-
عدد المشاركات
1,307 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
16
كل منشورات العضو لامار
-
في ميزان حسناتك باذن المولى
-
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك باذن الله
-
كلاكيت سادس مرة لياللا يا شباب على صفحات الجرائد المصرية
لامار replied to عاشقة الفردوس's topic in منتدى الحوار العام
الى الامام باذن الله بوركتم جميعا و جمعنا و اياكم في الفردوس الاعلى الف مبروك -
هذه المواهب فى ياللا يا شباب ولم تصفح عن نفسها ولا موهبتها طيلة هذه الفتره !! - أم أننى من لم يلاحظ ذلك !! حقاً كلمات رائعه لا تخرج إلا من مبدعه حياكِ الله أختى الفاضله وجزاكِ الله خيراً ،، كلمات أعجبتنى بشدة وموهبه مميزة أرجو أن تهتمى لها وتنميها وتسخريها لخدمة دين الله وقضايا الأمة بارك الله فيكِ وجزاكِ كل الخير ،، وتم تقييم الموضوع ،، ومتابع بإذن الله بارك الله فيك و جزاك كل خير و رزقك الفردوس الاعلى من الجنة كلماتك تشد من ازري و تشجعني و لدي مزيد
-
من خلال كتابه (تعلم كيف تأكل) يقدم لنا الدكتور مصطفى عبد الرزاق نوفل، رئيس قسم التغذية بجامعة الأزهر ثلاث نصائح- أضيفت حديثا تساعد على حسن اختيار الغذاء الصحي؛ وهي: أولا: اختيار الوجبة الغذائية المنخفضة في الدهن المشبع أي السمن والزيوت؛ وذلك لخفض خطورة التعرض لأمراض القلب.والوجبة المنخفضة في الدهون يمكن أن تساعد في المحافظة لجسمه باستخدام المعادلة الآتية: الكالوري المطلوب للجسم= وزن الجسم/ كجم× 22 (سيدات) أو= وزن الجسم/ كجم× 24 (رجال) وللمحافظة على وزن الجسم المثالي يجب أن تتساوى الطاقة المأخوذة من الغذاء مع الطاقة المحترقة؛ ولذلك فإنه عند تناول نفس عدد الكالوري المستخدم يوميا تتوازن الطاقة في الجسم، فيظل وزنه كما هو. ثالثا: تناول ملح الطعام ومركبات الصوديوم باعتدال دون زيادة أو إسراف. - كيف نحافظ على الأطعمة بالتبريد والتثليج. تأكدي من أن الثلاجة تعمل جيدا؛ وذلك بمراعاة الآتي: أولا: التأكد من الإطار المطاطي الذي يحيط بالباب- أنه سليم لا ثقوب فيه أو تشقق؛ ليحافظ على مستوى التبدريد داخلها. ثانيا: لا تتركي بابها مفتوحا لمدة طويلة؛ فعندما ستحتاج إلى ساعات عديدة كي تستعيد برودتها. ثالثا: لا تدعي الرفوف تمتلئ بشكل كثيف بالطعام والأكياس؛ لأن هذا يمنع الهواء البارد من أن ينتشر بشكل سليم. رابعا: تجنبي وضع الأواني الساخنة في (الثلاجة). خامسا: تجنبي وضع (الثلاجة) قرب الفرن، أو مراكز للتدفئة أو الغسالة؛ لأن درجة الحرارة تكون أعلى من الحرارة الطبيعية. سادسا: تخلصي من الثلج باستمرار إذا كانت ثلاجتك من النوع القديم؛ لأنها مع كثرة الثلج لا تعمل بشكل مناسب. سابعا: من المهم الاعتناء بنظافة (الثلاجة) لسلامة الأطعمة، كما أن تنظيف الغبار عن الغطاء الخلفي يسمح للهواء الدافئ بالخروج منه. - كيفية التبريد: 1- نستطيع حفظ الحليب من يوم إلى ثلاثة أيام إذا وضع في (الثلاجة) بدرجة فوق الصفر، بشرط أن يكون معقما، أما إذا جمد بسرعة في درجة تبلغ 30 تحت الصفر، فيمكن حفظه لعدة أشهر. 2- ومن المفيد استعمال أوعية لحفظ الأطعمة المراد تثليجها لمدة طويلة، مسجل علها تاريخ وضع الطعام؛ حتى نستطيع التعرف لاحقا هل اجتاز الطعام مدة الصلاحية أم لا. 3- ولنتذكر أن بعض الأطعمة لا يناسبها التخزين والتثليج مثل الخضراوات التي تصنع منها السلطة؛ كالخس، والفجل، والخيار، والبندورة (الطماطم)، والبقدونس، والنعناع، وكذلك الموز، والجبن، وغيرها. 4- ويتم ترتيب الأطعمة داخل (الثلاجة) على الشكل التالي: المجمد (الفريزر) اللحوم والأسماك الرف العلوي الجبن، ومنتجات الألبان. الرف الأوسط الطعام المطهو الرف السفلي المغلق الخضار والفاكهة ونلاحظ أن الخضراوات والفاكهة تحفظ في الدرج الأسفل المغلق؛ لأن تعرضها للهواء المباشر يتلف الخضراوات الورقية كالبقدونس والخس، ومن هنا يفضل الاهتمام بجفاف الأدراج؛ حتى لا تفسد الخضراوات.
-
الثلاجة 1- تجنبى تكديس الثلاجة أو الفريزير بالأوانى و المأكولات لأن هذا يرفع من درجة حرارتهما و يعرض ما بهما للفساد 2- تجنبى وضع أكياس بلاستكية بها مواد سائلة أو مواد طرية فى الرف العلوى من الفريزر لأنها سوف تكون أقواس تدخل بين أسلاك الرف العلوى و تتجمد على هذا الشكل و سيصعب عليك جداً تحريرها من بين الأسلاك ، أنتظرى حتى تتجمد فى الرف السفلى ثم أنقليها اينما تشائين 3- لا تضعى أى شىء بالفريزير إلا فى أكياس شفافة حتى لا تتحيرى بعد فترة ماذا ياترى فى هذا الكيس ؟؟؟ 4- لاتضعى زجاجات الماء بدون غطاء فى الثلاجة لأن الماء يمتص الروائح و يتغير طعمه 5- عندما تنكسر بيضة فى موضع البيض فى الثلاجة فلا تضعى بيضة أخرى مكانها إلا إذا كنت قد نظفتى مكانها تماماً بالماء و تأكدتى من تمام نظافته و جفافه لآن أى نقطة زلال متبقية كافية لتلتصق البيضة الجديدة بها و تنكسر بالطبع عند محاولة أخذها 6- لا تكدسى الخضروات من طماطم و فلفل و خيار فى أناء واحد كبير فى الثلاجة لأنكى قد تنسين ان لديك خيار مثلاً فى قاع الإناء فيتلف و يتلف باقى الخضر أو ربما تشترى نفس الصنف مرة أخرى وهو لديك أصلاً . الغاز 1- لا تملئى براد الشاى أو كنكة القهوة أو أى إناء بالماء لأخره لآن بمجرد غليان المياه سوف تفور و تطفىء الشعلة و يبدأ الغاز بالتسرب 2 - لا تضعى أبداً أناء صغير على شعلة كبيرة رغبة فى السرعة فإذا كان ذو يد ستحترق اليد و تملأ المطبخ رائحة البلاستك المحروق أما إذا كان بدون يد فقد تتعرض الفوطة أو المساكة التى ستمسكينه بها للإحتراق 3 - لا تغلقى باب الفرن بعنف لآن الهواء المندفع داخل الفرن قد يؤدى ايضاً لإطفاء الشعلة و هنا الخطر أكبر لأنك لن تلاحظين عكس شعلة البوتجاز التى تريها بوضوح 4 - لا تفتحى باب الفرن إلا للضرورة القصوى أثناء استخدامه لسببين أولاً لأن بعض المعجنات و الكيكات تهبط عند فتح الفرن و السبب الثانى و الأهم هو أنه كلما فتحتى باب الفرن انخفضت درجة حرارته و يأخذ بعض الوقت لتعود درجة حرارته لما كانت عليه مما يؤدى لتأخر نضج ما به 5 - لا تتركى ما ينسكب على البوتجاز أو داخل الفرن لليوم التالى دون تنظيف فعندما تشعلى النار مرة أخرى فإن الأشياء المسكوبة سوف تحترق و يكون من الصعب جداً تنظيفها بعد ذلك 6- عندما تريدين أن تطهى شىء على نار هادئة جداً مثل الرز مثلاً فنظرى للشعلة بضع ثوانى لتتأكدى بأن تلك النار الهادئة جداً لن تنطفىء. غسيل الأطباق: 1- لا تسكبى الدهون فى الحوض فبمجرد ان تبرد سينسد الحوض كما تأكدى من تنطيف الأوانى جيداً من كل بقايا الطعام لنفس السبب 2 - إذا انسد الحوض بالفعل فلا تكومى به الأطباق و الملاعق فهذا يعرضها للتلوث 3 - أما إذا وضعت أدوات المطبخ فى الحوض المسدود فكونى حذرة جداً و أنت تلتقتينها من قاع الحوض فمن الممكن أن تصطدم يدك بسكين قابع فى الماء 4 - كونى دائما حريصة على أرتداء مريلة المطبخ اثناء غسل الأطباق و لو كانوا كمية صغيرة لأن الماء دوما ما يبلل الملابس فى منطقة البطن و هذا يعرضك لبرد المعدة 5 - إذا اردت نقع أناء بالماء لأن الطعام ملتصق به ضعيه فى الحوض و أغسلى عليه الأطباق ليمتلىء بالماء و الصابون و بذلك تكونى أستفدتى من الماء بدلاً من استخدام ماء جديد
-
نحن لا نستطيع الاستغناء عن الصابون ...وعند الاستعمال سوف يصغر حجم الصابونة واغلبنا لا يحب استعمالها وهي صغيرة وكذلك سوف تقومين بتغيرها بواحدة جديدة وعليه سوف اساعدك بهذة الفكرة البسيطة و بنفس الوقت الحميله. المكونات : 1-بقايا صابون اي القطع الصغيرة وبألوان مختلفة . 2زجاجة اي شكل يعجبك وعلى ذوقك ممكن زجاجة زيت او خل او زجاجة عطر احتفظتي بها بعد الاستعمال لجمال شكلها . 3-مبراشة للبرش 4- شرائط واكسسوارت حسب ذوقك للتجميل النهائي العمل: تأخذي بقايا الصابون المستخدم وتضعية خارحا وتعرضية للشمس حتى تجف الصابونة وذلك كي يسهل برشها ..بعدها تاخذي القطع وتقومي ببرشها وكل لون على حده ولا تخلطي الالوان مع بعض حتي تشكليه بالزجاجة المختارة حسب ذوقك وبعدها تبدأي بتعبئة الزجاجة بالصابون المبروش الى ان تكملي للأخر وتسدي الزجاجةوتزينيها بالشرائط والاكسسوارات المختارة....واخيرا تضعيها على رف بالحمام ويستخدم وسوف يضيف جمالية على حمامك وايضا استغلالك لبقايا الصابون دون رميهم ....اتمنى ان تعجبك وتجربيها للأستفادة صور كيف تستغلين بقايا الصابون(فكره تستحق التجربه)..
-
هل تريدين تغيير طلّة منزلك الصغير؟ اتبعي هذه الخطوات البسيطة لتتمكني من إحداث التغيير في أركانه وزواياه: 1- اطلي ظهر الأرفف المفتوحة بطلاء غير الأبيض لإبراز الأشياء الموزعة عليها، فهذه التفاصيل الصغيرة تشي باهتمامك بكل زاوية وركن في منزلك. 2- افترشي مائدة الطعام بشرشف يتدلّى بطول 12 إنشًا على الأقل، ثم افرشي مفرشًا طويلًا وضيقًا بصورة معاكسة، بحيث يربط بين مقعدين متقابلين. 3- كوني مبتكرة في أدوات المائدة و"الإكسسوارات": استخدمي سلطانية الحساء كمزهرية، قدمي البطاطس المقلية في كوب كبير و"الآيس كريم" في كوب زجاجي. 4- يبدو الأثاث الداكن رائعًا مع الأرضية الفاتحة، في حين توفر الأرضيات الداكنة خلفية مثالية للمفروشات ذات الألوان الفاتحة. 5- يجب أن تخرج السجادة من تحت السرير إلى مسافة لا تقل عن 18 إنشًا على الأقل من الجانبين. 6- جدي مكانًا مميزًا في غرفتك الشخصية لأشيائك الخاصة، مثل صورك مع العائلة... صور أطفالك... 7- احتفظي دائما بعلبتين من طلاء الرش، فرَشّ طبقة نظيفة من "الغلوس" الأبيض أو أي لون آخر يمكن أن تغيّر على الفور من شكل المصباح أو الكرسي أو الطاولة أو المزهرية القديمة. 8- لا تضعي أبدًا بساطًا كبيرًا على سجادة مفروشة من الجدار إلى الجدار (مثل الموكيت)، فالأمر أشبه بارتداء جوارب مع الصندل! 9- لا تشتري أثاثك كله من مكان واحد، فهذا مملّ ويشبه ارتداء ملابس و"إكسسوارات" من الرأس حتى القدم من الماركة عينها.
-
يتحدثون اليوم عن المرأة الفولاذيه، تلك التي تصل إلى رئاسة الحكومة أو رئاسة الدولة ولكنها في إسلامنا وتاريخنا وحضارتنا وصلت إلى أعلى وأسمى وأرقى من ذلك. وصلت بإيمانها وصبرها وثباتها وعزتها وطهرها، ثبتت في سلسلة من الامتحانات الصعبة ونجحت بها لا وبل تفوقت. كانت زوجة لعبيد الله بن جحش فلما أسلم أسلمت معه ولكن بقي أبوها مشركًا مما جعل إسلامها ضربة موجعة فقد كان زعيمًا لقريش بعد أبي جهل وإسلام ابنته يعد ضعفًا سيعاير به ويضعف هيبته ومكانته. ولما حان موعد الهجرة هاجرت مع زوجها فرارًا بدينها كما فعل المسلمين وتخلصًا من ضغوطات والدها مما يجعلها قد ثبتت في امتحاناها الأول. ثم حدث أن رأت زوجها في المنام على غير الحق وكان تفسير ذلك بتحقق ارتداده عن الإسلام مما يشير إلى شفافية أم حبيبة، لكن لم يتوقف الأمر عند ذلك بل بدأ الضغط ينهال عليها بمحاولة إقناع زوجها لها بأن ترتد أيضًا...أي موقف هذا؟! زوجها يرتد والوالد في مكة مشرك..وهي بين مطرقتي السندان ..فشمت بها والدها لارتداد زوجها وبقيت وحيدة ضعيفة..فهل ستسكين؟! كانت قلقة لا شك، خائفة..حزينة لوحدتها لكن لم تستكين لأن بداخلها إرادة إيمانية تعلم أنها ستقطف ثمارها ولا بد من مكابدة الصبر والتحمل الجميل. جاءها الفرج من حيث لا تحتسب..فرسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب يدها ليتزوجها!! فتم الزواج فعلًا وبذلك تكون أم حبيبة قد انضمت لركب أمهات المؤمنين..فشهد أبو جهل رغم مكره ومحاربته لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنه بزواجه من أم حبيبة لم يستطع إلا أن يشهد له بقوله: هو الفحل لا يجدع أنفه! أي أنه لا يتزوج لهوى إنما لنظرة مستقبلية بعيدة سامية عالية مستهدفة لمصلحة الدعوة لا لمنفعة شخصية. ثم لا تتوقف الامتحانات، فيأتي الوالد المشرك لزيارتها فماذا ستفعل؟! طوت عنه الفراش لأنه مشرك نجس وانحازت للفطرة والحق وثبتت وثَبَتت. وهذا بعض من سيرتها العطرة: هي أم المؤمنين ، رملة بنت أبي سفيان ، صخر بن حرب بن أمية القرشية ، أمّها صفية بنت أبي العاص بن أمية ، وأخواها معاوية كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و عتبة والي عمر بن الخطاب على الطائف . وهي بنت عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وليس من أزواجه من هي أقرب نسباً إليه منها ، ولا في نسائه من هي أكثر صداقاً منها ، ولا من تزوج بها وهي نائية الديار أبعد منها. ولدت قبل الإسلام ، وكانت تكنى أم حبيبة ، نسبة إلى ابنتها من زوجها الأول ، وهي من الثلّة المؤمنة التي أسلمت مبكراً في مكة. تزوجت عبيد الله بن جحش الأسدي ، وعاشت معه تلك التجربة القاسية التي لاقاها المؤمنون في بدايات الدعوة المكيّة ، وما انطوت عليه من معاناة مريرة وأحداث مروعة ، ولم يكن ثمّة مخرجٍ من هذه الحال سوى هجرة الأوطان وترك الديار ، إلى أرضٍ تسمح لهم بحريّة العبادة ، ووقع الاختيار على أرض الحبشة ، وهكذا هاجرت أم حبيبة مع زوجها إلى الحبشة ليظفروا بالأمن والأمان ، ولم تدم سعادتها طويلاً ، فقد حدث لها ما لم يكن في الحسبان . تقول أم حبيبة : " رأيت في النوم كأن عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهها ، ففزعت ، فقلت في نفسي: تغيّرت والله حاله ، فلما أصبح الصباح دعاني وقال لي : يا أم حبيبة ، إني نظرت في الدين قبل إسلامي ، فلم أرى ديناً خيراً من النصرانية ، وكنت قد دنت بها ، ثم أسلمتُ ودخلتُ في دين محمد ، ولكني الآن أرجع إلى النصرانية ، ففزعتُ من قوله وقلت : والله ما هو خيرٌ لك . وأخبرتُه بالرؤيا التي رأيتها فيه ، فلم يحفل بها ، وأكبّ على الخمر يعاقرها حتى مات . فأصابني من ذلك همٌّ وغمٌّ عظيمين ، إلى أن رأيت فيما يرى النائم من يناديني قائلاً : يا أم المؤمنين ، فأوّلتها أن رسول الله يتزوجني ، فما هو إلا أن انقضت عدّتي ، حتى أتاني رسول النجاشي يستأذن الدخول عليّ ، فإذا هي جاريةٌ له يقال لها أبرهة ، كانت تقوم على ثيابه ودهنه ، فدخلتْ عليّ فقالت : إن الملك يقول لك : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجك إيّاه ، ففرحت وقلت : بشّرك الله بخير ، فقالت لي : يقول لك الملك وكّلي من يزوّجك ، فأرسلت إلى خالد بن سعيد العاص فوكّلته ، وأعطيتُ الجارية ما عندي من حليٍّ وجواهر مكافأةً لها على ما بشّرتني به . فلما كان العشي أمر النجاشي بحضور جعفر بن أبي طالب ومن معه من المسلمين ، فخطب النجاشي فقال : الحمد لله الملك القدوس السلام ، المؤمن المهيمن العزيز الجبار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وأنّه الذي بشر به عيسى بن مريم عليه السلام ، أما بعد : فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فأجبته إلى ما دعا إليه ، وقد أصدقتها أربعمائة دينار . ثم سكب الدنانير بين يدي القوم ، فتكلم خالد بن سعيد فقال : الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، أما بعد : فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وزوّجته أم حبيبة ابنة أبي سفيان ، فبارك الله لرسوله . ثم قام ودفع إليّ الدنانير ، ثم أرادوا أن يقوموا ، فقال لهم النجاشي : اجلسوا ؛ فإنّ سنّة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعامٌ على الزواج ، فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا ". وتواصل أم حبيبة سرد قصتها قائلةً : " فلما وصل إليّ المال أرسلتُ إلى الجارية التي بشّرتني ، فقلت لها : إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذٍ ولا مال بيدي ، فهذه خمسون مثقالا فخذيها واستغني بها ، لكنها ردّت إليّ كل ما أعطيتها ، وقالت : عزم عليّ الملك ألا آخذ منك شيئا ، وإني قد تبعت دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت لله ، فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله مني السلام ، وتعلميه أني قد اتبعت دينه ، فلما قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شرحبيل بن حسنة أخبرته كيف كانت الخطبة ، وما فعلت بي الجارية ، فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( وعليها السلام ورحمة الله ) . لقد احتفلت المدينة بهذا الحدث العظيم سنة 7هـ ، وكان عمرها يومئذٍ 36سنة ، وأنزل الله تعالى في شأن هذا الزواج المبارك قوله : {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة } ( الممتحنة : 7 ) ، يقول ابن عباس رضي الله عنهما : " ..فكانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فصارت أم المؤمنين ، وصار معاوية خال المؤمنين " . هذا وقد شهد لها القريب والبعيد بالذكاء والفطنة ، والفصاحة والبلاغة ، ، وكانت فوق ذلك من الصابرات المجاهدات ، ويظهر جهادها وصبرها من خلال هجرتها إلى الحبشة مع زوجها ، تاركة أهلها وقومها ، ثم صبرها على الإسلام عندما تنصّر زوجها ، مما أدى إلى انفصالها عنه ، فصارت وحيدة لا زوج لها ولا أهل ، وفي غربة عن الديار ، لكن الإسلام يصنع العجائب إذا لامس شغاف القلوب ، فثبتت في موطن لا يثبت فيه إلا القليل ، مما رفع قدرها ، وأعلى منزلتها في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأراد مواساتها بزواجه منها . وكان لها مع والدها أبي سفيان وقفة براءٍ من الشرك وأهله ، فإنه لمّا قدم المدينة راغباً في تمديد الهدنة ، دخل على ابنته أم حبيبة ، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته دونه ، فاستنكر والدها ذلك وقال : " يا بنيّة ، أرغبتِ بهذا الفراش عنّي؟ ، أم أم رغبتِ بي عنه ؟ "، فأجابته إجابة المعتزّ بدينه المفتخر بإيمانه : "بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنت امرؤ نجسٌ مشرك " . وأما إسهامها في باب الرواية ، فقد روت عدداً من الأحاديث النبوية ، منها ما جاء في "الصحيحين" : أنه لما جاء نعي أبي سفيان من الشام دعت أم حبيبة رضي الله عنها بصفرة في اليوم الثالث ، فمسحت عارضيها وذراعيها ، وقالت إني كنت عن هذا لغنية لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج ، فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا ) . ولما أحسّت بقرب رحيلها دعت عائشة رضي الله عنها وقالت لها : " قد كان بيننا ما يكون بين الضرائر ، فهل لك أن تحللينني من ذلك ؟ " ، فحلّلتها واستغفرت لها فقالت لها : " سررتِني سرّك الله " ، وأرسلت إلى أم سلمة رضي الله عنها بمثل ذلك ، ثم ماتت رضي الله عنها سنة أربع وأربعين للهجرة بالمدينة ، وقد بلغت من العمر اثنان وسبعون سنة ، فرضي الله عنها وأرضاها ، وجعل الجنة مأواها
-
إنَّ الهجرة من مكان إلى آخر وجدت منذ وجود الإنسان على هذه الأرض، ولها أسباب كثيرة؛ منها طلب الرِّزق من أجل العيش، ومنها طلب العلم، ومنها الهروب من الكوارث الطبيعية من أجل البقاء، ومنها الفرار من الحروب بحثًا عن الأمان، ومنها طلب السِّياحة. ومن أعظم أنواع الهجرة، هي الهجرة لأجل الدين، ذلك أنَّ الدِّين أغلى ما يملك الإنسان، فإذا سلم الدين سلم كلّ شيء، وإذا ضاع الدين ضاع كل شيء. ومع الهجرة تظهر تحديات كثيرة؛ منها: ضياع الهوية ومعالم الشخصية الإسلامية، وذلك بتغير اللسان والتفكير والعادات والمظهر، فيتنازل شيئا فشيئا عن أمور دينه إلى أن يسهل عليه التنازل عمَّا هو من أصل دينه، ومنها مشكلات الأسرة من حيث التَّعليمُ والتَّربيةُ والرِّعاية، وهذه التحديات يتعاظم خطرها أمام الأبناء، لذا يكون الدور المطلوب من الوالدين دورًا مكثفًا من أجل حماية الأبناء من تحديات الهجرة. سأضع بين يديك نموذجًا راقيًا لصحابية جليلة، لم تعش هجرة واحدة، بل عاشت وقائع هجرتين، ومع ذلك كانت قدوة طيِّبة في احتساب الأجر، ومساندة الزوج، وتربية الأبناء، هي: أسماء بنت عميس رضي الله عنها. صاحبة الهجرتين، تكنَّى أم عبد الله، إحدى الصَّحابيات السبَّاقات إلى ميادين العطاء والبذل، وطلب الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى، أسلمت رضي الله عنها قديمًا، قبل دخول دار الأرقم، وبايعت. أسماء رضي الله عنها هي زوجة الصَّحابي البطل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه –صاحب الجناحين كما يلقبه رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، فقد كان صلَّى الله عليه وسلَّم إذا أراد أن يسلّم على ولدها عبد الله بن جعفر قال: السَّلام عليك يا ابن ذي الجناحين. كانت من المهاجرات الأُوَل إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر –رضي الله عنه - هاجرت إلى أرض نائية، وإلى بيئة غريبة عليها، فقد ذاقت هناك مرارة الغربة القاسية ولوعتها، ومع ذلك كانت رضي الله عنها الصَّابرة المحتسبة غربتها وبعدها عن الوطن لله سبحانه وتعالى. في أرض الغربة ولدت لجعفر الأبناء، وكان ولدها البكر عبد الله شبيهًا بوالده، وكان جعفر-رضي الله عنه- شبيهًا برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقد كان صلَّى الله عليه وسلَّم يقول لجعفر رضي الله عنه: "أشبهت خلقي وخلقي". ولمَّا أمر النَّبي عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام المهاجرين بالتوجه إلى المدينة، كادت أسماء –رضي الله عنها- تطير من الفرح، فها هو الحلم قد تحقَّق، وصار للمسلمين دولتهم، فسيكونون جنودًا في جيش الإسلام. خرجت أسماء -رضي الله عنها- مع الرَّكب في هجرته الثانية من أرض الحبشة إلى المدينة، وما أن وصل الرَّكب حتى سمع المسلمون بسقوط خيبر وانتصار المسلمين، ومعه كان التكبير فرحًا بعودة مهاجري الحبشة، حتى يضم الرَّسول –صلَّى الله عليه وسلَّم- جعفر رضي الله عنه ويقبِّل جبهته قائلا: "والله ما أدري بأيّهما أفرح؛ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر". ولمَّا توجَّه جيش المسلمين إلى الشَّام، كان زوجها من بين الأمراء الثلاثة في مؤتة، جاهد رضي الله عنه، ثم فاز بالشهادة. ويأتي النَّبي –صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى بيت أسماء رضي الله عنها، يسأل عن الصِّبيان فيضمّهم، ويشمهم، ويمسح على رؤوسهم، فتقول له أسماء: أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: "نعم، أصيبوا اليوم". ولم يكن منها إلاَّ أن جفَّفت دموعها، وتصبَّرت واحتسبت عند الله الأجر العظيم، بل تمنت أن تكون مع زوجها لتنال الشهادة وتنكب الأم الصَّالحة على تربية أطفالها، وتنشئتهم على الاقتداء بسيرة أبيهم الشَّهيد الطيَّار. سيرة أسماء رضي الله عنها كبيرة، اقتطفنا منها اليسير لنضعه أمامنا أنموذجًا عمليا في الصَّبر على الشَّدائد، وفي مساندة الزَّوج المجاهد، وفي تربية الأبناء وفق ما يرضي رب العباد.
-
تمهيد ومناجاة: يا أم النبي ، يا سيدة الأمهات، يا من جادت على البشرية عامة ، بوليدها الوحيد، خاتم الرسل أجمعين. أن نبينا الكريم، المصطفى- صلى الله عليه وسلم- هو الإنسان الذي حملته جنينا في أحشائها، ووضعته كما تضع كل أنثى من البشر. وقال تعالى لابنك الخالد " وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا " وجعل منك أيتها الأنثى الوديعة المتواضعة، والأم الطيبة الحنونة، وموضع إجلاله واعتزازه. وحملت أجنة البشرية وهنا على وهن. وذلك الشعور الجميل الرائع الذي يشعر به ولدك محمد ، حين سئل عن أحق الناس بإكرامه فقال:" أمك ...ثم أمك ...ثم أمك...ثم أبوك"؟ آمنة بنت وهب سيدة الأمهات هذه الشخصية العظيمة والأم الجليلة لطالما نقصت المصادر والراويات عنها ، ويمكن تلمس ملامحها من خلال صورة ابنها العظيم الذي آوته أحشاؤها، وغذاه دمها، واتصلت حياته بحياتها، لقد كان سيدنا محمد هو الأثر الجليل الذي خلفته سيدة "آمنة بنت وهب". وأن الله تعالى اختار سيدنا محمد حيث اختاره من كنانة، واختار كنانة من قريشا من العرب، فهو خيار من خيار . وما كان لها من أثر في تكوين ولدها الخالد الذي قال معتزا بأمهاته بالجاهلية : " أنا ابن العواتق من سليم". أنـوثة وأمـومة: عانت المرأة في الجاهلية، من صنوف الاستعباد والاستبداد، ومن وأد البنات وانتقال المرأة بالميراث من الأباء إلى زوجات الأبناء، وغيرها. إلا أننا غافلون عن أمومة آمنة بنت وهب، وعن فضلها في إنجاب خاتم النبيين- عليهم الصلاة والسلام. فمن الملوك العرب، من انتسبوا إلى أمهاتهم: كعمرو بن هند، وأبوه هو المنذر بن ماء السماء. وهناك كثير من الشعراء يمدحون كبار الرجال بأمهاتهم، وكذلك لم ينسوا أن يذكروا للمرأة مشاركتها في جليل الأحداث بيئة آمنــة ونشأتها: تفتحت عينا الفتاة والأم الجليلة آمنة بنت وهب في البيت العتيق في مكة المكرمة ، في المكان الذي يسعى إليه الناس من كل فج، ملبية نداء إبراهيم " الخليل" -عليه الصلاة والسلام - في الناس بالحج، وفي ذلك المكان الطاهر المقدس وضعت السيدة " آمنة بنت وهب " سيد الخلق " محمداً " في دار " عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم" ، وبيئة آبائه وأجداده ، ودار مبعثه صلى الله عليه وسلم. آل آمنة بنو زهرة: تندرج "آمنة بنت وهب " من أسرة " آل زهرة " ذات الشأن العظيم، فقد كان أبوها " وهب بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي" سيد بني زهرة شرفا وحسبا ، وفيه يقول الشاعر: يا وهب يا بن الماجد بن زهرة سُدت كلابا كلها، ابن مره بحسبٍ زاكٍ وأمٍّ بــــرّة ولم يكن نسب "آمنة" من جهة أمها، دون ذلك عراقة وأصالة فهي ابنة برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب"... فتجمع في نسب " آمنة" عز بني عبد مناف حسب وأصالة. ويؤكد هذه العراقة والأصالة بالنسب اعتزاز الرسول صلى الله عليه وسلم بنسبه حيث قال : " ...لم يزل الله ينقلنيمن الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا ، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما " " نشأة آمنة " زهرة قريش: كان منبت سيدتنا "آمنة" وصباها في أعز بيئة، وما لها من مكانة مرموقة من حيث الأصالة النسب والحسب، والمجد السامية، فكانت تعرف " بزهرة قريش" فهي بنت بني زهرة نسبا وشرفا، فكانت محشومة ومخبآة من عيون البشر، حتى إنَّ الرواة كانوا لا يعرفون ملامحها. وقيل فيها إنها عندما خطبت لعبد الله بن عبد المطلب كانت حينها أفضل فتاة في قريش نسبا وموضعا ". وكانت بشذاها العطرة تنبثق من دور بني زهرة، ولكنه ينتشر في أرجاء مكة. وقد عرفت " آمنة " في طفولتها وحداثتها ابن العم "عبد الله بن عبد المطلب" حيث إنه كان من أبناء أشرف أسر قرشي، حيث يعتبر البيت الهاشمي أقرب هذه الأسر إلى آل زهرة؛ لما لها من أواصر الود والعلاقة الحميمة التي تجمعهم بهم، عرفته قبل أن ينضج صباها، وتلاقت معه في طفولتها البريئة على روابي مكة وبين ربوعها، وفي ساحة الحرم، وفي مجامع القبائل.ولكنها حجبت منه؛ لأنها ظهرت فيها بواكر النضج، هذا جعل فتيان من أهل مكة يتسارعون إلى باب بني زهرة من أجل طلب الزواج منها. " عبد الله فتى هاشم” لم يكن " عبد الله" بين الذين تقدموا لخطبة " زهرة قريش" مع أنه دير بأن يحظى بها، لما له من رفعة وسمعة وشرف، فهو ابن " عبد المطلب بن هاشم" وأمه" فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية" وجدة " عبد الله" لأبيه " سلمى بنت عمرو". ولكن السبب الذي يمنع " عبد الله " من التقدم إلى " آمنة" هو نذر أبيه بنحر أحد بنيه لله عند الكعبة. حيث إن عبد المطلب حين اشتغل بحفر البئر، وليس له من الولد سوى ابنه " الحارث" ، فأخذت قريش تذله، فنذر يومها، إذا ولد له عشرة من الأبناء سوف ينحر أحدهم عند الكعبة. فأنعم الله على " عبد المطلب" بعشرة أولاد وكان " عبد الله" أصغرهم.وخفق قلب كل شخص وهو ينتظر اللحظة ليسمع اسم الذبيح، وبقيت "آمنة"، لا تستطيع أن تترك بيت أبيها، ولكنها تترقب الأنباء في لهفة، وقد اختير " عبد الله " ليكون ذبيحا، ومن ثم ضرب صاحب القدح فخرج السهم على " عبدا لله" أيضا فبكت النساء، ولم يستطع "عبدا لمطلب" الوفاء بنذره؛ لأن عبد الله أحب أولاده إليه، إلى أن أشار عليهم شخص وافد من " خيبر" بأن يقربوا عشراً من الإبل ثم يضربوا القداح فإذا أصابه ، فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، فذا خرجت على الإبل فانحروها، فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم، وظلوا على هذه الحالة ينحرون عشرًا ثم يضربون القداح حتى كانت العاشرة، بعد أن ذبحوا مئة من الإبل. عرس آمنة وعبد الله: جاء "وهب" ليخبر ابنته عن طلب " عبد المطلب" بتزويج "آمنة " بابنه "عبد الله" فغمر الخبر مفرح نفس "آمنة" ، وبدأت سيدات آل زهرة تتوافد الواحدة تلو الأخرى لتبارك " لآمنة". وكذلك قيل بأن الفتيات كن يعترضن طريق " عبد الله"؛ لأنه اشتهر بالوسامة، فكان أجمل الشباب وأكثرهم سحرا، حتى إنَّ أكثر من واحدة خطبته لنفسها مباشرة. وأطالت "آمنة" التفكير في فتاها الذي لم يكد يفتدى من الذبح حتى هرع إليها طالباًً يدها، زاهدا في كل أنثى سواها، غير مهتم إلى ما سمع من دواعي الإغراء! واستغرقت الأفراح ثلاثة أيام ، ولكن عيناها ملأتها الدموع؛ لأنها سوف تفارق البيت الذي ترعرعت فيها، وأدرك "عبد الله" بما تشعر به، وقادها إلى رحبة الدار الواسعة. وذكر بأن البيت لم يكن كبيرا ضخم البناء، لكنه مريح لعروسين ليبدآ حياتهما. فكان البيت ذا درج حجري يوصل إلى الباب ويفتح من الشمال، ويدخل منه إلى فناء يبلغ طوله نحو عشر أمتار في عرض ستة أمتار، وفي جداره الأيمن باب يدخل منه إلى قبة، وفي وسطها يميل إلى الحائط الغربي مقصورة من الخشب، أعدت لتكون مخدعاً للعروسين. البشرى بمحمد: بعد زواج " عبد الله " من " آمنة" أعرضن عنه كثير من النساء اللواتي كنَّ يخطبنه علانية ، فكانت " بنت نوفل بن أسد" من بين النساء اللواتي عرضن عن " عبد الله" ، فسأل عبد الله واحدة منهن عن سبب إعراضها عنه فقالت :" فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة" . أدهش هذا الكلام " عبد الله وآمنة" وراحا يفكران في القول الذي قالته تلك المرأة؟ ولم تكف "آمنة " عن التفكير والرؤيا عنها وسبب انشغال آمنة في التفكير يرجع إلى أن هذه المرأة أخت " ورقة بن نوفل" الذي بشر بأنه سوف يكون في هذه الأمة نبي ... وبقي " عبد الله" مع عروسه أياما ، وقيل إن المدة لم تتجاوز عشرة أيام؛ لأنه يجب عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى غزة والشام. العروس الأرملة آمنة: انطلق" عبد الله " بسرعة قبل أن يتراجع عن قراره، ويستسلم لعواطفه، ومرت الأيام و"آمنة "تشعر بلوعة الفراق ، ولهفة والحنين إلى رؤيته، حتى إنها فضلت العزلة والاستسلام لذكرياتها مع " عبد الله" بدلا من أن تكون مع أهلها. ومرت الأيام شعرت خلالها " آمنة" ببوادر الحمل، وكان شعورا خفيفا لطيفا ولم تشعر فيه بأية مشقة حتى وضعته. وفي هذه الأيام كانت تراودها شكوك في سبب تأخير" عبد الله" فكانت تواسي نفسها باختلاقها الحجج والأسباب لتأخيره. وجاءت " بركة أم أيمن" إلى "آمنة" فكانت لا تستطيع أن تخبرها بالخبر الفاجع، الذي يحطم القلب عند سماعه فكانت تخفيه في صدرها كي لا تعرفه"آمنة" ، ومن ثم أتاها أبوها ليخبرها عن " عبد الله" التي طال معها الانتظار وهي تنتظره، فيطلب منها أن تتحلى بالشجاعة ، وأن " عبد الله" قد أصيب بوعكة بسيطة، وهو الآن عند أخواله بيثرب، ولم تجد هذه المرأة العظيمة سوى التضرع والخشية وطلب الدعاء من الخالق البارئ لعله يرجع لها الغائب الذي تعبت عيناها وهي تنتظره، وفي لحظات نومها كان تراودها أجمل وأروع الأحلام والرؤى عن الجنين الذي في أحشائها، وتسمع كأن أحداًًً يبشرها بنبوءة وخبر عظيم لهذا الجنين. وجاء الخبر المفزع من " الحارث بن عبد المطلب " ليخبر الجميع بأن " عبد الله " قد مات، أفزع هذا الخبر آمنة، فنهلت عيناها بالدموع وبكت بكاءً مراً على زوجها الغائب ، وحزن أهلها حزنا شديدا على فتى قريش عبد الله . وانهلت بالنواح عليه وبكت مكة على الشجاع القوي . آمنة بنت وهب أم اليتيم : نُصحت آمنةُ بنت وهبٍ بالصبر على مصابها الجلل، الذي لم يكن ليصدق عندهاً حتى إنها كانت ترفض العزاء في زوجها، ولبثت مكة وأهلها حوالي شهراً أو أكثر وهي تترقب ماذا سوف يحدث بهذه العروس الأرملة التي استسلمت لأحزانها. وطال بها التفكير بزوجها الغالي عليها ، حتى إنها توصلت للسر العظيم الذي يختفي وراء هذا الجنين اليتيم، فكانت تعلل السبب فتقول أن " عبد الله" لم يفتد من الذبح عبثا! لقد أمهله الله حتى يودعني هذا الجنين الذي تحسه يتقلب في أحشائها. والذي من أجله يجب عليها أن تعيش.وبذلك أنزل الله عز وجل الطمأنينة والسكينة في نفس " آمنة"، وأخذت تفكر بالجنين الذي وهبها الله عز وجل لحكمة بديعة، " ألم يجدك يتيما فآوى" ( الضحى 6). فوجدت " آمنة" في هذا الجنين مواساة لها عن وفاة زوجها ، ووجدت فيه من يخفف عنها أحزانها العميقة. فرح أهل مكة بخبر حمل " آمنة" وانهلوا عليها من البشائر لتهنئة "آمنة " بالخبر السعيد. وتتكرر الرؤى عند "آمنة" وسمعت كأن أحد يقولها " أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، ثم تسميه محمدا". وجاءها المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب، وخيل لها أن " مريم ابنة عمران"، "وآسية امرأة فرعون"، و " هاجر أم إسماعيل" كلهن بجنبها ، فأحست بالنور الذي انبثق منها ، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر، وهكذا كان فقد : ولــد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثنــــاء الروح والملأ الملائك حــوله للدين والدنيا به بشـــراء والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والمنتهى، والدرة العصمــاء وهنا اكتملت فرحة " آمنة" فوليدها بجوارها، ولم تعد تشعر بالوحدة التي كانت تشعر بها من قبل. وفرح الناس وفرح الجد " عبد المطلب" بحفيده، وشكر الرب على نعمته العظيمة منشدا يقول: الحمـــد الله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان قد ساد في المهد على الغلمان أعيذه من شر ذي شنآن من حسد مضطرب العنان وسماه " محمدا" ، وسبب تسميته محمدا هو أنه يريده أن يكون محموداً في الأرض وفي السماء، ومن ثم توال القوم ليسموا أبناءهم بهذا الاسم. وشعرت "آمنة" بأن القسم الأول والأهم قد انتهى بوضع وليدها المبشر، ورسالة أبيه قد انتهت بأن أودعه الله جنينًا في أحشائها، ولكن مهمتها بقت في أن ترعاه وتصحبه إلى يثرب ليزور قبر فقيدهما الغالي " عبد الله" . وبعد بضعة أيام جف لبن " آمنة" لما أصابها من الحزن والأسى لموت زوجها الغالي عليها فأعطته " لحليمة بنت أبي ذؤيب السعدي" حتى ترضعه، فبات عندهم حتى انتهت سنة رضاعته وأرجعته إلى "آمنة". وفي الفترة التي عاش عند "حليمة" حدثت لرسول حادثة شق الصدر التي أفزعت النفوس بها. وفاة آمنة بنت وهب: حان الوقت التي كانت "آمنة" تترقبه حيث بلغ محمدٌ السادسة من عمره بعد العناية الفائقة له من والدته. وظهرت عليه بوادر النضج. فصحبته إلى أخوال أبيه المقيمين في يثرب ولمشاهدة قبر فقيدهما الغالي، وعندما وصلت إلى قبر زوجها عكفت هناك ما يقارب شهرا كاملا ، وهي تنوح وتتذكر الأيام الخوالي التي جمعتها مع زوجها بينما "محمد" يلهو ويلعب مع أخواله. تعبت "آمنة" في طريقها بين البلدتين إثر عاصفة حارة وقوية هبت عليهم. فشعرت "آمنة" بأن أجلها قد حان فكانت تهمس بأنها سوف تموت، ولكنها تركت غلاماً طاهراً، ثم أخذها الموت من بين ذراعي ولدها الصغير وفارقت هذه الدنيا. وانهلت أعين الطفل بالبكاء بين ذراعي أمه، فهو – بعد - لا يدرك معنى الموت . فأخذته " أم أيمن" فضمته المسكينة إلى صدرها وأخذ تحاول أن تفهمه معنى الموت حتى يفهمه. وعاد اليتم الصغير إلى مكة حاملا في قلبه الصغير الحزن والألم ، ورأى بعينيه مشهد موت أعز الناس وأقربهم إلى قلبه؛ أمه آمنة التي يصعب عليه فراقها. آمنة بنت وهب المرأة الخالدة ماتت " زهرة قريش" السيدة العظيمة، ولكنها خلدت في قلب أهل مكة، وفي قلب ابنها سيد البشر ، فهي عظيمة وأم لنبينا - صلى الله عليه وسلم. وقد اختاره الله- عز وجل - واصطفاه من بين البشر جمعاء؛ ليحمل رسالة عظيمة إلى شتى أنحاء العالم وللبشر. هذا اليتيم لم يعد يتيمًا بل كفله عمه " أبو طالب" بعد وفاة جده، وكان يحبه حبا شديدا فكان يعتبره واحداً من أبنائهم، وكان ينتظره إلى أن يأتي ويتغدى الجميع بصحبة محمد المباركة ، وعلى الرغم من أن محمّدا e أحيط بحب زوجته " السيدة خديجة" و حنان زوج عمه" فاطمة بنت أسد"، ولكن ذكريات أمه بقيت معه في كل لحظة، ويذكر كل لحظة جميلة قضاها معها إلى لحظة موتها، حتى كان ينوح من البكاء. وكأنه يرى ملامحها الجليلة في زوجته " خديجة" التي سكن عندها منذ أن بلغ الخامسة والعشرين من عمره. إلى أن توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين. كذلك تمثلت في بناته وفي حنوه وأبوته لهن، وهاهو يقول: " الجنة تحت أقدام الأمهات "، وجعل البر بالأم مقدما على شرف الجهاد في سبيل الله والدار الآخرة، ونجد القرآن الكريم يقرن بين العبادة والإخلاص به والبر بالوالدين، " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " . وسوف تظل صورة الأم العظيمة آمنة بنت وهبا تنتقل عبر الأجيال وسوف تظل باسمها خالدة في نفوسنا وفي أعماقنا فيقول الشاعر أحمد شوقي : تتباهى بك العصور وتسمو بك علياء بعدها علياء فهنيئاً به لآمنة الفضل الذي شرفت به حواء! سلام على " آمنة بنت وهب" سيدة الأمهات ، ووالدة أعظم شخص وأحب شخص إلى نفوسنا، خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم. تلخيص كتاب أم النبي لعائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ
-
هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشية. أبوها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاتم الأنبياء والمرسلين ووالدتها خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية، ولقبها الزهراء والبتول، والصديقة والمباركة والطاهرة والراضية والمرضية وكنيتها أم الحسن وأم الحسين، وكان يطلق عليها أم النبي صلى الله عليه وسلم، أو أم أبيها لأنها عاشت مع والدها الرسول عليه السلام بعد موت والدتها تراعي أمره وتشد من أزره، وزوجها هو أمير المؤمنين وفارس الإسلام علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي كرّم الله وجهه، وابناها هما الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة رضوان الله عليهم أجمعين. ولدت السيدة فاطمة في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية بخمس سنوات، وكانت أصغر أخواتها بعد زينب ورقية وأم كلثوم، ولما بلغت الخامسة من عمرها بُعث والدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتفتحت عيناها على الإسلام، وشاهدت بداياته الأولى وانتشاره بين قومها رويداً رويداً، وكانت تتبع أباها أحياناً وهو يسعى إلى أندية قريش ومحافلها يبشر بالإسلام ويدعو له وترى ما يلقاه من ظلمهم وأذاهم الشيء الكثير. وشهدت مع أسرتها من بني هاشم الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شعب أبي طالب ودام ثلاث سنين ولحقها فيه معهم من التعب والمشقة ما أثر على نفسيتها وطاقتها في مستقبل الأيام، كذلك كان لموت والدتها السيدة خديجة وقع بالغ عليها، وكان عمرها لا يتجاوز الخامسة عشرة، فاشتدت المصائب عليها وبلغت ذروتها، الأمر الذي صقلها وزادها نضجاً وتجربة، نشأت السيدة فاطمة وتربت في بيت النبوة، فتشرّبت من جوّه الروحاني وعبقه الإيماني ما جعلها تتحلى بالأخلاق الحميدة الفاضلة والعادات الطيبة الحسنة، وشهدت بعد وفاة والدتها رحمها الله، زواج والدها الرسول عليه السلام من السيدة سودة بنت زمعة، التي احتضنتها مع أخواتها بكل حب وحنان، ولما بلغت الثامنة عشر من عمرها، هاجرت مع أختها أم كلثوم والسيدة سودة إلى المدينة المنورة، وهناك استقر بها المقام في بيت النبوة الجديد، بجوار المسجد النبوي الشريف، وفي أواخر السنة الثانية للهجرة، وكان عمرها نحو عشرين عاماً خطبها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّهما بلطف وقال لكل منهما : انتظر القضاء. ثم خطبها ابن عمها علي بن أبي طالب، فتهلل له وجه النبي صلى الله عليه وسلم ووافق على زواجهما، وكان مهرها أربعمائة وثمانين درهماً، فأوصى النبي علياً أن يجعل ثلثيهما في الطيب وثلثهما في المتاع، وخصص لهما الرسول حجرة خلف بيت السيدة عائشة من جهة الشمال مقابل باب جبريل، وكان فيه خوخة على بيت النبي عليه السلام يطل منها عليهما، فجهزها والدها عليه السلام وزوجها علي بجهاز متواضع، حيث فرشها بالرمل الناعم، وفيه من الأثاث: فراش ووسائد حشوها ليف، وجلد شاة للجلوس عليه، ورحى يد، ومنخلاً، ومنشفة، وقدحاً، وقربة صغيرة لتبريد الماء وحصيراً، وقد اتخذت لها في بيتها محراباً لصلاتها وتهجدها، وعاشت رضي الله عنها في بيتها الجديد حياة بسيطة متواضعة، ليس لها خادم يخدمها، وتعمل بيديها كافة شؤون بيتها، فتطحن وتعجن، وتخدم بيتها وزوجها، وتهتم بتربية أولادها وتنشئتهم، وظلت السيدة فاطمة الزوجة الوحيدة لعلي بن أبي طالب طيلة حياتها ولم يتزوج عليها زوجة أخرى، وولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب، وفي رواية: ومحسن ومات صغيراً، وكان لها رضي الله عنها مشاركات في أحداث المسلمين العامة مثل: حضور الحرب، وبيعة النساء، والمباهلة مع وفد نصارى نجران، وكانت تجاذب أباها وزوجها الشؤون الخارجية للمسلمين. وهي رضي الله عنها البضعة الطاهرة المباركة والأبنة البارة والزوجة المخلصة المتفانية والأم الرؤوم الحانية، والمجاهدة الصابرة والنموذج العالي للمرأة المسلمة، وكانت صوّامة قوامة تكثر من قراءة القرآن الكريم وتديم الذكر، وتهتم بأمر المسلمين وأحوالهم. وقد ورد في فضلها عدّة أحاديث نبوية شريفة، منها ما رواه أبو هريرة وغيره من الصحابة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير نساء العالمين أربع : مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة وفاطمة، وعن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر فاطمة رضي الله عنها أنها سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة، وعنها أيضاً أنها قالت: ما رأيت أحداً أفضل من فاطمة غير أبيها، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما فاطمة بضعة مني) وكانت رضي الله عنها أشبه الناس به عليه السلام، وكان عليه السلام إذا رجع من سفرٍ أو غزاة بدأ بالمسجد فصلّى فيه، ثم أتى بيت فاطمة فسلّم عليها، ثم يأتي أزواجه، وللسيدة فاطمة ذكر في كتب الحديث فقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر حديثاً، وروى لها الترمذي وابن ماجه وأبو داود، وروى عنها زوجها علي وابناها الحسن والحسين وعائشة أم المؤمنين رضوان الله عليهم، وآخرون. شهدت مع والدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر وفتح مكة وأقامت فيها بضعة شهور ثم عادت إلى المدينة، كما شهدت معه عليه السلام حجة الوداع حيث لم يلبث بعدها طويلاً حتى داهمه المرض عليه السلام، ولما اشتد المرض عليه جعلت تقول: واكرب أباه، فقال لها النبي (ليس على أبيك كرب بعد اليوم) فلما توفي عليه السلام اشتد عليها الحزن وعظمت المصيبة وأخذت تقول: (يا أبتاه، أجاب رباً دعاه، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه)، ووقفت يوماً على قبر النبي عليه السلام وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعتها على عينيها وبكت وأنشأت تقول: ماذا على من شمّ تربة أحمد --- أن لا يشّم مدى الزمان غواليا صُبّت عليّ مصائب لو أنها --- صُبّت على الأيام صرن لياليا ولما تولى الخلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقع بينها وبينه خلاف حين طلبت أن يورثها ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها أرض (فدك ـ وهي قرية من قرى المدينة ـ وكان للنبي نصفها) فقال لها أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورّث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من المال، وإني والله لا أغير شيئاً من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأعملن فيها بما عمل، فإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ. ولم تعمر السيدة فاطمة بعد وفاة والدها عليه السلام طويلاً، حيث روي عن الفترة التي عاشتها بعده عدّة روايات، وأصحها أنها عاشت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، وقد توفيت رحمها الله في شهر رمضان من السنة للهجرة، وهي ابنة تسع وعشرين سنة، أو نحوها، ودفنت في البقيع (على أغلب الروايات) رحمها الله ورضي عنها.
-
أطفالنا ثروتنا الحقيقية التي لا تقدر بثمن، فهم أكبادنا التي تمشي على الأرض، و محور اهتمامنا، ومن ثم فإنا نتطلع إلى رؤيتهم دوماً في أحسن حال وأعظم مرتبة. ومن الطبيعي أن يكون وقع الصدمة على الوالدين كبيرا إذا اكتشفوا قيام طفلهم بفعلة مشينة، كالكذب أو السرقة، موجهين لأنفسهم تهمة الإهمال والتقصير في تربية هذا الطفل، ومن ثم تسود لديهم النظرة السوداوية عن مستقبل طفلهم، ملصقين له حكماً سريعاً بأنه (لص) وأنه سيصبح منبوذا منهم ومن المجتمع. وإذا قارنا موقف الأهل من مشكلة سرقة الطفل أو التأخر الدراسي نجد أن وقع السرقة عليهم أكبر بكثير، ولسنا نبالغ إن قلنا إن وقعه يأتي كالطامة التي تجعل الأهل يتخبطون، ولا غرو في ذلك؛ لأنهم ينظرون إلى السرقة كداء ينتفي معه صلاح طفلهم. ومن هنا كان لزاما علينا أن نبدأ في رحلة الكشف عن الدوافع الرئيسة للسرقة لدى الأطفال لمعرفة الحل الأمثل والأنجع للعلاج. السرقة موروثة أم مكتسبة؟! يمكن تعريف السرقة على أنهاالاستيلاء على ما يملكه الأخر بدون وجه حق، فالسرقة هي إحدى العادات السلوكية السيئة التي لا ترجع إلى أي دوافع فطرية؛ بل إنها مكتسبة من المحيط الذى يعيشون فيه، عن طريق التقليد وهى ليست حتمية الحدوث. والسرقة كما يراها علماء النفس، تختلف من مرحلة عمرية لأخرى وفقاً لإدراك الطفل لمعنى السرقة، وتفرقته بينها وبين الاستعارة، فطفل الثالثة غالباً ما يسعى لأخذ كل ما يجتذب انتباهه ويخبئه في جيبه، وهو ما يحدث كثيرا في تجمعات الأطفال، مثل: (الحضانة) وفي هذه المرحلة لا ينبغي الحكم على الطفل بأنه سارق لأنه لم يكتسب بعد مفهوم الملكية الفردية والملكية العامة، فهذه الميول الاستكشافية لدى الطفل إحدى سمات المرحلة، وليست ميولا إجرامية. وبعض الأمهات يقعن في خطأ جسيم قد يرسخ عادة السرقة -التي لم تكن مقصودة- عند طفلها بالتعتيم على هذا السلوك الطارىء، وإن اضطرها ذلك إلى عدم إعادة الشيء إلى أصحابه، ظناً منها أنها ستفضح ابنها حال قيامها برد ما أخذه الولد، في حين أن الأطفال تترجم هذا التصرف على أنه أمر عادي وشيء مباح. وتعد المرحلة العمرية من الثالثة إلى الخامسة هي أنسب مرحلة لإرساء مفهوم الملكيات الخاصة عند الأطفال؛ لأن من شب على شيء شاب عليه. لماذا يسرق الأطفال؟! وبالنظر إلى دوافع السرقة نجد أنها كثيرة ومتعددة عند الأطفال، فهي تبدأ كاضطراب سلوكي في سن الخامسة حتى الثامنة من عمر الطفل، وقد يتطور الأمر في سن العاشرة حتى الخامسة عشر، ومن أعراض هذا الاضطراب السلوكي الكذب والعدوانية والتأخر الدراسي. وتأتي الغيرة والانتقام كأحد دوافع السرقة كأن يغار من إخوته لتفوقهم أو تميزهم عليه في مجال من المجالات أو نشاط من الأنشطة، فيحاول أن يشفي غليله منهم بالسرقة كنوع من رد الفعل الذي يشعره بشيء من الرضا الكاذب. كما يعد الاضطراب المزاجي أحد أسباب السرقة ودوافعها، حيث يكون الطفل غير متحكم في مشاعره ويعاني من العصبية الشديدة في حالة عدم تلبية رغباته. وربما يسرق الطفل أيضاً للفت الانتباه، وللحرمان من الحب خاصة في حالات انشغال الأهل أو لوجود شحناء بينهم. وللسرقة دوافع أخرى مثل: الخوف، أو الحاجة إلى الشعور بالاستقلال، أو التفاخر بين أصدقائه بامتلاك شيء مميز يشبع لديه جانب النقص الذي يسببه له أحياناً بخل الوالدين. ومن الجدير بالذكر أن المستوى الاجتماعي ليس له علاقة بسعي الطفل إلى السرقة، فقد تتوفر له كل سبل الرفاهية، ويجاب إلى ما طلب؛ ورغم ذلك تجده يسرق، فهذا متوقف على الطريقة المتبعة في التربية والتي يفضل فيها أسلوب الترغيب والترهيب أو الثواب والعقاب. ومن الغريب قيام بعض الأطفال بسرقة الطفل الذي يحبونه إذا لم يلقوا منه أي تجاوب تجاههم، وغالباً ما يكون المحبوب من الجنس الآخر معتبرين الشيء المسروق رمزاً لاستمرار العلاقة، وهو ما يعرف (بظاهرة الأثرية) أي الاحتفاظ بأثرٍ من مقتنيات من يحب. مهارات الطفل السارق يرى علماء التربية أن السرقة تتطلب أن يكون لدى السارق عدة مهارات عقلية وجسمية تمكنه من القيام بهذا العمل، كسرعة الحركة، ودقة الحواس والجرأة وقوة الأعصاب والذكاء. وهي صفات إذا استثمرت بشكلٍ صحيحٍ فإن ذلك سيكون في صالح الطفل. فمثلاً إذا قام الطفل بأخذ قطعة من الحلوى من أحد المحلات وخبأها في ملابسه، فلابد من توجيهه وإفهامه - دون تعنيف أو ضرب- أن هذا الشيء لا يجوز، ويفضل اتباع أسلوب تأنيب الضمير معه عن طريق سؤاله عن شعوره إذا ما أخذ منه أحد شيئا عزيزا عليه. وهذا الأسلوب يسهم في تنبيه جهاز الطفل العصبي فيجعله يمييز بين ما يملك وما لا يملك. نصائح الأطباء ينصح الأطباء النفسيون بعدة أمور احترازية؛ لتفادي داء السرقة لتصبح أمرا عارضا وليس مرضياً، ومن هذه الأمور: - المساواة والعدل بين الأبناء، وعدم تفضيل أحدهم على الآخر حتى لا يكون ذلك باعثا على إذكاء نار الغيرة والكراهية بينهم. - متابعة الطفل ومعرفة مصدر الأشياء التي بحوزته في محاولة لمد جذور التواصل بين الأهل والمدرسة. - اتباع أسلوب الترغيب والترهيب، والثواب والعقاب، وعدم إلصاق تهمة اللصوصية بالطفل، فعند الاكتشاف الأول يمكن مسامحة الطفل، مع التحفظ على أن تكرار هذه الفعلة مرة أخرى سوف يترتب عليه عقاب يحدده الوالدان بشرط أن يكون متدرجا، علما أن التكرار ليس دليلا على عدم قابلية الطفل للإصلاح. - مكافأة الطفل على كونه لا يعبث بأشياء الآخرين من أصدقائه مع تشجيعه وضرب الأمثلة له أن الآخرين يفعلون أفعالا خاطئة بينما أنت متميز عنهم. - ضرورة التشديد على الطفل منذ نعومة أظفاره وإعلامه بحرمة السرقة، وذلك بأسلوب سهل ومبسط، فالرسول - صلى الله عليه وسلم- حين أراد أن يجذب عبد الله بن عمر بن الخطاب لصلاة الليل لم يعاقبه ولم يوبخه، بل قال له نعم الرجل عبد الله لو كان يصلى من الليل إلا قليلا. وبطريقة المدح هذه قد ذكره صلى الله عليه وسلم بشيء قد غفل عنه، فأصبح أمرا محببا إلى نفسه. - ضرورة قيام الوالدين برد ما أخذه الطفل خلسة؛ لأن التغاضي عن هذه الفعلة قد ترسخ في ذهنه أن ذلك أمر عادى،مع الإكثار من حكاية القصص التي تبين عقوبة السرقة وعقاب السارق التي سيتعرض لها إذا فعل ذلك. - تعويد الطفل وتربيته على أنه ليس بالضرورة أن يتوفر لديه كل ما يطلبه -خاصة الأمور الترفيهية - فلابد أن يعيش بوسطية فلا إفراط ولا تفريط. - لابد من أخذ الأمر بجدية وسرية تامة بحيث لا تتعدى الأب والأم، وإذا علم الأبناء من الممكن إفهامهم أن أخاهم أخذ الشيء من قبيل الخطأ وليس العمد. - متابعة الوالدين لنوعية الأفلام والقصص التي يتعرض لها الأطفال؛ للتأكد من خلوها من السلوكيات الخاطئة التي قد يقلدونها، فمن الضروري أن يختاروا لطفلهم ما يتلائم مع المرحلة العمرية التي يمر بها. فأطفالنا كالصلصال الطيِّع كيفما شكلناهم وربيناهم وجدناهم، فهم أمانة في أيدينا تستوجب منا الدأب والمثابرة لنتعامل معهم بالطريقة العلمية الصحيحة
-
توماس إديسون ولد في ميلان في الولايات الأميركية المتحدة في الحادي عشر من شهر فبراير 1847م الموافق فصل الشتاء الفصل العلمي البحت في شمال خط الاستواء. بدأ حياته العملية وهو يافع ببيع الصحف في السكك الحديدية، لفتت انتباهه عملية الطباعة فسبر غورها وتعلم أسرارها، في عام 1862 قام بإصدار نشرة أسبوعية سماها (Grand Trunk Herald). وكل شيء فعله كان بفضل أمه السيدة ماري والتي تعمل كمدرسة للقراءة والأدب، قامت هذه الأم الرائعة بتعليم ابنها بنفسها فقد أحبته كثيرا , ورغم أنه لم يتعلم في مدارس الدولة إلا ثلاثة أشهر فقط ، فقد وجده ناظر المدرسة طفلا بليدا متخلفا عقليا لكن ظهرت عبقريته في الاختراع بعد إقامة مشغله الخاص حيث أظهر سيرته المدهشة كمخترع، ومن اختراعاته مسجلات الاقتراع والبارق الطابع والهاتف الناقل الفحمي والميكرفون والفونوغراف وأعظم اختراعاته المصباح الكهربائي. أنتج في السنوات الأخيرة من حياته الصور المتحركة الناطقة، وعمل خلال الحرب العالمية الأولى لصالح الحكومة الأمريكية، وقد سجل أديسون باسمه أكثر من ألف اختراع. قصة أديسون مع الكهرباء كان لاختراع المصباح الكهربائي قصة مؤثرة في حياة أديسون، ففي أحد الأيام مرضت والدته مرضا شديدا، وقد استلزم الأمر إجراء عملية جراحية لها، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية نظراً لعدم وجود الضوء الكافي، واضطر للانتظار للصباح لكي يجري العملية لها، ومن هنا تولد الإصرار عند أديسون لكي يضئ الليل بضوء مبهر فأنكب على تجاربه ومحاولاته العديدة من اجل تنفيذ فكرته حتى انه خاض أكثر من 999 تجربة في إطار سعيه من اجل نجاح اختراعه، وقال عندما تكرر فشله في تجاربه " هذا عظيم.. لقد أثبتنا أن هذه أيضا وسيلة فاشلة في الوصول للاختراع الذي نحلم به"، وعلى الرغم من تكرار الفشل للتجارب إلا انه لم ييأس وواصل عمله بمنتهى الهمة باذلاً المزيد من الجهد إلى أن كلل تعبه بالنجاح فتم اختراع المصباح الكهربائي في عام 1879م. تعليق أين الأم المسلمة؟ ما دورها في تعليم أولادها؟ لو لم يكن هناك مدارس حكومية...فما الذي ستقدمة تلك الأم لفلذة كبدها؟ تلك الأم التي قال الله جل في علاه فيها...((* وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً *))... ما هي آيات الله؟ ما هي الحكمة؟ التي طولب بذكرها النساء؟ هل نحن كمجتمع أهلنا الأم لتقوم بالدور هذا...كي تكون معلمة وراعية لأولادها؟ ... بحاجة لبرامج جبارة كي تكون الأم على أهبة الإستعداد لتكون مشرفا مليئا بالذكر و الحكمة... مشرفا على أولادها في منزلها. تكون مرجعا لهم في جميع دروسهم في التعليم العام على الأقل. هل من برامج تجعل الأم تنهض بمهامها التعليمية التربوية؟ نحن ندرك أنه يوجد برامج للنهوض بالمرأة كي تهتم بصلاتها و سترها و عفافها... و يوجد برامج تغريبة...تسعى لتغريب المرأة و إبعادها عن آيات ربها و الحكمة لكننا بحاجة ماسة و كبيرة لبرامج تنهض بالمرأة تربويا-تعليميا... على الأقل تهتم بابنها كما اهتمت ام آدسون بأدسون
-
التعريف بها : زينب محمد الغزالي الجبيلي ولدت في 2 من يناير سنة 1917م، ونشأت بين والدين ملتزمين بالإسلام ووالدها من أهل القرآن من قرية "ميت يعيش" بالدقهلية مصر وغلب على الأسرة العمل بالتجارة. تعلمت في المدارس الحكومية، وأخذت علوم الدين والقرآن والحديث والفقه وعلومهما على الشيخ عبد المجيد اللبان وكيل الأزهر الشريف، والشيخ محمد سليمان رئيس قسم الوعظ بالأزهر، والشيخ علي محفوظ وتأثرت بالشهيد حسن البنا والأستاذ الهضيبي في سلوكهما فكانت شجاعة أبية صابرة متفانية محبة لدينها. زينب الغزالي عملها ومؤلفاتها : من مؤسسي المركز العام للسيدات المسلمات ومسئولة الأخوات المسلمات في جماعة الإخوان المسلمين وتولت رئاسة المركز سنة 1356هـ - 1936م بهدف نشر الدعوة. ألفت من الكتب: أيام من حياتي، نحو بعث جديد، نظرات في كتاب الله، مشكلات الشباب والفتيات، إلى ابنتي، وتحت الطبع "أسماء الله الحسنى" ولها العديد من المقالات في الصحف والمجلات العربية والإسلامية وقد طافت الكثير من البلدان الإسلامية وشاركت ومثلت المرأة المسلمة في كثير من المؤتمرات والمنتديات. زينب الغزالي وصلتها بدعوة الإخوان : بدأت صلتها بالإخوان عام 1357هـ - 1937م، وبعد تأسيسها لمركز السيدات المسلمات بستة أشهر اقترح عليها الإمام الشهيد – رحمه الله – رئاسة قسم الأخوات المسلمات عند الإخوان ورفضت في البداية بناءً على رفض أخواتها من العضوات المؤسسات لكنهن أبدين بعد ذلك التعاون والتنسيق مع الجماعة. لكن بعد أحداث 1948 وصدور قرار حل جماعة "الإخوان المسلمين" أرسلت برقية نيابة عن أخواتها للإمام الشهيد حسن البنا تبايعه فيها على العمل للإسلام وتعبيد نفسها لله في سبيل خدمة دعوته، وحينئذ أصبحت عضوة في جماعة الإخوان المسلمين. زينب الغزالي وثورة 1952م المصرية : تعاطفت زينب الغزالي مع الانقلاب والثورة في بدايتها وقت أن كانت القيادة بيد اللواء محمد نجيب كما أيدها – السيدات المسلمات – وكان ذلك لفترة قصيرة تغيرت رؤيتهن بعد ذلك بسبب إحساسهن أن الأمور لا تسير على ما يرام، وأنها ليست الثورة المنتظرة التي تقيم حكم الله، ومرت الأيام وسقط القناع عن وجه الثورة بقيادة عبد الناصر وظهر عداؤه للإسلام في شخوص رجاله وصدور الأحكام البشعة بالإعدام على العلماء الأبرار. زينب الغزالي ومواقفها السياسية : كان أول تكليف لها من الشهيد حسن البنا هو الوساطة بين الإخوان والنحاس باشا وإزالة سوء التفاهم بينهما وكان الوسيط المرشح من قبل النحاس هو الأستاذ أمين خليل. وقد رفضت طلبًا لعبد الناصر حاكم مصر بمقابلتها، قائلة: "أنا لا أصافح يدًا تلوثت بدماء الشهيد عبد القادر عودة" فكانت بداية العداوة فلاقت من التعذيب والسجن ما لاقت على يد زبانية جمال عبد الناصر، ثم دبروا لاغتيالها في حادث سيارة أسفر عن كسر فخذها ثم حاولوا تجنيدها في الاتحاد الاشتراكي وإغراءها بالمناصب وعرضوا عليها أن تصبح مجلة "السيدات المسلمات" تحت إشراف وتوجيه الاتحاد الاشتراكي وكانت الحاجة زينب صاحبة الامتياز ورئيسة التحرير آنذاك وقدروا مقابل ذلك ثلاثمائة جنيه راتباً شهريًا لها مع تدعيم المركز والمجلة بعشرين ألف جنيه سنويًا إلا أنها رفضت كل هذا، ثم صدر قرار الحكومة رقم 132 بتاريخ 6/9/1964م بحل المركز، وإيقاف إصدار مجلة "السيدات المسلمات" ولكنها أبت كل التهديدات إلا أن يكون العمل لله وحده. زينب الغزالي في رحاب السجون : بعد أن عرفوا أن حركة فكرية يقودها سيد قطب وقدمت المخابرات الأمريكية والروسية والصهيونية التقارير التي توحي بخطر هذه الجماعة على الثورة وأن هذه الحركة ستقضي على كل فكر مغاير للإسلام، وفي أوائل أغسطس 1965م بدأت الاعتقالات فاعتقلت الحاجة زينب الغزالي في 20/8/1965م وأخذوا كل ما في خزينتها ومكتبتها. دخلت السجون فلاقت فيها من الصلب والصعق بالكهرباء والتهديد بهتك العرض والتعليق في السقف والضرب بالسياط وإطلاق الكلاب المتوحشة والنوم مع الفئران والحشرات والحرمان من الطعام والشراب وانتهاك الكرامة والإنسانية والآدمية فضلا عن السب بأفحش الألفاظ وإغراق الغرف والزنازين المقيمين فيها بالماء، كل ذلك وهي محتسبة وثابتة وتردد الدعاء "اللهم اصرف عني السوء بما شئت وكيف شئت" فألهمها الله السكينة والصبر على البلاء، ورغم ذلك لم تتخلى عن ولائها لله ودعوته، وكان بإمكانها في هذا الوقت أن تقول نعم مثل الذين قالوا وتؤيد الطاغية لتحظى بنعيم الدنيا الزائل لكنها أبت وباعت نفسها لله لتشتري جنة عرضها السموات والأرض. زينب الغزالي ومواقفها الإنسانية : بعد أحداث 1954م البشعة التي صدر فيها أحكام بالإعدام والسجن والتشتيت لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين رفعت الثكالى والأرامل ضحايا الطغيان والظلم الأصوات مستغيثين دون مجيب أو مغيث ينقذ هؤلاء الذين لا عائل لهم، وكان عدد المعتقلين والمسجونين يقرب من مائة ألف لكن هذه المجاهدة انبرت مع مجموعة من السيدات الفضليات المجاهدات وجندن أنفسهن لدعوة الله - سبحانه وتعالى - ورعاية أسر هؤلاء المقهورين بدافع من أنفسهن فلم يبخلن بأي جهد أو وقت في التبرع من مالهن الخاص وجمع التبرعات من القادرين الخيرين مواساة وتخفيفًا عن هؤلاء. فتحية وحبًا وعرفانًا لهذه المجاهدة الأبية الصامدة ونسأل الله أن يبارك فيها وفي عمرها وأن يتقبل كل أعمالها خالصة لوجهه الكريم. المصادر والمراجع : 1. ابن الهاشمي، الداعية زينب الغزالي مسيرة جهاد وحديث من الذكريات من خلال كتاباتها، دار الاعتصام، القاهرة 1989م. 2. امرأتان مؤمنتان في رحلة التحرير النسوي الجاد (زينب الغزالي، وعائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ) شهرزاد العربي. 3. زينب الغزالي، أيام من حياتي، دار الاعتصام، القاهرة. 4. شهرزاد العربي: زينب الغزالي من البرنيطة إلى الحجاب، بيت الحكمة، منشية الصدر، القاهرة، مصر، عام 1996م.
-
ما شاء الله على الروعة تم التقيم بارك الله فيك و جزاك كل خير
-
** ليتكى لم تحفظى القرآن غاليتي***
لامار replied to نـــــــــــور's topic in المنتدى الإسلامى العام
ربنا يحفظك يارب ويوفقك الى كل ما يحبة ويرضاه اختى لامار اسال الله يجعلك من حافظات الفران الكريم ان شاء الله تسلميلي يا رب بارك الله فيك ربنا ما يحرمني من دعواتك -
فارس الأحلام الذي لم يأتِ يقولون إنني أنتمي إلى أسرة كل بناتها من الجميلات.. ذلك الجمال العربي المميز.. بالإضافة إلى الذكاء المميز للعائلة، فكنت متفوقة جداً في دراستي.. بل كنتُ أكثر إخوتي وأخواتي تفوقاً. فازداد اعتزاز أبي بي وتدليله لي.. فكان دائماً يردد مدى افتخاره بابنته (سارة) الجميلة الذكية وبنظرة الأب وعطفه هو يرى دائماً مميزات ابنته ولا يحاول أن يرى عيوبها مع أن أحداً لا يخلو من العيوب. في الجامعة كان غروري بالغاً.. وكنتُ أشعر أنني أستحق الزواج من رجل مميز شكلاً وموضوعاً.. فأنا إنسانة مميزة فلم لا أحظى برجل تغبطني عليه كل الفتيات وهن أقل مني جمالاً وذكاء؟ كان أبي يرفض كثيرين تقدموا لخطبيتي ولا يراهم جديرين بي، وكان أحياناً يخبرني بأمرهم وكثيراً ما يرفضهم دون أن يخبرني، بينما أسخر أنا من هؤلاء «المتواضعين» الذين فكروا ولو لحظة في الزواج مني.. أنا سارة المتميزة شكلاً وموضوعاً.. كنتُ انتظر رجلاً صنع له خيالي صورة مشرقة.. ذلك الرجل الوسيم الذي تنطق ملامحه وأخلاقه بالرجولة.. الكريم الذي يراني أغلى من أموال الكون.. الذي يشغل منصباً رفيعاً ولديه من الجاه ما يجعلني فخورة بانتسابي إليه زوجة أمام عائلتي ومجتمعي، لكن من تقدموا لخطبتي كانوا مختلفين تماماً عن ذوقي في اختيار الرجل المناسب.. فهذا رجل لا يجيد التعامل مع المرأة فيبدو جافاً متجهماً.. وهذا رجل لا يجيد استخدام الشوكة والسكين بل يأكل حتى «المانجو» بيده.. وهذا بخيل لم يقدم الهدايا اللائقة.. وهذا منصبه أقل من أحلامي بكثير.. وهذا رجل من عائلة ريفية وأنا من بنات المدينة.. وهذا يعيش مع أمه في مسكن متواضع وأنا أحلم «بفيلا» راقية في حي راقٍ.. حسناً سأنتظر الرجل الذي تطابق صورته أحلامي ولن أتعجل.. فسيأتي هذا الرجل إن شاء الله الجدير بحبي وقلبي. أنهيت دراستي الجامعية بتفوق ولم يأت الرجل المناسب لأحلامي وبدأت الإعداد للماجستير ولازال لديّ أمل في أن يتقدم لخطبتي رجل الأحلام وفارس القلب المنتظر.. في هذه الفترة أهداني والدي شقة فاخرة تقديراً لتفوقي فكانت سعادتي لا توصف.. وفجأة توفي أبي الرجل الحنون الذي كم حلمت أن يرزقني الله بزوج في مثل صفاته الرائعة.. وأصابني الحزن العميق الذي وصل للاكتئاب الشديد ولا سيما أن إخوتي جميعاً وأخواتي تزوجوا وتركوا البيت وبقيت وحدي مع أمي.. وبينما كان أبي فخوراً بي كانت أمي حزينة لأني أقترب من الثلاثين دون زواج.. لكني كنت أؤكد لأمي أني مثل الجوهرة تزداد قيمتها مع الزمن.. وأن فارس الأحلام سيأتي وسيسعى إليّ سعياً. كانت أمي أكثر واقعية من أبي رحمه الله. فطلبت مني أن أتنازل عن شروط كثيرة في فارس الأحلام.. وأن أرضى برجل عادي وليس من الضروري أن يكون متميزاً.. لكني رفضتُ منطق أمي.. وصممت أن أنتظر حتى أحظى بالفارس المنتظر. وفعلاً.. تقدم لي الرجل الذي كنت أحلم به.. رجل وسيم من عائلة طيبة ذو منصب وجاه.. أنيق جداً.. متحدث ذكي وجذاب.. حرصت في ذلك اليوم الذي جاء أخي الأكبر لكي يلتقي به.. حرصتُ أن أكون جميلة الجميلات.. أن أبدو في جمال فتاة الخامسة عشرة رغم أني بلغت الثلاثين.. في وجود أخي جلست قبالة الرجل الذي جاء لخطبتي، بدا عليه الغرور.. بينما ظهرت عليّ اللهفة والانجذاب إليه.. يبدو أني لم أحظ بإعجاب الرجل الذي واجهني بصراحة مؤلمة أنه يعتذر عن الارتباط بي.. لعدم التوافق.. فسألته وما معنى عدم التوافق؟ قال إني أتحدث كثيراً بما يشبه الثرثرة وهو لا يحب المرأة كثيرة الكلام.. وأن كل اهتمامي بجمالي دون الاهتمام بأعماقي وبأن أرقى بتلك الأعمال وجدانياً وثقافياً.. وأضاف الرجل الصريح: آسف يا آنسة سارة.. أنا أحب الجمال صحيح ولكني أحب جمال الشخصية أضعاف حبي لجمال الملامح.. وانسحب الرجل وترك في نفسي جرحاً عميقاً.. إنه الرجل الوحيد الذي تمنيت من كل قلبي أن يتزوجني.. فيرفضني وبهذه الصراحة.. تملكتني رغبة شديدة في البكاء.. كان حزني وأمي شديداً.. لكني قررت أن أخرج من هذه الأزمة فعدت لإكمال دراسة الماجستير وتفوقت فيه.. ثم بدأت الإعداد للدكتوراة وفي هذه الفترة تقدم لخطبتي رجل يعمل أستاذاً بالجامعة.. قال إنه معجب بجمالي لكنه ما إن عرف أني تجاوزت الخامسة والثلاثين حتى اعتذر بصراحة شديدة إنه يريد من هي أصغر لتنجب في وقت مناسب وتربي أبناءه في وقت ملائم. وبعد هذا بدأ يتقدم لي أشخاص غير مناسبين مطلقاً وأصابتني الحسرة على أحلامي القديمة.. أنا سارة دكتورة الجامعة يتقدم لخطبتها مثل هؤلاء، لا وألف لا.. عدم الزواج والعنوسة أفضل ثم توفيت أمي.. واضررت للانتقال إلى بيت أخي الذي قال لي إن بيته صغير وأن الأفضل أن ننتقل جميعاً أنا وهو وزوجته وأبناؤه إلى الشقة الفاخرة التي أهداني إياها أبي قبل رحيله.. ومضطرة وافقت أن أعيش مع أخي وأسرته في شقتي الجميلة.. وعانيت أشد المعاناة من المنغصات في التعامل ومن شقاوة أبناء أخي ومن تلميحات زوجته عن عنوستي لدرجة وصولي سن الأربعين، بينما هي تزوجت أخي وهي في «العشرين» وتضيف زوجة أخي في اختيال إنه تقدم لخطبتها الكثيرون قبل أخي، فالرجال يفضلون الزواج من الصغيرة وليس من «الدكتورة» التي قاربت الأربعين! كنتُ أكظم غيظي فزوجة أخي تعيش في شقتي وتتطاول عليّ ولو شكوت لأخي لما حرك ساكناً، فزوجته أهم بكثير من أخته ورغم أن أني قاربت الأربعين إلا أنني أكثر جمالاً من زوجة أخي بكثير.. لكن زواجها المبكر من أخي هو الذي جعلها تتفاخر أمامي وتعيرني بتأخير زواجي.. إنني لا شك سعيدة بعملي ومنصبي ومحبوبة من الجميع بل وتغبطني زوجة أخي على منصبي العلمي.. لكني أعود فأقول إن الرجل مهم جداً للمرأة بكونه زوجاً.. وأن العلم وإن كان قيمة عظمى في حياة المرء.. إلا أن الرجل بكونه زوجاً يحفظ للمرأة كرامتها ويخفف عنها وحدتها ويرعى أمورها.. إن الزواج ضرورة للفتاة أضعاف العلم.. أوجه رسالتي لكل أب وأم وابنة أن لا يكون الجمال والذكاء وسيلتين لغرور المرأة وأسرتها حتى تضيع كل فرص الزواج من بين يدي المرأة.. على الآباء أن يتذكروا ويتذكروا بناتهم بأهمية زواج الفتاة في عمر مناسب وبأن تتنازل الفتيات عن الصورة الخيالية لفارس الأحلام، حيث إنها في كثير من الأحيان تظل صورة خيالية لا تمت للواقع بصلة. إن مجتمعاتنا لا تقبل مطلقاً المرأة التي تعيش وحدها ولو حصلت على أكثر من دكتوراه فتضطر هذه المرأة للحياة مع أخيها وأسرته أو عم أو خال وتلاقي الكثير من العناء في مثل هذه الحياة.. بينما تكون في بيت زوجها أكثر إكراماً ورعاية، فهي تخدمه وترعى شؤونه وهو يفعل الشيء نفسه يخدمها ويرعاها.. لقد اكتشفتُ خطأ حياتي الجسيم وهو الغرور بالجمال والعلم والعائلة وكيف إن أبي أيدني في هذا الغرور وكنتُ أتمنى لو نهرني وأعادني لصوابي.. لكنه رحمه الله نظر لابنته نظرة الرضا والتأييد رغم أن لي عيوبي.. إن مصارحة الآباء والأمهات لبناتهن بالعيوب أحياناً تفيد في إعادة الفتاة لصوابها ومقاومة غرورها وبحثها عن رجل بلا عيوب.. وربما شعور الفتاة أن والديها على قيد الحياة يمنحانها كل الحب والعون والتدليل.. ربما من هذا المنطلق تعتقد الفتاة (دوام) بقاء الوالدين لكنها تصدم صدمة مروعة مع رحيلهما تباعاً وتفاجأ أنها وحيدة ثم تفاجأ أنها كالضيف الثقيل، فهي عبء على من تعيش معهم.. والمشكلة الأخرى أن الزوجات الأخريات يشعرن بالخوف من المرأة الوحيدة خشية أن تزلزل أمام بيوتهن وهكذا يغلقن الأبواب في وجهها، وهذا ما حدث مع أكثر صديقاتي.. تجنبن تماماً استمرار علاقتهن بي مادمتُ وحيدة. كلمة أخيرة.. لا المال ولا الجمال ولا المنصب ولا العلم يغنيان المرأة عند وجود رجل (زوج) في حياتها.. وأقول لكل زوجة حافظي على زوجك وتنازلي كثيراً لإرضائه ولا تضيقي بخدمته، فهذا أفضل كثيراً من اضطرارك لخدمة آخرين مقابل حياتك في حمايتهم أو كنفهم. إني أعترف بالخطأ الكبير أني كان من الأفضل لو قبلت الزواج من رجل يرضى عنه أهلي في دينه وخلقه كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم.. لكن أحلامي للأسف كانت بعيدة جداً عن هذا الحديث النبوي الشريف.. فضاعت أحلامي مثل أيامي، لكني من فضل ربي لا أحب الندم ولا البكاء على الماضي.. إنني فقط أسجل تجربتي لتستفيد منها كل الفتيات والأسر.. بقي أن أقول: إني والحمد لله مؤمنة بأن الإنسان يعيش قدره فعليه أن يرضى به.. وأحياناً أضيق بوحدتي فلا أجد ملجأ إلا الله ثم أتذكر نعم الله عليّ من مال ومنصب وعلم وصحة.. فيطمئن قلبي أن حياتي مليئة بالنعم وهي تستحق الشكر لله عز وجل في كل صلاة ..
-
زارتني صبيّة صغيرة في السن جميلة ينتابها حزن شديد وقلق وحيرة، سألتها: خير.. ما الذي يُقلقك؟ قالت: أريدك أن تُساعديني فأنا في حيرة من أمري...لا أعرف كيف أتصرف ولا إلى من ألجأ؟ قلت لها: حدّثيني بصراحة وسأحاول أن أساعدك بما أستطيع. قالت أنا فتاة عمري عشرون عامًا لم أُكمل تعليمي وكغيري من الفتيات أتمنى أن يكون لي زوج يُسعدني وبيت يكون مملكتي. تعرفت على شاب يكبرني بعشرين عامًا عن طريق الهاتف الخليوي واستمرت بيننا المحادثات وتطورت حتى شعرت أنني متعلقة به إلى حد كبير ولا أستطيع الاستغناء عنه ولو للحظة...وراودني شعور أيضًا أنّه كذلك يبادلني نفس الحب والتعلّق وطلب مني أن نلتقي..!! لكني كنت مرتابة من هذا الأمر فرفضت ثمّ بدأ يكرّر ويلح عليّ بالخروج من البيت ولقائه في مكان ما ليتعرف عليّ أكثر. فطلبت منه أن يثبت لي حبّه وتعلّقه بأن يتقدم لخطبتي وعندها نستطيع أن نتعرف على بعض أكثر وعن قرب وأمام عيون الأهل والنّاس... لكنّه رفض وادّعى أنّ موضوع الخطبة سابق لأوانه وخيرني إمّا أن أخرج وألتقي به خارج حدود البيت والأهل وإمّا أنّه سيقطع علاقته بي. أُصبت بالذهول من ردّة فعله وراودني خوف شديد من تهديده وأنّه سيقطع علاقته معي لأنّني أشعر وبصدق أنّني أحبّه ولا أستطيع أن أستغني عنه. نظرت إليّ والدموع تذرف من عينيها وتقول لي ساعديني ماذا أفعل؟ قلت لها: اهدئي واسمعيني جيدًا. إنّ هذه العلاقة التي بينكما محرّمة ولا يرضى بها الله ولن يرضى عنها الأهل بالتأكيد لو اكتشفوا هذا الأمر. قالت: نعم. قلت لها: لا يهمّني الآن كيف بدأت علاقتكما والحديث معًا يوميًا بالهاتف الخليوي... لكن الحمد لله أنّ الله حفظك حتى الآن ولم تقعي بمصيبة أكبر من هذه وهي الخروج معه ولقائه... لأنّه وفي مثل هذه الحالة لا يعلم سوء العاقبة إلا الله. أولاً: احمدي الله أنّه حفظك من الوقوع في خطيئة أعظم من الحديث بالهاتف والخلوة مع هذا الغريب. ثانيًا: كوني على ثقة أنّ هذا الشاب يُضلّك ويغويك ولا يبغي من وراء علاقته معك إلاّ اللّقاء بك وإشباع نفسه ثمّ الدوس على شرفك تاركًا إيّاك تتجرعين مرارة الخطيئة العمر كلّه منطلقّا للصيد مرة أخرى...وما أكثر هذه الفئة من الشباب في مجتمعنا وللأسف... فاحذري. ثالثًا: أظن أنّه وربما من حيث لا يدري نبهك إلى أنّه شاب لعّوب لا ينوي الخطبة والستر بل التسليّة واللهو وربّما يقطع الحديث معك ليُصله بغيرك وهكذا. فكيف لك أيّتها الفتاة الطيبة أن تنطلي عليك خدعة ويغريك حديثه ويعمي عينيك وقلبك وضميرك شغف اللقاء به... إصحي واستيقظي من غفلتك وإيّاك أن تستمري في هذه العلاقة أو غيرها فهي من العلاقات المحرّمة التي لن تجلب لك إلاّ الدمار والهلاك... واعلمي حفظك الله أنّ الفتاة كالزجاج جميلة ناعمة الملمس شفافة إلاّ أنّها سرعان ما تنكسر إذا لم تتوخّ الحذر... وإذا ما انكسرت يستحيل إصلاح الخدش أو تجبير الكسر... فاحذري. الآن فورًا وأنت امامي تخلّصي من رقمه وتخلّصي من الشريحة الخاصة بهاتفك حتى لا يستطيع الاتصال بك ثانيةً كي لا تتركي سبيل للشيطان لإرضاخك وإضعافك... واستغفري الله وتوبي إليه وادعيه أن يستر عليك في الدنيا وأن يُيسّر لك شابًا خلوقًا طيبًا صاحب دين يخاف الله فيك ويحبّك وتحبّينه ويعفّك وتعفّينه... بكت... وقالت لي لكنّني أشعر أنّني أحبّه دليني على طرق أتخلّص فيها من حُبّه. قلت لها: عليك بالوضوء وصلاة الحاجة واطلبي من الله أن يمحو حبّه من قلبك لأنّه لا يستحقّه... خرجت الفتاة من عندي بعدما وعدتني بالتخلّص من رقمه وشريحة الهاتف ونسيانه والاستعانة بالله. دعوت الله لها ولكل بنات المسلمين وعيوني تدمع على هؤلاء الأبكار اللواتي يستغل شفافيّتهنّ ورقتهنّ وعاطفتهنّ ذئاب البشر... ...بعد مرور شهرين وإذ بهذه الفتاة تدخل مرّة أخرى وهي مبتسمة قائلة: أتذكرينني. قلت لها وكيف أنساك. قالت:أتيت لشكرك... أنت أنقذتيني من الانجرار إلى الهاوية والحمد لله تخلّصت منه وبعد أيام رزقني الله بشاب صاحب خلق ودين... خطبني وأنا في غاية السعادة والحب وأستعدّ للزواج. قلت لها: الفضل لله والشكر لله والحمد لله. وأنت حبيبتي يا من تسيرين في هذا الدرب ألا تعتبرين فالعمر قصير والذنب كبير والرّبّ قدير.
-
1- سبحان ربـي الواحد الرحمــنِ مـن زان أهل الفكــر بالأذهانِ -2- رب المشارق والمغارب نوره هـدي لكل الخلـق بالأكـوانِ -3- الفضلُ كــل الفضل مردود له حمـدا له فـي السـرّ والإعلانِ -4 - الله خالق كــلّ شيء,لن تــرى فـي صنعه شيئا مـن النقصانِ -5- انظرْ لقــدْ جعــل الطبيعة آية فنظامها فـــي غايــة الإتقـانِ -6 - رفع السّماء بغـير أعمدةٍ كما زرع النجوم بها بكــلّ مكانِ -7- وأنار وجه البدْر في غسق الدجى حتــى يؤكــد حكمة الدّيّـــانِ -8- هُوَ أرسل السّحُب المطيرة أعينا تبكــي لِتُسْعِـدَ خافقَ الإنسانِ 9- وضع الجبال رواسيا في أرضه كي تستقرّ بمحور الدوران 10- جعل النهارَ مُكوّرا بالليل,بل نظم الفصولَ بدقّة الميزانِ 11- نشر النباتَ وفجّرالماءَ الذي نحيا بـــه فـي سائر الأزمانِ 12- والبحرُ دبّجهُ بأجملِ جوهـرٍ وبأغرب الأصداف والحيتانِ 13- والثّمـْـرُ عدّد نوعه فبدا لنا متباينا فـي الطعْـم والألوانِ... 14- أَوَليْس صُنعُ الله أجملَ لوحةٍ لم تَـبْـتَـدِعْـها ريشة الفنانِ؟ 15- أوَ هل من المعقول ينكر عاقل فطــنٌ لبيـب قدرة الرحمـنِ؟ 16- هــذي الدلائل حجة ملموسة لَـتُــقِـــرُّ بالملكـوتِ للمنّانِ 17- وشواهـد بعظيم حبكة خالق متفرد بالخلق صاحب شانِ 18- يا سائلي نِـعَـمُ الكريم كثيرة تعدادها أمر يفوق لسانِي 19- يكفيك منها أن ربك خصنا من فضله بالعقل والوجدانِ 20- بالقلب يعزف للحياة بنبضة من أعذب الأنغام و الألحانِ 21- يكفيك مـنها أن شخصك مسلمٌ شغِفٌ بحب نبيّنا العدنانِي 22- صلى عليه وسلّم الله الذي توحيـده هـــو غاية الإيمانِ 23- يكفيك مـنها أن دينك قـيّـمٌ منهاجه مـن حكمة القرآنِ 24- يدعو الى الإيخاء دون تعصب يرنو لكسب البر والإحسانِ 25- فاخلع ثياب الكبر واتبع الهدى واترك طريق النفس والشيطانِ 26- واهرعْ لإرضاء الودود توددا فرضاء رب العرش في الإمكانِ
-
صمت يخالطه سكون روحي اقدس ما يكون اؤتمن عليها ملك الموت فأدعوه دون اي صوت فالضجة اصبحت تجارة في امة منسية الحضارة تلهث دوما على انها شطارة و لكننا هنا وحدنا دائما و ابدا نلوب في هذه الدروب نمضي نركض ننقب عن هدفنا نعلل سر بقائنا لعنا سواعد البناء من جديد شمس من المغيب تهم بالشروق امل يخالطه بريق لاحقا بمواكب السناء و النجوم فيا امة تنام في وضح النهار و الامم من حولها تبني الحضارات الكبار اما في اجسادكم بقايا انسان....... بقلمي اختكم لامار
-
** ليتكى لم تحفظى القرآن غاليتي***
لامار replied to نـــــــــــور's topic in المنتدى الإسلامى العام
موضوع فعلا رائع و من صميم الواقع دعيني اضيف لك مثالا عني انا شخصيا الحمد لله احد اهم احلامي و طموحاتي و اهداف حياتي اتمام حفظ كتاب الله عز وجل و كنت محجبة و للحمد لله و لكني كنت اشعر بالذنب لعدم ارتدائي للجلباب و كنت اخجل بل اذوب خجلا كلما رايت سورة الاحزاب و بعدها و باقل من اسبوع اكرمني الله بالجلباب و لبسه الحمد لله و المنة له . اسال الله ان يتم علي نعمته بحفظه كاملا اسالكم الدعاء