هل يعني احتلال دونباس تقسيم أوكرانيا؟

[الأخبار 4]

في مساعي روسية وصفها خبراء بأنها مقدمة لفصل شرق أوكرانيا عن بقية مدنها، الذي يضم في العديد من أقاليمه مناطق ذات كثافة سكانية من أصل روسي، مثل إقليم دونباس، الذي يضم منطقتي لوجانسك ودونيتسك اللتين اعترفت بهما موسكو قبيل بدء عمليتها العسكرية، أعلن الجيش الروسي، أنه سيغير من الآن فصاعدًا استراتيجيته وسيركز على "الاحتلال الكامل" لمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا، وإخراج الجيش الأوكراني بالكامل منها، وهو ما يعني ثروات ومكاسب استراتيجية لموسكو.

تقسيم أوكرانيا واستبدال زيلينسكي

ووفقًا للجيش الروسي فإن "الأهداف الرئيسية للمرحلة الأولى للعملية أنجزت، ألا وهو خفض قدرات القوات الأوكرانية ونزع دونباس من التبعية الأوكرانية وتسليمها للانفصاليين، كما أن استعصاء تحقيق سيناريو السيطرة على كامل أوكرانيا، جعل بوتين يكتفي بتحقيق هدفه الأول وهو حماية الروس في شرق أوكرانيا، أو بشكل أدق حماية الحدود الغربية لروسيا وضمها إلى موسكو وتوسعة جغرافيا روسيا كخطوة مضادة لتقدم الناتو نحو الشرق.

أوكرانيا بلا موانئ

مما يشير إلى أن انتهاء المرحلة الأولى أو الهدف الأول يعني الاتجاه نحو السيطرة على العاصمة كييف، وإسقاط نظام الرئيس زيلينسكي واستبداله، وفي حال صعوبة تحقيق تلك الأهداف ستكتفي روسيا مؤقتًا بهدف تقسيم أوكرانيا وضم إقليم دونباس إلى حدود روسيا بالإضافة إلى القرم التي انضمت عام 2014، مما يعني أن أوكرانيا باتت محرومة من حدودها البحرية في الجنوب وهو بحر أزوف والبحر الأسود وكذلك حرمانها من أوديسا التي تصنع أشباه الموصلات للعالم من غاز النيون، والذي تعتمد عليه أمريكا في كثير من أسلحتها وأنظمتها العسكرية وغيرها عشرات الدول

كما يعني السيطرة على دونباس وبحر أزوف والبحر الأسود أن تكون أوكرانيا بلا موانئ مما يعني انهيار الاقتصاد الأوكراني في المستقبل وتوقف عملية الاستيراد والتصدير، وبالتالي عزل أوكرانيا عن العالم، وما يساعد بوتين على ذلك أن غالبية سكان دونباس من أصل روسي ويتحدثون الروسية ويوافقون على الانضمام للخريطة الروسية ويشاركون بوتين نفس الأهداف تقريبًا، وهو ما ظهر في جلسة اعتراف موسكو باستقلال لوجانسك ودونيتسك

اقرأ الخبر من المصدر