اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
الأخبار

السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ الفتح لن تحدث حرب عالمية جديدة لكن حروب بالوكالة

Recommended Posts

news_1667755911_1671.jpg


أيزنهاور حذر من خطورة وجود تحالف بين صانعي السلاح والقرار

بريطانيا أخطأت حين خرجت من الاتحاد الأوروبي.. وستعاني فترة من الزمن

أوروبا عملاق اقتصادي.. لكنه قزم سياسي أمام الولايات المتحدة

نعاني من "الاقتصاد التضخمي".. والحل سياسي

نعيش في عالم متقلب فبين حين وآخر هناك جديد، ونعاني من أزمات متلاحقة؛ ما بين حروب وأوبئة وتصارعات وتحالفات وتجاذبات إقليمية ودولية، ولسنا بعيدين بالطبع عما يدور حولنا -محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا- سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية؛ من أجل ذلك كان لنا هذا الحوار مع السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأوروبية.. وإلى نص الحوار:

- انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشيوخ الأمريكي ستجرى الشهر الحالي.. كيف ترى الوضع بين الجمهوريين والديمقراطيين وإلى أي مدى سيؤثر ذلك في مسار العملية الديمقراطية الأمريكية مستقبلًا؟

عادة لا أهتم بمن سيتولى الحكم سواء الجمهوريين أو الديمقراطيين؛ لأن التوجه السياسي الأمريكي لكلا الطرفين لن يتغير نحونا بصفتنا عربًا، بل هناك لمسات شخصية لبعض المسؤولين، وأنا أرصد في السياسة الأمريكية المؤسسات فهي دولة مؤسسات؛ فلديها الكونجرس والخارجية والبنتاجون، وكلها فاعلة في القرار الأمريكي.

لكن بالطبع فالأعضاء داخل الكونجرس يخضعون للوبي الصهيوني، لكن رغم ذلك فإن أصدقاء إسرائيل داخل الكونجرس يرون أن وضعها الحالي غير قانوني، وأن ممارساتها الآنيَّة ضد مستقبلها، ومستقبلها يكمن في حل الدولتين؛ وهو ما أقره مؤخرًا الرئيس بايدن.. فلك أن تتخيل بقاء إسرائيل على هذا الوضع الاحتلالي وبداخلها 6 ملايين فلسطيني و8 ملايين إسرائيلي وهي محاطة بحدود معادية في سوريا ولبنان وغير صديقة في مصر والأردن.. فما هو مستقبلها بعد 20 سنة من الآن؟! لا مستقبل بالطبع.

الرئاسة الأمريكية تتم بالانتخابات وتخضع لضغوط الصهيونية العالمية؛ لذلك تتأرجح مواقف الزعماء الأمريكان، لكن في النهاية هي دولة مؤسسات والكلمة العليا لها، وهم يعلمون أنهم لو انتهجوا نهج العداء الصريح مع العرب خاصة مصر فقد لجئوا للخيار الخاطئ؛ ومن هنا يحافظون دومًا على مسافة جيدة.

- وإلى أي مدى سيؤثر ذلك في السياسة الخارجية الأمريكية –في ظل الأوضاع العالمية الحالية- خاصة ما يتعلق بالعرب والقضية الفلسطينية؟

هناك حدث طيب حينما اجتمع الرئيس بايدن بدول الخليج في جدة ومعهم مصر، واقترح حينذاك بإنشاء "نيتو عربي" في مواجهة إيران باعتبارها العدو للعرب، لكن ردت الخارجية المصرية أن هذا الاقتراح غير مقبول لأن عدونا الحقيقي هو الذي يحتل أراضينا ويعذب الشعب الفلسطيني؛ وهذا دليل عملي على أن قراراتنا سيادية لا تخضع لأحد.. والجميل في الأمر انعقاد جامعة عربية بعدها تبنت نفس وجهة النظر المصرية؛ وحينذاك –وأؤكد حينذاك فقط- اضطر بايدن لتغيير موقفه وأتى باقتراح حل الدولتين؛ وهذا دليل أيضًا على أهمية اتحاد العرب على كلمة واحدة.

** وكيف ترون الوضع بالنسبة لتغيير الحكومة البريطانية؟

بريطانيا دولة تنتمي للكلاسيكية الملكية وتعتز بذلك كثيرًا، ولا تريد عاصمة أخرى تحكمها، لكنها أخطأت وتسرعت حينما خرجت من الاتحاد الأوروبي؛ لأنها تكبدت خسائر كبيرة مثل فقدان التسهيلات التجارية والإعفاء من الجمارك مع دول الاتحاد، وكذلك فقدان فرص عمل لـ50 ألف بريطاني كانوا يعملون داخل المؤسسات الأوروبية.

ورغم ذلك فإن الاستفتاء الذي حدث بشأن خروجها من الاتحاد يكاد يكون النصف للنصف بالنسبة للشعب البريطاني؛ ما يعني عدم وجود موجة عامة داخل بريطانيا نحو التخلي عن أوروبا. إضافة إلى ذلك جاءت أزمتا "كورونا" والحرب الروسية الأوكرانية اللتان أضعفتا الاقتصاد الأوروبي عمومًا وبريطانيا خصوصًا، وستظل لندن في معاناة فترة من الزمن جراء هذا القرار.

- وكيف ترون تنامي التيار اليميني المتشدد وإلى أي مدى سيؤثر في سياسة الاتحاد الأوروبي؟

أي فصيل أيًا كان يمينيًّا أو يساريًّا سيسعى لتحقيق مصالح بلده، وإذا سار على هذا النهج فلن يبعد عنا كثيرًا، وأود لفت الانتباه إلى أن الاتحاد الأوروبي -حتى الآن- أكبر داعم مالي للسلطة الفلسطينية وموقفه أفضل بكثير من الولايات المتحدة، لكن حينما شكوت هذا لبعض أصدقائي الدبلوماسيين الأوروبيين أجاب بأنهم يتركون القضية الفلسطينية تمامًا لواشنطن، وقالوا: إن أي قضايا أوروبية تتعلق بالحروب في أي مكان يتركونها لأمريكا؛ وهذا يوضح أن أوروبا عملاق اقتصادي لكنه قزم سياسي أمام الولايات المتحدة.

- إلى أي مدى تأثر العالم بالحرب الروسية الأوكرانية اقتصاديًّا؟ وهل ينجح الاتحاد الأوروبي في إيجاد بدائل للغاز الروسي؟

أكثر المتأثرين بالحرب هم الأوروبيون بسبب الغاز الروسي، وفي الثمانينيات حذر الرئيس الأمريكي ريجان من عدم القدرة على الاستغناء عن الغاز الروسي مستقبلًا، وأن موسكو ستضغط بتلك الورقة يومًا ما؛ وقد صدَّقت الأيام رؤيته واستغل الروس تلك الورقة أحسن استغلال؛ فالألمان مثلًا -وكذلك أوروبا- اعتمدوا على هذا الغاز طويلًا بحكم قرب المسافات وأنه الأرخص بالنسبة لهم، لكنهم الآن يعانون.

وموسكو لن تتهاون في مسألة أوكرانيا وارتمائها في أحضان الاتحاد الأوروبي، والروس سيسعون لحل وسط أيضًا، رغم ذلك فكلا الطرفين –روسيا والغرب- وصلا إلى حافة الهاوية ويريدون التراجع لكنّ كبرياءهم السياسي يمنعهم بحكم أنهما قوى عظمى؛ ومع ذلك فكل طرف يحسب خطواته بدقة "بالسنتيميتر" لأن أي تصرف خطأ سيؤدي إلى كارثة، ولدي ثقة كبرى بعدم إقدام أحدهم على الكارثة؛ فلو بدأت واشنطن الحرب النووية يمكنها قتل نحو 90 مليون روسي، وخلال دقائق معدودات سترد موسكو وتقتل حوالي 120 مليون أمريكي؛ لأن الكثافة السكانية الأمريكية أعلى من الروسية؛ ومن هنا يستحيل قيام حرب عالمية بينهما، لكن ما يحدث الآن وسيحدث مستقبلًا هو الحروب بالوكالة خارج أراضي الدولتين، مثل أفغانستان وباكستان وبين الهند والصين وروسيا ومؤخرًا الحرب الأوكرانية.

والاتحاد الأوروبي يحاول إيجاد بدائل للغاز الروسي عن طريق الجزائر ودول الخليج، لكن الثغرة كبيرة، ومصر يمكنها أن تكون موردًا رئيسًا للطاقة لأوروبا فلدينا فائض كهرباء وغاز يؤهلنا لذلك، ولدينا الآن كابل كهربي بحري بيننا وبين اليونان وقبرص.

وفيما يخص الغذاء، فلدينا أزمة فعلية في عالمنا العربي تجعلنا نستورد غذاءً سنويًّا بنحو 55 مليار دولار؛ ولذلك يستحوذ هذا الملف على اهتمام الجامعة العربية وتسعى لتطوير سبل الزراعة عربيًا بصورة أفضل من الوضع الحالي.

- تحوَّل الاقتصاد العالمي من اقتصاد يفتقر لمعدلات كافية من الطلب إلى اقتصاد يفتقر لمعدلات كافية من العرض.. كيف تُعالج تلك الأزمة وما مدى تأثيرها على مصر؟

هذا الوضع تعريفه العلمي "التضخم" وهو مطاردة كمية كبيرة من النقود لكمية قليلة من السلع، والمطلوب من الدول زيادة الإنتاج وتقليل النقود؛ فتأثير رفع سعر الفائدة على الدولار أدى إلى ارتفاع الأسعار وتضخم فظيع؛ فنتج عنه كساد يسمى بـ "الكساد التضخمي" (Stagflatio)، والمهم الآن هو الاتفاق على حل؛ لأن أي حل موجود في الكتب هو حل عظيم، لكن رغم ذلك فحلنا سياسي لا اقتصادي، وهنا مربط الفرس داخل مصر وخارجها، هل ستنجح القيادة في إقناع الرأي العام فيشارك في تحمل القرار ويساند عملته أم لا؟ وهذا هو التحدي الحقيقي.

- وكيف تقرؤون خبر خفض قيمة الجنيه المصري 15%، وهل ستستطيع مصر سداد ديونها الخارجية البالغة أكثر من 150 مليار دولار؟

لا يهمني سعر صرف الجنيه أمام الدولار، بل ما يهمني هو استقرار سعر الصرف؛ فالعبرة ليست بسعره في السوق بل بثباته وعدم تضاعفه سريعًا، بل يتصاعد تدريجيًّا وعلى فترات متباعدة. ومن الذي سيمول الدولار؟ لذلك لا بد أن نعي الدرس من أزمة "النمور الآسيوية" عام 1997م حينما رفضوا الاعتراف بسعر الدولار.

ومصر قادرة على السداد لأنها حسب التصنيف الدولي للديون ليست من الدول المثقلة بالديون، أو الدول غير القادرة على السداد؛ فحتى الآن لا يزال ديننا جزءًا من الناتج القومي، في حين أن الدين القومي لليابان ضعف ناتجها القومي، وفي أمريكا كذلك ضعف الناتج القومي، وفي أوروبا عامة أيضًا بنسبة مرتفعة جدًّا، لكن القاهرة ليست هكذا، والمديونية في المغرب أيضًا أكثر منا.

- هل نجح المؤتمر الاقتصادي المصري في أداء رسالته سياسيًّا واقتصاديًّا أم لا؟

طالما هناك حوار فأنت بخير؛ ففي المؤتمر الاقتصادي تدير حوارًا وطنيًّا، وهذا جيد.

- أخيرًا.. ما المخرج من أزماتنا الاقتصادية داخل مصر، وبم تنصح المصريين قيادةً وشعبًا؟

لدينا في مصر عناصر جيدة مثل أكبر سوق وأقوى جيش في العالم العربي، ووضع اقتصادي جيد، وسياستنا عاقلة متزنة سيادية، والمطلوب منا قيادة وشعبًا هو خلق وفاق حول ما نريد وتحديد آليات تنفيذه؛ فأهم شيء في الإصلاح الاقتصادي هو أن نؤمن بنظرية نتفق عليها جميعًا، مع مراعاة البعد الاجتماعي في أي إصلاح اقتصادي.

اقرأ الخبر من المصدر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..