mgkgamel2010 0 قام بنشر June 1, 2009 (تعديل) أسرار الملك بسم الله الرحمن الرحيم لقد خلق الله الخلق بعضه فوق بعض درجات وميز بعض المخلوقات بأسرار الملك عن مخلوقات أخرى نزع عنها صفة الملك وتتجلى هذه الصفة الربانية في الدعاء الشهير اللهم انك تهب الملك لمن تشاء وتنزع الملك ممن تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير .. ويبدو لنا من هذا الدعاء الشهير مدى خصوصية الخالق جل في علاه في وهبة الملك لمن يشاء من عباده سواء كانوا إنسا أم جان أو أي مخلوق كان .. ولحكمة الله العلي القدير وهو المنزه عن الهوى والموصوف بالحكيم الخبير فقد جعل هناك مقومات للمخلوق الموهوب له الملك تميزه عن سائر المخلوقات منها الحكمة والفطنة والحنكة والذكاء والروية والصبر .. وكل هذه المقومات الأخيرة إنما هي بعض من الأسرار الواجب توافرها في المخلوق الذي يمن الله عليه بالحكم والملك .. ولا يخفى على أحد كون التعامل مع الجان ملك من الله يهبه للإنسان الذي تتوافر فيه بعض المقومات الأساسية التي تساعده على تحمل مسئولية كونه قد تملك في تلك المخلوقات .. فهناك من يصل الى الملك بالوراثة عن طريق وراثة الملك عن أبيه أو أخيه أو حتى ابن عمه كما يحدث في كثير من البلدان العربية والأوروبية التي تتبع النظام الملكي في ادارتها .. وتلك هي فطرة الملك .. ولكي يكون المخلوق ملكا متوجا باذن الله الكريم فإنه في الغالب يمر بعدة راحل يبدأها بولاية العهد تليها المرحلة الثانية وهي مرحلة تولي العرش (الملك ) ثم يختتمها بالنهاية التي هي في أغلب الأحوال تكون إما ( الموت أو القتل ) .. وأما لو تطرقنا بالحديث لتملك الانسان للجن والتحكم فيهم فإننا سنجد تغييرات جذرية في خريطة الملك لكون الانسان الذي يملكه الله في الجن في غير حاجة لأن يكون ولي عهد لأحد أصوله حتى يتولى عرش مجموعة معينة من الجن يتحكم فيهم بما من الله عليه به من علم منير يجعله يحكمهم به وذلك يرجع لكون مسألة حكم الانسان لبني الجان مسألة جد معقدة تخضع للعديد والعديد من المعادلات الصعبة والشاقة التي يصعب على اى انسان على غير دراية كافية أن يتفهمها .. قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }ص35 نبدأ عن أسرار الملك بهذه الآية الشريفة التي نزلت في محكم التنزيل بالوحي الأمين سيدنا جبريل على الصادق الأمين سيدنا محمد خير البشر أجمعين ( ص ) .. لنتعلم منها أن نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قد طلب لرب العزة المغفرة قبل الملك لنتبين أن طريق الملك عن طريق الايمان لابد له وأن يكون بشرط مغفرة الله ورحمته لعباده اللذين اصطفاهم بالملك من سائر المخلوقات .. وهذا هو المغزى الحقيقي الذي نريد التوجه اليه في قادم السطور حتى يتبين لنا الحق المبين في أسرار الملك باذن الله رب العباد .. وإن كنا قد نبهنا وبينا بأن هبة الملك من الله العلي القدير غير مرتبطة بمدى ايمان المرء بالله من عدمه فهذا لا يمنع وجود امكانية لأن يكون الايمان هو أهم مقومات هبة الملك من الله لأي من مخلوقاته ولكم رأينا في حياتنا الدنيا اناس كانوا يرتقون أعلى المناصب والدرجات من المال وحب الناس من خلال تقواهم لله وخشيتهم له .. واستكمالا للآية الشريفة التي بدأنا بها الحديث عن الملك وأسراره نكمل من كتاب الله : فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ{36} وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ{37} وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ{38} هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{39} وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ{40} لنتعرف على نوعية الملك الذي وصفه سيدنا سليمان عند طلبه اياه من رب العزة بالملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده فيقول رب العزة ( فسخرنا له الريح والشياطين ) وقام جل في علاه بوصف الريح والشياطين فيما بعد ذلك بالتفصيل ليصبح لا حرج على احد في كتاب الله جل في علاه فوصف الريح بأنها تجري بأمر سيدنا سليمان رخاء أينما وصل أو وقف او امرها بأن تتوجه او تتسلط وذلك كله كنوع من انواع الاعجاز الذي وهبه الله سبحانه وتعالى لسيدنا سليمان .. الى ان أتى ذكر الشياطين ووصفهم الخالق البديع بالبنائين والغواصين وغيرهم بالنوع الثالث وهو الموصود في الاغللال .. ثم يتحدث الله سبحانه وتعالى الى عبده سليمان ابن داوود قائلا له ( هذا عطائونا فامنن أو امسك بغير حساب ) في اشارة الى أن هذا الملك مفتوح وغير محدد لا بزمان ولا بمكان ولا بمدة وهذا هو التميز والانفراد لسيدنا سليمان في عدم امتلاك احد من العالمين لملك سليمان بعد وفاته فلا يوجد احد على وجه المعمورة ( الأرض ) سيصل بالملك الى ما وصل اليه نبي الله سليمان وذلك لأن وعد الله حق .. أخيرا أذكركم بالحديث القدسي الشهير الذي يقول يا ابن آدم خلقت كل شيء لأجلك وخلقتك لأجلي لأنه يعني فيما معناه أن طاعة سائر المخلوقات لك من إنس وجن وجميع الكائنات مقرون بطاعة الانسان لله جل في علاه .. تم تعديل June 1, 2009 بواسطه NADA شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر