مصر - السفير صلاح حليمة لـ الفتح المشهد السوداني دافع قوي لعقد قمة الجوار اليوم ومصر تحملت كثيرًا

[الأخبار 4]

قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية، وممثل الجامعة العربية الأسبق بالسودان، ونائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، إن المشهد السوداني الحالي يشكل دافعًا قويًّا لدول الجوار كي تتحرك لعقد مثل القمة المصرية اليوم الخميس بسبب تداعياتها السلبية على المنطقة كلها.

وأضاف "حليمة" في تصريح خاص لـ"الفتح" أن المبادرات التي طُرحت وتعطلت كانت تركز فقط على عملية وقف الحرب وربما شيء من المعالجة للأوضاع الإنسانية، ومع كل أسف لم تحقق أي منها نتائج إيجابية، وربما يعود ذلك إلى أن وقف الحرب يتطلب أولا فك الاشتباك، وخروج قوات الدعم السريع من العاصمة وعودة الجيش إلى ثكناته، ويكون هناك مراقبون لمتابعة وقف إطلاق النار، وهذا ما لم يحدث؛ وبالتالي لم يكن هناك التزام بوقف إطلاق النار.

وأشار إلى أنه لا بد -بالتزامن مع ذلك- من التحرك على المسار السياسي؛ وبذلك يكون هناك نوع من الإلزام لطرفي الصراع على وقف الحرب، وربما تكون "قمة دول الجوار" بقيادة مصر فرصة لمشاركة القطاع المدني بكامله وليس جزء منه؛ بمعنى أن الاتفاق الإطاري كان قاصرًا على قوى الحرية والتغيير وهي لا تمثل المكون المدني كله، علاوة على أن مفاوضات الاتفاق الإطاري معيبة في كثير من الأمور، ولو شارك المكون المدني بكامل طوائفه ربما يكون هناك حراك أفضل ونوع من الضغط على طرفي الصراع لوقف تلك الحرب؛ خاصة إذا كانت هناك رؤية جيدة لحل ودمج قوات الدعم السريع، والمحافظة على الجيش السوداني كمؤسسة عسكرية مع إجراء بعض الإصلاحات والتحديثات عليه.

ولفت السفير إلى أن مصر تحملت كثيرًا في هذه الأزمة وقبلها كذلك؛ فلديها نحو 5 ملايين سوداني قبل اندلاع الصراع المسلح يعاملون مثل المصريين تمامًا في كل المناحي كالتعليم والصحة والإقامة، وهناك أكثر من 250 ألف وافد سوداني جاءوا إلى مصر بعد اندلاع الصراع، ولا شك أن هذا يشكل عبئًا كبيرًا على الاقتصاد المصري، بجانب طبعا العبء الاجتماعي وهو ما يتعلق بالصحة والتعليم وخلافه، ومصر تعاملهم جميعًا معاملة مواطنيها المصريين؛ وبهذا فهي تتحمل عبئًا إضافيًّا، لكن هناك محاولات بالطبع في إطار تعاون ثنائي بين مصر وبعض الدول العربية للإسهام في تخفيف هذا العبء، ثم ربما هناك تعاون مع الجامعة العربية من خلال مواقفها ودورها في الجانب الإنساني، ووربما هناك تعاون أيضًا مع بعض الدول المهتمة بالشأن الإنساني كدول الاتحاد الأوروبي ودول الشمال الأوروبي.

اقرأ الخبر من المصدر