-
عدد المشاركات
1,307 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
16
كل منشورات العضو لامار
-
لعل هذه الفترة هي من أكثر فترات الأم سعادة، فطفلك يستمر في النمو ولكن ليس بالسرعة السابقة، وبذلك تستطيعين أن تكوني صورة أوضح عنه وقدرته على الكلام والفهم تجعل التفاهم بينكما أسهل وفوق هذا كله فهو ما زال من الصغر بحيث يحتاج إليها وإلى أن يظهر حبه لك. وهذه الفترة تتطلب منك الصبر والتوجيه ومقاومة أية محاولة للإنحراف. إن الأطفال ليسوا أقوياء ولا شجعان، وأي طفل يمكن أن يكون مستكينًا خاضعًا لو قامت فيه رغبته في الإنطلاق والاكتشاف والعمل. وأنت تعلمين تمامًا أن الخبرة والأخطاء التي وقعت فيها في هذه السن. وتوجيهك إلى تصحيح هذه الأخطاء هي التي خلقت منك الشخصية المتزنة. فلا تقتلي شجاعة طفلك بأن تقولي له دائمًا: أنك لا تستطيع عمل هذا...بل شجعيه على أن "يستطيع" ويجرب بنفسه. فالطفل الصغير الذي يسأل أمه إن كان يستطيع إحضار الرمال ليملأ بها عربات القطار الذي يلعب به فيكون جوابها "لا" ثم تعدد له أسباب ذلك من اتساخ البيت إلى قذارة الرمال لها عذرها في ذلك إلا أنها لم تحل المشكلة. إنها قد تُفاجأ بالطفل يقول: حسنًا سأضع إذن الدُمى بدلًا من الرمال وهذا حل عملي بسيط لم تستطع الأم أن تتوصل إليه بينما فعل الطفل ذلك ببساطة. وفي هذه الفترة يستطيع الطفل أن يتحمل مسؤوليات أكثر داخل نطاق الأسرة فهو يحب أن يستشار في بعض الأمور التي تخصه. وهو يقبل على ما يطلب منه عمله بهمة لأنه يرى نفسه صورة مصغرة لأبيه ويلمؤه الفخر إذا قالت له أمه أنه بمساعدته لها وفر لها كثيرًا من الوقت والمجهود ولكن هذه الأعمال سهل ليس فيها خطورة. ولكن مكافأتك له بالتشجيع سخية، وحددي له تمامًا المطلوب اداؤه. اطلبي منه أن ينظف جزءًا معينًا من الحديقة مثلًا، ولكن لا تطلبي منه أن يعمل ساعة في تنظيف الحديقة. فإن الوقت لا يعني شيئًا بالنسبة له، وهذه الفترة قد تكون هذه الساعة يومًا بأكمله أو دقيقة واحدة بالنسبة له. كما أنك تستطيعين أن تشجعي طفلك ببعض النقود فذلك يجعله يقدر قيمة العمل، كما يعلمه كيفية التعامل مع النقود بوقت مبكر. إن من الأفضل طبعًا أن يؤدي ما يطلب منه بدافع الرغبة في المساعدة ولكن إن كنت تعلمين أنه يحاول اقتصاد بعض المال لشراء شيء معين، فلا مانع من اعطائه أجرًا على عمله بين حين وآخر واتفقي معه على الأجر قبل بداية العمل، فالطفل يحب كثيرًا أن يعرف مقدمًا ما يعمل لأجله بدلًا من أن يكون ذلك مفاجأة له. ودخل الطفل في هذه الفترة يكون طبعًا من مصروفه فابدئي في سن الخامسة بإعطائه مبلغًا كل أسبوع أو أي مبلغ ترين أنه مناسب له. وأهم ما في الأمر ألا يكون هذا المصروف مشروطًا بأي شروط، كما يجب أن لا يمنع عنه بأي حال لأنه لم يحسن سلوكه ولا تحددي له أيضًا الطريقة التي يريد أن ينفقه فيها لكن وجهيه وعلميه بشكل غير مباشر كأن تعلميه أجر الصدقة وأهميتها خاصة بما يتناسب مع عمره. إنك قد تشعرين بالضيف بأن طفلك (خائب) إذا فقد منه مصروفه، أو انفقه في شيء غير مفيد ولكن ذلك يحدث في البداية فقط لأن الطفل سيكون أكثر منك أسفًا لذلك. وسرعان ما يتعلم كيف ينفقه في الوجه المناسب. وطبيعة ذهاب الطفل إلى المدرسة ستؤدي به إلى التعرف على أشخاص آخرين غير أسرته وجيرانه فهناك المدرسون والمدربون الرياضيون. ومع أن الطفل يعتقد في هذه السن أن أمه تستطيع عمل أي شيء في العالم إلا أنه سيأخذ في المقارنة بينك وبين هؤلاء الأفراد الجدد، كما أنه سيستمد من الخارج بعض الآراء التي تتعارض مع آرائك، فلا تحاولي أن تصري على أنك على حق وهم على باطل، أو أنك أكثر منهم عناية به ورغبة في سعادته، فإن ذلك يجعله يشك في كل من يتعرف عليه، بل اتركيه يتبين بنفسه مقدار ما في هذه الآراء والتصرفات من خطأ وصواب. وعمله على تنفيذ بعض رغباته الصادقة يجعله يشعر بالامتنان والسعادة. كما يشعر بقدرته على الحكم على الأمور حين توافقينه على وجهة نظره بين حين وآخر. إن الطفل يشعر بالأسى حين يصر والده على أن يذهب لفراشه قبل أن ينتهي من سماع برنامج الأطفال لأن ذلك يشعره بتفاهته وبأن هناك قوة أخرى تسيطر عليه، فإذا أتى طفلك مسرورًا ليطلعك على بعض اللعب التي قام بصنعها بنفسه فقابلتيه بغضب شديد لأنه ملابسه قد اتسخت فإنك بذلك تسيئين إليه إساءة كبرى وتستطيعين أن تجعلي من طفلك أكثر الأشخاص عنادًا وعدم طاعتك أمام الغرباء إذا أصررت على إهانته. بهذا الجيل يحب الطفل أن يستطلع كل شيء فلا تتوقعي أن تجيبيه على كل أسئلته. خروجك من البيت إلى الأمكنة العامة سينمي مواهبه ويجيبه على كثير من الأسئلة التي تدور في رأسه.
-
مراحل نمو الطفل تشهد الكثير من التغيرات والسلوكيات, التي طالما أثارت العديد من التساؤلات بين الاباء والامهات, حول طرق التواصل مع الطفل وتعزيز السلوكيات الايجابية، وفي المقابل طرحت التساؤلات حول معالجة السلوكيات الغير مرغوب بها, وحول المهارات التي من الممكن ان تميز كل مرحلة واذا ما لاحظت الام او الاب عدم اكتساب طفلهم احدى المهارات يدخل القلق والحيرة الى حياتهم. في سلسلة المقالات السابقه تحدثت عن نمو الطفل في السنوات الخمس الاولى من عمره, وقد ذكرت من خلال الحديث قضية المهارات عند الاطفال وميزات كل مرحلة ومرحلة, هذه السلسلة كانت بمثابة مقدمة لهذه السلسلة التي ستطرح الان باذن الله. من الضروري جدا مراقبة اطفالنا ونموهم وتطورهم, وكلما عرفنا اكثر عن مميزات هذا التطور استطعنا تشخيص بعض العوارض التي من الممكن ان تكون دليلا على وجود مشكلة معينة عند الطفل حتى نعمل على معالجة هذه المشكله قبل ان تتطور وتتفاقم لتصبح مرضا قليل هي احتمالات الشفاء منه. كتابتي لهذه السلسلة جاءت نتيجة التساؤلات العديدة التي تردنا للجمعية, فكثير من الامهات - على الاخص - ما تواجه سلوكا غير مرغوب فيه عند الطفل وكثيرا ما يكون عارضا لمشكلة معينة عند الطفل, وكثير من الاحيان ما يحاول الام او الاب انكار وجود المشكلة لتفادي مواجهة الموقف او الحرج الاجتماعي وما شابه ذلك, لذا ارى من الضروري جدا ان نعمل على توسيع دائرة الثقافة لدينا, وعلى تقبل الامور من حولنا حتى لو صعب علينا ذلك, لانه جزء من المسؤولية التي تقع على اكتافنا. ام محمد تروي قصة طفلها ابن السبع سنوات, تقول: انا تعبة جدا, لم اعد اتحمل ذلك, ابني محمد لا يجلس ابدا, هو دائم التحرك, كثير الطلبات, ينتقل من غرفة الى اخرى دون وعي. يجلس محمد ليلعب, لا يتعدى ذلك 10 دقائق الا قام من مكانه, وبدا بالتنقل من مكان الى اخر, فوق الكنبة, وتحت السرير, يمر الوقت وانا اجري وراءه. وفي المدرسة, تكثر الشكوى عنه, فهو دائم الحركة, لا يصغي للمعلم, اذا قام من مكانه يحاول لمس احد زملائه في الطريق, يضرب بيده على الطاولة, ويحاول ان يكلم هذا ويشتت انتباه ذاك. المشكله الكبرى, عند وجود امتحان على محمد, اجلس معه ليدرس, نفتح الكتاب ونظره في مكان اخر, يحاول التركيز بعد ان يراني قد غضبت ولكنه لا يستطيع ذلك, لا اعلم ما العمل معه؟ هل هذا طبيعي ام ماذا؟ هذه القصة هي بمثابة رسم صورة واضحة لاحد المشاكل التي من الممكن ان تصادف الاهل مع اطفالهم, وهي ما تسمى – عدم الاصغاء وقلة التركيز . عدم الاصغاء وقلة التركيز هي مشكله من الممكن ان تتواجد عند الاطفال في اجيال متفاوتة, من الروضة وحتى جيل متقدم, عند اطفال في المدارس العادية, او عند اطفال في المدارس الخاصة. هذه المشكلة اشغلت العديد من الباحثين, وتشير الابحاث الى تواجدها بنسبة 3% - 5% بين الاولاد, وهي جد مركبة, من الممكن ان تؤثر على جوانب عديدة في حياة الطفل, منها الاجتماعية, التعليمية, الذهنية, الصحية وغيرها, وتعيق عليه استغلال طاقاته بالشكل السليم. ما تعريف هذه المشكلة؟ هل هي تحت سيطرة الطفل ام لا؟, هل نحن شريكون في زيادة ذلك او نقصه, كيف نستطيع تشخيص هذه المشكله عند طفلنا؟. كيف يمكن ان نتعامل مع هذه المشكلة ؟ كل هذه الاسئلة سنقوم بالاجابة عليها في المقال القادم باذن الله, والذي سيتطرق الى عوارض المشكلة ودور الاهل في التعامل مع هذه العوارض, طرق العلاج والاختلاف في ظهور العوارض من طفل لاخر.
-
بعض الآباء يبخلون بإظهار عاطفتهم تجاه أبنائهم لأسباب تعود إما لطريقة نشأتهم أو لاعتقادهم أن إظهار الحب للطفل يفسده أو يقلل من هيبة الأب فينشأ الطفل في جو من الفتور. بعض الآباء يجهلون أهمية أن يشعر الطفل بعاطفة أبوية عن طريق تبادل الحوار...اللمس والهمس والمداعبة..والملاطفة والعناق والنظر في العين. ولكنهم في حال الغضب يعرفون بل يتفنون في أساليب العقاب الصارم. لذلك فإن علماء النفس يحذرون الآباء من أنواع العقاب الصارم والتي تترك أثرًا بالغًا في نفسية الطفل، قد لا تخرج في مرحلة الطفولة وتبقى كامنة في اللا شعور وتظهر في مراحل مختلفة من عمر الطفل. اعتاد الناس الإهتمام بالإسعافات الأولية للطفل في مجال الصحة العامة والإصابات المنزلية وإن كانت تشكل خطرًا على حياة الطفل إلا أنها ليست أكثر أهمية من الإسعافات الأولية في مجال الصحة النفسية بالنسبة للطفل خصوصًا وأن سن الطفولة يعتبر سن تشكيل شخصية الطفل المستقبلية وأن الإهتمام بنفسيته هو اهتمام بمعالم شخصية في باقي المراحل العمرية. إن حالة إحباطية واحدة يتعرض لها الطفل أثناء طفولته قد تؤثر سلبًا عليه طيلة حياته..إن الذين يشتكون مثلًا – من انعدام الثقة بالنفس أغلبهم تعرضوا لحالات استهزاء وسخرية أو وسم بالفشل أثناء طفولتهم وكذلك الإنطوائين وأصحاب الخجل الشديد. لذلك فالمربي مطالب بفهم نفسية الطفل ليحسن التعامل معها، فالذي يربي على غير علم يفسد أكثر مما يصلح...والمربي يحتاج إلى عاطفة واهتمام يتحسس بهما خلجات النفس لدى الطفل وأحوالها ليتدخل في الوقت المناسب وبالعلاج الأنسب. كيف تسعف طفلاً مصابًا بفشل دراسي؟ 1. حول اهتمامه عن الفشل واسأله ماذا بإمكانه أن يفعل لتجاوز المشكل، ففي ذلك إعادة للثقة بالنفس لديه من خلال اعترافك بقدراته على تخطي الفشل. 2. ابرز العناصر الإيجابية وركز على الإيجابيات سواء لديه أو لدى غيره من أصدقائه المقربين والتي يمكنها أن تشكل عنصرًا قويًا لتجاوز المشكل. 3. اعقد اتفاقيات مع الطفل. قل له: نعم يمكنك أن تتخطى الفشل وهذا الطريق فلنتفق عليه أولًا مع الأسرة: نحدد الوسائل والإجراءات التي ينبغي اتخاذها من خلال تنظيم الوقت داخل البيت، تنظيم الزيارات ووقت الفراغ والإجازات. ثانيًا مع الأصدقاء: كيف نستعين بهم لتقوية جوانب الضعف وتشكيل دافع ايجابي لديه؟ ثالثًا مع المدرسين: للاستفادة من ملاحظاتهم وتوجيهاتهم وادماجهم في عملية الاسعاف. 4. حول السلبية همّة: ارفع المعنويات وحول الفشل لدافع قوي نحو النجاح والتفوق..علمه وأخبره "أن الكبار يحولون الهزيمة نصرًا والفشل نجاحًا" وأن أينشتاين صاحب أكبر الاختراعات في مجال الفيزياء قد رسب في المادة نفسها. 5. ابتسم ولا تغضب: فتبسمك في وجهه يبعد عنه الكثير من الهواجس والانفعالات المحبطة كما أن غضبك يصيبه بالعجز والاحباط. كيف تسعف طفلًا يعاني من ضيق نفسي؟ • ابتسم وحاول الترفيه عنه. • الجأ لتجربة خاصة تضحكه بها. • لاعبه بلعبة اليمين واليسار: خذ يده اليمنى وقل له: هنا نضع غضبك وحزنك وانفعالاتك وخوفك وباليد اليسرى نضع قوتك وما تعلمته وما تحفظه وما تستطيع فعله وعدد الكثير من الأشياء التي يتقنها. ثم ضم اليدين معًا وقل له: يديك معًا هي انت!! كل ما فيك يكمل بعضه البعض فلم انت متضايق؟! هذه اللعبة تمنح الطفل شعورًا بالأمن وتهدأ الأعصاب. • دعه يرى نفسه في المرآة: وشجعه على تحسين صورته من خلال الابتسامة. • اهده شيئًا خفيفًا ليأكله وركز على ما يحب ويشتهي. • ردد معه الجزء الأول من دعاء الهم والحزن: اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن. أكثر من مرة. • اقرأ معه المعوذتين بصوت هادىء ومسموع.
-
يبلغ ابني من العمر 10 سنوات، وقد لاحظت على سلوكه الأنانية وعدم الاهتمام باحتياجات أشقائه، ومهما حاولت أن أحدثه عن معنى الأخوة ومتطلباتها، وأهمية المشاركة، والتفكير في مصلحة الآخرين، فإنه لا يهتم؛ مما أفسد علاقته بإخوته. أما ابنتي التي تبلغ من العمر 13 عامًا، لا تتحمل أية مسؤولية تجاه أخواتها الصغريات سنًا، ولا تهتم إلا بشؤونها الخاصة، وهوايتها المفضلة، كما أنها تتكاسل عن المذاكرة، أو أي عمل يتطلب جهدًا، فماذا أفعل؟ الشبكة الإسلامية الإجابة عن السؤالين المذكورين تتلخص في تعلم المسؤولية الاجتماعية، فكل من الولد صاحب الأعوام العشرة، والبنت صاحبة الثلاثة عشر عامًا لم يتعلما تحمل المسؤولية، سواء كانت المسؤولية الذاتية باعتبار الطفل مسؤولاً عن نفسه، أو المسؤولية الاجتماعية التي تجعل الطفل يشعر بأنه مسؤول عن الآخرين. ومن هنا، نستطيع تفسير سلوك الطفل الأناني الذي لا يهتم باحتياجات إخوته، ولا يستطيع أن يفهم معنى الأخوة، ولا متطلباتها، ولا يقدر أهمية مشاركة الآخرين فيما يهمهم، ولا يمكنه الاهتمام بمصلحة أحد من الناس إلا نفسه فقط. ومن الجدير بالذكر أنه ليس معنى أننا نشرح له تلك المعاني الجميلة المجردة أنه سيستوعب الدرس، ثم يقوم من فوره لينفذ ما فهم، فقد كان الأمر يتطلب تربيته منذ الصغر على تلك المعاني، ولكن لا بد أن يتم التدريب بشكل عملي قبل الشرح النظري أو مصاحب له، فإذا حدثناه عن تلك المعاني بعد أن يكبر، ويبلغ عامه العاشر استطاع أن يدرك أن ما كان يمارسه مع إخوته من خدمة لهم واهتمام بهم، وما كان يمارسه معه إخوته هو تلك المعاني الرائعة التي يشرحها الكبار، وتتطلبها الحياة الاجتماعية للبشر. أما بالنسبة للبنت، فهي تستشعر الأحاسيس نفسها، وتتعرض لنفس المشكلات، فهي لا تهتم إلا بما ترغب، ولا تستطيع أن تتحمل مسؤولية أحد من أخواتها الصغريات. ولذلك لا بد من التأكيد على القواعد التربوية التالية: تدريب الطفل على الاعتماد على النفس وهذا النوع من الفكر التربوي غير متواجد بالشكل الذي ينبغي في تربية أبنائنا في عالمنا العربي، فلا يلقى الاهتمام الكافي بتدريب الأبناء عليه منذ الصغر، ونتيجة لذلك يشب أولادنا غير متحملين مسؤولية أنفسهم التحمل الكافي، وغير معتمدين على أنفسهم الاعتماد الواجب. والآن، نريد أن يتعلم الطفل الاعتماد على النفس والاستقلال عن الآخرين في قضاء حاجياته، وهذه مبادئ تربوية رئيسة ومهمة في تربية الطفل. والسؤال الآن: كيف أربي ابني على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس؟ وتأتي القاعدة التربوية المهمة، فتقول لك: إذا أردت أن يعتمد ابنك على نفسه، فجرب أنت أن تعتمد عليه حتى تعلمه الاعتماد على نفسه، فإذا كنت أنت أصلاً لا تعتمد عليه في شيء، فكيف إذن سيتسنى له تعلم الاعتماد على نفسه؛ إذا كنت أنت غير واثق في قدراته وإمكاناته، وبالتالي لا تعتمد عليه في إنجاز بعض الأمور، فكيف سيثق هو في نفسه، ويركن لقدراته؟ - طبعًا بعد التوكل على الله - فيكون المطلوب منك أن ترفع يدك عنه وعن مساعدته، وتفسح له المجال ليقضي مصلحته بنفسه، وتتركه لينجز بعض أعماله بنفسه، فيقدم أوراقه للمدرسة بنفسه، وتكون أنت معه بمثابة الصاحب، ويعمل واجباته المدرسية بنفسه، وتكون أنت بمثابة الموجه. ويأكل بنفسه، ويشرب بنفسه، ويلبس ملابسه بنفسه، ويكوي ملابسه، ويرتب حاجاته، وتكون أنت بمثابة المشرف، وبصفة عامة؛ فإن أي سلوك يستطيع الطفل أن يؤديه؛ فلا بد أن تساعده، وتفسح له المجال حتى يستطيع أن ينجزه معتمدًا على نفسه. ولكن أنت تحتاج إلى فطام نفسي عن مساعدة ابنك، وأنتِ تحتاجين إلى ذلك ، فالمشكلة الأساسية التي تعترض طريق تعليم الأبناء الاعتماد على النفس هي أن الآباء أنفسهم - خصوصًا الأمهات - هم الذين لا يستطيعون أن يفطموا أنفسهم عن التدخل في شؤون الأطفال، ولا أن ينأوا بأنفسهم عن الاشتراك معهم في قضاء مصالحهم، ولا أن يتركوا لهم الفرصة ليمارسوا حياتهم بأنفسهم، وقد يكون هذا التدخل بسبب حبهم لأبنائهم، أو بقصد حمايتهم، ولكن الواقع هو أنك تعوقه عن أداء دوره، وتسلبه الفرصة التي تجعله يجرب الاعتماد على نفسه، فيكون حبك له حبًا ضارًا، وتكون حمايتك له حماية مؤذية، ودعنا نناقش نقطة أخرى، وهي أنه إذا استطاع الأب أن ينفذ ما نطلب منه، فهل تستطيع الأم ذلك؟ سترد الأم قائلة: أتريد أن أترك الطفل يقوم بعمل الواجب المنزلي وحده؟ فماذا عن الدرجات التي ستضيع منه؟ وكيف أسمح أن يقال: إن ابن فلانة لا يحصل على الدرجات النهائية في المدرسة؟ أم أنك تريده أن يشتري ملابسه وحده؟ آه، فهمت قصدك، أنت تريده أن ينزل إلى الشارع وحده؟ وكأنك لا تسمع عن السيارات؟ والأطفال قليلو الأدب والزحام والتيه في الشارع، وقد يخطفه أحد، أو يضربه. وتظل الأفكار السيئة جميعها تراود الأم، وتلح على ذهنها لا تفارقها، كأن الدنيا كلها ليس فيها إلا ابنها، فيا أمهات أطفال المستقبل، ليست الدرجات في المدرسة هي المشكلة، والدنيا بها أطفال كثيرون غير أطفالكن، ونحن لا نسكن غابة موحشة، فاتركن أبناءكن يتصرفون منفردين، وسترين منهم ما تقر به أعينكن، أما اهتمامك المركز على ابنك، فهو ما يسميه علماء النفس بالحماية الزائدة، وطبعًا الحماية الزائدة مضرة، ولا تأتي إلا بخلل جسيم في تربية الطفل. الاهتمام بتعزيز السلوك الصحيح الذي ينفرد الطفل بالقيام به: ويأتي دور التعزيز لسلوك الاعتماد على النفس، فبعد أن يقوم الطفل بما يريد بنفسه، لا بد أن تثني على الطفل، وتمدح قيامه بالسلوك الصواب منفردًا، وتحكي للضيوف، وتعرفهم - على مسمع منه طبعًا - كيف أنه عمل كذا وكذا، وقام بكذا وكذا، كأنك تتفاخر بابنك الطيب، أو تتباهي بابنتك اللطيفة. تدريب الطفل على المسؤولية الاجتماعية فمع تدريبه على الاعتماد على النفس أو المسؤولية الذاتية، نبدأ في التوسع في تحميل المسؤولية في دوائر يتسع اللاحق منها باستمرار بعد إتقان السابق بشأن تحمل مسؤولية الآخرين، فيبدأ الطفل بتحمل مسؤولية خدمة إخوته، ثم تلي ذلك مسؤولية دائرة الجيران، ثم دائرة الأقارب، ثم دائرة الشارع أو الحي، وتظل تلك الدوائر تتصاعد حتى تشمل مشكلات المسلمين في العالم، ثم مشكلات الناس بصفة عامة. ويأتي سؤال: ولماذا كل هذا الهم؟ فتكون الإجابة: ليستشعر أنه عضو في جماعات مختلفة، بدءًا من إخوته حتى جماعة البشر بصفة عامة، ويعني ذلك أنه مسؤول دومًا أمام نفسه، ثم أمام الله سبحانه عن الآخرين. مما سبق يستطيع الطفل أن يهتم بمصلحة إخوته، أو تتحمل البنت هموم أهلها، أو يفكر كلاهما في هموم المسلمين، أو مشاكل المظلومين في العالم كله، ويخرج الطفل شيئًا فشيئًا من أنانيته البغيضة إلى عالم المعاملات الإنسانية الراقية التي تجعل الإنسان إنسانًا، ويستطيع أن يتحرر من رغباته الضيقة المحدودة، ويرى العالم الرحب الجميل الذي يتجلى في خدمة الآخرين، ويستطيع أن يستشعر المتعة الموجودة في قضاء مصالح الناس، كما يدرك كيف يتعبد الله سبحانه بإدخال السرور على الآخرين، وتيسير الحياة على الناس، ولا يفوتنا في ذلك كله أن ندعم حواراتنا معه بأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي تحض على فك كرب المكروب، والتيسير على المعسر، و أن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. فإذا كان الطفل أو البنت صاحبا السؤالين السابقين لم ينل كل منهما فرصة للتربية على المسؤولية الذاتية والمسؤولية الاجتماعية عنده منذ الصغر، فلا بأس من أن نبدأ الآن بنفس الترتيب، ولا بد أن يتعلم تلك المسؤوليات، ويتدرب على تحملها من جديد.
-
بعكس ما يمكن أن نتوقّع، فإنّ الأطفال يمكن أن يتعرّضوا لإرتفاع في منسوب الكولستيرول في الدمّ. كما نعرف، فإنّ ارتفاع حالات البدانة بين الأطفال، صار مؤشراً إلى الكثير من المشاكل الصحية التي قد تصيب الأولاد في عمر صغير نسبياً. وتعدّ دول الخليج العربي من أكثر البلدان عرضةً لسمنة الأطفال. ما السبيل لحماية أطفالنا من هذا الخطر المميت؟ إليك بعض الإجابات. كما نعرف فإنّ ارتفاع نسبة الكولستيرول في الدم مرض يطال الراشدين في الغالب، لهذا فإنّ ظهوره عند الأطفال يعدّ أمراً نادراً وشديد الخطورة. وفي العادة، ينتج هذا الإرتفاع عن محفزات وراثية، إلى جانب السمنة، والنظام الغذائي الغني بالدهون، خصوصاً إن كان الطفل يتناول الكثير من المأكولات الجاهزة مثلاً والتشيبس والمشروبات الغازية والحلويات. وللتعاطي مع هذه المشكلة، يجدر التعاطي مع كلّ حالٍ على حدة. فإذا كان ارتفاع الكولستيرول لا يزال معتدلاً، يمكن أن ننقذ أطفالنا من خلال اعتماد حمية غذائية بإِشراف اختصاصي. لكنّ تناول أي دواء يبقى ممنوعاً، خصوصاً قبل مرحلة البلوغ. أمّا إذا كان ارتفاع منسوب الكولستيرولحاداً، فإنّ ذلك يرجّح فرضيّة الإصابة بمرض وراثي. إن كان المرض منقولاً من أحد الأبوين فقط، يمكن استخدام أدوية خاصة في هذه الحالات، تحت إشراف الطبيب. أمّا إذا كان المرض منقولاً من الأبوين معاً، وهذه حالة نادرة جداً، لا يمكن الشفاء إلا من خلال عملية زرع كبد، أو عملية تنقية الدم من الكولستيرول السيء. بعيداً عن الحالات المرضيّة المستعصية، فلنعد إلى العلاقة بين السمنة عند الأطفال وارتفاع منسوب الكولستيرول في الدم لديهم. من الضروري في هذه الحالة، مراقبة نمط حياة الأطفال، وحثّهم على اكتساب عادات صحيّة. والأهم هنا هو تشجيعهم على ممارسة الرياضة، وفرض نظام غذائي صحي يتألف من ثلاث وجبات أساسية. كما يجب تعويد الأطفال على تناول الكثير من الخضار والفاكهة، والإبتعاد عن السكاكر والتشيبس والوجبات الجاهزة والبطاطا المقليّة. لا تنسي أنّ السمنة عند الأطفال ليست عارضاً عابراً، بل مرض يجب أخذه على محمل الجدّ. في هذه الحالة، يجب أن تكوني أمّاً قاسية في بعض الأحيان، وتطلبي مساعدة اختصاصي تغذية وطبيب أطفال إن اقتضى الأمر. وهذا العلاج الصارم هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ طفلك من أمراض القلب والشرايين!
-
لعلَّ من أكثر ما يؤرق حياتنا الأسرية هو شغب الأبناء وكثرة أخطائهم التي تدفع الأب أو الأم إلى التعامل معهم بقسوة بما يحدث خللاً في العلاقة بين الآباء والأبناء ، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة الإبحار في أعماق المشكلة والغوص في نفوس أطفالنا لاحتوائهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم ، فالتوازن في تربية الطفل مطلوب واللين والرأفة هي الأصل في التعامل معه. إنَّ طريقة تفكير الأطفال تؤثّر على طريقة سلوكهم، وحين نفهم طريقة تفكير الطفل نستطيع أن نؤثِّر فيه بشكل أكبر، وتوجيه الأطفال هو جهد مبذول يحتاج لنَفَس طويل وصبر وتأنٍ وبرمجة يومية لنرى النتائج الإيجابية بعد حين من الزَّمن والتعجل مفسدة في كل شيء. ومن المسلَّم به أنَّ استخدام القسوة في تربية أبنائنا يعدّ قتلاً للسلوك الإيجابي، قتلاً للقدرات الكامنة في شخص الطفل . إنَّ ديننا الحنيف قد صاغ لنا خارطة التَّعامل مع أبنائنا ، ووضَّح لنا كيف نتعامل معهم حتَّى نصل بهم إلى برّ الأمان، ففيما يتعلَّق بضرب الأبناء، يستدل المؤيّدون للضَّرب بالحديث الشريف : ((مروا أولادكم بالصَّلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين)). وبالتالي علينا أن نعلم أولا أنَّ التأديب من خلال الضَّرب كان محلّ خلاف بين الفقهاء، وأن علينا أن نأخذ بحديث الضرب بكامل مفاهيمه النبوية، ومنها: 1) تعويد الأطفال من سن السَّابعة. 2) الطفل أكثر استعداداً في سن السابعة. 3) التدرّج سنة نبوية. 4) ثلاث سنوات كافية للبرمجة الإيجابية، أي التّكرار ثم التّكرار ثمّ التّكرار. 5) الصَّلاة نموذج للتَّعامل مع باقي السلوكيات أي: لا يضرب الطفل قبل عشر سنوات. 6) استحضار أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم ((ما ضرب امرأة ولا خادماً ولا ضرب شيئا بيده قط إلاَّ في سبيل الله أو تنتهك حرمات الله فينتقم)). أضرار الضرب .. ولقد صاغ علماء النَّفس العديد من النتائج السلبية لضرب الأطفال من بينها : 1- ضرب الطفل يولّد كراهية لديه اتجاه ضاربه. 2- يجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام. 3- الضرب ينشئ أبناء انقياديين لكلّ من يملك سلطه وصلاحيات ودوافع سلوكية. 4- الضرب يلغي الحوار والأخذ والعطاء في الحديث، ويضيّع فرص التفاهم وفهم الأطفال ودوافع سلوكياتهم. 5- الضرب يعطي أنموذجاً سيّئاً للأبناء ويحرمهم من عملية الاقتداء. 6- الضرب يحرم الطفل من حاجاته النفسية للقبول والطمأنينة والمحبَّة. 7- الضرب يزيد حدَّة العناد ويجعلهم عدوانيين. 8- الضرب يضعف الطفل ويحطم شعوره بقيمته الذاتية. 9- الضرب يعالج ظاهر السلوك ويغفل أصله، لذلك فنتائج الضرب تكون مؤقتة. 10- الضرب لا يصحِّح الأفكار. 11- الضرب يدفع الطفل للجرأة على الأب والتَّصريح بمخالفته والإصرار على الأخطاء. و سوء السلوك من الممكن أن يكون بسبب : 1- حاجته لقيلولة. 2- يشعر بالتَّعب. 3- يحتاج للطَّعام والشَّراب. 4- يشعر بنشاط زائد. 5- يشعر بالملل. 6- يشعر بالإحباط. 7- يحتاج الى اهتمام.
-
حياك الله اهلا بك في بيتنا المتواضع اخا بيننا على الانترنت سنتابع باذن الله بارك الله فيك
-
احساس مرهف و عواطف جياشة روعة جزيت خيرا
-
تسلمي نور على ردك و مرورك الطيب ان شاء الله
-
سلطة شهية وسهلة التحضير: سلطة البيض المسلوق المقادير 6 بيض مسلوق 2 بصل أخضر 4 ملاعق زيت زتون 2 ملاعق مايونيز 1 ملعقة خردل ملح وفلفل أسود طريقة التحضير نبشر البيض إلى داخل وعاء، نقطع البصل إلى شرائح رقيقة. نضيف باقي المكونات إلى الوعاء ونحرك المقادير بلطف
-
كلمات روعة حرجت من قلب محبة و نفس وفية بارك الله فيك
-
دمــــــــــــــــــــــــــوعى
لامار replied to نـــــــــــور's topic in أقلام مبدعى ياللا يا شباب
ياه صدقت روعة لابعد حد لطالما كانت الدموع انسا لي في الوحشة -
مما اوحى الي به قلمي يوم 11 فبراير 2011 في تمام الساعة التاسعة و النصف ليلا... مصر ام الدنيا مصر الكنانة يلي كانت قبل 25 يناير الشعب الغلبان يلي من الجوع فطسان ليل نهار عطشان كانوا نيلها نشفان شبابها بالشارع سرحان لا شغل و لا مشغلة بطلان من غلا الاسعار طفشان فقير مديون و عيان لكن أبوس نيلها اسجد ع ترابها و المصريين اهما همة و عزيمة و قوة مش حنمشي هو يلي رح يمشي و هو مشى و عانقت مصر الحرية بقلمي اختكم لامار
-
ما شاء الله روووعة عزيزتي نور مرورك الاروع الذي جعل لموضوعي طعما اخرا
-
جدا رائع مميز دوما في ميزان حسناتك
-
حاول أن تكسب صفة واحدة من صفات نبينا عليه الصلاة والسلام. هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم: * محمد صلى الله عليه وسلم ما عاب شيئا قط.. *محمد صلى الله عليه وسلم ما عاب طعاما قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه. * محمد صلى الله عليه وسلم يبدأ من لقيه بالسلام. * محمد صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء. * محمد صلى الله عليه وسلم يجلس حيث انتهى به المجلس. * محمد صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس. * محمد صلى الله عليه وسلم أشجع الناس. * محمد صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها. * محمد صلى الله عليه وسلم ما سئل شيئا فقال: ‘لا’. * محمد صلى الله عليه وسلم يحلم على الجاهل، ويصبر على الأذى. * محمد صلى الله عليه وسلم يتبسم في وجه محدثه، ويأخذ بيده، ولا ينزعها قبله. * محمد صلى الله عليه وسلم يقبل على من يحدثه، حتى يظن أنه أحب الناس إليه. * محمد صلى الله عليه وسلم ما أراد احد أن يسره بحديث، إلا واستمع إليه بإنصات. * محمد صلى الله عليه وسلم يكره أن يقوم له أحد، كما ينهى عن الغلو في مدحه. * محمد صلى الله عليه وسلم إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه. * محمد صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيمينه قط إلا في سبيل الله. * محمد صلى الله عليه وسلم لا تأخذه النشوة والكبر عن النصر. * محمد صلى الله عليه وسلم كان زاهدا في الدنيا. * محمد صلى الله عليه وسلم كان يبغض الكذب. * محمد صلى الله عليه وسلم كان أحب العمل إليه ما داوم عليه وإن قل. * محمد صلى الله عليه وسلم كان أخف الناس صلاة على الناس وأطول الناس صلاة نفسه. * محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن. * محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ وضوءه الصلاة. * محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء أمرا أسره يخر ساجداً شكرا لله تعالى. * محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.. * محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال. * محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا بدأ بنفسه. * محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن. * محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا الله لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل. * محمد صلى الله عليه وسلم كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك. * محمد صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاثة أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها. * محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ما استطاع في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله. * محمد صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله تعالى في كل وقت… * محمد صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله. * محمد صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس. * محمد صلى الله عليه وسلم يضطجع على الحصير، ويرضى باليسير، وسادته من أدم حشوها ليف. * محمد صلى الله عليه وسلم على الرغم من حُسن خلقه كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة والسلام. *عن عائشة رضي الله عنها قالت : ‘ كان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي - رواه أحمد ورواته ثقات- *عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول “اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ” - رواه أبو داود والنسائي- “إن الله و ملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما”
-
خصائص فريدة لسورة الحج عندما ركزتُ النظر والتأمل في سورة الحج، بدا لي من الوهلة الأولى أن هذه السورة تنفرد بخصائص عديدة أهمها ما يلي: 1- اسم السورة “الحج” يعتبر بذاته خاصية فريدة حيث لا توجد سورة في القرآن الكريم باسم شعيرة أخرى مثل الصلاة أو الزكاة أو الصيام، رغم أهمية هذه الشعائر كلها، ولعل الله تعالى أراد لهذه الشعيرة التي تجمع الأمة كلها في مكان واحد حول المسجد الحرام والكعبة المشرفة وبأرض عرفة؛ لكي تحقق من المقاصد ما لا تحققه عبادة أخرى، وهذا بالطبع لا يقلل من أهمية العبادات الأخرى، فالصلاة عماد الدين ولا تسقط إلا عن حائض أو مجنون، أما بقية العبادات فقد لا يستطيع أن يؤديها المسلم كأن يكون مريضًا مرضًا مزمنًا فلا يستطيع الصيام فيخرج الفدية، أو أن يكون فقيرًا فقرًا مدقعًا فلا يستطيع أداء الزكاة بل هو من مستحقيها، وهناك ملايين المسلمين لا يجدون إلى الحج سبيلاً إما لفقر أو لمرض أو عدم وجود محرم، ومع هذا فقد أراد الله –تعالى- أن يجعل لهذه الشعيرة العظيمة سورة باسمها لحكم ربانية يعلمها سبحانه، وقد ندرك بعضها بتوفيقه ومنته. 2- في هذه السورة سجدتان في الآيتين (18 و77)، على الرغم من أن أول سجدة في القرآن الكريم وردت في الجزء التاسع في سورة من طوال المفصل وهي سورة الأعراف، إلا أن سورة الحج خصَّها الله تبارك وتعالى بسجدتين دون بقية السور، والسجود عند المؤمنين ذروة التعبد والتقرب إلى الله –تعالى-، كما أن الامتناع عن السجود كان أول معصية حدثت في تاريخ الخلق من الشيطان الرجيم. 3- لم يرد في أية سورة من القرآن الكريم وصف الله تعالى بأنه القوي العزيز مرتين إلا في سورة الحج بأعلى درجات التوكيد في قوله -تعالى-: “إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” في الآيتين [40 و74] باستعمال إنَّ للتوكيد، واللام قبل الخبر في “لَقَوِيٌّ” على حين ورد هذا الوصف مؤكدًا مرة واحدة في سورة الأهوال “هود”، في قوله تعالى: “إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ” [هود : 66] ، والتوكيد هنا ب”إنَّ” و”ال” التعريف التي تدل على انفراده –سبحانه وتعالى- بالقوة والعزة الكاملتين، وورد مرة واحد أيضا في سور الأحزاب (25)، والشورى (19)، والحديد (25)، والمجادلة (21). وبهذا يكتمل وصف الله –تعالى- أنه القوي العزيز سبع مرات في القرآن الكريم كله، وانفردت سورة الحج منها بمرتين، وهذا يؤكد أن سياق الآيات في التدافع بين الحق والباطل مضمون فيه الغلبة للمؤمنين إذا أحسنوا التوكل -لا التواكل- على الله القوي العزيز. 4- هذه أول سورة ورد فيها الإذن بالقتال في القرآن الكريم كله، وذلك في قوله -سبحانه وتعالى “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ” [الحج : 39] ، وقد أورد الإمام القرطبي: “وهي أول آية نزلت في القتال. قال ابن عباس وابن جبير : نزلت عند هجرة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة. وروى النسائي والترمذي عن ابن عباس قال: “لما أُخرج النبي –صلى الله عليه وسلم- من مكة قال أبو بكر : أخرجوا نبيهم ليهلكن ؛ فأنزل الله تعالى: “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”، فقال أبو بكر : لقد علمت أنه سيكون قتال”. قال الترمذي: هذا حديث حسن”. وما إن نزلت هذه الآيات في شعبان من السنة الأولى من الهجرة حتى حرَّك النبي –صلى الله عليه وسلم- ثمان سرايا وغزوات بعضها وراء بعض، وهي على الترتيب: سرية سيف البحر بقيادة حمزة بن عبد المطلب –رضي الله عنه- في رمضان 1 هـ، وسرية رابغ بقيادة عبيدة بن الحارث بن المطلب –رضي الله عنه- في شوال 1 هـ، وسرية الخرار بقيادة سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه- في ذي القعدة 1 هـ، وغزوة الأبواء بقيادة النبي –صلى الله عليه وسلم- في صفر 2 هـ،، وغزوة بواط بقيادة النبي –صلى الله عليه وسلم- ربيع الأول 2 هـ، وغزوة سفوان بقيادة النبي –صلى الله عليه وسلم- ربيع الأول 2 هـ، وغزوة ذي العشيرة في جمادى الأولى والآخرة 2 هـ، وسرية نخلة في رجب 2 هـ بقيادة عبد الله بن جحش، ثم جاءت غزوة بدر الكبرى في رمضان سنة 2 هـ، واستمر الجهاد حتى توفي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ورحى الجهاد دائرة، ولم ولن تنقطع حتى قيام الساعة، لكن الشرارة الأولى لكتائب الجهاد والقتال والنزال بدأت من سورة الحج . 5- لم يرد في أية سورة مرتين التعبير عن “تذوق عذاب الحريق” إلا في سورة الحج، في الآيتين: “ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ” –الآية:9- ، “وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ” -الآية:22- ، على حين ورد مرة واحدة في آل عمران (181)، والأنفال (50)، والبروج (10)، ففي القرآن الكريم كله ورد عذاب الحريق 3 مرات، وانفردت سورة الحج وحدها بمرتين. 6- لم يرد في القرآن الكريم كله وصف لعذاب الكافرين، كما جاء في هذه الآيات: “هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ . يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ. وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ . كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ” (الآيات: 19-22)، هذا المشهد لم يتكرر في القرآن الكريم سواء بالنسبة إلى الثياب التي تُفصَّل وتُقطَّع من نار، و المقامع من حديد، كما لم يرد ذكر العذاب المعنوي بالغم في جهنم إلا في هذه الصورة الرهيبة في جزاء المجادلين في الله تعالى. 7-لم يرد ذكر للمجوس في القرآن كله في معرض ذكر المِلل والنِحل سوى في سورة الحج، على حين وردت الآيات المشابهة في قوله-سبحانه وتعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ” [البقرة : 62] وقوله –سبحانه وتعالى- “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ” [المائدة : 69]، تورد الآيتان المِلل الكبرى دون ذكر المجوس عبدة النيران فذكرهم هنا في قوله –سبحانه وتعالى- “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ” [الحج : 17]. (أ.د.صلاح الدين سلطان – عن موقع قصة الإسلام)
-
بنت الدين أم بنت الدنيا إن في شواهد عصرنا من الفتيات المؤمنات متحجبات بحجاب الإسلام, متمسكات بهدي السنه والكتاب, خيرٌ ثم خيرٌ من قريناتٍ لهن: شاردات,كاسياتٍ عاريات, مائلات مميلات, لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها, متبرجات بزينتهن تبرج الجاهلية. وقد جاء الحجاب ليصون الفتاة من أن تخدشها أبصار الذين في قلوبهم مرض, وأحكام الحجاب في كتاب الله واضحة في دلالتها لقوله تعالى : (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفور رحيما )) صدق الله العظيم . أختي تقولين انك عرضة للمضايقات والمعاكسات وتشتكين … ولكن … اعلمي أنك السبب, فأنت التي تفتنين الرجال بلباسك الضيق ولباسك القصير, وأنت التي تفتنين الرجال بعطرك الفواح ومشيتك المتمايلة … أختاه لا تقولي من أين أبدأ, فطاعة الله هي البداية, ولا تقولي اين طريقي فشرع الله الهداية, ولا تقولي كيف نجاتي فسنة الهادي وقاية, ولا تقولي أين نعيمي فجنة الله كفاية, ولا تقولي في الغد أبدأ, فربما تأتي النهاية ….!!!
-
حينما نفقد الهدف “إن العمل من أجل المستقبل الدنيوي والأخروي سيظل ضعيفًا ما لم نجعل لأنفسنا أهدافًا واضحة، ونقوم بالعمل من أجلها على نحو صارم وجاد” هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار، فكل ساعة تمر علينا هي فرصة لا تعوّض بالنسبة إلى كل واحد منا، وإن الطريق أمامنا إلى حيث الراحة الأبدية طريق طويل وشاق؛ إذ “حُفت الجنة بالمكاره، وحُفت النار بالشهوات”[1]،كما أن الطريق إلى المعالي في هذه الدنيا ليس مفروشًا بالسجاد الأحمر، ومن ثم فإن من المهم جدًّا أن نفكر جيدًا في المصير الذي سنئول إليه. إن العمل من أجل المستقبل الدنيوي والأخروي سيظل ضعيفًا ما لم نجعل لأنفسنا أهدافًا واضحة، ونقوم بالعمل من أجلها على نحو صارم وجاد، وقد ثبت مما لا يحصى من التجارب والمشاهدات أن الوقت سوف يتفلت من بين أيدينا، ويضيع سدى ما لم نضغط عليه بآمال وأهداف مستقبلية. قد صرنا نتندر على أنفسنا في المجالس حين نتحدث عن إنتاجية الموظف العربي، وعن المواعيد العربية، وعن عدد الكتب التي يقرؤها العربي في السنة… إن الأرقام الدالة على كل ذلك تدعو إلى الأسى والخجل!! إن العمل الجاد يجعل الواحد منا يشعر بالامتلاء الروحي، وإن البطالة هي أكبر مصدر للشعور بالتفاهة والإحساس بالفراغ الروحي والفكري. نحن نحتاج على صعيد رسم أهدافنا إلى أن يكون لنا الآتي: 1- أهداف بعيدة المدى قد يستغرق الوصول إليها ما بين عشر إلى خمس عشرة سنة. 2- أهداف سنوية يكون إنجازها عبارة عن خطوات على الطريق في اتجاه الوصول إلى الأهداف البعيدة. 3- هدف أو أهداف أسبوعية تصب في الأهداف السنوية، وتساعدنا على ضبط إيقاع حركتنا اليومية. إذا لم يكن لدينا أهداف واضحة ومبرمجة، فإننا نكون قد أسلسنا قيادنا للآخرين كي يتحكموا بنا، وحينئذٍ سنجد أن حياتنا قد امتلأت بالأنشطة غير المهمة وغير المثمرة. من المهم أن تكون أهدافنا مشروعة ومتصلة على نحو ما بالفوز برضوان الله -تعالى- وأن تكون ملائمة؛ حيث إن بعض الناس يضعون لأنفسهم أهدافًا متواضعة، لا تتحداهم ولا تستنفر طاقاتهم الكامنة، ومن ثم فإن ما يحصلون عليه في النهاية قليل قليل. “إن كثيرًا من عظماء العالم لم يصبحوا عظماء إلا لأنهم وجدوا الوقت الذي يقدمون فيه ما قدموه” ومن الناس من يرسم لنفسه أهدافاًً كبيرة جدًّا، فيشعر حيالها بالعجز والانكسار، وتصبح مصدرًا لشعوره بالشقاء، وكثيرًا ما يتوقف هؤلاء عن العمل حين يسيطر عليهم الشعور باليأس.. الهدف الجيد هو هدف يتحدى، ولا يعجز، ولنتذكر دائمًا قول نبينا: “نعمتان مغبون -أي مغلوب- فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ”[2]. وإن كثيرًا من عظماء العالم لم يصبحوا عظماء إلا لأنهم وجدوا الوقت الذي يقدمون فيه ما قدموه، وإن كثيرًا من الشباب فسدوا بسبب الفراغ الذي لم يجدوا من يساعدهم على الاستفادة منه.
-
من هو عمر المختار.. عمر المختار هو مقاوم ليبي حارب قوات الغزو الايطالية منذ دخولها الأراضي الليبية وحتى عام 1931. حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاماً لأكثر من عشرين عاما في أكثر من ألف معركة، واستشهد باعدامه شنقاً و توفي عن عمر يناهز 73 عاما. ولد عمر المختار في أغسطس من عام 1961 في قرية جنزور شرقي ليبيا، وتربى يتيما، حيث وافت المنية والده المختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة وكانت بصحبته زوجته عائشة، تلقى تعليمه الأول في زاوية قريته ثم سافر إلى الجغبوب ومكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على يد كبار علماء ومشايخ الحركة السنوسية، فدرس علوم اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى. ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه ” لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم”، و لثقة السنوسيين به ولوه شيخا على زاوية القصور بالجبل الاخضر، وقد اختاره السيد المهدي السنوسي رفيقا له إلى تشاد عند انتقال قيادة الزاوية السنوسية اليها وقد شارك عمر المختار فترة بقائه بتشاد في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية قبل أن يعين شيخاً لزاوية (عين كلكه) ليقضي فترة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية، وبقي هناك إلى ان عاد إلى برقة واسندت اليه مشيخة زاوية القصور للمرة الثانية. عاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم، فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911 وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي، درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس، حينها سارع عمر المختار إلى مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تنظيم حركة الجهاد والمقاومة، وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912 وتوقيعهم “معاهدة لوزان” التي بموجبها حصلت إيطاليا على ليبيا، أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي. بعد الانقلاب الفاشي في إيطاليا في أكتوبر 1922 وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا، تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي، واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه في الإشراف على الشئون الدينية. بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923 للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين وتولى هو القيادة العامة، مع الانتصارات المتوالية للمجاهدين عين موسوليني بادوليو حاكماً عسكريا جديدا لليبيا في يناير 1929 وهو الذي بدأ بإظهار رغبته في السلام وطلب مفاوضة عمر المختار، تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل 1929، لكن عندما وجد المختار أن تلك المفاوضات تطلب منه اما مغادرة البلاد إلى الحجاز او مصر أو البقاء في برقة والإستسلام مقابل الأموال والإغراءات رفض كل تلك العروض واختار استمرار اعمال القتال. دفعت مواقف المختار إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين جرسياني وهو أكثر جنرالات الجيش الإيطالي وحشية ودموية ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ. وفي 11 سبتمبر من عام 1931، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين ورجحت الكفة للعدو فأمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً، فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، وسرعان ما حاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور عبر البحر إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير. في هذة الأثناء كان جرسياني خارج ليبيا وما أن وصلته الأنباء حتى عاد على الفور وأعلن عن انعقاد “المحكمة الخاصة” في 15 سبتمبر 1931 لمحاكمة عمر المختار. عقدت للشيخ محكمة صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء الثلاثاء 15 سبتمبر 1931 وصدر الحكم في النهاية بالإعدام شنقاً حتى الموت، وفي صباح اليوم التالي اتخذت جميع التدابير اللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران فضلا عن 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم، واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم، وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً تم تنفيذ الحكم بينما كان الشيخ يتمتم بالآية الكريمة “يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية”. من أقواله: “نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت”. “من كافأ الناس بالمكر كافأوه بالغدر”. “ان الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويك”. “يمكنهم هزيمتنا اذا نجحوا باختراق معنوياتنا”. “لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي”. “نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الآخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح”. “سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم، أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي”. “انني اؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الايمان اقوى من كل سلاح، وحينما يقاتل المرء لكي يغتصب وينهب، قد يتوقف عن القتال اذا امتلأت جعبته، أو أنهكت قواه، ولكنه حين يحارب من أجل وطنه يمضي في حربه الى النهاية”. “ان الظلم يجعل من المظلوم بطلاً، وأما الجريمة فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء”. “اننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن، وليس لنا أن نختار غير ذلك، انا لله وانا اليه راجعون”.
-
عاشت ليبيا حرة بارك الله فيك
-
ممتع في ميزان حسناتك
-
بارك الله فيك موضوع روعة