خلادالحوتي 0 قام بنشر August 26, 2009 دربنت.. باب الفتوحات ومرقد الأصحاب منظر طبيعي في دربنت تقع مدينة دربنت داخل الأراضي الروسية في الفترة الحالية وبالتحديد في جمهورية داغستان التي تتمتع بالحكم الذاتي ضمن الاتحاد الروسي وهذه المدينة تعد أحد المعابر الرئيسية التي مر منها الإسلام إلى آسيا الوسطى ومنها إلى بلاد روسيا وانطلق بعدها يسطع نوره في مشرق العالم مما يجعل المدينة واحدةً من الجواهر الإسلامية المنسية. عبور الإسلام دخل الإسلام في تلك البلاد من خلال سياسة الفتوحات التي اتبعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى حيث بعث بحملة يقودها عمرو بن سراقة إلى تلك المدينة في العام 20هـ، وكان دخول المسلمين إليها سلميًّا حيث لم يقع أي اقتتال بين الحملة الإسلامية وأهل المدينة وتم الاتفاق بعدها بين المسلمين وملك المدينة ويدعى شهر براز على أن يقاتل في صفوف المسلمين بدلاً من الجزية مما جعل تلك المدينة منطلقًا للفتوحات الإسلامية في تلك المناطق، وعليه أطلق الفاتح المسلم على تلك المدينة مسمى "باب الأبواب" بدلاً من اسمها الأصلي دربنت. ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان بتفسير آخر لاسم المدينة "باب الأبواب" وهو أنها كانت الباب الذي يمر منه الراغب في العبور إلى أوروبا من آسيا الوسطى أو بالعكس وبصفة عامة فإن كلا التفسيرين لتلك التسمية يصلحان ولا يغير اختلافهما من حقيقة أن المدينة مثلت حلقةَ وصلٍ بين الحضارات المختلفة التي شهدتها المنطقة أو أحاطت بها. ومن أهم الحملات التي خرجت من تلك المدينة لنشر دين الله تعالى في هذه البقاع الحملة التي توجهت إلى تبليسي وهي اليوم عاصمة جمهورية جورجيا وكان يقود تلك الحملة حبيب بن مسلمة بينما وصلت حملة سلمان بن ربيعة إلى حدود أرمينيا وقاد حذيفة بن أسيد حملة إلى جبال اللان المحيطة بها واستمرت الفتوحات الإسلامية في هذه المناطق وتحولت باب الأبواب إلى مدينة مركزية بالنسبة للوجود الإسلامي هناك حيث أصبحت مقر الدفاع عن المناطق الإسلامية في هذه البلاد ضد هجمات الروس والخزر. وقد عرفت المدينة في العهد الأموي تراجعًا على مستوى المكانة العسكرية وتطورًا كبيرًا على المستوى الاجتماعي والثقافي حيث بدأت في الالتحام الحقيقي بالعرب فالأمويون كانوا يفضلون العرق العربي على غيره من الأعراق في الدولة الإسلامية فأرسل الخلفاء الأمويون الكثير من العرب ليسكنوا تلك المنطقة فتقول الأرقام التاريخية إن حوالي 24 ألف عربي وصلوا إلى تلك المنطقة وتمازجوا مع أهلها الأمر الذي جعل المدينة نموذجًا للتمازج الثقافي بين العرب والأعراق المنتشرة في منطقة القوقاز في مظلة الإسلام فكان أن صار هناك مجتمع جديد متنوع من الداخل في إطار إسلامي. معالم وشخصيات إسلامية من أبرز المعالم الإسلامية المتواجدة في مدينة "دربنت" أو باب الأبواب هو قبور الصحابة الـ40 الذين توفاهم الله تعالى على ثرى تلك المدينة حيث تواجدوا فيها بعد أن سطروا أولى الأحرف في صفحات تاريخ الإسلام في هذه المنطقة، ومن أبرز أسماء الصحابة الذين عرفتهم تلك المناطق حبيب بن مسلمة الفهري الذي تعرف كتب التراث إسهاماته المختلفة في الحياة الدينية والسياسية والعسكرية في الإسلام. وحبيب بن مسلمة الفهري هو حبيب بن مسلمة بن مالك بن وهب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك وكان من القادة العسكريين البارزين في الإسلام وقد تولى قيادة الجيوش الإسلامية التي توجهت إلى آسيا الوسطى والقوقاز وقد عرف باسم "حبيب الروم" لكثرة ما دخل معهم من الحروب. وكان حبيب من رواة الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام مما يدل على عظم منزلته في الإسلام ويروى عنه موقف مع الرسول عليه الصلاة والسلام حيث أخرج الحافظ ابن عساكر بسنده أن (حبيبًا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم غازيًا، وأن أباه أدركه بالمدينة فقال: يا نبي الله، إنه ليس لي ولد غيره يقوم في مالي وضيعتي وعلى أهل بيتي، فرده معه، وقال: "لعلك أن يخلو لك وجهك بي في عامك، فارجع يا حبيب مع أبيك"؛ فرجع، فمات مسلمة في ذلك العام، وغزا حبيب فيه)، وهو الحديث الذي يوضح إقبال حبيب على صحبة الرسول عليه الصلاة والسلام والجهاد منذ الصغر. وقد أهله ذلك بالإضافة لكفاءته العسكرية إلى أن يضعه الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه في ولاية قنسرين وأرمينيا، ويقال إنه ولد قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بسنتين، والدليل على ذلك ما ورد في كتاب "تهذيب تاريخ دمشق" من أنه (قال محمد بن عمرو: الذي عند أصحاب روايتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وحبيب ابن اثنتي عشرة سنة، وأنه لم يغز معه شيئًا، وفي رواية غيرنا أنه غزا معه، وحفظ عنه أحاديث)، وقد استشهد خلال إحدى المعارك مع الروم. كما أقام المسلمون في هذه المناطق أيضًا المؤسسات اللازمة لإدارة أوضاع المسلمين في هذه البلاد وكان من بينها بيت المال الذي تأسس في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان والذي شهدت المدينة في عهده قمة درجات الازدهار حيث لعبت الدور الأبرز في الفتوحات الإسلامية في هذه المناطق بخاصة في حروب المسلمين ضد الخزر. ومن أهم الآثار الفكرية الإسلامية المرتبطة بباب الأبواب أو "دربنت" هي "رسالة أهل الثغر" التي وجهها أحد الفقهاء المسلمين إلى أهل تلك المدينة لتوضيح عقائدهم وفق القرآن الكريم والسنة النبوية وعلى الرغم من أهمية تلك الرسالة إلا أنها غير معروفة النسب ودارت الكثير من المناقشات حول نسبها فهناك من يقول إن كاتبها هو الإمام أبو الحسن الأشعري بينما يقول آخرون إن كاتبها هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي وكان تلميذًا للأشعري ومن الذين يؤيدون نسبتها لابن مجاهد القاضي الشهيرُ عياض الذي قال عن ابن مجاهد "وله كتاب في أصول الفقه على مذهب مالك ورسالته المشهورة في الاعتقادات على مذهب أهل السنة التي كتب بها إلى باب الأبواب". وحاليا تعتبر دربنت واحدة من أهم التجمعات الإسلامية في روسيا لأنها كانت نواة أولى الدول الإسلامية التي نشأت في هذه الأصقاع ويقال إنها شهدت نهضة إسلامية كبرى في تلك الفترات السابقة أسفرت عن وجود العديد من المساجد على الطراز العثماني وهو ما يرجع إلى سيطرة العثمانيين على تلك المناطق بعد أن تهاوت السيطرة العربية عليها قبل أن يتراجع العثمانيون أمام الضربات الروسية. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
ديسير القائد 0 قام بنشر September 12, 2009 السلام عليكم موضوع اكثرررررررمن رأع و معلومات مفيدة جدا جدا اول مرة اسمع بهده المدينة شكرا لك جزاب الله اجر ما صنعت ان شاء الله شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر