تدوير قش الأرز يحد من الانبعاثات الكربونية ثروة قومية وعوائد اقتصادية كبيرة يدخل في العديد من الصناعات البيئية والغذائية والزراعية

[الأخبار 4]

بجانب أهمية الأرز باعتباره وجبة رئيسية لدى قطاع كبير، تلقى مخلفاته الزراعية "قش الأرز" أهمية خاصة لدى الحكومة التي تسعى لخفض الانبعاثات الكربونية، إذ تسعى للاستفادة منها في إنتاج الطاقة الحيوية والأسمدة وغيرها من الصناعات، بحسب تصريحات الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة.

وعملت منظومة إدارة الأزمة في الأعوام السابقة على تحويل القش من عبء على الفلاح والمجتمع، وذلك من خلال التخلص منه بالحرق وبالتالي تلوث الهواء، إلى الاستخدام الاقتصادي وخلق فرص العمل المرتبطة به، وتمكنت 5 محافظات من توفير نحو مليار جنيه، من تحويل قش الأرز إلى أعلاف للمواشي والحيوانات بعد توفير المكابس والمفارم للمزارعين لإعادة تصنيع قش الأرز، بحسب بيان للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء.

ولقش الأرز أهمية اقتصادية ملحوظة، إذ يدخل في العديد من الصناعات منها السماد وذلك بعد عملية الحصاد يعامل القش بإضافة بعض المواد من بينها الأمونيا التي تساعد في عملية التحلل البكتيري ويعطي السماد العضوي، ويتميز عن السماد التقليدي برفع كفاءة التربة للزراعة، عكس السماد التقليدي ذات الوزن الجزيئي الصغير، كما يدخل في صناعات الأعلاف، والورق، وصناعات الطاقة لتوليد البيوجاز وهو ما يوفر الآلاف من فرص العمل للشباب .

ومن جهته، قال البرلماني السابق رائف تمراز، تبلغ المساحة المزروعة بمحصول الأرز خلال الموسم الحالي نحو 1.1 مليون فدان، في حين تتراوح المساحة الفعلية ما بين 1.4 الى 1.6 مليون فدان، ولا توجد إحصائية دقيقة في هذا الأمر نظرًا لبعض التجاوزات بزراعة المحصول.

وحول الفوائد الاقتصادية لقش الأرز أوضح تمراز أن القش به العديد من العناصر كالسليلوز، والسليكا جيل، واللجنين، وهو ما يعظم من استخداماته البيئية في صناعات الورق والأسمدة وتنقية وإزالة الشوائب وملوثات الماء، مقللًا من اتجاه البعض إلى عمليات حرق القش بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف حيث أقلع عددًا كبيرًا من المزارعين عن حرقه خلال الفترات الماضية واتجهوا لاستخدامه كأعلاف غير تقليدية برفع القيمة الغذائية بإضافة كمية محدودة من اليوريا أو المولاس، لافتًا أن موسم الحصاد يبدأ بشائره من نهاية الشهر الجاري أغسطس وينتهي في أكتوبر حسب الصنف والنوع، أو الأمونيا 2 طن ومن عام لأخر يتم استخدامها بصورة صحيحة تجنبا للتخلص الغير أمن بالحرق،

أما الدكتور سعد زكريا، أستاذ بقسم الكيمياء وسمية المبيدات بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، فأوضح أنه يمكن الاستفادة بطرق مختلفة لتحقيق تنمية مستدامة لما يحتوي عليه من مواد عالية القيمة اقتصاديًا من أهمها صناعة الورق والذي زادت قيمته مؤخرًا بشكل ملحوظ بعد ارتفاع سعر الدولار وإشكاليات توافره.

وأشار إلى أن التعامل الصناعي مع قش الأرز سينبثق منه صناعات متنوعة يبرز منها إنتاج الكحول والخل عن طريق التحليل الميكروبي لمخلفاته، واستخلاص سيليكات البوتاسيوم بنسبة 16% من قش الأرز وتستخدم في صناعة الزجاج والصناعات الدوائية وصناعة السيليكون، ويتم استخراج هيومات البوتاسيوم أو "هيوميك"، ويستخدم في الصناعات الغذائية، بالإضافة إلى استخراج حمض "الفولفيك" ويستخدم في صناعة الأسمدة الزراعية، واللجنين الذي يستخدم في الصناعات الدوائية كالمراهم والأدوية الجلدية، واستخراج السليلوز من قش الأرز.

من جهته، أفاد حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، بأن وحدات الوقود الحيوي التي تهتم بها وزارة البيئة وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي للحد من الآثار والتداعيات السلبية التي كانت تداهمنا قديمًا جراء الحرق المكشوف وتبعاته كالسحابة السوداء لتتحول لتحقيق عائد اقتصادي للمزارعين وتوفير سماد عضوي والحفاظ على البيئة.

اقرأ الخبر من المصدر