مصر - تجاهل أم ضعف أين ذهبت بعض الأحزاب السياسية ولماذا فشلت في الوصول إلى البرلمان ؟

[الأخبار 4]

مقترح برلماني يدعو إلى تعديل بعض المواد الخاصة بتنظيم عمل الأحزاب السياسية، وبحسب المقترح فإن الحزب الذي لا يحظى بتمثيل نيابي في البرلمان وفي مجلس الشيوخ، يجب دمجه في أي من الأحزاب الأخرى التي لها تمثيل في المجلسين.

واشترط المقترح أن التمثيل النيابي يجب أن يكون 5 أعضاء على الأقل، ولمن يحقق 5 مقاعد نيابية فيجب دمجه مع أحد الأحزاب، مبررا ذلك بأن مصر بها ما يزيد عن 100 حزب سياسي، لكن 13% منها فقط هم الذين لديهم تمثيل نيابي، وهو ما يعني أن أغلبية الأحزاب غير موجودة على أرض الواقع ولا تقوم بممارسة الدور المنوط بها في العمل السياسي، بحسب ما جاء في المقترح.

مقترح مرفوض وغير دستوري

بدوره، أنكر ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، المقترح جملة وتفصيلا، موضحا أن ممارسة العمل السياسي للأحزاب لا تشترط أن يكون لها تمثيلا نيابيا في أي من مجلسي الشيوخ والنواب، خاصة أن النظام الانتخابي الذي شهدته مصر مؤخرا لم يعطي الفرصة الكافية للأحزاب أن تنافس بكل أريحية في السباق الانتخابي والحصول على مقاعد لها.

وأكد الشهابي أن مقترح دمج الأحزاب غير الممثلة برلمانيا أو حلها، غير قانوني وغير دستوري، موضحا أن الدستور المصري ضمن للأحزاب السياسية الوجود ومباشرة عملها دون أن يقيد ذلك بشرط التمثيل النيابي، ومن ثم فإن هذا المقترح عرضة للطعن الدستوري أمام القضاء وأمام الجهات المختصة، مشيرا إلى أن جلسة قضائية واحدة كفيلة برفض هذا المقترح وهدمه تماما لأنه يخالف نصوص الدستور والقانون.

ويرى رئيس حزب الجيل، أن العملية الانتخابية وحدها هي التي تتحكم في التمثيل النيابي، شريطة أن يكون النظام الانتخابي جيد وصحي بالشكل الذي يسمح للأحزاب بحرية المنافسة، دون أن تخضع السباق الانتخابي لمؤثرات وعوامل معينة، تساهم في تحديد الفائزين بشكل مسبق.

وأوضح الشهابي، أنه لا يجب ربط التمثيل النيابي بالأدوار التي تؤديها الأحزاب السياسية، مؤكدا أن العديد من الأحزاب التي لديها ممثلين تحت القبة لم يكن لهم دورا واضحا في أغلب القضايا التي مرت بها البلد، في حين أن أحزابا أخرى لم يكن لها تمثيلا نيابا أو كان لها تمثيلا بعدد منخفض لكنها أدت دورها، وقدمت النصح والرؤية الصحيحة في كثير من هذه القضايا.

فرصة لتقوية الأحزاب

فيما أيد الدكتور مختار غباشي، رئيس المركزي العربي للدراسات، المقترح الداعي لدمج الأحزاب التي ليس لها تمثيلا نيابيا، واصفا إياه بأنه مقترحا منصفا، وموضحا أن مصر بها تشكيلة حزبية كبيرة لكنها بلا فاعلية وليس لها وجود على أرض الواقع، ومن ثم فإن الدعوة لدمج بعض الأحزاب السياسية التي ليس لها وجود حقيقي في الشارع هو شيء منصف، بحسب قوله.

وأشار غباشي أن دمج الأحزاب عن طريق الائتلافات أمر قد يأتي بثماره، لافتا إلى أن مصر كان لها تجربة فعليه مع هذه الائتلافات مثل ائتلاف دعم مصر في البرلمان السابق، حيث رأينا إندماج حزبي وصل لما يزيد عن 25 حزب وتيار سياسي، ورأيناه في البرلمان الحالي من خلال ائتلاف تنسيقية الأحزاب التي هي عبارة عن مجموعة من الشباب الممثلين عن الأحزاب السياسية.

وبين رئيس المركزي العربي للدراسات، أن إشكالية الأحزاب السياسية حاليا هي عدم قدرتها على إيجاد أي نوع من التواصل مع الشارع، وعدم قدرتها في إفراز شخصيات سياسية وقياديه لديها القدرة على التواصل وعلى الوجود، مؤكدا أن أغلب الأحزاب الموجودة في مصر هي أحزاب فئوية سلطوية، وكي تصلح من هذا الوضع يجب أن تقبل هذه الأحزاب بفكرة الاندماج وتكوين الائتلافات مع الأحزاب الاخرى، فقد يكون لهذا المقترح القدرة على تقوية هذه الأحزاب ومنحها تمثيلا نيابيا فيما بعد.

اقرأ الخبر من المصدر