اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب

صمت النبلاء

Members
  • عدد المشاركات

    177
  • انضم

  • تاريخ اخر زيارة

  • Days Won

    3

كل منشورات العضو صمت النبلاء

  1. الأولوية الثانية بإيجاز لأن الأولويات عندي الآن كثيرة أن يكون الخطاب الدعوي مطمئناً للمسلمين والأقباط لأن الخطاب الإعلامي والدعوي الآن قد يقلق البعض وأنا أقولها لله قد يقلق البعض وينزعج وأنتم تتابعون الآن حملة إعلامية شرسة للتخويف من الإسلام وللتخويف من كل من ينتسب إلى الإسلام. فأنا أرجوا من دعاتنا وإعلاميينا أن يكون خطابنا الدعوي والإعلامي مطمئناً للمسلمين ومطمئناً لغير المسلمين لأن إسلامنا ليس فيه ما يخوف وليس فيه ما يُفزع الآخرين فهو دين السماحة والعدل، دين الرحمة والرفق، دين اللين والهدى، دين الأمن والأمان فبتاريخ الإسلام يبدأ تاريخ التسامح على وجه الأرض الإسلام دين الله جل جلاله دين الله الذي يتسم بالتكامل والشمول دين الذي يتسم بالتوازن والاعتدال دين الله الذي يتسم بالتميز والمفاصلة دين اله الذي يتسم بالجمال والكمال {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(14)}الملك. دين الله الذي أنزله ليُسعد به من خلق لا ليُسعد به العرب فحسب ولا ليُسعد به المسلمين فحسب بل أنزله ربنا جل وعلا ليُسعد به البشرية كلها في الدنيا قبل الآخرة. فينبغي أن نُبين محاسن هذا الدين وأن نُبين عظمة هذا الدين وأن تُعلّم الجميع أن الإسلام حرم الظلم على المسلم للمسلم وحرم الظلم من المسلم لغير المسلم بل إننا نعتقد أن الله جل وعلا يقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ولا يُقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية .. قال الله جل وعلا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(8)}المائدة فلابد أن يعلم الجميع أن ديننا دين يملأ القلوب كلها بالأمن والأمان والطمأنينة ولا يجوز البتة أن نُحاكم الإسلام الدين الرباني والنبوي لمجرد خطأ وقع فيه داعية ينتسب إلى هذا الدين أو لمجرد إعلامي أخطأ على فضائية من الفضائيات ينتسب إلى هذا الإسلام العظيم ليس من العدل أن نُحاكم الإسلام لخطأ بعض المنتسبين إليه فالإسلام دين الله ليس من حق أي عالم مهما علا كعبه أن يقول أنا الإسلام لا ليس من حق أي أحد أن يقول هذا أنا مسلم أقول قال الله وقال رسوله قد أخطئ في الفهم وقد أخطئ في التطبيق وقد أخطئ في الدعوة والسلوك فلا ينبغي أن يُحمل الإسلام خطأي أنا ولا ينبغي أن يُحمل المسلمون جميعاً خطأ فرد ينتسب إليهم ولو كان عالم من علماءهم أو داعية من دعاتهم. فلابد أن نطمئن الجميع وأنا من هنا أطمئن الجميع أطمئن المسلمين من النخبة من المثقفين من الليبراليين الذين يتخوفون من الإسلام العظيم ويتصورون أن الإسلام وحش كاسر مستعد لقطع الأيدي وجلد الظهور ورجم الرجال والنساء وحرق وجوه النساء اللائي لم ينتقبن هذا خلل في الفهم وقصور في الطرح. الإسلام دين الرحمة.. الإسلام دين الرفق واللين .. دين الأدب.. دين التواضع.. ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع الرفق من شيء إلا شانه. ربنا يعلم نبينا كيف يتحرك للدعوة {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ(159)}آل عمران فإذا كان هذا منهج الدعوة يحدد لسيد الدعاة فليس من حق أي أحد على طريق الدعوة أن يحيد عن منهج سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم. فينبغي أن نتحرك جميعاً أيها المسلمون لنُطمئن الدنيا كلها بأن إسلامنا دين رفق ولين وعدل ورحمة ووفاء وإخاء وسماح وعمل وبناء ورقي وإخلاص وطهر إلى غير ذلك من هذه المعاني والقيم الذي علمها لنا ربنا جل وعلا في قرآنه وعلمها لنا نبينا سيد الدعاة وإمام التقاة محمد صلى الله عليه وسلم لا تخافوا الإسلام يا سادة لا تخافوا الإسلام أبداً وأطمئن كذلك الأقباط في مصر وأقول لهم : لا تخافوا الإسلام ولا تخافوا شريعة محمد عليه الصلاة والسلام فالإسلام وشريعة الإسلام عدل كلها ومصالح كلها وما عرف الأقباط معنى الأمن وحقيقة الأمان إلا في كنف الإسلام وفي ظلال الإسلام أولم يكفي أن أذكر بما ذكرنا به سابقاً من قول نبينا صلى الله عليه وسلم: [آلا من ظلم معاهداً أو انتقصه حق أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيء بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة] حتى قال الإمام ابن حزم في مراتب الإجماع أن الأمة قد أجمعت على أن حماية أهل الذمة أي على أن حماية الأقباط بين أظهر المسلمين أجمعت الأمة على وجوب حماية أهل الذمة من أي اعتداء خارجي فأن أقول ليسُ في حاجة إلى استقواء بأمريكا ولا بأوروبا لأن حمايتهم واجبة علينا نحن المسلمين. لا نقول ذلك سياسة وإنما نقول ذلك تدينا وطاعة منا لربنا ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم الأولوية الثالثة بإيجاز أن يُركز الخطاب الدعوي والإعلامي الآن على التطهير والتغيير الكل ينادي بالتغيير . وما أجمل أن نغير الفساد إلى صلاح وما أجمل أن نُغير الظلم إلى عدل وما أجمل أن نُغير الضلال إلى الهدى وما أجمل أن نُغير البدعة إلى السُنة وما أجمل أن نُغير الشر إلى الخير وما أجمل أن نُغير الباطل إلى الحق وما أجمل أن نُغير الضلال إلى الهدى وما أجمل أن نُغير الكسل إلى العمل وما أجمل أن نُغير الانحراف إلى الاستقامة ما أجمل هذه المعاني!! لكن اعلموا أيها الأفاضل أن هذا التغيير لا يمكن على الإطلاق أن يتم بتعديل الدساتير وإنما يجب أن نعتقد جميعاً أن هذا التغيير لا يبدأ إلا بالتطهير من أعماقنا ومن دواخلنا. قال جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ (11)}الرعد بدليل أننا بعد الثورة إلى هذه الشهور لم نرى تغييراً حقيقياً في سلوكياتنا ولا في أخلاقنا أي تغيير هذا الذي ننشده وأنت ترى رجلاً بسيارته الخاصة يمشي في عكس اتجاه السير وتيجي تقول له إيه اللي بتعمله؟ يقولك: أنا حر بئس الحرية أي تغيير هذا الذي ننشده وأنت ترى رجُل يضع سيارته صف ثاني وصف ثالث وصف رابع في طريق عام لا تستطيع سيارة إسعاف أن تتحرك ولا سيارة رجل ركن إلى جانب الطريق لا يتمكن من أن يخرج لقضاء مصالحه أو إلى عمله وتيجي تقول له : أنت راكن كدا غلط يقول لك : أنا حر بئس الحرية أي حرية وأي تغيير هذا الذي ننشده ونحن نرى هذه الفوضى هل نحتاج إلى ضابط شرطة ليوجه سلوكنا وقيمنا وأخلاقنا في كل شارع وفي كل ناحية؟ المسلم يراقب الرب العلي الأعلى لا يراقب القانون الوضعي الأعمى بل يراقب العلي الأعلى التطهير لابد أن يبدأ من الأعماق .. لابد أن أتطهر أنا من داخلي لابد أن أطهر قلبي من الشرك من الرياء من النفاق من الشك من الغل من الحقد من الحسد من الضغينة من الكبر من الهوى من حب الشهوات من حب الشبهات . لابد أن أطهر لساني من الكذب من الغيبة من النميمة من قول الزور من شهادة الباطل من ترويج الإشاعات التي تصيب البدن بالشلل لابد أن أطهر لساني من كل ذلك لابد أن أطهر يدي من الرشاوى من الفساد من الظلم من الاستبداد لابد أن أطهر جوارحي من المعاصي. نعم هذا هو التغيير أيها الأفاضل بالله عليكم ما التغيير الذي حدث وما التطهير الذي تم ونحن لا زلنا على أخلاقنا ولا زلنا على قيمنا نحتاج إلى تعديل لمنظومة القيم نحتاج إلى تعديل لسلوكياتنا شاب من شبابنا جاء إلى هذا المسجد العامر بالليل وأخذ مكانه في الصف الأول بأي دين وبأي شرع يريد أخ من إخواننا جاء الساعة العاشرة اليوم صباحاً أن يقتحم المسجد بأي صورة من الصور ليجلس في الصف الأول ولو داس على أعناق إخوانه وتخطى الرقاب رقبة رقبة أي دين هذا؟ أي خلق هذا؟ وأي شرع يسير به هذا؟ نحن نخالف بهذا السلوك منهج ربنا ونخالف بهذه الأخلاقيات منهج حبيبنا ونبينا وأسوتنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم ينبغي إن قال أحد قال الله أن ينصت الجميع ويقولوا سمعنا وأطعنا وإن وقف أخ وقال قال رسول الله ينبغي أن يُطأطأ الجميع رأسه لله ولرسوله وأن يقول سمعنا وأطعنا التطهير أيها الأفاضل والتغيير الحقيقي لن يكون أبداً بتعديل الدستور ولن يكون أبداً بتعديل القوانين إنما يكون التغيير بالتطهير الداخلي ولابد أن نركز الخطاب الدعوي والإعلامي على هذه الحقيقة لنرى بلدنا فعلا تتغير إلى ما نرضي به ربنا ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم تدبروا معي يا سادة قول ربنا جل جلاله {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ (11)}الرعد أنا أخشى إن لم نُشكر الله على النعمة الذي أنعم بها علينا أن يسلُبها اللهم لا تستبدل بنا ونعوذ بك من السلب بعد العطاء يا أرحم الراحمين نحن الآن في نعمة من أجل النعم لكننا واقبلوها مني لكننا إلى الآن إلى هذه اللحظة لم نشكر الله على هذه النعمة شكر يليق بكماله وجلاله وشكر يليق بقدر النعمة لأننا لا زلنا على سلوكياتنا وأخطائنا لم نتغير إلا من رحم ربي جل وعلا من منا عاهد الله على الحفاظ على صلاة الفجر كل يوم؟ من منا عاهد الله على صلاة الليل كل ليلة؟ من عاهد الله على كف لسانه عن الإشاعات وعن ترويج الإشاعات وعن الغيبة والنميمة والكذب أنا لا أعلم عصرً ولا زمنً لوثت فيه الألسنة بالغيبة والنميمة كعصرنا هذا وكأيامنا هذه والله الذي لا إله غيره لو كان الهواء يتلوث برائحة الغيبة لما استطعنا أن نتنفس هواءً نقياً طيلة الشهور الثلاثة الماضية لانتشار الغيبة ولانتشار النميمة لا تجلس مجلسً قط إلا وترى فيه الغيبة إلا وتسمع فيه النميمة إلا من رحم ربي اللهم أجعلنا ممن رحمت في الدنيا والآخرة أصبحت الغيبة فاكهة المجالس أنت ما سمعتش؟ دا بيقولوا..مين اللي بيقول؟ هم بيقولوا.. يا عم مين اللي بيقول؟ بيقولوا.. وهكذا ولا تصل أبداً إلى مصدر لأي إشاعة تروج الآن ولا تقف على مستند ولا على وثيقة وربنا جل وتعالى يقول: { يَا أَيُّهَا الذِينَ آَمَنُوا } يا أخي رب العزة ينادي عليك اصغ بقلبك وسمعك وكيانك الله يقول : { يَا أَيُّهَا الذِينَ آَمَنُوا } هل أنت ممن وحدَّ الله؟ هل أنت ممن حققت الإيمان بالله؟ اصغ السمع والقلب لله ربك ربك ينادي عليك أيها المؤمن {يَا أَيُّهَا الذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا (6)}الحجرات وفي قراءة ثانية {فَتَثَبَّتُوا } وسأفرد لقاءً قريباً إن شاء الله تعالى بعنوان (فَتَبَيَّنُوا) لأتحدث عن خطورة الكلمة التي أصبحت لا قيمة لها الآن ولا وزن لها وأصبح كل إنسان يتكلم بما يريد في أي وقت يريد ثم يمضي بعد ذلك آمنً مطمئناً وكأنه ما قال شيئاً ولا فعل شيئاً ويصبح الناس ويمسون وأعراضهم مجرحة وسمعتهم ملوثة وإذا بكل فرد فيهم متهم أو مهدد بالاتهام في المرحلة المقبلة وهذه حالة من القلق والفوضى والشك والريبة لا يمكن أن تُطاق بحال من الأحوال فضلاً أن يبدأ البناء في ظلالها المظلمة البائسة اليائسة الكاسدة المفسدة مستحيل. فمن أهم الأولويات أن نركز على حقيقة التغيير الذي ننشده {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ (52)} الأنفال يتبع بمشيئة الله
  2. هذا هو عنوان لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم المبارك فلا شك ولا ريب أن مصرنا العزيزة الحبيبة تمر الآن بمرحلة حرجة وتعلوا الآن أصوات كثيرة متداخلة متناقضة وألمح سقف عالي جداً للحرية لحرية الكلمة والرأي والتعبير ونرى سجالات ومناظرات ومحاورات خطيرة على شاشات الفضائيات لا أرى في كثير منها البناء بل أرى في كثير منها الهدم والفوضى أرى حوارات مبنية على الجدال والمراء لا على التعمير والتشييد والبناء أرى ترويج بأسلوب مقصود أو غير مقصود لترويج الفوضى في بلدنا باسم الحرية والحرية نعمة من أجلَّ النعم إن كانت حرية منضبطة مسئولة أنا حر نعم تعبير جميل لكن في حدود الضوابط الشرعية وفي حدود المسئولية بحيث لا أضر الآخرين لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى الوطن والبلد والمصلحة العليا فأردت اليوم في نقاط سريعة محددة أن أركز على أولويات الخطاب الدعوي في المرحلة الراهنة وأسأل الله أن يجعل لهذه الكلمات قلوب واعية وآذانً صاغية أخاطب أساتذتنا الأفاضل في وسائل الإعلام وأخاطب شيوخي وعلمائنا الأجلاء وأخاطب الدعاة وطلبة العلم وأخاطب المسلمين عامة في مصرنا الحبيبة لنعيد البناء من جديد على أسس منضبطة وبفهم دقيق وبوعي عميق حتى تدور عجلة التنمية من جديد وحتى ندفع الاقتصاد من جديد وحتى نمكن لدين العزيز الحميد وسُنة محرر العبيد محمد صلى الله عليه وسلم الأولية الأولى من أولويات الخطاب الدعوي والذي ينبغي أن يُركز عليها كل الدعاة والإعلاميين هي أحياء الربانية وتشديد الإيمان في القلوب وربط القلوب بعلام الغيوب جل وعلا نحتاج في هذه المرحلة إلى أن نجدد الإيمان بربنا آلا تلمح معي أيها الفاضل الحبيب لهجة استعلاء ولغة عجب وكبر وغرور تتردد الآن على بعض ألألسنة صنعنا غيرنا بدلنا فعلنا يا أخي أنت ما صنعت شيئاً يا أخي أنت ما غيرت ولا بدلت ولا فعلت شيئاً وأنا ما صنعت ولا فعلت ولا غيرت ولا بدلت أي شيء فالأمر كله لله والفضل كله بيد الله والتدبير كله لله والكون كله لله وما حدث في مصر حدث بإرادة الله وأنا أقول إنها صناعة ربانية على سمع وبصر الملك وانظر الآن إلى ما يجري على أرض ليبيا أو على أرض سورية أو على أرض اليمن أو على غيرها من بلاد المسلمين لتعلموا علم اليقين أن ما وقع في بلدنا وقع بتوفيق الله وحده وبفضل الله وحده فينبغي أن نربط قلوبنا بربنا جل وعلا وأن نتخلص من مشاعر العجب والكبر والاستعلاء والغرور وأن نعلم أننا من أضعف مخلوقات الله في كونه وأنه لا قيمة لنا ولا كرامة إلا بتوحيد الله جل وعلا وإلا بالإيمان به سبحانه وتعالى لابد من ربط القلوب الآن بعلام الغيوب الإيمان هو القضية الأولى تلك القضية التي من أجلها خلق الله الكون وأنزل الكتب وبعث جميع الأنبياء والرسل لابد من تجديده الآن في القلوب فالإيمان أيها الأفاضل ليس مجرد كلمة ترددها الألسنة فحسب ولكنه قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والزلات. ترجم الإمام البخاري في كتاب الإيمان باب بعنوان (الإيمان قول وعمل يزيد وينقص). وقال الإمام البخاري لقيت ألف ر جل من علماء الأنصار كلهم متفقون على أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص . ـ يزيد الإيمان بالطاعة ـ وينقص الإيمان بالمعصية. وأنا لا أريد أن أطيل النفس في كل محور لكن أؤكد لحضراتكم أن القضية الأولى والأولوية الأولى التي من اجلها خلق الله الكون كله وخلق الجنة والنار وأنزل الكتب والصحف وأرسل جميع الأنبياء والرسل هي قضية إيمان ولا أبالغ إن قلت لحضراتكم إن القرآن كله من أول سورة الفاتحة إلى سورة الناس في قضية الإيمان بالله جل وعلا لأنه حديث مباشر عن الله سبحانه عن أسماء جلاله وعن صفات كماله وعن ذاته وإما حديث عن أوامره ونواهيه وحدوده جل وعلا وإما حديث عن أهل الإيمان وعما أعد لهم في الدنيا والآخرة وإما حديث عن أهل الكفر الذين أعرضوا عن قضية الإيمان وعما أعد الله لهم في الدنيا والآخرة فالقرآن كله بلا مبالغة في قضية الإيمان. ينبغي أن نجدد الإيمان في قلوبنا بربنا لأنه لا يمكن على الإطلاق أن نتحرك لبناء أوطاننا إلا إذا بنينا الإيمان ابتداء في قلوبنا {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً(107)} الكهف. والآيات في هذا الباب كثيرة
  3. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفي الله وخليله البشير النذير السراج المزهر المنير خير الأنبياء مقاما وأحسن الأنبياء كلاماً لبنة تمامهم ومسك ختامهم رافع الإصر والأغلال الداعي إلى خير الأقوال والأعمال والأحوال الذي بعثه ربه بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً فختم به الرسالة وعلم به من الجهالة وهدى به من الضلالة وفتح به أعين عميا وآذانً صُمَ وقلوب غلفى وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديهِ واستنَّ بسنتهِ واقتفى أثره إلى يوم الدين أما بعد... فحي الله هذه الوجوه المشرقة الطيبة وزكّى الله هذه الأنفس الكريمة وشرح الله هذه الصدور العامرة بحب الخير والإسلام وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا وأسأل الله جل وعلا الذي جمعنا في هذا البيت العامر الطيب المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه أحبتي في الله أولويات الخطاب الدعوي في المرحلة الراهنة يتبع إن شاء الله
  4. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فتستنكر "الدعوة السلفية" الأحداث الدامية التي وقعت بـ"إمبابة" مساء أمس مِن سفكٍ للدماء المعصومة واستعمال للأسلحة النارية وغيرها.. وتحذر مِن دفع البلاد إلى هاوية الفتنة، وتؤكد على أهمية التعايش السلمي بين المسلمين والأقباط الشركاء في الوطن. - وتستنكر "الدعوة السلفية" موقف "الإعلام المغرض" الذي يزج باسم "السلفية"، و"السلفيين" في مشاكل ليست مِن صنعهم، ولا توجيههم، ولا منهجهم في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والاجتهاد في نفع المجتمع، والحض على سلامة أفراده. - نؤكد مِن جديد: خطورة "الاستقواء بالخارج"، و"جريمة المطالبة بالتدخل الأجنبي في شئون مصر"؛ فأبناء مصر قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم، وحماية جميع أبناء البلاد على اختلاف أديانهم. - ونؤكد أن العلاج لمثل هذه المشاكل إنما هو في بسط سلطة الدولة على جميع الأماكن، والأفراد وألا يكون أحد فوق المسائلة القضائية على ما يُرتكب مِن مخالفات، وضرورة التخلص مِن ممارسات "النظام السابق"؛ الذي أشعل نار الفتنة بـ"تسليم مواطنين مصريين" لجهات ليس لها حق احتجازهم. - ونطالب مجددًا بضرورة جمع الأسلحة خاصة خاصة النارية من جميع مَن ليس له صفة شرعية في حملها وضرورة تفتيش المساجد والكنائس والمؤسسات؛ للبحث عن الأسلحة ومصادرتها لمنع ارتكاب الجرائم الدموية. - كما نطالب بمحاكمة عاجلة سريعة للمشتركين في سفك الدماء بغير حق وإنزال العقوبة الرادعة بمن تثبت إدانته. - ونناشد جميع الاتجاهات أن تحافظ على سلطة الدولة وعدم محاولة أخذ ما يرونه حق لهم بأنفسهم؛ لأن ذلك يؤدي إلى الفوضى. ونحذر كذلك مِن أي تصرف دون الرجوع لأهل العلم. اللهم احفظ مصر آمنة مطمئنة رخاء وسائر بلاد المسلمين. الدعوة السلفية بالإسكندرية كما وافق عليه أيضًا: فضيلة الشيخ/ محمد عبد المقصود فضيلة الشيخ/ محمد حسان فضيلة الشيخ/ صفوت حجازي فضيلة الشيخ/ محمد عبد السلام
  5. الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله إمام الغر الميامين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد... فيا أيها الأحبة الكرام بعد التطهير الذي هو الخطوة العملية الأولى على طريق التغيير والبناء أرى أن نعد الكوادر الإسلامية المتخصصة في كل ميادين الحياة نريد الأكفاء وعلى الأمة أن تدرب من الآن لاختيار الأكفاء لابد أن تُقدم مصرنا الأكفاء لشغل المناصب والوظائف لننهض بهذا البلد إعداد الكوادر المتخصصة الواعية ومصر مليئة بالكوادر وها أنتم ترون بفضل الله تبارك وتعالى في الأيام القليلة الماضية رأيتم كفاءات عادية جداً في كل الميادين لكن نريد أن تتحول هذه الأفكار الهائلة الدقيقة إلى عملٍ على أرض الواقع اسمحوا لي أن أردد هذه الكلمات وهي في غاية الأهمية وأختُم بها اللقاء فأرجوا أن تنتبهوا لها أقول أحبتي إن الحق معنا وإن الباطل مع غيرنا لكننا بكل أسف لم نُحسن أن نشهد لهذا الحق الذي معنا شهادة خُلُقِية عملية على أرض الواقع ولم نحسن أن نبلغ هذا الحق لغيرنا بحق وأدب وإن الباطل مع غيرنا لكنه يُحسن أن يلبس الباطل ثوب الحق ويُحسن أن يصل بالباطل إلى حيث ينبغي أن يصل الحق وحينئذ ينزوي حقنا ويضُعف كأنه مغلوب وينتفخ الباطل وينتفش كأنه غالب وهنا نتألم لحقنا الذي ضعُف وانزوى وللباطل الذي انتفخ وانتفش ونعبر عن ألمنا بصورة من صورتين فقط لا ثالث لهم إما أن يكون تعبيرنا سلبياً مهزوماً لنزداد هزيمة نفسية على هزيمتنا الأصلية وانعزال عن الناس والخلق والمجتمع والعالم وإما أن يكون تعبيرنا منفعلاًً أو صاخبً أو مُتشنجً أو مُتفلتً وهنا سنخسر الحق حتى ونحن في طريقنا للدفاع عن الحق لأن الناس حينئذ سيزدادون بُغضاً للحق الذي معنا وإصراراً على الباطل الذي معهم فلنشهد بالحق شهادة عملية خُلُقِيِةً سلوكية منتجة مبدعة فلسنا أقل من شباب اليابان ولسنا أقل من شباب أوروبا ولسنا أقل من شباب أمريكا الذي أبدع أنا أراقب الشعب الياباني وأبكِ ورب الكعبة بكيت بكيت وأنا أرى الشعب الياباني في أزمته الحالكة أزمة الزلزال مع أزمة تسونامي مروعة وكلكم يتابع على الشاشات رأيت العجب ما سمعت عن حالة سرقة واحدة في اليابان في ظل هذه الأزمة وفي ظل هذا التفلت ما رأيت خلل في النظام ترى الشعب الياباني يقف صفوفاً منتظمة للحصول على الطعام أو على السلع وبكيت حين سمعت حواراً مع بعض أفراد الشعب الياباني وهم في داخل السوبر ماركت يشترون حوائجهم اليومية والرجل والسيدة في اليابان لا تشتري حاجة تزيد على حاجة يوم واحد مش بتاخذ حاجة لمدة شهر لأ يوم واحد بيسأل : ليه قالت لأدع سلع في المحل لأسرة أخرى هذه قيمنا نحن هذه أخلاقنا نحن هذا ديننا نحن الأمل في الله كبير ثم فيكم أيها الآباء وأنا اسمحوا لي أن أقدم دوماً وسأظل أقدم دوماً آبائنا وعلماؤنا وشيوخنا على شبابنا وأولادنا وأنا واثق كل الثقة أن هذا يُسعد شبابنا الأبي يسعد شبابنا المحترم أن نقدم الآباء دوماً أمامنا وبين أيدينا ونحن الشباب في ظهره في خلفه وإن قدمونا تقدمنا وإن أخرونا تأخرنا وإن وجهونا توجهنا لأنهم ينظرون إليكم أيها الشباب على أنكم ثمرة الفؤاد وعلى أنكم نبض الحياة وعلى أنكم الشمس المشرقة والشعلة المتقدة والطاقة الهائلة والقوة الجبارة والشمس لا تملآ النهار في آخرهِ كما تملك النهار في أوله فأنتم شمس الآباء أيها الشاب وأسأل الله سبحانه وتعالى لمصرنا أن يحفظها بشيوخها وشبابها اللهم اجعل مصر أمناً أمانً سخاء رخاءَ وجميع بلاد المسلمين اللهم لا تحرم مصر من نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار اللهم ارزق مصر الحكام الصالحين اللهم ارزق مصر الحكام المصلحين وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة النافعة يا ارحم الراحمين اللهم استرنا ولا تفضحنا وأكرمنا ولا تهنا اللهم إني أسألك أن تحفظ أهل بورسعيد وأن تُنزل عليهم من خيراتك ورحماتك وبركاتك وأن تحفظ هذه المحافظة الآمنة الوديعة وأن توسع أرزاق أهلها وسائر إخواننا في بلدنا وفي جميع بلاد المسلمين اللهم انصر شبابنا وأحفظهم بحفظك وأيدهم بتأييدك ومددك واستر نساءنا وبناتنا برحمتك يا ارحم الراحمين هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهوٍ أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويُرمى به في جهنم للتحميل مصر آلام وأمال لقاء ممتع مع الشيخ محمد حسان وعمرو الليثي كلمات من القلب دعوة للتسامح والتصالح المال والسلطة سعادة أم شقاء؟ الإسلام يمنعنا ومصر تجمعنا لماذا يخافون من الإسلام أدب الحوار
  6. بيوزع يده على الناس علشان تبوس ويقول له بوس ياله كمان يجوز أن لا تصلو الجمعة غداً في جمعة الرحيل على جمعة قبل جمعة الغضب من يريد الخروج من الميدان رجال الأمن سيوفرون له ذلك القرضاوي والطيب وعلى جمعه أيام الثورة رد علي جمعه على كلام القرضاوي أيام الثورة علي جمعه أيام الثورة ليه تعبروا عن رأيكم في التحرير عبروا في مصطفى محمود علي جمعه للشباب في ميدان التحرير روحوا لبيوتكم على جمعه وهو هو هو و olala أولاله بالفرنساوي الغضب من أجل الأضرحه بعد الثورة وقبل الثورة كنت بهزر على جمعه النقاب فرض على جمعه مصر محسودة http://www.youtube.com/watch?v=Go2mX0lYtNg&feature=related منقول
  7. اعلم ولدي الحبيب وأخي الفاضل اعلم أن التغيير لا يمكن على الإطلاق أن يتم في يوم وليلة نحن بذلك نخالف سنن الله الكونية الثابتة الكل يتصور أن التغيير سيحدث في هذا الشهر هذا خلل هذا مُخالف لسنن الله الثابتة اسمع..!! الذي لا ينفع معها تعجل الأذكياء ولا وهم المخلصين الأصفياء لأ السنن ماضية ما فيش تغيير في يوم وليلة الملك الذي يقول للشيء كن فيكون {الَّذِي خَلَقَ السَّمَٰوَٰتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ(60)}الفرقان في تدرج كسنة كونية لا تتغير لا تتصور أنه إن كنت تحصل راتباً في السنوات الماضية ستُحصل في الشهر القادم أو في نفس العام خمسة آلاف جنيه هذا خلل هذا لا يليق أبداً نحن نرجو الله ذلك لكن لابد أن نعلم أن لله سُنة لا تتغير حتى لا تتعجل التغيير لنخرج بعد ذلك إلى الساحات والميادين لنعطل العمل مرة بعد مرة ومرة بعد مرة لأنه لن يتغير على أرض الواقع في هذه المدة الوجيزة شيء بل لابد أن نعلم أن كل ما حدث إلى الآن أن الله قد تفضل علينا باجتثاث المجموع الخضري على ظهر الأرض شجرة الفساد لكن بقيت الجذور متغلغلة في أعماق التربة وفي قلب الصخور لسنوات طويلة ولا يمكن أن يتم القضاء على صور الفساد وإحداث التطهير والتغيير إلا باقتلاع الجذور لأن اقتلاع المجموع الخضري دون جذر الفساد من الأرض لن يغير من الواقع كثيرا بل ربما ينبت لهذا الجذر مجموع خضري أعتى من مجموع الخضري السابق وأظن أن الكلام واضح جداً التغيير له مراحل وأنا أقول لن يقع التطهير والتغيير بتعديل للدستور ولا بسن القوانين أنا لا أقلل من شأن تعديل الدستور هذا طرح ساذج من يقول ذلك فهو يطرح طرحاً ساذج جداً نثمن جدا التعديل للدستور لكن اعلموا أيها الأفاضل أن تعديل الدستور لن يغير الواقع على الإطلاق إلا إذا بدء التطهير والتغيير من أعماقنا نحن لابد أن نطهر قلوبنا من الغش من الشرك من النفاق من الرياء من التملك من المداهنة من الحقد من الحسد من الضغينة من البغض من الهوى من حب الشهوات من حب الشُبهات لابد أن نطهر أعيننا من الخيانة ومن النظر إلى الحرام لابد أن نطهر ألسنتنا من الكذب من الغيبة من النميمة من شهادة الزور من ترويج الإشاعات المروعة التي تشُلْ البلد شلاً كاملاً لابد أن نطهر أيدينا من الرشاوى من الفساد من الظلم ومن الاستبداد لابد أن نطهر جوارحنا كلها من المعاصي التي تُغضب ربنا سبحانه وتعالى أنا بسأل الآن يا إخواني هل الحرية اللي ربنا مَنْ بها علينا الآن معناها إنك تقف صف تاني في شارع طريق رئيسي هي دي الحرية هل الحرية إنك تمشي عكس اتجاه السير بسيارتك هي دي الحرية؟ هل هذا هو التعامل مع نعم الله جل جلاله؟ تقف صف تاني مافيش عربية إسعاف عارفة تتحرك وتمشي في عكس اتجاه السير تقف تقول له يا أخي هذا حرام يقولك أنا حر لا يا أخي لست حر يا أخي الحرية منضبطة الحرية مسئولة ائتني ببلد على وجه الأرض ينظر للحرية على أنها حرية مطلقة ما فيش حرية مطلقة حريتك في حدود أن لا تؤذي الآخرين وأن لا تضر الآخرين لا على مستوى الفرد ولا على مستوى العالم الوطني منذ ثلاث أيام وأن أسير بسيارتي في الميدان والله وجدت سبع سيارات واقفين في قلب الميدان السواقين نازلين بيتكلموا والعربيات واقفة أنا ركنت السيارة ونزلت فعرفوني قلت ينفع كدا يا جماعة ينفع كدا؟ أسألك بالله لو كان في ضابط مرور هنا كنت تقدر تعمل المسألة دي كنت تقدر تمر بعربيتك من غير رخصة في المكان دا؟ ليه كدا؟ لماذا لا نتعامل معاملة ترضي ربنا أنا لا أحتاج إلى أحد يقوّم سلوكي أو يقوّم أخلاقي نريد فعلاً تطهير منظومة القيم نريد أن نغرس هذه المعاني في قلوب أجيالنا وشبابنا وأولادنا انظروا إلى الحدائق والميادين العامة في الأيام الماضية لقد تحولت إلى مخلفات كاملة لماذا لا تأكل وتطعم وتشرب هنيئاً مريئاً وتحرص على نظافة المكان لتتركه أجمل وأبهى مما كان أنا لا أريد أحدا أن يوجهني لمثل هذا المسلم لا ينتظر ضابط ليقوّم مساره أو ليُصحح انحرافه المسلم لا يراقب القانون الوضعي الأعمى وإنما يراقب الرب العلي الأعلى فوق أي أرض كان وتحت أي سماء كان هذه القيم هذا هو التطهير الحقيقي لا بد أن أغير أنا من نفسي {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ(11)}الرعد لابد أن نغير ما بأنفسنا.. لابد أن يبدأ التغيير فعلاً أنا أود أن تسود روح الثورة فالثورة في ميدان التحرير الساعة تضيع ترجع إلى صاحبها حافظة النقود ترجع إلى صاحبه لم نسمع عن حالة تحرش جنسي واحدة في ميدان التحرير رأينا صوراً من أرقى صور التكافل الاجتماعي بين الشباب في الميادين العامة في بورسعيد في القاهرة في الإسكندرية في المنصورة رأينا روح جديدة على بلادنا ورأينا بعد ذلك شباب ينظف الشوارع ويُعيد تنظيم الميادين ويُعيد تنظيم ميدان التحرير قيم جميلة لابد أن تبقى ويجب أن تسود لا ينبغي أن تكون مؤقتة منتهية بانتهاء العواطف لابد أن تكون قيم راسخة ثابتة لابد أن نمضي بها لنُغير بلدنا ولنطهر بلدنا ولن يكون ذلك إلا أن طهر كل واحد منا نفسه وبدأ بتغيير نفسه وتغيير بيته إبدأ بالتغيير لابد أن تتغير في بيتك في سيارتك في سلوكك والله لا يليق أبدا أن آكل سندوتش في السيارة وأشرب ازازة بيبسي وبعد ذلك في قلب الشارع العام وأرمي هذا سلوك مش عاوز أقول لك غير حضاري هذا سلوك غير إسلامي.. هذا سلوك غير أخلاقي لا تسمح لنفسك ولا لابنك ولا لابنتك بهذا لابد أن نُعيد بناء بلدنا في جانب الاقتصاد.. في جانب الإعلام.. في جانب التعليم.. في المؤسسة الشرطية.. في المؤسسة الأمنية والعسكرية .. في المؤسسة الدينية لا بد أن نُغير الخطاب الدعوي وأنا كنتُ اليوم بفضل الله تبارك وتعالى قد عقدت النية على أن أتحدث في أولويات الخطاب الدعوي في المرحلة المقبلة لكن أشار عليّ بعض الأفاضل أن هذا موضوع خاص بوسائل الإعلام أو بطلبة العلم أو بالدعاة إلى الله وليس خاص بعامة الناس ينبغي أن يكون خطابهم خطاب آخر فاستجبت فينبغي أيها الأفاضل أن يبدأ التغير في كل مناحي الحياة لأن التطهير لابد أن يكون الخطوة العملية الأولى على طريق التغيير الذي يبدأ بخطوة ولكنه طريق طويل يحتاج إلى تطهير وتغييرٍ في كل منحى من مناحي الحياة وأود فقط أن أؤكد لأحبابنا وشبابنا وأولادنا أنه لا يتصور احد منهم أن الخدمة الحقيقية للدين أو لمصر تتمثل في أن يكون خطيباً على المنبر هذا خطأ وقصور في الفهم لو أراد الحبيب صلى الله عليه وسلم أن يجعل الصحابة جميعاً خطباء على المنابر لجعلهم ورب الكعبة خطباء على المنابر لكن لأ خالد بن الوليد له دور .. وعبد الله بن مسعود له دور.. وزيد بن ثابت له دور بما يتلاءم مع طاقاته وإمكانياته وقدراته أنا ما اقدرش الآن اقف مكان طبيب في العيادة ما اقدرش .. وهو ما يقدرش يقف مكاني على المنبر هو له من الذي أعطاني الحق أن ازعم أن دوري أعلا من دوره هو من الذي يُعطيني هذا الحق هو له دور تحتاج إليه البلد .. وأنا لي دور فليقدم كل واحد منا دوره في مكانه الذي هو فيه بما يرضي الله سبحانه وتعالى لنصرة الدين ثم لنصرة هذا البلد الكريم إن أعظم خدمه نقدمها اليوم للإسلام ثم لمصر أن يشهد كل واحد منا في موقع إنتاجه وموقع عطائه في مصنعه .. في مزرعته.. في وحدته العسكرية.. والأمنية.. والشرطية.. في أي مكان أن يشهد لهذا الدين ثم لهذا البلد شهادة عملية خُلُقية إنتاجية مقنعة معطاءةً على أرض الواقع هذا ما يجب علينا أن نستوعبه وأن نقوم به الآن لتبدأ من جديد عجلة التنمية ولتبدأ مصانعنا العمل بقوة وصدق وإرادة وعزيمة لأن مصر أغنى من أن تمد يدها لمعونة أمريكية إيه المليار ونص؟ تفلة رجل أعمال وتستغني بلدنا عن هذه المعونة لماذا لا يتبنى بعض أحبابنا من رجال الأعمال الشرفاء الأوفياء وما أكثرهم في بلدنا لماذا لا يتبنى مجموعة من هؤلاء الفضلاء مع مجموعة من العلماء الرسميين من الأزهر..والأزهر قامة والأزهر قيمة فورب الكعبة ليس من صالح أي مسلم في مصر أن يقلل من شأن الأزهر ولا ينبغي أن نحكم على الأزهر بالموت لأنه يمر بمجرد مرحلة ضعف كما كانت تمر ولا زالت مصر كلها بل أقول مجموعة من العلماء الأزهريين الشرفاء الأوفياء وما أكثرهم بفضل الله مع مجموعة من العلماء غير الرسميين مع مجموعة من رجال الأعمال الشرفاء، وتجتمع هذه المجموعة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع الدكتور عصام شرف أو الحكومة . وتتفق هذه المجموعة التي يكون عددها محصورا في أن تبدأ حملة منظمة داخل مصر فقط ليس خارج مصر بل داخل مصر فقط لجمع ما يقرب من مائة مليار جنيه مصري ليس كثيراً مائة مليار ولا يستخدم هذا المال في سداد الدين بل في الاستثمار لماذا لا تُطرح هذه الخطة ويتبناها أهل الفضل من رجال الأعمال مع أهل الفضل من العلماء مع مجموعة من المجلس الأعلى والحكومة وينسق فيما بينهم على أعلا مستوى من التنسيق لجمع هذا المبلغ للاستثمار في مصر لإنعاش الاقتصاد المصري أنا عارف إن الدين بلغ 192 مليار لكن هذا المبلغ لو استثمر ودارت دفة التوجيه في التنمية والاقتصاد سنجني الخير الكثير أنا بقول يا إخواني أنا متفائل جداً للمستقبل بإذن الله تعالى فلو لم يقدر الله لنا إلا صنبور النهب والسرقة قد توقف لكفى هذه نعمة عظيمة وفضل كبير وهذا إن دل فإنما يدل على أن مصر التي تُنهَب لسنوات طويلة مليئة بالطاقات وزاخرة بالخيرات ولو أن بلداً على وجه الأرض عُمِلَ مثل ما عُمِلَ وفُعِلَ بمصر ما بقي لها على وجه الأرض من سبيل أيها الأفاضل تعالوا بنا لنعيد الأمجاد ولنُعيد البناء بالسواعد الأبية من أولادنا وشبابنا والعقول النيرة النقية لآباءنا وعلماءنا وشيوخنا ومصر مليئة بفضل الله بالطاقات الهائلة الجبارة وبالخيرات الوافرة أسأل الله أن يُديم عليها عزها ومجدها وخيرها وأمنها واستقرارها إنه ولي ذلك والقادر عليه وسامحوني على هذه الإطالة الغير متعمدة أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم يتبع بمشيئة الحي القيوم
  8. يا شباب..!! يا شباب الثورة .. يا شباب الصحوة .. أسأل الله أن يحفظكم وأن يرعاكم شرفتم مصر كلها وأسأل الله لكم مزيداً من التوفيق والسداد لكني أحذركم أن نتعامل مع الآباء والشيوخ الكبار بروح الكبر والاستعلاء والعجب والغرور فأنا ألمح الآن لغة لا تتفق مع ديننا ولا مع قيمنا ولا مع أخلاقنا ألمح الآن شاب يقف مع رجل فاضل أو مع مسئول ليتكلم معه بلغة لا تليق أبدا لا شرعاً ولا عقلاً ولا قِيماً ولا تديناً لا..!! احذر !! فنحن رأينا بأعيننا أخذ الله للمفسدين وللظالمين لا ينبغي أن نعالج الظلم بظلم.. والفساد بفساد.. والكبر بكبر.. ولو من نوع أخر أنا أقول إن كان شبابنا سواعد الأمة التي تبني وتعمر فإن أبائنا وشيوخنا وعلمائنا عقول الأمة التي تُخطط وتُفكر أحبابي أولادي شبابنا اسمحوا لي أن أكرر هذه الكلمات وأنا أود أن أنقل هذه الكلمات كل جمعة لمدة شهرين على الأقل أقول إن كان شبابنا سواعد الأمة التي تبني وتُغير وتُعمر بعد فضل الله فإن أبائنا وشيوخنا وعلمائنا وحكمائنا هم عقول الأمة التي تخطط وتفكر وأمة تستغني عن أبائنا وشيوخنا وعلمائنا أمة محكوم عليها بالفشل المروع محكوم عليها بالهوان محكوم عليها بالتخلف والتأخر وأمة تستغني عن شبابها محكوم عليها بالفشل والضعف بل الأمة العاقلة هي التي تستعين بسواعد شبابها وأبنائها وعقول شيوخها وآبائنا وعلمائنا نعم أبائنا هم أصل وجودنا بعد فضل ربنا علماؤنا هم أصحاب الفضل علينا .. شيوخنا هم أصحاب الفضل علينا آباؤنا الكبار أي كانت مراكزهم وأي كانت مواقعهم يجب أن نتعامل معهم بإجلال وإكبار واحترام هل تصورت أن كل فرد في مصر صار مفسداً؟ أيليق هذا؟ هذا هو العدل الذي خرجنا جميعاً للمطالبة به؟ نتعامل الآن مع الكل بهذا المعتقد أنا أرى الشعار المرفوع الآن في مصر الشعب يريد إسقاط الشعب!! ومن يبقى إذن؟؟؟ صار الكل فاسدا وصار الكل خائنا وصار الكل لصا ً إذن من بقي في مصر؟؟ أنا أقسم بالله الأصل في مصر الشرف والأصل في أهلنا هم الشرفاء والمفسدون قلة بالمقارنة إلى هذه الملايين المباركة قلة فلتحاسب هذه القلة محاسبة عادلة بلا تشف ولا ظلم ولا شماتة هذا ديننا..!! فلتحاسب هذه القلة بلا ظلم ولا تشف ولا شماتة وليبقى الشرفاء ليديروا دفة التوجيه والتنمية والعمل والبناء لا ينبغي أن يتعطل العمل ولا يجوز شرعاً ولا عقلاً أن يتوقف الإنتاج وأن يقف البناء بل وأن ينهار البناء لا يليق ولا يجوز شرعا ولا عقلا فعتالوا بنا لنُعيد البناء بعقول الآباء والشيوخ والعلماء والحكماء وسواعد أولادنا وشبابنا الأبية الفتيّة القوية وأرى أن الخطوة العملية الأولى على طريق بناء مصر هي التطهير فالتطهير من معتقدي ومن وجهة نظري هو الخطوة العملية الأولى على طريق التغيير الطويل يتبع بمشيئة مالك الملك
  9. مصر الكنانة ما هانت على أحد الله يحرسها عطفاً ويرعاها ندعوك يا رب أن تحمي مرابعها فالشمس عين لها والليل نجواها مصر.. كنانة الله في الأرض مصر.. قلب الأمة الإسلامية والعربية النابض بالحياة لو توقف هذا القلب ورب الكعبة لمات الجسد كله وترهل البدن كله مهما امتلكت الأمة من طاقات وأموال وإمكانيات فهذه الأمة بدون مصر جسد بلا قلب جسد بلا رأس بدن بلا روح بناء ضخم بلا بوابة فمصر هي البوابة الحقيقية للعالم الإسلامي والعربي أنا أُقدر ما يُعانيه شبابنا ممن بلغوا العشرين أو حتى الثلاثين أو حتى الأربعين نشأوا هذا العمر الطويل في وقت انتشر فيه الفساد أو الاستبداد أو الظُلم فلوثت سمعة مصر وهُز هذا الاسم العلم الكبير في العقول والقلوب وصار شبابنا يقرب بين هذه الصورة السلبية وبين هذا الاسم العلم الشامخ نريد الآن بعد فضل الله علينا أن يعرف شبابنا قامة وقيمة مصر أن يعرف شبابُنا قدر هذا البلد فهو من البلدان القلائل أيها الأفاضل التي ذكرها الله في القرآن بأسمائها وما أورع وأجمل قول يوسف: {وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين(99)}يوسف وأنا أقول إن شاء الله من دخل مصر وعاش في مصر سيدخل آمناً وسيعيش آمناً استجابة من الله بدعوة الكريم ابن الكريم ابن الكريم وإن اعترى مصر من آن لآخر من الأزمات والمحن ما يعتريها فمصر أيها الأفاضل من يحكمها كأنه يحكم الأمة لا أقول ذلك من باب العاطفة أو التعصب لمصر وأنا مُتعصب لمصر وعاشق لمصر ومحب لكل حبة تراب في هذا البلد ومن سافر منكم إلى العالم وتجول في بلدانه سيعرف قدر وقيمة وقامة هذا البلد الكريم مصر.. أرض الأنبياء.. أرض الأولياء.. أرض العلماء.. أرض الشهداء.. أرض الصدَّيقين والصدَّيقات. مصر أرض العطاء.. مصر أرض الوفاء.. مصر أرض الكرم والجود. مصر ما أصيبت أبداً على مدى تاريخها الطويل.. ما أصيبت أبداً بأزمة بُخلٍ أو بأزمة جُبنٍ وإنما أُصيبت نعم بأزمات ثقل.. لكنها ما جبُنت أبداً وما بخلت على دينها وعلى أمتها أبدا أنا أقول لكم مشى على ترابنا هنا خليل الله إبراهيم.. ومشي على ترابنا هنا نبي الله إدريس.. ونبي الله يعقوب.. ونبي الله موسى.. ونبي الله عيسى ومشي على تراب أرضنا ما يزيد على خمسين صحابياً من أصحاب حبيبنا النبي مصر أرض الأولياء.. ومصر أرض العلماء لا زالت مصر ولادة معطاءة تقدم لدينها ولأمتها ولعالمها الإسلامي والعربي الجهابذة في كل فن من الفنون وفي كل جانب من جوانب الحياة مصر قال في حقها فاتحها الكريم عمرو بن العاص اسمع..!! (ولاية مصر تعدل) يعني تساوي (الخلافة) أحفظوها يا شباب ولاية مصر تعدل الخلافة القائل : عمرو بن العاص فاتح مصر من حكم مصر كأنه يحكم الأمة من حكم مصر كأنه خليفة للأمة ذكرت لحضراتكم لأنها القلب فإذا توقف القلب ترهل البدن بل ومات البدن وكنت في ضيافة أمير من أمراء الخليج فأقسم لي بالله وقال لي: يا شيخ محمد قلت له : نعم قال لي: شوف والله كل الدول الخليجية والعربية بدون مصر دول كرتونية بنفس الأحرف دول كرتون مصر من يحكمها كأنه يحكم الخلافة وقال يحيى بن سعيد القطان إمام العلم والزهد والعمل قال: (ما رأيت الورع) الورع لا يتكلم عن الحلال بل يتكلم عن الورع (ما رأيت الورع ببلد أعرفه كما رأيت الورع في المدينة النبوية ومصر) وقال كعب الأحبار: (لولا أنني أحب السُكن في بلاد الشام لسكنت مصر، قيل ولما يا أبا إسحاق؟ قال: لأني أحب مصر وأهلها وأهل مصر في عافية...) اسمع..!! (ومن قصد مصر بسوء كبه الله على وجهه) بل لقد تعجبت وأنا أتعمد أن أطرح هذه الكلمات مراراً لأؤكد هذه المكانة والقيمة والقامة في قلوب وعقول أجيالنا وشبابنا الصاعد الواعد أقول أيها الأفاضل مكتوب في التوراة التي نزل الله على موسى مكتوب فيها(من قصد مصر بسوء قصمه الله) والله لن يقصد هذا البلد أحد بسوءٍ إلا وسيُهلِكُه ربنا إلا وسيقصم الملك ظهره لابد أن نعرف قيمة هذا البلد بل أبشركم بأن مصر وأهلها وصية سيدنا رسول الله محمد الله إحنا ذكرنا على لسان النبي؟ أيوة والحديث في صحيح مسلم من حديث أبي ذر أنه صلى الله عليه وسلم قال: [أنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها] بيقول للصحابة [فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فان لهم ذمة ورحما] يا للشرف!! يا للكرامة!! يا للمكانة!! يوصي نبينا أصحابه بنا وبأهل بلدنا ومصرنا مصر أرض النيل .. وأرض الطور مصر أرض الطور هذه الأرض المقدسة هذه الأرض المباركة التي نادى ربنا جل جلاله موسى عليها مصر أرض النيل الذي رآه النبي الجليل ليلة الإسراء والمعراج في الجنة والحديث في الصحيحين من حديث أنس : [رأى النبي أربعة أنهار في الجنة نهرين ظاهرين ونهرين باطنين. فقال: يا جبريل ما هذه الأنهار؟ . فقال: أما النهران الظاهران فالنيل والفرات] نهر ينبع من الجنة هل يجوز أن نُسيء إليه بالصرف الصحي؟ أيليق أن نُسيء إليه بالنفايات الكيميائية بل وأحياناً الذرية؟ أيليق أن نُسيء إليه إلى هذا النهر الذي رآه النبي في الجنة؟ كنت أصلي في جامع ضخم على النيل من أجمل ما رأيت، ثم تلفتت يميناً وشمالاً وقلت للإخوة الذين رحبوا بي غاية الترحيب معلش أنا عاوز أسأل سؤال: يا ترى الصرف الصحي بتاع الجامع دا فين؟ فسكتوا قلت والله لتجاوبوني فين؟ قالوا على النيل قلت اقسم بالله ترتكبون حراماً ولا تتوهم انك بنيت مسجدا لله ليكون الصرف الصحي لهذا المسجد ولو كان داراً للعبادة لا تتوهم انك تعمل عملا حلالا وتُحصّل أجراً بل ارتكبت حراماً وترتكب إثماً ووزراً نعم يجب على كل من يعيش على هذه الأرض اسمع..!! من المسلمين والأقباط أنا أقولها لله مصر ملك للمسلمين والأقباط لا يمكن أبداً أن يظلم مسلم أهل ذمة فهم أهل ذمة رسول الله ولن نخذل رسول الله في ذمته أبداً ولو قُطعت رقابنا بل حماية الأقباط واجبة علينا نحن المسلمين لا يحتاج أقباط مصر دعماً ولا استقواءاً بالخارج الأمريكي والأوروبي لأن حمايتهم واجبة علينا طاعة منا لربنا والتزاماً منا لذمة نبينا نقل الإمام ابن حزم في مراتب الإجماع أنا لا أقول رأياً اجهتادياً فردياً بل أنقل إجماع للأمة نقله ابن حزم في مراتب الإجماع فقال: أجمعت الأمة على أن حماية أهل الذمة واجبة على المسلمين من أي اعتداء خارجي وأجمع فقهاء الأمة على أن قتل الذميّ كبيرة من أبشع الكبائر هذا ديننا نفخر به فواجب على مسلم وعلى كل قبطي يعيش على هذا التراب الطاهر أن يحافظ على مقدرات ومكتسبات هذا البلد مصر ليست عزبة وليست تكية وليست ملكاً لأحد بل مصر ملك لشعبها.. مصر ملك لشبابها.. مصر ملك لأجيالها وأطفالها ونسائها لا ينبغي أبداً أن نُفرط فيها أو أن نُضيعها أو أن نسمح لأي يد مخربة مفسدة عابثة أن تنال من مقدرات ومكتسبات هذا الوطن وهذا البلد ورب الكعبة لا أقول ذلك إلا تديناً وإلا إرضاءً لربي سبحانه وتعالى يجب أن نبدأ البناء لا ينبغي أن نظل نبكي على اللبن المسكوب لكن تعالوا بنا لنعيد صياغة بلدنا .. لنُعيد صناعة بلدنا بسواعد الشباب وعقول الآباء والشيوخ يتبع بمشيئة الفرد الصمد
  10. تعرف على الله فما وقع في بلادنا أنا أُدين لله بأنه صناعة ربانية وانظروا ما يجري الآن على أرض ليبيا لتعلموا أن فضل الله على هذا البلد كبير لا منتهى له قال أعرف الخلق به سيدنا رسول الله تدبروا هذه الكلمات فأنا على يقين أن لها الآن طعم جديد في القلوب وأن لها وقعً جديد على الأسماع والنفوس تدبر قول أعرف الخلق بربه كما في صحيح مسلم : [إن الله لا ينام] ظن كثير من الناس في السنوات الماضية أن الله ينام وظن كثير من الخلق في السنوات الماضية أن الله لا يسمع ولا يرى والله لقد أوقفني رجل في مطار القاهرة وأنا في سفر إلى بلد ما قال لي استنى يا شيخ محمد ما صدقت لاقيتك عندي سؤال محيرني قلت له: تفضل حضرتك قال لي ربنا ظالم أي والله أعوذ بالله بتقول إيه؟ قال لي بقولك ربنا ظالم أعوذ بالله ليه كدا قال لي : هو مش شايف الدماء اللي عمالة تُسفك في فلسطين والعراق ومش شايف الواقع اللي إحنا عايشين فيه في بلدنا هنا وانتوا عمالين يا مولانا ليل نهار بتدعو ربنا في المساجد وعمالين تقنطوا في الحرم وفي المسجد النبوي وفي المسجد الأقصى وما فيش فايدة طب بالله عليكم هذا ينتظر مني دليل بالقرآن أو ينتظر دليل من السنة ويتهم الله بالظلم فكيف أقول له قال الله وقال رسوله؟ فقذف الله في قلبي هذا الجواب: قلت له :حضرتك شغال في المكان الفلاني؟ قال لي : نعم قلت له : طيب لو أن شركة بتروجيت صرفت مكافأة السنة دي للموظفين والعمال في الشركة وما صرفتش لحضرتك مكافأة تزعل؟ قال لي : لأ ما أزعلش قلت له : لازم تزعل قال لي : لا ما أزعلش قلت له: لأ لازم تزعل قال لي: ما أزعلش وأزعل ليه يا شيخ محمد؟ هو أنا شغال في بتروجيت عشان تديني مكافأة؟ قلت له: هو أنت شغال لربنا عشان ربنا ينصرك؟ أنت ما اشتغلتش قال لي : إيه؟ قلت له : أنت صليت الفجر النهاردة؟ قال لي : أنا ما بصليش قلت له : فلوسك فيها ربا؟ قال في أوقات كلها ربا قلت له: بناتك محجبات ولا بناتك بيروحوا الجامعة بالبنطلون والبدي؟ قال : هو انت شُفتُهُم وهما رايحين؟ قلت له: لأ أبداً، حضرتك بتتعامل مع الناس إزاي؟ وبعدين سكت قلت له :إيه رأيك تستحق النصرة من الله؟ قال لي : لأ قلت له: نتكلم بأة بالآية والحديث ، أقول لك بأة قال الله وقال رسوله أقول لك إن لله سنن ربانية في الكون لا تتبدل ولا تتغير ولا تُجامل ولا تُحابي تلك السنن أحداً من الخلق بحال مهما ادعى لنفسه من مقومات المجاملة أو المحاباة وقلت له: اعلم أخية أن الله جل وعلا هُزم المسلمين في أحد وقائد الميدان رسول ليُعلم الله جل وعلا الصحابة والأمة من بعدهم انه لا مجاملة ولا نسب بين الخالق والخلق إلا بالتقوى تأخر الصحابة عن تنفيذ أمر واحد من أوامر المصطفى فكانت الهزيمة فكيف وقد خالفت الأمة الآن جُل أوامر الله ورسوله؟ لابد أن تكون الهزيمة لا يمكن أن ننتظر النصر والعز والاستخلاف والتمكين ونحن قد ابتعدنا كثيراً عن منهج رب العالمين لكن انظر الآن وتدبر [إن الله لا ينام] هو يمهل جل جلاله لكنه لا يُهمِل أبداً واعلم بأنه لا يعجل بعجلة أحد لنا قانوننا ولنا رؤانا لكن الله يسمع ويرى ولا يعجل بعجلة أحد لكن!! ليس أحد أغير على المقهورين والمظلومين من رب العالمين فورب الكعبة لا تُرفع إليه دعوة اسمع اللي حقوله ولو كانت من كافر مظلوم ولو كانت من كافر مظلوم لا تُرفع إليه دعوة من مظلوم إلا وناداها وقال (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) [إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفهُ لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه] جل جلال الملك أنا لا أسمع في هذه الأزمة من يذكرنا بربنا لا أسمع في هذه الأزمة التي تمر بها بلدنا من يجدد الإيمان في قلوبنا ويربط القلوب بعلام الغيوب لنعلم يقيناً أن كل شيءٍ بتقديره وتدبيره وبفضله سبحانه وتعالى جاء حبر أي عالم من علماء اليهود كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود ينادي على نبينا ويقول : يا محمد إنَّا نجد مكتوبً عندنا في التوراة أن الله تعالى يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والماء والثرى على إصبع، والشجر على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، ثم يهُزهنَّ ويقول أنا الملك،فضحك الحبيب حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر اليهودي وقرء الحبيب النبي قول الرب العلي : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(67)}الزمر يقول الحبيب كما صحيح مسلم: [لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر] وفي رواية الإمام أحمد في المسند بسند حسن قال الحبيب: [لا تسبوا الدهر] اسمع ...!! [لا تسبوا الدهر] يعني الأيام والليالي [لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل يقول: أنا الدهرُ الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآت بملوكٍ بعد ملوك] فلا يزول ملك إلا بأمر الملك ولا يسود حاكم ولا يزول حاكم إلا بأمر أحكم الحاكمين أرجوا أن تستقر هذه العقيدة في قلوب شبابنا حتى لا يُصاب شبابنا بروح الكبر أو العجب أو الغرور أو الاستعلاء فأنا اسمع كلمات خطيرة غيرنا .. صنعنا .. بدلنا .. فعلنا .. أنت ما فعلت شيئاً .. وما صنعت شيئاً ... وأنا ما فعلت شيئاً .. وما صنعت شيئاً ... بل الأمر أمره .. والتوفيق توفيقه.. والملك ملكه.. والتدبير تدبيره ... فوالله الذي لا إله غيره ..! إنما هي استجابة الملك لدعوات المقهورين والمعذبين والمظلومين!! لما انتهت دولة البرامكة كما أقول دوماً وسُجن خالد المبرمك بعد مُلكٍ طويل سُجن مع ولده في زنزانة واحدة فبكى ولده وقال: يا أبتي من الملك والجاه والسلطان إلى السجن والقيد في زنزانة واحدة . فبكى خالد المبرمك ونظر إلى ولده وقال: يا بني إنها دعوة مظلوم سَرَت إلى الله بليل غفلنا عنها ولم يغفل عنها الله لا تتوهم أن الله لا يسمع ولا يرى..! لا تتوهم أن الله يُهمل الله يُمهل حتى ظن البعض أن الله لا يسمع ولا يرى جل جلاله وتقدست أسماؤه وتعالت ذاته وتقدست صفاته {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(11)} الشورى لا يعجل بعجلة أحد .. وليس أحد أغير على الحق وأهله منه .. ليس أحد أغير على الموحدين.. وأهل التوحيد منه .. ليس أحد أغير على الإسلام.. وأهل الإسلام منه جل جلاله.. يتبع بمشيئة الواحد الأحد
  11. هذا هو موضوعنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك أرجوا أن تركزوا معي فإن كلماتي اليوم من الأهمية والجلال بمكان واسمحوا لي أن أبدأ بهذا التأصيل الإيماني العقدي أقول: الإرادة في كتاب الله نوعان: إرادة دينية شرعية، وإرادة كونية قدرية تدبر معي الإرادة في كتاب الله نوعان: إرادة دينية شرعية، وإرادة كونية قدرية. ~ أما الإرادة الكونية القدرية فمعناها: أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فلا يقع شيء في الكون إلا بأمره وتحت سمعه وبصره جل جلاله فما وقع في مصر أسأل الله أن يحفظها ويرعاها وقع وفق إرادة الله الكونية القدرية حتى لا يقول أحد مهما كان قدره ومهما كان وزنه صنعنا وفعلنا وغيرنا .. والله لا أملك أنا أي شيء ولا تملك أنت أي شيء ولولا أن الله جل وعلا مالك كل شيء وقاهر كل شيء تفضل على بلادنا بما تفضل به ما استطاع شباب مصر كله بل ولا شباب الأرض جميعاً أن يُحدث ما حدث وأن يُوقع ما وقع إلا بفضله وتوفيقه وحده. فالملك ملكه والأمر أمره والتدبير تدبيره ولو قارنا ما بُذل من أسباب بما حققه لنا الملك الوهاب من نتائج لطاشت عقولنا والله لو قيل لأي واحد فينا نام واحلم ما استطاع أن يخطر على باله في الحُلم ما نراه الآن واقعاً بفضل الملك وتوفيق الملك فالحكم حكمه والملك ملكه والكون كونه والأمر أمره والتدبير تدبيره {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}آل عمران(154) لا تتوهم أن شيئاً في الكون يقع بلا أمره وبلا قدره {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَحَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(59)}الأنعام قال جل جلاله:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ } وتدبر لفظة { وَتَنْزِعُ} { وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(26)}آل عمران قال جلاله : {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن (29) } الرحمن يرفع أقواما، ويخفض آخرين، يغفر ذنبا، ويستر عيبا، ويفرج كربا، ويكشف هما، ويزيل غما، ويُقيل عثرة، ويستر عورة، وينصر مظلوما، ويأخذ ظالماً، ويغني فقيرا، ويسلُبُ غني، ويشفي مريض، ويبتليّ صحيحا، ويسوق المقادير التي قدرها قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، فلا يتأخر ولا يتقدم قدر قدره يتبع بمشيئة الرحيم
  12. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله وصفيهُ وخليله البشير النذير السراج المزهر المنير خير الأنبياء مقاماً وأحسن الأنبياء كلاما لبنة تمامهم ومسك ختامهم رافع الإصر والأغلال الداعي إلى خير الأقوال والأعمال والأحوالالذي بعثه ربه بالهدىوالحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاًمنيراً فختم به الرسالة وعلم به من الجهالة وهدى به من الضلالة وفتح به أعين عميّاً وآذاناً صمّا وقلوب غلفى وتركنا على المحجة البيضاء ليلهاكنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاللهم كما آمنا به ولم نره لا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله وأوردنا يارب بفضلك ورحمتك حوضه الأصفى واسقنا منه بيده شربة هنيئة مريئه لا نرد ولا نظمأ بعدها أبداً وصلى اللهم وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد... فحي الله هذه الوجوه المشرقة الطيبة النيرة حياكم الله يا أهل بورسعيد وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وأشهد الله أني أحبكم في الله وأسأله أن يجمعنا مع المتحابين في جلاله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله إنه ولي ذلك والقادر عليه أيها الأحبة (( مصر آلام وآمال )) يتبع بمشيئة الرحمن
  13. رغم الغل الواضح لم أتمالك من الضحك زادهم الله غيظا وكمدا جزاكم الله خيراً
  14. بشرى سارة لإخوانى الكرام انتلقت بحمد الله وفضله قناة إسلامية جديدة (قناة الهلال) قناة سلفية سنية على منهج أهل السنة والجماعة شعارها: الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة أسأل الله العظيم أن يجعلها منبرا من منابر أهل السنة والجماعة وأن يبارك فيها والعاملين عليها (شاهدوا قناة الهلال على النايل سات تردد 10992 عمودى) رجاء: كل من يقرأ الرسالة ينشرها قدر المستطاع ليعم الخير وينتشر ولا تنسوا أن الدال على الخير كفاعله
  15. لقراءة ما سبق وتحميله من خطب الجمعة للشيخ محمد حسان كلمات من القلب دعوة للتسامح والتصالح المال والسلطة سعادة أم شقاء؟ الإسلام يمنعنا ومصر تجمعنا لماذا يخافون من الإسلام أدب الحوار لقاء الشيخ محمد حسان مع عمرو الليثي
  16. الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن سيدنا عبد الله ورسوله إمام الغر المحجلين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين اما بعد،،، فيا أيها الأحبة روى البخاري ومسلم وأحمد في مسنده واللفظ لأحمد بسند صحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حنين وكانت وافرة أعطى قومه من قريش ممن أسلموا حديثاً ولم يعطي الأنصار من الغنائم شيئاً ولا زالت شيوخ الأنصار تقطر بدمائهم كما قال الأنصار أنفسهم في رواية أنس في الصحيحين فغضب الأنصار وتألمت نفوسهم ووجدوا في أنفسهم على نبيهم صلى الله عليه وسلم وقالوا كلمات واضحة جداً اسمع (قالوا والله لقد لقي رسول الله قومه) يعني حين لقي رسول الله قومه أعطاهم ونسيّنا (والله لقد لقي رسول الله قومه) فسمع العبارة سعد بن عبادة رضي الله عنه فانطلق إلى النبي مسرعاً وأخبره بما قاله الأنصار فقال للنبي قال لقد وجدوا الأنصار عليك في نفوسهم يا رسول الله . قال ممَ؟ وفيمَ؟ . قال في قسمك الغنائم أعطيت قومك ولم تعطى الأنصار منها شيئاً فقال النبي لسعد: اجمع لي الأنصار يا سعد فجمع سعد بن عبادة الأنصار جميعاً وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فخرج عليهم رسول الله فحمد الله وأثنى عليه وقال: اسمعوا إلى هذا الحوار البديع قال : يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله ؟ ألم أجدكم عالة فأغناكم الله؟ ألم تكونوا أعداء فألف الله بين قلوبكم ؟ فسكتوا . فقال : آلا تجيبوني يا معشر الأنصار؟ قالوا : بماذا نُجيب يا رسول الله المن لله ولرسوله فقال صلى الله عليه وسلم انظروا إلى هذا الفقه العالي فقال صلى الله عليه وسلم : والله لو شئتم لقلتم فصدقتم . لقلتم : جئتنا طريداً فآويناك وعائلاً فواسيناك وخائفاً فأمناك. فقالوا المن لله ولرسوله. فقال : يا معشر الأنصار أوجدتم في أنفسكم في لعاعة من أمر الدنيا أي في أمر حقير تافه زائل من أمر الدنيا تألفت بها أقوام أسلموا ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام ، يا معشر الأنصار أما ترضون أن يرجع الناس إلى رحالهم بالشاء والبعير وترجعون أنتم إلى رحالكم برسول الله؟ يا معشر الأنصار والله لو سلك الناس شِعْباً وسلك الأنصار شِعْباً لسلكت شِعْب الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار فبكى الأنصار حتى أخضلت لحاهم من البكاء وقالوا على قلب ولسان رجل واحد رضينا برسول الله قسّماً ومغنماً هذا هو أدب الحوار هذا هو الحوار أنا لا أقول هذه الأحاديث لتضيع الوقت وإنما لنتعلم لأن البعض متوهم أننا لن نتعلم هذه الدروس إلا من خلال دروس التنمية البشرية لا بل من خلال قرءان رب البرية وسنة سيد البشرية وأساتذة التنمية البشرية يقرون بهذا ويعلمون أن هذه الأصول والدروس إنما هي مستقاة من إسلامنا من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ليس من أدب الحوار الذي أتحدث عنه أن أطيل على حضراتكم أكثر من ذلك أو أن أشق عليكم فأنا أعلم أن الإخوة يجلسون منذ وقت طويل أسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه اللهم اجعل مصر أمناً أماناً سخاءاً رخاءاً وجميع بلاد المسلمين اللهم ارزق مصر الحكام الصالحين وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة النافعة يا رب العالمين اللهم حكم في مصر كتابك وسنة رسولك اللهم لا ترد هذا الجمع إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة لن تبور اللهم لا تدع لأحد من إخواننا وأخواتنا ذنباً إلا غفرته ولا مريضاً إلا شفيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميت لنا إلا رحمته ولا عاصياً بيننا إلا هديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته ولا حاجة هي لك رضى ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين اللهم اجعل جمعنا هذا مرحومَ وتفرقنا من بعده معصومَ ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروماً اللهم أهدنا واهدي بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى اللهم اقبلنا وتقبل منا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم اهدي شبابنا واستر نسائنا وأحفظ بناتنا وأصلح أخواتنا برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين أمر لأمة حبيبك أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويهدى فيه أهل المعصية أنت ولي ذلك والقادر عليه هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه
  17. أيها الأحبة ثم من من أعظم آداب الحوار الإقناع أقنعني وأنا أقنعك ليس بالصوت العالي وليس بالصوت المرتفع ولا بالضجيج ولا بالصراخ ولا بالعويل ولا بالسباب ولا بالشتائم ولا باتهام النيات والنيل من الكلمات وإنما بالحجة ، بالبرهان ، بالكلمة المقنعة أنا أعجب لأدب الحوار في القرآن انظروا إلى حوار إبراهيم مع أبيه آذر قال تعالى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا(41)} اسمعوا إلى الإقناع والحجة { إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا(42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا(43) يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا(44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا(45)}مريم انظروا إلى الحجة انظروا إلى الإقناع والدليل والبرهان فرد الصوت المرتفع ردد الغلبة للأقوى :{ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ}مريم هذا هو منطق البطش والظلم والإرهاب والإرهاب الفكري والطغيان والاستبداد { قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا(46)}مريم فماذا كان الرد؟ {قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ} فلنتعلم هذا الأدب يا أولادي لأنني ألمح بعد الثورة تفلتاً عند كثير من شبابنا في حواره مع من يكبرونهم سناً أرى تفلتاً في الحوار أرى تفلتاً من القيم فقد يتحدث الآن شاب مع والد له بلغة الفظاظة والاستعلاء والأنا هذا ليس من الدين قد يتعامل شاب مع رجل قد أتاه الله مكانة في الدنيا ومنزلة في الدنيا تتكلم معه بلا أدنى أدب هذا ليس من الدين وإنما رد الخليل على والده المُهدد والمتوعد {قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا(47)}مريم وانظروا إلى الثمرة الأخرى ثمرة بر إبراهيم بوالده أن رزقه الله ابن باراً به حين قال إبراهيم بعد ذلك بعد ما تجاوز الثمانين من عمره حين خاطب ولده إسماعيل {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىفِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى (102)}الصافات انظروا إلى الإقناع {فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} لم يفرض عليه ولم يتهدده ولم يتوعده {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ(102)}الصافات وأحب أن أذكر في هذا الموطن في كل مناسبة أذكرها بكلمات رقراقة أقول فيها : أرأيتم قلبا أبويا يتقبل أمرا يأباه ؟ أرأيتم ابنا يتلقى أمرا بالذبح ويرضاه ؟ ويجيب الابنبلا فزع افعل ما تؤمر أبتاه لن أعصى لإلهي أمرا من يعصي يوما مولاه ؟ لن أعصى لإلهي أمرا من يعصي يوما مولاه ؟ واستل الوالد سكينا واستسلم ابن لرداه ألقاه برفق لجبين كى لا تتلقى عيناه وتهز الكون ضراعات ودعاء يسمعه الله تتضرع للرب الأعلى أرض وسماء ومياه ويجيب الحق ورحمته سبقت في فضل عطاياه صدقت الرؤيا لا تحزن يا إبراهيم فديناه الإقناع وها هو نبينا يعلمنا هذا الأدب الراقي ولكن أذكر بالحديث بعد جلسة استراحة فوالله ما انتبهت للوقت إلا اللحظة أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الأدب وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوالْأَلْبَابِ(18)}الزمر يتبع بإذن الله
  18. أنشدكم الله يا شباب أن تنتقوا الكلمات وأن تختاروا الألفاظ لا سيما من يظهر بالسمت الإسلامي لأن الكاميرات مسلطة علينا ولأن الكل يترصد لنا يريد أن يضخم الخطأ ولو كان حبة ليجعل من الحبة قبة فانتبه! حتى لا تضر دينك من حيث لا تدري انتبه حتى لا تسيء إلى بلدك من حيث لا تشعر يعود عتبة بعد هذا الأدب لينافح عن المنهج ونحن نريد بالأدب وبالكلمة الجميلة الرقراقة وبالجمل المهذبة المختارة أن نُقلل حجم الأعداء وأن نُحيد منهم من استطعنا ليس من الحكمة يا أحبابي ويا أولادي أن نُكثر سواد أعدائنا ليس من الحكمة أن نكثر سواد أعداء هذا الدين بل لم تستطع أن تجذبه للدين فحيده حتى لا يكون عدواً شاهراً سيفه على هذا الدين كان الشافعي الإمام يقول لأحد تلاميذه وهو الربيع يقول له (يا ربيع أكسو ألفاظك) أسألك بالله تدبر هاتين الكلمتين (أكسو ألفاظك) أي ألبس كلماتك وألفاظك ثوب الرقة والحكمة والرفق والأدب واللين فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع الرفق من شيء إلا شانه نعم قال صلى الله عليه وسلم : [يا عائشة ألا إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ويعطي على الرفق ما لا يعطي على غيره وما لا يُعطي على سواه] فالرفق أيها الأفاضل يفتح القلوب ويفتح العقول وسأبين لكم الآن في حوارات النبي صلى الله عليه وسلم كيف حول برفقه ورحمته وأدبه ودينه القلوب والعقول من البغض الكامل لشخصه الشريف ولهذا الدين إلى حب جارف فياض (دخل عتبة على قومه نظر بعضهم إلى بعض بعد ما نظروا إلى وجه عتبة وقالوا :نحلف لقد جاءكم عتبة بغير الوجه الذي ذهب به إلى محمد ) الوجه تغير يا إخواني (ما ورائك يا أبا الوليد) عملت إيه؟ قال : (يا قوم) اسمع ( يا قوم أطيعوني واجعلوها بي دعوا الرجل وما هو فيه) أصبح يدافع وينافح (دعوا الرجل وما هو فيه والله لقد سمعت منه كلاماً ما هو بالشعر) الله اكبر والحق ما شهدت به الأعداء (والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة والله ليكونن بقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم ، يا قوم دعوا الرجل وما هو فيه فإن تظهر عليه العرب فقد كفيتموه بغيركم وأن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به . فقالوا :سحرك والله محمد. قال هذا رأيي فاصنعوا ما بدا لكم) أيها الأحبة انظروا إلى نتيجة الرفق نتيجة الاحترام للآخر ولو كان مشركاً ولو كان كافراً أصلياً انظروا كيف تحول عتبة هو لم يسلم بهذا الحوار لكن انظروا كيف تحول من مهاجم عتيد عنيد إلى منافح مدافع عن هذا المنهج الفريد يروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : (بعث رسول صلى الله عليه وسلم خيل قبل نجد فجاءت برجل من أهل اليمامة يقال له ثمامة ابن أثال) الرجل دا كان سيد اليمامة ، كان سيد قومه في اليمامة (فقبض عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأدخلوه المسجد النبوي وقيدوه وربطوه في سارية) أي في عمود من أعمدة المسجد النبوي وخرج الحبيب النبي بوجهه الأزهر الأنور وبخلقه الضافي فوجد ثمامة ابن أثال مربوط في عمود من أعمدة المسجدً فاقترب منه والله ما سبه والله ما شتمه والله ما نهره والله ما قهره والله ما أساء إليه بكلمة وهو من ؟ هو المحارب المعاند هو الذي يصب جام غضبه على الإسلام ورسوله هو العدو اللدود الآن بين يدي رسول الله لم يقل يا عمر أسرع يا عمر أقطع رقبة هذا المجرم أو المشرك لا هذه ألفاظنا نحن هذه كلماتنا نحن أما صاحب الخلق والله ما أساء إليه بكلمة وإنما اقترب منه وقال له: انظروا إلى أدب الحوار وإلى كلمات الحوار [ماذا عندك يا ثمامة] الله [ماذا عندك يا ثمامة] فقال له عندي خير يا محمد يا محمد ! هكذا بلا أدب وبلا إجلال وبلا تقدير وبلا احترام لم يقل حتى عندي خيراً يا أبا القاسم هذا عندي خير محمد اسمع قال انقلب إلى صيغة التهديد والوعيد ثمامة يهدد النبي نفسه ويقول له إن تقتل تقتل ذا دمٍ يعني خلي بالك أوعى تفتكر إنك لو قتلتني سيضيع دمي هدراً بل ستُطالب قبيلتي بدمي ولن يضيع أبداً إن تقتل تقتل ذا دمٍ سيطالب أهله بدمه وإن كنت تريد مالاً فسل تعطى من المال ما شئت يا دي المصيبة على المال كله بالفلوس كله بيشترى بالمال وإن كنت تريد مالاً فسل تعطى من المال ما شئت وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر فنظر إليه النبي وانصرف وفي غير رواية الصحيحين أمر النبي الصحابة وقال : [أحسنوا إلى ثمامة] أحسنوا إليه صلى الله عليه وسلم ودخل النبي عليه في اليوم الثاني الله استنا هنا دا ثمامة راجل مشرك أيوة في المسجد!! هو ينفع المشرك يدخل المسجد؟ نعم ما لم يدخل للإساءة إليه أو لامتهان قدسيته وطهارته وقد شاء النبي أن يبقى ثمامة في المسجد النبوي ليسمع ثمامة القرءان من رسول الله في كل الصلوات الجهرية وليرى ثمامة كيف يُعامل سيد البرية خير البرية بعد الرسل والأنبياء وليسمع ثمامة الفقه والعلم والأدب والخُلُق النبي أراد لثمامة أن يتربى في ثلاثة أيام على هذا المنهج القرآني والنبوي يدخل عليه في اليوم التالي [ماذا عندك يا ثمامة] (قال عندي ما قلت لك يا محمد إن تقتل تقتل ذا دمٍ وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل تعطى منه ما شئت فتركه صلى الله عليه وسلم إلى اليوم الثالث ودخل عليه [ماذا عندك يا ثمامة] قال :عندي ما قلت لك يا محمد إن تقتل تقتل ذا دمٍ وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل تعطى من المال ما شئت فرد صاحب الخلق وقال : [أطلقوا ثمامة لا نريد مالاً ولا جزاءاً ولا شكوراً أطلقوا ثمامة] فانطلق ثمامة إلى بستان قريب ونزل إلى بئر ماء فاغتسل الله دا اتعلم!! دا تفقه!! علم أنه لمن أراد أن يدخل الإسلام بعد الكفر أن يغتسل فراح واغتسل ثم عاد إلى النبي في المسجد النبوي وهو بين أصحابه كالقمر تُحيط به النجوم ووقف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وقال اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ثم التفت إلى الحبيب وقال : يا رسول الله والله ما كان على الأرض وجها أبغض إلى من وجهك فأصبح وجهُكَ الآن أحب الوجوه كلها إليّ يا رسول الله والله ما كان على الأرض دينً أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إليّ يا رسول الله والله ما كان على الأرض بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك الآن أحب البلاد كلها إليّ لقد أخذتني خيلك وأنا أريد العمرة فماذا تأمرني يا رسول الله أو بماذا تأمرني فأمره فبشره النبي قال الحافظ ابن حجر [أي بخيري الدنيا والآخرة] أو بمغفرة الذنب وأمره أن يؤدي العمرة على الإسلام والتوحيد أنظروا كيف حول أدب النبي وحواره الراقي مع ثمامة كيف حول البغض في قلب ثمامة إلى حب جارف كيف حول القسوة والغلظة والفظاظة وحب الانتقام في قلب ثمامة إلى إلى هذا الود الحاني وإلى هذه الكلمات الرقراقة الباكية هذا هو الحوار وتلك أصوله وهذه آدابه يتبع بإذن الله
  19. إن أعظم خدمة يا شباب تقدمونها اليوم لدين الله ولبلدكم أن تبدعوا، أن تعملوا، أن تنتجوا، أن تكونوا قادة وسادة أن تتحركوا لتديروا دفة التوجيه والعمل في بلدكم فسلنا أقل من شباب أوربا ولا من شباب اليابان ولا من شباب أمريكا بل أنتم الأطهار أنتم المتوضئون أنتم الموحدون أنتم المتبعون للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ينبغي أن نكون على مستوى هذا الدين ثم على مستوى وقدر ومكانة مصر فمصر كنانة الله في أرضه الذي أوصى بها وأهلها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث أبي ذر [إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما] فلنحدد الهدف من حواراتنا الكثيرة هل الهدف أن نثير البلبلة ؟ أم الهدف أن نصل للحق وأن ننهض ببلدنا من كبوتها وأن نخرج مع بلدنا من هذه الأزمة الحالكة لو حددنا الهدف لتحددت الكلمات وكانت الكلمات وقورة مهذبة مؤدبة صريحة واضحة صادقة فالمرحلة يا أحبابي لا تحتمل الاتيكيت الفكري ولا تحتمل بما يُعرف بدبلوماسية الحوار بل يجب أن يكون المتحاورون من الصدق بمكان ومن الصراحة والوضوح بمكان لنقف على أرض صلبة ولنقدم لبلدنا رؤية واضحة ثم! احترام المحاور واحترام رأي المخالف لا ينبغي على الإطلاق أن أحقر رأيك ولا يجوز لك أيضاً أن تنتهك حرمة رأيي فلتتحدث ويجب على أن أسمعك ولأتحدث ويجب عليك أن تسمعني حتى ولو كان المحاور مخالفا لك في الدين مخالفا لك في المعتقد مخالفاً لك في المنهج اسمع!! نعم اسمع!! ألم يعلمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم هذا الأدب الراقي حين جاءه رجل مشرك كافر أصلي يقال له عتبة ابن ربيعة أبو الوليد والحديث رواه الحاكم والبيهقي وصححه الحاكم على شرط الشيخين وأقر الحاكم الذهبي وحسنه الألباني حين جاء عتبة ابن ربيعة إلى الحبيب النبي وقال له : [يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة والمكان في النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم سفهت به أحلامهم وعبت به من مضى من آبائهم وفرقت به جماعتهم] اتهامات صريحة ، اتهامات واضحة لم يغضب رسول الله ولم ينفعل ولم يتشنج ولم يوقف عتبة سيل اتهاماته وإنما تركه وواصل عتبه قوله فقال : (وإني جئت أعرض عليك أموراً فاسمع مني لعلك تقبل بعضها) فقال المصطفى:[قل يا أبا الوليد اسمع] [قل يا أبا الوليد اسمع] ما هذا الأدب !! لم يقل : قل يا عتبة لأ [قل يا أبا الوليد] لم يقل لن أسمعك فأنت رجل مشرك وأنت كافر أصلي جئت تهددني يا عتبة بكلامك التافه هذا؟ لا والله والله ما قال الحبيب كلمة من هذه وإنما قال :[قل يا أبا الوليد اسمع] (فقال : إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تصير أكثرنا مالاً) دي رشوة صريحة حنديلك اللي انت عاوزة بس تخلى عن هذه الدعوة وعن هذا الدين هل قال له النبي : يا عتبة جئت لتشتريني بمالك؟ هل الطلب النبي من الصحابة أن يقبضوا على عتبة وأن يصوروا هذه الرشوة الخطيرة؟ (قال له : إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تصير أكثرنا مالاً وإن كنت تريد بهذا الأمر شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك) أي جعلناك سيداً (حتى لا نقطع أمراً دونك وأن كنت تريد بهذا الأمر مُلكاً ملكناك علينا وإن كان الذي يأتيك رئياً تراه من الجن ) هذه أيضاً خطيرة لا يقبلها أحد! (وإن كان الذي يأتيك رئياً تراه من الجن بذلنا أموالنا في الطب حتى تبرأ) فقال له من علم الدنيا الأدب [أو قد فرغت يا أبا الوليد]؟ انظروا إلى أدب الحوار وإلى أدب المحاور [أو قد فرغت يا أبا الوليد]؟ هل أنهيت عرض قضيتك كاملة قال (نعم) قال: [ فاسمع مني ] قال : (قل اسمع) والله ما زاد النبي على قراءة آيات من صدر سورة فصلت {حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (4) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (5) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِيأَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنبَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ(6) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} واسترسل النبي في التلاوة وأرجوا أن تتخيلوا جمال وجلال القرآن حين يتلوه النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام إلى أن بلغ سيدنا رسول الله آية السجدة {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُوَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلالِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُتَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (38)} وخر النبي ساجداً لله جل وعلا ثم رفع رأسه ونظر إلى عتبة بن ربيعة وقال : [ها أنت قد سمعت يا أبا الوليد فاصنع ما بدا لك] أيها الشباب انظروا إلى عتبة بماذا رجع؟ رجع ينافح عن هذا الحق! رجع يدافع عن هذا الصدق الأبلج أخاطب شبابنا الآن لنتعلم هذا الأدب ممن علم الدنيا الأدب أعداء الإسلام الآن يترصدون لكل مسلم فضلاً عن كل عالم أو داع إلى الله ماذا يقول وبماذا يتكلم ليلتقطوا هذا القول ولينفخوا فيه ليجعلوا من هذا الخطأ الذي زل فيه محمد حسان أو غيره ليجعلوا من هذا الخطأ قطبة ضخمة جدا ليثيروا الشكوك والفتنة والفزع والخوف والرعب من الإسلام في صورة المنتسبين إليه والمتحدثين به تدبروا هذا الهدف هو الإسلام لكن! لا يجرؤ الكثيرون أن يطعنوا في الإسلام طعناً صريحاً فكيف السبيل يطعن في من يتحدثون بالإسلام وأنا أقول لا يتحدث أحد باسم الإسلام ويقول أنا الإسلام لا لا يجرؤ داعي ولا عالم أن يقول أنا الإسلام لا بل لا يوجد مخلوق على وجه الأرض حجة على الإسلام إلا المصطفى فأنا يؤخذ من قولي ويُرد علي وأكبر مني يؤخذ من قوله ويُرد عليه كل عالم بل وكل صحابي وكل أحد يؤخذ من قوله ما وافق الحق بدليلة ويُرد عليه ما خالف فيه الحق بدليله أما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الذي يؤخذ قوله ولا يُرد عليه لقول ربنا جل وعلا : {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)}النجم فرد القرءان ورد السنة كفر باتفاق الأمة {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًاأَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُفَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا(36)} الأحزاب يتبع بإذن الله
  20. ومن ثم فينبغي على المتحاورين على الفضائيات وعلى صفحات الجرائد والمجلات أن يعلموا فيما يتحاورون وأن يقفوا عند حدود النقاش والحوار فللحوار وللنقاش حدود لا ينبغي لأحد مهما علا كعبه ومهما كبر قدره وقيمته وعلمه أن يتجاوز هذه الحدود ليجعل من القرآن أو من السنة الصحيحة للنبي عليه الصلاة والسلام أو بركن من أركان الدين أو من الثوابت والأصول في ديننا أن يجعل من هذا كله قضية مطروحة للأخذ والرد وللقيل والقال وللنقاش فالمسلمون على وجه الأرض عامة وفي مصر خاصة لن يقبلوا أبداً أن يُطرح كتاب ربهم وأن تطرح سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم للحوار وللنقاش مهما علا قدر المتحاورين والمناقشين هذا أصل لابد أن يكون واضحاً جلياً راسخاً في القلوب والعقول وها أنا ذا أخاطب به الآن النخبة في مصر ليعلم كل أحد في ما يحاور وليقف على حدود الحوار والنقاش أول أدب أن نصحح النية وأن نحدد الهدف أنا أسأل الآن المتحاورين على شاشات الفضائيات ممن يريدون أن يزعزعوا أمن هذا البلد واستقراره بهذه الشائعات والشكوك وإثارة الفتن باسم النقاش وباسم الحوار وباسم الحرية لا ينكر أحد أننا نعيش الآن عصر من عصور الحرية لم نتنفس شذاها بهذا العبير من قبل ولكن! هل معنى ذلك أيها العقلاء وأيها الأوفياء وأيها السادة من المثقفين هل معنى ذلك أن تكون حريتنا حرية متفلتة من الضوابط الشرعية ومن القيم المنهجية والأخلاقية؟ هل معنى ذلك أن تكون حريتنا حرية منفلتة من كل قيمنا لمجتمعنا المسلم؟ هل هذه هي حقيقة الحرية التي ناديتم وتنادون بها ؟ بئس الحرية إذن!! أن يقول كل واحد منا ما يشاء وما يريد حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين وعلى حساب المصلحة العليا لهذا البلد والوطن بئس الحرية إذن!! هذه ليست حرية شرعية وليست حرية منضبطة بضوابط القرءان والسنة فالإنسان حر في قوله وفعله ما لم يؤذي الآخرين فضلا عن أن يكون ضرره واقعاً على المجتمع بأسره ألم يقل نبينا الصادق: [لا ضرر ولا ضرار] [لا ضرر ولا ضرار] والحديث رواه احمد وابن ماجة والحاكم وغيرهم بسند حسن بل وهناك من أهل العلم من صححه بمجموع طرقه لا ضرر : والضرر هو ما لك فيه نفع وعلى غيرك فيه ضرر هذا هو معنى الضرر لي مصلحة فأنا أريد أن أحقق هذه المصلحة حتى ولو وقع الضرر على الآخرين من الجيران أو من الزملاء أو من الأصدقاء أو من البلد والوطن هذا هو معنى الضرر والنبي يقول: [لا ضرر ولا ضرار] [الضرار] هو ما ليس لي فيه مصلحة ويقع الضرر كله على الغير فرسول الله يقول: [لا ضرر ولا ضرار] بل يجب أن تقبل الضرر الأقل لتدفع الضرر الأعلى بل ينبغي أن نقبل المفسدة الأقل لندرأ المفسدة الأعظم هذه الحالة من الفوضى يتكلم كل إنسان بما يريد ويضع على مواقع النت ما يريد ضع وتكلم لكن!! بعدل لكن بحق بإنصاف بصدق بأمانة برجولة بحرص على مصلحة هذا البلد بعد نصرتك لدينك ولقرءان ربك وسنة نبيك إن ترك الألسنة تُلقي التهم جزافا دون بينة أو دليل يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء ثم يمضي أمنا مطمئنا فتصبح الجماعة المسلمة وتُمسي وأعراضها مجرحة وسمعتها ملوثة وإذا كل فرد فيها متهم ومشكوك فيه فأنا أرى أن الشعار المرفوع الآن الشعب يريد إسقاط الشعب الشعب يشكك في الشعب حتى أصبحنا نشك في كل أحد ولا نثق في أي أحد وإذا تكلم أي إنسان ها عاوز إيه؟ قصده إيه؟ نيته إيه؟ لأ دا نيته كذا وصار الاتهام للنيات وللمقاصد فأنا اقول أول أدب ينبغي أن نتحلى به جميعاً أن نصدق النية وأن نحسن النية وأن نطهر السريرة والقلوب والطوية لنحدد الهدف من هذه الحوارات ما الهدف من هذه الحوارات؟ هل الهدف إثارة الفتنة؟ إثارة البلبلة؟ هل الهدف أن يتمنى الناس مرة أخرى يوماً من الأيام الماضية أو يوماً من الأيام الفائتة؟ ما الهدف من الحوار عند الصادقين أن يقدموا مصلحة الدين ثم مصلحة هذا البلد ثم مصلحة هذا الوطن وأن نقدم الأولى فالأولى لابد من فقه للأولويات ما الذي يحتاجه بلدنا الآن؟ وما الذي ينبغي أن نطرحه الآن للحوار؟ وما الذي يجب أن يركز عليه الصادقون المخلصون لتدور عجلة الإنتاج وليترك اقتصاد هذا البلد لا نريد أبداً لهذا البلد الأبي أن يمد يده لا لصندوق النقد المراد الأكبر على وجه الأرض ولا نريد لهذا البلد أن يمد شعبه الأبي يده لأي دولة من الدول بل ولا ينبغي أن ينتظر أهل مصر معونة أمريكية أو معونة أوربية لأن مصر زاخرة بالطاقات ومليئة بالإمكانيات والقدرات الهائلة لكن! يجب على الجميع أن يقدم مصلحة الدين ثم مصلحة البلد على مصلحته الشخصية وعلى مصلحته الفئوية الضيقة حتى ولو كان ما يُطالب به الآن حق مشروع لكن الأوليات ينبغي أن تقدم الآن لتنهض بلدنا من كبوتها ولتستفيق مصرنا من رقدتها لأن البلد يمر الآن بأزمة حقيقية يجب على العقلاء الصادقين أن يعرفوا خطر هذه الأزمة وأن يساهم كل صادق بكلمة طيبة وبجهد صادق وبعمل مخلص بناء لتدور عجلة التنمية وعجلة الاقتصاد لأنه لن تكون كلمتنا من رأسنا إلا إذا كانت لقمتنا من فأسنا يتبع بإذن الله
  21. هذا هو موضوعي مع حضراتكم في هذا اليوم المبارك فقد شاء الله جل وعلا واقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يخلق الخلق مختلفين في الأشكال والألوان بل والطبائع بل والعقائد والأفكار فلا يمكن على الإطلاق أن ترى اثنين على وجه الأرض متفقين في كل شيء . قال تعالى :{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلسِنَتِكُمْ وَأَلوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلكَ لآيَات للعَالمِينَ(22)} الروم فهذا أمر قدري وهذا الاختلاف بين الخلق اختلاف فطري فليس الخلاف مقصوراً على الدين والعقائد بل وكذلك في الأفكار في الفهم والاستدلال فدلالة النصوص نوعان : دلالة حقيقية، ودلالة إضافية أما الدلالة الحقيقية لأي نص لأي قول فهذه لا تختلف لأنها تابعة لقصد المتكلم أما الدلالة الإضافية فهي التابعة لقصد المستمعين وهي تختلف باختلاف أعداد المستمعين فأنا أتكلم الآن وبين يدي الآلاف يستمعون ثم يستمع الملايين بعد ذلك عبر شاشة الرحمة كل واحد من هذه الملايين له فهمه لدلالات النصوص التي أؤكدها فدلالة النصوص بالنسبة للمستمعين دلالة إضافية وليست دلالة حقيقية تختلف باختلاف أعداد المستمعين فالناس متفاوتون في فهم النصوص وفهم الأدلة ومتفاوتون كذلك في البيان والاستدلال فهذا الاختلاف إذن أمر طبيعي، أمر فطري الناس تختلف حتى في بصمة الصوت وفي بصمة اليد وفي بصمة القدم لا ترى اثنين متفقين في كل شيء بل لا بد أن ترى هذا التباين والاختلاف ولكن هل معنى ذلك أيها الأحبة أن نختلف فيم بيننا في أي قضية مطروحة إلى الحد الذي يخرج فيه المتحاورون عن أدب الحوار وعن أدب النقاش وعن أصول الحوار وأن نقدم العصبية البغيضة وأن نعلي شأنها وأن نعلي شأن المصالح الفردية والنزاعات الشخصية بحيث يضيع الحق في هذا الصراخ وفي هذا التطاحن الذي نراه الآن على شاشات الفضائيات وعلى الجرائد والمجلات بل وفي الشوارع والطرقات والمجالس والمنتديات بحيث يضيع الحق في هذا الضجيج والصراخ والعويل الذي يسمى بالحوار الحوار له أصول الحوار له أدب وأنا لن أشرق ولن أغرب لأن البعض يتصور أن أصول الحوار إنما هي أصول غربية وأنا أؤكد لشبابنا وأولادنا أن الذي علمنا أصول وأدب الحوار هو نبينا المختار فهذه أصولنا نحن وهذه مبادئنا نحن أصول الحوار في الإسلام ليست شرقية ولا غربية إنما هي أصول محمدية نبوية تنبني على العدل والأدب والحكمة وصحة القصد وحسن النية واحترام الآخر وعدم إساءة الظن بالآخر وعدم اتهام الآخر أصول يبينها لنا ديننا العظيم ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ولكن تعالوا بنا لنبدأ هذه الآداب بنقاط محددة سريعة ثم لنطوف بكم في هذا البستان المحمدي الجامع الماتع لنعلم يقينا أن أو من علم الدنيا أدب وأصول الحوار هو نبينا المختار صلى الله عليه وسلم أرى أن أول أدب من الآداب الذي ينبغي أن يتحلى بها المتحاورون أن يتحلى الجميع بحسن النية وصحة القصد وطهارة السريرة والطوية ما الهدف من هذه الحوارات الساخنة ثم أيساغ ويستساغ أن نطرح الإسلام الآن قضية للحوار والنقاش؟ أمن المستساغ أن نطرح الإسلام كدين قضية للحوار وللنقاش؟ والجواب : لا الإسلام ليس قضية مطروحة للحوار الإسلام ليس قضية مطروحة للنقاش بل الإسلام هو الحاكم على أي قضية تُطرح للحوار والنقاش اكرر هذا الكلام لجلاله أقول الإسلام ليس قضية مطروحة للنقاش لا في فضائية من الفضائيات ولا في مجلس من المجالس سواء كان هذا المجلس رسمياً أو غير رسمي الإسلام بالقرآن والسنة بأركانه وأصوله وثوابته ليس قضية مطروحة للنخبة من المثقفين أو الليبراليين أو العلمانيين أو المفكرين أو الأدباء أو حتى العلماء الإسلام ليس قضية مطروحة للحوار أو للنقاش بل الإسلام هو الحاكم والحكم على أي قضية تطرح للحوار والنقاش يتبع بإذن الله
  22. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفي الله وخليله البشير النذير السراج المزهر المنير خير الأنبياء مقاماً وأحسن الأنبياء كلاما لبنة تمامهم ومسك ختامهم رافع الإصر والأغلال الداعي إلى خير الأقوال والأعمال والأحوالالذي بعثه ربه جل وعلا بالهدىودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاًمنيراً فختم به الرسالة وعلم به من الجهالة وهدى به من الضلالة وفتح بهأعين عميّاً وآذاناً صمّا وقلوب غلفى وتركنا بأمي وأمي وروحي على المحجة البيضاء ليلهاكنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك اللهم وكما آمنا به ولم نره فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله اللهم وأوردنا بفضلك وكرمك ورحمتك حوضه الأصفى واسقنا منه بيد حبيبك شربة هنيئة مريئة لا نرد ولا نظمأ بعدها أبداً وصلى اللهم وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين أما بعد،،، فحياكم الله جميعا أيها الأباء الفضلاء وأيها الإخوة والأبناء الأحباب الأعزاء وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً وأسأل الله الكريم جل وعلا الذي جمعنا على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه وأشهد الله أنني ما جئتكم إلا لله تبارك وتعالى فنحن لا نتحرك إلا له لا نريد من أحد جزاءاً ولا شكوراً وأسأل الله أن يرزقني وإياكم الإخلاص في الأقوال والعمال والأحوال إنه ولي ذلك والقادر عليه أحبتي في الله **أدب الحوار** مشاهدة الخطبة والاستماع للشيخ حفظه الله يتبع بإذن الله
  23. جزيت ما رضيت الدال على الخير كفاعله ملف جاهز للطباعة والتوزيع السلفية سؤال وجواب
  24. جاري بإستعانة الله إعداد هذا اللقاء للطباعة والنشر بعد التدقيق والتصويب فكونوا خير معين في إيصاله للجميع وجزاكم الله خيراً
×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..