حسين الخالدي

من ينصحني ؟ عشقتها بجنون وأحببتها بجنون وكانت قريبة جداٌ مني كنت أتنفسها في داخلي لاتفارقني .حتى في منامي كنتُ أضع أناملي على خصرها النحيف وكنتُ أتلمسها بترافه.وتدنو مني وأضعها على فمي واقبلها حتى تشتعل بنار أنفاسي واشتعل بنار أنفاسها وأراها تحترق شوقٌ لي.... وفي احد الأيام وضعتها على شفاهي بشوق فأصبحت حمراء من قبلتي فكادت تقتلني وأنا اختنق من محاولتها قتلي ...فذهبت ألى الطبيب وأجرى فحوصاته ...ونظر ألي وقال ... ألا تعرف يا ولدي بأن السكائر مضرة بالصحة

طفل..يجلس على ناصية الطريق... أوصاله .. ترتجف من شدة البرد.. .. أمعاؤه تلتهب بسياط الجوع .. شفتاه مشققة بفعل الجفاف.. يجلس القرفصاء.. قد شبك أصابعه .. وضمها إلى صدره .. لعل الدفء أن يجد السبيل إلى أنامله المرتعشة.. .. يلقي إليه أحدهم شيئاً.. .. قرشاً.. رباه.. إنه قرش.. إنه مال.. .. يسرع إلى أقرب محل بيع الحليب.. يملأ إنائه المعدني.. القديم .. القذر.. .. يسرع إلى مكانه .. يضع الإناء على شفتيه .. .. يسمع مواء ضعيفاً.. .. يلتفت .. فيجد قطة.. صغيرة.. هزيلة.. ترتعش أوصالها.. تنظر إليه بنظرات أبلغ من الكلام.. .. بلا تفكير.. .. ينزل الإناء من على شفتيه .. ويضعه على الرصيف البارد.. .. تقترب القطة في حذر.. تضع فمها الصغير على طرف الإناء.. .. تمد لسانها الجاف .. ترتشف الحليب الدافئ.. ..أخذت تشرب.. وتشرب.. حتى ارتوت.. .. أحست بالدفء يدب في جسمها الدقيق .. أخذت تتقافز ذات اليمين.. وذات الشمال.. ثم ولت مسرعة.. .. كان الطفل ينظر إليها بعينين دامعتين .. وقلب يعتصر ألماً.. .. هو طفل صغير .. فقير .. جائع .. عطش .. رفع الإناء .. لم يعد فيه إلا قطرة واحدة .. ارتشفها.. أحس بطعمها الرائع في فمه.. وما هي إلا لحظات معدودة .. غابت القطرة .. وذهب طعمها .. .. جلس ينظر إلى الإناء .. ويتذكر القطة.. .. أحس بأنه طفل صغير.. فقير.. جائع.. عطش.. .. لكنه يملك الدنيا.. قلبه رحيم .. يسع الدنيا .. .. ابتسامة ضعيفة وجدت طريقها إلى شفتيه .. فتألق وجهه.. وشعر أنه يضحك من أعماق قلبه .. .. تلك هي الحياة !! فعل بسيط قد ينسيك المك ----جوعك---عطشك---حاجتك وبحبى لكم نسيت الدنيا وما بها من الالام احبكم ------------------- اردت ان اقتبس بيت واحد من هذه اللوحة فذهب قلبي واقتبس الابيات كلها ماهذا الابداع وكأنني ارى القمر يبتسم وعلى شفاهه كلماتك الجميلة ولغتك الاجمل دمت مبدع

[ليس من مات في علاه ذبيحاً إنَّ من عاشَ بالهوان الذبيحُ ----------- عندما سارت سفن الابداع في بحور الادب ارادت تنزل اشرعتها وتستريح ولم تجد سوى مرسى واحد يزيل عنها التعب فرست على ابياتك الرائعة لأنها تستحق الوقوف اجلال حياكم الله

الله الله الله ان كان للعذوبة معنى وجدته بكلماتك الجميلة حياكم الله ودمت مبدع