إحتلال ماريوبول استراتيجية روسية نحو الاستقلال بالشرق وترسيم حدود جديدة

[الأخبار 4]

تستمر الحرب الروسية على أوكرانيا التي تقاوم بما لديها من جيش صغير وأسلحة محدودة وفتات مساعدات عسكرية من دول الناتو، ووسط تضارب الأنباء عن الحرب والأصوات الأوروبية العالية، تتقدم موسكو شيئًا فشيئًا نحو قلب العاصمة كييف، ولكن كيف تخطو قوات الجيش الروسي وما هي محطاتها نحو احتلال أوكرانيا والسيطرة على مدنها وتحديدًا العاصمة.

تظهر استراتيجية روسيا في التقدم داخل مدن أوكرانيا من خلال السيطرة على مدينة خيرسون وهي مدينة شمال شبه جزيرة القرم وتقع قرب الحدود الروسية الأوكرانية وجنوب إقليم دونباس الذي تقع بداخله جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك المنفصلتين والتي اعترفت بهما روسيا كجمهوريات مستقلة، كما أن خيرسون مدينة هامة صناعيًا وبها موانئ هامة واستراتيجية تطل على القرم، وتعد إمتداد لإقليم دونباس على الحدود الغربية لروسيا والشرقية لأوكرانيا.

وبعد السيطرة على خيرسون، تقدمت القوات الروسية نحو مدينة "ماريوبول"، وهي مدينة أوكرانية تقع جنوب إقليم دونباس في مقاطعة دونيتسك المنفصلة، مما يعني أن مدينة ماريبول في غاية الأهمية كما مدينة خيرسون إن لم نزيد أهميتها لقربها من الحدود ووجودها بداخل إقليم دونباس.

أهمية ماريوبول

هي مدينة في الجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، تقع في جنوب إقليم دونباس بمقاطعة دونيتسك، كما تعد ميناء رئيسي على بحر آزوف، وتأتي الأهمية الأولى أنها امتداد جغرافي طبيعي للحدود الغربية لروسيا، ويسمح السيطرة على ماريوبول لروسيا بالربط بين قواتها في شبه جزيرة القرم وتلك الموجودة في المناطق الانفصالية في دونباس، ومن خلال متابعة الموقف، نرى أن روسيا بسيطرتها على خيرسون وماريوبول بجانب التحالف مع كامل إقليم دونباس، فإن موسكو تسعى لترسيم حدود جديد تسيطر فيه على كامل شرق أوكرانيا، كما أنها تطوق أوكرانيا من الشرق عبر دونباس والمدن الشرقية لأوكرانيا، ومن الشمال عبر أراضي بيلاروسيا وتتقدم نحو العاصمة كييف.

كما أن مدينة ماريوبول لديها عدد كبير من الشركات الصناعية الكبرى، بما في ذلك أكبر مشروع في دونباس - ايليتش الحديد ومصانع الصلب والأشغال المعدنية "Azovstal"، بالإضافة إلى حوض بناء السفن والصناعات الكيمائية وفحم الكوك والمواد الغذائية والصناعات النسيجية، كما بها أكبر شركات النقل والتجارة البحرية، وبها بجانب الميناء مطار ومحطة للسكك الحديدية ومحطات الحافلات والنقل بين المدن، وعدد سكان ماريوبول نصف مليون نسمة نصفهم روس و90% منهم يتحدث الروسية.

وتشير تحركات روسيا التي تبدو منظمة ومخطط لها إلى استراتيجيات روسية أكبر من مجرد انتصار في حرب، أو منعها من الانضمام في حلف الناتو، لأن السيطرة المتتالية على مدن الشرق يعني احتلال كامل لمدن أوكرانيا في ناهية الحرب، ونتائج قد تفضي إلى أوكرانيا جديدة أقل في المساحة من تلك التي تقاوم اليوم.

اقرأ الخبر من المصدر