اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

الواضح جدا

Members
  • عدد المشاركات

    14
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    3

الواضح جدا last won the day on March 8 2011

الواضح جدا had the most liked content!

السمعه بالموقع

9 Neutral

عن العضو الواضح جدا

  • الرتبه
    core_member_rank_2
  1. حوار هادئ مع فضيلة المفتي حول مقاله في جريدة "الواشنطن بوست" 25-جماد أول-1432هـ 28-إبريل-2011 </FONT>كتبه/ شحاتة محمد صقر الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فقد فوجئتُ بخبر على موقع مفكرة الإسلام عنوانه: "مفتي مصر للواشنطن بوست: السلفيون وراء استهداف الكنائس والأضرحة!!". فقلت: لعل في الأمر لبْسًا، لعل مصدر الخبر غير موثوق، فعلتُ هذا تطبيقًا لمنهج الإسلام في التثبت مِن الأخبار؛ لئلا نتهم فضيلة المفتي بما هو منه بريء، فدخلتُ على موقع جريدة "الواشنطن بوست" فوجدت مقالة بتاريخ 18/4/2011 بعنوان: "Revolution، counter-revolution and new wave of radicalism in Egypt" By Ali Gomaa ترجمته: "الثورة والثورة المضادة، وموجة جديدة مِن التطرف في مصر" بقلم علي جمعة. وأقسم بالله العظيم.. لقد خطر ببالي أن الخبر نُسب إليه خطأً، وأن الموقع المذكور قد ظلم فضيلة المفتي حيث لم تَرِدْ إشارة إلى منصبه في صدر المقال، وليس كل مَن اسمه "علي جمعة" هو مفتي مصر، ولكني فوجئت في نهاية المقال بما يلي: Ali Gomaa is the Grand Mufti of Egypt وترجمته: "علي جمعة هو فضيلة مفتي مصر". فتأكدتُ أن المقال لفضيلة المفتي، إلا إذا أصدر بيانًا يكذّب فيه الصحيفة، ويتهمها فيه بتلفيق هذا المقال، وهذا ما نتمناه، ولكنه -للأسف- لم يحدث حتى الآن. ثم وجدتُ المقال مترجمًا على موقع صحيفة الأهرام المصرية بتاريخ: 19/4/2011 بعنوان: "الثورة والثورة المضادة وموجة الأصولية الجديدة في مصر" بقلم: د‏.‏"علي جمعة‏"، ولم أجده على صفحات نفس العدد المذكور، وإن كنت قد لاحظت أن موقع الأهرام ترجم كلمة المفتي في المقال: "who call themselves Salafis" بـ "السلفيين"، رغم أن معناها: "الذين يسمون أنفسهم بالسلفيين". وهذا المقال دفع عشرة محامين للتقدم ببلاغ إلى الدكتور المستشار "عبد المجيد محمود" النائب العام المصري، يطالبون فيه بالتحقيق مع الدكتور "على جمعة" مفتى الجمهورية، ويتهمونه بتحريض دولة أجنبية معادية، وهى أمريكا ضد مواطنين مصريين؛ مما يهدد السلام الاجتماعي والوحدة الوطنية، ويثير الفتن. وفيما يلي.. حوار هادئ مع فضيلة المفتي حول بعض ما سطره في هذا المقال: قال فضيلة المفتي: "من أبرز سمات الروح الثورية التي اجتاحت مصر خلال فترة الشهرين الأخيرين هي المشاركة غير المسبوقة في الحياة العامة لجميع فئات المجتمع المصري‏.‏ فجميع المواطنين من شتي الدوائر الاجتماعية‏،‏ ومن جميع مناطق البلاد، ومِن مختلف الثقافات أظهروا معًا إرادة علي التضحية من أجل مستقبلهم السياسي، وهذا في حد ذاته تطور مشجع وملهم في آن واحد". التعليق: هذا اعتراف مِن فضيلة المفتي بمشاركة وتضحيات السلفيين في الحياة العامة، فهم جزء مِن جزء مِن "جميع فئات المجتمع المصري"، وجزء مِن "جميع المواطنين". وأعتقد أنهم -كغيرهم- يستحقون ثناءه. قال فضيلة المفتي: "ولعل أكثر الظواهر إزعاجًا ـ علي الإطلاق ـ خلال الأسابيع القليلة الماضية هي العنف المتصاعد مِن بعض الأوساط المتطرفة ضد بعض الأماكن ذات الأهمية الدينية، ومنها: الكنائس والأضرحة، وتعد هذه الظاهرة تطورًا خطيرًا للغاية، وخاصة في ظل الحالة الهشة التي تعيشها بلادنا في هذا المنعطف التاريخي الدقيق". التعليق: مَن الذي قال: إن المتطرفين الذين سمَّاهم فضيلة المفتي في مقاله بعد ذلك "مَن يسمون أنفسهم بالسلفيين" -"who call themselves Salafis"- مَن الذي قال: إنهم الذين قاموا بالاعتداء على الكنائس والأضرحة؟! ما دليل فضيلة المفتي على هذا الاتهام؟ ألم يسمع المفتي أن التحقيقات قد أثبتت براءتهم من تلك الاتهامات؟! ألم يعلم فضيلة المفتي أن النصارى يتهمون وزير الداخلية السابق بتفجير كنيسة الإسكندرية، وأنهم قد أقاموا دعوى ضده أمام المحاكم؟! ألم يعلم فضيلة المفتي أن السلفيين هم الذين كانوا يحمون الكنائس في ظل الغياب الأمني؟! ألم يخطر ببال فضيلة المفتي أن السلفيين لو كانوا يريدون هدم جميع الأضرحة وجميع الكنائس؛ لفعلوا ذلك في أثناء الغياب الأمني؟! وكانوا سيجدون مَن يساعدهم، ولكن لم يمنعهم من أن يفعلوا ذلك إلا دينهم ومراعاتهم لفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتقديرهم للمصالح والمفاسد. لو كان فضيلة المفتي يعيش في واشنطن أو باريس أو حتى في وارسو؛ فقد يكون له بعض العذر، رغم أن تكنولوجيا الاتصالات الحديثة لم تُبْقِ لأحدٍ عذرًا في عدم التثبت مِن الأخبار أو تلفيق الاتهامات بلا دليل، فما بالك إن كان فضيلته يعيش في مصر، وأخبار تبرئة القضاء والشرطة للسلفيين مِن هدم الأضرحة، وحراستهم للكنائس يعلمها القاصي والداني. قال فضيلة المفتي: "وعلينا أن نحترس مِن هؤلاء بشدة، وأن نعمل على وقفهم؛ حماية لسلامة بلادنا ووحدتها السياسية والاجتماعية والدينية"! التعليق: مَن الذين يجب عليهم أن يحترسوا مِن هؤلاء بشدة؟! مَن الذين يجب أن يعملوا على "وقف السلفيين"؛ حمايةً لسلامة بلادنا ووحدتها السياسية والاجتماعية والدينية؟! الجواب: 1- إن كان فضيلته يقصد "المجلس العسكري" الذي يحكم البلاد؛ فكان على فضيلته أن يخاطبه مباشرةً مِن باب حرصه على مصلحة البلد، مع أن المجلس العسكري قد أثنى كثيرًا على السلفيين لتعاونهم معه -وما زالوا- في حفظ أمن البلاد. لدرجة أن المحلل السياسي الدكتور "عمار علي حسن" قال -حسب موقع الجزيرة نت في 21/4/2011-: "إن المجلس العسكري يأمل في استغلال السلفيين كقوة منظمة في المشهد الاجتماعي والسياسي؛ لضبط الشارع وعملية انتقال السلطة". 2- وإن كان يقصد الرأي العام المصري -الذي يتعاطف كثيرون منه مع السلفيين-؛ فكان الواجب على فضيلته أن ينشر هذا المقال في إحدى الصحف المصرية الناطقة بالعربية، والتي ذكر كثير منها أخبار تبرئة السلفيين واتهام غيرهم بتلك الجرائم، بدلاً مِن أن يلجأ إلى صحيفة أمريكية تؤثر على الرأي العام الأمريكي! "نحن يا فضيلة المفتي -ومعنا معظم المصريين- نرفض الوصاية الأمريكية". قال فضيلة المفتي: "إن من يُقـْدمون علي هذه الأفعال الشنيعة ما هم إلا وصوليون ومتطرفون لا علاقة لهم علي الإطلاق بتعاليم الإسلام العظيمة". التعليق: يصف فضيلة المفتي السلفيين بأنهم "وصوليون ومتطرفون لا علاقة لهم علي الإطلاق بتعاليم الإسلام العظيمة"! فهلا شققْتَ يا فضيلة المفتي.. عن قلوب هؤلاء الملايين حتى تتهمهم بهذه التهم الجزافية؟! في سلسلة مقالاته في "جريدة الأهرام المصرية" يتحدث فضيلة المفتي عن التعايش مع الآخر -أي الكفار مِن اليهود والنصارى وغيرهم-، وكنا ننتظر منه أن يعاملنا حتى بنفس الطريقة -ونحن مسلمون-! ألا يستحق السلفيون ما يستحقه اليهود والنصارى؟! أم أن السلفيين -عند فضيلة المفتي- غير مسلمين؟! وإن كان ذلك رأيه؛ فليأتنا بالدليل.. وهل وَصْفُهُ لهم بأنهم: "لا علاقة لهم علي الإطلاق بتعاليم الإسلام العظيم" يعني: تكفيرهم؟ نريد مِن صاحب الفضيلة توضيحًا. قال فضيلة المفتي: "وللأسف.. فمن يُقْدمون علي هذه الأفعال الهمجية ضد الشعب المصري ومؤسساته الثقافية، والدينية لا يهدفون ببساطة إلى إظهار مثالية الماضي، بل إلى عودة تامة إليه بكل تفاصيله وأدق خصائصه، ويشكل هذا الفكر الرجعي معضلة في حد ذاته، بل والأسوأ مِن هذا تصوير هذا الفكر على أنه مرجع يتعين علي جميع المسلمين التمسك به، أما مَن يرفضون هذا الفكر الرجعي فيعتبرونهم ضالين، ويشككون في عقيدتهم، وتتسبب هذه القوى في بث مشاعر الكراهية في المجتمع، وتعزل بعض شرائح المجتمع المسلم عن شرائحه الأخرى". التعليق: أين ذلك الواقع الذي يتحدث عنه فضيلة المفتي؟ في أي مدينة؟ وفي أي حي؟ ومَن هم هؤلاء الأشخاص؟! إن كان عنده أشخاص بتلك الصفات؛ فلْيُظهِرهُم لنا، أو حتى يبلغ عنهم الشرطة، ونحن سنساعده -إن شاء الله- في إصلاح هؤلاء المتطرفين. ونحن نطالب فضيلة المفتي بالموضوعية حيث إنه أستاذ جامعي، ولا بد أن تكون كل كلمة يكتبها مبنية على الدليل لا على الهوى، فالتهم الفضفاضة لأشخاص مجهولين ليست مِن البحث العلمي في شيء. وكان ينبغي على فضيلته أن ينزه لسانه وقلمه عن اتهام السلفيين -وهم قطاع عريض من المسلمين- اعترف هو في المقال بأنهم الأعلى صوتًا -بألفاظ كهذه-: 1- يهدفون إلي الرجوع للماضي بجميع تفاصيله، وأدق خصائصه. 2- الفكر الرجعي. 3- مَن يرفضون هذا الفكر الرجعي فيعتبرونهم ضالين، ويشككون في عقيدتهم. 4- وتتسبب هذه القوى في بث مشاعر الكراهية في المجتمع، وتعزل بعض شرائح المجتمع المسلم عن شرائحه الأخرى. ونقول لفضيلة المفتي: 1- إن السلفيين يهدفون إلي الرجوع إلى منهج الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، ولا يمنعهم ذلك مِن الأخذ بتطورات العصر الحديث ما دامت لا تتعارض مع هذا المنهج القويم. 2- إن الفكر الذي يحمله السلفيون ليس رجعيًّا كما يزعم فضيلة المفتي، بل هو منهج الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والصحابة -رضي الله عنهم-، ومنهج الأئمة الأربعة وغيرهم مِن أئمة الدين عبر العصور، وهذا المنهج يؤمن به "كثير مِن أساتذة جامعة الأزهر"، وغيرها مِن الجامعات المصرية، وكثير مِن المثقفين المصريين مِن أطباء ومهندسين ومدرسين وغيرهم. وما أظن أن مقالة فضيلتكم في الصحيفة الأمريكية ستُثْنِي هؤلاء -إن شاء الله- عن التمسك بدينهم، وما أظن الجيوش الأمريكية أو جيوش الناتو ستفلح في ذلك -إن شاء الله-. 3- نحن لا نشكك في عقيدة المسلمين، بل نحملهم على ظاهرهم، أما فضيلتكم فقد اتهمتم السلفيين، بأنهم "لا علاقة لهم علي الإطلاق بتعاليم الإسلام العظيم"! هكذا.. "لا علاقة لهم على الإطلاق"، فمَن الذي يشكك في عقيدة المسلمين: نحن أم أنت، أم كما يقولون: "رمتني بدائها وانسلت"؟! 4- أما اتهامكم للسلفيين بأنهم يتسببون في بث مشاعر الكراهية في المجتمع، فهذا افتراء لا دليل عليه، بل هم دائمًا حريصون على التأليف بين المسلمين وجمع كلمتهم على الكتاب والسنة مع عدم التفريط في شيء من ثوابت الدين، ويعاملون غير المسلمين وفق تعاليم دينهم، فلا يظلمونهم ، وفي نفس الوقت لا يقرونهم على الكفر، ولا يسعون لإرضائهم على حساب دينهم. قال فضيلة المفتي: "وعندما يعجز هذا المنظور المثالي للمجتمع -الذي يروج له مَن يسمون أنفسهم بالسلفيين- عن التبلور؛ تتجه الأمور إلي مزيد مِن الأصولية الخطرة. إن حقيقة أن الماضي الذي يسبغون عليه المثالية الكاملة هو مجرد نتاج لخيالهم، ومِن ثمَّ فهو بعيد المنال (لا يمكن لأحد تحقيقه) يتحول إلى محرك للأصولية التي يغذيها شعورهم بالإحباط، وهو حتمًا ما يصلون إليه. والنتيجة الأخرى لهذا الوضع هو: الانعزالية التي تقصي المرء عن محيطه مِن إخوانه المواطنين المتدينين، وبالتالي مِن الإنسانية كلها. فهؤلاء السلفيون يصبحون جزءًا مِن المشكلة بالنسبة للعالم، وليس إخوانًا علي الصراط المستقيم (طريق الله)، وهذا الفكر الذي يتبنونه لا مكان فيه للثقافة أو الحضارة ولا حتى لكرامة الإنسان، ويهدد هذا الانعزال بإشاعة روح مِن الشعور بالاضطهاد، ومنظور تجاه العالم تسوده نظريات المؤامرة، وتغيب عنه ـ تمامًا ـ قيم الإسلام العظيمة: كالحكمة والعقلانية". التعليق: يستمر فضيلة المفتي في التحذير مِن السلفيين، ويستعدي الأمريكان عليهم، ويستخدمهم كفزاعة للغرب؛ مثلما كما كان يفعل الرئيس المصري المخلوع "حسني مبارك"، فبهم -من وجهة نظر فضيلة المفتي- "تتجه الأمور إلى مزيد مِن الأصولية الخطرة "، ويتسببون في وجود "محرك للأصولية التي يغذيها شعورهم بالإحباط"، وهم "جزءٌ مِن المشكلة بالنسبة للعالم، وليسوا إخوانًا علي الصراط المستقيم"! وإن تعجب فعجبٌ تلك الاتهامات الباطلة التي يحزننا أن تصدر من مفتي الديار المصرية الذي يُنتظر منه أن يدافع عن المسلمين، لا أن يكيل لهم الاتهامات بلا دليل، تلك الاتهامات التي ما فتئ اليهود والصليبيون وأذنابهم في ديار الإسلام يتهمون بها دعاة الإسلام في كل مكان. وإن الماضي الذي يسبغ عليه السلفيون المثالية الكاملة ليس مجرد نتاج لخيالهم، بل هو منهج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وليس بعيد المنال، بل سيتحقق، فقد أخبرنا الصادق المصدوق -صلى الله عليه وآله وسلم- بأن الخلافة الراشدة ستعود على منهاج النبوة، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن حُذَيْفَةُ -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ-: (تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُبُوَّةٍ) ثُمَّ سَكَتَ. (رواه أحمد، وحسنه الألباني). أما حديث فضيلة المفتي عن انعزال السلفيين عن عموم الناس فأحسب أنه ليس له وجود إلا في مخيلة فضيلته، فالسلفيون -بفضل الله- موجودون بقوة داخل فئات المجتمع، وليس أدل على ذلك مِن تخوف العالمانيين مِن شعبيتهم الجارفة. ونسأل فضيلة المفتي عن قوله عن السلفيين: إنهم ليسوا "إخوانًا على الصراط المستقيم (طريق الله) "not fellow wayfarers on the path to God": هل معنى ذلك عنده أنهم ليسوا بمسلمين، أي: أنه يكَفّرُهم؟! قال فضيلة المفتي: "وتكمن خطورة هذا الفكر الرجعي في أن مكوناته المختلفة تعوق أدني إمكان للتطور، وتعتبر أي تغيير بدعة منكرة تستوجب اللعنة، ويحول هذا دون العمل على مواجهة مشكلات العالم مِن خلال تطوير مؤسساتنا وأممنا بطريقة ايجابية تتسق مع قيمنا الإسلامية. ومِن المحزن أن هذا الخليط الخطر مِن الانعزالية والمثالية بوسعه أن يغذي ـ أيضًا ـ شعورًا زائفًا مِن الثقة بالنفس، بل والغطرسة. وإجمالاً يمكننا القول: إن هذه المكونات تشكل معًا فوضى روحية هي آفة التطرف، ولا يمكن مواجهتها دون قاعدة إسلامية صحيحة، ويتعين علينا مقاومة هذا الفكر على الدوام مِن أجل مستقبل بلدنا ومِن أجل ديننا، ولتحقيق هذا يجب علينا العودة إلى قيمنا الصحيحة ومؤسساتنا الراسخة". التعليق: "فكر رجعي مكوناته المختلفة تعوق أدنى إمكان للتطور، وتعتبر أي تغيير بدعة منكرة تستوجب اللعنة". مرة أخرى اتهام بلا دليل.. ! إن الإسلام الذي يدعو السلفيون جميع المسلمين إلى الالتزام به هو الإسلام النقي المصَفَّى مِن الشركيات والبدع والخرافات، وهو لا يعوق التطور أبدًا، ولكنه يقف حائط صَدٍّ ضد أي محاولة لتمييع الشخصية المسلمة، أو اختراقها بالدعاوى الخداعة. ونسأل فضيلة المفتي: مَن الذي قال مِن السلفيين: إن "أي تغيير بدعة منكرة تستوجب اللعنة"؟! وأين يسكن بالضبط؟! فهذا افتراء، لا دليل عليه. إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ) (رواه مسلم)، والمقصود بها: البدعة في الدين. فالابتداع على قسمين: 1- ابتداع في العادات: كابتداع المخترعات الحديثة، وهذا مباح في ذاته؛ ما دام لا يشتمل على محرم، أو يؤدي إلى محرم؛ لأن الأصل في العادات الإباحة. 2- ابتداع في الدين: وهذا مُحرَّم؛ لأن الأصل فيه التوقيف. يا فضيلة المفتي.. كنا ننتظر مِن فضيلتكم هذه الوثبة عندما مُنِعت الأخت "كاميليا شحاتة" مِن "إشهار إسلامها في الأزهر الشريف"، وحُبست مع غيرها مِن المسلمات المحتجزات خلف قضبان الأديرة. يا فضيلة المفتي.. كنا ننتظر مِن فضيلتكم هذه الوثبة نصرةً للمسلمين الذين سبَّ دينَهم "وزير المالية السابق" النصراني "يوسف بطرس غالي"، أو دفاعًا عن الدكتور "عمر عبد الرحمن" -المدرس بجامعة الأزهر- المحتجز ـ ظلمًا ـ في سجون أمريكا، أو دفاعًا عن المسلمين المحتجزين ـ ظلمًا ـ في سجون جوانتانامو. يا فضيلة المفتي.. كنا ننتظر مِن فضيلتكم هذه الوثبة نصرةً للمسلمين في: فلسطين، والعراق، وأفغانستان. يا فضيلة المفتي.. كنا ننتظر مِن فضيلتكم هذه الوثبة للتدخل لدى الحكومة؛ لمنع ما يحدث عند الأضرحة مِن دعاء للأموات، واستغاثة بغير الله، وذبح لغير الله -سبحانه وتعالى-. يا فضيلة المفتي.. كنا ننتظر مِن فضيلتكم هذه الوثبة للتدخل لدى الحكومة؛ لمنع ما يحدث في الموالد مِن: عري، وغناء، وخمر، وميسر، ونوم الرجال بجوار النساء في المساجد. يا فضيلة المفتي.. كنا ننتظر مِن فضيلتكم هذه الوثبة ضد نوادي الليونز الماسونية التي حذر منها علماء الأزهر، ولكنا وجدناك تحتفل بعيد ميلادك مع أعضاء الليونز: رجالهم ونسائهم يوم الأحد، في يوم 8 مارس 2009. يا فضيلة المفتي.. إن كنت تستعدي أمريكا على السلفيين؛ فإنا نذَكّرُك بقول عبد الله ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ) قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- حِينَ قَالُوا: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا، وَقَالُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ) (صحيح البخاري). يا فضيلة المفتي.. نحن نحاكمك لشرع الله -سبحانه وتعالى-: أين البينة على تلك الافتراءات؟! فالبينة على المدَّعي. يا فضيلة المفتي.. نحن مولانا الله، أما الأمريكان الذين تستعديهم علينا فلا مولى لهم. يا فضيلة المفتي.. نذكرك بقول الله -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا) (الحج:38). يا فضيلة المفتي.. اتهمت الملايين مِن السلفيين ظلمًا، ولن نشكوك إلى أمريكا، ولكن سنشكوك لخالق السماوات والأرض؛ الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. يا فضيلة المفتي.. إن عاقبة الظلم وخيمة، فنذكرك -وأنفسنا وجميع المسلمين- بقول رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وآله وسلّم-: (اتقوا الظّلم، فإنّ الظّلم ظلمات يوم القيامة) (رواه مسلم). ونذكرك -وأنفسنا وجميع المسلمين- بقول الشاعر: أمـا والـلـه إنَّ الـظـُـلم شــؤمُ وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نـَمْـضِي وعـنـد الله تجتـمعُ الخصومُ ستعلمُ في الحساب إذا التقينا غدًا عند المَليكِ مَن المـلومُ ستـنـقـطـع الـلـذاذة عن أناس من الدنيا وتنـقطع الهـمـومُ يا فضيلة المفتي.. إن كانت مقالتك تلك رسالة استغاثة موجهة إلى الأمريكان؛ للاستقواء بهم على السلفيين في مصر، فإن ذلك لن يوقف المد السلفي، ولن ينعش المد الصوفي بعد الانحسار الذي شهده؛ بسبب انتشار السلفيين. وإن مقال فضيلتك.. ليذكرنا بالتقارير السابقة الموجهة لأمن الدولة، ولكنه هنا موجَّه لأمن الدولة في أمريكا. هل يريد فضيلة المفتي مِن أمريكا أن تتدخل؛ لتقوم بدور أمن الدولة في مصر تجاه السلفيين بعد أن ألغيت في مصر؟! أم يهدف مِن ذلك أن تقوم أمريكا بالضغط على المجلس العسكري؟! أم يهدف إلى ما هو أبعد من ذلك: طلب تدخل أمريكي مباشر في مرحلة لاحقة؟! في السابق كنا نرى استقواء النصارى والعالمانيين بأمريكا، والآن انضم إليهم الصوفية علمًا أن الصوفية كانوا ـ ولا زالوا ـ يمثلون النموذج الأمثل للمسلم مِن وجهة نظر المستعمر قديمًا وحديثًا. فالأمريكيون -بالطبع- يعجبهم النموذج الصوفي، فقد حضر "توماس رايلي" السفير الأمريكي في المغرب يوم 14 أبريل 2006 عيد المولد النبوي الشريف الذي أحيَتْه الطريقة القادرية. وشارك السفير الأمريكي في مصر "فرانسيس ريتشارد دوني" أهالي مدينة طنطا احتفالاتهم بـ"مولد السيد البدوي"؛ اتباعًا لعادة استَنَّها منذ وصوله إلي مصر، بل إنه حرص على لقاء شيخ مشايخ الطرق الصوفية الشيخ "حسن الشناوي" في أحد سرادقات الطرق الصوفية، قبل أن يذهب برفقة محافظ الغربية الأسبق مترجِّلاً وسط الجموع، إلى سرادق مشيخة عموم السادة الجازولية الحسينية، حيث حضر إحدى حلقات الذكر ليشارك الحضور أذكارهم علي نغمات الدف ومع التهليل وهو جالس على الأرض، ولاحظ المراقبون إصرار السفير على حضور معظم احتفالات المولد! نسأل الله أن يجعلنا مفاتيحا للخير مغاليقا للشر، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن اللهم آمين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) راجع فتوى الشيخ "عطية صقر" عن الماسونية وموقف الدين منها، حيث ذكر فيها أنه كان للماسونية محافل وجمعيات في مصر، صدر قرار وزارة الشئون الاجتماعية بحلها في 18/4/1964. www.salafvoice.com موقع صوت السلف
  2. كتبه/ سيد عبد الهادي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فإن حملات الوقيعة بيْن جماعة "الإخوان المسلمين" و"التيار السلفي" تتزايد حدتها؛ لضرب الصحوة الإسلامية ككل، فتسقط في أعين الناس، ويكون المستفيدون هم أعداء الإسلام، مِن: النصارى، والعلمانيين؛ فهل مِن متبصر؟! النزغ والتحريش: قال الله -تعالى-: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) (الإسراء:53)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ) (رواه مسلم). إن مقال "جريدة الشروق" ليس إلا مثالاً واضحًا لهذه المحاولات الدنيئة للوقيعة بين التيارات الإسلامية، وللأسف.. انزلق بعض الأفاضل في هذا الأمر، وتوالت الاتهامات بين أكبر فصيلين في الدعوة الإسلامية، لا أقول في مصر فقط بل في العالم الإسلامي كله بدون مبالغة! فما ستكون النتيجة؟! النتيجة -ببساطة شديدة- ستكون انفضاض المسلمين عن كلا الطرفين؛ لأن العقلية البسيطة لعوام الناس لا تستطيع أن تفرِّق بيْن محاسن ومساوئ المناهج، وعندهم أن هذه الجماعات إذا كانت مختلفة ومتناحرة؛ فكلها على باطل، وهذا ما يسعى إليه أعداء الصحوة؛ لنسف الرصيد الكبير الذي حصل عليه "التيار الإسلامي" أثناء وبعد الثورة، سواء مَن شارك فيها أو مَن لم يشارك؛ فينفض الناس عن الإسلاميين، وعندها سيكون تحالف "النصارى والعلمانيين" هو الفريق الفائز. أسلوب خبيث ورد بديع: يلجأ الشيوعيون الملاحدة إلى إبطال الدين بإظهار الخلافات بيْن الأديان؛ فلا يبصر الناس مسألة اتفاق الأديان على وجود إله. ويلجأ النصارى إلى إظهار الخلافات بيْن السنة والشيعة والمعتزلة والصوفية؛ لإبطال دين الإسلام؛ فينخدع السذج، ولا يبصرون اتفاقهم على مسألة الوحدانية وعبودية عيسى -عليه السلام-. وكذلك يلجأ العلمانيون إلى إظهار الخلافات بيْن الجماعات الإسلامية؛ لينفروا عنهم الناس، فلا يبصرون اتفاقهم على مسألة تحكيم الشريعة وإقامة الدين. ولذلك عندما كان شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يرد على النصارى في كتابه الماتع: "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح"، كان -رحمه الله- يرد على شبهاتهم مبيِّنًا أن كل الفرق الإسلامية السنية منها والمبتدعة تخالفهم؛ فلم يكن يرد بلسان أهل السنة فقط، بل بلسان أهل الإسلام جميعًا، وهذا هو المطلوب. ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا: جميع أبناء الصحوة الإسلامية يوقنون أن ما يجمعهم مِن الإسلام، والإيمان، والدعوة إلى الله -عز وجل-، والرغبة في الحياة على منهج الإسلام، والموت في سبيله نصرة للدين.. كل ذلك أكبر بكثير جدًا مِن الخلافات، سواء في المنهج أو التطبيق، لاسيما في حالة أمتنا الآن.. فنحن في مفترق طرق، إما أن تعلو في بلادنا راية الإسلام أو تنكس -عياذًا بالله تعالى-، والأعداء متربصون وهم كُُثر -والله- في الداخل وفي الخارج؛ فهل تتضافر جهودنا؛ لنصرة الإسلام بدلاً من التناحر؟! مآخذ على الطرفين: يؤخذ على التيارين الإسلاميين بعض أمور: 1- سوء الظن: قال الله -تعالى-: (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) (الحجرات:12)، لا يصح بحال مِن الأحوال أن يظن المسلم بأخيه شرًا أو أنه ينتوي له السوء. فلا يُقبل مِن الإخوان الطعن في السلفيين بأنهم عملاء للأمة والأنظمة الفاسدة، فإن الدعوة السلفية تتبرأ إلى الله -عز وجل- مِن أن يكون هؤلاء الذين ينبذون شرع الله -عز وجل- ولاة أمور، وقد أنكروا على مَن يدعي الانتساب إلى السلفية، ويقول بذلك، وهم ذاقوا ويلات الاعتقال والتعذيب مثلكم، وإنما كان الاتجاه السلمي وعدم الاصطدام بالسلطات الغاشمة أو وجود أمور صحيحة شرعًا عند هؤلاء الظالمين في تحقيقها مصلحة للمسلمين.. مثل هذه الأمور ظن البعض أنها عمالة، ونحن نجزم بوجود مثلها عند الإخوان سواء في ترتيب بعض المظاهرات أو انتخابات مجلس الشعب 2005م. والأصل في ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلح الحديبية: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا) (رواه البخاري). وأما الأساليب التي كان يتخذها "جهاز أمن الدولة" في إحداث الوقيعة فمعروفة، بل لقد استخدموها للتفرقة بيْن أبناء الدعوة والجماعة الواحدة، والعجب أن البعض يصدقهم، ويكذب العلماء والصالحين! ولا يصح بحال مِن الأحوال أن يصدق السلفيون أن الإخوان سوف يقضون عليهم إذا تمكنوا، وأنهم سيكونون أشد عليهم من الظالمين؛ فإننا نعتقد أن إخواننا في جماعة الإخوان المسلمين عندهم مِن الدين والورع ما يجعلهم لا يفكرون في ذلك؛ فضلاً عن تنفيذه. 2- الانشغال عن العدو الحقيقي: نزاع الأقران حقيقة لا مناص منها، فإن تنافس السلفيون والإخوان في الساحة الدعوية ينشأ عنه بعض التباغض والتحاسد المنهي عنه شرعًا، وهذا ـ للأسف ـ يشغل الفريقين كثيرًا عما يُحاك من المؤامرات للإسلام عامة وللصحوة خاصة، فالأعداء الحقيقيون هم مَن يسعى إلى علمنة مصر أو تنصيرها، فضلاً عن اليهود والأمريكان المتربصون بنا في الخارج، فهل ننتبه؟! 3- عدم توحيد الجهود: واقعيًا نحن نستبعد توحيد الجماعات الإسلامية في جماعة واحدة؛ نظرًا لاختلاف المناهج والرؤى، ولكن هذا لا يعني: عدم توحيد الجهود، واستثمار التنوع الدعوي والحركي للجميع، بمعنى أن هناك قضايا تمس جوهر الإسلام، وتهدد كيانه في مصر، مثل: "إلغاء المادة الثانية من الدستور"، فلابد أن يكون جميع الجماعات الإسلامية على كلمة واحدة في هذه القضية. وأما التنوع الحركي فنعني به: أن يحدث نوع مِن التكامل في النشاطات، فبعض الجماعات يهتم بالعمل الاجتماعي، والبعض بالتعليم والإفتاء، والبعض بقضايا سياسية؛ فلابد من استغلال هذا التنوع؛ ليصب في مصلحة الإسلام والمسلمين، وهذا قد يتأتى بوجود هيئة لعلماء الصحوة من جميع الاتجاهات تنسق هذه الجهود؛ لعلها تكون نواة لتوحيد المنهج لاحقًا. كلمة إلى رجال الإعلام: يا رجال الإعلام.. اتقوا الله في إسلامكم، وفي بلدكم؛ فإن الكلمة سلاح خطير أشد من السحر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ مِنْ الْبَيَانِ لَسِحْرًا) (رواه البخاري)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ؛ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ يُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ.. ) ثم سأل عن ذلك؟ فقيل له: "الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ، يَكْذِبُ بِالْكَذْبَةِ تُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (رواه البخاري). فلا تكونوا عملاء لأهل الباطل مِن: علمانيين، ونصارى، وشيعة، وكونوا عونًا لأهل الحق
  3. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ نعم للتعديلات الدستورية؛ لتثبيت المادة التي تقول: "إن الإسلام هو دين الدولة الرسمي". نعم للتعديلات الدستورية؛ لتثبيت أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع. نعم للتعديلات الدستورية؛ لمنع مزدوج الجنسية مِن قيادة البلاد في وقت تتربص فيه دول العالم بنا، وتريد أن تقودنا عن طريق وكلائها. نعم للتعديلات الدستورية التي نزعت مِن الرئيس أهم ما يغرى حكام زماننا بالطغيان؛ وهو طول فترة حكمهم. نعم للتعديلات الدستورية؛ ليتفرغ الجيش لحماية الحدود، ونسارع بعجلة العودة إلى الحياة الطبيعية. ولنعود فندعو قومَنا إلى مزيدٍ مِن العودة نحو الإسلام؛ حكامًا ومحكومين. إخواننا: التعديلات الدستورية خطوة على الطريق الصحيح نخشى إن ضاعت؛ أن يلتف أعداء الأمة عليها، ويقفزوا فوق مكتسبات أبنائها المخلصين؛ لذلك تدعوكم الدعوة السلفية جميعًا إلى المشاركة في الاستفتاء "السبت 19-3-2011"، والتصويت: بـ (نعم) على التعديلات الدستورية. نسخة منسقة للمساجد وللطباعة
  4. كتبه/ ياسر برهامي الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران:26-27). كم ظن ملوك أن ملكهم لا يزول.. ! وكم قال قائل مقسمًا: "ما لنا من زوال"! (أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ) (إبراهيم:44) وكم دعا مظلومون: "ربنا إنا مَغْلُوبٌون فَانْتَصِرْ"، وطال انتظارهم وعند الله إجابة دعوتهم: (قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (يونس:89). أقول لأمتي، وأقول لأخوتي: الآن بدأ العمل فلا تظنوا أنه قد انتهى، الأيام القادمة محنة مِن نوع جديد، تحتاج إلى استقامة على طريق الحق؛ استقامة في الباطن، واستقامة في الظاهر. تحتاج إلى حذر مِن الجهل وعدم العلم، ومِن اتباع سبيل الجهال الذين لا يعلمون، فضلاً عن المنافقين أعداء الدين الذين يريدون تضييع هوية أمتنا الإسلامية (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:4). تحتاج إلى صدق مع الله -تعالى- في الأقوال والأعمال والأحوال. تحتاج إلى إخلاص وتجرد لإرادة وجه الله والدار الآخرة ونسيان حظ النفس. تحتاج إلى ثبات على المنهج. تحتاج إلى ذكر كثير لله -تعالى- بتلاوة آياته في الصلاة وخارجها، واتباع أوامره ونواهيه، فالأوامر والنواهي هي مِن ذكر الله، وليس الذكر فقط التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وقراءة القرآن -وأعظم أمر أمر الله به التوحيد، وأشد ما نهى الله عنه هو الشرك-، وهذا الذكر سبب الفلاح. تحتاج إلى مزيد مِن طاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- علمًا وعملا ودعوة وصبرًا. تحتاج إلى ترك التنازع والاختلاف الناشئ عن هوى النفوس وإرادات الدنيا، ورد ما كان من نزاع إلى منبع الهدى ومصدر النور المتلقى مِن فم الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- في مسائل الإيمان والاعتقاد، وفي مسائل الأحكام في العبادات والمعاملات، وفي مسائل أحوال القلوب والأخلاق (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) (النساء:59)، فبهذا مع الصدق والإخلاص يزول النزاع أو على الأقل يظل محصورًا في دائرة محدودة يبقى معها الحب والود؛ وإلا فالبديل هو الفشل. تحتاج إلى صبر على الطاعات، وصبر عن المعاصي، وصبر على البلاء. تحتاج إلى تخلص مِن أمراض الكبر والعجب والبطر واحتقار الناس وازدرائهم، والرياء والسمعة التي تجلب القسوة والغفلة، كما كان دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ والقَسْوَةِ والغَفْلَةِ والعَيْلَةِ والذِّلَّةِ والمَسْكَنَةِ وأعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ والكُفْرِ والفُسُوقِ والشِّقاقِ والنِّفاقِ والسُّمْعَةِ والرِّياءِ وأعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ والبَكَمِ والجُنُونِ والجُذامِ والبَرَضِ وَسَيِّىءِ الأَسْقامِ) (رواه ابن حبان والحاكم، وصححه الألباني). نتأمل كيف استعاذ -صلى الله عليه وسلم- بالله مِن الأمراض القلبية قبل الأمراض البدنية؛ لأنها تفتك بالقلوب التي يحصل بوجود الإيمان فيها السعادة الأبدية، وإذا خلى منها أو نقص حلت جميع هذه الأمراض والأسقام. تحتاج للحذر مِن أي صورة للصد عن سبيل الله، فلقد رأينا عاقبة من صد عن سبيل الله، ولا يزال يوجد من يصد عن سبيل الله، فالأعداء متربصون؛ وربما زاد صدهم عن سبيل الله لمواجهة الروح الجديدة التي انبعثت في الأمة فلنجعل منهاج عملنا مِن قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ . وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (الأنفال:45-47). أمتي الحبيبة، وإخوتي الأحباء: طويت صفحة وبدأت صفحة جديدة ومهام عديدة، وأحمال ثقيلة، وأمانة شديدة أعرضت عنها السموات والأرض والجبال. فاللهم أعِنّا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك شكَّارين، لك ذاكرين، لك رهابين، لك طائعين، إليك مخبتين، إليك أواهين منيبين. ربنا تقبّل توبتنا، واغسل حوبتنا، وأجب دعوتنا، وثبّت حجَّتنا، واهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة صدورنا. www.salafvoice.com موقع صوت السلف
  5. تَحُثُّ الدعوةُ السلفيةُ جموعَ الشعب المِصريِّ عامَّة- وأبناءَها خاصَّة -على المشاركة والتصويت بالموافقة على التعديلات الدستورية المطروحة للاستفتاء بتاريخ ١٤ ربيع الثاني ١٤٣٢ هجرية، الموافق: ١٩ مارس ٢٠١١ ميلادية. وذلك بناءً على أنَّ في هذه المشاركة الإيجابية إعمالًا لِمَا تَقَرَّرَ في الشرع الشريف مِن السَّعي في تحصيل المصالح وتقليل المفاسد قدر الإمكان. واللهُ مِن وراء القصد. وإنَّ الدعوةَ السلفيةَ رغم يقينها بأنَّ الإصلاحَ الحقيقيَّ هو في الالتزام الكامل بشرع الله المتضمِّنِ لكل خير والناهي عن كل شر- تبني موقفَها مِن التعديلات الدستورية المطروحة للاستفتاء (في يَوْمِ السبت: 14 ربيع الثاني 1432هـ، المُوَافِق: 19 مارس 2011م) على النقاط الآتية: 1- تضمنت التعديلاتُ إيجابيةً كبرى في عدم التعرض للمادة الثانية مِن الدُّستور -التي تَنُصُّ على أنَّ دين الدولة هو الإسلام، وعلى مرجعية الشريعة الإسلامية- رغم وجود أصواتٍ عِدَّةٍ منذ بداية الثورة لتعديلها، ولا نشك أنَّ حملةَ الدعوة لعدم المساس بها كان لها كبيرُ الأثر في عدم التعرض لها. وإنْ كُنَّا نُنبِّه إلى أنَّ إضافةَ المادة (189 مكرر) الخاصَّة بإعداد مشروعِ دُستورٍ جديدٍ مِن خلال جمعية تأسيسية منتخَبة مِن أعضاء مجلسَي الشعب والشورى المنتخَبَيْنِ- قد يُطرَح مِن خلالها تعديلُ هذه المادة، ومِن أجل ذلك كان تحفظُنا عليها؛ فإننا نعلن استمرارَ حملة التوعية بحقيقة التعديلات التي يُطالِب بها البعضُ مِن إلغاء هذه المادة؛ بما يجعل الشريعةَ الإسلاميةَ في المرتبة الأخيرة كمصدرٍ للتشريع، أو تعديلِها؛ حيث يجعلها مساويةً لغيرها مِن مصادرِ تشريعٍ أخرى، وكُلُّ هذا يتعارض مع عقيدة كُلِّ مسلم المأخوذةِ مِن القرآن الكريم: (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ) (يوسف:40)، (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50). 2- تضمنت التعديلاتُ إيجابيةً عظيمةً في إلغاء المادة (179) الخاصَّة بمكافحة الإرهاب، والتي كانت سَيفًا مُصْلَتًا على العمل الإسلامي برُمَّته. 3- تضمنت التعديلاتُ تحديدَ مُدَّةِ حكمِ رئيس الجمهورية بمُدَّتَيْنِ رِئاسيَّتَيْنِ؛ كل منهما أربع سنوات، ولا شك أنَّ هذا يُعَدُّ -في ظل الظروف الراهنة وموازينِ القُوَى الداخلية والإقليمية والعالمية- نقطةً إيجابيةً نسبيًّا؛ أي بالنسبة للوضع السابق الذي كان يَسمح باستمرار السُّلطة إلى مُدةٍ غيرِ مُحَدَّدة؛ مما يؤدي إلى تسلُّط الطُّغاة والظَّلَمة وجَمْعِ كُلِّ الصلاحيات والسُّلُطات في أيدي حَفْنَةٍ مِن أتباعهم يتمكنون بها مِن أنواعٍ مِن الفساد لا يحصيها إلا الله، هذا رغم عِلْمنا أنَّ نظامَ الحُكم الإسلامي لا يُحَدِّد مُدَّةً مُعَيَّنةً للخَليفة، لكنَّ هذا النِّظامَ القائمَ ليس نظامًا لخِلافةٍ إسلاميةٍ حتى يُطالِبَنا البعضُ بتطبيق الأحكام الشرعية الخاصَّة بالخِلافة عليه، بل هو نِظامٌ رئاسيٌّ جُمْهوريٌّ؛ هو المُتاح المُمْكِن حاليًا، وإن لم يَكُنْ هو المطلوبَ شَرعًا. 4- تضمنت التعديلاتُ نقاطًا إيجابيةً في مسائل الإشرافِ القضائيِّ على الانتخابات لضمان نَزَاهتها، واختصاصِ المحكمةِ الدُّستوريةِ العُليا بالفصل في صِحَّةِ عُضوية أعضاء مجلس الشعب، وإلزامِ رئيس الدَّولة بتعيين نائبٍ له, ولزومِ عَرْضِ إعلانِ الرئيس حالةَ الطوارئ على مجلس الشعب خلال سبعة أيام، وعدمِ تَجاوُزِ مُدَّةِ حالة الطوارئ سبعةَ أَشهُرٍ إلا باستفتاءٍ شَعبيٍّ, وجُملةٍ مِن إجراءاتٍ تَسمح بالترشُّح لرئاسة الجمهورية للمُستَقِلِّينَ, وهي وإنْ كانت لا تَنُصُّ على الشروط الشرعية المعتبَرةِ في هذه الأمانة العظيمة إلا أنها -نِسبةً إلى الوضع السابق- أفضلُ بكثير مِن استمرارِ الطُّغاة وأعوانِهم في احتكار السُّلطة. لِكُلِّ ما سبق تَطلُب الدعوةُ السلفيةُ مِن جُموع الشعب المِصريِّ عامَّةً وأبناءِ الدعوة خاصَّةً المشاركةَ في هذا الاستفتاء؛ كخَطوة أُولَى نحوَ مشاركة سياسية فعَّالةٍ وإيجابية. ونرى أنَّ إيجابياتِ التعديلات أكبرُ مِن سلبياتها؛ فنرى الموافقةَ عليها مع تَحَفُّظِنا على أيِّ احتمالٍ لتغيير المادة الثانية في المستقبَل مِن قِبَل "الجمعية التأسيسية" التي ستُنتَخَب, وأما بالنسبة إلى باقي أَوْجُه المشاركة السياسية؛ فلا تزال مطروحةً للبحث والمُشاوَرة بَيْنَ أهل العِلم والدُّعاة. نسأل الله أنْ يُوَفِّقَنا لِمَا يُحِب ويَرضى, وأنْ يُهَيِّئَ لأُمَّتنا أمرَ رُشدٍ؛ يُعَزُّ فيه أهلُ طاعته، ويُهْدَى فيه أهلُ معصيته، ويُؤمَرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المنكَر, وأنْ يُوَلِّيَ أمورَنا خيارَنا، ولا يُوَلِّيَ أمورَنا شِرارَنا, وأنْ يَجعلَ وِلايتَنا فيمن خافه واتَّقاه. الدعوة السلفية بالإسكندرية 1 ربيع الثاني 1432هـ، الموافق: 6 مارس 2011م موقع صوت السلف
  6. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد قال الله –تعالى-: (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) (الحج:60)، وقال ـ عز وجل-: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ . الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ) (الحج:39-40). فقد تواتر إلينا أخبار ما يفعله طاغية ليبيا "القذافي" بشعبه مِن أعمال قتل جماعي، وإبادة دون رحمة للعزل، واستئجار المرتزقة لقتل أبناء أمته الثائرين على ظلمه وغشمه وجوره. فضلاً عما سبق مِن كفريات عديدة عبر سِنِي حكمه الجائر؛ بادعاء النبوة والرسالة، وطلب حذف ألفاظ مِن "القرآن الكريم"! وتقديس "الكتاب الأخضر" المليء بالضلالات، وحكم بغير ما أنزل الله على جهة التشريع العام، وصده عن سبيل الله -تعالى- طوال مدة حكمه. وقد سبق لعدد مِن أهل العلم تكفيره عينًا مما يقطع معه بانعدام ولايته شرعًا، ووجوب عزله، وإقامة صالح مكانه ـ ولو بشهر الأسلحة ونصب الحروب ـ؛ إذ بعد ما حدث لا يتصور أن يكون بقاؤه في الحكم إلا سببًا لإبادة شعبه، والانتقام مِن معارضيه، وتدمير البلاد بأسرها، فلا أفسد من ذلك. وقد قال الجويني -رحمه الله- كما في صحيح مسلم بشرح النووي: "وَإِذَا جَارَ وَالِي الْوَقْت، وَظَهَرَ ظُلْمُهُ وَغَشْمُهُ، وَلَمْ يَنْزَجِر حِين زُجِرَ عَنْ سُوء صَنِيعه بِالْقَوْلِ، فَلأَهْلِ الْحَلِّ وَالْعَقْد التَّوَاطُؤ عَلَى خَلْعه؛ وَلَوْ بِشَهْرِ الأَسْلِحَة وَنَصْبِ الْحُرُوب. هَذَا كَلامُ إِمَام الْحَرَمَيْنِ. وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ مِنْ خَلْعه غَرِيب، وَمَعَ هَذَا فَهُوَ مَحْمُول عَلَى مَا إِذَا لَمْ يُخَفْ مِنْهُ إِثَارَة مَفْسَدَة أَعْظَم مِنْهُ" شرح النووي على صحيح مسلم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وقد تكلمت على قتال الأئمة في غير هذا الموضع. وجماع ذلك داخل في "القاعدة العامة": فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت؛ فإنه يجب ترجيح الراجح منها فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد وتعارضت المصالح والمفاسد. فإن الأمر والنهي وإن كان متضمنًا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر في المعارض له فإن كان الذي يفوت مِن المصالح أو يحصل مِن المفاسد أكثر؛ لم يكن مأمورًا به، بل يكون محرمًا ـ إذا كانت مفسدته أكثر مِن مصلحته ـ، لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة. فمتى قدر الإنسان على اتباع النصوص؛ لم يعدل عنها ، وإلا اجتهد برأيه لمعرفة الأشباه والنظائر، وقل إن تعوز النصوص مَن يكون خبيرًا بها، وبدلالتها على الأحكام ، وعلى هذا ؛ إذا كان الشخص أو الطائفة جامعين بيْن معروف ومنكر بحيث لا يفرقون بينهما؛ بل إما أن يفعلوهما جميعًا؛ أو يتركوها جميعًا؛ لم يجز أن يؤمروا بمعروف ولا أن ينهوا عن منكر، بل ينظر، فإن كان المعروف أكثر؛ أمر به ـ وإن استلزم ما هو دونه من المنكرـ، ولم ينه عن منكر يستلزم تفويت معروف أعظم منه؛ بل يكون النهي حينئذ من باب الصد عن سبيل الله، والسعي في زوال طاعته وطاعة رسوله، وزوال فعل الحسنات، وإن كان المنكر أغلب ؛ نهى عنه ـ وإن استلزم فوات ما هو دونه من المعروف ـ، ويكون الأمر بذلك المعروف ـ المستلزم للمنكر الزائد عليه ـ أمرًا بمنكر، وسعيًا في معصية الله ورسوله. وإن تكافأ المعروف والمنكر المتلازمان ؛ لم يؤمر بهما ولم ينه عنهما، فتارة يصلح الأمر؛ وتارة يصلح النهي؛ وتارة لا يصلح لا أمر ولا نهي حيث كان المعروف والمنكر متلازمين؛ وذلك في الأمور المعينة الواقعة" انتهى. فنحن نؤكد لأهل ليبيا لزوم التواطؤ على إسقاط نظامه الظالم الفاسد المجرم الملوثة يداه بدماء المسلمين الأبرياء، ومحاربة الدين وأهله. ونبرأ إلى الله - تعالى- ممن يتكلم باسم "السلفية" ـ و"منهج السلف" في هذه المسألة منه بريء ـ ممن يُـلزم بطاعة "هذا الطاغوت"، ويحرِّم الخروج عليه، ويجوِّز له قتل شعبه وأمته! نسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين آمنة مطمئنة رخاء، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه مِن الحق بإذنك، إنك أنتتهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. من موقع صوت السلف
  7. منقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بقلم :شجن الورد أخي العزيز أختي العزيزة: نعلم أناو أنتم فضل الدعوة الى الله قديما: كنا نتمنى الدعوة الى الله ولكن......صعوبة الطريق . والآن : أصبح العالم بين أيدينا<< ونستطيع أن نقوم بالدعوة الى الله في اي وقت ,,ومن اي مكان .. وقفة: فهل ياأخي العزيز وأختي العزيزة: قمنا بشكرالله اولا على نعمة الانترنت ثم تدبرنا تلك النعمة والتى لايمتلكها البعض منا ,ثم قمنا بتسخيرها في مرضاة الله ,والكف عما حرم الله. قال رسول الله : "بلـّغوا عني ولو آية". صحح نيتك لحظة: أخي الغالي أختي الغالية: تأمل ماسأكتبه ,,,,,ثم قم بتنفيذ ذلك أذا تيسر لك . دعوة: 1/قم بالآشتراك ب10أو12منتدى .....زادت أونقصت . 2/ثم أخترفي كل يوم أحد المواضيع الإسلامية . 3/وقم بنشرها في جميع المنتديات المشترك فيها في القسم الإسلامي. 4/قم بهذا العمل في كل يوم ...وسوف يكون لك في كل موضوع جديد ...وبهذا ستكون داعية الى الله. قف: أخي الغالي أختي الغالية: أنا لاأرغمك أن تزور جميع الآقسام في المنتدى فقط أبرز مجهودك في القسم الآسلامي. لاتتردد فسوف يعينك الله : وأنت لاتدري لعل الله ينفع ويهدي بتلك المواضيع خلق كثير فلاتحرم نفسك من الآجر. أنت الآن على الآرض وغدا تحت الآرض ولن ينفعك الا عملك الصالح . ملاحظة "أنشروها في كل المنتديات ليعم الخير الجميع "
  8. كتبه/ عبد المنعم الشحات الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فيتفق الكثير في مجتمعاتنا على أن "اصطلاح الثقافة" شيء حسن، وأن كلمة مثقف كلمة مدح وثناء، ولكنهم يختلفون بعدها اختلافًا كبيرًا.. فيمن يستحق أن يُخلع عليه ذلك اللقب. فمِن ظان أن كلمة مثقف تعني: مَن حصل على تعليم جامعي، وربما متوسط، وأظن أن هذه مِن موروثات مرحلة كانت الأمية فيها منتشرة إلى حد كبير، ومَن يحصل على أي درجة مِن التعليم يصير هو المتعلم والمثقف والسياسي، وغيرها مِن المهام التي تتطلب معرفة. أما المتعلمون أنفسهم فينتشر بينهم تعريف للمثقف أنه هو: مَن يعلم شيئًا عن كل شيء، ومِن ثمَّ عندما يتناقش الأطباء في الطب فإنهم يصفون الحاذق فيهم: بالكفء أو المتخصص أو غيرها.. بينما إذا تحدث فيهم أحدهم عن الدين أو السياسة عدوا هذا مِن ضروب الثقافة. ومِن ثمَّ فإن مفهوم الثقافة عند المتعلمين "الذين يُوصفون مِن قِبَل الجمهور بأنهم مثقفون" تعني: تنوع اهتمامات المعرفة وعدم قصرها على جانب التخصص حتى لو كانت في جانب واحد، فيقولون مثلاً: "فلان عنده ثقافة دينية، والآخر عنده ثقافة سياسية، ونحو ذلك.. ". بينما يستعمل الغرب كلمة: "culutr"؛ ليعبر بها عن المبادئ العامة السائدة في مجتمع ما فهي تمثل قدرًا مِن المعرفة الضرورية لكل أفراد هذا المجتمع بغض النظر عن موقعه فيه، وعن مجال تخصصه الأصلي. وهي بذلك تقترب مِن المعنى المُعبَّر عنه بالثقافة في الاستعمال الدارج في بلادنا، ولكنها مقيدة بأنها "ثقافة الأمة" ككل. وأما منتجي هذه الثقافة: فهم أرفع درجة عند الغرب مِن أن يُسموا مثقفين؛ لأنهم هم مصدر هذه الثقافة، وغالبًا ما يطلق عليهم وصف: "فلاسفة" أو "مفكرين". ثم تكوَّن أن مَن يُساهم في تنمية الوعي الجماهيري بهذه المُسلَّمات يُسمى: مثقفًا، وهي تشمل الأدباء والشعراء والروائيين، والعاملين في صناعة السينما والمسرح، ونحوها مِن المجالات.. وبيْن هؤلاء وهؤلاء طبقة الساسة، وهي: الطبقة المعنية بشئون الحكم على كافة مستوياته، وإن كانوا ملزمين فيما يدلون مِن أطروحات بالثقافة العامة للأمة. وإذا علم ذلك فإن الثقافة العامة لأوروبا في العصر الحديث -ما بعد الثورة الفرنسية- تقوم على دعائم أساسية، منها: - "العالمانية"، أي: فصل الدين عن الدولة. - الحرية المطلقة أو المقيدة فقط بحريات الآخرين، والغير مقيدة بقيود الدين أو العرف، ومِن فروعها: الحرية الجنسية، وحرية التملك. - سيادة الرجل الأبيض وتفوقه على العالم، وضرورة فرض تجاربه الحضارية (العولمة)، وإلا تسببت الشعوب الأخرى الهمجية مِن وجهة نظره في هدم منجزاته الحضارية. وهذه الأفكار نتاج مجهود لفلاسفة ثم تداولها المثقفون على "الميديا" الإعلامية، وعمل الساسة في مظلتها يختلفون ويبحثون عن الحلول لمشاكل الحكم دون الإخلال بهذه الثوابت، ومِن ثمَّ مثلت هذه الثقافة الدستور الغير مكتوب لبعض الدول، كما تمت صياغتها لتصبح معظم الدساتير الأوروبية متضمنة لمبادئ هذه الثقافة. أما نحن فلنا ثقافتنا.. مرجعيتنا العليا الإسلام، وليس نتاج الفلاسفة. ثقافتنا.. تقول: إن الله هو المشرع (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ) (يوسف:40). تقافتنا.. تقول: (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) (يونس:65). وتقول: "كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين، فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله". ثقافتنا.. تقول: (أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلا بِالتَّقْوَى)(رواه أحمد، وصححه الألباني). ثقافتنا.. تقول بوجوب نشرها بين الناس دينًا؛ مَن دخل فيه من أي جنس صار واحدًا مِن أبنائه، بل إن استطاع صار مِن قادته. ثقافتنا.. تقول: إن أبرز حَمَلة السنة "البخاري"، لم يكن مِن العرب. ثقافتنا.. تقول بالحرية؛ إلا مِن القيود الشرعية التي قيدت الحرية بما لا يضر الإنسان نفسه ولا مجتمعه في دينه ودنياه وأخراه. تقافتنا العربية تقول: "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"، وهو مثل يُسقِط كل أصحاب صناعة السينما، ويصنفهم -وفق ثقافتنا- في مصاف العبيد. ومع هذا خلع الإعلام "لقب المثقفين" على مَن يؤمن بثقافة الغير، ويكفر بثقافتنا، وأنقل لك فقرة قرأتها في أحد المنتديات الشبابية، يقول صاحبها -جزاه الله خيرًا-: "والأزمة التي تعيشها الأمة الإسلامية منذ عصر الغزو الفكري تتمثل في اختطاف فئة غربية المشارب زمام المبادرة مدعومة مِن الاحتلال أثناء وجوده وبعد رحليه، وإلى يومنا هذا.. ومِن هؤلاء مَن يسمون أنفسهم بالمثقفين". بدأ غسيل مخ المصريين منذ عصر الخديوية -وربما قبل ذلك-، وكان مِن ضمن أركانه تقديم الفكر الإسلامي على أنه فكر رجعي ومتخلف، ولا يناسب الواقع. ونشأت أجيال.. وأجيال.. تظن أن الثقافة هي: أن تعرف مَن ألـَّف الرواية الفلانية في الأدب العالمي؟ هل هو تولوستوي أم شكسبير أم ساجان؟! - ومَن هو صاحب المقطوعة الموسيقية العلانية في الموسيقى الكلاسيكية: هل هو شوبان أم باخ، أم بيتهوفن أم موتزارت؟! - ومَن رسم اللوحة المشهورة التي تُقدَّر الآن بمئات الملايين: هل هو بيكاسو أم جوخ؟! - وما هي آراء الفلاسفة: كونفيشيوس، وبوذا، وأفلاطون، وأرسطو، وزينون، ونيتشه، وماركس، وسارتر.. في الحياة؟! بمعنى آخر: احترام كل الثقافات الغربية والشرقية في الفكر الإنساني فيما عدا الفكر الإسلامي! والمثال الصارخ على ذلك: وزير الثقافة السابق "فاروق حسني": الذي أنشأ مهرجانًا للمسرح التجريبي، وآخر للسينما، وثالث للرقص الحديث، بل ونظـَّم عروض أزياء في سفح الهرم، وهو فوق ذلك رسام حاصل على الدكتوراه، ولكنه في المقابل لا يعرف أن: "أركان الإسلام خمسة، وليس أربعة كما قال.. !". هؤلاء المثقفون هم أصدق مَن ينطبق عليه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا) (رواه البخاري ومسلم)، ولكنهم دعاة على ابواب جهنم مَن أجابهم إليها قذفوه فيها. والأخطر مِن هذا أن المثقفين الذين يتصدرون المشهد عندنا هم مِن "محترفي صناعة السينما" ممن ينطبق عليهم أيضًا قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19). وأمثال هؤلاء في الغرب لا يشتركون في السياسة التي تعتبر ميدانا أكثر جدية، بل غايتهم أن يروجوا لهذه الثقافات عبر وسائل إعلامهم. يا قومنا.. هذه ليست اسمها ثقافة، بل سمِّها: ثقافة غربية. أو إن شئت قلتَ: عالمانية. إذن فسوف يغفل هؤلاء عن عمد أن عماد الصحوة الإسلامية مِن خريجي الجامعات، ونسبة خريجي الكليات المرموقه فيهم أعلى؛ليس لأن الكليات العملية تصيب صاحبها بقصور في التصور كما حاول "وحيد حامد" فى مسلسل الجماعة أن يعتذر عن رفاق دربه، ويقلب هذه المزية عند الإسلاميين إلى عيب -على طريقتهم المعروفة-! نعم.. أغفل هؤلاء -وعن عمد- أن رموز الصحوة الإسلامية وإن لم يكونوا صانعو ثقافة الأمة؛ لأنها مستمدة مِن الدين والوحي؛ إلا أنهم متمكنون منها غاية التمكن. ثقافتنا.. تجدها في كتب أصول الاعتقاد. ثقافتنا.. تجدها في كتب مقاصد التشريع، وفي علم القواعد الفقهية. ثقافتنا.. تجدها في بحوث جامعية بالآلاف تبحث مشكلات العصر بقواعد الشرع. ثقافتنا.. تجدها في كتب الأدب التي تقربك مِن لغة القرآن. ثقافتنا.. تجدها في أدب "الرافعي"، و"محمود شاكر" صاحب رسالة: "الطريق إلى ثقافتنا". ومع هذا سوف يظل هؤلاء مصرين على أن لا مثقفين إلا العالمانيين، بل "مهرجي العالمانيين" لا مفكريهم! لا بأس.. تَركْنا لهم مسمى: "الثقافة"، و"وزارة الثقافة"، و"قصور الثقافة"؛ لتكون مرتعًا لعرض روايات الفسق والعهر، و"وليمة أعشاب البحر"، و"عمارة يعقوبيان"، و"مسافة في عقل رجل"، والفن التكعيبي، والسريالي، والتماثيل العارية "التي تمثل ثقافة العالم أجمع في حد وصف مثقفهم الأكبر سابقًا، ولأنه في حدود ثقافته أن آدم وحواء -عليهما السلام- لم يكن عليهما ثياب إلا ورقة التوت!". ولكن لا يمكن السكوت على البيانات التى تخرج علينا كل يوم تطالب بإلغاء "المادة الثانية مِن الدستور" التي تنص على مرجعية الشريعة، زاعمين أن هذه هي إرادة الأمة، وهم مثقفوها الذين ينبغي أن يكونوا المتحدثين باسمها. فنقول لهم: أنتم نعم مِن جلدتنا، ونعم تتكلمون لساننا العربي، ولكنكم أجانب عن ثقافة الأمة فلستم مثقفيها، ولا مكان لآرائكم فيها. لا سيما العاملون في صناعة السينما مِن تجار الفتنة أو بعض الكتاب الذين يلوكون بعض المصطلحات الفلسلفية الغربية تطاولاً بينما هم يثبتون في واقع الأمر أنهم ليسوا إلا مستهلكين للثقافة الغربية أو مهرجيها. نقول: أيها المناقفون العالمانيون.. أمامكم طريق طويل.. حتى تكونوا مثقفين عالمانيين، ثم طريق أطول -لا نظنكم قادرين على اجتيازه- حتى تكونوا مفكرين عالمانيين؛ لكي تصلحوا حينها أن تتكلموا عن نظام الحكم في الغرب! وأما في بلادنا.. فأمامكم طريق قصير جدًا.. أن تتوبوا إلى الله وتستغفرونه، وتسألوا أهل الذكر؛ استجابة لأمر الله -تعالى-:(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل:43). وحينها ستعرفون أن القرآن يقول: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام:162-163).
×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..