فى كل عيد كنت أشعر بغصة فى حلقى، وسبب ذلك أننى – والكثيرون ممن يختلط عندهم الشأن العام بالشأن الخاص – كنت أرى مصر مهددة فى وجودها وأمنها وتاريخها ومستقبلها.
اليوم تغير الأمر، وبرغم كل ما قد يبدو من انتكاسات فى طريق الثورة إلا أننى شديد التفاؤل حيال ما هو قادم، وسوف أظل متفائلا بما هو قادم، لأننى شاهدت وشاركت فى مرحلة التغيير التى مرت بها مصر خلال العقد الأخير، وأرى أنه من المستحيل أن تتراجع مصر إلى الخلف.
قد تتعطل مصر بضع سنوات فى طريقها نحو المجد، ولكنها لن تعود إلى الخلف أبدا، هذا هو رأيى الذى أؤمن به إيمانا تاما.
اليوم، أنا سعيد، وأشعر بطعم جديد للعيد، ولكن سعادتى ليست كاملة!
السعادة الكاملة وهم، السعادة الكاملة لا تكون إلا فى الآخرة، بعد أن يدخلنا الله جنته برحمته، أما الدنيا فلا بد فيها من منغصات.
منغصات فرحتى اليوم كثيرة، ولكن أهمها أننى لا أستطيع أن أصرف عن تفكيرى مئات الأسر التى ستذهب اليوم إلى المقابر لتعود أبناءها الشهداء الذين سقطوا فى 28 يناير 2011، يوم جمعة الغضب، وفى 2 و3 فبراير، يوم معركة الجمل، وفى شتى ساحات وميادين مصر، فى كل محافظاتها.
كم أتمنى أن أقبل يد كل أم شهيد، وأن أجلس مع كل أسرة على قبر ابنها لأتلو سورة ياسين، ثم أشاركهم الدعاء لهذا الفقيد، وأجدد عهدى معهم بألا يضيع دم هذا الراقد فى قبره هدرا.
كم أتمنى أن يستحضر جميع المصريين اليوم، فى يوم عيد الفطر الأول بعد ثورة يناير ضرورة أن يتذكروا أن فى باطن الأرض أناسا ماتوا من أجل أن تطيب حياة الذين مازالوا على ظهر الأرض.
المجد للشهداء، وستتقدم مصر للأمام، بعز عزيز أو بذل ذليل..
والله غالب على أمره، ولا غالب إلا الله..
كل عام وأنتم بخير..
***************
هذه الكلمات كلمات شاعر مصر يوسف عبد الرحمن و لكنها و بحق شعور الملايين
اختكم لامار