فارس النجع
Members-
عدد المشاركات
3 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
كل منشورات العضو فارس النجع
-
وقف بالطابور الخاص بالقادمين من الخارج لإتمام إجراءات الدخول لأرض الوطن .. وهو يشعر بالخوف الشديد بل بالرعب من أن يكتشف ما يحمله معه إلى أرض الوطن ، أنه يري بعينيه أسلوب التفتيش الدقيق والفحص الشامل لجميع الحقائب والأمتعة ، مع التدقيق الشخصي لكل راكب علي حدة بحجرة خاصة لذلك .. بالإضافة إلي الألأت الحديثة التي تقوم بعملها علي أكمل وجه . إن الترقب والانتظار يزيد من خوفه وشعوره بأنه تحت المراقبة منذ دخوله إلى المطار .. لذا فهو يحاول أن يبعد عن نفسه الهواجس والكوابيس بمراقبة المسافرين والقادمين والمودعين .. والحركة الدؤوب من الموظفين ونظرات رجال الجمارك التي ترصد كل شئ .. وفي خضم هذه الحركة المستمرة يحاول أن يذيب شعوره بالرعب من لحظة المواجهة . فمع كل خطوة يتقدمها يشعر إنه يقاد إلى النهاية .. وإن أمله في التراجع يصبح مع الوقت سراباً يستحيل تحقيقه .. ليثه لم يوافق علي حمل أي شئ من هذه الممنوعات التي ستؤدي به إلى ما لا يحمد عقباه ، لقد أصبح قاب قوسين أو أدني من ضابط الجمارك وهو يفتش بيد مدربة بمحتويات حقيبة الذي أمامه مع نظرات خارقة تبحث وتنقب بكل خبرة ودقة عن أي شئ مهما كان صغيراً أو تافهاً مادام مدرج بقوائم الممنوعات . لقد وصل أخيراً أمام ضابط الجمارك فوضعت حقيبته بجهاز التفتيش الآلي ثم يقوم الضابط بالتفتيش اليدوي منعاً لي خطأ .. فأخذ ينقب بين ثناياها عن أي بروز أو جيب سري بالحقيبة بكل صبر ودقة .. وما أنتهي من الحقيبة حتى أرسله لضابط أخر لتفتيش الشخصي بواسطة جهاز حديث ثم أدخل حجرة صغيرة لتفتيش الذاتي بطريقة يدوية .. وتم ذلك ببحث دقيق لجميع الملابس وبين ثنايا البنطلون وياقة القميص .. كل ذلك وهو يشعر بأنه يعيش كابوس من الرعب يتمني أن يتم أيقاضه منه .. وقد غرق جسمه بسيل من العرق .. وأرتسم علي محياه رعب من أن يقع في الشرك .. وتكتشف الممنوعات التي يحملها معه . وما انتهي من تفتيشه وخرج من الغرفة ومنها إلى خارج المطار شعر كأنه ولد من جديد .. لقد مر بكابوس لن ينساه طوال حياته ، فلقد انهزمت الألأت الحديثة والأيدي المدربة والنظرات الثاقبة في معرفة ما يحمله ممنوعات .. أنه يحمل أفكار في عقله لو صرح بها أو عرفوها لقضي بقية حياته وراء الشمس أو تحت الأرض .
-
جلست وهي تتأمل فنجان القهوة .. فنجان عاش معها بقهوته المتحجرة .. منذ سنين .. ولا زالت كلمات جدتها التي بلغتها بها ترن في إذنها .. وهي تقرأ لها ما بفنجانها .. : { حظك يكسر الرشاد .. نصيبك قدام الباب .. قريب يخبط .. ويطير بيك .. لحوش السعد ... } .. كلمات بسيطة .. نطقت بها جدتها الحنون .. منذ سنوات مضت .. جعلتها .. تعيش حلم جميل .. وتسرق السمع والنظر .. لكل طارق علي الباب .. عاشت تبني بيت الأحلام .. وتفرشه بالأماني .. وهي تحلم بشقاوة أطفالها .. وطلبات زوجها .. وتغرس في ربوعه أزهار .. المحبة .. ورياحين .. الوفاء .. وتغاريد الهـناء . حتي أنها .. أختارت لأبناءها .. أجمل الأسماء .. وخيطت في المفارش .. أحرف لأسرتها الصغيرة .. وكيف جعلت حرفها وحرف زوجها المرتقب .. في المركز .. وحولها تدور أحرف الصبيان والبنات . ولم تنسي أن ترسم .. علي الورق .. شكل بيتها .. وتفاصيله من حجرات وممرات .. فقسمت المكان .. علي أسرتها الصغيرة .. هنا مكان البنات .. وهنا مكان الصبيان .. أما هي وزوجها .. فجناحهم مفصول .. ولونت الجدران .. ونوع الأثاث والوانه .. مع التركيز علي التناسق .. بين الجدران وأثاثه .. وحول البيت .. حديقة غناء .. بها العاب للأطفال .. وحوض سباحة .. ومناطق خضراء .. وزهور من جميع الأنواع .. فهي تعشق .. الزهور والخضرة .. وأكيد أن زوجها .. المنتظر .. سيكون مثلها محباً .. لجمال الطبيعة .. عاشق للمروج .. والورود .. ألم تقل لها جدتها { أن حظها يكسر الرشاد .. } .. فحظها لا بد أنه سيحضر لها .. الزوج الحنون .. والأب العطوف .. والقلب المحب .. أحلام وردية .. تعيشها وهي تطير بها أجنحة الخيال .. علي حدائق الأماني .. فتحصد .. حياتها الزوجية .. كما ترغب أن تعيشها .. بسعادة .. في جو عائلي رائع .. مفعم بالحب والهناء . هكذا .. كانت تعيش .. وعلي نغمات كلمات جدتها .. تغزل أروع وأجمل .. قصص فارس أحلامها .. الذي يخطفها .. من هذه الحياة الرتيبة .. لحياة زاخرة بكل جديد .. حياة زوجية .. مفعمة بحيوية الطفولة .. وعنفوان الشباب .. فمن حلم .. إلي أخر .. اجمل وأروع .. تعيش .. وتنام .. وتستيقظ .. وهي في الأنتظار .. وتجد لفارسها الأعذار .. فهو لن يخذلها .. فنبؤة .. جدتها .. حقيقة وليست .. خيال .. هكذا ترسخت .. في أعماقها .. وأصبحت واقع .. غير قابل للشك أو الزوال . مضت السنين .. تحمل معها .. عبق ذكريات الزمان .. وأصبح صدي كلمات جدتها .. يخف .. ويختفي .. ووهج نبؤتها الفرحة .. يخبو ويضمحل .. مع غزو الشيب .. لشعرها الطويل .. وخطوط التجاعيد وجدت طريقها .. لوجهها .. ووميض عيناها .. تلاشي .. وعنفوان الشباب .. أصبح من علامات الماضي البعيد .. حتي أحلامها .. غمرتها الشيخوخة .. فأصبح فارس الأحلام .. من كبار السن .. خط الشيب شعره .. وتثأقلت خطواته .. وحصانه الأبيض .. ترهل جسمه .. وفقد الكثير من رشاقته .. أما بيت الأحلام .. أصبح أقل حجماً .. وحديقته تضاءلت في حجمها .. وأشجارها تساقطت أوراقها .. وأزهارها ذبلت أكثرها .. والأطفال أصبحوا أقل عدداً .. فالعمر له حكمه وقوانينه .. فعمرها كبر .. عن تربية عدد كبير من الأطفال .. وهكذا أنكمشت الأحلام وشـاخت . وبيد دبت فيها الرعشة والوهن .. أخذت تقلب الفنجان .. الذي عاش معها ومع ذكرياتها الجميلة .. ســنين طويلة .. كان يحمل لها عبق الماضي .. وأحلام المستقبل .. ومع دمعة أبت إلا أن تنزل .. أخدت يدها المرتعشة .. تجهز الفنجان لتغلفه من جديد .. في كيسه .. وليرجع لمخبأه لحين أن تحتاجه .. لتعيد أسطوانة النبؤة وأطياف أحلامها .. التي لم تتحقق . وفجأة .. تجمدت اليد .. ووجم الوجه .. وهي تتفحص الفنجان .. فقد أصبح رمزاً .. لليأس والأحباط .. وعلامة وهم وخيال .. بعد أن كان عنوان أمل .. وجسر إلي حياة مفعمة بالطموحات والأمال .. وما أن وصلت بتفكيرها .. إلي هذا الحد .. حتي أمسكت بالفنجان .. بكامل كفها .. ورمت به بكل قوتها .. علي حائط حجرتها .. فأصبح هشيماً .. وتناثرت أجزاءه في كل مكان .. كما تناثرت أحلامها .. وأصبحت كأنها لم تكن .
-
نظرية الــ 100 دولار • رفع المحاضر في إحدى المحاضرات 100 دولار وقال من يريد هذه رفع معظم الموجودين أيديهم .. قال لهم: سوف أعطيها لواحد منكم لكن بعد ما أفعل هذا ! قام بطي الورقة علي شكل كوره ومن ثم سألهم : من يريدها ومازالت الأيدي مرتفعة ! قال لهم حسنا، ماذا لو فعلت هذا .. فرمى النقود على الأرض وقام بدهسها بحذائه .. ومن ثم رفعها وهي متسخة ومليئة بالتراب ! سألهم: من منكم مازال يريدها فارتفعت الأيدي مرة ثالثة ؟ فقال: الآن يجب أن تكونوا تعلمتم درسا قيما .. مهما فعلت بالنقود فمازلتم تريدونها لأنها لم تنقص في قيمتها فهي مازالت 100 دولار ! في مرات عديدة من حياتنا نسقط على الأرض .. وننكمش على أنفسنا ونتراجع بسبب القرارات التي اتخذناها .. أو الظروف التي مررنا بها .. فنشعر حينها بأنه لا قيمة لنا ! فمهما حصل فأنت لا تفقد قيمتك .. لأنك شخص مميز حاول أن لا تنسى ذلك أبدا ! جزرة وبيضه وحبة قهوة اشتكت ابنة لأبيها مصاعب الحياة؛ وقالت إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها,وأنها تود الاستسلام فهي تعبت من القتال والمكابدة ذلك إنه ما إن تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى. اصطحبها أبوها إلى المطبخ ملأ ثلاث أوان بالماء ووضعها على نار سرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني الثلاثة ووضع الأب في الإناء الأول جزرا وفي الثاني بيضة ,ووضع بعض حبات القهوة المحمصة والمطحونة (البن) في الإناء الثالث. وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت تماما ...نفذ صبر الفتاة, هي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها ...انتظر الأب بضع دقائق..ثم أطفأ النار ..ثم أخذ الجزر ووضعه في وعاء وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثان وأخذ القهوة المغلية و وضعها في وعاء ثالث ثم نظر إلى ابنته وقال: يا عزيزتي ,ماذا ترين؟ أجابت الابنة:جزر وبيضة وبن ولكنه طلب منها أن تتحسس الجزرة فلاحظت أنه صار ناضجا وطريا ورخوا ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة فلاحت أن البيضة باتت صلبة ثم طلب منها أن ترتشف بعض القهوة فابتسمت عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية سالت الفتاة : ولكن ماذا يعني هذا يا أبي ؟ فقال : اعلمي يا ابنتي أن كلا من الجزر والبيضة والبن واجه الخصم نفسه ..وهو المياه المغلية لكن كلا منها تفاعل معها علي نحو مختلف لقد كان الجزر قويا وصلبا ولكنه ما لبث أن تراخ وضعف,بعد تعرضه للمياه المغلية ,أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي لكن هذا ما لبث أن تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية , أما القهوة المطحونة فقد كان رد فعلها فريد..إذ أنها تمكنت من تغيير الماء نفسه وماذا عنك؟ هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة .. ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة طرية تفقد قوتها.. أم أنك البيضة..ذات القلب الرخو.. لكنه إذا ما واجه المشاكل يصبح قويا و صلبا قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي.. ولكنك تغيرت من الداخل.فبات قلبك قاسيا ومفعما بالمرارة.. أم أنك مثل البن المطحون.الذي يغير الماء الساخن.(وهو مصدر الألم ).....بحيث يجعله ذا طعم أفضل فإذا كنت مثل البن المطحون فإنك تجعلين الأشياء من حولك أفضل إذا ما بلغ الوضع من حولك الحال القصوى من السوء فيا يا ابنتي كيف تتعاملين مع المصاعب فهل أنتي جزرة أم بيضة أم حبة قهوة مطحونة ؟ قصة الفيل و العميان يحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة بها فيل.. و طلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدءوا في وصفه .. بدءوا في تحسس الفيل و خرج كل منهم ليبدأ في الوصف : قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض ! قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماما ! و قال الثالث : الفيل يشبه المكنسة ! و حين وجدوا أنهم مختلفون بدءوا في الشجار.. و تمسك كل منهم برأيه و راحوا يتجادلون و يتهم كل منهم الآخر أنه كاذب و مدع ! بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه, و الثالث بذيله .. كل منهم كان يعتمد على برمجته و تجاربه السابقة .. لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين ؟ من منهم على خطأ ؟ فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ!! قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر ! إن لم تكن معنا فأنت ضدنا ! لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا صحيحا لمجرد أنه رأينا ! لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته