السؤال:
ما رأيكم في تراجع جريدة "اليوم السابع" عن نشر رواية: "محاكمة محمد"، وما قولكم في كتابة بعض الدعاة فيها؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالعناوين التي نشرتها الجريدة المذكورة كفر بواح لا خفاء فيه، والاعتذار البارد الذي ذكروه أنهم يقصدون التهم التي يذكرها الخصوم في حق النبي -صلى الله عليه وسلم- للرد عليهم غير سائغ ولا مقبول؛ فلو أن رجلاً سب النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- معلنًا بذلك فلما أُمسِك قال: "إنما كنت أحكي كلام المشركين.. "؛ لم يقبل منه ذلك بلا شك.
وسياق العناوين التي نُشِرت تدل على أنهم كانوا يجسون نبض المسلمين حول هذه القضية؛ فإن سكتوا استمروا في كفرهم، وعند العلماء سب النبي -صلى الله عليه وسلم- جريمة ردة تستوجب القتل، وليس تقبل فيها التوبة الظاهرة عند طائفة منهم، بل يتحتم قتل الساب، ولو تاب تنفعه توبته عند الله؛ لأن حق النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يستطيع أحد أن يسقطه غيره -صلى الله عليه وسلم-، وإذا كان هو قد عفا عمن سبه فليس لنا نحن أن نعفو عنه؛ لأنه حقه وليس حقنا.
والواجب مقاطعة هذه الجريدة والسعي لإيقافها بكل طريق، والعمل على تغيير المسئولين عنها؛ لسماحهم بهذا الكفر.
وتسمية الكفر خطأ غير مقصود تخفيف لجريمة عظمى يجب أن تظل عظيمة.
(وكتابة بعض الدعاة في هذه الجريدة وعمل حوارات معهم والثناء على تراجعهم الباهت دون محاسبة المسئول عن نشر هذا الكفر واستمراره في موقعه الصحفي؛ يحتاج إلى وقفة و مراجعة خصوصًا أنه عرض أمر عفو النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سبه؛ وقد يفهم الناس أننا ينبغي أن نكون كذلك نعفو عمن سبه اقتداءً به!
والناس لا تدري الفرق بين ما كان من حقه -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يمكنه هو أن يتنازل عنه وبين ما يكون منا من عفو عمن لا يستحق العفو.
ونحن نحذر الدعاة من الثناء على المنافقين الذين ظهر نفاقهم وهذا ترويج للنفاق وفتح لأبوابه عند الناس، وتسويغ قبول الطعن في الدين ثم التراجع عنه؛ لتشكيك الناس في الدين، خصوصًا مع العلم بالتمويل النصراني المشبوه لصحفيي الجريدة، وأين الغضب للدين وللرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا المقام؟!
فلا ينبغي أن يأتي بدلاً منه الكلام على وسطية الإسلام؛ لإعطاء الانطباع أن من تكلموا بالغضب لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- هم مِن: المتشددين المتطرفين الظلاميين، وهي نبرة معروفة من أمثال هؤلاء المنافقين الذين هم العدو فيجب حذرهم.
نسأل الله أن يتوب على من وقع في هذه الزلات الخطيرة من الدعاة، وأن يهديهم سواء السبيل، ونحذر الجميع من اللهث وراء استرضاء المنافقين أو محاولة تمرير قبولهم في المجتمع الذي لفظهم بكل قوة.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف