مصر - خبير عسكري الرد الإيراني على اغتيال زاهدي هو هجوم مدروس لتحقيق أهداف سياسية

[الأخبار 4]

بعد أيام من الترقب عقب اغتيال الجنرال محمد رضا زاهدي بقنصلية إيران في دمشق، شنّ الحرس الثوري هجومه الصاروخي تجاه الكيان المحتل، لكن اللافت أنّ الجماهير تابعت هذا الهجوم بتندر وسخرية واسعة، إذا كانت فصول الرد المسرحي المدروس واضحة للعيان في كامل تفاصيلها ونتائجها، وهو ما يعني أنّ إيران تخسر آلتها الدعائية الرامية إلى تبييض وجه جرائمها في العواصم العربية، علاوة على انكشاف مسرحية العداء بين إيران وإسرائيل، واعتبار كليهما محتل للأراضي العربية.

في الرد الإيراني على اغتيال جنرالها بدمشق، كان مؤكدًا أنّ هذه الجولة من التصعيد لا علاقة لها بغزة أو نصرة القضية الفلسطينية، إنما جاءت في سياق صراع النفوذ والمطامع في التوسع والتمدد، فبعد 6 أشهر كاملة من الحرب الإسرائيلية الوحشيّة لم تتدخل إيران وقد تنكرت لوعودها وتهديداتها السابقة في جاهزية حرسها الثوري وفيلق القدس لنصرة فلسطين، لكن مع أول استهداف حقيقي وجاد لمشروعها التوسعي في سوريا، أعلنت سيلًا من التهديدات مع فعل عسكري مكشوف، لإجبار الكيان المحتل على عودة التفاهمات السابقة فيما يتعلق بحدود الاشتباك بين الطرفين برعاية أمريكية.

رد مسرحي

من جهته قال اللواء د. محمد عاصم شنشل، إنّ الرد الإيراني هو رد مسرحي من النوع الرديء مستند على إعلان إيران لموعد الضربة، وإبلاغ الولايات المتحدة عبر وسائط بموعدها وأهدافها، وهو ما يفقد الفعل العسكري المفاجأة التي تعد واحدة من أبسط القواعد العسكرية في الحروب بين الأعداء أو الجيوش، وهو ما يؤكد أن التفاهمات هي الأصل بين الطرفين وليس العداء أو الحرب، لافتًا إلى أنه على مستوى النتائج جاء هذا الهجوم الإعلامي أكثر منه حربيًا حيث جاء مخيبًا للآمال فـ99% من الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران سقطت قبل وصولها الكيان المحتل، وكذلك لم تحقق الضربة أي تدمير لهدف عسكري فضلًا عن قتل أو إصابة جنود، كما أن إعلان بعثة إيران في الأمم المتحدة أن العمليات العسكرية الإيرانية قد انتهت أثناء شن الهجوم، قرينة أخرى تؤكد أن كل شيء كان مضبوطًا في هذا الهجوم حتى من قبل أن يبدأ.

نتائج عكسيّة

أما أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، فقد أشار إلى النتائج العكسية للهجوم الإيراني على حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، حيث أكد أن هذه الضربة الإيرانية أعادت عمل الآلة الإعلامية الإسرائيلية بالمظلومية، وأعادت تنشيط الدعم الغربي لحكومة المتطرفين التي يقودها نتنياهو، كما أنها وحّدت الجبهة الداخلية الملتهبة على المستوى الشعبي أو مستوى الحكومة، مشددًا على أن الأمر لم يخلُ من مكاسب جيوسياسية لإسرائيل متمثلة في تشكيل نواة حلف دفاعي غربي في الدفاع العملي عن الكيان المحتل عبر التصدي للمسيرات الإيرانية معلومة المصدر والهدف.

تصعيد خطير

ولإدراك الدول العربية خطورة التصعيد على المنطقة، واستدعاء الجيوش الغربية إلى دولها، تحت لافتة التصدي لإيران، وخشية توسيع دائرة الصراع، بما يهدد السلم والأمن في المنطقة، فقد طالبت دول المنطقة الرئيسة بضرورة خفض التصعيد وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.

وقد أكد السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية الرفض القاطع للاعتداء الإسرائيلي على المنشآت الدبلوماسية تحت أي مبرر معلنًا تضامن مصر مع سوريا الشقيقة في احترام سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها الشقيق، وذلك عقب العملية الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في سوريا.

كما أعربت جمهورية مصر العربية فى بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية بعد الرد الإيراني على اغتيال جنرالاتها في سوريا، عن قلقها البالغ تجاه مؤشرات التصعيد الخطير في المنطقة مطالبةً بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر. واعتبرت مصر أن التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية/ الإسرائيلية حالياً، ما هو إلا نتاج مباشر لما سبق وأن حذرت منه مصر مراراً، من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة على إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأعمال العسكرية الاستفزازية التى تمارس فى المنطقة.

اقرأ الخبر من المصدر