في ظل سباق التسلح العالمي خبراء يحذرون من زيادة عدد طلبات براءة اختراع المسيرات

[الأخبار 4]

حذر خبراء من أن عدد طلبات براءة الاختراع في مجال صناعة المسيرات قد شهد ارتفاعا كبيرا في جميع أنحاء العالم، وسط "سباق تسلح جديد" لاستخدام هذه التكنولوجيا في ميادين القتال.

وأظهرت بيانات "المنظمة العالمية للملكية الفكرية" WIPO أن طلبات براءة الاختراع في مجال تكنولوجيا صناعة المسيرات قد ارتفعت بنسبة 16% بين عامي 2022 و2023؛ إذ قفز عددها من 16800 في 2022 إلى 19 700 في 2023، وتبرز كل من الصين وروسيا والولايات المتحدة من بين البلدان الخمسة الأولى التي تعمل على تطوير هذه التكنولوجيا.

وفي حديث مع صحيفة "إندبندنت" قال مارسيل بليشتا محلل سابق في وزارة الدفاع الأميركية: إن هذا التهافت على طلبات براءات الاختراع يشير إلى انطلاق سباق تسلح عالمي جديد، استعدادا لنوع جديد من الحروب. وقال في هذا الصدد "إنه سباق تسلح عالمي جديد، وهو مختلف عن سباقات التسلح التقليدية بعتاد كالدبابات والبنادق؛ إذ يعتمد أكثر بكثير على قطاع التكنولوجيا، لا سيما في أوكرانيا وروسيا؛ إذ يجري تطوير هذا النوع من التكنولوجيا للتفوق في حرب الاستنزاف التي يصعب إحراز أي تقدم فعلي وملموس فيها".

وذكر أن ما سبق "ليس بالضرورة ثورة تكنولوجية، بل مجرد مسألة تزويد الحروب بتكنولوجيا المسيرات؛ بهدف التفوق في ميادين القتال".

ومن ثم كشفت "المنظمة العالمية للملكية الفكرية" أن روسيا أودعت 342 طلب براءة اختراع في مجال صناعة المسيرات بين عامي 2022 و2024، في حين لم تودع أوكرانيا أكثر من 4 طلبات خلال الفترة عينها.

وتجدر الإشارة إلى أن ما يقرب 82% من مجمل طلبات براءة الاختراع العالمية المودعة [في هذا المجال] منذ عام 2015، صادر عن شركات صينية؛ إذ مثلت طلبات براءة الاختراع الصينية في عام 2023 (87%) من مجمل الطلبات المودعة.

وبالفعل فإن التكنولوجيا التي طورتها شركة "دي جاي آي" DJI الصينية المنتجة للمسيرات التي غالبا ما تستخدمها أوكرانيا في ميادين القتال، كانت الأكثر شيوعا ضمن طلبات براءة اختراع المسيرات.

وعلى شبكة الإنترنت، يمكن شراء أحد النماذج [التي تنتجها هذه الشركة]، ويعرف باسم "دي جاي أي ماديك" DJI Mavic، لقاء سعر بخس لا يتعدى الـ100 جنيه إسترليني (125 دولار أميركي). ومع أن مبيعات مسيرات "دي جاي آي" معلقة في أوكرانيا وروسيا منذ اندلاع الحرب، إلا أن شراءها لا يزال ممكنا من الخارج.

وفي هذا الصدد، أكد بليشتا أنه يسهل تزويد مسيرات "كوادكوبتر" [ذات المراوح الأربع] بكاميرا ورمانة؛ بغية إرسال شحنات متفجرة، وهو ما يجعلها مثالية في ميادين القتال.

وفي المقابل، تقف الولايات المتحدة في المرتبة التالية بعد الصين، كثاني أكبر مودع لطلبات تطوير التكنولوجيا المذكورة؛ إذ أودعت 858 طلب براءة اختراع في عام 2023 و5631 طلبا منذ عام 2015.

من جهته أشار أندرو وايت، من شركة "ماثيس أند سكواير" Mathys amp Squire للمحاماة في مجال الملكية الفكرية إلى أن التطبيقات العسكرية تمثل اليوم جزءًا كبيرا من عمليات البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا المسيرات. وأفاد بالقول "نلاحظ أن شركات الدفاع تزيد من استثماراتها في أبحاث المسيرات؛ إذ تدرك الحكومات أنها في سباق تسلح فعلي في هذا المجال".

أما بليشتا فقال إن الجيش الأميركي يظهر اهتماما متزايدا بتكنولوجيا المسيرات مع أنه أعرب عن تخوفه من إغراق السوق [بمسيرات من إنتاج] شركات صينية.

"ومن ثم، فإن المسيرات الأميركية الصنع أغلى ثمنا، ومتوفرة بكميات أقل من تلك المصنوعة في الصين؛ بالتالي ما من بديل فعلي عنها في الوقت الحالي".

"ومع ذلك، فالاحتمال قائم طبعا بأن تشهد السنوات الخمس المقبلة استثمارات واسعة [في مجال إنتاج المسيرات] في الولايات المتحدة وأوكرانيا والبلدان الأوروبية".

وفي سياق مواز أعلنت كييف عن خطط باستثمار مليار دولار أميركي في هذه الصناعة، وأشارت إلى أنها تخسر أكثر من 10000 مسيرة شهريا في ميادين القتال.

اقرأ الخبر من المصدر