روسيا توجه رسائل لواشنطن والاحتلال بورقة حماس

[الأخبار 4]

مع تقدم وتطور روسيا بوتين طوال ثلاثة عقود، والعلاقات الروسية الأمريكية شبه مستقرة دون أدنى توتر، ومع بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، وواشنطن تجيش حلفائها لدعم كييف والضغط على بوتين، وأوروبا والاحتلال الصهيوني هم الثنائي الذي يتبع سياسة أمريكا في فرض العقوبات ومساعدة أوكرانيا إما لهزيمة روسيا أو لزيادة خسائرها في الحرب وإطالة أمد النزاع حتى ولو على حساب أوكرانيا وشعبها.

ومع رهان الطاقة الذي يعطي لبوتين اليد الطولى على أوروبا، وجدت موسكو في حماس ضالتها لتضغط على الاحتلال الصهيوني؛ فدعت موسكو حركة المقاومة الفلسطينية حماس لزيارة روسيا في ظل الأوضاع الراهنة، وبتلك الدعوة والزيارة توجه روسيا رسالة لواشنطن مفادها أن روسيا يمكن أن يتطور دورها من الحياد حيال القضية الفلسطينية إلى مساندة حماس بأنواع مختلفة من الدعم المادي أو السياسي أو العسكري أو التقني، ولكل منهم آثار جانبية قد ترهق الاحتلال الصهيوني وواشنطن معًا.

كما يقول بوتين بتلك الزيارة أنه انتهى زمن القطبية الأحادية الأمريكية، وأن روسيا اليوم لها دور إن أرادت، كما في الزيارة رسالة روسية للاحتلال أن دعم كييف سيقابله دعم للفصائل الفلسطينية، وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أكدت إن وجود مرتزقة من إسرائيل يقاتلون إلى جانب كتيبة آزوف المتطرفة، كما قال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي إن حقيقة الرئيس الأوكراني زيلينسكي يهودي لا تنفي وجود عناصر نازية في أوكرانيا، فيما أعلنت إسرائيل مساعدة كييف بالآلاف من الخوذ والدروع.

وفي ذلك السياق، قال السفير الفلسطيني الأسبق بالقاهرة، إن توقيت دعوة روسيا لحماس لزيارة موسكو في ظل أوضاع الحرب في أوكرانيا هو ما يعطي أهمية للزيارة ويثير الدهشة، في ظل انشغال روسيا بالحرب، مضيفًا أن الزيارة لها أهداف أخرى بعيدًا تمامًا عن حماس أو الفصائل الفلسطينية.

وأوضح الفرا في تصريحات لـ"الفتح، أن الزيارة لها أغراض سياسية وإعلامية لروسيا بشأن الأزمة مع الغرب، والتصريحات والاتهامات المتبادلة بين الاحتلال الصهيوني وروسيا، نافيًا أن يكون للزيارة علاقة بلم الشمل الفلسطيني أو إنهاء الانقسام أو دعم فلسطين.

وأردف بأن أمريكا والاحتلال لن ينزعجوا من زيارة حماس لروسيا وإن كانت موسكو تفكر في الضغط على الاحتلال خاصة في ظل المناوشات في التصريحات بين الاحتلال وروسيا بشأن الحرب في كييف ومشاركة مرتزقة صهاينة.

وأشار أنه من غير المناسب لروسيا أن تلعب دور خارجي اليوم في ظل الحرب، حتى وإن كانت تسعى للضغط على الاحتلال وأمريكا، واستطرد بأن انتهاء الحرب سيشهد دور مختلف لروسيا في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وقد يكون دور مهم.

ونوه بأن أكبر جالية في إسرائيل روس ويؤثرون على موسكو وعلى الاحتلال الصهيوني في آنّ واحد، وأن كثير من القادة الصهاينة في إسرائيل أصولهم روسية من الاتحاد السوفيتي.

وقال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن توقيت زيارة حماس له دلالات هامة للغاية في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، موضحًا أن روسيا تسعى لصناعة تكتلات في المنطقة لتكون قوة لموسكو.

وأوضح الرقب في تصريحات لـ"الفتح"، أن دعوة وفود حماس لموسكو ليس جديد ، و لكن تزامن الزيارة في ظل الحرب والتوتر بين موسكو والاحتلال قد يكون التلويح بورقة حماس في وجه الاحتلال الصهيوني وليس أمريكا.

وأشار الرقب إلى أن موسكو تعتمد مبدأ إيذاء حلفاء الخصم و بالتالي إيذاء الولايات المتحدة الأمريكية اذا تم إيذاء الاحتلال الصهيوني بمساعدة فصائل فلسطينية، مؤكدًا أن روسيا تقود الحرب الأوكرانية بذكاء، لافتًا إلى أن العالم لن يكون كما كان قبل الحرب الأوكرانية على عدة أصعدة وملفات.

اقرأ الخبر من المصدر