مصر - الشبهات في زمن الأزمات أبو ضيف القاضي يحذر من طغيان الأنانية واستفحال الذاتية وأن نتحلى بأخلاق الإسلام

[الأخبار 4]

قال الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي أستاذ النقد والأدب وعميد كلية الدرسات الإسلامية بالأزهر الشريف، إنه في مثل هذه الأوقات، وفي مثل هذه الأزمات، مع انتشار الغلاء والوباء، يكون الإنسان تائها، غير متوازن التفكير، ولا يحسن تعقل الأمور، ويمكنه تقبل أي شيء بسهولة، دون أن يحسن وزنه ولا تقدير وزنه، مضيفًا أن أخطر ما يمكن تقبله في مثل هذه الحالة الشبهات في الدين، و الإشاعات في أمور الحياة، بل ينسي كل شيء حتى العلم.

وأوضح أبو ضيف القاضي في منشور له عبر فيس بوك، أن الأزمات التي يتعرض لها الإنسان، خاصة المتعلقة باحتياجاته الضرورية تؤثر عليه بالضرورة، وعلى كل شيء في: حياته، وفكره، وذهنه، وأهم احتياجات الإنسان.

وأشار القاضي إلى هرم (ماسلو)، وهي نظرية أساسية في علم النفس، وضعها إبراهام ماسلو، عام 1943، وهي تتحدث عن الاحتياجات الإنسانية الأساسية، من خلال تسلسل هرمي، جعل قاعدته: الحاجات الأساسية، التي لا يمكن للإنسان البقاء بدونها، مثل: الطعام، والماء ، وهي التي إذا عدمها الإنسان بالفقر ضاع منه كل شيء؛ وفعل لأجلها أي شيء، بما لا يتخيله عقل، لافتا إلى قوله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)، أي: من فقر، وقوله تعالي: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ)، أي: خَشْيَةَ الفَقْر، فالمرء جسر على أمر بالغ الفظاعة، وشديد المرارة ، وهو قتل ولده لأجل الفقر، ومع ما فيه من فقدان الإنسانية هو أعظم ذنب.

وأكد القاضي أن الإسلام جعل من الفَقْر مصيبة يُستعاذ بالله منها، لافتًا إلى قوله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يستعيذ بالله "مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ" (مسلم)، وكان صلي الله عليه وسلم إذا أَوَى إلى فراشه، قال: "اللَّهُمَّ :. . أَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ" (ابن ماجه).

وحذر القاضي في مثل هذه الظروف من طغيان الأنانية، واستفحال الذاتية، وغلبة النرجسية، وأن يقول كل واحد: نفسي ومن ورائي الطوفان، ويفقد كل شيء، بل ويفقد دينه، ويكفر بالله العظيم.

وشدد القاضي على ضرورة أن يعذر بعضنا بعضًا، ويعين بعضنا بعضًا، ونتخلق بأخلاق الإسلام وقيمه لنخفف من وطأة هذه الأزمات ونقلل آثارها إذا لم نستطع أن نقضي عليها.

اقرأ الخبر من المصدر