صمت النبلاء
Members-
عدد المشاركات
177 -
انضم
-
تاريخ اخر زيارة
-
Days Won
3
كل منشورات العضو صمت النبلاء
-
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . وبعد : فيا أيها الأحبة الكرام طريق السعادة في كلمات محددة وطريق النجاة في الإيمان والاستقامة على طريق النبي محمد في الإيمان بالله جل وعلا والاستقامة على طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } . قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ }. وقال جل وعلا { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }. الإيمان والعمل الصالح { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } أي حياة كريمة أي حياة هانئة أي حياة سعيدة وهي حياة القناعة والرضى [من بات آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها]. { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ثانياً : الإيمان بالقدر خيره وشره . ارضى بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس ، لا تتسخط على الله جل وعلا ولا تشكوا المخلوق للخالق والرزاق المرزوق . واعلم بأن ما أنت فيه من خير إنما هو فضل الله عز وجل عليك فاحمد الله على ما أنت فيه ولا حرج أن تسأل الله المزيد من فضله فالله واسع عليم . لا حرج وهذا لا يتنافى مع ذاك فالإيمان بالقدر يملأ القلب بالرضا ، ويملأ القلب بالقوة وبالشجاعة وبالسعادة [واعلم لو أن الأمة اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك رُفعت الأقلام وجفت الصحف] ثالثاً : الإحسان إلى الخلق أحسن إلى الناس وأنا أخاطب الآن شعب مصر الذكي بمسلميه وأقباطه أن يُحسنوا إلى هذا البلد وأن يُحسن الجميع إلى الجميع لا أن يرفع الآن الجميع شعار إسقاط الجميع . فأنا أرى شعار المرحلة الأخيرة (الشعب يريد إسقاط الشعب). والشعب كله يشكك في كل الشعب . ونلمح فتنة خبيثة خطيرة يُرادُ أن تُشتعل نيرانُها مرة أخرى بعد أن حاول أولئك المفسدون أن يشعلوا نار الفتنة الطائفية ولكن الله سلم. وحاولوا أن يُشعلوا نار الفتنة بين السلفية والصوفية ولكن الله سلم يريدون أن يشعلوا فتنة هي أخطر عندي من أي فتنة آلا وهي فتنة العداء والصدام بين الشعب والجيش . الجيش صمام الأمان بإذن الله ! الجيش هو الذي حمى الثورة وهو الذي دافع عن الثورة ولا زال . لا ينبغي على الإطلاق أن نتهمهُ أو أن نخونه . الكمال لله وحده والعصمة للنبي صلى الله عليه وسلم . ولا ينبغي أن نُطالب الجيش بالتغيير لفساد مضى عليه ثلاثون عاماً ليُغيره في ثلاثين يوماً أو في ثلاثين شهر هذا مخالف لسنن الله الكونية الثابتة فالتدرج من سنن الله في التشريع وكذلك في التغيير . لابد أن نكون على بصيرة وعلى حكمة فتخوين الجيش حكم بالإعدام على أهل هذا البلد تخوين الجيش والصدام مع الجيش وصراع شبابنا وشعبنا مع الجيش حكم بالإعدام على هذا البلد يجب على العقلاء أن يفوتوا هذه الفرصة على أولئك المفسدين المزورين المضللين الذين أرادوا أن يشعلوا النار في بلادنا أحسن إلى أهل هذا البلد أحسن بالكلمة لا تقل أي شيء في أي وقت بلا ضابط لا تتكلم أي كلمة بلا وازع من دين أو ضمير ولا تنقل إشاعة بلا تثبت أو تحرّىً كن صادقاً في قولك وكن أمينا في نقلك واعلم أن الإشاعة الآن خطيرة والبيئة التي نحياها بيئة إشاعات بيقول مين اللي بيقول؟ هما بيقولوا هما مين ؟ بيقولوا يا عم مين اللي بيقول ؟ وتسري الإشاعة سريان النار في الهشيم ليشعر الناس بالفزع والشك والتخوين والقلق والهم والغم والارتباك والخوف لماذا؟ أحسن إلى هذا البلد هذا البلد وصية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم [أنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما]. فليحسن الغني إلى الفقير والقوي إلى الضعيف والشاب إلى الشيخ الكبير والطالب إلى العالم الجليل ولُيحسن الكبير إلى الصغير أيضاً فليُحسن بعضنا إلى بعض ولنمد جسور الثقة بيننا ولننبذ الشك والتشكيك في كل أحد وفي كل مؤسسات الدولة. وكأن كل مؤسسة في الدولة أصبحت عصابة من المفسدين هذا ظلم يا سادة هذا ظلم ورب الكعبة لا يُرضي ربنا وأخشى أن ننطلق لنعالج الظلم بظلم والباطلٍ بباطل والفسادٍ بفساد الأصل في مؤسساتنا الشرف والشرفاء والأمانة والأمناء يُنحى المفسدون ويحاسبوا محاسبة عادلة بلا ظلم ولا تشف على العين والرأس لكن فليبقى الشرفاء في المؤسسة الشرطية في المؤسسة العسكرية في المؤسسة الإعلامية في المؤسسة التعليمية في المؤسسة الاقتصادية والدينية وليمد الشعب يده إلى هؤلاء الشرفاء في كل المؤسسات لنعيد بناء بلدنا لنعيد تغيير بلدنا . لقد سعدت سعادة غامرة وأنا في طريقي إليكم الآن في مدينة المنصورة أرى شباب وفتيات في عمر الزهر والورد يكنسون الشوارع وينظفونها جميل أن نرى هذا في بلادنا جميل أن أرى هذا النظام البديع أن أرى الدراجات البخارية تقف في مكان بعيد عن ساحة المسجد ليعطي الإخوة المنظمون جزاهم الله خيراً فرصة لهذه الجموع الطيبة الكبيرة أن تصل إلى المسجد في أمن ويسر وسلاسة هذا جميل لم ينظم هذا إخواننا في الشرطة أو في المرور بل نظم هذا شبابنا وهذا ما نحتاج إليه لا نريد أن نكلف الحكومة بكل شيء بل نريد أن نتكلف نحن بما نقدر عليه من أي شيء نستطيع أن نخدم به بلدنا وأهلنا جميل أن نرى في كل قرية من يخرج من أهل الفضل يقدم مشروعات ولو كانت قليلة صغيرة ليعمل شبابنا ولو كان براتب قليل المهم أن يجد عملاً وأن لا يجلس المهم أن يساعد نفسه وليساعد أهله وليساعد بلده يجب أن نتحرك ونحسن جميعاً إلى هذا البلد أيها الأفاضل ورب الكعبة إن الإحسان إلى الغير لمن أعظم أسباب السعادة وراحة البال وانشراح الصدر واستقرار الضمير لأن من أسماء الله الشكور والشكور هو الذي يشكر لك صنيعك بالمعروف يشكر لك صنيعك بالسعادة تستشعر حلاوتها في صدرك تستشعر راحة البال وطمأنينة القلب وانشراح الصدر فأحسن إلى خلق الله وإلى عباد الله تبارك وتعالى ودعوتي للجميع أن يجددوا الأوبة وأن يجددوا التوبة وأنا والله الذي لا إله غيره ادعوا الوزراء والحكام وأبنائهم أدعوهم من على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يتوبوا إلى الله جل وعلا وأن يعترفوا بجرمهم وأخطائهم وتقصيرهم وأن يعلموا أن باب التوبة لا يغلق ولكن من شروط التوبة المقبولة أن يرد الحق إلى أصحابه فليردوا هذه الأموال والمليارات الطائلة إلى شعب مصر لينعم بعد حرمان طويل أما توبتهم ففي أي ساعة من ليل أو نهار يصدق أحدهم ويُقبل على العزيز الغفار والله جل جلاله يقول : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع الكريم ذنباً إلا غفرته ولا مريضاً إلا شافيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميتً لنا إلا رحمته ولا عاصياً إلا هديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين اللهم اجعل جمعنا هذا مرحوما وتفرقنا من بعده معصوما ولا تجعل فينا شقي ولا محروما يارب لا تحرم مصر من نعمة الأمن والأمان اللهم لا تحرم مصر من نعمة الأمن والأمان اللهم لا تحرم مصر من نعمة الأمن والأمان اللهم اجعل مصر آمنا مطمئناً اللهم اجعل مصر آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين اللهم اجعل مصر آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين اللهم ارزق مصر الحكام الصالحين وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة النافعة يا أرحم الراحمين اللهم حكم فينا كتابك وسنة رسولك اللهم حكم فينا كتابك وسنة رسولك اللهم حكم فينا كتابك وسنة رسولك اللهم استر نسائنا واحفظ شبابنا واهدي أولادنا {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويُرمى به في جهنم
-
عمرو : بعض الأصوات النهاردة بـ تبيح فكرة سرقة وتحطيم الآثار . هل توافق على ذلك؟ الشيخ محمد : لا لا أوافق على هذا وقد ذكرت ذلك أيضاً قبل أحداث الثورة لا نوافق على هذا إرث حضاري وإرث تاريخي ، وليس من حق أي أحد كما ذكرت قبل ذلك أن يعتدى على سلطة الدولة وهيبة الدولة ورؤية الدولة لهذه الآثار التي تُشكل تاريخاً فيما مضى. وأؤكد لك أن الصحابة رضي الله عنهم بقيادة عمرو بن العاص فتحوا مصر وهذه الآثار موجودة . وأعظم دليل على أنهم أبقوها أنها لا زالت موجودة إلى يومنا هذا. عمرو : طب إزاي نعمل هذا التجانس بين جميع السلفيين ؟ الرأي اللي سيادتك بتقوله رأي مُعتدل جداً في التعامل مع مثلاً قضية الآثار ، لكن هناك آراء لبعض شيوخ السلفية بيقولوا لأ يجب تحطيمها ودا بيعمل مردود سلبي عند البعض ، بيقولك نحن نخشى من وصول السلفيين إلى السلطة فنعود او نتذكر حُكم طالبان في أفغانستان . الشيخ محمد : ستزول كل هذه الإشكالات بالهيئة التي اقترحها وباللقاء الذي اقترحه الآن على فضيلة الإمام ستزول تماماً . لأنه لو طُرحت أي مسألة من المسائل ، أو أي فتوى من الفتاوى على هذه الهيئة الكبيرة من هيئة كبار العلماء في مصر من علماء الأزهر وغير الأزهر ، وأصدرت هذه الهيئة المصدقة والموثوقة فتوى لن تجد بعد ذلك أي صوت لأي أحد يخالف لهذه الفتوى. بل أنا اقترح إن شُكلتْ هذه الهيئة من كبار العلماء اقترح أن تتوقف برامج الفتاوى على كل الفضائيات وأولها شاشة الرحمة ، تتوقف كل برامج الفتاوى ، وتبقى الفتوى مخصوصة على هذه الهيئة حتى لا نرى هذا الإسهال المروع في الفتاوى التي لا ينضبط الكثير منها بضوابط الشرع ولا بفهم الواقع . لأنه لا يجوز للعالِم أو المفتي أن يُفتي في أي مسألة إلا بعلمين : الأول : فهم الواقع . والثاني : فهم الواجب في الواقع أي فهم الأدلة الشرعية التي تنسحب مع واقع هذه المسألة. فلو شُكلت هذه الهيئة فعلاً لحُلت إشكالات كثيرة ، وما استطاع بعد ذلك إياً كان انتماؤه أو جماعته أن يُعارض أو أن يخرج عن هذا الإجماع لهذه الهيئة بعلماءها الكبار من الأزهر وغيره. عمرو: كيف ترون من يُحرض على استعادة الخروج في المظاهرات لاستعادة المسلمات من الكنائس ؟ الشيخ محمد : والله أنا قلتُ قبل ذلك أن هذه القضية يجب أن تظل محصورة في الإطار القانوني هناك لجنة قانونية مشكلة ينبغي ألَّا تخرج القضية عن هذا الإطار حتى لا نُحدث فتنة أخرى مصرنا في غنى عنها. عمرو : يمكن أنا قريت رأي لحضرتك أنا برضوا يمكن عايز استوضحه منك . قلت فضيلتك (تركنا الساحة لأولئك الذين لا يُحسن الواحد منهم أن يقرأ ءاية من كتاب الله أو أن يذكر هذه الجموع بحديث من أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام). كنت تقصد مين؟ الشيخ محمد : أنا كنت أقول بأنه لو تخلى أهل الفضل وأهل العلم وأن هذه الفقرة مبتورة من الكلام . لو تخلى أهل العلم وأهل الفضل عن التواجد بين شبابنا في ميدان التحرير لتذكريهم بالله ولضبط أقوالهم ومشاعرهم وأفعالهم بضابط شرعي ، لتركنا الساحة لمن لا يُحسنون الوضوء ، وهؤلاء لا أريد أن أسيء إلى أحد بعينه الآن . لكن هنالك من يتقدم لاستثمار هذه الروح ، ولاستثمار هذا الحماس عند أولادنا وتوجيهه وجهة تصطدم مع الدين ومع مصلحة البلد ، فليس من الحكمة أبداً ولا من العقل بل ولا من الدين أن يتخلى أهل العلم وأن يتخلى أهل الفضل عن التواجد بين شبابنا في ميدان التحرير أو في غيره من الميادين حتى لا نترك المجال فسيحاً لكل أصحاب الأغراض والاتجاهات والأجندات الخاصة لاستثمار هذه الروح الشبابية وتوظيفها توظيفاً لا يتفق مع مصلحة هذا البلد. عمرو: لك رأي أيضاً قُلت فيه لا يمكن إكراه أحد على دخول الإسلام أو أي دين مُكرهاً . كيف يمكن توصيل مثل هذا الفكر للبعض؟ الشيخ محمد : هذا أصل من أصول الدين ، إن الله تبارك وتعالى يُخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } إذا كان هذا الخطاب لسيد النبيين ولإمام المرسلين الله جل جلاله يقول : {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } كيف يحق لي أنا أو لغيري أن يتقدم لإكراه الآخرين على الدخول في الإسلام؟ نحن فقط نُبلّغ ونُبلّغ بأدب ونُبلَّغ الحق بحق وعلى الآخرين أن يدخلوا أو لا يدخلوا نحن لا نُلزم أحداً {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } إذا كان ذلك كذلك ، يعني إذا كان لا يجوز لنا نحن المسلمين أن نُكره أحد على الدخول في الدين ، فهل يجوز لنا أن نُكره أحد على قبول رأينا ؟ لا يجوز إذا كان الإكراه في الدين لا يجوز فالإكراه في الرأي لا يجوز من باب أولى وربنا تبارك وتعالى يُبين لنا في ءاية فذة ، أن أتباع كل شريعة خلي بال حضرتك أن أتباع كل شريعة من الشرائع السماوية الحقَ المنزلة من السماء على الرسل والأنبياء من آمن من أتباع هذه الشريعة بالله وبالرسول الذي أرسله له ربُهُ ومولاه فله أجره عند ربه { وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} . يقول الله عز وجل : {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا} وَالَّذِينَ هَادُوا هم اليهود {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} هذا هو عدل الإسلام . عمرو : هل السلفيين ينوون إنشاء حزب سياسي ؟ الشيخ محمد : نعم أعلم أن السلفيين لا سيما في الأسكندرية بدأوا بالفعل بتشكيل حزب سياسي ، وأؤكد أن هذا الحزب السياسي سيكون له عمله وسيبقى رموز العمل السلفي حتى لا يبدوا أن هنالك تعارضاً ما سيبقى رموز الدعوة السلفية في الأسكندرية وفي القاهرة وفي المنصورة وفي غيرها مشتغلين ومنشغلين بالدعوة إلى الله جل وعلا . أما أنا شخصياً لو سألتني عن نفسي فلا أنتوي أبداً ولا أتطلع أبداً ولا أفكر أبداً أن أتقدم لشغل أي منصب سياسي أو ديني بل سأظل خادماً لدعوة الرب العلي ولسنة الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم ثم لهذا البلد الذي أعشقه وأكن له كل الحب من كل قلبي. عمرو : البعض يرى أن هناك مخاوف من أن القوى الدينية تتحول إلى قوى سياسية وفي ظل اللي إحنا شايفين النهاردة سيادتك بتقولي أن التيار السلفي ينوي إنشاء حزب سياسي جماعة الإخوان المسلمين ناويين يعملوا حزب سياسي سامعين أن جماعة الجهاد الإسلامي أيضاً تنتوي أن تقوم بعمل حزب سياسي . نسمع أيضاً بين الحين والآخر بعض الإخوة الأقباط ينوون أيضاً رداً على هذه الأحزاب السياسية التي تنتمي إلى قوى دينية إنهم ينشئوا أحزاب سياسية . شايف فكرة تحول القوى الدينية إلى قوى سياسية إزاي؟ الشيخ محمد : أقول ليس رداً من الأقباط على هذه الأحزاب فمن حقهم أيضاً كمواطنين مصريين أن يشاركوا بحزب وأن يشاركوا في بناء هذا البلد الذي يعيشون فيه . وكذلك من حق أي طيف من الأطياف التي تعيش في هذا البلد أن تشارك أيضاً يعني إذا كانت هذه الديمقراطية التي ينادى بها كما ذكرت حضرتك فليس أيضاً من حق أي أحد أن يمنع طيف من هذه الأطياف والإسلاميون على اختلاف انتماءاتهم إنما هم مواطنون مصريون لم ينزلوا على هذا البلد من مكان آخر ومن حقهم أيضاً أن يشاركوا بما يرونه مناسبا .. عمرو قاطعاً :يمكن دا يؤدي إلى فكرة حزب ديني مسيحي وحزب ديني إخواني أو حزب سياسي ما هو حزب سياسي وحزب سلفي وحزب لجماعة الجهاد دا مش ممكن يؤدي لفتنة الطائفية أو يُثير الفتنة ؟ الشيخ محمد : إذا اتقى الله كل هؤلاء جميعاً وعملوا خلال تحت قبة البرلمان وقدموا عملاً رائقاً محترماً مهذباً يقوم على أصول وقواعد هذا الدين ومن بينها احترام الآخر وعدم اختزال الآخر على الإطلاق. في رأيي أنا ليس من حقي أن أزعم أن رأيي صواب لا يحتمل الخطأ وإنما رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري صواب أيضاً ويحتمل الخطأ وليس من العدل أن أقول ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .. عمرو : بس مين رأيهُ إللي حيمشي في الآخر؟ الشيخ محمد : رأي الأغلبية وهذه القضية محسومة ومعروفة فليطرح كل واحد رأيه بما يراه بأدب واحترام دون تسفيه ودون تجريح يعني نريد أن نرى تعامل رائقاً نريد أن نرى تعامل راقياً. أنا أطرح وحضرتك اطرح كما نرى الآن هذه صورة من صور الحوار المختلف تماماً أنت حضرتك بتطرح آراء الآخرين حتى وإن كنت لا تحملها ولا تتبناها عقيدة ولا منهجاً ولا سلوكاً فلا حرج على الإطلاق وأنا أبين بما أرتأيه أنا وما اعتقده وما أدين به الله جل وعلا فليطرح الحوار تحت قبة البرلمان بطريقة مهذبة وبطريقة مؤدبة ولا ينبغي على الإطلاق أن يُختزل الأخر أو أن يحتقر الآخر وتكون النهاية في القضية أي قضية مطروحة للنقاش للأغلبية ولا أعتقد أن أحد ما من حقه أن ينكر هذا الرأي الذي من أجله خرج الجميع . عمرو : عايز أسألك عن أوجه الاختلاف أو الخلاف بين السلفيين وجماعة الإخوان المسلمين ؟ الشيخ محمد : نعم. الخلاف في كثير من المسائل الفرعية ومسائل الأحكام موجود ، لا أقول بين السلفيين والإخوان بل وبين السلفيين وبعضهم البعض. يعني ابتعدت عما تقصد ، يعني الخلاف في مسائل الفروع وفي مسائل الأحكام . وأنا أؤكد أنه ينبغي ولقد ذكرت ذلك قبل الثورة بكثير . ينبغي أن تُربى الأمة على فكر جديد آلا وهو فكر قبول الخلاف المستساغ أو الخلاف المعتبر لا يمكن على الإطلاق أن تجعل الناس صورة بالكربون أو نسخة واحدة { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلسِنَتِكُمْ وَأَلوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلكَ لآيَات للعَالمِينَ } فسيبقى هذا الخلاف حتى في بصمات الصوت فضلاً عن بصمات الأيدي والأرجل سيبقى هذا الخلاف موجوداً إلى قيام الساعة . وشيخ الإسلام ابن تيمية يقول : (الاختلاف في مسائل الأحكام أكثر من أن ينضبط ولو كان كلما اختلفا مسلمان في شيء من مسائل الأحكام تهاجرا لم يبقى بين المسلمين عصمة ولا إخوة ) الخلاف المذموم فقط باتفاق ساداتنا وأئمتنا هو الاختلاف في أصل الملة ، قال تعالى : { وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلفِينَ إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ } فأخرج الله عز وجل أهل رحمته من هذا الاختلاف المذموم في أصل الدين أما الخلاف في مسائل الفروع وفي مسائل الأحكام فقد وقع بين الأنبياء بين داوود وسليمان وبين أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وسيبقى قائماً وموجوداً إلى قيام الساعة. فالخلاف موجود في مسائل الفروع والأحكام لكن لا ينبغي أن يصل هذا الخلاف إلى حد الصدام وإنما أنا أدعوا إلى التكامل بدلاً من التآكل وأدعو إلى التناصح بدلاً من التقاذف ولتسعنا الجمل والثوابت والأركان والكليات وليبقى الخلاف بيننا في مسائل الفروع والأحكام وهذا لا يفسد للود قضية. عمرو : هل تنتوي الترشح لرئاسة الجمهورية؟ الشيخ محمد : أنا لست من هؤلاء أبداً يعني لا أفكر .. يقاطعه عمرو : سامعين كدا أخبار الشيخ محمد : نعم أنا لا أفكر ولا أجاهد نفسي في منعها من هذا لأن وظيفتي التي أشرُف بها وسأظل خادماً لها بإذن الله ما حييت هي وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم وهي وظيفة الدعوة والبلاغ ، أنا لا أفكر أبداً ولن يكون وأنا أعاهد الله ثم أعاهدك في هذا اللقاء الصريح الواضح الجميل أعاهد الله عز وجل أنني لا أتقدم أبداً ما حييت لا لمنصب سياسي ولا لمنصب ديني وسأظل خادماً لدعوتي ثم لبلدي الذي أعشقه وأحبه من كل قلبي. عمرو : كيف ترى مرشحين لرئاسة الجمهورية في اسماء كتير مطروحة؟ الشيخ محمد : إلى الآن في الحقيقة ليس من الحكمة أن أُرشح أو أن أُقدم واحداً من هؤلاء لأن كما ترى لم تتبلور الصورة ولم نقف بعد على برامج كل مرشح ، لا بد أن تُقدم البرامج بصورة واضحة وبصورة صادقة وأن يُترك الحُكم في النهاية لــ.. يقاطعه عمرو : لكن فضيلتك شخصياً مالكش رأي في أحد المرشحين؟ الشيخ محمد : لا ليس من الحكمة أن أُرشح واحداً الآن. عمرو : لكن هل تنتوي في لحظة تقف الجماعة السلفية خلف أحد المرشحين ؟ الشيخ محمد : أنا عن نفسي أتصور هذا سأسُأل أنا إذا تبلورت الصورة وتقدم الجميع وأُغلق باب الترشيح وقدم كل مرشح برنامجه الرئاسي والانتخابي ، أتصور أن حضرتك كرجل إعلامي وأنا كرجل داعي إلى الله سنُسأل من نُرشح أو من تُرشح أنت على الأقل وسيكون لرأيي وسيكون لرأيي التأثير في المحيطين المحبين لك والمنتفعين برأيك لكن ليس من الحكمة الآن أن أُرشح اسم إلا بعد ما .. يقاطعه عمرو : خليني أغير السؤال فضيلة الشيخ محمد حسان الشيخ محمد يقاطعه : وأنا سأصر على الجواب عمرو: لا أنا حغير السؤال . ما هي مواصفات رئيس جمهورية مصر القادم؟ الشيخ محمد : والله الأمر حقيقة دا يحتاج إلى حلقة لأني حين أتكلم في هذا أؤصل أصولاً شرعياً في كلمتين اثنتين في آية محكمة من كتاب ربنا لأن فرقاً كبيراً بين السياسة التي تراها الآن وبين السياسة الشرعية المدعمة بالدليل من كتاب الله ومن سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين} القوي الأمين صفتان في كل مرشح يجب أن يتقدم لحكم مصر أن يكون قوياً وأن يكون أميناً والأمانة بحسبها والقوة بحسبها واختار إن لم تتوفر الأمانة والقوة في رجل نختار الأصلح فالأصلح كما قال عمر رضي الله عنه : (اللهم إني أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة) فلنختار الأصلح فالأصلح للحكم وللحكومة وللوزارات واسأل الله عز وجل أن يُولي الأصلح والمًصلح إنه ولي ذلك والقادر عليه. عمرو : اسمح لي في نهاية هذا الحوار أن تدعوا ونؤمن خلفك ونسعد بهذا الدعاء. الشيخ محمد : أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل مصر أمناً أماناً سخاءاً رخاءاً وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا البلد بلداً أمناً مستقراً وأن يرزقه الحكام الصالحين وأن يرزقهم البطانة الصالحة الناصحة وأن يحفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن لا يحرم هذا البلد من نعمة الأمن والأمان ونعمة الرخاء والاستقرار وأسأل الله أن يحفظ شبابنا وأن يستر نسائنا وأن يربي أولادنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عمرو : فضيلة العالم الجليل الشيخ محمد حسان أنا بشكرك على هذا اللقاء في برنامج واحد من الناس وإن شاء الله يكون لنا لقاءات أخرى
-
لا أريد أن أطيل النفس مع قصة قارون فهي تحتاج إلى لقاء كامل لكنِ أقف مع قوله تبارك وتعالى : { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ } اسمع من القرءان { فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ} { فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ} أين رجاله؟ ما نصروه بل تخلى عنه الجميع لأنه لا يقدر أحد أن يرد قدر الواحد الأحد أين جُندهُ وحشمُه وخدمهُ؟ { فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ} أي وما استطاع هو بنفسه أن ينصر نفسه أو أن يرد الأذى عن نفسه إنه الله بصق النبي يوماً على كفه كما في مسند أحمد من حديث بسر بن جحاش القرشي بسند حسن وقال : قال الله تعالى (يا ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذا حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة) مضى الآوان { فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} من منكم يتمنى الآن أن يكون مكان واحداً من هؤلاء؟ { وَيْكَأَنَّ} أنه فضل الله عليك اسمع ما أقول لتتعلم هذا الدرس اليوم اعلم يقيناً أن فضل الله عطاء وأن منعهُ عطاء ما أنت فيه عطاء وما منعه عنك عطاء ولكنك لا تدري حين تقدمت من خمس سنوات أو عشر سنوات للوزير الفلاني لتحصل على عشرة آلاف فدان بطريقة أو بأخرى بالرشوة أو بغيرها ومنعت وعدت حزيناً وقلت أين أنا من فلان وفلان وفلان آلا تشعر الآن بأن الله حينما منعك قد أعطاك آلا تشعر الآن بأن فضل الله عليك كان كبيراً إذ منعك وحرمك فكن على يقين أن كل تقدير الله لك هو الخير عطاءه خير ومنعه لك خير وأنت لا تدري لأنك لا تعلم ما في غدٍ فكن على يقين وثقة مُطلقة أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو علمت الغيب لسعدت وحمدت الله جل وعلا على ما قدره لك من واقعك الذي تعيشه الآن { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَْ} أيها الأحبة المال قد يكون سبباً من أسباب السعادة وقد يكون سبباً من أسباب الشقاء وكذلك السلطة قد تكون سبباً من أسباب السعادة لك في الدنيا والآخرة وقد تكون سبباً أيضاً من أسباب الشقاء ستسعد بسُلطتك إن وظفتها لدين الله وإن وظفتها لخدمة خلق الله إنها فرصة ساقها الله إليك لتخدم دينك ولتخدم أهلك من خلالها فوظفها لذلك لتسعد بها في الدنيا والآخرة مراجع وها أنت قد رأيت أن السلطة أيضاً إلى زوال مهما كان بهرجها وزخرفها وقوتها في لحظة تزول فوظفها لدينك ولشعبك ولأمتك ولبلدك وظف منصبك لخدمة هذا البلد بكل ما أتاك الله عز وجل من قوة وأمانة أعجب لأولئك الذين أتاهم الله المال والجاه والسلطان وراحو يتسابقون بهذه النعم لخدمة دين الله سبحانه وللتوسعة على الفقراء والمساكين انظر معي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمر يوماً على السوق فيرى إبلاً سمينة فيسعد عمر من النظر إليها ويقول : إبل من هذه؟ فيقول الناس . إبل عبد الله بن عمر فيردد عمر إبل عبد الله بن عمر نعم ما الحرج في ذلك ؟ وما العيب؟ فيقول : ائتوني به ويأتي عبد الله بن عمر إمام الزهد والورع ويقول السلام عليك يا أمير المؤمنين فيرد عليه السلام ويقول : يا عبد الله ما هذه الإبل؟ فيقول عبد الله بن عمر : إبل هزيلة ضعيفة اشتريتها بخالص مالي وأطلقتها في الحمى ترعى لأبتغي ما يبتغيه سائر الناس من الربح والتجارة ، وما العيب في ذلك؟ فيقول عمر بن الخطاب في تهكم لاذع : بخ بخ يا ابن أمير المؤمنين، وإذا رأى الناس إبلك قالوا: ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين! اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، فتسمن إبلك ويربو ربحك يا ابن أمير المؤمنين. عبد الله .. قال لبيك يا أبتي قال انطلق الآن فبع الإبل وخذ رأس مالك فقط ورد الربح إلى بيت مال المسلمين . هؤلاء هم السادة ويراه عثمان بن عفان يجري في الصحراء في يوم شديد الحرارة في وقت الظهيرة وأنتم تعلمون حرارة المدينة النبوية تكاد الأشعة المنعكسة على الرمال فقط أن تسرق الأبصار فيراه عثمان فيقول يا ترى من هذا الذي يجري في وقت الظهيرة ويقترب هذا الذي يجري ويصرخ عثمان أنه أمير المؤمنين أنه عمر بن الخطاب يا أمير المؤمنين ما الذي أخرجك في هذا الجو القائظ أي شديد الحر فيرد عمر ويقول : بعير جمل من إبل الصدقة قد ند أي شرد يا عثمان وأخشى عليه الضياع وأخشى أن أُسأل عنه بين يدي الله يوم القيامة . فيقول عثمان تعال إلى الظل وإلى الماء البارد وكلم أحد عُمالك ليأتيك بالبعير الشارد فيلتفت إليه عمر ويقول عُد إلى ظلك وماءك البارد يا عثمان ءأنت ستُسأل عنه بدلاً مني أمام الله يوم القيامة . هؤلاء هُم الذين عرفوا قدر الأمانة حين سمعوا رسول الله يقول : [إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأّدى الذي عليه فيها ] أيها الأحبة لا أريد أن أطيل على حضراتكم أكثر من ذلك أسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكم جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأضع بين أيديكم نقاط وخطوات عملية واضحة سريعة جداً لطريق السعادة والهناء والفلاح في الدنيا والآخرة وذلك بعد جلسة استراحة أقول قولي هذا واستعفر الله العظيم لي ولكم يتبع إن شاء الله
-
نعم أيها الأحبة يجب أن تتعلم أمتنا الدرس وأن نٌربّي أنفسنا من جديد على أننا لا نحتاج أبداً إلى أي جهة رقابية لتُصحح انحرافنا لتقوم اعوجاجنا لتُحدد لنا مسارنا وطريقنا بل يجب أن نكون قادة في اتخاذا القرارات وتنفيذها وشبابنا بفضل الله جل وعلا مليء بالطاقات ومليء بالقدرات يجب أن نُغير من أعماقنا ومن أنفسنا لم نتغير من دساتير وأن وُضعت كل يوم ولن نتغير بالقوانين وإن سُنت كل ساعة إنما التغيير من أعماقنا {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } لا تتخلى أبداً عن الله ولا تنحرف عن الله ولا عن منهج رسول الله صلى الله عليه وعلى من والاه ولا تقل قولة قارون { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} بل الفضل لله إبتداء وانتهاءَ {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} لولا أن الله يرى ويعلم أهلًُ لنعمه وأهلًُ لفضله ما أنعم بهذه النعم علىّ هل تسمح لي أن أضع بين يديك الآن تيرمومتراً دقيقاً جداً تستطيع من خلاله أن تقيس هل ما أنت فيه من النعم فضل الله عليك أم أنه غضب من الله عليك خذ هذا الترمومتر الدقيق وقس بها كل نعمة أنعم الله بها عليك من مال ، من صحة ، من زوجة ، من ولد ، من كرسي ، من مكانة ، من سلطة ، من سلطان ، من أي نعمة إذا كانت النعم التي بين يديك تقربك من الله جل وعلا فاعلم بأنها علامة رضا الله عليك وهي محض فضل الله عليك وإن كانت النعم بين يديك تُبعدك عن الله جل وعلا فاعلم بأنها الفتنة في ثوب النعمة واعلم بأنها المحنة في ثوب المنحة وهي علامة على سخط الله وغضبه عليك قال جل جلاله : {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ*نُسَارِعُ لَهُمْفِيالْخَيْرَاتِ بَل لّا يَشْعُرُونَ } أي لا يشعرون بأنهم مستدرجون بها من الله جل وعلا . قال تعالى : {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍحَتَّى إِذَا فَرِحُواْبِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } لا تغتر إن جمعت من الحلال وأديت حق الكبير المتعال فهي النعمة التي تستوجب الشكر وإن جمعت من الحرام فاعلم بأنه غضب من الله عليك وعلامة سخط الله عليك فانتبه! ورد الحق إلى أهله وطهر قلبك وطهر مالك وطهر نفسك واعلم أن المال إلى زوال واعلم أن الدنيا كلها إلى فناء فبادر قبل أن يأتيك الموت {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} يتبع إن شاء الله
-
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} أحسن إلى خلقه أحسن إلى عباده وسع على الفقراء والمساكين كما أحسن إليك رب العالمين ورزقك من واسع فضله وأغناك من عظيم جوده ونعمه وكرمه { وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} فماذا قال؟ وهي كلمات قديمة حديثة يرددها أهل المال من المفسدين قال { قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} انتبه ! قال ابن كثير وغيره معناها : لولا أن الله يعلم أنني أهلُُ لهذه النعمة ما أنعم بها عليّ كلمة متكررة يا فلان اتق الله يا فلان لا تفسد لا تحتكر أطعمة الناس حتى الطماطم تُحتكر ألم يكفي الحديد؟ ألم يكفي مواد البناء ؟ حتى الأغذية حتى الأطعمة لمَ هذا الفساد؟ ولمَ هذا الظلم؟ ولمَ هذا الاستغلال الرخيص لأقوات الجوعى والمحرومين والفقراء والمساكين والله لا نريد حكومة تراقبنا وإنما نريد أن نربي أنفسنا على مراقبة ربنا جل جلاله ما الداعي لأن نزيد الآن في أسعار السلع ؟ ما الداعي للمشقة على الفقراء والمحتاجين ؟ لماذا؟ إن لم نجد قانون يراقبنا الآن وإن لم نجد مفتش تومين يحاصرنا الآن فلماذا لا تكون مراقبتنا لربنا جل جلاله ؟ لماذا لا يتنازل الآن التجار عن قليل من ثمن كل سلعة بنية التوسعة على الفقراء بنية التوسعة على المحتاجين إذا كان ثمن الطماطم مثلاً سبعة جنيهات لماذا لا يبيعونها بخمسة جنيهات؟ وأنا أقصد بذلك وجه رب الأرض والسماوات لأفتح الطريق أمام غيري من التجار للتخفيف والتيسير على الخلق وعلى العباد لماذا هذا الجشع والاستغلال؟ لماذا نزيد الفتنة فتنة ومن الضيق ضيقً والألم ألماً لماذا لا يتحرك أهل الفضل في قرية أو في مدينة أو مركز ليذهب رجل من أهل الفضل إلى تاجر جملة يبيع الطماطم مثلاً أو البطاطس مثلاً ليقول له : عندك كم طن؟ عشرة طن طماطم عشرة طن بطاطس كم ثمنها ؟ أتفضل ويأتيك كل فقير وكل محتاج طوال هذا الأسبوع أعطهِ مجاناً ولا يذهب إلا من هو محتاج فعلاً أنا أكاد اندهش لشعب اليابان والله يكاد عقلي أن يطيش مع هذه الأزمة المزلزلة هذا الزلزال وتسونامي أنا أتابع شعب اليابان متابعة دقيقة وأبكِ على أمتي أبكِ على أمة القرءان والسنة أجد العجب العُجاب يا إخوة الشعب الياباني في هذه الأزمة انظروا إليه في هذه الأزمة حتى وهو يقف ليأخذ غذاءً أو ماءً يقف في طابور منظم لا ترى هرجاً ولا مرجاً ولا ترى تعدياً لم نسمع عن حالة سرقة في اليابان لم نسمع عن حالة بلطجة واحدة في اليابان بل أكاد أعجب يدخل الشعب الياباني إلى المحلات العامة للشراء والله بكيت بكيت بالدمع يدخل ليشتري في ظل هذه الأزمة فلا يشتري الواحد منهم أو السيدة منهم إلا ما يكفيه ليوم واحد فقط ليدع فرصة لغيره ليشتري أي أخلاق هذه ؟ هذه أخلاقنا نحن هذا ديننا نحن الذي علمنا الإيثار الذي علمنا النظام الذي علمنا الصف أمتنا أمة الصف أمتنا أمة النظام { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} حتى في الصلاة (لتسوُن بين صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) . ما علاقة تسمية الصف بإتلاف القلوب علاقة وثيقة إذا استوت الصفوف التقت القلوب وإذا تبعثرت الصفوف تبعثرت القلوب وتنازعت القلوب لتسوُن بين صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم يتبع إن شاء الله
-
نعم أيها الأحبة المال لا قيمة له إن لم يُجمع من الحلال ويوظف في مرضات الكبير المتعال وأظن أن الدرس الذي رأيناه وسمعناه أبلغ من كلام البلغاء وأفصح من كلام الفصحاء {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } لا تفرح يا صاحب المال الحرام لا تفرح يا من سعيت في الأرض فساداً وجمعت المال بالاحتكار والظلم { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } إن قارون كان رمزاً من رموز الفساد التي تتكرر في كل عصر ومصر اقرءوا القرءان وتدبروا الآيات إن قارون كان ابن عم موسى عليه الصلاة والسلام على الراجح من أقوال أهل العلم كان ابن عم موسى ومع ذلك طغى وبغى وظلم وتجاوز الحق واستعلى على قومه بهذا المال وخرج من آن لأخر في زينته بمنتهى الكبر والفخر والخيلاء يستعلي بماله وجاهه وسلطته وسطوته ومركزه وسلطانه فماذا كانت النتيجة { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ} ظلمهم وما أشنع الظلم وما أبشع الظلم ولا تستهن بدعوة مظلوم فإن الملك الحق يغار للمظلومين ويرفع دعوتهم فوق الغمام ويخاطبها جل جلاله ويقول لها : (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) كما في رواية الحاكم من حديث ابن عمر بسند صحيح يقول لها : (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) وقد ذكرت موقفاً أراني مضطراً لذكره الآن في دقيقة لما انتهت دولة البرامكة وسُجن حاكم البرامكة خالد المبرمك سُجن مع ولده حُبس مع ولده ويشاء ربنا جلاله أن يُحبس الحاكم مع ولده في زنزانة واحدة لا إله إلا الله يُحبس مع ولده في سجن واحد في زنزانة واحدة فبكى ولده في السجن وأجهش بالبكاء ونظر إلى أبيه وقال : يا أبتي من الملك والعز والجاه والسلطان إلى السجن في زنزانة واحدة إلى السجن والقيد في زنزانة واحدة فنظر إليه والده وقال يا بني إنها دعوة مظلوم سرت إلى الله بليل غفلنا عنها ولم يغفل عنها الله دعوة مظلوم فكيف إذا كانت دعوة لملايين المظلومين والله لا أبالغ كيف إذا كانت الدعوة لملايين المقهورين لآلاف المعذبين لآلاف المحرومين المقهورين المظلومين المكبوتين أن تتخيل أن الله لا يغار للمظلومين؟ لا ورب الكعبة ليس أحد أغير على الحق وأهله من الله وليس أحد أغير على المستضعفين والمظلومين من الله (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) هكذا يُخاطب ربنا جل جلاله دعوة المظلوم فوق أي أرض وتحت أي سماء بل إن الله يُقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ولا يُقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ} ولاحظ أن الكنوز هو ما زاد عن حاجة الاستعمال الشخصي فالكنز مدخر الكنز هو ما يستغني عنه الإنسان يكنزه لا يستعمله في البيع والشراء فالكنوز فقط مفاتِيحها يعجز عصبة من الرجال الأشداء الأقوياء على حمل مفاتيح الكنوز فكيف بالكنوز نفسها وكيف بما زاد عن كنوز قارون قصور ومليارات وعقارات في الداخل والخارج وأرصدة { وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} وهل الفرح حرام؟ والجواب : الفرح نوعان : فرح مُحرّم وفرح محمود مشروع أما الفرح المحرم : فهو فرح الكبر والبطر ، فرح الاستعلاء والظلم والبطش والطغيان فرح الاستعلاء بالنعمة فرح التبطر بالنعمة على المُنعم أما الفرح المحمود : فرح القرب من الله فرح الأنس بالله {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} {لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ } استغل ووظف ما أنعم الله به عليك في القرب منه في نيل رضوانه في العمل للأخرة فهي دار الحيوان أي دار الحياة الأبدية القائمة الدائمة { وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا } ليس معنى أن تعمل للآخرة أن تهجر الدنيا ما قال بذلك قرآن ولا سنة بل الدنيا مزرعة للاخرة ازرع هنا لتحصد هنالك إن لله عباد فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلما علموا أنها ليست للحي وطنا جعلوها لجة واتخذو صالح الأعمال فيها سفنا قال علي رضي الله عنه : (الدنيا دار صدق لمن صدقها ودار غنى لمن تزود منها ودار نجاة لمن فهم عنها فهي مهبط وحي الله ومُصلى أنبياء الله ومتجر أول أنبياء الله فربحوا فيها الرحمة وكسبوا فيها الجنة ) وها هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يجمع جمعاً بديعاً بين الدنيا والآخرة فيقول في دعاءه (اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر ) يتبع إن شاء الله
-
هذا هو عنوان لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم المبارك فأنا أكرر دائمًا وأقول لا ينبغى أن يكون العلماء والدعاة إلى الله بطرحهم الدعوى فى جانب وأن تكون الأمة بمشكلاتها وأزماتها فى جانب آخر لكن أسمحوا لى أن أبدأ من هنا إنه الله إن ما يجرى الآن على أرض مصر إنما هو تدبير الملك الحق لا يستطيع أحد مهما جنح به الخيال أن يتخيل فضل الكبير المتعال على أهل هذا البلد الأبى الكريم نعم إنها إرادة الله ليست إرادة الشباب وليست إرادة الشعب وليست إرادة العلماء وإنما هى إرادة ملك الأرض والسماء الذى ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن الذى لا يقع شىء فى كونه إلا بأمره وتحت سمعه وبصره . والله لو أجتمع شباب مصر عن بكرة أبيهم بل لو أجتمع شباب الأمة عن بكرة أبيهم بل لو اجتمع شباب الأمة عن بكرة أبيهم ليحققوا ما أراد الله جل وعلا تحقيقه فى مصر ما استطاعوا إنما هى إرادة الله وحده{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } كل يوم هو فى شأن يرفع أقوام ويخفض آخرين يُطلق أقوامًا ويحبس ويسجن آخرين وينصر مظلومًا ويذل ظالمًا،ويقيل عثرة، ويستر عورة ويُقيم دولة ويُزيل دولة ويقيل حاكمَ ويأتى بحاكمٍ ويدبر الأمر كله وفق المقادير التى قدّرها قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة فلا يتقدم ولا يتأخر قدر قدّره الله {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً * يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } نعم أيها الأحبة الكرام {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } كل شىء فى الكون بقدره ولا يقع شىء فى كونه إلا تحت سمعه وبصره {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } قال أعرف الخلق به صلى الله عليه وسلم كما فى صحيح مسلم من حديث أبى موسى الأشعرى [إن الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يُرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما أنتهى إليه بصره من خلقه ] يأتى حبر من أحبار اليهود إلى سيدنا رسول الله كما فى الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود ويقول [يامحمد يامحمد إنّا نجد مكتوبًا عندنا فى التوراة أن الله تعالى يجعل السماوات على أصبع والأرضين على أصبع والماء والثرى على أصبع والشجر على أصبع وسائر الخلائق على أصبع ثم يهزهن ويقول أنا الملك. فضحك النبى حتى بدت نواجذه تصديقًا منه لقول الحبر اليهودى وقرأ قول الرب العلى : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } والله الذى لا إله غيره لا يقع شىء فى بلدنا بل ولا فى كونه إلا بإرادته فالإرادة نوعان : إرادة كونية قدرية ، وإرادة دينية شرعية فالإرادة الكونية القدرية معناها أنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فلا تتوهم لحظة أن شىء ما يقع فى كونه إلا بقدره وإلا تحت سمعه وبصره فاشكروا الله على نعمه واعلموا أن الفضل بيده فالأمر أمره والفضل فضلهُ والملك مُلكه والحُكم حُكمه والتدبير تدبيرهُ والتصريف تصريفهُ {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ } بعد ذلك أقول أيها الأحبة الدنيا كلها بوتقة إختبار ودار إبتلاء ما خلقنا الله فيها إلا ليبتلينا {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } قال تعالى { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ } أي ليختبركم أي ليمتحنكم {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} وقال جل وعلا {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} فالشر فتنة والخير فتنة وأنت مبتلىً بالخير والشر أنت مبتلىً بالخير هل ستحمد الله عليه؟ هل ستشكر الله على نعمه؟ هل ستوظف النعم فى طاعة المُنعم؟ هل ستُحسن إلى خلقه وعبادة ؟ أم أنك ستوظف هذه النعم توظيفًا لا يُرضيه توظيفًا يُسخطه ويُبغضه؟ توظيفاً تنالُ به سخطه ولا حول ولا قوة إلا به هل ستنتبه إلى التضيق وإلى التوسعه لتعلم أنك بالضيق مُختبر وأنك فى السعة أيضًا مبتلى ومختبر {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } فالدنيا كلها بوتقة إبتلاء والفطناء العقلاء هم الذين يعلمون حقيقة الدار ويعلمون أنها ليست دار إقامة وقرار إنما هى دار زوال فالدنيا دار ممر والآخرة هي دار مقر فخذو من ممركم لمقركم ولا تفضحوا أستاركم عند من يعلم أسراركم فمهما عظمت دنياكم أيها الأحبة فهى حقيرة ومهما طالت دنياكم فهى قصيرة لأن الدنيا مهما طالت ومهما عظمت فهى إلى زوال وفناء ولأن الليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر ولأن العمر مهما طال فلابد من دخول القبر أيا من يدعى الفهم إلى كم يا أخى الوهم تُتبع الذنب بالذنب وتخطىء الخطأ الجمّ أما بان لك العيب أما أنذرك الشيب وما فى نصحه ريب أما نادى بك الموت أما أسمعك الصوت أما تخشى من الفوت فتحطات وتهتم فكم تسير فى السهو وتختال من الزهو وتنفض إلى اللهو كأن الموت ما عمّ كأنى بك تنحط إلى اللحد وتنغط وقد أسلمك الرهط إلى أضيق من سم هناك الجسم ممدود ليستأكله الدود إلى أن ينخر العود ويمسى العظم قد رم فزود نفسك الخير ودع ما يُعقب الضير وهيىء مركب السير وخف من لجُة اليم بذا أوصيك ياصاح وقد بُحتك من باح فطوبى لفتى راح بآداب محمد يأتم والله إن من لم يعتبر مما يجرى فى بلدنا فى هذه الأيام لا أظن أنه سيعتبر لا أظن أن من لم يعتبر الآن سيعتبر إلا إذا شاء ربى شيئًا . إن لم تأخذ العظة والعبرة الآن فمتى ؟ إن لم تقف الآن على هذه الأية الجليلة العظيمة فمتى ؟ العقلاء الفطناء هم الذين يقرأون الآيات هم الذين يتدبرون الأيات يقرأون الآيات القرآنية ويتدبرون الآيات الكونية وما أعظمها وأجلها الآن لا ينبغى أن تقرأ الأخبار وأن تتابع الأحداث وأن تمصمص شفتيك وأن تهز رأسك وأن تنطلق بعد ذلك فى حياتك المعتادة المنحرفة عن الله جل وعلا وكأن شىء لم يقع وكأن شيئًا لم يكن من لم يتعلم الدرس الآن فهو مخذول ومن لم يستلهم العبرة الآن فهو غافل وما اخطر الغفلة وما أشنع الغفلة {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } فالغافلون أضل من الأنعام بشهادة الله جل جلاله أسأل الله أن يعصمني وإياكم من شر الغفلة أقراءُوا الآيات القرآنية وتدبروا الآيات الكونية وتابعوا الأحداث بأعين باكية وآذان منصتة وقلوب خاشعة وجددوا الأوبة والتوبة إلى الله سبحانه وعلينا جميعًا أن نتخلص من كل صورة من صور الظلم فها أنتم قد رأيتم بأعينكم عواقب الظلم الوخيمة في الدنيا قبل الاخرة { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } أيها المظلوم صبراً لا تهن إن عين الله يقظة لا تنام نم قرير العين واهنأ خاطراً فعدل الله دائم بين الأنام وأنت أيها الظالم انتبه فقد رأيت وسمعت لا تتصور أن الآية التي تراها بعينيك وأن الأخبار التي تستمع إليها بأذنيك ليست لي وليست لك بل هي لنا جميعاً بل هي لكل عاقلٍ يحمل في صدره قلباً يعيى عن الله ويعيى عن الصادق رسول الله صلى الله عليه وآله ومن والاه أين الظالمون الآن؟ وأين التابعون لهم في الغي بل أين فرعون وهامان أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم في الورى ظلم وطغيان هل أبقى الموت ذا عز لعزته أو هل نجى منه السلطان إنسان لا والذي خلق الأكوان من عدم الكل يفنى فلا أنس ولا جان { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد } { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ} عاودو لقراءة القرآن من جديد بتدبر لما يقع الآن أمام أعيننا وبين أيدينا تصور الكثيرون أن المال والسلطة هما أكسير السعادة وسبيل النجاة في الدنيا والآخرة وانا أتسائل الآن ومن حقي أن أتسائل مع كل إنسان عاقلٍ على أرض مصر بل على وجه الأرض المال والسلطة سعادة أم شقاء؟ المال لا أقلل من قدره ولا أقلل من شانه فالمال ظل زائل وعارية مسترجعة وهو مع ذلك نعمة من أجلْ نعم الله وزينة من زينة الحياة الدنيا { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌعِندَرَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا } المال زينة الحياة وعصب الحياة لكن له غاية وله وظيفة العاقل هو الذي يعرف الغاية من المال ويعرف الوظيفة التي من اجلها وُجد المال فهو يجمع من الحلال ويؤدي في المال حق الكبير المتعال وهو يعلم يقيناً أنه إلى زوال إما أن يتركك المال وأن تحرم أنت من المال وإما أن تترك أنت المال لورثتك ورسولنا يسأل أصحابه كما في صحيح البخاري ومسلم : [أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ . قالوا يا رسول الله ما منا من أحد إلا ومالهُ أحب إليه من مال وارثه . قال : فإن له ما قدم ومال وارثه ما أخر] فالمال أيها الأفاضل لا ينفع والله لا ينفع إلا إن جُمعَ من الحلال وُوظف في مرضاة الكبير المتعال ها انتم ترون الآن أصحاب المليارات ولا أقول أصحاب الملايين اصحب المليارات وأصحاب الجاه والسلطة والسلطان قد حُرموا من هذا المال كله ولذا فأنا أطالب الآن وأُخاطبهم الآن لماذا لا يُرد هذا المال لأصحابه؟ لماذا لا يفيق هؤلاء ويردون هذا المال إلى هذا الشعب الذي يقف طوابير طويلة من اجل الحصول على رغيف خبز أو على أنبوبة غاز لماذا لا يفيق هؤلاء بعد هذه الآية ويخرج علينا الجميع بمبادرة ويقولون نتوب إلى الله تبارك وتعالى فنحن لا نغلق باب التوبة في وجه أحد أما الحق فلابد من أخذ الحق لابد من القصاص هذا من شروط التوبة { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أما من شروط التوبة ان يرد الحق إلى أصحابه أن يردوا هذه المليارات الضخمة لهذا الشعب المحروم المسكين الصابر الذي صبر على الأذى والألم والجوع لسنوات طويلة يرد الحق إلى أهله وباب التوبة بينهم وبين ربنا جل وعلا مفتوح لا يُغلق في أي ساعة من ليل أو نهار هذه مبادرة أخاطبهم بها الآن وأسأل الله عز وجل أن يوصلها إليهم جميعاً وأن يجعل قلوبهم وآذانهم متفتحة لهذه الدعوة وأشهد الله إنها لله جل وعلا أقول توبتكم بين ربنا جل وعلا بابها لا يُغلق لكن من شروطها أن يُرد الحق إلى أهله وأن يُرد المال إلى هذا الشعب المصري الأبي الذكي وأن يأخذ هذا الشعب حقه والتوبة لا يملك واحد منا أن يُغلق بابها على أي واحد من هؤلاء فباب التوبة لا يُغلق حتى يُغرغر العبد أو حتى تطلع الشمس من مغربها يتبع إن شاء الله
-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }. { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }. أما بعد فإن أصد الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار. حياكم الله جميعاً أيها الآباء الفضلاء وأيها الإخوة الأحباب الأعزاء وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلا وأشهد الله أنني كنت منذ أمد بعيد في شوق إلى لقائكم يا أبناء الشرقية يا أبناء مركز أبو كبير الله لكم وجزاكم الله خيراً على هذا التنظيم البديع الذي أحمد الله سُبحانه وتعالى أن رأيت من أبناءنا من أبناء العمل الإسلامي من يرتقي إلى هذه المكانة والمرتبة فجزاكم الله خيراً وأسأل الله لكم مزيداً من السداد والتوفيق . أحبتي في الله المال والسلطة سعادة أم شقاء؟ يتبع إن شاء الله
-
عمرو : يمكن دا حيجرنا للكلام عن السياحة ، يعني الكلام اللي سيادتك قلته النهاردة إحنا بدأنا بالديمقراطية لكن دا وصلنا للسياحة . في رأي بيقولك النهاردة . طيب مهو السائح النهاردة بييجي مصر وعايز يعيش حياته زي ما هو عايشها برة يروح شرم الشيخ ويروح أسوان بيروح لقصر بيروح فيين ... لكن عايز يتعاطى الخمر اللي هو متعود أن يشربه بيلبس مايوه والسائحة بتلبس مايوه الناس العاديين السيدات بيلبسوا مايوهات بينزلوا البحر وغيرهُ . هل دا حيؤثر أو ترى أن هناك تعارض ما بين هذا الفكر وبين مثلاً الإقبال السياحي على مصر بعد ذلك ؟ الشيخ محمد : نعم نحن لا نمنع السياحة ولا نُحرم السياحة لكن فقط نًطالب بوضع ضوابط يضعها المتخصصون والساسة وأهل الدين وعلى رأسهم شيخ الأزهر بما يتوافق مع أخلاقيات ومقومات هذا المجتمع الإسلامي. وسأل: أيليق بمجتمع مسلم أن يُخدش حياء أبناءه وحياء أفراده باسم السياحة؟ ما الذي يعيب عليّ حين أؤصل هذا؟ نحن لا نريد أن نأكل بالحرام نحن لا نريد أن نُدخل على أهلنا ولا على بلدنا الحرام. ونحن على يقين مطلق أن الرزق بيد الله تبارك وتعالى. ليس معنى أنني أريد رزقاً لأولادي وليس معنى أنني أريد أن أفتح بيوتاً لشبابنا أن أفتح هذه البيوت بالحرام وأن أفتح أماكن للدعارة أو أن أفتح أماكن لبيع الخمر المحرم بدعوى أنني لا أقدم الخمر لمسلم. لا يجوز لمسلمٍ أن يحمل زجاجة خمر لا لمُسلم ولا لغير مسلم . وأنا أريد من عالم صادق على وجه الأرض بأن يأتيني بدليل يؤكد لي أنه يجوز للمسلم أن يحمل زجاجة خمر أو كرتونة خمر وأن يُقدمها لسائح أجنبي بدعوى أننا نُريد أن ننعش السياحة في بلادنا. عمرو :لكن يمكن دا حيجُرنا للحديث عن الفن .يعني كل الشيخ محمد : هات كل ما عندك عمرو : إحنا دخلنا النهاردة في أفلام في ظل دعوات كثيرة من بعض السينمائيين بيطالبوا بإلغاء الرقابة على المصنفات فنية وطبعاً الرقابة السياسية وغيرها من أنواع الرقابة . لكن آلا ترى أيضاً بأن سوف يكون هناك تعارض مع لغة السينما مع الأفلام التى تُقدم مثلاً اللي فيها بعض المشاهد العاطفية وغيرهُ وغيرهُ وعن بعض الممثلات وملابسهم سواء في المسلسلات التليفزيونية التي تُبث للملايين من الأعمال السينمائية؟ الشيخ محمد : إن طالب أولئك أهل الفن برفع الرقابة بمعناها الفني والقانوني فأنا أطالبهم بتحقيق الرقابة للرب العلي سُبحانه وتعالى. ما قيمة الإعلام الذي يؤصل للرذيلة ؟ ما قيمة الإعلام الذي يُهيج الغرائز الهاجعة عند أولادنا وشبابنا؟ أي قيمة لإعلام يستثير الشهوات الكامنة؟ أي قيمة لإعلام يؤصل للفوضى الخلاقة ؟ أي قيمة لإعلام يؤصل للخيانة المشروعة؟ أي إعلام هذا ؟ أي فن هذا؟ أي فن يُقدم الآن لأجيالنا التي نريد أن نربي أجيالنا في المرحلة القادمة على البناء وعلى التغيير لا على تدمير الأخلاق . لا حرج على الإطلاق أن يقوم الفن بدوره الرائد. الفن له دور كبير لو أتقنه. ولو كان القائمون على هذا الفن يُراقبون الله إبتداء سبحانه وتعالى ويعلمون أن الكلمة المقدمة مسؤولية كبيرة أمام الله عز وجل. ما الهدف من وراء هذا الفيلم ؟ ما الهدف من وراء مسلسل يُقدم على ثلاثين حلقة يؤصل للخيانة؟ يؤصل للخيانة بين مرأة وزوجها بدعوى أن الزوج مشغول ليس لا يجد عنده من الوقت ما يقول لامرأته بحبك. فيؤصل في مسلسل طويل جداً لهذه المرأة أنه من حقها كأنسانة مسكينة مظلومة إلى غير ذلك . أن تخرج لزميل لها يداعبها ويدغدغ مشاعرها لتخون زوجها لتقول له أنا أحبك يعني أشعر بحرمان. هذا لا يليق أبداً . فأنا أطالب القائمين والمسئولين في الإعلام بصفة عامة وفي الفن بصفة خاصة أن يُقدموا رسالة منضبطة . رسالة تنهض بمجتمعنا . رسالة تنهض بديننا . رسالة تنهض بهويتنا. رسالة تنهض باقتصادنا لا أن ندمر الأخلاق باسم الفن هذا ما أدين به الله عمرو : طيب والغناء؟ يعني إحنا إذا دخلنا على فكرة الفن . البعض أيضاً التخاوف إذا كان هذا هو الفكر الذي سوف يسود في حال إذا وصل السلفيين إلى البرلمان وإلى التشريع وربما إلى حُكم مصر. بالتأكيد هناك مخاوف من الفنانين والفنانات والمطربين والمطربات . أن هناك إلغاء مثلاً لفكرة الغناء مثلاً أو تحريم الغناء . كيف ترون ذلك؟ الشيخ محمد : الغناء كلام حلاله حلال وحرامه حرام . هذا كلام يُكتب بالذهب . ليس لي إنما هو كلام علماءنا الغناء كلام حلالهُ حلال وحرامهُ حرام. ثم هل توافقني على هذا الغناء في الفيديو كليب؟ هل هذا غناء؟ أم إشعال للنار؟ أي مُسلم يقبل أن يجلس في بيته مع امرأته ومع بناته المراهقات ومع أولاده ليرى هذه المشاهد التي تُحول الزهاد العُبّاد إلى فُساق فُجّار؟ هذا لا يُرضي الله سُبحانه وتعالى ولا يُرضي النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ولا ينبغي أن يُعاب علينا إن قُلنا بأن هذا لا يجوز ولا يُرضي الله عز وجل بأننا مُتخلفون ورجعيون ومتطرفون وأصوليون وفوضويون ..إلى غير ذلك. وإنما هذا دين قال ربُنا ، وقال نبينا صلى الله عليه وسلم. وإذا كُنا فعلاً مُسلمين نخشى ربنا ونتبع نبينا صلى الله عليه وسلم فعلينا أن نُرد كل هذا إلى القرآن وإلى السُنة الصحيحة. لكن أؤكد أن الأمر يحتاج إلى حكمة وإلى رحمة وإلى تواضع وإلى دعوى هذه مسألة في غاية الأهمية. يعني لا يليق على الإطلاق أن أدخل مثلاً إلى مكان لا يعرف القصر لا يعرف قصر الصلاة مثلاً وأن أدخل مباشرةً على آباءنا أولئك لأصلي قصرً دون أن أعلمهم . لقد علم نبينا الصحابة القصر ابتداء وأحكام القصر ثم قال أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر.إن كان هذا لم يثبت عنه وثبت عن عبد الله بن عمر أو إن كان لا يُثبت عنهم ثابت عن عبدا لله بن عمر الشاهد إذاً لا بد أن أُعلّم لابد أن أهيئ القلوب ولا بد أن أهيئ العقول . والبعض يتصور أن الإسلام وحش كاسر وأن المسلمين وحوشً ضارية مستعدة لقطع الأيدي ولجلد الظهور وكسر الرقاب. هذا أيضاً مُخالف وللواقع. عمرو مقاطع: عفواً فضيلتك أنا بتكلم في نقطة إيه . صحيح هذا الكلام ينطبق على المسلمين . لكن هناك تقريباً من 12 إلى 15 مليون مسيحي في مصر هل حتُطبق عليهم نفس القواعد اللي أنت بطبقها على المسلمين؟ الشيخ محمد : لأ لهم شريعتهم يحكمون بها مع مراعاة .. عمرو مقاطعاً : افترض مثلاً أن الشريعة بتبيح له حاجات قد تُمنع عن المسلمين مثلاً؟ الشيخ محمد : أنا لا أُلزمهُ بشريعة الإسلام ولا يقول ذلك أحد. لا أُلزم غير المسلم بشريعة الإسلام لكن أُطالب غير المُسلم أن يحترم مشاعر المسلمين فقط! وألزم المسلم أيضاً أن يحترم مشاعر غير المسلم . لابد أن تكون الحياة مبنية على العدل وعلى الاحترام والتقدير المتبادل. ليس من العدل ولا من الإنصاف أن أظلم غير المسلم . وليس من العدل ولا من الإنصاف ألّا يحترم غير المسلم مشاعر المسلمين. فالحياة لابد أن تكون مبنية على العدل والحق. وربنا تبارك وتعالى يُعلمنا ذلك ويقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }. عمرو : حديث عن خلاف أو اختلاف بين فضيلتك وبين فضيلة العالم الجليل شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب. هناك اتهام للسلفيين أنهم يُريدون السيطرة على الأزهر ورأي آخر يقول أن هناك خلاف بين الشيخ محمد حسان والشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر . هل في خلاف؟ هل تُريدون السيطرة على الأزهر وعلى المشّيخة بالفكر السلفي ؟ الشيخ محمد : أكدت مراراً قبل الثورة وبعد الثورة أننا لا نُريد أبداً أن نُقلل من قدر الأزهر ولا من مكانة الأزهر ولم يخطر ببالي أنا شخصياً أبدأ أن أُسيءَ لفضيلة الإمام ولا بكلمة واحدة لا في مجلس عام ولا في مجلس خاص . ليس هذا من ديني ولا من خُلُقيِ وكنت ومازلت وسأظل بفضل الله تبارك وتعالى مجلًّ ومُقدراً لفضيلة الإمام ولأي إمام يعتلي هذه المؤسسة العريقة التي لا يُنكر عاقل على الإطلاق أنها صاحبة أو أنها قلعة العلم الوسطي المُعتدل . هذا الكلام قُلتهُ مراراً وتكراراً وفقط أنا طالبت فضيلة الإمام في هذه المرحلة الحرجة والخطيرة أن يقوم بدعوة كل قادة العمل الإسلامي في مصر . من السلفيين والصوفيين والتبليغيين والاخوان وأنصار السنة والجمعية الشرعية ليجلس الجميع تحت عباءة الأزهر وتحت مظلة الأزهر. لو حدث هذا وحدث نقاش بين العلماء وطُرِحتْ كل مسائل الخلاف في بوتقة الخلاف وظُلِلْت بأدب الخلاف سيزول الخلاف. إذ لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف . فأنا فقط أطالبه ولا زلت أطالب فضيلة الإمام بالدعوى لهذا الاجتماع. عمرو : لكن في تصريحات للإمام الأكبر رآها بعض الإخوة السلفيين أنها ضد الفكر السلفي وأنها قد تكون ضد معتقدات صحيحة وراسخة في أصول الدين. الشيخ محمد: تصريحات لفضيلة الإمام؟ عمرو :أة في فترة ما تواكب مع هدم الأضرحة أو بعد الأضرحة أو تصريحات بعض شيوخ السلفية. الشيخ محمد : أنا لا أحب هذه التصريحات التي تُسيء لفضيلة الشيخ أو حتى من الأزهر لأي اتجاه آخر. لأن الشيخ ليس شيخاً لطائفة وإنما هو شيخ للمسلمين في مصر وهو والد للجميع . ولا ينبغي على الإطلاق أن ينفلت طيفًُ من هذه الأطياف عن مظلة الأزهر ، ولو تم هذا لانتهت مشكلة كبيرة جداً ووأدِت نار فتنة خطيرة . وهذا الأمر متيسر جداً . لماذا لا تتم الدعوة الآن ويجلس الجميع مرة واثنين وثلاثة عمرو : كلمتُهُ حضرتك؟ الشيخ محمد : لا أنا لم اتكلم عمرو : هل لاقيت استجابة لدعوتك لهذا اللقاء؟ الشيخ محمد : إلى الآن لا لكن أنا مستعد وقد ذكرت ذلك في لقاء جريدة الجمهورية وعبر أكثر من وسيلة إعلامية إن أنا مُستعد مع إخواني وأنا أؤكد مع إخواني من رموز المنهج السلفي من شيوخ المنهج السلفي ، نحن مستعدون بفضل الله تبارك وتعالى للجلوس مع فضيلة الإمام وللنقاش في كل المسائل التي ستُطرح بصدقٍ وأدب . وليعلم فضيلة الإمام أنه لن يجد واحداً من هؤلاء الأفاضل يتجاوز أبداً، وإنما الكل يعرف للرجل مكانته ويعرف أن للرجل قدره ويعرف للأزهر مكانته ويعرف الأزهر دوره وقدره عمرو : فضيلتك شايف إن الأزهر لسة ليه هذه المكانة والقدرة والقيادة في المنطقة العربية وفي العالم الإسلامي؟ الشيخ محمد : حتى وإن مر الأزهر بمرحلة من مراحل الضعف التي مرت بها مصر. لأنني حين سُئلت قبل ذلك قبل الثورة قلت : الأزهر يمر بمرحلة الضعف التي تمر بها البلد كلها في كل المناحي والمؤسسات . لكن الأزهر مليء بالربانيين من العلماء ومليء بالفقهاء ومليء بالمخلصين والصادقين والأولياء أؤكد هذا لله تبارك وتعالى . والأمر يحتاج فقط إلى صحوة إلى يقظة جديدة . والأمر يسير. عمرو قاطعاً : أنت توافق على الفكرة التي يُطالب بها البعض باختيار شيخ الأزهر بالانتخاب ؟ الشيخ محمد : أنا بل أُطالب بهذا بل كنت أول من طالب بهذا . فالتترشح أو تتقدم مجموعة من هيئة كبار العلماء وتختار وتُرشح الإمام أو شيخ الأزهر من بينها . وذكرت أيضاً أنه لابد أن يُعاد من جديد ما يُعرف بالوقف حتى لا يكون الأزهر تابعاً لأي مؤسسة من مؤسسات الدولة ولتبقى للأزهر مكانته وكلمته، وأن تكون كلمته مستقلة . وقلت هذه الهيئة الكبيرة المشكلة من علماء الأزهر ومن غير علماء الأزهر لأنه لا ينبغي أن يُحتكر العلم في الأزهر فقط ! أبداً ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الشافعي الإمام ليس من خريج الأزهر ، وأبو حنيفة ومالك واحمد ليسُ من خريجي الأزهر فذلك فضل الله جل وعلا ولو شُكّلت هذه الهيئة من علماء مصر في الأزهر وفي غير الأزهر وكان على رأسها فضيلة الإمام لو رُشح واختارته هذه الهيئة . بفضل الله تستطيع هذه الهيئة أن تكون واسطة بين رئيس الدولة وتكون مقربة جداً منه وبين الشعب وبين أي نازلة من النوازل التي تمر بها الأمة . لأنه لو تقدمت هذه الهيئة من كبار العلماء المُوثـُوقين والمصدّقين عند أبناء هذا الشعب وقالوا كلمتهم في أي فتوى وفي أي نازلة سيكون لها تأثير وواجب كبير جداً يتبع بإذن الله
-
عمرو : نعود مرة أخرى للأقباط هل توافق على أن يكون رئيس جمهورية مصر قبطي؟ الشيخ محمد : لا لا أوافق ولا أستحيي أن أعلن ذلك ، لأنني ذكرت أن المادة الثانية من مواد الدستور تنص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة ، وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع . ثم أنا أسأل هل تقبل روما أن يكون رئيس إيطاليا مُسلماً؟ لو ولت.. عمرو : إذا في انتخابات وفي ديمقراطية والشعب اختار طيب إيه المشكلة؟ الشيخ محمد: جميل . إذا كان الأمر كذلك.. عمرو قاطعاً : دا رأي بقول كدا الشيخ محمد : جميل . إذا كان الأمر كذلك فليترك الحكم للأغلبية ، لكن هذا تأصيل شرعي . لأن الحقيقة الديمقراطية بالمفهوم الغربي أن يحكم الشعب الشعب بعيداً عن منهج الله تبارك وتعالى أنا لا أقبلها . عمرو : بس الدستور المصري مثلاً لا يمنع إذا كان ..إحنا بنتكلم عن المادة الثانية لكن الدستور لا يمنع مثلاً مقالش إنه من ضمن المحظورات يكون مثلاً لا تُقبل أوراق المرشح إذا كان مسيحياً أو كانت امرأة مثلاً. الشيخ محمد : نعم. نترك هذه الجزئية لآراء هذا الشعب الذكي العبقري المسلم وغير المسلم . وحينئذ ليس من حق أي أحد أن يعترض . عمرو : تمام. الشيخ محمد : نعم عمرو : يمكن في رأي قرأته لحضرتك أنا عايز بس أناقشك فيه الحقيقة . حضرتك قُلت (يجب على السلفيين دخول الحياة السياسية والانتخابات القادمة) وبعدين قلت رأي آخر (إن أتباع المنهج السلفي لا يسعون لأي منصب أو أدوار سياسية) أنا شايف في تناقض بين الرأيين الشيخ محمد : لا ليس تناقضاً لكن قد يكون هنالك توضيح وتفصيل وإنما أُختِزْل هذا القول فقط. أنا أقول يجب على أتباع المنهج السلفي أن يُغيروا الرؤى القديمة والأطروحات القديمة في مشاركة العمل السياسي . لأنهم يرون ذلك في المرحلة الماضية ممنوعاً على اعتبار أنهم يعلمون أن القضية محسومة وأن الُلعبة مقطوعة ومبتوتة . لكن حين علمنا أن الصوت الآن أصبح مؤثراً وأصبح فعالاً حقيقياً فلا حرج على الإطلاق أن يُشارك هؤلاء كغيرهم من أهل هذا البلد في الجانب السياسي. فأمة يُعاد بناؤها من جديد ليس من حق أي أحد أن يمنع هؤلاء الإسلاميين من أتباع المنهج السلفي في المشاركة بما نراه مناسباً لمصلحة هذا البلد . لكن حين أقصد بأنهم لا يسعون لأي منصب . فأنا أتكلم عن رموز المنهج السلفي ، عن دعاة ومشايخ المنهج السلفي . يعني المشايخ المعروفين كقادة ورموز للمنهج السلفي أؤكد لك أنهم قد اتفقوا جميعاً على أنه لم يدخل واحد منهم هذا المعترك . لا أن يُرشح نفسه لمنصب رئاسي ولا لمنصب سياسي . بل سيظل هؤلاء بفضل الله تبارك وتعالى في الدعوة إلى الله عز وجل يُبلغون دين الله بعيداً عن هذا المعترك حتى لا يُساء إلى الدعوة من خلال العمل السياسي. عمرو : لكن فضيلتك اسمح لي أن بعض منتقدي السلفيين بيقولوا إن السلفيين بيحاولون الحديث عن الديمقراطية وأنهم يؤمنون بالديمقراطية إلى حين وصولهم للسلطة وبعد ذلك يعودون إلى منهج الديكتاتورية . تعليقك على هذا الرأي. الشيخ محمد : المرحلة لا تحتمل ما يسمى بدبلوماسية الحوار وإنما يجب أن يطرح الجميع ما يعتقدونه بصدق ووضوح وصراحة . نحن نرفض الديمقراطية بالمفهوم الغربي ، ديمقراطية بالمفهوم الغربي أي أن يحكم الشعبُ الشعبَ أو أن تُقدم بإرادة الشعب وإن خالفت هذه الإرادة منهج الله جل وعلا . نحن لا نقبل هذا وإنما نوافق على لا مشاحة في الاصطلاحات ، لن نقف كثيراً عند هذه المسميات لأنني أشهد الآن حرب اصطلاحات إعلامية كبيرة وخطيرة جداً. والله إن حُكمتْ البلد وفق المادة الثانية من مواد الدستور التي حتى يُقرها الأقباط كما هو معلوم الآن فلا حرج على الإطلاق وأن يحكم الشعبُ الشعبَ وفق هذه المادة وفق دين الله تبارك وتعالى ووفق القوانين المدنية الحديثة التي لا تصطدم مع دين الله ومع منهج الله تبارك وتعالى فلا حرج حينئذٍ في ذكر أي مسمى من هذه المسميات. عمرو : لكن اسمح لي برة الديمقراطية في أوروبا وغيرها من بلدان العالم المتقدم دائماً يروُ أنها تسعى إلى حماية الإنسان والدفاع عن حقوق المواطن. فما وجه التغاير أو المُغاير بين وجهة نظرك الشخصية أو بين الفكر السلفي وبين مفهوم الديمقراطية في العالم؟ الشيخ محمد : أنا قلت لا مشاحة في الاصطلاح ، بمعنى اننا لن نقف طويلاً عند المسمى . لكن ما الذي يحمله هذا المسمى من مضامين. عمرو: طب إيه ملاحظات حضرتك على الديمقراطية مثلاً في الخارج؟ الشيخ محمد : أيعقل أن أقول بأنني أحكم شعب ما بديمقراطية وهُنالك في هذه القوانين ما يصطدم اصطداماً مباشراً مع منهج الله تبارك وتعالى. فلو ارتكب واحد مثلاً جريمة من الجرائم أو كبيرة من الكبائر .. ككبيرة الزنا على سبيل المثال ، أيعقل أن يُقال بأنه إذا ارتضى الطرفان هذا الأمر فلا حُكم عليهمَ ويُعفى عن الجميع ؟ أيُعقل أن أقول بأنه من أجل المصلحة مثلاً لإنعاش اقتصاد دولة ما أن أحول مساحات ضخمة جداً مزروعة من العنب إلى خمر لإنعاش الاقتصاد؟ وهكذا.. فلا ينبغي على الإطلاق في ظل هذه المادة من مواد الدستور في ظل هذا البلد المسلم لا ينبغي على الإطلاق أن أسُنَّ قوانين تصطدم اصطداماً مباشراً مع كتاب ربنا ومع منهج نبينا صلى الله عليه وآله وسلم . أما والله لو سُنت هذه القوانين وفق القواعد العامة ، والقوانين هذه موجودة فعلاً موجودة ومُقننة بما يرتضيه.. عمرو مقاطعا: موجودة في مصر . يعني احنا معندناش قانون يُحرم الخمور أو تداول الخمور مثلاً في الأماكن العامة أو بالفنادق. الشيخ محمد : نُريد في المرحلة القادمة بفضل الله تبارك وتعالى أن تكون قوانيننا كلها موافقة لمنهج ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم حتى لا نتعرض لمزيد من سخط الله عز وجل. عمرو : يعني إذا ما وصل إخواننا السلفيين إلى مثلاً عضوية البرلمان هل حيكون دا من ضمن أجندتهم التشريعية تعديل هذه القوانين الخاصة مثلاً بالخمور ، الخاصة بعلاقات الزنا بين طرفين وما شابه ذلك؟ الشيخ محمد سائلاً : ولمَ لا ؟ ولمَ لا يجتهد كل مسلم يشرفه الله الدخول إلى البرلمان أن يُطالب بتغيير كل قانون في بلدنا يُخالف كتاب ربنا ، ويُخالف سُنة نبينا . ولا يستحيي أبداً من ذلك ، بل يُعلن هذا بكل الفخر والاعتزاز . لكن بأدب وحكمة ورحمة وتواضع. يتبع بإذن الله
-
عمرو : أهلاً بكم من جديد احنا بنناقش فضيلة الشيخ العالم الجليل محمد حسان بعض النقاط الخلافية التي يراها البعض . ويمكن الفترة اللي فاتت وعقب ثورة 25 يناير ظهرت الحركة السلفية بشكل واضح على الساحة الدينية والساحة السياسية وفي نفس الوقت تصاعدت نوع من المشاعر المقلقة لدى ( إخواننا ) المسيحيين في مصر وخوفهم من الحركة السلفية ، والبعض قالك نحن نفكر الآن في السفر للخارج وترك مصر مش عارفين إذا السلفيين وصلوا إلى سدة الحكم في مصر احنا حنعيش إزاي . كيف نُطمئن (إخواننا) المسيحيين أن السلفيين لا يبغون شيئاً من (إخوانهم) المسيحيين ؟ الشيخ محمد : بل المنهج السلفي وأنا حريص على هذا المسمى حتى لا أُحمل هذا المنهج أخطاء بعض المنتسبين إليه . المنهج السلفي صمام أمان لأنه يؤصل هذا الحق الكبير للأقباط في مصر وأم مصر ليست ملكاً للمسلمين فقط وإنما هي ملك للأقباط وللمسلمين وقد صرحنا بذلك مراراً وتكراراً وليس من حق أي أحد أن يقول لفلان اجلس ولفلان اخرج . أبداً نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أوصانا بأهل مصر خيراً كما في صحيح مسلم من حديث أبي ذر قال : [إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها]. وأنت تعلم أن أهلها كانوا الأقباط يرد عمرو : صحيح. يكمل فضيلته : [فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما]. ويقول صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داوود عن جماعة من أصحاب النبي بسند صحيح . [آلا من ظلم معاهداً أو انتقصه حقً أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة]. وهم يعيشون من أيام الفتح الإسلامي في ظلال هذا الإسلام العظيم القرآن والسنة بفهم الصحابة رضي الله عنهم في أمن وأمان. بل أؤكد لك أن الإمام ابن حزم ذكر في مراتب الإجماع وأنت تعلم أن مراتب الإجماع في الأمة قليلة وأن مسائل الإجماع قليلة تقف على مجلدات ضخمة خلافية وعلى مسائل قليلة من مسائل الإجماع . أجمعت الأمة على وجوب حماية أهل الذمة وهي كلمة رائعة جداً ، البعض قد لا يُحسن فهمها ويتصور أن انتقاص ما قد يُصيبهم بسبب هذه اللفظة لكنه المراد أنهم أهل ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. من الذي يستطيع أن يقف أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ليُحاجه رسول الله يوم القيامة . فهذه منقبة الشاهد أن الإمام ابن حزم يقول أن حماية أهل الذمة من أي اعتداء خارجي واجبة على المسلمين . فالأقباط في مصر أؤكد لهم أنهم ليسُ في حاجة أبداً للإستقواء بالخارج الأمريكي والأوروبي وإنما حمايتهم واجبة علينا نحن المسلمين وهم الذي بالفعل حموُ كنائسهم وقد اتضحت الصورة أن كل الأحداث التي وقعت قبل ذلك كانت بعيدة كل البعد عن المسلمين أيً كانت انتماءاتهم وأطيافهم . فكما حمى المسلمون النصارى كنائسهم وممتلكاتهم وأموالهم في أحداث الثورة . وكذلك النصارى وقفوا إلى جوار المسلمين في ميدان التحرير ولم تحدث حالة اعتداء واحدة يقاطعه عمرو: وكانوا يحموهم وهم بيصلوا يرد الشيخ : نعم ويكمل فضيلته نعم ولم تحدث حالة اعتداء واحدة وهذا من أعظم الأدلة على أن ما نسمعه إنما هو دخيل على منهجنا وعلى معتقدنا. عمرو: لكن هناك بعض شيوخ السلفية يا فضيلة الشيخ قالوا يجب عليهم دفع الجزية مثلا. الشيخ محمد : بكل أسف ثق تماماً أن هذه الأخطاء إن دلت فإنما تدل على عدم تحقيق وبصيرة . ودلالة أي نص نوعان أي نص دلالته نوعان : ـ دلالة حقيقية. ـ ودلالة إضافية. الدلالة الحقيقية : هي التابعة لقصد المتكلم . والدلالة الإضافية : هي التابعة للسامع ولا شك أنها ستختلف باختلاف القريحة والفهم إلى غير ذلك. فالشاهد أن الجزية وهذه أقولها باعتزاز وفخر. هذا المسمى القديم إن شئت تسألني عن مسماه في العصر الحديث في القرن الحادي والعشرين . أقول لك الضريبة التي تُدفع في مقابل الحماية. فكانت صورة الجزية انها كانت تدفع من غير المسلمين الذين يعيشون كمواطنين في الدولة الإسلامية في مقابل أن تتولى الدولة حمايتهم من أي اعتداء خارجي. وأود أن أُبشرك بهذا الموقف الرائع الرائق لما فتح المسلمون بقيادة أبي عبيدة بن الجراح بلاد الشام وفرضوا عليهم الجزية في مقابل حمايتهم من أي عدوان خارجي ، وسمع أبي عبيدة ان الروم تستعد بجحافل جرارة للانقضاض على المسلمين ، فما كان من أبي عبيدة الأمين إلا أن يرد الجزية كلها على أهل الشام وأن يعتذر لهم على عدم قدرته على حمايتهم ، فخرج الكثيرون منهم عن بكرة أبيهم بين يدي أبي عبيدة يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وقالوا لعدلكم أحب إلينا من أهل الروم وهم كانوا على نفس الديانة. فإذن بفضل الله تبارك وتعالى الصورة فقط أسيء فهمها . عمرو : بس احنا الضريبة عندنا الجميع بيدفعها وفي مساواة وفي مواطنة ومافيش فرق بين الطرفين ، أنا بشتغل وعلى ضريبة بدفع الضريبة فتفسير الجزية أو الضريبة الذي يدفعها المسيحي في مصر هي الجزية اعتقد تفسير ممكن يعمل حالة بلبلة عند الناس . الشيخ محمد : هذا توصيفها من الناحية الشرعية لكن أنا أسأل الآن ومن الذي يدفع الجزية ؟ انا اسأل الآن من يدفع الجزية؟ يُجيبه عمرو : ماهو ما فيش حد بيدفع لكن هو الخوف النهاردة لدى الإخوة المسيحيين عندما يصل السلفيين وعندهم انطباع بأن هناك هدف سياسي أصبح هناك مقصد سياسي وراء التيار السلفي للوصول إلى الحكم الوصول إلى البرلمان وإلى مجلس الشعب عندما يصلون حيفرضوا الجزية عليهم مثلاً . كيف تردون على ذلك؟ الشيخ محمد : أنا أؤكد أنه حتى لو دخل بعض أتباع المنهج السلفي إلى معترك السياسة فستبقى الدعوة قائمة لا علاقة لها أبداً بالعمل السياسي . أؤكد لك هذا .. ستبقى الدعوة مستقلة منفردة بعيدة عن العمل السياسي لأن العمل السياسي له أخطائه الكثير والمتكررة بل والكبيرة ، ونحن لا نريد أبداً أن يُلصق أي خطأ في أي أخ من الناحية السياسية بهذا المنهج الدعوي المبارك الذي ينبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة . لكن أؤكد بفضل الله تبارك وتعالى أن الاجتهادات تختلف باختلاف الزمان والمكان ولابد إذا مكن الله تبارك وتعالى للمسلمين أن يكونوا على بصيرة بحقوق غير المسلمين الذين ما ظُلِموا أبداً .. ما هُضمت حقوقهم أبداً في أي مرحلة في مراحل التاريخ كله ولا يزال صفحات التاريخ مفتوحة فليأتني قبطي أو نصراني في مصر أو في أي مكان في الآخر أُجحف وظُلم بالمنهج أؤكد بالمنهج . لكن قد يقع ظلم مني مثلاً أومن أي مسلم ينتسب فليس من العدل أن أحاكم هذا المنهج الرباني والنبوي الذي أنزله ربنا تبارك وتعالى لمجرد خطأ أو سوء فهم يقع فيه أحد المنتسبين إلى هذا المنهج. عمرو : خليني أسأل مثلاً اختيار الوظائف تراها كيف تتم اختيار الوظائف المرجعية تبقى إيه ؟ مرجعية دينية أن الوظيفة دي مثلاً الاختيار فيها الأولوية للمسلم والمسيحي ولا للكفاءة في تقدير الشيخ محمد حسان. الشيخ محمد : في تقديري وهذا تأصيل شرعي يعني ليس اجتهاداً فردياً مني أن أي وظيفة سواء كانت ولاية عامة كولاية الحكم أو ولاية خاصة يعني كأي وظيفة من الوظائف العامة لابد من أن يتوفر لها ركنان و شرطان : الأول : الأمانة . والثاني القوة. والأمانة في كل وظيفة بحسبها . والقوة في كل وظيفة بحسبها . يعني إن سألتني عن القوة في المجال الإعلامي . أقول لك القوة ليست قوة العضلات وليست قوة البدن. وإنما القوة قوة العقل وقوة الفهم وقوة الإدراك وقوة القدرة على المحاورة بأدب الحوار وأصول الحوار . إن سألتني عن القوة في الجانب الدعوي . أقول لك الداعي إلى الله الحكيم البصير الذي ينظر إلى مآلات الأقوال والأفعال. إن قلت لي عن القوة في قيادة الجيوش وسألتني عن قائد يتقدم لقيادة الجيش وفيه قوة وفيه دهاء وفيه ذكاء وفيه قدرة على إدارة المعارك وإدارة الحروب ولكن فيه فسق وفيه فجور وهنالك قائد آخر فيه أمانة وفيه علم وفيه عبادة لكنه ضعيف لا يُحسن الإدارة . سأقول لك فلنقدم القائد الأول الذي يقدر على إدارة الحرب مع فسقه وفجوره لأن قوته للأمة وفجوره على نفسه. عمرو : إذن فضيلتك بترفض التمييز أو الاختيار بناءاً على الدين؟ الشيخ : في الولايات الخاصة نعم . أما الولاية العامة أقولها لله تبارك وتعالى اتفق فقهاءنا على أنه يُقدم في الدولة المسلمة للولاية العامة المسلم الذكر لا أستحيى من تأصيل هذا لأن هذا اتفاق فقهاء . يقول صلى الله عليه وآله وسلم : [لن يُفلح قوم ولّوْ أمرهم امرأة]. هذا كلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى. بعض الناس يُقاطعه عمرو : يعني انت ترفض فكرة ترشح بعض السيدات الفضليات لمنصب رئاسة الجمهورية؟ الشيخ محمد : نعم عمرو : ترفضه؟ الشيخ : أي نعم هذا اتفاق الفقهاء وليس رأيي وكذلك أرى أنه لا يتقدم لبلد مسلم لولاية العامة غير مسلم . ثم هذا البلد أليست المادة الثانية تقول بأن دينه هو الإسلام وليست المادة الثانية تنص على أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع؟ فلا حرج على الإطلاق أن تُحكم البلد كلها وفق هذا الدستور ووفق هذه المادة . ولا ينبغي على الإطلاق أن يُحاسب المسلمون وأن يُتهم بالتطرف والحدود يُقاطعه عمرو : في عندنا مثلاً وزيرات وبرضوا أثبتوا كفاءة عندنا قاضيات. الشيخ محمد : ما هذا الإشكال ، الإشكال حين أؤصل هذا يتصور البعض أننا نتهم المرأة وأننا نُقلل من عقلها وأننا نُقلل من إمكانياتها على الإطلاق . المرأة خلقها الله تبارك وتعالى بطبيعة لا يختلف عليها عاقلان على وجه الأرض ، لها طبيعة فسيولوجية مختلفة لا يُقلل هذا من قدرها بل المرأة المسلمة أو غير المسلمة عندها من القدرات في بعض الاتجاهات ما لا يستطيع الرجل نفسه أن يقوم بدورها فيه عمرو : عفوا فضيلتك لكن احنا عندنا قاضيات النهاردة بيحكموا في قضايا جنائية وقضايا مدنية بيحكموا بين الناس ، إذا تولت القضاء فليس لها أن تتولى رئاسة الجمهورية؟ الشيخ محمد : هذا ما أعرفه من كلام فقهائنا أنه لا يجوز للمرأة المسلمة كما أنه لا يجوز لها أن تتقدم لـ... يقاطعه عمرو : اسمح لي انا بسأل بالصوت الآخر اللي مش موجود معانا . الشيخ محمد : جميل . كما لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتقدم لإمامة الصلاة بالرجال فلا يجوز لها أن تتقدم لإمامة العامة . أما الولاية الخاصة فللعلماء فيها قولان وللفقهاء قولان قولاً بالجواز وقولاً بعدم الجواز ولا حرج في أن تتقدم المرأة للولايات الخاصة أياً كان حجمها وأياً كان نوعها . أما الولاية العامة فسنظل مع نبينا صلى الله عليه وسلم مهما كان حجم الضغوط وحجم الاتهامات. عمرو : دي الولاية الخاصة مقصود بها إيه؟ الشيخ محمد : أي وظيفة أخرى غير الولاية العامة غير الرئاسة والحُكم. يتبع بإذن الله
-
عمرو : إقامة الحد كيف تراها مثلاً؟من قطع أذن المسيحي في قنا تطبيقاً للحدود هل هذا صحيح ولا يتم إبطال القانون وتفعيل الحد الإسلامي يعني كيف نستطيع أن نقوم هذه الأفكار خصوصاً أنها في الأخر يقال أنها منسوبة إلى سلفيين؟ الشيخ محمد : أولاً هي بفضل الله تبارك وتعالى وإن ردت بعض الإعلاميين وأنا لا أريد أن أسميَ هذا الأمر ونسبهُ إلى سلفيين فقد أكدت التحقيقات الأولية للنيابة أن السلفيين لا علاقة لهم بهذا الحادث ثم أي كان فاعل هذا الأمر فهو مخطئ لأنه ليس من الحكمة إطلاقاً أن نُسقط مكانة الدولة أو أن نُسقط هيبة الدولة ، ليس من حق أي أحد ولا من صالح أي جماعة بعينها ولا من صالح أي فرد في هذا البلد أن تسقط مكانة الدولة وأن تسقط هيبة الدولة وأن يتحرك كل واحد يُريد أن يُحقق شيئاً بيده يُحققه هذا خلل سيتحول مجتمعنا المسلم إلى فوضى وتتحول بلدنا إلى مجازر وإلى حروب أهلية حقيقية وستسيل الدماء بِركةٍ في الشوارع والطرقات ، ثم من أصول المنهج السلفي ومن أدبياته أن تغيير المنكر مهما كان حجمه يُعد مُنكراً إن كانت المفسدة المترتبة على تغيير هذا المنكر اكبر من المنكر الأصلي . يقول ابن القيم لله دره (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل من المعروف ما يُحبه الله ورسوله فإن كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر فهو أمر بمنكر وسعياً في معصية الله ورسوله ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى في مكة أكبر المنكرات ولم يستطع تغييرها ، بل لما فتح الله عليه مكة وصارت مكة دار إسلام وعزم على هدم البيت الحرام ورده على قواعد إبراهيم لم يفعل النبي ذلك مع قدرته على فعل ذلك لأن قريش حديثة عهد بكفر وقريبة عهد بإسلام ). إذن تغيير المنكر له ضوابط وليس من حق أي أحد ولا من حق أي جماعة أن تتحرك بنفسها لتُغير المنكر لتُلغيى هيبة ومكانة الدولة وإلا لتحول مجتمعنا المسلم إلى فوضى. عمرو: موقف فضيلتك إيه من هدم الأضرحة واحنا شوفنا في الفترة اللي فاتت حصل محاولات بل محاولات ناجحة لهدم بعض الأضرحة في بعض محافظات مصر وصلت إلى أن هناك توجه من بعض السلفيين لهدم أضاريح سيدنا الحسين وستنا السيدة نفسية والسيدة زينب؟ الشيخ محمد : نعم هذا كذب وغير صحيح وهذه حرب إعلامية منظمة أرادوا ابتداء أن يُشعلوا نار الفتنة الطائفية بين المسلمين وبين الأقباط ولكنَّ الله سلم . وهم يريدون الآن أن يشعلوا نار الفتنة بين السلفية والصوفية وإن شاء الله تعالى ستُخمد نار هذه الفتنة وهي في طريقها فعلا الآن إلى الزوال . يريدون في المرحلة الثالثة أن يُشعلوا نار فتنة قذرة جداً بين الشعب وبين الجيش وإن شاء الله سيُسلم الله عز وجل هذا البلد لأن مصر مكتوب في التوراة من قصد مصر بسوء قصمه الله فكل من يُريد السوء بهذا البلد سيُهلكه ربنا تبارك وتعالى . وأنا أعجب كيف لهؤلاء الذين يُخططون الآن في إشعال نار الفتنة في هذا البلد على اختلاف أطياف أهلها واتجاهاتهم كيف لم يستفيدوا الدرس ولم يروُ العبرة ممن أخذهم الله تبارك وتعالى أخذ عزيز مقتدر بعد سنوات طويلة من الظلم والتمكن والفساد والاستبداد . فأنا أؤكد لك أننا بُرءاء من يتبعون المنهج السلفي برءاء من حرق الأضرحة وقد أكدت التحقيقات ذلك ، هذا الضريح الأخير الذي حُرق أنا اتصلت بنفسي بإخواننا ورد علىّ أحد إخواننا الأفاضل وهو عضو في لجنة الفتوى وواعظ في القرية نفسها وأقسم لي بالله أنه لا علاقة للسلفيين ولا للإخوان المسلمين بحرق هذا الضريح إنما ألقيت عليه زجاجة مولوتوف والمسلمون يصلون صلاة الفجر وأقسم الإمام بالله أنه لم يوجد في هذا الوقت صاحب لحية واحد ، فهذا أمر يُراد لإشعال نار الفتنة بين الصوفية وبين السلفية. وأنا أقول لقد عاش الصوفيون وقد عاش السلفيون قروناً طويلة بفضل الله تبارك وتعالى ولم يحدث بينهم أي تصادم حتى نسمع من يقول نسلح الصوفيين ونسمع من يقول نسلح السلفيين وتتحول البلد إلى فوضى. يقاطعه عمرو قائلاً : لكن فكر السلفي أيضاً بيرفض وجود الأضرحة . مظبوط؟ الشيخ محمد : بلا شك نحن لا نُحلل الحرام أبداً ، ولا نُحرم الحلال لكن لا ينبغي على الإطلاق أن ينطلق أي واحد من أتباع هذا المنهج السلفي ليفعل ما شاء بلا ضوابط شرعية . يعني هذا التغيير له ضوابط وضع الإسلام له مجموعة من الشروط ومن الضوابط . هل تعلم أنني لو كنت قادراً على أن أغير منكر أيً كان حجمه بكلمة رقيقة يحرم عليّ أن أغير هذا المنكر بكلمة بذيئة أو فاحشة فما ظنك إن كان هذا المنكر سيتغير بالكلمة الرقيقة المهذبة إن تحركت أنا لأغيره بيدي بما يترتب على هذا التغيير ما هو أفسد من المنكر ، نعم نحن ندعو الناس بفضل الله تبارك وتعالى ومعنا كثير من الصوفيين الحقيقيين . ندعوا الناس إلى توحيد الله تبارك وتعالى . ندعوا الناس إلى إفراد الله بالسؤال والطلب والاستغاثة بالعبادة. ندعو الناس إلى الطواف حول بيت الله تبارك وتعالى وحده لا أعلم عالم من علماء الصوفية لأننا نُدين لله تبارك وتعالى بأن الناس في الصوفية ينقسمون إلى ثلاثة أقسام : ـ قسم يحكم على الصوفيين بأنهم غلاه وضالون ومبتدعون وخارجون عن السنة. ـ وقسم مقابل لهذا يحكم على الصوفيين جميعاً بأنهم أفضل وأكمل خلق الله بعد الرسل والأنبياء وكلا طرفي الأمور ذميم . القول الوسط وهذا ما يؤكده شيخ الإسلام ابن تيمية في المجلد رقم 11 صفحة 18 لمن أراد من إخواننا الصوفيين أو السلفيين أن يُراجعوا هذا التأصيل البديع الذي أؤصله وهذا إمام من أئمة المنهج السلفي يقول : ـوالقول الوسط : أن الصوفيين منهم أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ومنهم .. انظر إلى هذا العدل ومنهم السابق المقرب ، ومنهم المقتصد ، ومنهم الظالم لنفسه العاصي لربه . وأتصور أن هذه الأقسام تنطبق على كل المسلمين مهما كانت انتماءاتهم وأطيافهم فمنا جميعاً السابق المقرب ومنا المقتصد ومنا الظالم لنفسه كما قال ربنا تبارك وتعالى بل ومن الصحابة رضي الله عنهم السابق المقرب والمقتصد والظالم لنفسه هكذا قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها فهذا هو العدل والإنصاف . فأنا لا أرى على الإطلاق يعني صداما ولا أرى خلافا إلا في الحدود يقاطعه عمرو : هل هذا يا فضيلة الشيخ رأي جميع السلفيين يعني رأي سيادتك دا هل دا يُعمم على الجميع ولا هناك أيضاً تفاوت في الآراء في هذا الإطار؟ الشيخ محمد : في تفاوت وقد ذكرت نظرة الناس الآن الصوفيين فقد يندرج في قسم الأول من السلفيين من يندرج ، وقد يندرج في القسم الثاني من يندرج بعيداً عن السلفيين ، وقد يوجد القول الوسط وهو قول كثير من الأئمة وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لأنني أؤكد لحضرتك أن لفظة الصوفية لم تُستعمل في القرون الثلاثة الأولى على الإطلاق ، وإنما استعملت بعد ذلك وستعجب إذا علمت أنه قد استعمل هذا اللفظ كثير من الأئمة الكبار كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية كالإمام أحمد ابن حنبل وسفيان الثوري والحسن البصري إلى غير ذلك من كبار أئمة السلف وهذه اللفظة بدأت في البصرة أو أول استعمال لها كان في البصرة وأول خروج للصوفية كان في البصرة لأن أهل البصرة كانوا يتسمون بالزهد والعبادة والخوف. فأنا لا أتصور أن سلفي يُنكر على لا وشاحة في الاصطلاحات ينكر على إخوانهم من الصوفيين إذا كانوا يجتهدون في الطاعة والزهد والعبادة والأخلاق الكريمة لكنهم مع إخوانهم من الصوفيين سينكرون أن يكون الذبح لغير الله وأن يكون التوسل لغير الله وأن تكون الاستعانة والاستغاثة بغير الله . هذا لا يقبله أي مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله . وكبار أئمة الصوفية كالإمام الجنيد وسهل بن عبد الله التستري والإمام أبي اسماعيل الهروي وغيرهم يقولون بأن كل الطرق إلى الله مسدودة إلا من طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم فلا وصول إلى الله إلا بطريق الكتاب والسنة عمرو : اسمح لي نطلع فاصل ونعود الشيخ محمد : تفضل يتبع بإذن الله
-
عمرو الليثي: يمكن حديثنا عن الثورة يخليني أسال حضرتك هل أنت كنت من أول المؤيدين للثورة؟ الشيخ محمد: في الأول لا لأكون صادقاً بفضل الله جل وعلا أنا لا أجامل مخلوقاً على حساب ديني أبداً مهما كانت النتائج . اليوم الأول كنت أظن أن الأمر عادياً. اليوم الثاني ، اليوم الثالث . لكن حين شاهدنا ما شاهدناه يوم الجمعة تحركت ، وعرفت أننا أمام موقف جديد وخرجت بنفسي أحد عشر يوماً بل كنت استشعر بشيء من الخجل بل وصدقني إن قلت لك بشيء من الخيانة إن مر عليّ يوم وأنا في بيتي وشبابنا وأولادنا وأحبابنا في ميدان التحرير وفي غير من الميادين العامة وشدت على أيديهم وأنا معهم أكثر من مرة وكنت أسدد وأضبط الأقوال على قدر استطاعتي لأني كنت أرى أنه لا يمكن على الإطلاق أن نُغير الظلم إلا بالعدل ، ولا يُمكن أن نُغير الباطل إلا بالحق . أما أن نُغير الظلم بظلم وأن نغير الباطل بالباطل فلا هذا مخالف لسنن الله تبارك وتعالى وربما نتعرض لما تعرض له أولئك المفسدون والظالمون. عمرو : إيمانك بالثورة جاء نتيجة تأكدك من أنها تسير في إطار النجاح ولا لأنك كنت ترى أن النظام السابق كان نظاماً فاسداً يجب أن يتغير؟ الشيخ محمد : لا من رؤيتي أنها كانت تسير في إطار المطالبة بالحق والعدل وهذا مقصد من أعظم مقاصد الشرع ، المطالبة برفع الظلم وتحقيق العدل مقصد من أهم مقاصد الشرع . فأنا مؤمن جداً بأن الله تعالى وهذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية طيب الله ثراه يقول : ( إن الله تعالى يُقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ، ولا يُقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة) هذه عبارة تُكتب بالذهب إن الله تعالى يُقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ، ولا يُقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة فربنا جل وتعالى يمهل لكنه لا يُهمل ذكرت لما انتهت دولة البراكمة بعد ملك دام سنوات طويلة وسُجن خالد المبرمك مع والده في زنزانة واحدة فقال له ولده : يا أبتي من الملك والجاه والسلطان إلى السجن والقيد في زنزانة واحدة فقال له يا بُني إنها دعوة مظلوم سرت إلى الله بليل غفلنا عنها ولم يغفل عنها الله . فالله جل وعلا يُمهل لكنه لا يُهمل ، والله يغار ، يغار للمستضعفين ويغار للمقهورين وللمظلومين وللمعذبين {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} . وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري [إن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته] وقرء الآيات التي ذكرتها آنفاً. فأنا تحركت من منطلق اعتقادي وإيماني بأنهم يُطالبون بطلبات عادلة وبطلبات من حق هذا الشعب الأبي الذكي الذي ظُلم سنوات طويلة جداً أن ينعم بها . عمرو : الحقيقة كان في دائماً رأي بيقول إن النظام السابق كان يُدعم التيار السلفي لضرب تيار الإخوان المسلمين وكان يتمثل هذا الدعم في السماح بإنشاء قنوات تلفزيونية تتبع الفكر السلفي وفضيلتك كان لك أيضاً بعض هذه القنوات التلفزيونية ردك إيه على هذه المقولة أو هذا الرأي؟ الشيخ محمد : أنا أرى أن في هذا القول من الظلم ما فيه ، فأصحاب التيارات الإسلامية كانوا من أول من تعرض للأذى . لقد أغلقت قناة الرحمة وهذا أعظم دليل . لقد مُنعت ومُنع كثير من إخواننا من التحرك للدعوة مع أننا ما تحركنا إلا بالحكمة والرحمة. بفضل الله تبارك وتعالى من يسمع ما نؤصله من سنوات يعلم ما نقول . لكن لا أخفيك .. كانت هنالك أحداث تجعل الإنسان ينفجر من أعماقه ومن داخله ، يعني أنا بعد قضية سجن أبو غريب لو تذكرت في العراق خطبت جمعة في القاهرة في مسجد العزيز بالله بعنوان (أزمة أمة) ومن يومها لم أرتقي منبراً في القاهرة إلا بعد الثورة . فالقول بأن النظام كان يُدعم القنوات الإسلامية وعلى رأسها أصحاب المنهج السلفي هذا ظلم بشع فيه ما فيه من الإجحاف . لكن بفضل الله تبارك وتعالى تحرك أصحاب التيارات الإسلامية كان تحركاً تلقائياً لا يملي عليهم النظام أن يقولوا كذا أو لا يقولوا كذا وأنا أقول هذا حقاً وصدقاً. لكن هذا لا يمنع ولا استحيى أيضاً أن أعلنه هذا لا يمنع من أنه كان لا يتحرك واحد فينا مهما كان وزنه ومهما كان قدره إلا بموافقة أمنية . بل لك أن تعلم أنني كنت لا أستطيع السفر خارج مصر إلا بعد موافقة أمنية على هذا السفر. هذا لا نستحيى من إعلانه على الإطلاق . فأي دليل يقول بأنه كان مرضياً على أصحاب هذه التيارات الإسلامية؟. عمرو : خلينا نرجع إلى فكرة التيار السلفي الشيخ محمد حسان سلفي يعني إيه سلفي؟ أولاً حضرتك سلفي؟ الشيخ محمد : أنا مسلم وأشُرف بالانتماء إلى هذا المنهج السلفي ، فالسلفية ليست جماعة ، والسلفية ليست حزباً ، وإنما السلفية منهج لفهم القرآن والسنة بفهم سلف الأمة بفهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين. هذا هو المنهج السلفي هذا المنهج ظُلِمَ من كثير من أتباعه ومن كثير من أعدائه لأن بعض المنتسبين إلى هذا المنهج الرباني الذي ينبغي عليه أن أن يكون كل مسلم . من الذي يُعيب عليّ قولي تعالوا بنا لنفهم القرءان والسنة بفهم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي الذين قال الله في حقهم {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} والمراد بالمؤمنين بالاتفاق أصحب النبي صلى الله عليه وسلم ، والنبي يُزكيهم بقوله كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود : [خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم] ؛ ويقول عبدالله بن مسعود من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة أبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً اختارهم الله لصحبة نبيه ولإقامة دينه فعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم. لكن هل معنى ذلك أنني أتحجر وأتوقف الآن في القرن الحادي والعشرين عند أي نازلة من النوازل التي تمر بها بلادنا أو أمتنا لأرجع إلى الوراء لأفتش عن هذه النازلة الجديدة عن قول لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي في هذه النازلة ؟ هذا لا يقول به عالم ولا يقول به عاقل بل يبقى باب الاجتهاد مفتوحاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ليجتهد علماؤنا من أهل الاجتهاد ممن توافرت لهم أدوات الاجتهاد في كل نازلة من النوازل. هذا هو المنهج المنضبط بعدل وإنصاف واتزان ، فلا يُعيب على مسلم على وجه الأرض إن قلت له تعال معي لنرجع لكتاب ربنا وسنة نبينا لنفهم القرآن والسنة بفهم أصحاب النبي الذي يقول فيهم عبد الله بن مسعود ما من آية من كتاب الله نزلت إلا وأنا أعلم متى نزلت وأين نزلت وفيما نزلت . أيعقل بعد ذلك أن أضع رأسي أنا برأس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هذا لا يليق أبداًَ. إذن السلفية ليس من حق أي أحد على الإطلاق أن يقف على بوابتها لُيدخل من شاء وليخرج منها من شاء ، هذا ليس من حق بشر على وجه الأرض مهما علا كعبه ، ثم ليس من العدل إن أخطأ رجل ينتسب إلى المنهج السلفي كمحمد حسان او غيره أن يُحاسب المنهج بخطأ محمد أو بخطأ غيره . يقاطعه عمرو: أنت ترى أن هناك أخطاء قد وقعت ؟ يرد الشيخ حفظه الله : وأقر بها عمرو : زي إيه؟ الشيخ محمد : أخطاء كثيرة. عمرو : عددها لي أنا عايز أسمعها من حضرتك . يرد الشيخ : أبشع هذه الأخطاء يُقاطعه عمرو : يعني إيه الأخطاء التي نُسبت للسلفية والسلفية منها براء؟ الشيخ محمد : هذه الأخطاء المترددة والمنتشرة منها على سبيل المثال : هذه الوحشية في إنكار المنكر وتغييره ، قطع الأذن ، حرق وجوه النساء اللائي لم ينتقبن ، حرق وهدم الأضرحة ، تهديد السياح بالقتل في أي مكان في مصر إلى غير ذلك. أنا أقول لك وقد بينت وأكدت التحقيقات الأولية للنيابة أن المنتسبين للمنهج السلفي برءاء براءة الذئب من دم ابن يعقوب لأنه ليس من أصول المنهج السلفي ولا من أدبياته على الإطلاق . يتبع بإذن الله
-
مقدم البرنامج عمرو الليثي أهلاً بكم من جديد وبيشرفني النهاردة فضيلة العالم الجليل الشيخ محمد حسان أهلاً بفضيلتك وسعداء جداً بهذا اللقاء الشيخ محمد :أهلاً وسهلا أستاذ عمرو وأنا أسعد أسأل الله لك مزيداً من التوفيق والسداد عمرو :الله يخليك عايز أبدأ بالأحداث الجارية كيف ترى الأحداث الجارية النهاردة وكيف تُقيّم أداء حكومة الدكتور عصام شرف؟ الشيخ محمد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ولتكن البداية من هذه السنة الكونية الثابتة في الرد على هذا السؤال لأن كثيراً من أحبابنا وأولادنا يتصور أن التغيير يجب أن يتم في يوم وليلة وهذا مخالف لسنة كونية ثابتة من سنن الله التي أودعها الكون آلا وهي سُنة التدرج فالله جل جلاله القادر على أن يقول للشيء كن فيكون خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام فلا ينبغي على الإطلاق أن نُحمل المجلس الأعلى وأن نُحمل الحكومة فوق طاقتها لا يستطيع منصف عاقل أن يتهم الحكومة برئاسة الدكتور عصام شرف سدده الله وأيده ولا أن يتهم المجلس الأعلى بأنه متقاعس . البعض يتصور أن تباطؤ ما ، لكن هذا من وجهة نظري أنا ومن وجهة نظر فلان أو علان قد لا يستطيع الواحد منا أن يُنجز كل مهام بيته وكل متطلبات أولاده في الوقت الذي يريده أولاده أو يُريده بيته . فليس من العقل ولا من الحكمة الآن أن نحمل هذه الجهات الحكومية أو المجلس الأعلى فوق طاقته إلى الحد الذي تُشلّ فيه الحركة تماماً وإنما يجب أن نترك فرصة للحكومة وللمجلس الأعلى لتبدأ عملية الإنتاج ولتبدأ عملية الاقتصاد لأن البلد يتعرض الآن فعلاً لحالة خطيرةٍ خطيرة . وليس من الدين ولا من العقل ولا من الحكمة ولا من المنطق أن نظل هكذا موجودين في الشوارع مُعتصمين أمام الشركات والمصانع دون أن تبدأ عملية الإنتاج من جديد لننهض ببلدنا ولتمر مصر من هذه الأزمة الحقيقية ولن يكون ذلك بالتنظير ولا بالتهويل وإنما بالصدق والتجرد والعمل وأسأل الله سُبحانه وتعالى أن يفرج الكرب. عمرو الليثي : يمكن الكلام دا كلام عقلاني جداً لكن لما بتيجي حضرتك تقعد مع أصحاب المظاهرات الفئوية وتقعد مع إخواننا الثوار في التحرير تكتشف أنهم يتكلموا بمنطق محترم جداً المظاهرات الفئوية ما زالت تُطالب بحقوق بقالها 30 سنة لم تحصل عليها الثوار في التحرير لهم مطالب لم تتحقق بعد من محاكمات وغيره فبالتأكيد كل واحد من هذه الأطراف اللي سيادتك بتخاطبهم عنده وجهةً نظر أيضاً مقنعة حيال موقفه اللي هو بيقوم بيه دلوقتي؟ الشيخ محمد : ذكرت قبل ذلك أن هذه المطالبات حق ولكن صبرنا طيلة هذه السنوات ومصر الآن ليست في وضع عادي وإنما هي في أزمة حقيقية. فالشرفاء والأوفياء هم الذين يعطون مصر الآن في وقت أزمتها لا يُطالبونها في وقت أزمتها حتى تستقر الأمور وتنتهي هذه الأزمة ، ولذلك أنا طالبت المسئولين في هذه الشركات وفي هذه المصانع من أصحاب الطلبات الفئوية والشخصية وهي طلبات من حقهم أن يرفعوها وأن يُطالب بها لأنهم يشعرون بالظلم سنوات طويلة مضت ونحن لا نُنكر عليهم ، لكن أنا فقط أطالب المسئولين عن هذه المصانع وعن هذه الشركات أن يخرج المسئول منهم لاحتضان هؤلاء وللحديث معهم بصدق ومصداقية أرجوا أن تكون مرحلة ما يُعرف بالإتيكيت الفكري أو دبلوماسية الحوار قد انتهت إلى الأبد. اخرج واصدق مع الخلق واعلم أن الصدق هو طريق النجاة الأوحد ، فلنصدق ولنُبين لهم ولَنعِدْ هؤلاء وعوداً صادقة في حدود قدراتنا وإمكانياتنا في الظرف الراهن ، لأنني لا أريد أن نقع في كذب جديد ولو من غير قصد ومن غير عمد. فقد أخرج أنا كمسئول وأعِد هذه الفئات بوعود محددة في وقت محدد وأنا أعلم يقيناً أثناء وعدي أنني لن أتمكن من الوفاء بهذه الوعود فأقع في كذب جديد وربما أثير هؤلاء مرة أخرى بما لا نريده نحن جميعاً. فأنا لا أنكر أبداً هذه المطالب لكن أنا فقط أقول : فلنراعي الوقت ونراعي الظرف ولنتريث قليلاً ولنعلم أن التغيير قادم وقد هبت ريحه بفضل الله جل وعلا لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت في الوقت الذي نعلم فيه جميعاً أن هؤلاء يبذلون أقصى ما في وسعهم لكن حجم الفساد وحجم الطلبات كبيرة جداً. عمرو الليثي : هل قلق فضلتك التصادم اللي وقع مؤخراً بين بعض الشباب وما بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟ الشيخ محمد : أة نعم أنا أرى أن هذه حالة من الفوضى التي لا ينبغي على الإطلاق أن تتضخم وان تزداد لأن خطرها عظيم على بلدنا والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وإخواننا وأبنائنا في الجيش قاموا برسالة وبدور رائع جداً وبدور أمين وأنا مقدر تماماً لأولادنا وشبابنا من شباب الثورة الذين يريدون أن يتغير كل شيء في أقصر وقت ممكن لكن هذا ليس معناه أن نخون الجيش أو أن نخون المجلس الأعلى للقوات المسلحة لأن تخوين المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمره خطير جداً وأنا أتصور أن هنالك أطرافاً بل خارجية تُريد لهذه الوقيعة أن تشتعل نيرانُها وأنت تعلم أن حدود مصر من أكثر من جهة خارجية مهددة ، يعني من ناحية إسرائيل اسرائيل ضربت في السودان الحدود مع لبيا جُل تقريباً حدود مصر من ثلاث جهات مهددة فعلاً ، فلا ينبغي على الإطلاق أن تطول مدة مكث الجيش في الشوارع والطرقات وإنما يجب أن تتحول هذه الأمانة والمسئولية العظيمة إلى السلطة المسئولة أو إلى الجهات المسئولة في أقرب وقت ممكن ليرجع الجيش إلى ثكناته وإلى وظيفته الحقيقية لأن الجيش ليس من وظيفته أن يكون في الشوارع لحماية أمن الشوارع . ويلتقط عمرو الحديث من الشيخ يقول: مفترض أنه بيحمي الحدود بتاعتنا وله هدف آخر في الأمن القومي. وعاد لسؤال شيخنا من جديد: يمكن الكلام مع حضرتك في السياسة بيخليني أسألك هل زاد اهتمام فضيلتك بالسياسة بعد الثورة 25 يناير؟ يُجيب فضيلته : لا أُنكر ذلك لا أستحيي أن أقول بأن الحديث في السياسة المدة الماضية كان من المحرمات وكان أمراً مُجَرماً بالنسبة للإسلاميين على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم ، لكن لا أنكر بفضل الله تبارك وتعالى أن مصر الآن تتنفس شذى جديد جداً وعبيراً جديداً آلا وهو عبير الحرية لكنِ أرجوا الله عز وجل أن تكون الحرية التي من الله عز وجل بها علينا وهي نعمة عظيمة حرية مسئولة منضبطة وليست حرية متفلتة أن ترك الألسنة تُلقي التهم جزافاً دون بينة أو دليل يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء ثم يمضي بعد ذلك آمنا مطمئناً ويُصبح الناس ويُمسون وأعراضهم مجرحة وسمعتهم ملوثة وإذا كل فرد فيهم متهم أو مهدد بالاتهام وهذه حالة من القلق والشك والريبة لا يُمكن أن تُطاق بحال من الأحوال فضلاً على أنه لا يمكن أبدا في ظلالها أن يُرفع البناء أوأن تدور عملية الإنتاج وعجلة الإنتاج ، فلابد أن تكون هذه النعمة التي انعم بها الله علينا نعمة منضبطة بالضوابط الشرعية والضوابط العقلية أيضاً حتى لا تتفلت ونجني ثماراً مُرةً أشد مرارةً من الحنظل وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ . عمرو الليثي: ما المطلوب فضيلة الشيخ؟ يرد حماه الله ورعاه : المطلوب أن يعيى كل فرد في مصر الحبيبة أن عليه واجباً وأن عليه دوراً كما يُطالب بحقوقه فليؤدي واجبه ابتداء. التغيير الحقيقي لن يكون بالتنظير الساهم وإنما التغيير الحقيقي يجب أن يكون من أعماقنا حيث يوجد كل فرد فينا فأنا أتصور أن المرحلة الأولى على الطريق الذي نسير عليه وبدأ بهذه الثورة الخطوة الأولى هي التطهير التطهير للأفكار التطهير من المعتقدات التطهير للأيدلوجيات التطهير بكل ما تحمله الكلمة من معنى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}لن يتغير الواقع بتعديل دستوري وأنا لا أقلل من شأن التعديل هذا منطق السذج هذه خطوة رائعة على الطريق لكن التعديل الدستوري وحده لا يكفي إلا إذا حول أبناء هذا الشعب الذكي العبقري هذه المودة وهذه القيم الجميلة وهذه الروح الجديدة في حياتهم كلها إلى واقع عملي كل مسلم في تخصصه الطبيب والمهندس والإعلامي والطالب والسيدة كل مسلم كل مصري حتى ولو لم يكن من غير المسلمين في تخصصه. يبقى التطهير {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}نُطهر ألسنتنا من الكذب من الغيبة من النميمة من شهادة الزور من الإشاعات المدمرة من التشكيك الذي نراه الآن بصورة قاتلة ، فالشعب يشكك في الشعب والشعب يريد إسقاط الشعب ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم نطهر أيدينا من الرشاوى من الكذب من الظلم لابد أن يبدأ التطهير حيث وجد في كل فرد فينا ثم تأتي بعد ذلك مرحلة إعداد الكوادر المتخصصة في كل منحى من مناحي الحياة المؤسسة الإعلامية التعليمية الاقتصادية العسكرية الدينية لابد أن نُقدم الكوادر المتخصصة القادرة على تحويل هذا المنهج الذي خرج شبابنا وأبنائنا من أجل المطالبة بتحقيقه لابد أن يُنتقل من مرحلة التنظير والتأصيل البديع إلى الواقع لأنه لا يمكن على الإطلاق أن نجني ثمرة بهذا التهويل أو بهذا التهوين وإنما بتحويل هذه الأمنيات إلى واقع { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنيَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} يتبع بإذن الله
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته ،، انت أخدت بالك من العنوان ؟! "للرجـال فقـط (أختك فين؟)" يعني كونك دخلت معناه انك بتعترف انك راجـل ! طيب قبل ما ندخل في الموضوع ،، هنقول قصة صغيرة ..... واحد شاب في العشرينات التلاتينات حتى الستينات مش هتفرق صحى من النـوم على صراخ أختـه ،، وهي تبكي وتصرخ وتستغيث ! وفي نـاس عمالين يعذبوا فيها يعذبوا فيها يعذبوا فيها ! فهو قام من النوم ، دخل الحمام غسل وشه ! وطلـع دور على الفطـار ،، أكـل ،، نزل كليته أو شغله أو حتى مدرسته ! رجع من برة ، ملقاش أخـته في البيـت ! عرف إنها مخطوفة وبتتعذب ! كمل حياته عادي كأن شيئاً لم يكــن ! القصة انتهت ،، بس قبل ما ندخل في الموضوع ،، نسأل سؤال عن القصة ،، اللي اتكلمنا عنه ده راجــل ؟!! ندخل في الموضوع بقى ..... سمعت أخي عن كاميليـا شحـاتة ؟!! طيب لو مسمعتش هقولك بسرعة ،، كاميليا دي كانت فتاة عادية نصرانية ،، وتزوجت من قس من دير مواس بالمنيـا ،، لكـن طبعـاً سمعت عن الإسلام ديني ودينك الدين الحق ،، فدخل قلبها ، وأجاب على تساؤلات عقلها ،، فانشرح صدرها للإسلام ، فأسـلمت ،، (أنا حاسس انك فرحان دلوقتي جدا عشان دخلت في الإسلام) مش كده وبس ، لأ دي كتمت إسلامها سنة ونص ،، كانت بتصلي ، وبتحفظ قرآن ، بتحاول تفكر إزاي تهرب بدينها ،، وتترك زوجها ، ابنها ، أهلها ، بلدها ،، تترك كل شئ من أجل الإســلام (انت دلوقتي بتحترمها وتقدرها جدا) بعد سنة ونص من اسلامها في السر ، هربت عشان تعلن اسلامها ،، لما هربت النصارى مسكتوش ! عملوا مظاهرات يسبوا في الإسلام ،، ويسبوا في المسلمين ،، ورفعوا الصلبان ! وسافروا من المنيـا للقاهرة عشان ياخدوا أختك وأختي كاميـليـا ! وللأسف فعلاً أخدوهـــا ، ودلوقتي محبوسة ،، بتتعذب في الكنيـسة ،، كل ده عشان أسلمت ،، وعشان تتأكد من كلامي ،، اسمع ده وهنا هتلاقي وثائق مستحيل حد ياخدها إلا من صاحبها وده دليل على إسلامها محدش يقدر يشكك فيه http://www.kamiliashehata.com/index....4-44&Itemid=58 طيب انت حاسس ان دي أختك بجد ولا لأ؟؟ فعلاً حاسس انها أختك ،، تصور كده انها دخلت الإسلام وضحت بكل شئ ،، وكانت مطمنة إن رجال الإسلام مش هيسيبوها وهيحموها ،، بكــــل قــــــــوة ! طيب عايز تكون زي اللي حكينا قصـته ،، ولا عايز تكون راجـل بجد ! أكيد راجـل بجد ،، والراجـل راجـل في كل مواقفه ،، وعلى فكرة دي مش كاميليا وبـس ،، دي كاميليا ، ووفاء ، وتريزا ، وماريان ، وكريستين ، وعبير ، وميري ،، وكتير تانيين ،، بس آخرهم كان كاميليا ،، ففي بعض اخوانك المسلمين من ساعة موضوع كاميليا ،، وهم مش ساكتيـن ، وعملوا قبل الثورة حوالي 17 وقفة سلمية لم يتعرضوا فيها للممتلكات ولا للأفراد،، وبعد الثورة عملوا وقفة يوم قضية من قضايا أختنا كاميليا ،، وانطلقوا بها لمجلس الوزراء وقابلهم دكتور عصام شرف ،، ووعدهم بحل القضية قبل يوم 29 مارس وهو يوم الجلسة الأخرى ،، ولكن لم تُحل للأسف ! فتم تشكيل ائتلاف ليدعم المسلمات الجدد ليقف بجانب هؤلاء المسلمات الأسيرات ،، ونظموا وقفة يوم الثلاثاء القادم 19 إبريل للمطالبة بفك أسرهن ،، هتكون من أمام مسجد النور بعد صلاة الظهر ، ثم الذهاب للمجلس العسكري ،، بس عايزين العدد يزيد ،، وعايزين المسلمين كلهم يحضروا ،، ولن نعدم الخيـر في رجـال الإسلام ،، فالوقفة القـادمة ،، الثلاثاء16 جمادي الاولي 1432 هجري الموافق 19/4/2011 ميلادي وبعض الناس بيقولوا إن ده مش وقته وإن دي فتنه طائفيه أو إن هي ما أسلمتش اصلا ،، لكن دي مش فتنة طائفية ، دي قضية إنسانية ، وُمطالبة بالحرية ،، وحتى بعد كل الأدلة دي لو حد مش مقتنع إنها أسلمت ،، المهم هي إنسانة ولازم تكون حرة ! <BR clear=all>
-
مفرغ خطبة الشيخ محمد حسان "دعوة للتسامح والتصالح"
صمت النبلاء replied to صمت النبلاء's topic in المنتدى الإسلامى العام
دعوة للتسامح والتصالح هذا هو عنوان خطبة الجمعة الماضية 8-4-2011 للمشاهدة والاستماع والتحميل http://www.alrahma.tv/Pages/Liberary...s.aspx?ID=6323 -
مفرغ خطبة الشيخ محمد حسان "دعوة للتسامح والتصالح"
صمت النبلاء replied to صمت النبلاء's topic in المنتدى الإسلامى العام
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله إمام الموحدين اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين أيها الأحبة كنت أود أن أُبِين أيضاً تسامح الإسلام في الدعوة إلى هذا الدين إلى الله وإلى رسوله لكن لا يتسع الوقت لذلك وإنما أقول لم يدع الإسلام منهج الدعوة لأي أحد ليختار مقوماته كيفما شاء بل هذه المقومات للمنهج الدعوي ثابتة أمر الله بها رسله وأنبياءه "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" قال تعالى : "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". قال تعالى : "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ " .الآية. فأنا أخاطب الجميع الآن أن يتحرك بحكمة ورحمة وأدب وتواضع وأؤكد أن مصر لا تحتمل أي فتنة من الفتن يجب على العقلاء والحكماء إن كانوا فعلاً صادقين في إيمانهم ودينهم ثم في وطنيتهم وحبهم لهذا البلد أن لا يثيروا الآن وأي آن أي فتنة من الفتن بل فالتسخر الأقلام الآن للبناء فالتسخر الأقلام الآن لدفع عجلة التنمية والاقتصاد فالتسخر الأقلام الآن والألسنة للتطهير الأفكار تطهير القلوب تطهير الجوارح تطهير المصانع والمزارع والمدارس والشوارع والبيوت والإعلام والتعليم فالتسخر الأقلام والألسنة للبناء بكل أشكاله وصوره وفي كل مناحيهِ أما أن تُسخر الأقلام الآن وأن تُسخر الألسنة الآن وأن تسخر الفضائيات ووسائل الإعلام الآن بصورة منظمة وممنهجة لإثارة هذا الذعر والرعب حتى كدت ورب الكعبة والله العظيم بكيت بالدمع وأنا أقرأ تصريحاً بأن هنالك من يقول بأننا (سَنُسلْح أبناءنا وأتباعنا لحماية الأضرحة من السلفيين) إلى هذا الحد؟ والله الذي لا إله غيره هذا كذب حتى ولو أخطأ شاب أيعقل أن يُحاكم منهج رباني ونبوي بفهم القرءان والسنة بفهم السلف أيعقل أن يُحاكم هذا المنهج لخطأ وقع فيه أحد المنتسبين إليه أيعقل أن أُعمم الحكم على المؤسسة العسكرية الآن لخطأ وقع فيه ضابط أيعقل أن أعمم الحكم على المؤسسة الإعلامية كلها لخطأ وقع فيه إعلامي هذا خلل ليس من العدل "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " أطمئن الصوفية من على هذا المنبر وأدعوا شيخ الأزهر مرة أخرى وثالثة ورابعة وألفاً أن يدعوا كل هؤلاء في مشيخة الأزهر وأن يجلس الجميع تحت عباءة الأزهر فنحن لا نريد أبداً ورب الكعبة أن نُقلل من شأن الأزهر أو أن نتعدى على مكانة الأزهر لكن فليجلس فضيلة الشيخ مع كل هؤلاء بروح الأبوة فالعلم ليس حكراً على مشايخنا وعلماءنا في الأزهر أبداً وهم أنفسهم لا يقبلون ولا يرضون هذا فليجلس الكل في الأزهر وتحت عباءته ولتحدث المصالحة وليقع التسامح والتصالح فيما بيننا وأن نتفق على الأصول وإن وجد خلاف فليفكر العلماء الحكماء في كيفية حله لقد عاشت الأمة قروناً طويلة لم يحدث صدام بين أتباع المنهج السلفي وأتباع المنهج الصوفي لم يحدث صدام حوارات فكرية على العين والرأس مناظرات علمية على العين والرأس مظننة بالأدب أما تُساق بلدنا لهذا المستنقع الخطير الذي لا يعلم خطره إلا الملك القدير هذا لا ينبغي أبداً أن يقبله عاقل بحال من الأحوال فأنا أدعوا الآن فضيلة الإمام أن يدعو كل هؤلاء ليجلسوا جلسة حب وود وإخاء فإذا التقت الأبدان ستلتقي القلوب إن صَفتْ النوايا وطهُرت السرائر لتفويت الفرصة على من يُريد حرجاً وعنتاً ومشقةً وأزمةً لبلدنا لا أريد أن أطيل على أحبابي وأخواني الذين أراهم يقفون في الشمس قبل أن ارتقي المنبر بوقتِ كبير أسأل الله جل وعلا أن يجعل مصر أمناً أماناً وسائر بلاد المسلمين اللهم اجعل بلدنا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين اللهم ارزق مصر الحكام الصالحين وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة النافعة يا رب العالمين اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته ولا مريضاً إلا شفيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميتاً لنا إلا رحمته ولا عاصياًَ بيننا إلا هديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاحاً إلا قضيتها يا رب العالمين اللهم اجعل جمعنا هذا مرحوماً وتفرقنا من بعده معصوماً ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروماً اللهم هدنا واهدي بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى اللهم استر نساءنا واحفظ بناتنا وأصلح شبابنا واشفي مرضانا وارحم موتانا اللهم لا تردنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة لا تبور برحمتك يا أرحم الراحمين آمين يارب العالمين -
مفرغ خطبة الشيخ محمد حسان "دعوة للتسامح والتصالح"
صمت النبلاء replied to صمت النبلاء's topic in المنتدى الإسلامى العام
أؤكد لإخواننا جميعاً وأقول لهم اطــمئـنـوا فمن أدبيات أتباع المنهج السلفي أن تغيير المنكر باليد له ضوابط ، بل وبالقول له ضوابط لا يجوز أبداً لأي مسلم يعلم القرءان والسنة بفهم سلف الأمة أن يُغير منكراً بمنكر أكبر أبداً أبداً وإلا فأنا أقول وبأعلى صوتي هذا الذي يُقدم على تغيير منكر بلا علم ولا فهم وبما يترتب على تغيير المنكر بما هو أنكر من المنكر هذا لا يجوز له البتة إطلاقاً أن يتحدث باسم المنهج السلفي أو أن يتكلم على أنه يتحرك من منطلق فهمه لمنهج السلف الصالح أبداً أعلنها للدنيا أتباع المنهج السلفي برءاء من هدم الأضرحة وحرق الأضرحة بل هم يدعون إلى التوحيد بصفائه ونقائه وشموله وكماله ويدعون إلى التحليل من الشرك كله يدعون إلى الطواف حول بيت الله وحده وإلى أن تكون النذور لله وحده ويدعون إلى اللجأ إلى الله وحده والتوكل عليه وحده والاستغاثة به وحده وتفويض الأمر إليه وحده ولا يختلف على الإطلاق مع هذا التأصيل أي مسلم على وجه الأرض مهما كان انتماؤه حتى ولو كان صوفياً هل يوجد صوفيّ حقيقي كما سأُبين الآن يلجأ إلى غير الله ؟ أو يذبح لغير الله ؟ أو يستغيث بغير الله؟ أو يحلف بغير الله ؟ أو يطوف بغير بيت الله؟ يقول شيخ الإسلام ابن تيميه طيب الله ثراه وأنا أخاطب إخواننا الصوفيين أن يراجعوا كلام شيخ الإسلام في المجلد الحادي عشر من مجموع الفتاوى في أول صفحة من صفحات المجلد الحادي عشر وأخاطب شبابنا أيضاً على اختلاف انتماءاته وأطيافه أن يراجعوا قول شيخ الاسلام لنتحرك بعدل وأدب وإنصاف وإنصاف يقول شيخ الاسلام ابن تيمية : (الصوفية اسم لم يكن مشتهرا في القرون الثلاثة الأولى لم يُستعمل لكن استُعْمِل بعد ذلك . قال : واشتهر أن بعض الأئمة قد استعمل لفظ الصوفية. يقول : كالإمام أحمد وسفيان الثوري والحسن البصري. أول صفحة في المجلد رقم 11 سبحان الله قال : واختلفوا في النسبة في المعنى يعنى قيل أن الصوفية أو الصوفي مشتق من أهل الصوفة وقال : لو كان ذلك كذلك لقيل صفويّ أهل الصفة وقيل : بل هو مشتق من أصحاب الصفوف المتقدمة بين يدي الله فقال : لو كان ذلك كذلك لقيل صفّي أي من الصف وقيل بل هو مشتق من لبس الصوف وهذا هو الأشهر والأرجح وبدأت بداية الصوفية في بلاد البصرة لأن أهلها كانوا مشتهرين بالزهد والعبادة . اسمع لهذا التأصيل البديع قال : والناس في الصوفية ثلاث طوائف : ــ طائفة حكمت على الصوفية كلها وعلى التصوف كله وقالوا مبتدعون ضالون خارجون عن السنة هذه طائفة. ــ وطائفة مقابلة غلت في الصوفية فقالت هم أكمل الخلق بعد الرسل والأنبياء قل : وكلا طرفي الأمر ذميم هذا خطأ وذاك خطأ أن تغالي وأن تُـفْرط أو أن تُفرّط قال : والوسط هو العدل ثم قال : والقول الوسط يا الله رحم الله هذا الرجل على عدله قال شيخ الإسلام رحمه الله : والقول الوسط هو : ــ أن منهم من هو سابق إلى الله باجتهاده في طاعة الله كاجتهاد غيره ومنهم من هو مقتصد فمنهم السابق بالخيرات منهم السابق المقرب إلى الله باجتهاده في طاعته كاجتهاد غيره ومنهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه والعاصي لربه وهذه الأقسام موجودة في كل طائفة من طوائف المسلمين منا نحن الآن السابق بالخيرات ومنا المقتصد ومنا الظالم لنفسه قال : وانتسب إليهم بعض الزنادقة وبعض المبتدعة وأنا أتصور أنه لن يخالف صوفي على الإطلاق هذا التأصيل العدل لشيخ الإسلام من منهم يوافق على أن تكون الصوفية بُعداً عن الكتاب أو انحراف عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم أو استغاثة بغير الله أو نذر لغير الله أو حلف بغير الله أو طواف بغير بيت الله لا يقبل هذا إلا من هو لا يعرف معنى الصوفية الحقَ ولا وشاحة في الاصطلاحات أؤصل هذا الآن حتى لا تشتعل نار فتنة نحن في غنى عنها على الإطلاق هم ونحن معهم ندعو إلى توحيد الله تبارك وتعالى وإلى نبذ الشرك كله بكل صوره وأشكاله وألوانه وندعو الجميع إلى التعقل وإلى الحكمة وإلى التروي وإلى التسامح وإلى الجلوس للتصالح لنلتقي على الأصول والثوابت ولُيبين بعضنا للبعض الآخر الحق فنحن بدليله من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فنحن وهم لا يمكن على الإطلاق أن نقبل أن تتحول القبور إلى ملاذات تُعبد بصورة أو بأخرى فقد حذر نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم وصالحيهم مسجداً". نعم نؤصل الحق بدليله بالحكمة والأدب والرحمة والتواضع أما أن يتصور البعض أن تغيير أي منكر يكون بمنكر أكبر من المنكر فهذا ليس من أصول ديننا ولا من أدبيات أتباع المنهج السلفي على الإطلاق يقول ابن القيم : "إن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل من المعروف ما يُحبه الله ورسوله فإن كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر فهو أمر بمنكر وسعي في معصية الله ورسوله" ولقد كان النبي يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها بل لما فتح عليه مكة وصارت مكة دار إسلام وعزم النبي على هدم البيت الحرام ورده على قواعد إبراهيم لم يفعل النبي ذلك مع قدرته على فعل ذلك لأن قريش كانت حديثة عهد بكفر وقريبة عهد بإسلام لا أريد أن أطيل على حضراتكم أكثر من ذلك وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم يتبع بإذن الله -
مفرغ خطبة الشيخ محمد حسان "دعوة للتسامح والتصالح"
صمت النبلاء replied to صمت النبلاء's topic in المنتدى الإسلامى العام
أيها الأحبة الإسلام العظيم يُعلم أتباعه جميعاً ومنهم من ينتسب إلى هذا المنهج السلفي يعلمهم جميعاً أن تغيير المنكر له ضوابط وله شروط فنحن بُرءاء من هدم الأضرحة وحرق الأضرحة أعلنها للدنيا كلها وقد أثبتت التحقيقات الأولية للنيابة أن أتباع المنهج السلفي برءاء براءة الذئب من دم يعقوب من هذه الدعاوي الخطيرة التي يُراد بها إثارة الفتنة في هذا البلد وإثارة حرب من نوع جديد بين السلفية والصوفية والسلفيين والصوفيين وما وقعت طيلة القرون الخيرية أو المباركة الماضية ولن تقع بإذن الله تعالى لأن أهلنا وشبابنا وإخواننا من أتباع المنهج السلفي ومن الصوفيين يدركون تماماً خطر هذه الفتنة ويعلمون حجم هذه المؤامرة وأنا أطالب الجميع أن يتحركوا بعقل وحكمة بعد الدين والالتزام بالقرءان والسنة لتفويت هذه الفرصة على أولئك الذين يُريدون لبلدنا أن تشتعل فيها حرباً أهلية من نوع خطير خبيث بين أبناء الأمة الواحدة وبين أبناء الدين الواحد وإن اختلفنا في بعض الرؤى وفي بعض الأطروحات فلا ينبغي أبداً أن يقول قائل لابد أن نُجيش وأن نحمل السلاح وأن نُسلح أبناءنا ثم يرد عليه الآخرون ونحن لسنا أقل قوة ما هذه الفوضى ليس من صالح أي أحد تسقط هيبة الدولة ليس من صالح أي طائفة أن تسقُط هيبة الدولة وأن يختلْ أمن هذا البلد أبداً وإلا ستتحول بلدنا إلى فوضى حقيقية وستسفك الدماء رخيصة ولن يُعلم القاتل ولن يُعلم المقتول ليس من العقل ولا من الحكمة أن نقول هذا بل صوت العقل بعد الدين وأمره أنه يجب على الحكماء أن يتكلموا وعلى العقلاء أن يتحركوا قبل أن تبدأ شرارة فتنة خطيرة لا تقل خطراً عن الفتنة الطائفية لأن الكل سيتحرك فيها باسم الدين وباسم نصرة المنهج الذي يعتقده ويعتنقه وهذا خطر عظيم على إسلامنا وديننا وبلدنا أيها الأحبة أقول للجميع إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في هذا الدين ولو أُهمل بُساطه وأُهمل عِلْمُه لتعطلت النبوة واضمحلت الديانة وفشت الضلالة وعمت الجهالة وخربت البلاد وهلك العباد ولذا جعله ربنا شرطاً من شروط خيرية الأمة "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ" نعم كلنا ركاب سفينة واحدة إن نجت تلك السفينة نجونا جميعاً وإن غرقت تلك السفينة غرقنا جميعاً لن يفرق الغرق بين سلفي وإخواني وأنصار سنة وجمعية شرعية وصوفية وتبليغ إلى غير ذلك بل سيغرق الجميع إن غرقت سفينة المجتمع أخاطب أهل العقل والحكمة بحديث رسول الله في صحيح البخاري من حديث النعمان "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقاً حتى لا نؤذي من فوقنا يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :"لو تركوهم لما أرادو لهلكوا ولهلكوا جميعا ولو أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعاً" فليأخذ الحكماء والعقلاء على أيدي أتباعهم في كل طائفة وفي كل جماعة وودت ورب الكعبة أن لو سقطت كل هذه الرايات وكل هذه المسميات وكل هذه الجماعات وثم نرفع شعاراً واحد ونرفع راية واحدة آلا وهي راية التوحيد لله راية الإسلام ولنرفع ولنعلي شعار الجماعة الأم التي يشرف الجميع بالانتساب إليها والانطواء تحت لواءها آلا وهي جماعة المسلمين إنها تسمية رب العالمين لنا "هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ" لماذا لا نتنازل عن مسمياتنا تلك في وقت اجتمع فيه الكل ولم يجتمع فيه المسلمون باختلاف أطيافهم لماذا لا نسقط كل هذه الرايات لنرفع راية الإسلام فقط وبعدها لنرفع راية مصر فوق الجميع مصر تسع الجميع مصر تحتاج إلى سواعد الجميع مصر تحتاج إلى صدق كل صادق ووفاء كل وفيّ وبر كل بار وعمل كل متقن مصر تحتاج الآن إلى حكمة الحكماء وعلم العلماء وتجربة الشيوخ والآباء وإلى قدرة وسواعد الأبناء والشباب لنبني مصر بهذه العقول وبهذه السواعد لا تحتمل مصر الآن أبداً هذه الفوضى ولا هذا الجدل ولا هذا المراء ولا هذا التنابذ ولا هذا التناحر ولا هذا التنازع ولا هذه الفرقة بل واعتصموا "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْل اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَليْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا " الآية. يتبع بإذن الله -
مفرغ خطبة الشيخ محمد حسان "دعوة للتسامح والتصالح"
صمت النبلاء replied to صمت النبلاء's topic in المنتدى الإسلامى العام
الإسلام والتسامح في التغيير للمنكرات نعم أعلنها لكم أيها الأفاضل من أصول المنهج السلفي فالسلفية ليست حزباً وليست جماعةً وليس من حقي ولا من حق غيري أن يجعل من نفسه حارساً لبوابة المنهج السلفي ليدخل من هذه البوابة من شاء وليخرج منها من شاء بل هو منهج رباني ونبوي لفهم القرآن والسنة بفهم السلف الصالح بفهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان إلى يومنا بل وإلى يوم الدين لقول رب العالمين : "وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً ". أطمئن الجميع وأقول أتباع المنهج السلفي يؤمنون بوجود الأولياء بل ويؤمنون بكرامات الأولياء نعلن ذلك بأعلى أصواتنا أتباع المنهج السلفي يعتقدون أن كرامات الأولياء من معجزة النبي صلى الله عليه وسلم من معجزات الأنبياء "أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ". فنحن نؤمن بوجوب الأولياء لكننا نعتقد أن الولي هو المؤمن التقي " الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ" ومن ثم فعلى رأس الأولياء في الأمة (أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأصحاب النبي وآل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل مؤمن تقي حقق أركان الإيمان بالرب العلي وحقق التقوى لله جل وعلا فهو ولي من أولياء الرحمن) أما من طار في الهواء ومشى على الماء وهو غير متبع لشرع الله ورسوله فليس ولي من أولياء الرحمن وإنما هو ولي من أولياء الشيطان . وهذا متفق عليه بين كل الطوائف وبين كل النحل من طار في الهواء ومشى على الماء وهو معرض عن شرع رب الأرض والسماء وعن شرع إمام الأنبياء فليس ولياً من أولياء الله جل وعلا وإنما هو ولي من أولياء الشيطان. يتبع بإذن الله -
مفرغ خطبة الشيخ محمد حسان "دعوة للتسامح والتصالح"
صمت النبلاء replied to صمت النبلاء's topic in المنتدى الإسلامى العام
أيها الأحبة الإسلام دين التسامح ويدعوا إلى التسامح والتصالح الإسلام دين التسامح مع المخالف لم هذه الحرب المعلنة على الفضائيات وعلى صفحات الجرائد والمجلات ومواقع الانترنت لم هذه الحرب الشرسة التي تملآ القلوب والبلاد بالذعر والفزع والرعب لما لا يتم الحوار بأدب لما لا يكون الخلاف مبنياً على قبول الرأي والرأي الآخر لما لا يكون الخلاف مبنياً على حسن الظن بالمخالف لما لا يكون الخلاف مبنياً على عدم اتهام النيات لماذا ننطلق في خلافنا من مظنة ومظلة سوء الظن واتهام الآخرين فالنخبة تتهم الإسلاميين على اختلاف أطيافهم والإسلاميون منهم من يتهم غيره أيضاً حتى أكون عادلاً منصفاً لماذا لا يكون الحوار والخلاف بيننا مبنياً بقواعد أدب الخلاف وأدب الحوار طبيعة البشر تقتضي أيها الأفاضل أن لا يحدث اتفاق في كل شيء على الإطلاق واهم ورب الكعبة من يتصور أن الأمة كلها ستلتقي على قلب رجل واحد هذا وهمُاً لا قدم له ولا ساق لا من الأدلة القرآنية ولا من الواقع ولو كان ذلك قابلاً للتحقيق في عصر من العصور لكان أولى العصور بتحقيق هذا عصر النبي صلى الله عليه وسلم فلا يمكن أبداً أن تتصور أو أن تنتظر أن تلتقي القلوب كلها على قلب رجل واحد أبداً سيبقى الخلاف بيننا لأن الخلاف مترتب على اختلاف الخلق في طبائعهم وأشكالهم وألوانهم وصورهم بل وبصمات أصواتهم فضلا عن بصمات أيديهم لا تجد إنساناً على وجه الأرض في هذه المليارات التي وصلت الآن إلى سبعة مليارات لا تجد إنسان يُشبه إنسان آخر في كل شيء محال وهذه علامة على عظمة الله وآية دالة على قدرته جل علاه "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلسِنَتِكُمْ وَأَلوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلكَ لآيَات للعَالمِينَ " سيبقى هذا الخلاف موجوداً في أشكالنا.. في كلماتنا ..في عقولنا .. في قلوبنا .. في أجسادنا .. في طرق تفكيرنا .. في طرق تعبيرنا سيبقى هذا الخلاف قائماً ولذا يجب أن نؤصل الآن في ظل هذه المرحلة الذي انطلق فيها الحرية بسقف مرتفع يجب أن نؤصل لأدب الحوار لأدب الخلاف وسأفرد جمعة كاملة بإذن الله بعنوان (للحوار أصول) لأبين لحضراتكم أن الإسلام قد وضع أصول واضحة للحوار ولأدب الحوار حتى لا يتحرك كل أحد ليهرف بما لا يعرف ليؤذي نفسه والآخرين بل والأمة والبلد معه. نعم أيها الأفاضل الحوار أو الخلاف له فقه وله أدب فلتطرح كل مسائل الخلاف بتسامح في بوتقة الخلاف ولتظلل هذا البوتقة بأدب الخلاف وحينئذ لا خلاف فلأنطلق وأنا أخالفك في عشرات بل في مئات المسائل من مسائل الفروع والأحكام ولتنطلق وأنت مخالف لي في عشرات مسائل الفروع والأحكام ويبقى الود بيننا ويبقى الحب والأدب فيما بيننا عبر عن رأيك ودلل عليه بكتاب الله وسنة رسول الله وبفهمك لأقوال أهل العلم ودع الآخر يُعبر عن رأيه أيضاً وليتبنى الرأي الآخر الذي يراه لعالمٍ آخر من علماء أهل السنة ويبقى الخلاف المعتبر سائغاً مقبولاً فيما بيننا لا يفسد للحب ولا للألفة ولا للود بيننا قضية من القضايا إن استخدمنا الألفاظ المهذبة يعني أقرأ مثلاً من يقول (لا حوار مع السلفيين الهمج) هل هذا حوار يا أخي؟ وأنا لازلت احتفظ لك بالإخوة هل هذا حوار أم إشعال للنار؟ هل هذا نصح أم سب وقذف؟ لابد من التعامل مع هؤلاء تعاملاً أمنياً بحتاً لا حوار مع هؤلاء الهمج هذا ليس حواراً بل هذا قذف بل هذا سب بل هذا تجاوز كبير إن لم يجد الإنسان من يُحاسبه عليه فربنا سُبحانه وتعالى يسمع ويرى "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" لا تستهن بالكلمة ولا تتكلم وأنت تتصور أنها مجرد كلمة لا بل بكلمة تنال رضوان الله وبكلمة تنال سخط الله أنا أخاطبك بكلام الله وكلام رسوله وأدعك لضميرك أن يتحرك ولقلمك أن ينطلق ليكتب الحق الذي يرضي الرب سبحانه وتعالى "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً فيرفعه الله بها درجات وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً فيهوي بها في جهنم أعاذنا الله وإياكم من حرها نعم أيها الأحبة جاء رجل إلى أبي الدرداء وقام يسبه بأقذع الألفاظ وبأقبح الشتائم فالتفت إليه أبي الدرداء رضي الله عنه وقال : (يا أخي لا تفرط في سبنا ودع للصلح موضعاً فإنَّا لا نكافئ من عصىٰٰ الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه". هذا هو الأدب هؤلاء هم الذين رباهم محمد صلى الله عليه وسلم نريد هذا الأدب أن يسود فلأختلف معك ولأرد عليك ولتختلف معي ولترد عليّ لكن يبقى خلافنا في بوتقة الخلاف السائغ والمعتبر مظللاً في كل مراحله بأدب الخلاف بالاحترام بالتقدير بعدم سوء الظن بعدم اتهام النيات هذه آداب لابد من مراعاتها فالإسلام يدعوا إلى التسامح في الخلاف ويدعوا إلى الأدب في الخلاف ويعلمنا أنه لن يكون الخلق أبداً على قلب رجل واحد لا في التوحيد والإيمان فضلاً عن الفكر والرؤى مستحيل "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ". الإسلام لا ينتظر أبداً من أتباعه أن يتحركوا لإدخال كل أهل الأرض في التوحيد والإيمان أبداً الله يخاطب نبيه بقوله "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" فنحن لا نُكره الناس على الدخول في الإيمان فكيف نُكره الناس على قبول الرأي وإن خالفوه؟ كيف نكره الناس على قبول الرأي بالعنف والكبد والقوة والقهر والإكراه؟ هذا لا يقول به دين ولا يقول به عالم ولا يقول به حتى طالب علم يتبع بإذن الله -
مفرغ خطبة الشيخ محمد حسان "دعوة للتسامح والتصالح"
صمت النبلاء replied to صمت النبلاء's topic in المنتدى الإسلامى العام
أيها الأحبة ليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب إلا بالتقوى والعمل الصالح قال تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّه أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّه عَلِيم خَبِير" . عاب ربنا جل وعلا على أولئك الذين زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه فقال سبحانه : " وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ" . وقال جل وعلا : "وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ". بل وأنكر جل وعلا ورد على أولئك الذين زعموا أن التكريم حتى في الآخرة حكرًُ عليهم وخاص بهم ، فقال سبحانه وتعالى : "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ". بل خاطب ربنا أمة النبي الأمين صلى الله عليه بقوله : "لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا* وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ". هذا عدل الإسلام وهذا عدل الله جل وعلا. لا مجاملة على حساب السنن والمنهج فسنن الله في الكون ثابتة لا تتبدل ولا تتغير ولا تجامل أحد من الخلق بحال من الأحوال مهما ادعى لنفسِهِ من مقومات المجاملة أو المحاباة " لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا" لقد تخلى بعض الرماه في معركة أحد عن أمر واحد لسيدنا رسول الله فكانت الهزيمة بل وتعرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه للقتل وشج وجهه وكُسرت رباعيته ودخلت حلقة المغبر في وجنتيه الشريفتين وانتشر خبر موته في الميدان حتى مر أنس بن النضر على الصحابة وقد ألقوا السلاح واستسلموا للموت ، فقال لهم أنس : لما ألقيتم السلاح ؟ . قالوا : قُتل رسول الله صلى الله عليه وسلم . فصرخ فيهم أنس بن النضر وقال : قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالله لا يُجامل أحد من الخلق. يقول نبينا وحبيبنا لبضعته الطاهرة للزهراء لفاطمة أم الحسنين رضي الله عنهم جميعاً يقول لها : "يا فاطمة اعملي فأني لا أغني عنك من الله شيئاً". ويعلنها صريحة مدوية :" من بطأ به عمله لم يُسرع به نسبه ". لقد أعز الإسلام سلمان فارس ووضع الكفر الشريف أبا لهب لا يجامل الله جل وعلا أحداً من خلقه مهما ادعى لنفسه من مقومات المجاملة أو المحاباة. نعم هذا هو عدل الإسلام وتسامحه الذي لا يُعامل الخلق على اللون أو على العنصرية البغيضة أو على العصبية المقيتة وإنما على تقوى الله والعمل الصالح بل تذكروا هذا الأصل الذي سأؤصله لكم الآن وهو من الأصول الكبيرة التي قَلْ أن يُنتبه إليها هل تعلمون أن عظمة هذا الدين وعدل هذا الدين أنه سبحانه وتعالى لا يحرم أجر من آمن به جل وعلا وبالرسل والأنبياء الذين بعثهم قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم. بل كل من آمن من أبناء شريعة من الشرائع السماوية المنزلة على كل رسل الله وأنبياءه من آمن من هؤلاء بالله وآمن بهذا الرسول الذي أرسله الله وآمن باليوم الآخر فله أجره عند الله ولا خوف عليه ولا حزن عليه. تدبروا معي قول الله جل وعلا : " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ". أنتم قرأتم الآية مراراً لكن هل تدبرتم معناها؟ " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا " وهم الموحدون المؤمنون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم . " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا " فهم الذين يستحقون اسم الإيمان المطلق. "وَالَّذِينَ هَادُوا " أي واليهود. يا إلهي أيوة اليهود الذين آمنوا بالتوراة التي نزلت من الله على موسى قبل أن تحرف وقبل أن تزور بشهادة القرآن قال تعالى :" وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ * فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ". فمن آمن من اليهود " وَالَّذِينَ هَادُوا " أي واليهود وهذا الاسم (هادو) مشتق من الكلمة العبرانية (يهوذا) ويهوذا هو أحد أسباط اليهود الإثني عشر هو أحد أسباط بني إسرائيل الإثني عشر (يهوذا) اشتق من هذا الاسم (هادو) اليهود "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى" أي من آمن من اليهود بالله جل وعلا وبموسى صلى الله عليه وسلم وبالتوراة التي نزلها الله على قلب موسى فهذا مؤمن له أجره الكامل عند الله ولا خوف عليه ولا حزن يوم القيامة. "وَالنَّصَارَى" وهم أتباع عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام الذين آمنوا بالإنجيل الذي نزله الله على عيسى بلا تزوير أو تحريف أو تبديل. هؤلاء سموا نصارى نسبة إلى بلد ناصرة التي نزلها عيسى ابن مريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام. وقيل بل سموا نصارى لأنهم نصروا عيسى كما في قوله تعالى : "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ". وكما في قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ". "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى " وَالصَّابِئِينَ جمع صابئ والعرب تُسمى كل من ترك دينه ودخل ديناً آخر تُسميه العرب صابئة. ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : (والصابئون نوعان : موحدون حنفاء ومشركون ، أما الموحدون الحنفاء الذين كانوا يعبدون الله على ملة إمام الحنيفية السمحة إبراهيم عليه السلام هؤلاء هم الذين أثنى الله عليهم في آية سورة البقرة التي أذكرها الآن ، وأما القسم الثاني فهم الذين قرنهم الله بالمجوس والذين أشركوا في آية سورة الحج) هذا كلام شيخ الإسلام طيب الله ثراه فمن آمن بالله جل وعلا وآمن بالكتاب الذي نزله الله على الرسول الذي بعثه الله في زمنه هذا موحد بالله له أجره ولا خوف عليه ولا حزن عليه هذه المنن الأربع ولا تعارض بين هذه الآية وبين آية سورة آل عمران "ومن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وهُوَ فِيالآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ ". فالآية الأولى في سورة البقرة يُبين فيها ربنا حكم السابقين الأولين على الإسلام وعلى رسالة محمد عليه أفضل الصلاة وأذكى السلام . آلا وقد بعث محمد صلى الله عليه وسلم فوجب على أهل الأرض جميعاً أن يؤمنوا به بعد السماع به وبعد البلاغ والدعوة والبيان وهذه وظيفة أمة النبي عليه الصلاة والسلام وإلا فورب الكعبة ستأثم الأمة كل بحسبه إن لم تتحرك الأمة لدعوة أهل الأرض بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة والكلمة الرقيقة الرقراقة لأنه لا عذاب إلا بعد الحُجة والبيان والبلاغ . قال جل وعلا : "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" . وقال جل وعلا : "رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لئلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌبَعْدَ الرُّسُلِ" . وقال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث أبى هريرة : (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي) تدبروا لفظة (لا يسمع بي) فلابد أن نُسمع الخلق عن الله ورسوله (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار). وهذا يُبين حجم الأمانة والمسؤولية التي تتحملها أمة سيد البشرية التي أُمِرتْ من سيد الدعاة وإمام التقاه بقوله : (بلغوا عني ولو آية) (بلغوا) تكليف . و (عني) تشريف . (ولو آية) تخفيف. لكن كثير من أفراد الأمة لم يعملوا التكليف ولم يقبلوا التشريف ولم يشكروا الله على التخفيف. (بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). أذكر بالآية مرة ثانية :" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ". أي عدل هذا؟ أي تسامُح هذا؟ أخاطب العقلاء في كل ملة أن يسمعوا إلى عدل الإسلام وإلى تسامح الإسلام وإلى معاملة الإسلام للآخر بل وإلى قبوله للآخر وإلى التعامل معه في غاية التقدير والاحترام " وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُونَ". وقال سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ". ولا أريد أن أطيل النفس في هذا المحور الأول لكني أؤصل وأؤكد أن تاريخ التسامح سطر ببداية تاريخ الإسلام دين العدل ، دين المسامحة ، دين الرحمة ، دين البر ، دين الخلق ، دين الأدب ، دين العدل دين الوفاء ولم لا وهو دين رب الأرض والسماء ودين إمام الأنبياء وسيد الأتقياء محمد صلى الله عليه وسلم "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ". اللهم اجعلنا ممن وعظتهم فتذكروا يا أرحم الراحمين " يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" يتبع بإذن الله -
مفرغ خطبة الشيخ محمد حسان "دعوة للتسامح والتصالح"
موضوع تمت اضافته صمت النبلاء في المنتدى الإسلامى العام
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً" أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار حياكم الله جميعا أيها الإخوة الأخيار وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلا وأسأل الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه أحبتي في الله "دعوة للتسامح والتصالح" أوجهها من على المنبر الكريم لكل الأطياف والفئات لا سيما ونحن نشهد في بلدنا في الأيام الماضية حملة إعلامية شرسة تبث الذعر والخوف بل والفوضى بين أبناء هذا البلد الكريم الحبيب وكأن هناك من لا يريد أن يحيى مصر آمناً مستقراً مطمئناً. ويريد هؤلاء أن لا يتنفس الناس عبير الحرية وشذاها فهم يستغلون هذه الحرية أسوأ استغلال إنها حرية الفوضى بلا التزام ولا ضوابط فالكل يشيع ما شاء ويقول ما شاء في أي وقت شاء وفي أي موقع على الانترنت شاء وفي أي فضائية شاء وفي أي جريدة شاء . ثم يمضي بعد قوله آمناً مطمئناً مُستريح البال مستقر الضمير وتُصبح البلد وتُمسي وإذا أعراضها مجرحة وسمعتها ملوثة وإذا كل فرد فيها متهم أو مهدد بالاتهام وهذه حالة من القلق والشك والريبة لا تُطاق بحال من الأحوال فضلاً عن أنها حالة لا يمكن أن يعلوا فيها البناء وأن تُدفع فيها عجلة التنمية والاقتصاد . والشنيع الفظيع أن من هؤلاء من يريد الآن الوقيعة بين الشعب والجيش والمجلس الأعلى للقوات المسلحة فأنا أدعوا من على هذا المنبر الكريم بعد هذه الحملات الإعلامية الضخمة التي تبث الرعب ولا زالت وتصور الإسلاميين على اختلاف انتماءاتهم كالسلفيين وأنصار السنة والجمعية الشرعية وغيرهم كالإخوان والتبليغ . تصور هذه الحملة هؤلاء على أنهم وحوش ضارية كاسرة مترصدة لحرق وجوه النساء اللائي يمشين بلا نقاب في الشوارع والطرقات أو لقطع الآذان لأنهم قاموا دولة داخل دولة وتحركوا لإقامة الحدود بأنفسهم . وأخيراً بلغني بالأمس منشورات توزع بأنهم مستعدون الآن لقتل كل سائح ينزل إلى مصر فضلاً عن تعديهم على هدم الأضرحة ونبش القبور وإثارة الفزع والرعب بين الناس . نريد شيئاً من العدل ولا أقول أريد العدل المطلق بل أريد شيئاً من العدل ونريد شيئاً من الإنصاف ، ونريد شيئاً من الحق وندعو الجميع إلى التسامح والتصافح والتصالح . فمصر لا تحتمل هذه الفوضى ، ولا تحتمل هذه الفتن قط . حاول من حاول أن يُشعل نار الفتنة الطائفية في بلدنا فوجدوا الناس على مستوى المسؤولية . وفشل هؤلاء في إشعال نار هذه الفتنة التي لو احترقت لدمرت الأخضر واليابس . وهم يحاولون الآن إشعال نار الفتنة بين السلفيين والمؤسسة الرسمية الدينية في الدولة الأزهر ووزارة الأوقاف وبين الصوفيين أو الصوفية لتسود حالة من الفوضى والقلق والفزع والرعب بين الناس يراد منها التشويه للإسلاميين بل والبعض أيضاً يريد أن يكون الإسلام متهماً في قفص اتهام على طول الخط . وأنا منذ البداية أيها الأفاضل أقول لقد بدأ تاريخ التسامح بالإسلام وأسألكم بالله تدبروا كل لفظة وأنا أعلم أن من إخواننا الآن من الصحفيين والكتاب من يجلس بيننا أو يتابعني أقول لهم لقد بدأ التسامح بالإسلام فتاريخ التسامح هو بداية الإسلام أيها الأفاضل أيها المنصفون أيها العقلاء أيها الحكماء أنا أخاطب كل أطياف شعبنا وكل أطياف بلدنا أخاطب الصحفيين وأخاطب رجال النخبة وأخاطب المفكرين وأخاطب المحللين بل وأخاطب السياسيين والرسميين بل وأخاطب أبائنا وإخواننا من الصوفيين أخاطب السلفيين وأنصار السنة والتبليغيين والإخوان والجمعية الشرعية وأخاطب أبائنا وأمهاتنا الفضليات وأخاطب شبابنا وأولادنا . أخاطب كل مسلم في مصر وكل مواطن من الأقباط يعيش على أرض مصر وأقول للجميع اقرءوا معي أول آية في القرءان الكريم كله أظنكم تحفظونها جميعاً إنها قول الله في سورة الفاتحة " الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" لم يقل الحمد لله رب المسلمين ، ولم يقل الحمد لله رب الموحدين وإنما قال " الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" هذه نعلنها بأعلى الصوت للدنيا كلها أول آية في كتابنا ولا زالت تتلى إلى قيام الساعة . " الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" فربنا جل جلاله وتعالت ذاته وتقدست أسمائهُ وصفاتهً ليس رب شعب دون شعب ، وليس رب أمة دون أمة وليس رب المسلمين دون غيرهم أبداً بل هو رب العالمين رب الكافرين ورب المؤمنين على السواء رب المسلمين ورب اليهود ورب النصارى ورب العالمين جميعا هو الله " الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" يُعرف علماؤنا الرب كما قال العلامة الألوسى رحمه الله الرب هو الخالق ابتداءَ والمربي غذاءَ والغافر انتهاءَ الرب هو الخالق ابتداء :هو الذي خلق المسلم والكافر ، فهو الذي خلق آدم وكرم آدم ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وكرم بنيه كل بنيه فقال : جل جلاله "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا " فالتفضيل لبني آدم والتكريم لبني آدم وآدم عليه السلام أبو البشرية جمعاء فالله رب الكافرين ورب المسلمين هو الذي يُربيهم بنعمه هو الذي يُربيهم بفضله وهو الذي يرى كفرهم به ويحلُمُ ويَصبِر عليهم فليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله يسبونه جل وعلا ويرزقهم ويُعافيهم ويكفرون به جل وعلا ويرزقهم ويعافيهم سبحانه وتعالى "الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" فالله جل جلاله رب الخلق أجمعين وهذه هي اللبنة الأولى في صرح التسامح الذي أرسى لبناته كاملة بلا نقص دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم يتبع بإذن الله