مصر - استشاري تصنيع دواء دولي سنحقق مكاسب اقتصادية وسياسية بتصنيع لقاح كوفي فاكس

[الأخبار 4]

مصر حققت إنجازًا في بناء الجيش القوي وتحقيق الأمن الغذائي والدوائي.. ولا بد من تصنيع الخامات محليًا

يجب البدء في تصنيع الخامات العشبية لإنتاج أدوية عشبية أو منتجات ذات طابع طبي

لا شك أن التقدم العلمي والتكنولوجي أصبح أحد أبرز العوامل لتحقيق اقتصاد قوي، وفي ظل أزمة "كورونا" وما خلفته الجائحة من أعباء اقتصادية وتأثرت بها الدوائر السياسية بل والاجتماعية وجميع مناحي الحياة؛ ومن هذا المنطلق خطت مصر خطوات جبارة في هذا الاتجاه، ولعل كان من أهمها إصدار قانون التجارب السريرية لما له من أهمية بالغة، وثبت ذلك بالدليل القاطع مع بدء تجارب مصر السريرية على لقاحها المحلي" كوفي فاكس"، ولذلك من أهمية كبيرة وتأثير على الاقتصاد ووضع مصر على خريطة جديدة لدول رائدة في مجال تصنيع الأدوية.

قال الدكتور محمد أشرف، الخبير الدوائي الدولي، إن تسجيل اللقاحات والأمصال أو الأدوية لشركات الأدوية في أي نظام صحي عالمي يتم عبر عدة مراحل، الأولى هي مرحلة التجارب البحثية عن طريق معرفة المادة نفسها وفصلها وتحديد طرق تصنيعها وإنتاجها، والتأكد من أن المنتج فعال وثابت، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية تكون بتجارب الفاعلية من خلال إجراء تجارب للتأكد من فاعلية المنتج، وبدء تجربته في مختبرات معملية للتأكد من فاعليته، وثبات تركيبته.

وأشار "أشرف" في تصريح خاص لـ "آخر الأنباء" إلى أن المرحلة الثالثة لم تكن تتم في مصر سابقًا، وكانت تجرى في عدد محدود من دول العالم، وهي مرحلة التجارب السريرية، مضيفًا أنه عادةً كانت دول العالم تكتفي بإجراء الاختبارات على الحيوانات ولا يتم إجراء تجارب سريرية، بمعنى اختبار الأدوية أو الأمصال واللقاحات على مرضى بشريين.

وأردف أن إعلان مصر بدء التجارب السريرية على اللقاح المحلي "كوفي فاكس" يعد من أولى التجارب في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن حجم هذه التجربة مهمة لمصر للغاية، حيث إنه بالنظر لعدد اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" على مستوى العالم حتى الآن تصل لـ12 : 14 لقاحًا تقريبًا من 7 دول.

وتابع: أيضا هناك خطوات إيجابية جبارة تحدث على الأرض، مشيرًا إلى أن نجاح مصر في إنتاج لقاح لـ "كورونا" سيكون له تأثير كبير جدًا على كل المستويات الاقتصادية والسياسية وغيرها؛ فنحن كدولة واحدة استوردنا لقاحات بمليارات، مشيرًا إلى أن شركة "فايزر" حققت مكاسب تقارب 35 مليار دولار خلال العام الماضي فقط، و "موديرنا" نفس الشيء، وهذه الشركات تضاعفت أرقامها بشكل رهيب، مضيفًا أن دولة الاحتلال "إسرائيل" هي الوحيدة في المنطقة التي حققت تقدمًا ملحوظًا في هذه الأبحاث.

وشدد على أنه لا بد أن تتبعه خطوات أخرى ببدء تصنيع الخامات في مصر، حتى الخامات العشبية، لأن ربما الدوائي الكيماوي يحتاج إلىى إمكانيات أكبر ووقت وغير ذلك، على عكس العشبي فممكن من الغد البدء في ذلك لامتلاكنا الأعشاب، ببدء التصنيع، وعمل طريقة للاستخراج واستخلاص المواد الفعالة منه، واعتماده دوليًا؛ وهذا هو مستقبل التصدير في مصر؛ لأنه مجال لنا ويمكن إنتاج منتج دوائي أو منتج ذي طابع طبي، ويتم إجراء تجارب سريرية عليه ونتأكد منه، متمنيًا أن تكون خطوة التجارب على اللقاح وما تم ويتم فيه.

وأشار إلى أن الاعتماد الدولي للتصدير ليس صعبًا، والإجراء المطلوب سهل لكن الكثير لا يفهمونه، وتردد معلومات مغلوطة من غير المختصين أو أصحاب الخبرة، ولعل من يفعل ذلك له مصلحة من عدم تطبيق النظام، داعيًا أصحاب المصانع للسؤال والمعرفة لإنهاء هذه الإجراءات.

وأكد أن المسئولين لا بد أن يتبنوا أفكارًا إبداعية بالتعاون مع الفنيين والمتخصصين والخبراء، واتخاذ إجراءات عاجلة وأخرى غير عاجلة، وإعداد خطة عمل واعتمادها وتقديمها للدولة، مشيرًا إلى أن اللقاح الذي نحن بصدد الحديث عنه يشبه مبادرة القضاء على فيروس "سي" من حيث تدخل القيادة السياسية مباشرة.

واختتم تصريحه أن خطوة بدء التجارب السريرية على اللقاح المصري محمودة، ولا بد من استكمالها ببدء اعتماد طرق تصنيع مرجعية للأدوية العشبية والمنتجات العشبية ذات الطابع العلاجي، وتدشين حملة لاعتماد المصانع المصرية بحصول مصانع الدواء أو الأغذية على اعتمادات دولية للتصدير مثل "الأردن"، مشيرًا إلى أن بها 15 مصنعًا، منهم 14 معتمدين دوليًا، وسلطنة عمان لديها 4 مصانع معتمدين دوليًا، والكويت لديها مصنعان معتمدان دوليًا، وقطر تمتلك 4 مصانع معتمدين دوليًا، والسعودية لديها ما لايقل عن 10 مصانع، ومن 3- 4 هم معتمدون من إجمالى 160 مصنعًا دوائيًا، بخلاف من 300- 400 مصنع غذائي.

اقرأ الخبر من المصدر