حيسو 0 قام بنشر July 28, 2009 مجالس شهر رمضان بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما . أما بعد : فهذه مجالس لشهر رمضان المبارك تستوعب كثيرا من أحكام الصيام والقيام والزكاة ، وما يناسب المقام في هذا الشهر الفاضل ، رتبتُها على مجالس يومية أو ليلية ، انتخبت كثيرا من خطبها من كتاب " قرة العيون المبصرة بتلخيص كتاب التبصرة " مع تعديل ما يحتاج إلى تعديله ، وأكثرت فيها من ذكر الأحكام والآداب لحاجة الناس إلى ذلك . سميته ( مجالس شهر رمضان ) ، وقد سبق أن طبع عدة مرات ، ثم بدا لي أن أعلق عليه بصفة مختصرة تخريج أحاديثه ، وإضافة ما رأيته محتاجا إلى إضافة ، وحذف ما رأيته مستغْنًى عنه ، وهو يسير لا يخل بمقصود الكتاب . أسأل الله تعالى أن يجعل عملنا خالصا لله ، وأن ينفع به ، إنه جواد كريم . (1/1) المجلس الأول : في فضل شهر رمضان الحمد لله الذي أنشأ وبرا ، وخلق الماء والثرى ، وأبدع كل شيء وذرا ، لا يغيب عن بصره صغير النمل في الليل إذا سرى ، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى }{ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى }{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } [ طه : 6 - 8 ] ، خلق آدم فابتلاه ثم اجتباه فتاب عليه وهدى ، وبعث نوحا فصنع الفُلْك بأمر الله وجرى ، وَنَجَّى الخليل من النار فصار حرها بردا وسلاما عليه ، فاعتبِروا بما جرى ، وآتى موسى تسع آيات فما ادَّكر فرعون وما ارعوى ، وأيَّد عيسى بآيات تبهر الورى ، وأنزل الكتاب على محمد فيه البيِّنات والهدى ، أحمده على نعمه التي لا تزال تترى ، وأصلي وأسلم على نبيه محمد المبعوث في أم القرى , صلى الله عليه وعلى صاحبه في الغار أبي بكر بلا مرا ، وعلى عمر الملهَم في رأيه فهو بنور الله يرى , وعلى عثمان زوج ابنته ما كان حديثا يُفْتَرَى , وعلى ابن عمه علي بحر العلوم وأسد الشرى , وعلى بقية آله وأصحابه الذين انتشر فضلهم في (1/3) الورى , وسلم تسليما . إخواني : لقد أظلنا شهر " كريم " وموسم " عظيم " ، يعظم الله فيه الأجر ويجزل المواهب , ويفتح أبواب الخير فيه لكل راغب , شهر الخيرات والبركات , شهر المنح والهبات , { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } , شهر " محفوف " بالرحمة والمغفرة والعتق من النار, أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، اشتهرت بفضله الأخبار ، وتواترت فيه الآثار ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين » (1) ، وإنما تفتح أبواب الجنة في هذا الشهر لكثرة الأعمال الصالحة وترغيبا للعاملين ، وتغلق أبواب النار لقلة المعاصي من أهل الإيمان ، وتصفد الشياطين فتُغَلُّ فلا يخلصون إلى ما يخلصون إليه في غيره . _______________.html شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر