رجل من الصحراء 36 قام بنشر March 12, 2009 فراسة فتاة <script language="Javascript1.2"> </script> يُحكى أن شيخاً طاعناً في السنّ راودته فكرة الزواج بعد وفاة زوجته ، فطلب من أبنائه أن يبحثوا له عن فتاة علَّهم يجدوا مَنْ توافق على الزواج منه ، واستغرب الأبناء هذا الطلب الذي جاء في غير أوانه ، خاصة وأن أباهم رجل شيخ وفي مثل هذه العمر المتقدمة . غير أن إصرار أبيهم ، وعدم رغبتهم في إغضابه جعلهم ينزلون عند رغبته ، ويحاولون تلبية طلبه . وبعد فترة قصيرة من البحث وجدوا فتاة في مقتبل العمر توافق على الزواج من أبيهم الشيخ فخطبوها إليه ، وبعد أن تهيأت خلال عدة أيام زفُّوها إليه ، ودخل الشيخ على عروسه الشابّة وقضى ليلته عندها ، ولكنه في صبيحة اليوم التالي لم يخرج ، وعندما استبطأه أبناؤه ذهبوا إلى خيمته الصغيرة التي تزوّج فيها فوجدوه على فراشه وقد فارق الحياة . أُسْقِطَ في يد الأبناء لوفاة والدهم ، فجهزوه ودفنوه ، وعادت العروس بعد ذلك إلى بيت أهلها بعد هذا الزواج القصير . وجاءها من يخطبها من أقاربها فزوّجوها إليه قبل انقضاء العدّة الشرعية ، وبعد فترة الحمل أنجبت لزوجها الجديد ابناً ذكراً ، ثم أنجبت له بعد ذلك أولاداً آخرين . وكان الابن الأكبر يساعد أباه في أعماله ويعينه في شؤونه ، غير أن الأب كان لا يمنحه أي شعور بالمحبة ، ولا يجعله يشعر بأي شيءٍ من حنان الأبوة ، بعكس إخوانه الآخرين ، الذين كان يعاملهم بكلّ رفق ، ولا يضنّ عليهم بشيء ، بل إن الأب كان يضرب ذلك الابن دائماً ، ويعامله بكل فظاظة وقسوة ، ولا يجد له رحمة في قلبه . وكبر الولد مع إخوانه وعاش ظروفاً قاسية ، وكان دائماً عوناً لأبيه في أعماله ، برغم كلّ هذه المعاملة القاسية التي يعامله والده بها ، وفي أحد الأيام ذهب الوالد ليعمل في حراثة الأرض على جملِهِ ومعه ابنه هذا ، ولأسباب تافهة ثارت أعصاب الأب وقام بضرب ابنه ضرباً مبرحاً آلمه كثيراً مما جعله يهرب من بين يديه ويهيم على وجهه ، وظلَّ الصبيّ يعدو حتى وصل إلى خيمة يقيم بها عدة أخوة وحولهم أغنامهم ومواشيهم ، فاستجار بهم من ظلم أبيه وقال لهم : أنقذوني من أبي فقد ضربني حتى كاد يقتلني ، فَهَدَّأَ أصحاب البيت من روعه وأعطوه ماءً ليشرب ويهدأ قليلاً ، وبعد أن استراح بعض الشيء حدثهم عن معاملة أبيه القاسية له بعكس إخوانه الذين يعاملهم معاملة طيبة رقيقة ، أما هو فمحروم من كل شيء ، وهو يشغله معه في الحراثة ورعي الأغنام ونَشْل الماء لها من البئر ، وغير ذلك من الأعمال الشاقة التي لا يطلبها من أبنائه الآخرين ، وشعر صاحب البيت بميلٍ شديد نحو الصبي فسأله: ومن هو أبوك ؟ فقال : أنا ابن فلان ، وسأله أيضاً : ومن هي أمك ؟ فقال : أمي فلانة بنت فلان . فقال صاحب البيـت : أنت لسـت ابناً لهذا الرجـل ، بل أنت أخي أنا ، فقال له الصبي : وكيف أصبحت أخاً لك وأنا لم أشاهدك في حياتي قبل هذه المرة ، فقال الرجل : لا تستعجل فسأخبرك بذلك في حينه ، وبعد ساعة من الزمن جاء أبو الصبي يريد أخذ ابنه من عندهم لأنه كان يتبعه وهو يهرب منه ، ولكن الأخ الأكبر قال له : هذا ليس ابنك أيها الرجل ، بل هو أخي . فقال الرجل : كيف أصبح أخوك خلال هذه الساعة ، إنه ابني ولكن يبدو أنه جرى لعقـلك شـيء ، أو تكـون قد جننت حقاً ؟!. فقال الأخ الأكبر : لن أتركه لك إلا بعد أن نتقاضى ونحتكم عند أحد الشيـوخ ، فإن كان ابنك فخذه ، وإن كان أخي سآخذه أنا ، وقال له سنلتقي غداً في بيت الشيخ فلان ، فهل ترضى به حَكَمَاً بيننا ، فقال الرجل : ونعم الشيخ هو ، واتفقا أن يجتمعا عنده في اليوم التالي ليفصل بينهما في هذه القضية المعقدة . وفي اليوم التالي ذهب الأخوة ومعهم الولد إلى بيت الشيخ المذكور ، ثم جاء غريمهم أبو الولد ، وكان بيت الشيخ بعيداً فما وصلوه إلا في ساعات العصر ، فرحب بهم الشيخ واستقبلهم استقبالاً حسناً ، وبعد أن استراحوا ، شرح كل واحد منهم حجته لذلك الشيخ ، فقال لهم : لن أحكم بينكم قبل أن أقدّم لكم واجب الضيافة ولكنني أريد من هذا الصبي أن يساعدني في بعض الأمور ، ودعا الشيخ الصبي ليفهمه ما يريد منه فخرج معه إلى جانب البيت ، فقال له الشيخ : أنت ترى يا ابني إنكم ضيـوف عندي ، ولا بد من عمل القِرَى لكم ، وأغنامي بعيدة ، وأريد منك أن تذهب إليها فهي ترعى قرب الوادي الفلاني ومعها ابنتي ، فغافِل ابنتي واسرق منها خروفاً واحمله وأحضره إليّ لكي أعمله عشاءً لكم ولا تدع الفتاة تراك أو تحسّ بك . فذهب الصبي وغافل الفتاة ثم حمل خروفاً كبيراً وسار يعدو به حتى أحضره إلى الشيخ الذي ذبحه وأعدّ منه عشاءً لهم . وفي ساعات المساء وبعد أن تناول المختصمون عشاءهم عند ذلك الشيخ عادت الفتاة ومعها أغنامها إلى البيت فجاءت إلى أبيها وعلى وجهها ملامح الحزن وقالت لأبيها وعلى مسمع من الضيوف : لقد ضاع مني اليوم خروف يا أبي . فقال لها : وكيف ضاع منك ؟ هل أكله الذئب ؟ فقالت : لا بل سُرِق . فقال لها : وهل رأيت الذي سرقه ؟ فقالت : لا ولكنني عرفته . فقال لها : كيف عرفتِه ولم تبصره عيناكِ ؟ فقالت : وجدت أثر أقدامه فعرفته من أثره ، فهو صبي أمّه شابّة وأبوه شيـخ هَـرِم . فقال لها أبوها : وكيف تثبتي لي ذلك ؟ فقالت : إن أثره صغير كأَثَرِ صبي لم يبلغ بعد . فقال أبوها : حسناً ولكن كيف عرفت أنه ابن شيخ هرم ؟ فقالت : عرفته من أثره أيضاً ، فوجدت خطواته مرة تكون طويلة ومتباعدة ومرةً تكون قصيرة ومتقاربة ، فعرفت إنه عندما كان يأتيه العزم والقوة من ناحية أمه ، فكان يعدو فتبعد خطواته عن بعضها البعض ، وعندما تأتيه القوة من عند أبيه فكـان يتعب فتقصر خطواته ، فعرفت أن أمه شابّة وان أباه شيخ هرم. فقال لها الشيخ : اذهبي الآن يا ابنتي وسنبحث عن الخروف فيما بعد . ثم نظر إلى ضيوفه وقال لهم : هل سمعتم ما قالته الفتاة ؟ فقالوا : نعم سمعنا . فقال الشيخ : وبذلك تكون قد حُلّت القضية ، فأما أنت أيها الرجل فالصبي ليس ابناً لك ، وأما أنت أيها الصبي فالحق بإخوانك وعد إلى أهلك .وبهذا أكون قد حكمت بينكم . وبذلك تكون فراسة الفتاة البدوية حكماً فطرياً أنقذ الصبي من ظلم أبيه المزعـوم ، وأعاده إلى حضن إخوانه الذين فرحوا كثيراً بعودته إليهم . شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
الجندى المجهول 37 قام بنشر March 13, 2009 جامممممممممممممممممممممممممممممممممممممد بجد قصه رائعه ايو كده فينك من زمان شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
رجل من الصحراء 36 قام بنشر March 13, 2009 (تعديل) شكرا ابوحميد لمرورك الرائع والمتميز وانا موجود ان شاء الله وتابع بقية السلسلة تحيتي وتقديري تم تعديل March 13, 2009 بواسطه رجل من الصحراء شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
battot 19 قام بنشر March 13, 2009 قصة جميلة جدا كما عودتنا على مواضيعك الهائلة دائما اشكرك اخى الرائع رجل من الصحراء على هذه القصة الرائعة جدا منتظرين المزيد شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
رجل من الصحراء 36 قام بنشر March 13, 2009 انتي الاروع اختي بطوط وتميزين مواضيعي بردودك تحيتي وتقديري شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
حياتى من اجل ربى 22 قام بنشر March 13, 2009 رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعه بجد قصص تحفه جزاك الله خيرا اخى الكبير اسال الله ان يجعل كل ما تكتب فى ميزان حسناتك ويرزقك مافيه الخير شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
الرّام 173 قام بنشر March 13, 2009 حكاية طريفة و حلوة شكرا اخي "رجل من الصحراء" و بارك الله فيك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
NADA 34 قام بنشر March 13, 2009 فقالت : وجدت أثر أقدامه فعرفته من أثره ، فهو صبي أمّه شابّة وأبوه شيـخ هَـرِم أيه ده بجد ,, هو ف كده ؟؟ ممكن بردو مش عارفة المهم يعنى إنه رااائع ,, شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
eng_alaa 114 قام بنشر March 13, 2009 جميلة بجد تلك القصة ... وفيها فطنة وذكاء .. أعتقد أنه متوافر مع معيشة الصحراء الطبيعيه ... لى أحد أصدقائي بالعمل إبنه أراد السفر للكويت لكن إكتشف عند الكشف عليه أن عنده فيروس سي .. جرب الكثير من الأدويه التي نصحه بها الاطباء ... لكن الذي قام بحل كل تلك المشكلة هو نصيحة نصحته بها طبيبة بأن يشرب الكثير من ألبان الناقة بشرط أن تكون تغذيتها صحراويه - لأنها بذلك تتغذي علي الأعشاب - والله أنا ذهلت من النتيجة بعد القليل من الأسابيع فوجئنا بإنتهاء الفيرس نهائياً والموافقة علي سفره .. فسبحان الله الصحراء بها الكثير من الطبيعة الصحية .. شكراً جزيلاً لأخينا رجل من الصحراء علي ما يقدم للمنتدي في الآونة الأخيرة من موضوعات متميزة ..... شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
رجل من الصحراء 36 قام بنشر March 13, 2009 اختي الصغيرة , اختي راما. اختي ندى , اخي علاء كلكم تتفقون في شيء واحد الا وهو التميز والابداع شرفتوني كثيرا وسعيد جدا بمروركم جزيتم خيرا ................................................................................ ......................................... فسبحان الله الصحراء بها الكثير من الطبيعة الصحية .. طبعا اخي علاء الصحراء بها خير كثثير ووفير بالاضافة الى ذلك كل ماتستخدمه في حياتك من مواد تخرج من الصحراء حقا احب عملي كثيرا واحب الصحراء لانها علمتني ان اتعامل جيدا حتى مع الحجر وافهمه شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
Shetos 2 قام بنشر March 17, 2009 والله الراجل ده بيقول كلام زى الفل.... متشكرين يا ناظر... تقبل فائق إحترامى وتقديرى.. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
رجل من الصحراء 36 قام بنشر March 20, 2009 والله انت اللي زي الفل يامدير شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر