اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
خلادالحوتي

رمضان والمصيف وآراء

Recommended Posts

المصيف في رمضان

 

ikh3(12).jpg

 

إفطار على أنغام الموسيقى وسحور تتضمن إحدى فقراته مسابقات للرقص الشرقي وسهرات مختلطة حتى الصباح.. هذه كانت إحدى معالم المصيف في رمضان العام الماضي؛ حيث يتفنَّن أصحاب المشروعات الترفيهية في ابتكار الوسائل التي تجذب الصائفين غير عابئين بحرمة هذا الشهر الكريم.

 

فهل أصبح من قبيل التناقض أن يذهب الصائم إلى المصيف في رمضان؛ حيث تكثر الفتن التي لا تضمن له قبول صوم أو غفران ذنب أم أنَّ من الممكن أن تتحقَّق المعادلة الصعبة بين متعة المصيف والتعرُّض لنفحات شهر البر والتقوى؟!

 

اختلفت الآراء ما بين رفْض مطلق للمصيف في رمضان وتأييد متحفَّظ..

 

فقد اعتبر أحدهم أن الذهاب للمصيف في رمضان مغامرةٌ غير محسوبة العواقب، الخاسر الوحيد فيها هو الصائم؛ حيث تحاط به الفتن من كل اتجاه، وإن عصم نفسه منها فمن الصعب أن يعصم نفسه من إهدار الوقت الذي يضيع هباءً منثورًا دون فائدة؛ حيث إن برنامج المصيف يتعارض مع رمضان؛ ففي المصيف يفضل الصائفين السهر طوال الليل، ومن ثم يكون النوم طوال النهار ولم يُجعل نهارُ رمضان للنوم، بل جُعِلَ للعمل والعبادة والذكر.

 

واتفق مع الرأي السابق رأي آخر؛ حيث كانت له تجربة سابقة في المصيف في رمضان، ويرى أن هناك تعارضًا تامًّا بين روحانيات الشهر المبارك وبرنامج المصيف، خاصةً وأن الأبناء هم الأكثر تحكمًا في وضع هذا البرنامج، والذي يكون بين "البلاج" صباحًا ثم النوم حتى الإفطار من أجل السهر في المساء، كما أن هناك برامجَ ترفيهيةً عديدةً، فيها من التجاوزات الأخلاقية ما يتنافى مع حرمة هذا الشهر، مثل الحفلات الغنائية الراقصة والاختلاط المبالغ فيه.

 

وآخرقد أقلع عن فكرة المصيف هذا العام؛ بسبب تزامن الوقت المناسب له مع حلول شهر رمضان، واعتبر ذلك ناجاةً لنفسه من المعاصي والذنوب في شهر اختصه الله بالرحمة والمغفرة والعتق.

 

اختلف آخر؛ حيث يرى أن المصيف في رمضان متعة مزدوجة تجمع ما بين الجو الرائع والمناظر الخلاَّبة والطقوس الرمضانية التي تزيد من جمال المصيف، كما يرى أنه ليس هناك أي تعارض بين العبادة والاستمتاع بالمصيف؛ فهذا القول من قبيل التعصب.

 

وآخر فيرى أن تجربته في رمضان الماضي والتي قضاها في المصيف كانت من أفضل الأوقات في حياته؛ حيث أحسن استغلال وقته في طاعة الله، أعانه على ذلك الصحبة الطيبة التي رسمت لنفسها برنامجًا لم تحِد عنه؛ حيث يبدأ اليوم منذ صلاة الفجر وقراءة جزء من القرآن، ثم الذهاب إلى البحر؛ حيث لا يكون الشاطئ مزدحمًا، ثم العودة من أجل النوم إلى صلاة الظهر ومواصلة الذكر، ثم الترويح عن النفس بالألعاب المحببة لهم، وبعد صلاة العصر يقومون بشراء طعام الإفطار وإعداده، وبعد صلاة المغرب والإفطار والانتهاء من صلاة القيام تبدأ متعتهم بالاستمتاع بالجو الرائع للمصيف، ولكن دون أي تجاوزات أخلاقية؛ حيث قاطعوا البرامج الترفيهية التافهة التي تفرق بين نهار رمضان وليله.

 

في هذا الإطار يرى د. أحمد العسال أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن رمضان من الشهور المحببة إلى نفس كل مسلم لما خصَّه به الله عز وجل من أمور ليست في غيره من الشهور؛ منها أن أوله رحمة، وأن أوسطه مغفرة، وأن آخره عتقٌ من النار، كما أخبرنا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، كما أن الصلاة فيه بسبعين صلاة، هذا بالإضافة إلى أنه شهر القرآن والبر والإحسان إلى الفقراء والمساكين؛ فكلها أمور على المسلم الفطن أن يستغلها ويغتنمها قدر استطاعته فلا يستبدل ما هو أدنى بالذي هو خير؛ فالمصيف موجود طوال العام أو في كل شهور الصيف أما رمضان فلا يأتي إلا مرة واحدة في العام؛ من ضيَّعه فقد ضيَّع شيئًا ثمينًا لا يمكن تعويضه، فقد كان من دعاء الصحابة رضوان الله عليهم: "اللهم بلغنا رمضان"؛ لإدراكهم تحذير المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قد "خاب وخسر".. "من أدرك رمضان ولم يغفر له".

 

كما أنَّ على المسلم أن يتجنَّب مواطن الشبهات التي تجرُّ قدمه للمعصية، حتى لو كانت من صغائر الذنوب، فعلى سبيل المثال قد يقع المسلم الصائم في معصية النظر إلى ما حرم الله، ربما تكون الأولى عن غير عمد، ولكن النفس الأمَّارة بالسوء تجعله يكرِّرها، ومن ثم يكون ارتكب إثمًا وهو صائمٌ فالنظرة الأولى إن كانت له فالثانية عليه، وبالتالي يكون أوقع نفسه في المحذور، وهو في غنى عن ذلك، ونقيس على ذلك أمور أخرى عديدة، ومن ثم بدلاً من أن يحصد حسنات ويحظى بالمغفرة نجده يغمس نفسه في المعصية.

 

فشهر رمضان لا بد أن يكون دورةً تدريبيةً مكثفةً؛ للارتقاء بالنفس البشرية، وتعويدها على الطاعة بقية الشهور.

 

ومن جانبه أشار د. أحمد عبد الرحمن أستاذ علم الأخلاق بجامعة الأزهر إلى أن المصيف في حد ذاته ليس من المحرمات التي نهى عنها الإسلام، فلم يحرِّم الإسلام أي شيء فيه نفع للبشر؛ بدليل قوله صلى الله عليه وسلم "إن لنفسك عليك حقًّا"؛ فالترويح عن النفس أمر يحث عليه الإسلام ولكن في غير معصية، وإنما ما ألصق بالمصيف من كونه موسمَ المعصية فذلك يرجع إلى بعض التجاوزات التي ترتكب فيه وتكون مخالفةً لشرع الله عز وجل، ومن ثم فهي محرمة في رمضان وغير رمضان، وعلى المسلم أن يتجنَّبها دائمًا حرصًا على دينه ورضا ربه؛ فـ"الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات"، وبالتالي على المؤمن أن يتجنب الشبهات، وليس ذلك دعوةً لمقاطعة المصيف، بل دعوة لمقاطعة التجاوزات والانحرفات الأخلاقية؛ حتى يكون المصيف صالحًا لرمضان وغيره من الشهور.

 

وأشار إلى أن هناك نماذجَ كثيرةً طيبةً في هذا الصدد؛ حيث قلت التجاوزات بشكل كبير عما كان عليه في الماضي، وهو أمرٌ نرجو أن تزيد معدلاته في السنوات القادمة، من خلال زيادة الوعي والحس الديني لدى المجتمع بأكمله؛ حيث إن المصيف من الممكن أن يكون فرصةً لتهذيب النفس البشرية، من خلال منعها من المحرمات التي تشتهيها ابتغاءَ رضا الله، كما أنه من الممكن أن يكون فرصةً جيدةً لتربية الأبناء على طاعة الله، فالابن الذي يرى أباه يستمتع بما أحله الله ويهجر ما حرمه الله سيشبُّ على الطاعة دون حاجة إلى التوجيه؛ حيث إن التعليم بالقدوة هو الأبلغ والأيسر.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..