القلوب التي أقفلت أبوابها أمام كلام الله وآياته ومعجزاته، ألم يحن لها أن تنفتح وتستقبل نور القرآن ونور الإيمان؟
أيها المنكر لكلام الله تعالى ووحدانيته: ماذا تطلب دليلاً أكثر من هذا؟ وما هي الطريقة التي تحب أن تقتنع بها بأن الله موجود ومطلع عليك وسوف تقف أمامه وحيداً يوم القيامة فماذا أعددت لهذا اللقاء غير إلحادك وسوء ظنك بالله؟
ولكن قبل ذلك سوف أخبرك بلحظة الموت وهي قريبة منك، هذه اللحظة سأصورها لك بكلام عظيم هو كلام الله تعالى، فأرجو أن تتخيل هذا الموقف للحظة من الزمن، يا من تدعون أنكم تؤلفون قرآناً يشبه كلام الله، وتفترون فيه على الله وتقولون إن باستطاعتكم أن تأتوا بكلام مثل كلام الله، هذه هي صورتكم في كتاب ربنا أخبرنا عنها منذ ألف وأربع مئة سنة، يقول تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ) [الأنعام: 93].
ولكن يا رب العالمين: ما هو مصير هؤلاء، وهل تخبرهم مسبقاً بنهايتهم المؤكدة إن لم يتوبوا ويرجعوا إليك؟ يقول تعالى في هذه الآية مخبراً عن مصير كل من يدعي أن باستطاعته الإتيان بمثل القرآن: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام: 93].
هذا في الدنيا ولكن ماذا عن الآخرة؟ وكيف يصور لنا القرآن حال هؤلاء البؤساء؟ يقول تعالى في الآية التالية من هذا النص القرآني: (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) [الأنعام: 94].
اللهم نشهدك أننا آمنا بكل كلمة وبكل حرف أنزلته في كتابك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
- 1
-
أسرار الرقم سبعة
نعيش من خلال الحقائق الآتية مع بعض أسرار الرقم سبعة في القرآن وفي الكون وفي أحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. ونتساءل: هل الترتيب المحكم لهذا الرقم في كتاب الله تعالى من صنع المصادفة أم أنه بتقدير العزيز العليم؟؟....
كما أن الخالق سبحانه وتعالى فضّل بعض الرسل على بعض، وقال في ذلك: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) [البقرة: 2/253].
وكما أن الله تعالى فضَّل بعض الليالي على بعض فقال في ليلة القدر: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر: 97/1-5].
وكذلك فضَّل بعض الشهور من السنة مثل شهر رمضان فقال: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 2/185]. وفضَّل بعض المساجد مثل المسجد الحرام والمسجد الأقصى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الإسراء: 17/1].
وكما فضَّل بعض البقاع على بعض مثل مكة المكرمة: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) [آل عمران: 2/96]. وكما أن الله قد فضَّل بعض السور فكانت أعظم سورة في القرآن هي فاتحة الكتاب، وكانت آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله. وكانت سورة الإخلاص تعدل ثُلُثَ القرآن، هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآن لو تساءلنا عن لغة الأرقام في القرآن العظيم، وتدبَّرنا الأرقام الواردة فيه، ودرسنا دلالات كل رقم، فهل فضَّل الله تعالى رقماً عن سائر الأرقام؟ بلا شك إن الرقم الأكثر تميّزاً في كتاب الله تعالى بعد الرقم واحد هو الرقم سبعة! فهذا الرقم له خصوصية في عبادات المؤمن وفي أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام، وفي الكون والتاريخ وغير ذلك.
ولكن ما هي أسرار هذا الرقم؟ ولماذا تكرر ذكره في العديد من المناسبات القرآنية؟ لنبدأ بهذه المقارنة بين الكون والقرآن.
البناء الكوني والبناء القرآني والرقم سبعة
هذا الكون الواسع من حولنا بكل أجزائه ومجرّاته وكواكبه.. كيف تترابط وتتماسك أجزاؤُه؟ من حكمة الله تعالى أنه اختار القوانين الرياضية المناسبة لتماسك هذا الكون، ومن هذه القوانين قانون التجاذب الكوني على سبيل المثال، هذا القانون يفسر بشكل علمي لماذا تدور الأرض حول الشمس ويدور القمر حول الأرض...، هذا بالنسبة لخلق الله تعالى فماذا عن كلام الله؟
حتى نتخيل عظمة كلمات الله التي لا تحدها حدود يجب أن ننظر إلى كتاب الله على أنه بناء مُحكَم من الكلمات والأحرف والآيات والسور، وقد نظّم الله تعالى هذا البناء العظيم بأنظمة مُعجِزة.
إذن خالق الكون هو مُنَزِّل القرآن، والذي بنى السماوات السبع هو الذي بنى القرآن، وكما نرى من حولنا للرقم سبعة دلالات كثيرة في الكون والحياة نرى نظاماً متكاملاً في هذا القرآن يقوم على الرقم سبعة، وهذا يدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى وأن القرآن هو كتاب الله عزَّ وجلَّ.
لماذا اقتضت مشيئة الله عزَّ وجلَّ اختيار الرقم 7
هذا الرقم يملك دلالات كثيرة في الكون والقرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم. حتى تكرار هذا الرقم في كتاب الله جاء بنظام محكم. وهذا البحث يقدم البراهين على ذلك، فلا يوجد كتاب واحد في العالم يتكرر فيه الرقم سبعة بنظام مشابه للنظام القرآني. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية هذا الرقم وأنه رقم يشهد على وحدانية الله تعالى.
فعندما ندرك أن النظام الكوني قائم على الرقم سبعة، ونكتشف الرقم ذاته يتكرر بنظام في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً، فإن هذا التشابه يدل على أن خالق الكون هو منَزِّل القرآن سبحانه وتعالى.
الرقم سبعة في الكون
عندما بدأ الله خلق هذا الكون اختار الرقم سبعة ليجعل عدد السماوات سبعة وعدد الأراضين سبعة. يقول عزَّ وجلَّ: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق: 65/12].
حتى الذرة التي تعد الوحدة الأساسية للبناء الكوني تتألف من سبع طبقات إلكترونية ولا يمكن أن تكون أكثر من ذلك. كما أن عدد أيام الأسبوع سبعة وعدد العلامات الموسيقية سبعة وعدد ألوان الطيف الضوئي المرئي هو سبعة. ويجب ألا يغيب عنا أن علماء الأرض اكتشفوا حديثاً أن الكرة الأرضية تتكون من سبع طبقات!
الرقم سبعة في السُّنَّة النبوية
كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي نطق بها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم. وقد كان للرقم سبعة حظ وافر في هذه الأحاديث وهذا يدل على أهمية هذا الرقم وكثرة دلالاته وأسراره.
فعندما تحدث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الموبقات حدد سبعة أنواع فقال: (اجتنبوا السبع الموبقات....) [البخاري ومسلم].
وعندما تحدث عن الذين يظلُّهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة حدد سبعة أصناف، فقال: (سبعة يُظلّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه...) [البخاري ومسلم].
وعندما يتحدث عن الظلم وأخْذِ شيءٍ من الأرض بغير حقِّه فإنما يجعل من الرقم سبعة رمزاً للعذاب يوم القيامة، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَنْ ظَلَمَ قَيْدَ شِبْرٍ مِنَ الأرضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أراضين) [البخاري ومسلم].
وعندما أخبرنا عليه الصلاة والسلام عن أعظم سورة في كتاب الله قال: (الحمدُ لله ربِّ العالمين هي السَّبْعُ المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه) [رواه البخاري].
وفي السجود يخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الأمر الإلهي بالسجود على سبعة أعضاء فيقول: (أُمرت أن أسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْظُم) [البخاري ومسلم]. أما إذا ولغ الكلب في الإناء فإن طهوره يتحدد بغسله سبع مرات إحداهن بالتراب.
وعندما تحدث عن القرآن جعل للرقم سبعة علاقة وثيقة بهذا الكتاب العظيم فقال: (إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف) [البخاري ومسلم]. وهذا الحديث يدل على أن حروف القرآن تسير بنظام سباعي مُحكَم، والله تعالى أعلم.
وقد تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن جهنَّم يوم القيامة فقال: (يُؤتَى بِجَهَنَّم يومئذٍ لَها سبعون ألفَ زمام) [رواه مسلم]. كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستجير بالله من عذاب جهنَّم سبع مرات فيقول: (اللهمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ) [رواه النَّسَائي].
وفي أسباب الشفاء أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن نقول سبع مرات: (أعوذُ بالله وقدرته من شرِّ ما أجد وأحاذر) [رواه مسلم].
حتى عندما يكون الحديث عن الطعام نجد للرقم سبعة حضوراً، يقول صلى الله عليه وسلم: (من تصبَّح كلَّ يوم بسبع تَمرات عجوة لم يضرَّه في ذلك اليوم سمٌّ ولا سِحْرٌ) [البخاري ومسلم].
أما الحديث عن الصيام في سبيل الله نجد من الأجر الشيء الكثير الذي أعده الله للصائم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبدٍ يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعَدَ الله بذلك اليوم وجهَهُ عن النار سبعين خريفاً) [البخاري ومسلم].
وعندما قدم أحد الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يخبره عن المدة التي يختم فيها القرآن فقال عليه الصلاة والسلام: (فاقرأه في سَبْعٍ ولا تَزِدْ على ذلك) [البخاري ومسلم].
كما كان عليه الصلاة والسلام يستغفر الله سبعين مرة. وكان يقول عن مضاعفة الأجر: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف) [رواه مسلم].
وفي اللجوء إلى الله تعالى لإزالة الهموم كان النبي عليه صلوات الله تعالى عليه وسلامه يردد سبعاً هذه الآية: (حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 9/129].
وهكذا نرى بأن الرقم سبعة هو الرقم الأكثر تميزاً في أحاديث المصطفى عليه صلوات الله وسلامه. هذه الأحاديث الشريفة وغيرها كثير تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصَّ هذا الرقم بالذكر دون سائر الأرقام بسبب أهميته، فهو الرقم الأكثر تكراراً في أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهو الرقم الأكثر تكراراً في القرآن (بعد الرقم واحد) وهو الرقم الأكثر تكراراً في الكون.
الرقم سبعة والحج
نعلم جميعاً أن عبادة الحج تمثل الركن الخامس من أركان الإسلام. في هذه العبادة يطوف المؤمن حول بيت الله الحرام سبعة أشواط. ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضاً.
وعندما يرمي الحصيات فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد رمى سبع حصيات أيضاً. وقد ورد ذكر هذا الرقم في الآية التي تحدثت عن الحج العمرة، يقول الله تعالى: (فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) [البقرة: 2/196].
الرقم سبعة في القصة القرآنية
تكرر ذكر الرقم سبعة في القَصَص القرآني، فهذا نبَِيُّ الله نوح عليه السلام يدعو قومه للتفكر في خالق السماوات السبع فيقول لهم: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً) [نوح: 71/15].
أما سيدنا يوسف عليه السلام فقد فسَّر رؤيا الملك القائمة على هذا الرقم، وقد تكرر ذكر هذا الرقم في سياق سورة يوسف مرات عديدة. يقول تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) [يوسف: 12/43].
وقال تعالى: (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ * قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ) [يوسف: 12/46ـ48].
وقد ورد ذكر الرقم سبعة في عذاب قوم سيدنا هود الذي أرسله الله إلى قبيلة عاد فأرسل عليهم الله الريح العاتية، يقول تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً) [الحافة: 69/6 – 7].
وفي قصة سيدنا موسى عليه السلام وورد ذكر الرقم سبعين وهو من مضاعفات الرقم سبعة، يقول تعالى: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا) [الأعراف: 7/155].
وقد ورد هذا الرقم في قصة أصحاب الكهف، يقول عزَّ وجلَّ: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ) [الكهف: 18/22].
إذن هناك علاقة بين تكرار القصة القرآنية والرقم سبعة. والذي يتابع تاريخ الشعوب القديم يلاحظ بأن الرقم سبعة يتكرر كثيراً، خصوصاً في تاريخ الفراعنة بمصر القديمة.
الرقم سبعة ويوم القيامة
هذا في الدنيا فماذا عن الآخرة؟ وهل هنالك تكرار لهذا لرقم يوم القيامة؟ لا يقتصر ذكر الرقم سبعة على الحياة الدنيا، بل إننا نجد له حضوراً في الآخرة. إن كلمة (القيامة) تكررت في القرآن الكريم سبعين مرة أي عدداً من مضاعفات السبعة، فالعدد سبعين هو حاصل ضرب سبعة في عشرة:
70 = 7 × 10
وكلمة (جهنَّم) تكررت في القرآن كله سبعاً وسبعين مرة، أي عدداً من مضاعفات السبعة:
77 = 7 × 11
وعن أبواب جهنم السبعة يقول سبحانه وتعالى: (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ) [الحجر: 15/44].
أما عن عذاب الله في ذلك اليوم فنجد حضوراً لمضاعفات الرقم سبعة، يقول عزَّ وجلَّ: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ) [الحاقة: 69/30 - 32].
ولا ننسى بأن الله تعالى قد ذكر الرقم سبعة عند الحديث عن كلماته: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [لقمان: 31/27].
الرقم سبعة والصدقات
ورد ذكر هذا الرقم في مضاعفة الأجر من الله تعالى لمن أنفق أمواله في سبيل الله.يقول تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 2/261].
ورد ذكر الرقم (سبعين) وهومن مضاعفات السبعة في سورة التوبة في استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: 9/80].
الرقم سبعة والتسبيح
وفي القرآن الكريم سبع سور بدأت بالتسبيح لله تعالى، وهي: (الإسراء ـ الحديد ـ الحشر ـ الصف ـ الجمعة ـ التغابن ـ الأعلى):
1ـ (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الإسراء: 17/1].
2ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحديد: 57/1].
3ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 59/1].
4ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الصف: 61/1].
5ـ (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [الجمعة: 62/1].
6ـ (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التغابن: 64/1].
7ـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى: 87/1].
إذن هنالك علاقة بين تسبيح الله والرقم سبعة، ولذلك فقد ارتبط هذا الرقم مع ذكر التسبيح وذكر السماوات في قوله تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) [الإسراء: 17/44].
الرقم سبعة وحروف القرآن
لقد اقتضت حكمة البارئ سبحانه وتعالى أن يُنَزِّل هذا القرآن باللغة العربية، وجعل عدد حروف هذه اللغة ثمانية وعشرين حرفاً، أي:
28 = 7 × 4
ونجد في أول سورة من القرآن هذا الرقم في آيات سورة الفاتحة التي افتتح الله تعالى بها هذا القرآن وجعلها سبع آيات. وقد خاطب الله سبحانه وتعالى سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام فقال له: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) [الحجر: 15/87].
والسبع المثاني هي سورة الفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن الكريم وهي سبع آيات، وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هذه السورة هو 21 حرفاً أي عدداً من مضاعفات الرقم سبعة.
في القرآن الكريم هنالك سور مميزة ميزها الله تعالى عن غيرها فوضع في أوائلها حروفاً مميزة مثل: (الـم ـ الر ـ حم ـ يس ـ ق.....). إن عدد هذه الافتتاحيات المميزة عدا المكرر أربعة عشر، أي من مضاعفات السبعة. وإذا أحصينا الحروف التي تركبت منها هذه الافتتاحيات عدا المكرر، أي عددنا الحروف الأبجدية التي تركبت منها الافتتاحيات المميزة الأربعة عشر، وجدنا أيضاً أربعة عشر حرفاً.
هذه الحروف موجودة كلها في سورة الفاتحة. وإذا عددنا الحروف المميزة في سورة السبع المثاني عدا المكرر نجد 14 حرفاً، وإذا عددنا هذه الحروف مع المكرر نجد 119 حرفاً، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
خَلْقُ السَّماوات
هنالك عبارات تتحدث عن خلق السماوات والأرض في ستة أيام، فلو بحثنا في كتاب الله تعالى عن هذه الحقيقة، أي حقيقة خلق السماوات والأرض في ستة أيام نجدها تتكرر في سبع آيات بالضبط وهي:
1ـ (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 7/54].
2ـ (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) [يونس: 10/3].
3ـ (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) [هود: 11/7].
4ـ (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً) [الفرقان: 25/59].
5ـ (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ) [السجدة: 32/4].
6ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ) [ق: 50/38].
7ـ (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الحديد: 57/4].
حقيقة السَّماوات السبع
ولو بحثنا في كتاب الله تعالى عن حقيقة السماوات السبع نجد أن الرقم سبعة ارتبط بالسماوات السبع بالتمام والكمال سبع مرات وذلك في القرآن كلِّه. وهذه هي الآيات السبع:
1ـ (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 2/29].
2ـ (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) [الإسراء: 17/44].
3ـ (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [المؤمنون: 23/86].
4ـ (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 41/12].
5ـ (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق: 65/12].
6ـ (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ) [الملك: 67/3].
7ـ (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً) [نوح: 71/15].
إذن عدد السماوات التي خلقها الله سبع وجاء ذكرها في القرآن الكريم سبع مرات فتأمل هذا التناسق، هل جاء بالمصادفة؟! إن كل هذه التناسقات والحقائق الرقمية التي تأتي دائماً متناسبة مع الرقم سبعة أليست بمثابة إشارات لنا لكي نبحث عن أسرار هذا الرقم في كتاب الله تعالى؟
-
اسم (الله) يشهد على صدق القرآن!
قالوا قديماً: أعقدُ الأشياء هو أبسطها، وأثناء رحلتي مع كتاب الله تعالى اكتشفتُ إثباتاً مذهلاً على أن القرآن كتاب الله عز وجل. هذا الإثبات هو بغاية البساطة والوضوح ولا يمكن لأحد أن ينكره عالماً كان أم جاهلاً لأنه يتعلق بلغة الأرقام القوية....
لقد لاحظتُ شيئاً عجيباً في كتاب الله تعالى وهو أن الكلمة الأكثر تكراراً هي كلمة (الله)!!! وظننتُ في بادئ الأمر أن الأمر مجرد مصادفة، ولكنني أعلم مسبقاً بأن القرآن لا يحوي مصادفات، بل كل شيء فيه مقصود وله حكمة وهدف.
وعندما بحثتُ عن عدد مرات ذكر هذا الاسم الكريم أي اسم (الله) وذلك في القرآن كله، وجدتُ أن اسم (الله) قد تكرر بالضبط 2699 مرة. ولكن لماذا هذا الرقم بالذات وليس أي رقم آخر؟
وبعد بحث طويل تبيّن بأن هذا العدد أي 2699 هو عدد فردي أولي، أي لا ينقسم إلا على نفسه وعلى واحد! وكأن الله تعالى يريد أن يعطينا إشارة لطيفة من خلال تكرار اسمه بهذا العدد الذي اختاره الله عدداً أولياً لا ينقسم إلى على الواحد كإشارة إلى وحدانيته عز وجل. ولكن هذا ليس كل شيء إنها البداية فقط.
وخطرت ببالي فكرة بسيطة وهي: بما أن اسم (الله) تبارك وتعالى هو الاسم الأكثر تكراراً في كتاب الله، فما هو الرقم الأكثر تكراراً في كتاب الله تعالى، وهل لهذا الرقم علاقة بوحدانية الله؟؟
لقد كان الجواب أيضاً بغاية البساطة فقد ذهبت إلى أرقام القرآن وأجريتُ إحصاءً دقيقاً لها فكانت المفاجأة المذهلة أن الرقم الأكثر تكراراً هو الرقم (واحد)!!! فقد تكرر هذا الرقم في القرآن كله 30 مرة وهو الرقم الأكثر تكراراً حيث إن جميع الأرقام تكررت بنسبة أقل. وهنا يبرز التساؤل الآتي:
ماذا يعني أن يكون الاسم الأكثر تكراراً في كتاب هو اسم (الله) والرقم الأكثر تكراراً هو (واحد)، أليس هذا دليلاً صادقاً على أن الله واحد؟ وأنه هو من أنزل القرآن وجعل فيه هذه المعجزة؟ وهل هنالك من كتب البشر كتاب واحد نجد اسم مؤلفه هو الأكثر تكراراً؟
ملاحظة
اسم (الله) تعالى ورد في القرآن 2699 مرة.
أما كلمة (واحد) فقد وردت في القرآن 30 مرة.
ولا نملك إلا أن نقول: سبحان من أحكم آيات كتابه وجعل في كل كلمة منه دليلاً يشهد على وحدانيته وصدق كلامه: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) [النساء: 171].
ـــــــــــــ
-
الإعجاز العددي في آية (إنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ)
في هذه المقالة نتأمل جانباً من جوانب الإعجاز العددي في آية جمع القرآن والتي حاول الملحدون التشكيك في مصداقيتها، لنتأمل....
إنها آية عظيمة أخبرنا فيها البارئ عز وجل أنه قد تعهد بحفظ كتابه وجمعه وأمر رسوله ألا يعجل في تلاوة القرآن وألا يخاف من النسيان، لأن الله هو صاحب هذا الكتاب وهو القادر على جمعه وإبلاغه للناس كافة، ولذلك قال: (إنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ) [القيامة: 17].
وقبل أن نبدأ استعراض المعجزة العددية التي تثبت أن القرآن كلام الله، نستعرض قول الملحدين والمشككين حول هذا الموضوع. فطالما انتقدوا طريقة جمع القرآن وقالوا إن القرآن جُمع بعد حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ضاع منه الكثير وأُضيف إليه الكثير، ولذلك فإن هذه الآية ترد عليهم قولهم هذا وتؤكد أن الله هو الذي تولى جمع القرآن، ولكن ما هو الإثبات المادي الرقمي على ذلك؟
العدد 19 يشهد على صدق القرآن
إن القرآن يتألف من 114 سورة، وهذا العدد من مضاعفات الرقم 19 فهو يساوي:
114 = 19 × 6
كذلك فإن أول آية في القرآن هي (بسم الله الرحمن الرحيم) عدد حروفها 19 حرفاً كما كٌتبت، وتكررت في القرآن كله 114 مرة أي من مضاعفات الرقم تسعة عشر. ولا ننسى أن الله تعالى ذكر هذا العدد في كتابه أثناء الحديث عن جنود الله وملائكة النار فقال: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) [المدثر: 30]. وهذا العدد يمثل معجزة كبرى أشار القرآن إليها بقوله تعالى: (إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ) [المدثر: 35].
والشيء العجيب في هذه الآية وجود تناسقات قائمة على هذا العدد وترتبط بالبسملة بشكل محيّر. ففي هذه الآية نظام متكامل يقوم على الرقم (19) الذي يمثل حروف الآية الأولى في كتاب الله تعالى.
تناسق في عدد الحروف
لنكتب عدد حروف كل كلمة من كلمات الآية، مع التذكير بأننا نعد واو العطف كلمة حروفها واحد:
إنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ و قُرْآنَهُ
2 5 4 1 5
باستخدام طريقة صف الأرقام أي نضع كل رقم بجانب الآخر حسب تسلسل هذه الأرقام، فإن العدد الذي يمثل توزع حروف كلمات الآية هو (51452) وهذا العدد من مضاعفات الرقم (19):
51452 = 19 × 2708
حروف اسم (الله)
إذاً رأينا تناسقاً عجيباً مع الرقم 19 في عدد حروف كل كلمة من كلمات الآية، ولكن ماذا عن حروف اسم (الله)؟ إن الله تعالى أودع في آيات كتابه نظاماً محكماً لحروف اسمه تعالى بما يشهد على أنه هو من أنزل هذا الكتاب العظيم. والآن لنخرج ما تحويه كل كلمة من حروف اسم (الله) أي ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والهاء، وقد تم تلوين أحرف لفظ الجلالة باللون الأحمر تمييزاً لها عن بقية الحروف:
إنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ و قُرْآنَهُ
1 2 1 0 2
عندما نقرأ العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الله) في الآية نجد (20121) هذا العدد من مضاعفات الرقم (19) أيضاً:
20121 = 19 × 1059
حروف البسملة
كذلك هناك نظام محيّر لحروف البسملة، فهذه الآية العظيمة التي بدأ الله بها كتابه المجيد، لها حروف محددة وهي الباء والسين والميم والألف واللام والهاء .... لنخرج من آية جمع القرآن ما تحويه من حروف البسملة، وقد تم تلوين حروف البسملة باللون الأحمر:
إنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ و قُرْآنَهُ
2 4 2 0 4
بنفس الطريقة السابقة لصف الأرقام فإن العدد الذي يمثل توزع حروف البسملة على كلمات الآية هو 40242 وهذا العدد من مضاعفات الرقم (19):
40242 = 19× 2118
والعجيب أن هذا العدد من مضاعفات العدد (114) أيضاً!!! أي يتناسب مع عدد البسملات في القرآن, لنتأكد من ذلك رقمياً:
40242 = 114 × 353
وسبحان الله: آية تحدث الله فيها عن جمع القرآن ورتب حروف البسملة فيها بشكل يتناسب مع عدد سور القرآن 114، فهل هذه مصادفة؟
أرقام تُميز الآية
بقي أن نشير إلى أن الأرقام المميزة لهذه الآية والتي تتحدث عن جمع القرآن مجموعها يساوي عدد سور القرآن!! وهي على الشكل التالي:
1 ـ رقم السورة (75) سورة القيامة.
2 ـ رقم هذه الآية (17).
3 ـ عدد كلماتها (5) كلمات.
4 ـ عدد حروفها (17) حرفاً.
ومجموع هذه الأرقام للآية التي تتحدث عن جمع القرآن يساوي عدد سور القرآن، لنتأكد من ذلك:
75 + 17 + 5 + 17 = 114 "عدد سور القرآن"
فهل المصادفة جاءت بآية تتحدث عن جمع القرآن وجاءت أرقام هذه الآية لتساوي تماماً عدد سور القرآن؟ أم أن الله تعالى بعلمه هو الذي رتب وأحكم هذه الأرقام؟
حروف (القرآن)
وفي هذه الآية الكريمة نجد لحروف كلمة (القرآن) نظاماً يقوم على الرقم (19). ففي هذه الآية يتكرر حرف الألف (3) مرات ، اللام (1) مرة واحدة ، القاف (1) مرة ، والراء (1) مرة ، الألف (3) مرات، النون (3) مرات. وهذه هي حروف كلمة (القرآن). لنكتب هذه الكلمة وتحت كل حرف تكراره في الآية :
ا ل ق ر آ ن
3 1 1 1 3 3
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف كلمة (القرآن) هو (331113) من مضاعفات الرقم 19 :
331113 = 19 × 17427
إذاً حروف هذه الكلمة (القرآن) تتوزع في كلمات الآية التي تحدثت عن جمع القرآن بنظام يقوم على الرقم (19) الذي يمثل حروف أول آية في القرآن.
سنوات نزول القرآن
جميعنا يعلم أن القرآن نزل مفرقاً في 23 سنة، ولو تأملنا أول آية في القرآن وهي البسملة سوف نرى سراً من أسرارها ينطق بالرقم 23!! فكل حرف من حروف البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) تكرر عدداً محدداً من المرات في هذه البسملة. فحرف الألف تكرر 3 مرات، حرف اللام تكرر 4 مرات، حرف الراء تكرر مرتين، وهكذا.
حروف كلمة (القرآن) هي الألف واللام والقاف والراء والألف والنون، لنكتب كلمة (القرآن) وتحت كل حرف تكراره في البسملة لنجد:
ا ل ق ر آ ن
3 4 0 2 3 1
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف كلمة (القرآن) في أول آية من القرآن يتناسب مع عدد سنوات نزول القرآن أي مع العدد 23 لنرَ ذلك بلغة الأرقام:
132043 = 23 × 5741
إذاً حروف كلمة (القرآن) تتكرر في أول آية من القرآن لتشكل عدداً من مضاعفات (23) الذي يمثل سنوات نزول القرآن!! فسبحان الذي أحكم كل حرف في كتابه وقال: (كتاب أُحكمت آياته) [هود: 1].
-
إعجاز الرقم 11 في (بسم الله الرحمن الرحيم)
إن الرقم (11) يتجلى في لفظ حروف البسملة، فكما نعلم عدد الحروف يختلف رسماً ولفظاً، والعجيب أن لفظ هذه الحروف فيه معجزة أيضاً، إذن المعجزة تشمل الرسم واللفظ معاً، وهذا مالا نجده في أي كتاب من كتب البشر.....
القرآن الكريم كتاب الله تعالى، هذه حقيقة ينبغي أن ندركها جيداً، وأن يدركها كل من يشك برسالة الإسلام. ولذلك فإن الله تعالى قد وضع في كل آية من آيات كتابه براهين تثبت أن الكتاب كتابه وأنه لم يحرَّف، ولغة الأرقام خير شاهد على ذلك. وفي هذه المقالة نتدبر أول آية من كتاب الله تبارك وتعالى وهي البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) [الفاتحة: 1].
إنها آية عظيمة تستحق منا الوقوف أمامها طويلاً، وهي غزيرة بعجائبها، وتحتاج لأبحاث طويلة، ولكن وكعادتنا في هذه المقالات نختار جانباً من جوانب الإعجاز العددي، وفي البسملة لدينا أربع كلمات وكل كلمة تتألف من عدد من الحروف، وسوف نعيش مع عجيبة من عجائب البسملة تتعلق بلفظ كلماتها.
المعجزة تشمل الرسم واللفظ
في أبحاث الإعجاز العددي نعتمد غالباً على عدّ الحروف كما تُكتب في المصحف الشريف وفق الرسم العثماني، ولكن البعض يتساءل ويقول: لماذا لا تعدّون الكلمات كما تُلفظ؟ وأقول دائماً: إن المعجزة تشمل الرسم واللفظ، وقد أثبتنا وجود معجزة عددية في رسم كلمات البسملة من خلال كتاب (معجزة بسم الله الرحمن الرحيم)، وسوف نثبت الآن وجود معجزة تشمل لفظ الكلمات.
الطريقة التي سنتبعها لعدّ الحروف كما تُلفظ هي أننا نحصي الحروف وفق لفظها بغض النظر عن طريقة كتابة الكلمة، وفي البسملة لدينا:
رسماً: بسم الله الرحمن الرحيم
لفظاً: بِ سْ مِ لْ لَ اْ هِـ رْ رَ حْ مَ اْ نِ رْ رَ حِ يْ مِ
وسوف نرى كيف تأتي هذه الحروف لتتناسب مع العدد 11 وهو العدد الذي يدل على وحدانية الله تعالى. ولكن لماذا العدد أحد عشر؟
العدد 11 دليل على وحدانية منزل القرآن
هذا العدد يتألف من 1 و 1 وكأنه يشير إلى الله الواحد الأحد، وهو عدد أولي لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد، وإن وجود تناسق رقمي في كتاب الله يعتمد على العدد 11 هو دليل على أن الذي أحكم هذه الأعداد هو الواحد الأحد سبحانه وتعالى! لقد جعل الله عدد حروف (قل هو الله أحد) أحد عشر حرفاً ليدلنا على أن الذي نزل القرآن هو الواحد الأحد سبحانه. وهذه الآية التي تشهد على وحدانية الله هي 11 حرفاً سواء عددنا الحروف كما تُلفظ أو كما ترسم!
حروف البسملة كما تُلفظ والرقم 11
لنكتب حروف البسملة كما تلفظ حرفاً حرفاً وتحت كل كلمة عدد حروفها الملفوظة، مع العلم أننا نتبع منهجاً ثابتاً في عدّ الحروف الملفوظة: الحرف الملفوظ نعدّه حرفاً سواءً كُتب أم لم يُكتب:
بِ سْ مِ لْ لَ اْ هِـ رْ رَ حْ مَ اْ نِ رْ رَ حِ يْ مِ
3 4 6 5
نعتمد طريقة صف الأعداد بجانب بعضها (وهي طريقة ثابتة في أبحاث الإعجاز العددي)، فإذا فعلنا ذلك ووضعنا الأعداد 3 – 4 – 6 – 5 بجانب بعضها، فإن العدد الذي يمثل حروف الآية كما تُلفظ هو (5643) من مضاعفات الرقم (11):
5643 = 11 × 513
التناسق العددي يشمل الحركات الإعرابية
كما نرى فإن كل كلمة تحوي عدداً من الحركات (علامات التشكيل) ولدينا ثلاث حركات هي: الكسرة، الفتحة، السكون. والعجيب جداً أن هذه الحركات قد رتبها الله تعالى بنظام يقوم على الرقم (11) دائماً. أي أننا نتعامل مع اللفظ واللفظ يختلف عن الرسم، فحرف اللام مثلاً له شكل واحد من حيث الرسم، ولكنه يُلفظ بثلاثة أشكال: مفتوحاً: لَ ومضموماً: لُ ومكسوراً: لِ
توزع علامة الكسرة والرقم 11
لندرس الآن توزع علامات التشكيل في كلمات الآية ونشكل جدولاً نكتب تحت كل كلمة ما تحويه من علامة الكسرة (وهذه هي العلامات التي تضمَّنتها الآية) وقد لونتُ الحروف ذات الكسرة بالأحمر تمييزاً لها::
بِ سْ مِ لْ لَ اْ هِـ رْ رَ حْ مَ اْ نِ رْ رَ حِ يْ مِ
2 1 1 2
عندما نتبع الطريقة السابقة في صف الأعداد ونقوم بصف هذه الأرقام كما نراها، فإن العدد الذي يمثل توزع علامة الكسرة في كلمات الآية هو (2112) وهذا العدد من من مضاعفات الرقم (11):
2112 = 11 × 192
توزع علامة الفتحة والرقم 11
لنكتب حروف الآية كما تُلفظ وتحت كل كلمة ما تحويه من علامة الفتحة:
بِ سْ مِ لْ لَ اْ هِـ رْ رَ حْ مَ اْ نِ رْ رَ حِ يْ مِ
0 1 2 1
العدد الذي يمثل توزع علامة الفتحة في كلمات الآية هو (1210) وهذا العدد أيضاً من مضاعفات الرقم (11) لنكتب هذه المعادلة رياضياً:
1210 = 11 × 110
توزع علامة السكون والرقم 11
والآن نكتب ما تحويه كل كلمة من علامة السكون:
بِ سْ مِ لْ لَ اْ هِـ رْ رَ حْ مَ اْ نِ رْ رَ حِ يْ مِ
1 2 3 2
والعدد الذي يمثل توزع علامة السكون (الأحرف الساكنة لفظاً) هو (2321) من مضاعفات الرقم (11) أيضاً:
2321 = 11 × 211
والآن سوف نرى حقيقةً تعدّ من عجائب البسملة وهي أن النقط الموجودة على حروف هذه الآية جاءت بنظام مُحكَم أيضاً. ولكي نزداد يقيناً بمصداقية هذه الحقائق نبحث عن تناسقات أخرى مع الرقم 11 لننفي احتمال المصادفة نهائياً، لأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر مرات عديدة.
النقطة لها معجزة في كتاب الله
إن المعجزة لما تنته بعد, فالنقطة في كتاب الله لها معجزة! وفي هذه الآية العظيمة عندما نعدّ النقط في كل كلمة سوف نجد عددا من مضاعفات الرقم (11). لنكتب الآية كما تلفظ وتحت كل كلمة عدد النقط فيها، مع ملاحظة أننا نلون الحروف المنقطة باللون الأحمر تمييزاً لها:
بِ سْ مِ لْ لَ اْ هِـ رْ رَ حْ مَ اْ نِ رْ رَ حِ يْ مِ
1 0 1 2
إن العدد الذي يمثل توزع النقط في كلمات البسملة هو (2101) وهذا العدد من مضاعفات الرقم (11) أيضاً:
2101 = 11 × 191
كلنا يعلم بأن تنقيط حروف القرآن قد تم بعد نزول القرآن بسنوات وهو أمر اجتهادي إلا أن هذه النتيجة الرقمية تدعونا للقول بأن كل شيء في كتاب الله منظم, وأن الله يعلم علماً مسبقاً بأنه سيأتي زمن تنقط فيه حروف القرآن فقدر أن تأتي هذه النقط بنظام يتناسب مع النظام الرقمي القرآني ليؤكد لنا أنه على كل شيء قدير وأنه لا يسمح بإضافة شيء لكتابه إلا بما يشاء ويرضى. وهذا مزيد من الإعجاز يشهد على أن الله تعالى قد حفظ كل شيء في كتابه حتى النقطة على الحرف حفظها من التحريف. أليست هذه الحقائق دليلاً على وحدانية الله تبارك وتعالى؟
وهنا نتساءل:
هل جاءت حروف الكلمات كما تلفظ لتشكل عدداً من مضاعفات الرقم (11) بالمصادفة؟ ثم تأتي هذه المصادفة لتشكل عدداً يمثل الحروف التي تحتها كسرة وهذا العدد من مضاعفات الرقم (11)؟ ثم تأتي المصادفة لتشكل عدداً يمثل الحروف التي فوقها فتحة وهذا العدد من مضاعفات الرقم (11)؟ ثم تأتي هذه المصادفة لتجعل الحروف الساكنة تتوزع لتشكل عدداً من مضاعفات الرقم 11 ... كل هذا جاء بالمصادفة؟ وهل هذه المصادفة هي التي جعلت تكرار كلمات البسملة في القرآن يشكل عدداً من مضاعفات الرقم (11) أيضاً؟
وإذا كان هذا النوع من المصادفات موجوداً فلماذا لا نجده إلا في القرآن؟ إن هذه الحقائق الرقمية القوية لتدل دلالة قطعية على أن الله عَزَّ و جل هو الذي رتب هذه الحروف وأحكمها بما يتناسب مع الرقم (11).
-
قصتي مع الإعجاز الرقمي
في هذا البحث ملخص لأهم المحطات التي جعلتني أبحث وأكتب في هذا المجال بعد أن كنتُ منكراً للإعجاز الرقمي بسبب كثرة الأخطاء التي قرأتها في كتب الإعجاز العددي. وقد يكون الحافز لهذا البحث لقاءات مع ملحد استمرت سنة تقريباً، وأسفرت عن بداية لرحلة طويلة في رحاب الرياضيات القرآنية. في هذا البحث أيضاً مثال مهم جداً في الإعجاز الرقمي لمقطع من آية.....
بداية الرحلة
فمنذ عشرين عاماً اطلعتُ على كتيِّب بعنوان (عليها تسعة عشر) للدكتور رشاد خليفة وقد أبهرتني الأرقام والتناسبات القائمة على الرقم 19 فيه. ولكن بعد عدة سنوات انقلبت الأمور بعدما علمت بأن الأرقام الواردة في هذا الكتيب معظمها غير صحيح. وازداد الأمر سوءاً عندما علمتُ بأن رشاد خليفة قد ادعى النبوَّة وأصبح يتنبّأ بيوم القيامة واغتيل بعد ذلك!!
ثم أصبحتُ غير مقتنعٍ على الإطلاق بفكرة الإعجاز الرقمي، والذي زاد من إنكاري لهذا العلم أنني سمعتُ وقرأت لعلماء كبار يشكِّكون في هذا النوع من الإعجاز بل وينكرونه، والنموذج الذي يستشهدون به دائماً هو رشاد خليفة وادعاؤه النبوَّة وانحرافه. بل ومنهم من يحذّر من دراسة الأرقام القرآنية لكي لا يقع في المحذور الذي وقع به رشاد، حتى وصل به الأمر لتحديد موعد قيام الساعة والذي سيكون وفق حساباته في عام 1710 هجرية، وهذا العدد من مضاعفات الرقم 19 .
واستمر الحال على ما هو عليه حتى بدأتُ أحفظ كتاب الله تعالى وأكرر آياته وأتدبّر معانيه وبلاغته وإحكامه. وأصبحتُ مقتنعاً بأن إعجاز القرآن إنما يكون بلغته وبيانه وليس بحساباته وأرقامه.
لقاء مع ملحد!
وقد شاء الله أن ألتقي مع أحد الملحدين الذين تأثروا بالغرب وأفكاره المادية وأصبح كل شيء عندهم بالحسابات والأرقام. وبعد عدة مناقشات بيني وبينه اكتشفتُ بأن أسلوب التفكير عند هؤلاء الملحدين واحد، وهو أنهم يحاولون أن يخطِّئوا أي مؤمن يناقشهم في الدين، ويحاولون جاهدين أن يقنعوه بأنه إنسان مغفل، وأنه لا يوجد إله لهذا الكون، إنما هي الطبيعة بقوانينها وأزليتها.
لقد أطلعتُه على بعض الآيات القرآنية والتي تأثرتُ ببلاغتها ومعانيها عندما كنتُ أحفظها. وكنتُ أقول له: هل يمكن أن نجد في كلام البشر مثل هذه البلاغة؟ وكان جوابه على الفور: نعم "في أبيات الشعر العربي القديم ما هو أكثر بلاغة"!! وأستغفر الله، ولكن هذه هي عقيدتهم وهذا هو منهجهم في الردّ. ولكي يغلق عليّ باب النقاش في اللغة والبلاغة، أردف قائلاً: "وفي روايات الأدب الإنكليزي ما هو أكثر بلاغة أيضاً، بل في أقوال حكماء الهند وأتباع بوذا أيضاً ما هو أشد بياناً وإفصاحاً"!!!
وبعد مناقشات كثيرة حول معجزات للقرآن، مثل تنبؤ القرآن بانتصار الروم بعد هزيمتهم عام 620 ميلادية، ومثل حديث القرآن عن الأمواج الداخلية في البحر اللجي العميق، ومثل حديث القرآن عن أوتاد للجبال داخل الأرض، وغير ذلك من وجوه الإعجاز التاريخي والعلمي والتشريعي، وجدته يردّ بعبارة يكررها: "إنني لستُ عالماً بالبحار ولا الجبال ولا الجيولوجيا!!
ولم أجد أمامي سوى الإعجاز الرقمي لأناقشه فيه بعدما سدّ أي مجال للحوارـ على الرغم من عدم اقتناعي بهذا العلم وقتها. وضربتُ له مثلاً واحداً صحيحاً كنتُ قد تأكدتُ منه وهو: أول آية من القرآن هي: (بسم الله الرحمن الرحيم) عدد حروفها 19 حرفاً، وقد تكررت هذه الآية في القرآن كله 114 مرة أي من مضاعفات الرقم 19؟
ارتباك وهروب!
لقد وجدته يقف ويتأمل ويرتبك لهذه المفاجأة، فهو لم يستطع الهروب من لغة الرقم القوية. بل لم يجد أمامه إلا أن قال لي: "إن هذه مصادفة". وتابعتُ في مثال آخر أكثر تعقيداً فقلتُ له: هل تعلم أن في القرآن سوراً بدأت بحروف مقطعة حيَّرت المفسِّرين وأعيت الباحثين، ومنها سورتان في مقدمة كل منهما حرف القاف الذي هو أول حرف في كلمة (قرآن). السورة الأولى هي سورة (الشورى) والسورة الثانية هي سورة (ق)، ومع أن السورة الأولى أطول بكثير من السورة الثانية، إلا أن عدد حروف القاف في كل سورة جاء مساوياً بالضبط 57 حرفاً، وهذا العدد من مضاعفات الرقم 19 أي هو ثلاثة أضعاف الرقم 19 فهو يساوي: 19×3.
ليس هذا فحسب، بل إن مجموع حروف القاف في كلتا السورتين حيث ورد حرف القاف هو 57+57 وهذا العدد يساوي بالتمام والكمال 114 وهذا العدد هو عدد سور القرآن، وحرف القاف هو أول حرف في كلمة (قرآن)!!! والسورة الأولى بدأت بالحديث عن الوحي: (حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الشورى:1-3]. والسورة الثانية بدأت بالحديث عن القرآن: (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ) [ق:1]. وفي هذا إشارة إلى أن حرف القاف في مقدمة السورتين يرمز للقرآن، وجاء تكرار هذا الحرف في كلتا السورتين مساوياً لعدد سور القرآن الـ 114.
هذا التناسق العجيب جعل صديقنا الملحد يتخبَّط ويقلب الورقة التي كتبتُ له الأرقام عليها، ويحاول أن يخطِّئ هذه الأرقام، ولكنه لم يستطع لأنني ببساطة أخبرته بأن الأعداد صحيحة ويستطيع أن يعدّ الحروف. وبعد تفكير طويل انتفض قائلاً: وهذه صدفة أيضاً! ثم قال: "إذا كان القرآن كله منظّماً بنظام رقمي كهذا فإنني سأقتنع به".
بداية رحلة جديدة
وبدأتُ من جديد بالبحث في كتب الإعجاز الرقمي عن حقائق رقمية مذهلة، ولكنني لم أعثر إلا على بدايات لتناسقات عددية قائمة على الرقم 19 وغيره من الأرقام الأولية. وهذه التناسقات لم تكن كافية لهذا الملحد أو غيره لإقناعهم بوجود نظام رقمي محكم لحروف القرآن وكلماته وآياته وسوره.
لقد ذهبت الظروف التي جمعتني بملحد كهذا، ولكن الكلمة التي قالها بقيت في ذاكرتي: "إذا كان القرآن كله منظّماً بنظام رقمي كهذا فإنني سأقتنع به". وبدأتُ رحلة في عالم القرآن، وغيَّرتُ منهج التفكير عندي وقلتُ: بما أن الله تعالى هو من أنزل القرآن، إذن لا بدّ أن نجد فيه التناسق والنظام في كل شيء، وليس في بعض الآيات أو الكلمات، بل جميع القرآن منظَّم ومحكم ومتناسق، وبما أن الله تعالى هو الذي وضع هذا التناسق فلا بدّ أن يكون من ورائه هدف كبير، فالله تعالى لا يضع في كتابه شيئاً عبثاً.
وتذكرت قول الحق عزّ وجلّ: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. وأدركتُ بأن هذه الآية تتضمن دعوة لتأمُّل التناسق والنظام في كلام الله تبارك وتعالى، وتمييزه عن العشوائية والاختلاف والتناقض الموجود في كلام البشر، وأنه يجب علينا أن نتدبّر النظام والتناسق الموجود في القرآن لندرك أنه كتاب الله سبحانه وتعالى، ليس لأنني أشكّ في كتاب الله، أبداً، إنما لأزداد علماً ويقيناً وتعظيماً للكتاب الذي سيكون شفيعاً لي أمام الله يوم يتخلى عني أقرب الناس لي، ويبقى عملي وخدمتي لكتاب الله جل وعلا.
دعاء بإخلاص
وبدأتُ أدعو الله بإخلاص أن يختصَّني بعلمٍ من عنده، وأن يجعل في هذا العلم النفع والفائدة، وبدأتُ أستعيذُ بالله من علمٍ لا ينفع، كما علَّمنا الرسول الأعظم عليه صلوات الله وسلامه. ومرت عدة سنوات من البحث المتواصل في ظروف هيَّأها الله لي، وكانت سبباً في تفرّغي الكامل طيلة اليوم والليل لعدّ حروف القرآن وكلماته ومحاولة إيجاد واكتشاف البناء الرقمي لهذه الآيات.
وكان الشيء الذي يجعلني أتحمَّل عناء هذا البحث الشائك هو أنني سأحصل على الفائدة مهما كانت النتيجة. فإذا كان الإعجاز الرقمي موجوداً، فيكون الله تعالى قد سخَّرني لإظهار معجزة جديدة في كتابه قد يكون لها الأثر الكبير في هداية بعض الملحدين إلى طريق الله وكتابه ودينه. وإذا كان هذا النوع من الإعجاز غير موجود، فإن الله تعالى يكون قد سخَّرني للتحذير من هذا العلم وأوهامه وأن هذه الأرقام لا فائدة منها.
وفي كلتا الحالتين فإن الأجر والثواب ثابت بإذن الله تعالى، وما دام الإخلاص والتوجّه إلى الله تعالى بقلب سليم ونيَّة صافية موجوداً، فلا بدَّ أن يهديَني الله تعالى إلى الطريق الصحيح، فهو القائل: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) [التغابن: 11]، وهو القائل أيضاً: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3].
أخطاء مقصودة وغير مقصودة
لقد كنتُ أقرأ ما كُتب في الإعجاز العددي وأُفاجأ دائماً بخطأ مقصود أو غير مقصود، والشيء الذي يجعلني لا أقتنع ببعض من هذه الكتب هو أن الكاتب لا يتبع منهجاً ثابتاً، بل يغير منهج حساباته ليحصل على نتيجة موجودة سلفاً في ذهنه، ويظهر وكأنه يلوي أعناق النصوص لتتفق مع حساباته. وبعضهم يقحم أرقاماً من خارج القرآن، والبعض الآخر يعتبر أي نتيجة يخرج بها على أنها معجزة وينسى أن المصادفة قد تلعب دوراً في هذه النتائج.
إن كثرة الأخطاء الحسابية والمنهجية في بعض ما كُتب في الإعجاز العددي جعلتني أكثر إصراراً على تتبع الحقائق الرقمية في كتاب الله تعالى، بهدف الوصول إلى الحقيقة. وقلتُ إن المعجزة إذا كانت موجودة فيجب أن تكون واضحة وبيِّنة ولا تحتاج لطرق ملتوية لإظهارها. فقد وصف الله تعالى كتابه بأنه كتاب مبين واضح، يقول تعالى: (وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ) [الزخرف: 2].
وقلتُ أيضاً: إن الإعجاز يجب أن يشمل القرآن كله بجميع حروفه وكلماته وآياته وسوَره، ويجب أن تكون هذه المعجزة برهاناً مادياً على أن الله تعالى قد حفظ كتابه من أي تحريف أو زيادة أو نقصان، وأنه إذا تغير موضع حرف من حروف القرآن فإن هذا النظام الرقمي سيختل، وأن وجود هذا النظام هو دليل على أن القرآن كتاب صادر من عند الله تبارك وتعالى.
وهذا يعني أنه لو تغير ترتيب كلمة من كلمات القرآن فإن ذلك سيؤثر على البناء الرقمي، إذن المعجزة يجب أن تراعي تسلسل الكلمات والآيات ولا تقتصر على أعداد الحروف ومجموعها، بل على ترتيب هذه الحروف في كل كلمة من كلمات القرآن الكريم.
وفي ظل هذه الرؤية ينبغي أن ندرس حروف القرآن بطريقة جديدة، ولجأتُ إلى الرياضيات الحديثة وأعقد ما فيها من أنظمة رقمية، وهي السلاسل الحسابية. وتبين لي بأن هذه السلاسل الرياضية تدخل في كل العلوم الحديثة بدءاً من علم الذرة وحتى علوم الفضاء. وأن آلية عمل أجهزة الكومبيوتر تعتمد على السلاسل الرقمية الثنائية.
نتيجة مذهلة
لقد قمتُ بكتابة الآيات القرآنية كما كُتبت في القرآن وعدّ حروف كل كلمة، أو عدّ حروف اسم (الله) تعالى في كل كلمة، وقراءة العدد النتائج بطريقة صفّ الأرقام، وكانت النتيجة المذهلة جداً أن جميع الأعداد الناتجة من مضاعفات الرقم سبعة.
وقد أمضيتُ سنتين في دراسة هذا النظام السباعي، وحصلتُ على آلاف الحقائق الرقمية، فثبُت لي أن حروف القرآن منظّمة بنظام رقمي معجز يقوم على الرقم سبعة. ولكن الملحد يحاول دائماً الالتفاف على الحقيقة والإتيان بحجج واهية لإثبات أن هذه المعجزة هي محض مصادفات.
ولذلك فقد بدأتُ أركّز البحث في آيات محددة، بل في مقطع من آية، وذلك لدفع أية شبهة حول المصادفة في هذه الأرقام. ولكن السؤال: كيف أختار الآيات التي سأدرسها والقرآن فيه آلاف الآيات؟ إنهم سيقولون إنك اخترت هذه الآية أو تلك لأنها وافقت حساباتك! فأين الإعجاز؟
وقد أعانني الله تعالى على هذا الأمر لأنني أعلم بأن الله تعالى سوف يدحض حجة هؤلاء الملحدين فهو القائل: (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ) [الشورى: 16]. وعلمت علم اليقين بأن الله جل وعلا لن يجعل لملحد أي سبيل أو سيطرة أو تفوق على مؤمن، فهو القائل: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141].
مَن أصدق من الله..!!؟؟
إنهم لا يعترفون بهذا القرآن ويقولون إنه من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم! والله تعالى يؤكد في آية من آيات القرآن صدق قوله وكلامه، فيقول: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) [النساء: 122]، فهل هنالك من هو أصدق من الله؟؟ ولكن كيف نقنع هؤلاء بصدق هذه الكلمات وأنها صادرة من الله تعالى؟ وكيف نتمكن من إقامة الحجة عليهم فلا نترك لهم سبيلاً لدحض حجة الله ومعجزته الخالدة؟
ووجدتُ بأن لغة الرقم القوية هي السبيل الأمثل للتعامل مع هذا الأمر، فهي اللغة اليقينية التي لا يمكن إنكارها، وقد أصبحتُ مقتنعاً مئة بالمئة بوجود إعجاز رقمي مذهل في كتاب الله تعالى، وخصوصاً بعدما حصلتُ على آلاف النتائج الصحيحة والثابتة والتي تشمل القرآن كله دون استثناء، سواء في آياته أو سورة أو كلماته وحروفه.
ولكن ونحن أمام عدة كلمات تتحدث عن صدق قول الله، كيف نستخرج هذه المعجزة التي ستكون دليلاً مباشراً ولا يقبل الجدل على أن هذا الكلام هو كلام الله؟
لقد قلتُ: إذا كان الله سبحانه وتعالى قد خلق كل ذرة من ذرات الكون وجعلها سبع طبقات، وخلق السماء وجعلها سبعاً ومن الأرض مثلهن، وجعل الأسبوع سبعة أيام، وأعطى حبيبه صلى الله عليه وسلم سبعاً من المثاني، وهي فاتحة الكتاب، وجعل الطواف حول بيته العتيق سبعة أشواط، وكذلك السعي بين الصفا والمروة.
وأُمرنا أن نسجد لله تعالى على سبعة أعْظُم، ونُهينا عن السبع الموبقات، وجعل الله لجهنم سبعة أبواب، وأشياء كثيرة جاءت متناسقة مع الرقم سبعة، فإذا كان الله تعالى هو من نظّم هذه الأشياء بما يتوافق مع الرقم سبعة، أليس من الحكمة أن ينظّم حروف كتابه بما يتوافق مع هذا الرقم؟
حروف النص الكريم
وبدأتُ بكتابة حروف هذا النص الكريم، وتحت كل كلمة أضع رقماً يمثل عدد حروف هذه الكلمة، وكانت النتيجة أن العدد الناتج هو من مضاعفات الرقم سبعة. لنتأمل هذا التناسق لحروف النص الكريم كما كُتب في كتاب الله تعالى:
و من أصدقُ من الله قيلاً
1 2 4 2 4 4
إن العدد 442421 ينقسم على سبعة، أي هو من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي:
442421 = 7 × 63203
وحتى الناتج من هذه العملية وهو العدد 63203 أيضاً ينقسم على سبعة مرة ثانية:
63203 = 7 × 9029
ويمكن القول بأن العدد الذي يمثل حروف الآية من مضاعفات السبعة لمرتين متتاليتين!
إن المؤمن بالقرآن يعتبر أن هذه النتيجة لم تأت عن طريق المصادفة، لأنه لا مصادفة في كتاب الله، بل هو تقدير وإحكام من الله. أما الملحد فهو يعتقد بأن هذا الترتيب جاء بالمصادفة. ولذلك قلتُ: إن معجزة هذا النص لم تبدأ بعد.
حروف اسم (الله) تعالى
ولكن كيف نستخرج مزيداً من التناسقات السباعية بما ينفي المصادفة ويثبت أن هذا الكلام هو كلام الله؟ واستغرق هذا الأمر مني عدة أشهر من البحث والدراسة، وقلتُ من جديد: لماذا لا نبحث في كلمة (الله)؟؟ فالله تعالى هو قائل هذه الكلمات، ولا بدّ أن يكون قد رتب حروف اسمه بشكل معجز يدل على أنه هو منزل هذا النص، وإذا استطعنا استنباط هذه العلاقة بين حروف هذا النص (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) وبين حروف اسم (الله) فإن هذا سيكون دليلاً قوياً على أن الله تعالى هو من أنزل هذا القرآن ووضع فيه هذه المعجزة.
لقد اقتضت مشيئة الله جل وعلا أن يختار لاسمه الكريم من بين حروف اللغة العربية هذه الأحرف الثلاثة: الألف واللام و الهاء ليسمي بها نفسه (الله)! إذن السر يكمن في هذه الحروف التي اختارها الله تعالى. فنشأت فكرة عدّ هذه الحروف في النص الكريم. أي ماذا يحدث إذا قمنا بعدّ حروف اسم (الله) في النص الذي يتحدث عن الله؟؟
إنها عملية بسيطة ولكن نتائجها مذهلة، فقد كانت المفاجأة بالنسبة لي عندما قمت بعد حروف الألف واللام والهاء في قوله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) لأجد أن عددها بالضبط هو سبعة أحرف! فحرف الألف تكرر 3 مرات وحرف اللام تكرر 3 مرات وحرف الهاء تكرر مرة واحدة، والمجموع سبعة!
وقلتُ سبحان الله! حتى حروف (الله) جاء عددها سبعة في هذا النص. ولكن هل هذا كل شيء؟ طبعاً هنالك المزيد من التناسقات. والسؤال: هل هنالك علاقة سباعية لتكرار هذه الحروف؟ أي هل هنالك من علاقة تربط بين الأرقام 3-3-1 التي تمثل تكرار حروف الألف واللام والهاء في النص الكريم؟
هذا ما وجدته فعلاً، فقد قمتُ بصف هذه الأرقام حسب تسلسلها في اسم (الله) أي الألف ثم اللام ثم الهاء، وكانت النتيجة المذهلة:
حرف الألف حرف اللام حرف الهاء
3 3 1
إن العدد 133 والذي يمثل تكرار الحروف الثلاثة هو من مضاعفات السبعة، أي:
133 = 7 × 19
أصبح لدينا الآن أربع تناسقات مع الرقم سبعة في نفس النص وهي:
1- العدد الذي يمثل حروف النص من مضاعفات السبعة.
2- ناتج القسمة عن ذلك هو أيضاً عدد من مضاعفات السبعة.
3- عدد حروف اسم (الله) أي الألف واللام والهاء هو سبعة.
4- تكرار حروف اسم (الله) في النص هو عدد من مضاعفات السبعة.
وبالرغم من أن هذه التناسقات لا يمكن أن تأتي عن طريق المصادفة، إلا أن الملحد دائماً يشكك في أي معجزة إذا لم تكن مدعومة بالبرهان القوي الذي لا يدع له مجالاً للمراوغة. ولذلك هذه العمليات الأربعة للقسمة على سبعة لا تكفي، لأن الملحد سيقول إنه باستطاعته أن يؤلف نصاً ويرتب كلماته بهذا الشكل!
أعظم النتائج الرقمية
لذلك بدأت رحلة البحث من جديد واستغرق ذلك مني أشهراً أيضاً وأنا أدعو الله بإخلاص أن يدلّني على الطريق الصحيح في اكتشاف معجزة النص الكريم. وقلتُ: إذا كان عدد حروف اسم (الله) في النص هو سبعة، وتكرار هذه الحروف من مضاعفات السبعة، فماذا نجد لو درسنا توزع هذه الحروف على كل كلمة من كلمات النص الكريم؟؟
ولم أكن أتوقع بأنني سأجد نتيجة هي من أعظم النتائج الرقمية التي رأيتها في بحثي الطويل. فقد كتبت النص القرآني وتحت كل كلمة عدداً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف (الله)، أي ما تحويه كل كلمة من حروف الألف واللام والهاء، كما يلي:
و من أصدق من الله قيلاً
0 0 1 0 4 2
لقد نتج معنا عدد هو 240100 هذا العدد من مضاعفات السبعة، فهو يساوي:
240100 = 7 × 34300
ولكن ما زادني انبهاراً أن العدد الناتج من القسمة على سبعة، أي العدد 34300 أيضاً يقبل القسمة على سبعة لمرة ثانية كما يلي:
34300 = 7 × 4900
ولكن من جديد نجد أن الناتج 4900 من مضاعفات السبعة:
4900 = 7 × 700
وكما نرى الناتج أيضاً يقبل القسمة على سبعة لمرة رابعة:
700 = 7 × 100
وسبحانك يا رب العالمين ويا مبدع هذه الأرقام وهذه العجائب، تطلب من عبادك وهم الضعفاء الذين لا يساوون شيئاً أن يصدقوك وتسألهم: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)؟ ثم تضع لهم في كلامك هذا دلائل وبراهين ومعجزات يعجزون عن الإتيان بمثلها، ثم هم ينكرون هذا القرآن؟ وبالرغم من ذلك ترحمهم وترزقهم وإن عادوا إليك وجدوك غفوراً رحيماً!!
وتبارك الله العظيم! نص يتحدث عن الله، ويأتي فيه عدد حروف اسم (الله) سبعة، وتكرار هذه الحروف من مضاعفات الرقم سبعة، وتوزع هذه الحروف من مضاعفات الرقم سبعة أربع مرات والناتج النهائي هو 100 أليس هذا دليلاً صادقاً على أن القرآن هو كلام الله الحق مئة بالمئة؟؟؟
موقع اسم (الله)
إنها معجزة تستدعي التدبر والتفكر والتأمل، وهذا ليس كل شيء، بل هنالك المزيد من العجائب والتناسقات السباعية. فقد تأملتُ هذه الكلمة العظيمة (الله) وقلتُ: إذا كان الله تعالى قد رتب ونظم حروف اسمه في هذا النص الكريم، فهل رتب ونظم موقع ومكان هذا الاسم العظيم؟؟
لذلك فقد قمتُ بعدّ الحروف قبل وبعد اسم (الله) في قوله تعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)، فكانت النتيجة الرائعة أن العدد الناتج هو سبعة في سبعة!!! لنكتب هذا النص الكريم ونكتب عدد الحروف قبل وبعد كلمة (الله):
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ (اللَّهِ) قِيلاً
9 4
إذن عدد الحروف التي قبل كلمة (الله) هو 9 حروف وعدد هذه الحروف بعدها هو 4 ، ويكون بذلك العدد الذي يمثل الحروف قبل وبعد هذا الاسم هو 49 وهذا العدد يساوي بالتمام والكمال:
49 = 7 × 7
إن هذه النتيجة المذهلة لم تأت بالمصادفة، والدليل على ذلك أن عدد الكلمات قبل وبعد اسم (الله) هو أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة:
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ (اللَّهِ) قِيلاً
4 1
إذن عدد الكلمات قبل اسم (الله) هو 4 كلمات، وبعده كلمة واحدة ويكون العدد مصفوفاً هو 14:
14 = 7 × 2
ولكي نزيل أية شكوك باحتمال المصادفة فإننا نقوم بعد حروف (الله) قبل وبعد اسم (الله)، أي نحصي عدد أحرف الألف واللام والهاء قبل وبعد كلمة (الله) لنجد:
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ (اللَّهِ) قِيلاً
1 2
والعدد الناتج 21 هو من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
21 = 7 × 3
مزيد من التناسقات
ولكن الذي يؤكد وبشدة وجود معجزة سباعية لموقع اسم (الله) هو أننا إذا جمعنا عدد الكلمات مع عدد الحروف مع عدد حروف اسم (الله) قبل اسم (الله) فسوف نجد عدداً من مضاعفات السبعة كما يلي:
عدد الكلمات هو (4) وعدد الحروف هو (9) وعدد حروف اسم (الله) هو (1)، ويكون لدينا المجموع الكلي:
4 + 9 + 1 = 14 = 7 × 2
إذن مجموع هذه الأعداد الثلاثة من مضاعفات السبعة، ولكي نبعد المصادفة عن هذه النتيجة نطبق ذات القاعدة بعد اسم (الله) لنجد:
عدد الكلمات (1) وعدد الحروف هو (4) وعدد حروف اسم (الله) هو (2) ويكون المجموع هو:
1 + 4 + 2 = 7
وسبحان الله كيفما حسبنا وكيفما توجَّهنا بهذا النص نجده محكماً ومنضبطاً ومتوافقاً مع الرقم سبعة بشكل لا يمكن لمصادفة عمياء أن تصنع نظاماً كهذا. أليس هذا إعجازاً إلهياً واضحاً؟
إذن لنلخص عمليات القسمة في هذا النص:
1- العدد الذي يمثل حروف النص من مضاعفات السبعة مرتين.
2- مجموع عدد حروف اسم (الله) في النص هو 7.
3- تكرار حروف اسم (الله) في النص هو عدد من مضاعفات السبعة.
4- توزع حروف اسم (الله) على كلمات النص هو عدد من مضاعفات السبعة أربع مرات.
5- عدد الحروف قبل وبعد اسم (الله) في النص هو عدد من مضاعفات السبعة مرتين.
6- عدد الكلمات قبل وبعد اسم (الله) هو عدد من مضاعفات السبعة.
7- عدد حروف الألف واللام والهاء قبل وبعد اسم (الله) يشكل عدداً من مضاعفات السبعة.
8- مجموع الكلمات والحروف وحروف الألف واللام والهاء قبل اسم (الله) هو عدد من مضاعفات السبعة.
9- مجموع الكلمات والحروف وحروف الألف واللام والهاء بعد اسم (الله) هو عدد من مضاعفات السبعة.
إذن نحن أمام تسع معادلات تحوي 14 عملية قسمة على سبعة!!! وإن احتمال المصادفة في 14 عملية سباعية في النص ذاته هو: واحد مقسوماً على سبعة 14 مرة، وهذا طبعاً حسب قانون الاحتمالات الرياضي. أي أن احتمال المصادفة هو أقل من:
1/ 1474441138959
فهل يمكن لإنسان عاقل أن يصدق احتمالات كهذه؟ وهل يمكن لأبسط إنسان أن يصدق أن عمليات القسمة المنظمة الأربعة عشر جميعها جاءت بالمصادفة!؟؟
والسؤال الآن لكل من لا تقنعه كلمات الله:
هل يمكنك أيها الملحد المنكر لكلام الله تعالى وصدق قوله أن تأتي بنص أدبي بليغ تتحدث فيه عن نفسك كما تحدث الله عن نفسه، وتركب حروفه وكلماته بحيث تتناسب مع الرقم سبعة ومع حروف اسمك أنت 14 مرة؟
فإذا كنت تعتقد أن القرآن ليس كلام الله تعالى، إذن استمع معي إلى البيان الإلهي: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) [الطور: 34]. فهل يخشع قلبك أمام عظمة كلام الله وأمام عظمة معجزته؟
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
-
معجزةٌ مذهلة في كلمة واحدة!
في هذا البحث نعيش مع إعجاز عددي في كلمة (نُفخ) هذه الكلمة تكررت سبع مرات وجاء تكرارها بنظام يعتمد على الرقم 7 بشكل عجيب.....
تحدث كتاب الله عن حقائق ستقع مستقبلاً، ووضع البراهين الرقمية على ذلك. ومن هذه الحقائق حقيقة النفخ في الصور يوم القيامة, فقد حدثنا الله عن نهاية المخلوقات وفنائها ومن ثم بعثها من جديد، يقول تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ) [الزمر: 68]. ففي هذه الآية نلاحظ أن كلمة (نُفِخَ) تكررت مرتين، ولو بحثنا في القرآن عن هذه الكلمة نجد أنها تكررت سبع مرات.
إذاً كلمة (نُفِخَ) تتكرر 7 مرات في القرآن كله، وبما أن هذه الكلمة تخصُّ حدثاً مهماً جداً وهو البعث يوم القيامة، فقد أودع الله في تكرار هذه الكلمة نظاماً بديعاً نرى من خلاله عظمة ودقة كلمات القرآن وأنه كتاب العجائب. إن كل كلمة من كلمات القرآن تتكرر بنظام سباعي بديع، وفي هذه المقالة نتدبر كلمة واحدة من كلمات القرآن، مع ملاحظة أن كل كلمات القرآن لها نظام محكم.
لنتأمل هذا التنظيم الرائع لأرقام السور حيث وردت هذه الكلمة بما يتوافق مع الرقم 7 بشكل مذهل. ونذكر بأننا نقوم بصف الأرقام دائماً بجانب بعضها لنجد عدداً من مضاعفات السبعة! لنكتب الآيات التي وردت فيها هذه الكلمة أي كلمة (نُفخ):
1 ـ (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً) [الكهف: 18/99].
2 ـ (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ) [المؤمنون: 23/101].
3 ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ) [يس: 36/51].
4 ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ) [الزمر: 39/68].
5 ـ (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ) [الزمر: 39/68].
6 ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) [ق: 50/20].
7 ـ (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ) [الحاقة: 69/ 13].
إذن هذه الكلمة تكررت 7 مرات في 6 سور، إن الله تعالى اختار لهذه الكلمات سوراً محددة! أرقام هذه السور الست هي على التسلسل هي:
الكهف المؤمنون يس الزمر ق الحاقة
18 23 36 39 50 69
عندما نقرأ هذه الأرقام نجد أنها تشكل عدداً ضخماً وهو 695039362318 إن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، ويمكن أن نكتب رياضياً:
695039362318 = 7 × 99291337474
والناتج من عملية القسمة هو العدد 99291337474 هذا العدد أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة من جديد:
99291337474 = 7 × 14184476782
ولمرة ثالثة نجد أن الناتج من عملية القسمة وهو 14184476782 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة من جديد:
14184476782 = 7 × 2026353826
ولمرة رابعة نجد أن الناتج من عملية القسمة وهو العدد 2026353826 من مضاعفات الرقم سبعة من جديد:
2026353826 = 7 × 289479118
أي أن العدد الذي يمثل أرقام السور الستة حيث وردت كلمة (نُفخ) من مضاعفات الرقم سبعة أربع مرات، ويمكن أن نكتب رياضياً:
695039362318 = 7 × 7 × 7 × 7 × 289479118
والآن إذا تأملنا الناتج النهائي وهو: 289479118 نلاحظ أنه يحوي تناسقاً مع الرقم سبعة بشكل عجيب، فلو قمنا بجمع أرقامه نجد:
8 +1+1+9+7+4+9+8+2 = 49 = 7 × 7
وهذه النتيجة لا يمكن أن تأتي بالمصادفة، لأننا أمام أربع مضاعفات للرقم سبعة، والناتج الأخير جاء مجموع أرقامه مساوياً 7 × 7 وهذا يدل على إحكام هذه الكلمة، ولكن هذا ليس كل شيء، لا يزال هناك المزيد.
التعاكس الرقمي
بما أن النفخ في الصور سيكون مرتين متعاكستين، في المرة الأولى تموت جميع المخلوقات وفي المرة الثانية يحيي الله هذه المخلوقات، أي نفخة موت ونفخة حياة. وبما أن النفخة الأولى تعاكس الأخيرة، فقد قمتُ بعكس العدد النهائي 289479118 وقرأته بالاتجاه المعاكس فأصبحت قيمته: 811974982 والعجيب أن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
811974982 = 7 × 115996426
والناتج 115996426 من مضاعفات الرقم سبعة مرة ثانية:
115996426 = 7 × 16570918
والناتج هنا أيضاً 16570918 من مضاعفات الرقم سبعة مرة ثالثة:
16570918 = 7 × 2367274
والعجيب أن الناتج 2367274 من مضاعفات الرقم سبعة لمرة رابعة!! لنتأكد من ذلك رقمياً:
2367274 = 7 × 338182
إذاً العدد جاء من مضاعفات السبعة أربع مرات متتالية، لنعيد كتابة هذه النتيجة:
811974982 = 7 × 7 × 7 × 7 × 338182
ولو أخذنا نواتج القسمة الأربعة الأخيرة وقمنا بجمع أرقامها المفردة:
الناتج الأول 115996426 ومجموع أرقامه 43
الناتج الثاني 16570918 ومجموع أرقامه 37
الناتج الثالث 2367274 ومجموع أرقامه 31
الناتج الرابع 338182 ومجموع أرقامه 25
إذن مجموع أرقام النواتج الأربعة هو على التسلسل كما يلي:
43 37 31 25
العجيب والعجيب جداً أننا عندما نصفُّ هذه الأرقام الأربعة نحصل على عدد يقبل القسمة على سبعة أربع مرات متتالية!!!!
25313743 = 7 × 7 × 7 × 7 × 10543
إن هذا النظام المذهل في تكرار كلمة واحدة من كلمات القرآن ليدلُّ دلالة قاطعة على منظِّم حكيم عليم قدير على كل شيء، ولا يعجزه شيء. ولو سرنا عبر كلمات القرآن لرأينا نظاماً مبهراً، يعجز البشر عن الإتيان بمثله، وصدق الله القائل: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) [الإسراء: 88].
نظام مذهل لأرقام الآيات
أيضاً أرقام الآيات جاءت متناسبة مع الرقم سبعة لمرتين، لنكتب أسماء السور حيث تكررت كلمة (نُفخ) ونكتب رقم كل آية:
الكهف المؤمنون يس الزمر ق الحاقة
99 101 51 68 20 13
إن العدد الذي يمثل أرقام هذه الآيات هو 1320685110199 من مضاعفات الرقم سبعة مرتين:
1320685110199 = 7 × 7 × 26952757351
وهنا نتوقف قليلاً ونتساءل: هل بمقدور البشر أن يؤلفوا كتاباً ويرتبوا تكرار كلماته بهذا الشكل المذهل؟
احتمال المصادفة
في المثال هذا رأينا 16 عملية قسمة على سبعة في كلمة تكررت سبع مرات، واحتمال المصادفة رياضياً في نتائج كهذه هو واحد مقسوم على سبعة 16 مرة، أي هو:
1/ 300906354889666
وهذا العدد ضئيل للغاية، ويستحيل على عقل نزيه أن يصدق بأن كل هذه العمليات الرياضية المنظمة والمعقدة جاءت بالمصادفة!! وهكذا لو سرنا في رحاب أي كلمة من كلمات الله تعالى لرأينا إعجازاً لا ينقضي، مع التأكيد بأن هذا الإعجاز ليس كل شيء، بل هو قطرة في بحر محيط يزخر بالمعجزات والأسرار.
ـــــــــــــ
-
تكرار اسم المسيح في القرآن
نعيش في هذه المقالة مع إثبات مادي على صدق رسالة الإسلام، وأن ذكر الأنبياء في القرآن له نظام رقمي محكم يشهد على إعجاز هذا الكتاب الكريم....
إنه المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، رسول الله وروحه وكلمته، وهو نبي المعجزات، ذكره القرآن في العديد من السور والآيات تكريماً له، والإيمان به فرض على كل مسلم، ومن ينكر هذا النبي الكريم فقد كفر بالله ورسله.
ولكن المشككين يدعون أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو الذي كتب القرآن وأخذ أفكاره من الكتب السابقة ومنها الكتاب المقدس، ولكن الذي يتأمل القرآن يرى بأنه ينزّه جميع الأنبياء عن الخطأ بعكس الكتاب المقدس الذي يصور أنبياء الله على أنهم يشربون الخمر ويرتكبون الفواحش مثل الزنا والكذب والغش والقتل وغير ذلك مما أنكره القرآن وهذا دليل مادي على أن محمداً لم يأخذ أي فكرة من الكتاب المقدس، بل كل ما جاء به هو وحي من عند الله تعالى.
وبما أن القرآن كتاب العجائب فلابد أن نجد فيه النظام والتناسق والإعجاز في كل شيء. وهذا ما جعلني أتأمل اسم (عيسى) عليه السلام في القرآن ودراسة تكرار هذه الكلمة وغيرها مثل كلمة (المسيح) وكلمة (مريم) فكانت المفاجأة أن هذه الأسماء تتكرر بنظام يبهر العقول ويحير القلوب!
تكرار اسم (عيسى ابن مريم) والرقم سبعة
فعندما نبحث في القرآن عن كلمة (عيسى) نجدها قد تكررت في القرآن كله بالضبط (25) مرة. أما كلمة (ابن) فقد تكررت في القرآن كله (35) مرة، كلمة (مريم) نجدها مكررة في القرآن (34) مرة. نكتب هذه الأرقام بهذا التسلسل فنجد:
عيسى ابن مريم
25 35 34
إن العدد الذي يمثل تكرار هذه الكلمات هو 25 35 34 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، والرقم 7 هو أساس النظام الرقمي القرآني (انظر موسوعة الإعجاز الرقمي):
25 35 34 = 7 × 49075
إن النظام يشمل حروف هذا الاسم الكريم، فكلمة (عيسى) عدد حروفها (4)، وكلمة (ابن) عدد حروفها (3) وكلمة (مريم) عدد حروفها (4)، لنرتب هذه الأرقام:
عيسى ابن مريم
4 3 4
إن العدد الذي يمثل حروف هذا الاسم هو (434) من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
434 = 7 × 62
تكرار اسم (المسيح ابن مريم) والرقم سبعة
إذن رأينا نظاماً عجيباً لاسم (عيسى ابن مريم) ولكن في القرآن نجد صياغات أخرى لهذا الاسم، مثلاً (المسيح ابن مريم)، فهل من نظام مُحكم؟
تكررت كلمة (المسيح) في القرآن كله (11) مرة، كلمة (ابن) تكررت (35) مرة، وكلمة (مريم) تكررت (34) مرة في القرآن، نكتب هذه التكرارات على هذا الترتيب:
المسيح ابن مريم
11 35 34
إن العدد الذي يمثل تكرار هذه الكلمات هو 343511 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
343511 = 7 × 49073
تناسق مع الرقم سبعة
يقول الله عز وجل: (إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله) [النساء:171]، عند تأمل هذا الاسم والتعريف للمسيح عليه السلام وجدتُ بأن حروف العبارة: (المسيح عيسى ابن مريم رسول الله) جاءت منضبطة على الرقم سبعة، لنكتب عدد أحرف كل كلمة:
المسيح عيسى ابن مريم رسول الله
6 4 3 4 4 4
إن العدد الذي يمثل حروف هذا الاسم هو: (444346) من مضاعفات السبعة:
444346 = 7 × 63478
والشيء المثير للانتباه حقاً هو أن مجموع حروف هذه العبارة (المسيح عيسى ابن مريم رسول الله) هو 25 لنتأكد:
6 + 4 + 3 + 4 + 4 + 4 = (25) بعدد مرات ذكر (عيسى) في القرآن !
وسؤالنا: هل يمكن للمصادفة أن تأتي بنظام مُحكم كهذا؟ إنه الله عز وجل الذي خلق كل شيء هو الذي نظم هذه الحقائق لتشهد على وحدانيته، وتشهد على أن سيدنا المسيح عيسى ابن مريم هو رسول الله وكلمته وروحه.
-
روائع سورة الكهف
طالما شكك الملحدون بقصة أصحاب الكهف، فهل تأتي لغة الرقم لتثبت أن كلمات هذه القصة هي وحي من عند الله، ولا يمكن لبشر أن يأتي بمثلها؟ لنقرأ....
قصة أصحاب الكهف قصة غريبة، فقد هرب الفتية من ظلم الملك الجائر ولجأوا إلى كهف ودعوا الله أن يهيء لهم من أمرهم رشداً. وشاء الله أن يكرمهم ويجعلهم معجزة لمن خلفهم، وأنزل سورة كاملة تحمل اسم (الكهف) تكريماً لهؤلاء الفتية.
ولكن المشككين كعادتهم يحاولون انتقاد النص القرآني ويقولون: إن القرآن من تأليف البشر، لأنه لا يمكن لأناس أن يناموا 309 سنوات ثم يستيقظوا، إنها مجرد أسطورة – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
إنني على يقين بأن معجزات القرآن لا تنفصل عن بعضها. فالإعجاز العددي تابع للإعجاز البياني، وكلاهما يقوم على الحروف والكلمات. وقد تقودنا معاني الآيات إلى اكتشاف معجزة عددية! وهذا ما نجده في قصة أصحاب الكهف، فجميعنا يعلم بأن أصحاب الكهف قد لبثوا في كهفهم 309 سنوات. وهذا بنص القرآن الكريم, يقول تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) [الكهف: 25].
فالقصة تبدأ بقوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً * فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً......) [الكهف: 9-12]. وتنتهي عند قوله تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً* قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا) [الكهف:25-26].
والسؤال الذي طرحته: هل هنالك علاقة بين عدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف، وبين عدد كلمات النص القرآني؟ وبما أننا نستدلّ على الزمن بالكلمة فلا بد أن نبدأ وننتهي بكلمة تدل على زمن. وبما أننا نريد أن نعرف مدة ما (لبثوا) إذن فالسرّ يكمن في هذه الكلمة.
لقد بحثت طويلاً بهدف اكتشاف سر هذه القصة، ووجدتُ أن بعض الباحثين قد حاولوا الربط بين عدد كلمات القصة وبين العدد 309 ولكنني اتبعت منهجاً جديداً شديد الوضوح وغير قابل للنقض أو التشكيك. فقد قمت بعدّ الكلمات كلمة كلمة مع اعتبار واو العطف كلمة مستقلة لأنها تُكتب منفصلة عما قبلها وبعدها (انظر موسوعة الإعجاز الرقمي)، وكانت المفاجأة!
فلو تأملنا النص القرآني الكريم منذ بداية القصة وحتى نهايتها، فإننا نجد أن الإشارة القرآنية الزمنية تبدأ بكلمة (لبثوا) في الآية 12 وتنتهي بالكلمة ذاتها، أي كلمة (لبثوا) في الآية 26.
والعجيب جداً أننا إذا قمنا بعدّ الكلمات (مع عد واو العطف كلمة)، اعتباراً من كلمة (لبثوا) الأولى وحتى كلمة (لبثوا) الأخيرة، فسوف نجد بالتمام والكمال 309 كلمات بعدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف!!! وهذا هو النص القرآني يثبت صدق هذه الحقيقة، لنبدأ العدّ من كلمة (لبثوا):
لَبِثُوا*أَمَداً*نَحْنُ*نَقُصُّ*عَلَيْكَ*نَبَأَهُم*بِالْحَقِّ*إِنَّهُمْ*فِتْيَةٌ
*آمَنُوا*10
بِرَبِّهِمْ*وَ*زِدْنَاهُمْ*هُدًى*و*رَبَطْنَا*عَلَى*قُلُوبِهِمْ*إِذْ*قَامُوا*20
فَقَالُوا*رَبُّنَا*رَبُّ*السَّمَاوَاتِ*وَ*الْأَرْضِ*لَن*نَّدْعُوَ*مِن*دُونِهِ*30
إِلَهاً*لَقَدْ*قُلْنَا*إِذاً*شَطَطاً*هَؤُلَاء*قَوْمُنَا*اتَّخَذُوا*مِن*دُونِهِ*4
0
آلِهَةً*لَّوْلَا*يَأْتُونَ*عَلَيْهِم*بِسُلْطَانٍ*بَيِّنٍ*فَمَنْ*أَظْلَمُ*مِمَّنِ
*افْتَرَى*50
عَلَى*اللَّهِ*كَذِباً*وَ*إِذِ*اعْتَزَلْتُمُوهُمْ*وَ*مَا*يَعْبُدُونَ*إِلَّا*60
اللَّهَ*فَأْوُوا*إِلَى*الْكَهْفِ*يَنشُرْ*لَكُمْ*رَبُّكُم*مِّن*رَّحمته*و*70
يُهَيِّئْ*لَكُم*مِّنْ*أَمْرِكُم*مِّرْفَقاً*وَ*تَرَى*الشَّمْسَ*إِذَا*طَلَعَت*80
تَّزَاوَرُ*عَن*كَهْفِهِمْ*ذَاتَ*الْيَمِينِ*وَ*إِذَا*غَرَبَت*تَّقْرِضُهُمْ*ذَاتَ*
90
الشِّمَالِ*وَ*هُمْ*فِي*فَجْوَةٍ*مِّنْهُ*ذَلِكَ*مِنْ*آيَاتِ*اللَّهِ*100
مَن*يَهْدِ*اللَّهُ*فَهُوَ*الْمُهْتَدِ*وَ*مَن*يُضْلِلْ*فَلَن*تَجِدَ*110
لَهُ*وَلِيّاً*مُّرْشِداً*وَ*تَحْسَبُهُمْ*أَيْقَاظاً*وَ*هُمْ*رُقُودٌ*وَ*120
نُقَلِّبُهُمْ*ذَاتَ*الْيَمِينِ*وَ*ذَاتَ*الشِّمَالِ*وَ*كَلْبُهُم*بَاسِطٌ*ذِرَاعَي
ْهِ*130
بِالْوَصِيدِ*لَوِ*اطَّلَعْتَ*عَلَيْهِمْ*لَوَلَّيْتَ*مِنْهُمْ*فِرَاراً*وَ*لَمُلِئ
ْتَ*مِنْهُمْ*140
رُعْباً*وَ*كَذَلِكَ*بَعَثْنَاهُمْ*لِيَتَسَاءلُوا*بَيْنَهُمْ*قَالَ*قَائِلٌ*مِّنْه
ُمْ*كَمْ*150
لَبِثْتُمْ*قَالُوا*لَبِثْنَا*يَوْماً*أَوْ*بَعْضَ*يَوْمٍ*قَالُوا*رَبُّكُمْ*أَعْلَ
مُ*160
بِمَا*لَبِثْتُمْ*فَابْعَثُوا*أَحَدَكُم*بِوَرِقِكُمْ*هَذِهِ*إِلَى*الْمَدِينَةِ*فَ
لْيَنظُرْ*أَيُّهَا*170
أَزْكَى*طَعَاماً*فَلْيَأْتِكُم*بِرِزْقٍ*مِّنْهُ*وَ*لْيَتَلَطَّفْ*وَ*لا*يُشْعِرَن
َّ*180
بِكُمْ*أَحَداً*إِنَّهُمْ*إِن*يَظْهَرُوا*عَلَيْكُمْ*يَرْجُمُوكُمْ*أَوْ*يُعِيدُوكُ
مْ*فِي*190
مِلَّتِهِمْ*وَ*لَن*تُفْلِحُوا*إِذاً*أَبَداً*وَ*كَذَلِكَ*أَعْثَرْنَا*عَلَيْهِمْ*2
00
لِيَعْلَمُوا*أَنَّ*وَعْدَ*اللَّهِ*حَقٌّ*وَ*أَنَّ*السَّاعَةَ*لَا*رَيْبَ*210
فِيهَا*إِذْ*يَتَنَازَعُونَ*بَيْنَهُمْ*أَمْرَهُمْ*فَقَالُوا*ابْنُوا*عَلَيْهِم*بُن
ْيَاناً*رَّبُّهُمْ*220
أَعْلَمُ*بِهِمْ*قَالَ*الَّذِينَ*غَلَبُوا*عَلَى*أَمْرِهِمْ*لَنَتَّخِذَنَّ*عَلَيْه
ِم*مَّسْجِداً*230
سَيَقُولُونَ*ثَلاثَةٌ*رَّابِعُهُمْ*كَلْبُهُمْ*وَ*يَقُولُونَ*خَمْسَةٌ*سَادِسُهُمْ
*كَلْبُهُمْ*رَجْماً*240
بِالْغَيْبِ*وَ*يَقُولُونَ*سَبْعَةٌ*وَ*ثَامِنُهُمْ*كَلْبُهُمْ*قُل*رَّبِّي*أَعْلَم
ُ*250
بِعِدَّتِهِم*مَّا*يَعْلَمُهُمْ*إِلَّا*قَلِيلٌ*فَلَا*تُمَارِ*فِيهِمْ*إِلَّا*مِرَا
ء*260
ظَاهِراً*وَ*لَا*تَسْتَفْتِ*فِيهِم*مِّنْهُمْ*أَحَداً*وَ*لَا*تَقُولَنَّ*270
لِشَيْءٍ*إِنِّي*فَاعِلٌ*ذَلِكَ*غَداً*إِلَّا*أَن*يَشَاءَ*اللَّهُ*وَ*280
اذْكُر*رَّبَّكَ*إِذَا*نَسِيتَ*وَ*قُلْ*عَسَى*أَن*يَهْدِيَنِ*رَبِّي*290
لِأَقْرَبَ*مِنْ*هَذَا*رَشَداً*وَ*لَبِثُوا*فِي*كَهْفِهِمْ*ثَلاثَ*مِئَةٍ*300
سِنِينَ*وَ*ازْدَادُوا*تِسْعاً*قُلِ*اللَّهُ*أَعْلَمُ*بِمَا*لَبِثُوا*309
تأملوا معي كيف جاء عدد الكلمات من (لبثوا) الأولى وحتى (لبثوا) الأخيرة مساوياً 309 كلمات!! إنها مفاجأة بالفعل، بل معجزة لأنه لا يمكن أن تكون مصادفة! إذن البعد الزمني للكلمات القرآنية بدأ بكلمة (لبثوا) وانتهى بكلمة (لبثوا)، وجاء عدد الكلمات من الكلمة الأولى وحتى الأخيرة مساوياً للزمن الذي لبثه أصحاب الكهف. والذي يؤكد صدق هذه المعجزة وأنها ليست مصادفة هو أن عبارة (ثلاث مئة) في هذه القصة جاء رقمها 300 ، وهذا يدلّ على التوافق والتطابق بين المعنى اللغوي والبياني للكلمة وبين الأرقام التي تعبر عن هذه الكلمة.
وهنا لا بدّ من وِقفة بسيطة
هل يُعقل أن المصادفة جعلت كلمات النص القرآني وتحديداً من كلمة (لبثوا) الأولى وحتى كلمة (لبثوا) الأخيرة 309 كلمات بالضبط بعدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف؟ وإذا كانت هذه مصادفة، فهل المصادفة أيضاً جعلت ترتيب الرقم (ثلاث مئة) هو بالضبط 300 بين كلمات النص الكريم؟ هل هي المصادفة أم تقدير العزيز العليم؟!
ماذا نستفيد من هذه المعجزة الرقمية؟
قد يقول قائل: وماذا يعني ذلك؟ ونقول إنه يعني الكثير:
1- إن التطابق بين كلمات النص وبين عدد السنوات 309 يدل على أن هذا النص هو كلام الله تعالى، ولا يمكن لبشر أن يقوم بهذا الترتيب المحكم مهما حاول، وبخاصة أن النبي الأعظم عاش في عصر لم يكن علم الإحصاء والأرقام متطوراً بل كان علماً بسيطاً.
2- إن هذا التطابق المذهل بين عدد كلمات النص وبين العدد 309 يدل على سلامة النص القرآني، فلو حدث تحريف لاختل عدد الكلمات واختفت المعجزة، إذاً هذا التطابق العددي دليل على أن القرآن لم يحرّف كما يدعي الملحدون.
3- بالنسبة لي كمؤمن فإن مثل هذا التطابق العددي يزيدني إيماناً وخشوعاً أمام عظمة كتاب الله تعالى، وهذا هو حال المؤمن عندما يرى معجزة فإنه يزداد إيماناً وتسليماً لله عز وجل: (وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب: 22].
4- في هذه المعجزة ردّ على أولئك المشككين بصدق هذه القصة والذين يقولون إنها أسطورة، مثل هذه المعجزة ترد عليهم قولهم وتقدم البرهان المادي الملموس على صدق كتاب الله تبارك وتعالى.
5- لو قمنا بامقارنة بين التقويم القمري والتقويم الشمسي نجد أن السنة القمرية أقصر من السنة الشمسية بحدود 3 بالمئة، وعلى هذا الأساس نجد أن 300 سنة شمسية تساوي بالتمام والكمال 309 سنة قمرية (300 × 0.03 = 9 سنوات)، وهنا نرى لمحة إعجازية في قوله تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) وكأن المولى تبارك وتعالى يريد أن يعطينا إشارة رائعة إلى الفارق بين التقويمين وهو 0.03 هذه النسبة لم يكن لمحمد صلى الله عليه وسلم علم بها، ولكن الله أودعها في كتابه لتُضاف إلى معجزات هذه السورة العظيمة.
سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
-
أسْمَاء الله في أول آية
عندما أنزل الله القرآن أودع فيه براهين تدل الناس على أنه كتاب الله، كل بلغة عصره. وبما أن الملحدين اليوم لا يعترفون إلا بلغة الرقم، فإننا نقدم هذه المعجزة الرقمية وكيف تتجلى في أول آية من القرآن....
إن البارئ تبارك وتعالى أحكم بناء كتابة بشكل لا يمكن لأحدٍٍ أن يأتي بمثله، فرتب الحروف والكلمات بنظام رياضي عجيب وفريد. ومن أغرب الأنظمة الرياضية هو توزع حروف أسماء الله الحسنى (الله) و (الرَّحْمنِ) و (الرَّحِيمِ). وهذه أول أسماء لله وردت في كتاب الله تعالى.
إن فكرة هذه المقالة تعتمد على دراسة حروف هذه الأسماء في أول آية من كتاب الله وهي (بسم الله الرحمن الرحيم). والنتيجة ستكون أن توزع هذه الحروف قد جاء بتناسق محكم مع الرقم سبعة دائماً. والرقم سبعة هو أساس النظام الرقمي القرآني، وله دلالات كثيرة في الكون الحياة وأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام.
توزع حروف اسم (الله) في كلمات الآية
إن المعجزة تعتمد على عدّ حروف اسم (الله) في كل كلمة. إذن لا نعدّ كل حروف الآية بل نعدّ فقط ما تحويه من حروف الألف واللام والهاء، أي حروف لفظ الجلالة (الله). لنكتب كلمات الآية الأولى من القرآن (بسم الله الرحمن الرحيم) ونستخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف الألف واللام والهاء (حروف اسم الله):
كلمة (بِسْمِ) عدد حروف الألف واللام والهاء فيها هو 0
كلمة (اللهِ) عدد حروف الألف واللام والهاء فيها هو 4
كلمة (الرَّحْمنِ) عدد حروف الألف واللام والهاء فيها هو 2
كلمة (الرَّحِيمِ) عدد حروف الألف واللام والهاء فيها هو 2
إذن نحن أمام سلسلة من الأرقام هي: 0 – 4 – 2 - 2 كل رقم يمثل ما تحويه كل كلمة من حروف اسم (الله) سبحانه وتعالى. ولذلك نعيد كتابة الآية مع الأرقام الجديدة التي تمثل توزع اسم (الله) في كلماتها:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
0 4 2 2
عندما نقوم بصف هذه الأرقام يتشكل لدينا العدد 2240، إن العدد 2240 ألفان ومئتان وأربعون هو عدد يقبل القسمة على سبعة من دون باق، أي هو من مضاعفات السبعة فهو يساوي:
2240 = 7 × 320
إن الذي يبحث في كتاب الله عن اسم (الرَّحْمنِ) غالباً ما يرد في مواضع الشدة ومواضع التنْزيه لله تعالى، مثل: (وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً) [مريم: 92]. بينما نجد اسم (الرَّحِيمِ) غالباً ما يرد في مواضع الرحمة والمغفرة والتوبة، مثلا: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ) [الزمر: 53].
إذن نحن أمام صفتين متعاكستين من حيث الدلالة اللغوية والبلاغية، والسؤال: ماذا عن النظام الرقمي لهاتين الكلمتين؟ وهل من الممكن أن نجد تعاكساً رقمياً يتفق مع التعاكس اللغوي؟ هذا ما سوف نشاهده فعلاً من خلال دراسة توزع حروف هذين الاسمين الكريمين على كلمات الآية، لذا نجد أن الأعداد الناتجة تقبل القسمة على سبعة باتجاهين متعاكسين!!
1- توزع حروف اسم (الرَّحْمنِ):
لنكتب آية البسملة وتحت كل كلمة ما تحويه هذه الكلمة من حروف (الرَّحْمنِ) سبحانه وتعالى، أي ما تحويه كل كلمة من الحروف: أي : "ا ل ر ح م ن":
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1 3 6 5
توزع حروف (الرَّحْمنِ) في الآية يمثله العدد 5631 معكوس هذا العدد هو 1365 وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
1365 = 7 × 195
2- توزع حروف اسم (الرَّحِيمِ): الآن نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف (الرَّحِيمِ) أي ما تحويه كل كلمة من الحروف: "ا ل ر ح ي م":
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1 3 5 6
توزع حروف (الرَّحِيمِ) في الآية ويمثله العدد 6531 من مضاعفات السبعة أيضاً:
6531 = 7 × 933
نعيد كتابة الحقائق الرقمية لتوزع حروف أسماء الله تبارك وتعالى والواردة في أول آية من كتاب الله تعالى ونتأمل:
بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تـوزع حـروف (الله) 0 4 2 2
توزع حروف (الرَّحْمنِ) 1 3 6 5
توزع حروف (الرَّحِيمِ) 1 3 5 6
إن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الله) من مضاعفات السبعة باتجاه اليمين، أما العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الرَّحْمنِ) فهو من مضاعفات السبعة باتجاه اليسار، والعدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الرَّحِيمِ) من مضاعفات الرقم سبعة باتجاه اليمين. إذن نحن أمام اتجاهات متعاكسة (يمين – يسار - يمين): وهذه الاتجاهات تدل على أنه لا مصادفة في كتاب الله تعالى، وأن هذا النظام المبهر ليس من صنع بشر.
إذن النظام المُحكَم ينطق بالحق، فقد انعكس اتجاه القراءة للأرقام عندما انعكس المعنى! وهذه النتيجة الرقمية تثبت أن في كتاب الله اتجاهين لقراءة الأعداد بما يتناسب مع معنى النص القرآني، فهل هذه هي المثاني التي تحدث عنها البيان الإلهي؟
قد يكون هذا النظام أحد جوانب المثاني في القرآن، يقول تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23], والله تعالى أعلم.
إذا ما تأملنا هذه الاتجاهات وكيف انضبطت مع الرقم سبعة، نتساءل: هل هي المصادفة التي جعلت أول جملة في كتاب الله تحوي ثلاثة أسماء لله؟ وهل المصادفة هي التي جعلت حروف كل اسم من هذه الأسماء الثلاثة يتوزع على كلمات الآية بنظام سباعي؟ وهل المصادفة علمت بأن صفة (الرَّحْمنِ) تعاكس صفة (الرَّحِيمِ) فجعلت الأرقام متعاكسة؟ آمنا به كلٌ من عند ربنا...
-
الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة
أهداف القسم :
1- إظهار عظمة كتاب الله تعالى من خلال تعريف القرّاء بإعجاز القرآن من الناحيتين العلمية والرقمية. والمساهمة في وضع الأساس العلمي والشرعي لعلم الإعجاز واستنباط المعجزات العلمية والعددية من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، دون أن نحمل النصوص ما لا تحتمل من المعاني.
2- إقناع المشككين برسالة الإسلام بأن القرآن هو كتاب منزَّل من عند الله تعالى، وخطابهم بأسلوب علمي.
3- شحذ همم الباحثين عن عجائب القرآن وتشجيع القراء ليزدادوا بحثاً وتدبراً لكتاب ربهم عز وجل، وتبيان أن القرآن الكريم يحوي جميع العلوم، وعلى كل باحث أن يبحث في القرآن حسب اختصاصه وسيجد إعجازاً واضحاً.
4- إثبات أن القرآن كتاب منزل من عند الله تعالى وأنه حق بكل ما جاء فيه، وأن الله قد حفظه من التحريف أو التبديل، وأنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله.
5- دعوة غير المسلمين للإسلام وتعريفهم بتسامح الدين الإسلامي وعظمته وأنه دين المحبة والأخوة والعلم.
6- عرض أحدث الحقائق العلمية بأسلوب ميسَّر يمزج بين العلم والإيمان، والمساهمة في وضع ضوابط علمية وشرعية لعلوم الإعجاز في القرآن والسنة.
7- التواصل مع الباحثين في مختلف أنحاء العالم وكذلك التواصل مع مراكز البحث والهيئات العلمية، وبخاصة المهتمة بالدراسات القرآنية. وكذلك التواصل مع جميع قراء القسم والإجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم. والمساخمة وفي عقد الندوات والمؤتمرات حول الإعجاز العلمي.
8- اكتشاف الحقائق العلمية من القرآن والسنة، ونشر هذه الحقائق على أوسع نطاق ممكن.
=====================================
سنتابع سوياً وعلى عدة موضوعات إن شاء الله مقالات وحقائق فى الإعجاز العلمى - فتابعوا القسم ، ونسألكم الدعاء بظهر الغيب
أخيراً هذا القسم صدقة جارية على روح الأخ الحبيب ثابت على قيمى .. والموضوعات التى تكتب لا يتم كتابتها بواسطتة ، وإنما من باب كسب الاجر له إن شاء الله
التفاصيل فى الموضوع : http://forums.yallagroup.net/15254
البحر والبر: حقيقة عددية مذهلة - الإعجاز العددي
استورد ملفات الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة
قام بنشر
البحر والبر: حقيقة عددية مذهلة
سؤال طالما كرره بعض القراء حول حقيقة نسبة البر إلى البحر في القرآن، هل هي حقيقة قرآنية ثابتة، لنقرأ...
منذ ربع قرن تقريباً اكتشف بعض الباحثين حقيقة عددية حيث تحدث القرآن بدقة مذهلة عن نسبة البحر إلى البر، وقد وردتني العديد من التساؤلات حول صحة هذا الأمر، ولذلك فقد رأيتُ أن أجري إحصاء جديداً حول عدد مرات تكرار كلمة (البحر) وعدد مرات تكرار كلمة (البرّ) وذلك في القرآن كله.
لقد وردت كلمة (بحر) في القرآن وذلك بصيغتها المفردة في 32 آية، ووردت كلمة (برّ) بصيغتها المفردة في (12) آية، وهنالك آية وردت فيها كلمة (يَبَساً) والتي تعني البر، فيكون المجموع 13 .
وبالتالي يمكن أن نقول:
- عدد الآيات التي ذُكر فيها البحر في القرآن هو 32.
- عدد الآيات التي ذُكر فيها البرّ في القرآن هو 13.
- مجموع الآيات التي ذُكر فيها البحر والبر هو 32 + 13 = 45 آية.
وإذا استعملنا النسب العددية، أي قمنا بحساب نسبة تكرار البحر في هذه الآيات، فإنه يجب علينا أن نقسّم عدد مرات تكرار آيات (البحر) أي العدد 32 على المجموع الكلي أي 45، وستكون النسبة كما يلي:
32 ÷ 45 = 71 %
وستكون نسبة آيات البرّ 13 إلى المجموع الكلي وهو 45 كما يلي:
13 ÷ 45 = 29 %
وبالتالي نخلص إلى نتيجة وهي أن نسبة البحر والبر في القرآن هي 71 %، و29 % على الترتيب. وعندما نذهب إلى موقع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" نلاحظ أنهم يحددون نسبة البحر على الأرض بنفس النسب الواردة في القرآن أي 71 % للبحر، و29 % للبرّ [1].
وهذا تطابق مذهل يشهد على أن الله قد أحكم آيات كتابه وجعل في هذه الآيات تِبياناً لكل شيء فقال: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89].
ـــــــــــــ