مادلين أولبرايت اللاجئة التي قتلت أطفال العراق

[الأخبار 4]

عن عمر ناهز 85 عاما، توفيت مادلين أولبرايت، أول سيدة تتولى رئاسة الخارجية الأميركية، حسبما أعلنت أسرتها أمس، واختار الرئيس الأسبق بيل كلينتون أولبرايت لتتولى حقيبة الدبلوماسية الأمريكية في عام 1996، وعملت بهذه الصفة خلال السنوات الأربع الأخيرة من إدارة كلينتون، وفي ذلك الوقت، كانت المرأة الأعلى منصبا في تاريخ حكومة الولايات المتحدة.

من لاجئة لوزيرة خارجية قوة عظمى

واسمها ماريا جانا كوربولوفا، وكانت تنتمي إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي، ولدت في عاصمة تشيكوسلوفاكيا براغ عام 1937، والدها جوزيف كوربل كان موظفاً في الحكومة التشيكية في براغ، ومع سيطرة الشيوعيين على السلطة في تشيكوسلوفاكيا، نجح في تقديم طلب لجوء سياسي له ولزوجته وأطفالهما الثلاثة إلى الولايات المتحدة حيث حصل على منحة لتدريس السياسة في مدينة دنفر بوللاية كولورادو، وبعد سنوات عادت وأسرتها لأمريكا، وتسلمت منصبها في 23 يناير 1997 لتصبح وزير الخارجية الـ64 للولايات المتحدة، وظلت في منصبها حتى 20 يناير 2001.

جرائم مادلين أولبرايت

كانت أولبرايت صاحبة دور كبير في غزو العراق وعندما سئلت عن وفاة أكثر من نصف مليون طفل من جراء الحصار الاقتصادي على العراق، قالت إنه ثمن مناسب للحصار، ومادلين أولبرايت من أكثر الشخصيات الذين رسخوا لفكرة محور الشر الثلاثي العراق وإيران وكوريا الشمالية، إلا أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش وضع العراق وحده هدفًا ليدمره، والحقيقة أن العراق كانت دولة مسلمة وعربية امتلكت قوى عسكرية واقتصادية وهو ما لم توافق عليه واشنطن.

ما فعلته أولبرايت بالعراق تسبب بهدم دولة وضياع شعب وسرقة ثروة دولة كانت غنية بموارده وجيشها وثرواتها، واعتذار أولبرايت عما فعلته بالعراق لا يعفيها من جريمة لن يغفرها لها الشعب العربي والعراقي.

أولبرايت وصدام حسين

وفاة مادلين أولبرايت حمل العديد من علامات الاستفهام عن سيدة استطاعت خداع أقوى رئيس عربي في الشرق الأوسط، وهو الرئيس العراقي صدام حسين، عندما نقلت إليه مؤشرات موافقتهم على غزو العراق، ‘لا أنها كانت تخدعه وتخطط لإنهاء جكمه وتدمير إمبراطوريته القوية في العراق، ولم يقف الأمر على ذلك، بل باتت أولبرايت المرأة التي تسببت بقتل شعب وتهجيره وسرقة ثرواته واحتلال أراضيه على مدار سنوات، بسبب تكهنات وحجج واهية كان الغرض منها القضاء على قوة إسلامية بزغت في سماء الشرق الأوسط ألا وهي العراق.

أولبرايت والاحتلال الصهيوني

رغم محاولاتها لإجراء مفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، واستقبالها للرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفا، إلا أنها من الداعمين للاجتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وكانت ترى أن الاحتلال الصهيوني من حقه أن يرد على صواريخ المقاومة الفلسطينية، إلا أنها كانت ترى أن الرد أكثر شدة مما يحتاج.

وفي النهاية يرى الكثيرون حول العالم أن مادلين أولبرايت شخصية هامة وناجحة، إلا أن كل طفل عراقي يراها امرأة قاتلة حرمته من أهله ووطنه وأرضه، وأموال دولته، وهي الرواية التي يؤكدها الواقع والعدوان الذى عانت منه العراق.

اقرأ الخبر من المصدر