صفية بنت عبد المطلب رضى الله عنها

[حيرانة 0]

صفية بنت عبد المطلب رضى الله عنها

صفحات مشرقة من جهادها فى سبيل الله

على الرغم من أنها كانت تخطو نحو الستين من عمرها الحافل بالعطاء إلا أنها كان لها مواقف فى أرض الشرف و الجهاد لن ينساها التاريخ و ستظل تلك المواقف نوراً على الدرب ينير الطريق للأجيال القادمة لتعرف طريق العزة و البطولة و الفداء .

 

جهادها فى يوم أحد

ففى يوم أُحد خرجت رضى الله عنها مع بعض النساء فكانت تنقل الماء و تسقى العطاشى و تبرى السهام و تداوى الجرحى , و كانت تدعو لجند المسلمين بالنصر على الأعداء لتعلو راية الإسلام خفاقة عالية , و كان فى تلك الغزوة ابن أخيها رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخوها حمزة رضى الله عنه(أسد الله) و إبنها الزبير بن العوام (حوارى رسول الله صلى الله عليه و سلم).

 

دفاع عن النبى صلى الله عليه و سلم ...و صبر على مقتل أخيها حمزة رضى الله عنه

و لما إنهزم المسلمون بعد أن خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالثبات سواء كان النصر أم كانت الأخرى , و إنفض أكثر الناس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم , و لم يبق حوله سوى القلائل من أصحابه , قامت صفية رضى الله عنها , و بيدها رمح تضرب به فى وجوه الناس الفارين المنهزمين , و الأعداء المشركين , و تقول لهم :" انهزمت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم !!" فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم أشفق عليها فقال لأبنها ( الزبير بن العوام):"القاها فأرجعها , لا ترى ما بشقيقها "أى حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه فلقيها (الزبير) فقال: يا أمَه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك أن ترجعى ....

 

فقالت صفية :و لمَ؟فقد بلغنى أنه مُثل بأخى , ذلك فى الله عز و جل قليل , فلما أرضانا بما كان من ذلك , فأخبره بذلك لأحتسبن و لأصبرن أن شاء الله تعالى ". و عاد الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال صلى الله عليه و سلم :"خلِ سبيلها " , فأتت (صفية) "الحمزة" ز نظرت إليه, و صلت عليه و إسترجعت و إستغفرت , ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم به فدُفن .

 

كانت أول من قتل مشركاُ

و فى يوم الخندق إجتمعت كتائب الكفر لتقضى على الإسلام و المسلمين و لكن الله عز و جل غالبٌ على أمره فسلط عليهم جُند الريح فكفأت قدورهم و إقتلعت خيامهم و تبعثروا فى الصحراء كتبعثر الفئران .و كان لصفية موقف عظيم فى يوم الخندق.

 

لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الخندق , جعل نساءه فى أُطُمِ(تعنى: كل حصن مبنى من حجارة ) يقال له فارع. قال عروة :"كان النبى صلى الله عليه و سلم إذا خرج لقتال عدوه رفع نساءه فى أُطُمِ حسان رضى الله عنه , لأنه كان من أحصن الآطام ...فجاء يهودى فلصق بالأطم ليسمع .قالت صفية : فأخذت عموداَ فنزلت إليه , حتى فتحت الباب قليلا قليلا , فحملت عليه فضربته بالعمود فقتلته ."

 

و عن ابن إسحاق : و هى أول إمرأة قتلت رجلا من المشركين .

 

و فى رواية :" فجاء إنسان من اليهود فرقى فى الحصن , حتى أطلَ عليهن .قالت صفية بنت عبد المطلب :فقمت إليه ,فضربته حتى قطعت رأسه , فأخذت رأسه فرميت به عليهم ." فرضى الله عنها و أرضاها