ali desoky 391 قام بنشر July 29, 2009 ثورة..علي المناهج !! التعليم زمان .. والآن (3) .. والمناهج الدراسية لا تسر عدواً أو حبيباً.. مط. وحشو. وتعقيدات بأسلوب يطفش التلميذ من المدرسة حتي لو كان فيها سر الحياة أو كانت الطريق الوحيد لدخول الجنة. قلنا كثيراً حتي بحَّت أصواتنا. وطالبنا كثيراً حتي مللنا.. بضرورة تغيير المناهج كل المناهج لكن لا حياة لمن تنادي.. رغم أنها من أكبر مشاكل التعليم في بلادنا. * * * زمان.. كانت المناهج تناسب عمر التلميذ.. ترفع شعار "السهل الممتنع".. أسلوب بسيط وواضح ومباشر.. لا لف فيها أو دوران.. وفي نفس الوقت تساير العصر وتسلط الضوء علي الاكتشافات الحديثة. لذا.. كنا لا نذاكر سوي من كتاب المدرسة رغم وجود كتب خارجية وملخصات. كان التلميذ منا حريصاً علي أن ينهل من الكتاب المدرسي.. ويدون ملاحظاته أو ملخصاته علي هوامشه.. ولعل الكثيرين مازالوا يحتفظون ببعض هذه الكتب حتي اليوم. والكتاب المدرسي كان يؤلفه أساتذة كبار معروفون للكافة علماً وسيرة وسلوكاً.. ولذا كان آباؤنا يطمئنون لهذه الكتب. أذكر أن والدي رحمه الله مدرس اللغة العربية وخريج نفس الكلية التي تخرجت فيها كان حريصاً علي أن يضع خطوطاً تحت أسماء مؤلفي الكتب علي الصفحة الداخلية ويكتب في الصفحة المقابلة لها "C.V" مختصراً عن كل واحد من المؤلفين.. ولديّ بعض هذه الكتب. الناس زمان لم يكونوا بلهاء أو "عُبْط" كما قد يتصور البعض.. بالعكس كانوا مثقفين جداً وأكثر من معظم مثقفي هذه الأيام. * * * الآن.. المناهج عبارة عن "سَلَطة".. وسمك. لبن. تمر هندي.. معقدة أكثر من اللازم وكأن الذي سيذاكر فيها عبقري زمانه.. وكل مؤلف يفرد عضلاته علي التلاميذ ولا أدري هل ذلك نتيجة عقدة نقص بداخل المؤلف أم يعتبر أن بينه وبين التلميذ "تار بايت" ولذلك يحاول تعقيده من حياته؟!! أقولها بكل الثقة.. إن التلاميذ كل التلاميذ لا يفتحون كتب المدرسة إلا قليلاً منهم.. حيث تظل الكتب مغلقة وجديدة كما هي من أول يوم استلامها حتي تلقي في "الزبالة"! كل التلاميذ إلا القليل منهم يذاكرون الآن من الكتب الخارجية أو من ملازم "سنتر الأحلام".. يسايرون العصر في السرعة.. ثم تأتي الوزارة لتقول إن الامتحانات ستأتي من كتاب المدرسة لنفاجأ بأن معظمها ليس من كتاب المدرسة!!! * * * نحن في حاجة ماسة إلي ثورة في المناهج.. وهذه الثورة تبدأ بالاختيار الصحيح للمؤلفين.. فمصر لم ولن تنضب. نريد مؤلفين أسوياء ومثقفين ورحماء بأولادنا.. يراعون الدين والعادات والتقاليد والهوية المصرية.. مؤلفين ليسوا علي شاكلة سيد القمني وأشباهه. نريد مناهج عصرية ولكن ليست استنساخاً للمناهج الأمريكية أو الإنجليزية أو اللبنانية. أكرر "اللبنانية" حتي ولو زعل مني د. يسري الجمل تضامناً مع د. يوسف بطرس غالي!! شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر