حديث خلق آدم.. والفهم الخاطيء

[ali desoky]

حديث خلق آدم.. والفهم الخاطيء

 

 

 

أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: خلق الله آدم علي صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال: اذهب فسلم علي أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك به فانها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله. فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة علي صورة آدم فلم يزل الخلق ينتقص حتي الآن.

 

 

هذا الحديث القدسي الشريف التبس فهمه علي كثير من الناس. فما معني ان يخلق الله آدم علي صورته مع ان الله تعالي ليس جسما ولا حالا في جسم وبائن أي عن خلقه ومتفرد بذاته وليس كمثله شيء؟ والاجابة عن هذا علي وجهين وهو أن الضمير علي صورته يعود لآدم وليس الله عز وجل فهو مخلوق علي الصورة والهيئة التي أراد الله ان يكون عليها آدم وهي انه في أحسن تقويم من قوام معتدل وعقل مفكر وقلب مدبر ووجه جميل والوجه الثاني المراد به مشاركة الله في بعض الصفات التي وصف الله تعالي بها نفسه فهو سبحانه السميع والبصير والعليم والرحيم والغني والمتكلم والكريم وهذه الصفات يمكن أن يتصف بها آدم وذريته ولكن مع الفارق الكبير بينهم فهي أتم وأكمل وأشمل عند الله سبحانه وتعالي. ولكنها قاصرة ومحدودة عند آدم وذريته من بعده. فصفة العلم بالنسبة له فهو يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين. وصفة الكلام عند الله كما قال سبحانه." ولو ان ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله" وليس كذلك الانسان ولقد خلق الله آدم من قبضة من التراب جمعت كل العناصر ففيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر فجاء الخلق مختلفين في الأشكال والألوان علي النحو الذي أراده الله وقد خلق الله آدم في غاية التمام والكمال وعلي الصورة التي سيحشر عليها أهل الجنة جعلنا الله منهم آمين. هذا وبالله التوفيق

 

 

 

الشيخ عبدالله أبوعيد

الوكيل الأسبق لوزارة الأوقاف

تم تعديل August 26, 2009 بواسطه alidesoky