حفصة بنت عمر رضى الله عنها ... إنها الصوامة القوامة و زوجتك فى الجنة ( تكملة الموضوع)

[حيرانة 0]

وهكــــــذا اصبـــــحت اما للمــــــــــؤمنين

وتألم عمر لابنته الشابة التى ترملت فى الثامنة عشر وأوجعه أن يرى الترمل يغتال شبابها فعرضها ابوها على ابى بكر الصديق فلم يجبه بشىء

وعرضها على عثمان بن عفان فقال بدا لى ان لا اتزوج اليوم فوجد عليهما وانكسر وشكى الى رسول الله عليه الصلاه والسلام فقال

)يزوج حفصه من هو خير من عثمان ،ويتزوج عثمان من هى خير من حفصه ) ثم خطبها فزوجها عمر وكان ذلك سنة ثلاثة من الهجرة قبل غزوة أحد وأصدقها ربعمائة درهم

مكانتـــــــــــــها العاليــــــــــــــــــــــــــــة

وكانت حفصه تحتل مكانة عالية فى قلب النبى صلى الله عليه وسلم وكانت منزلتها بين ازواجه ايضا عالية

حتى إن أمنا عائشة رضى الله عنها تقول هى التى كانت تسامينى من ازواج النبى صلى الله عليه وسلم

تسابق الى مرضاه الحبيب صلى الله عليه وسلم

ولقد عاشت مع الحبيب أجمل أيام عمرها فكانت كل يوم تزداد علما وفقها

وطاعه لله جل وعلا ولم لا وهى التى تنهل من النبع الصافى

ولقد كانت تتسابق مع ازواج النبى صلى الله عليه وسلم الى مرضات رسول الله

إنها زوجة النبى فى الجنة

وفى يوم من الأيام طلق الحبيب حفصه فإنكسر قلبها وإظلمت الدنيا كلها فى عينها وهى لا تصدق ان زوجها وحبيبها ونبيها قد طلقها واذا بالامين جبريل عليه السلام ينزل بأمر من الملك جل وعلا يشق السبع الطباق ليأمر الحبيب بأن يراجعها

فقد جاء فى الحديث ان النبى صلى الله عليه وسلم طلق حفصه ثم راجعها بامر من الله عزوجل وقال له جبريل إنها صوامة قوامة وهى زوجتك فى الجنة

علمــــــــــها وفـقـــــها

عرفت أمنا حفصه بالعلم والفقه والتقوى وهذه الصفات احلتها محلا كريما لدى الحبيب صلى الله عليه وسلم وظلت تحتفظ بهذه المكانة فىعهد خلافه ابيها فكثيرا ما كان يركن الى أرائها وأحكامها الفقهية ومن ذلك سؤاله لها كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها فقالت ستة او أربعة أشهر

وكما كانت مرجعا لكثير من الصحابة فى مجال الحديث النبوى الشريف والعبادة وكما ان ابى بكر الصديق قد أختار أم المؤمنين حفصه رضى الله عنهما من بين زوجات النبى صلى الله عليه وسلم لتكون حافظة للقرآن الذى جمعه وكما أنها كانت تتقن القراءة والكتابة فى عهد كان القليل من الرجال من يعرف القراءة والكتابة فكيف بالنساء

وفاه الحبيب صلى الله عليه وسلم

ظلت حفصه مثالا للزوجة الوفية الصادقة التى لا تدخر جهدا فى إسعاد زوجها ومازالت السعادة تخيم على هذا البيت المبارك الى ان جاء اليوم الذى فيه أظلم الكون كله لما توفى الحبيب صلى الله عليه فإعتصر قلبها من الحزن على وفاة الحبيب الذى كان زوجها وحبيبها ونبيها صلى الله عليه وسلم

وظلت على العهد عابده لله جل وعلا حتى كانت يشهد لها القريب والبعيد بفضلها فى الصلاة والعبادة

الفاروق يتولى الخلافه

ولما تولى الفاروق الخلافة لم تتغير حفصه رضى الله عنها بل ظلت تعيش حياة الزهد والتقشف وتتقرب إلى الله تعالى يوما بعد يوم بكثرة الصيام والقيام لأنها تعلم يقينا أنه لاينفعها سلطان والدها وإنما ينفعها علمها الصالح الذى تقف به بين يدى الله جل وعلا

مقتـــــــــــــل الفــــــــــــــاروق

وكانت السيدة حفصه تشهد أمجاد أبيها و مأثره و زهده و ورعه وعدله وفتوحاته الى ان جاء اليوم الذى نام فيه الفاروق فدخلت عليه السيدة حفصه إبنته وبكت ساعة لموته ثم خرجت وهى تحتسب اباها عند الله جل وعلا

حملت أمانة القرآن على أعناقها

ولقد حملت حفصه أمانة القرآن على أعناقها فهى التى إختارها ابى بكر ليحفظ عنها القرآن الذى جمعه زيد بن ثابت وظلت الصحف عندها الى عهد عثمان حتى جمعه فى مصحف واحد

وحـــان وقـــــت الرحيــــــل

فى سنة إحدى وأربعون من الهجرة النبوية شعرت ام المؤمنين بقرب اللقاء مع الله عزوجل ومع الاحبه ولم تمضى بضعه ايام من شهر شعبان من تلك السنة حتى لحقت بالرفيق الاعلى

وطار الخبر فى أرجاء المدينة ان توفيت حارسة القرآن وزوج النبى صلى الله عليه وسلموا قبل الصحابة لتشيع جنازتها وفى مقدمتهم سيدنا ابو هريرة وابو سعيد الخدرى وصلى عليها ان ذاك مروان بن الحكم ودفنت فى البقيع ونزل فى قبرها اخوها عبد الله وعاصم وسالم وعبد الله وحمزه بنو اخيهاعبد الله بن عمر رضى الله عنهم جميعا وكان عمرها عندما توفيت ثلاثه وستين سنة وكانت قد أوصت أخيها عبد الله بمال وصدقه

وهكذا رحلت أمنا حفصه رضى الله عنها بعد حياة طويلة مليئة بالعبادة والبذل والتضحية والفداء

رحلت لتلحق بزوجها وحبيبها ونبيها صلى الله عليه وسلم فى جنه الرحمن .......نعم فهى التى قال عنها جبريل عليه السلام للنبى صلى الله عليه و سلم ( انها الصوامة القوامة و زوجتك فى الجنة)

فرضى الله عنها وارضاها وجعلها فى صحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم فى جنته ومستقر رحمته .