بناء السدود وتغير المناخ يعمقان هموم مجتمعات البرازيليين الأفارقة

[الأخبار 4]

هربت مجموعة كبيرة من المستعبَدين الأفارقة في القرن الـ19 من المستعمرين البرتغاليين ليختبؤوا في إحدى البقع الساحرة قرب مصب نهر سانفرانسيسكو في المحيط الأطلسي شمال شرق البرازيل، حيث تنتشر القباب الرملية البيضاء وحقول الكاجو في الأرجاء ولكن حمى بناء السدود في العقود الأخيرة مع تغير المناخ تهدد استمرار تلك المجتمعات الفريدة.

وويقول ألاديم، أحد مُسني قرية كولومبو عند المصب لموقع مونجباي، إن ملوحة المياه بسبب السدود غيرت كل شيء فبعدما كان سهلا صيد سمكة بطول المتر من شاطئ النهر أصبح صعب إيجادها بالوقت الحاضر ما جعل نصف سكان القرية يهجروها بحثا عن باب رزق غير الصيد.

وبدأ بناء السدود على نهر سانفرانسيسكو في الخمسينيات لينتهي الأمر بسيطرة بضعة سدود ضخمة على 98% من حركة النهر؛ ما قلل مياهه بمقدار الثلث مع العلم بأن طول النهر يقارب 3000 كيلو متر والذي يمر بعُشر مساحة البرازيل ويغذي 18 مليون شخص بمياه الشرب، بينما تم استغلاله بواسطة السدود لتشغيل نحو 40% من كهرباء شمال شرق البرازيل.

ويقول بروفيسور الهندسة الثروة السمكية إيجور أولوفيرا من جامعة ألاغوس البرازيلية إن ارتفاع ملوحة المياه بسبب قلة المياه العذبة تسبب باندثار الأسماك النهرية مثل سمكة كورمودة التي لم يبق منها سوى 3%.

وقال بروفيسور الحياة البرية باولو بامبيو، من جامعة لاعيوس البرازيلية، إن تغير مجرى النهر بفعل السدود منع العديد من الأسماك الأساسية من القدوم على غرار سمكة سوروبيم الكبيرة.

ويضيف أولوفيرا، أن ارتفاع ملوحة مياه النهر لا تناسب محاصيل الأرز التي يعتاش منها أهل قرى البرازيل الأفارقة وأن الوضع الجديد مناسب أكثر لنمو أشجار جوز الهند المتكيفة مع البيئة البحرية.

وأفادت دراسة حديثة أخرى بأن ارتفاع مستويات الجفاف في النهر بسبب الاحتباس الحراري واستنزاف السد لمياهه جعل مستويات الملوحة في نطاق الـ9 كيلومترات من المصب غير صالحة للشرب ما جعل السكان يلجؤون لشرب المياه بعد غليها أو البحث عن مياه جوفية.

اقرأ الخبر من المصدر